أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف بن سعد التجيبي القرطبي أبو الوليد الباجي:فقيه مالكي كبير من رجال الحديث اصله من بطليموس ومولده في باجه بالاندلس ن رحل إلى الحجاز سنة 426هـ ، فمكث ثلاثة اعوام واقام ببغداد ثلاثة اعوام وبالوصل عاما وفي دمشق وحلب مدة وعاد إلى الاندلس فولى القضاء في انحائها وتوفي بالمرية من كتبه (السراج في علم الحجاج) و (احكام الاصول) و (التسديد إلى معرفة التوحيد) و (اختلاف الموطآت) و (شرح فصول الاحكام وبيان ما مضى به العمل من الفقهاء والحكام - خ) و (الحدود) و (الاشارة - خ) رسالة في اصول الفقه و (فرق الفقهاء) و (المنتقى - ط)كبير في شرح الموطأ لمالك و (شرح المدونة) و (التعديل والتجريح لمن روى عنه البخاري في الصحيح.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 125

أبو الوليد الباجي أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الأستاذ أبو القاسم بن القاضي أبي الوليد الباجي، سكن سرقسطة وغيرها وروى عن أبيه معظم علمه وخلفه بعد وفاته في حلقته وغلب عليه علم الأصول والنظر، وله تصانيف تدل على حذقه وله العقيدة في المذاهب السديدة. ورسالة الاستعداد للخلاص من المعاد. وكان غاية في الورع، توفي بجدة بعد منصرفه من الحج سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0

الباجي أبو الوليد سليمان بن خلف.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0

أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث أبو الوليد الأندلسي الباجي القرطبي، صاحب التصانيف. أصله بطليوس وانتقل آباؤه إلى باجة، ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وأربع مائة، وتوفي سنة أربع وسبعين وأربع مائة. سمع ورحل، أخذ الفقه عن أبي الطيب الطبري وأبي إسحاق الشيرازي، وأقام بالموصل سنة يأخذ علم الكلام عن أبي جعفر السمناني وبرع في الحديث وبرز على أقرانه وتقدم في علم الكلام والنظم. ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلوم كثيرة. وروى عنه الخطيب وابن عبد البر وهما أكبر منه. وصنف المنتقى في الفقه، والمعاني في شرح الموطأ عشرين مجلدا لم يؤلف مثله، وكان قد صنف كتابا كبيرا جامعا بلغ فيه الغاية سماه كتاب الاستيفتاء، وكتاب الإيماء في الفقه، والسراج في الخلاف لم يتم، مختصر المختصر في مسائل المونة واختلاف الموطآت، والجرح والتعديل، والتشديد إلى معرفة التوحيد، والإشارة في أصول الفقه، أحكام الفصول في أحكام الأصول، والحدود وشرح المنهاج وسنن الصالحين وسنن العابدين وسبل المهتدين وفرق الفقهاء وتفسير القرآن لم يتم، وسنن المنهاج وترتيب الحجاج، وتوفي بالمرية من الأندلس. ولما تكلم أبو الوليد في حديث البخاري ما تكلم من حديث المقاضاة يوم الحديبية وقال بظاهر لفظه أنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ وكفره بإجازته الكتابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي وأنه تكذيب للقرآن، فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام حتى أطلقوا عليه الفتنة وقبحوا عند العامة فعله وتكلم به خطباؤهم في الجمع ونظموا القصائد التي منها:

فصنف أبو الوليد رسالة فيها أن ذلك لا يقدح في المعجزة فرجع عنه بها جماعة، ومن شعر أبي الوليد الباجي:
ومنه:
ومنه:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث القاضي أبو الوليد الباجي، الفقيه المتكلم المحدث المفسر الأديب الشاعر: أصل آبائه من بطليوس، انتقلوا إلى
باجة- باجة الأندلس، وثم باجة أخرى بافريقية وأخرى بأصبهان. ولد أبو الوليد سنة ثلاث وأربعمائة، وأخذ بالأندلس عن أبي الاصبغ ومحمد بن إسماعيل وأبي محمد مكي بن حموش وأبي شاكر وغيرهم، ورحل سنة ست وعشرين وأربعمائة إلى المشرق، فأقام في الحجاز مجاورا ثلاثة أعوام ملازما للحافظ أبي ذر المحدث يخدمه ويسمع منه، وحج أربع حجج، وسمع هناك من ابن سنجويه وابن محرز والمطوعي، ورحل إلى بغداد فأخذ فيها عن أبي الطيب الطبري وأبي إسحاق الشيرازي والدامغاني وابن عمروس، وأخذ عن الخطيب البغدادي وأخذ الخطيب عنه. ورحل إلى الشام فأخذ فيها عن السمسار، ودخل الموصل فأخذ بها علم الكلام عن السمناني، ثم رجع إلى الأندلس فحاز الرياسة فيها، وسمع منه خلق كثير منهم: الحافظان الصدفي والجياني، والمعافري والسبتي والمرسي وغيرهم، وولي القضاء بمواضع من الأندلس.
وله مصنفات منها: الاستيفاء شرح الموطأ. والمنتقى مختصر الاستيفاء.
والايماء مختصر المنتقى. والسراج في ترتيب الحجاج. والتعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الصحيح. وإحكام الفصول في أحكام الأصول. والتسديد إلى معرفة التوحيد. والمعاني في شرح الموطأ، عشرون مجلدا. وكتاب اختلاف الموطآت.
وتفسير القرآن. والمقتبس من علم مالك بن أنس. والمهذب في اختصار المدونة.
وكتاب مسائل الخلاف. والحدود في الأصول. والاشارة في الأصول. وكتاب فرق الفقهاء. وكتاب الناسخ والمنسوخ. وكتاب السنن في الرقائق والزهد. وكتاب النصيحة لولده، وغير ذلك. مات بالمرية سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ومن شعره:

وله في المعتضد بالله عباد:
وقال:
وقال:
وقال يرثي ولديه وقد ماتا غريبين:

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1387

أبو الوليد الباجي الإمام العلامة، الحافظ، ذو الفنون، القاضي، أبو الوليد، سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي، الأندلسي، القرطبي، الباجي، الذهبي، صاحب التصانيف.
أصله من مدينة بطليوس، فتحول جده إلى باجة -بليدة بقرب إشبيلية- فنسب إليها، وما هو من باجة المدينة التي بإفريقية، التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وابنه الحافظ الأوحد أبو عمر أحمد بن عبد الله بن الباجي، وهما من علماء الأندلس أيضا.
ولد أبو الوليد في سنة ثلاث وأربع مائة.
وأخذ عن: يونس بن مغيث، ومكي بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث.
وارتحل سنة ست وعشرين، فحج، ولو مدها إلى العراق وأصبهان؛ لأدرك إسنادا عاليا، ولكنه جاور ثلاثة أعوام، ملازما للحافظ أبي ذر، فكان يسافر معه إلى السراة، ويخدمه، فأكثر عنه، وأخذ علم الحديث والفقه والكلام.
ثم ارتحل إلى دمشق، فسمع من: أبي القاسم عبد الرحمن بن الطبيز، والحسن بن السمسار، والحسن بن محمد بن جميع، ومحمد بن عوف المزني.
وارتحل إلى بغداد، فسمع: عمر بن إبراهيم الزهري، وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان، وأبا القاسم الأزهري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، ومحمد بن علي الصوري الحافظ، -وصحبه مدة-، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، والحسن بن محمد الخلال، وخلقا سواهم.
وتفقه بالقاضي أبي الطيب الطبري، والقاضي أبي عبد الله الصيمري، وأبي الفضل بن عمروس المالكي.
وذهب إلى الموصل، فأقام بها سنة على القاضي أبي جعفر السمناني المتكلم، صاحب ابن الباقلاني، فبرز في الحديث والفقه والكلام والأصول والأدب.
فرجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلم غزير، حصله مع الفقر والتقنع باليسير.
حدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وأبو بكر الخطيب، وعلي بن عبد الله الصقلي، وأبو عبد الله الحميدي، وأحمد بن علي بن غزلون، وأبو علي بن سكرة الصدفي، وأبو بكر الفهري الطرطوشي، وابنه الزاهد أبو القاسم بن سليمان، وأبو علي بن سهل السبتي، وأبو بحر سفيان بن العاص، ومحمد بن أبي الخير القاضي، وخلق سواهم.
وتفقه به أئمة، واشتهر اسمه، وصنف التصانيف النفيسة.
قال القاضي عياض: آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب، وكان لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل، ويعقد الوثائق قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهيتت الدنيا به، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتى توفي عن مال وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم، ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس، وصنف كتاب المنتقى في الفقه، وكتاب المعاني في شرح الموطأ، فجاء في عشرين مجلدا، عديم النظير.
قال: وقد صنف كتابا كبيرا جامعا، بلغ فيه الغاية، سماه ’’الاستيفاء’’، وله كتاب ’’الإيماء في الفقه’’ خمس مجلدات، وكتاب ’’السراج في الخلاف’’ لم يتم، و’’مختصر المختصر في مسائل المدونة’’، وله كتاب في اختلاف الموطآت، وكتاب في الجرح والتعديل، وكتاب ’’التسديد إلى معرفة التوحيد’’، وكتاب ’’الإشارة في أصول الفقه’’، وكتاب ’’إحكام الفصول في أحكام لأصول’’، وكتاب ’’الحدود’’، وكتاب ’’شرح المنهاج’’، وكتاب ’’سنن الصالحين وسنن العابدين’’، وكتاب ’’سبل المهتدين’’، وكتاب ’’فرق الفقهاء’’، وكتاب ’’التفسير’’ لم يتمه، وكتاب ’’سنن المنهاج وترتيب الحجاج’’.
قال الأمير أبو نصر: أما الباجي ذو الوزارتين ففقيه متكلم، أديب شاعر، سمع بالعراق، ودرس الكلام، وصنف... إلى أن قال: وكان جليلا رفيع القدر والخطر، قبره بالمرية.
وقال القاضي أبو علي الصدفي: ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي، وما رأيت أحدا على سمته وهيئته وتوقير مجلسه. ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم أحمد، فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشامي، فقلت له: أدام الله عزك، هذا ابن شيخ الأندلس. فقال: لعله ابن الباجي؟ قلت: نعم. فأقبل عليه.
قال القاضي عياض: كثرت القالة في أبي الوليد لمداخلته للرؤساء، وولي قضاء أماكن تصغر عن قدره كأوريولة، فكان يبعث إليها خلفاءه، وربما أتاها المرة ونحوها، وكان في أول أمره مقلا حتى احتاج في سفره إلى القصد بشعره، وإيجار نفسه مدة مقامه ببغداد فيما سمعته، مستفيضا لحراسة درب، وقد جمع ولده شعره، وكان ابتدأ بكتاب ’’الاستيفاء’’ في الفقه، لم يضع منه سوى كتاب الطهارة في مجلدات. قال لي: ولما قدم من الرحلة إلى الأندلس وجد لكلام ابن حزم طلاوة، إلا أنه كان خارجا عن المذهب، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه، واتبعه على رأيه جماعة من أهل الجهل، وحل بجزيرة ميورقة، فرأس فيها، واتبعه أهلها، فلما قدم أبو الوليد؛ كلموه في ذلك، فدخل إلى ابن حزم، وناظره، وشهر باطله. وله معه مجالس كثيرة. قال: ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي في صحيح البخاري. قال بظاهر لفظه، فأنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ، وكفره بإجازته الكتب على رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي، وأنه تكذيب للقرآن، فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام، حتى أطلقوا عليه الفتنة، وقبحوا عند العامة ما أتى به، وتكلم به خطباؤهم في الجمع، وقال شاعرهم:

فصنف القاضي أبو الوليد ’’رسالة’’ بين فيها أن ذلك غير قادح في المعجزة، فرجع بها جماعة.
قلت: يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب اسمه ليس إلا، ولا يخرج بذلك عن كونه أميا، وما من كتب اسمه من الأمراء والولاة إدمانا للعلامة يعد كاتبا، فالحكم للغالب لا لما ندر، وقد قال عليه السلام: ’’إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب’’. أي لأن أكثرهم كذلك، وقد كان فيهم الكتبة قليلا. وقال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا}. فقوله -عليه الصلاة- السلام: ’’لا نحسب’’ حق، ومع هذا فكان يعرف السنين والحساب، وقسم الفيء، وقسمة لمواريث بالحساب العربي الفطري لا بحساب القبط ولا الجبر والمقابلة، بأبي هو ونفسي صلى الله عليه وسلم، وقد كان سيد الأذكياء، ويبعد في العادة أن الذكي يملي الوحي وكتب الملوك وغير ذلك على كتابه، ويرى اسمه الشريف في خاتمه، ولا يعرف هيئة ذلك مع الطول، ولا يخرج بذلك عن أميته، وبعض العلماء عد ما كتبه يوم الحديبية من معجزاته، لكونه لا يعرف الكتابة وكتب، فإن قيل: لا يجوز عليه أن يكتب، فلو كتب؛ لارتاب مبطل، ولقال: كان يحسن الخط، ونظر في كتب الأولين. قلنا: ما كتب خطا كثيرا حتى يرتاب به المبطلون، بل قد يقال: لو قال مع طول مدة كتابة الكتاب بين يديه: لا
أعرف أن أكتب اسمي الذي في خاتمي، لارتاب المبطلون أيضا، ولقالوا: هو غاية في الذكاء، فكيف لا يعرف ذلك؟ بل عرفه، وقال: لا أعرف. فكان يكون ارتيابهم أكثر وأبلغ في إنكاره، والله أعلم.
وأما الحافظ أبو القاسم بن عساكر، فذكر أن أبا الوليد قال: كان أبي من باجة القيروان، تاجرا يختلف إلى الأندلس.
قلت: فعلى هذا هو وأبو عمر بن الباجي وآله كلهم من باجة القيروان، فالله أعلم.
ومن نظم أبي الوليد:
أخبرنا ابن سلامة كتابه، عن القاسم بن علي بن الحسن، أخبرنا أبي، أخبرنا رزين بن معاوية بمكة، أخبرنا الفقيه علي بن عبد الله الصقلي بمكة، حدثنا أبو الوليد القاضي، حدثنا يونس بن عبد الله القرطبي، حدثنا يحيى بن عبد الله، عن أبيه، عن يحيى بن يحيى، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة، وصلى بها.
كذا رواه ابن عساكر.
أنبأنا ابن علان وجماعة، عن أبي طاهر الخشوعي، عن أبي بكر محمد بن الوليد الفهري ’’ح’’ وأخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أخبرنا عبد العزيز بن عبد الوهاب الزهري، أخبرنا جدي أبو الطاهر بن عوف، أخبرنا محمد بن الوليد الفهري، أخبرنا أبو الوليد سليمان بن خلف، أخبرنا يونس بن عبد الله مناولة، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله الليثي، أخبرنا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى، أخبرنا أبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ’’إن الذي تفوته صلاة العصر، كأنما وتر أهله وماله’’.
وسمعته عاليا من أحمد بن هبة الله، عن المؤيد بن محمد، أخبرنا هبة الله بن سهل،
أخبرنا سعيد بن محمد، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب، حدثنا مالك بهذا.
وسمعناه في جزء أبي الجهم من حديث الليث، عن نافع.
قال أبو علي بن سكرة: مات أبو الوليد بالمرية في تاسع عشر رجب، سنة أربع وسبعين وأربع مائة، فعمره إحدى وسبعون سنة سوى أشهر، فإن مولده في ذي الحجة من سنة ثلاث وأربع مائة.
ومات معه في العام: مسند العراق أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار، وشيخ المالكية بسبتة أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن العجوز الكتامي، ومحدث نيسابور أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن المزكي، ومعمر بغداد أبو بكر أحمد بن هبة الله بن صدقة الدباس. وكان يذكر أن أصوله على أبي الحسين بن سمعون والمخلص ذهبت في النهب.
أخبرنا محمد بن عبد الكريم المقرئ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد سنة خمس وثلاثين، أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن مكي الزهري قراءة عليه سنة ’’572’’، أخبرنا أبو بكر الفهري، أخبرنا أبو الوليد الباجي، أخبرنا يونس بن عبد الله القاضي، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، عن عم أبيه عبيد الله بن يحيى بن يحيى، عن أبيه، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس أنه سمعه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم، ولا بالجعد القطط ولا بالسبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء صلى الله عليه وسلم’’.
وابنه:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 55

سليمان القاضي أبو الوليد بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث الباجي أصلهم من بطليوس ثم انتقلوا إلى باجة أعني: باجة الأندلس وثم باجة أخرى بمدينة إفريقية وباجة أخرى ببلاد أصبهان بالعجم أخذ بالأندلس عن أبي الأصبغ وأبي محمد: مكي وأبي شاكر ومحمد بن إسماعيل وغيرهم ورحل سنة ست وعشرين فأقام بالحجاز مع أبي ذر ثلاثة أعوام وحج أربع حجج وسمع ثم من المطوعي وأبي بكر بن سختويه وابن محرز وابن محمود الوارق. ورحل إلى بغداد فأقام بها ثلاثة أعوام يدرس الفقه ويسمع الحديث.
سمع من الفقهاء كأبي الفضل بن عروس: إمام المالكية وأبي الطيب الطبري وأبي إسحاق الشيرازي الشافعي وأبي عبد الله الدامغاني والصيمري وجماعة من الفقهاء ودخل أبو الوليد الشام وسمع بها من السمسار ونظرائه ودخل الموصل فأقام بها عاما يدرس على السمناني الأصول وسمع بمصر من أبي محمد بن الوليد وغيره.
قال صاحب الوفيات: ورحل أبو الوليد الباجي إلى المشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة وكان مقامه في المشرق نحو ثلاثة عشر عاما وروى عن الحافظ أبي بكر الخطيب وروى الخطيب أيضا عنه قال الخطيب: وأنشدني أبو الوليد لنفسه:

وقيل: إنه ولي قضاء حلب وأخذ عنه أبو عمر بن عبد البر صاحب الاستيعاب
وبينه وبين أبي محمد بن حزم مناظرات وفصول يطول شرحها.
قال القاضي عياض: وحاز الرئاسة بالأندلس فسمع منه خلق كثير وتفقه عليه خلق وممن تفقه عليه أبو بكر الطرطوشي والقاضي بن شبرين وسمع منه من أهل الأندلس الحافظان أبو علي الجياني والصدفي والقاضي أبو القاسم المعافري والسبتي وابن أبي جعفر المرسي وغيرهم. وكان في رحلته وأول وروده الأندلس مقلا في دنياه حتى احتاج في سيره إلى القصد بشعره وآجر نفسه ببغداد مدة مقامه لحراسة درب فكان يستعين بإجارته على نفقته ولما ورد الأندلس أول وروده كان يتولى ضرب ورق الذهب للغزل. والأبرار ويعقد الوثائق وقيل: إنه يخرج للإقراء وفي يده أثر المطرقة إلى أن فشا علمه وشهرت تآليفه فعرف حقه وعظم جاهه وقرب من الرؤساء واستعملوه في الأمانات والقضاء وأجزلوا صلاته فاتسعت حاله وكثر كسبه حتى مات عن مال وافر كثير. وكان يستعمله الرؤساء في الرسل بينهم ويقبل جوائزهم وهم له على غاية البر والإكرام وولي قضاء مواضع من الأندلس تصغر عن قدره كأريولة وشبهها.
قلت: ومن كتاب الصلة لابن بشكوال
قال بن بشكوال: وأخبرني بعض أصحابنا قال: سمعت القاضي أبا علي بن سكرة يقول في القاضي أبي الوليد: ما رأيت مثله ولا رأيت على سمته وهيبته وتوقير مجلسه وقال: هو أحد أئمة المسلمين.
قال ابن بسام: بلغني عن الفقيه أبي محمد بن حزم أنه كان يقول: لم يكن لأصحاب المذهب المالكي بعد القاضي عبد الوهاب - مثل أبي الوليد الباجي ونقل بعضهم: إن أبا الوليد لما ورد إلى الأندلس وجد بها ابن حزم الظاهري ولم يكن في الأندلس من يشتغل بعلمه فقصرت ألسنة فقهائها عن مجادلته واتبعه جماعة على رأيه واحتل بجزيرة ميورقة فرأس بها واتبعه أهلها فلما وصل أبو الوليد تكلم في ذلك فرحل إليه وناظره وأبطل كلامه وله معه مجالس كثيرة قيدت بأيدي الناس.
ولما تكلم أبو الوليد في حديث البخاري المروي في عمرة القضاء والكتابة إلى قريش وذكر قول من قال بظاهر اللفظ - أنكر عليه أبو بكر بن الصائغ الزاهد وكفره بإجازته الكتب على النبي صلى الله عليه وسلم وتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام حتى أطلقوا عليه اللعن فلما رأى ذلك ألف رسالته المسماة بتحقيق المذهب بين فيها المسألة لمن يفهمها وأنها لا تقدح في المعجزة كما لا تقدح القراءة في ذلك فوافقه أهل التحقيق بأسرار العلم وكتب بها لشيوخ صقلية فأنكروا على ابن الصائغ ووافقوا أبا الوليد على ما ذكره.
قلت: وذكره القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله تعالى في كتاب القواصم والعواصم له بعد ذكره ما وقع في الغرب من الفتن فقال: عطفنا عنان القول إلى مصائب نزلت بالعلماء في طريق الفتوى لما كثرت البدع وذهب العلماء وتعاطت المبتدعة منصب الفقهاء وتعلقت بهم أطماع الجهال فقالوا بفساد الزمان ونفوذ
وعد الصادق في قوله صلى الله عليه وسلم: ’’اتخذ الناس رؤساء جهالا - فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا’’.
وبقيت الحال هكذا فماتت العلوم إلا عند آحاد الناس واستمرت القرون على موت العلم وظهور الجهل وذلك بقدرة الله تعالى وجعل الخلف منهم يتبع السلف حتى آلت الحال إلى أن ينظر في قول مالك وكبراء أصحابه ويقال: قد قال في هذه المسألة أهل قرطبة وأهل طلمنكة وأهل طلبدة وأهل طليطلة وصار الصبي إذا عقل وسلكوا به أمثل طريقة لهم علموه كتاب الله تعالى ثم نقلوه إلى الأدب ثم إلى الموطأ ثم إلى المدونة ثم إلى وثائق ابن العطار ثم يختم له إلى أحكام بن سهل ثم يقال: قال فلان الطليطلي وفلان المجريطي وابن مغيث لا أغاث نداه فيرجع القهقرى ولا يزال إلى ورا. ولولا أن الله تعالى من بطائفة تفرقت في ديار العلم وجاءت بلباب منه كالقاضي أبي الوليد الباجي وأبي محمد الأصيلي فرشوا من ماء العلم على هذه القلوب الميتة وعطروا أنفاس الأمة الذفرة - لكان الدين قد ذهب ولكن تدارك الباري سبحانه بقدرته ضرر هؤلاء بنفع هؤلاء وتماسكت الحال قليلا والحمد لله تعالى. هذه نبذة من كلامه.
ولأبي الوليد تآليف مشهورة منها: كتاب الاستيفاء في شرح الموطأ كتاب حفيل كثير العلم لا يدرك ما فيه إلا من بلغ درجة أبي الوليد في العلم وكتاب المنتقى في شرح الموطأ وهو اختصار الاستيفاء ثم اختصر المنتقى في كتاب سماه: الإيماء قدر ربع المنتقى وكتاب السراج في علم الحجاج وكتاب مسائل الخلاف لم يتم وكتاب المقتبس من علم مالك بن أنس لم يتم وكتاب المهذب في اختصار المدونة وكتاب شرح المدونة وكتاب اختلاف الموطأ ومسألة اختلاف الزوجين في الصداق وكتاب مختصر المختصر في مسائل المدونة وكتاب إحكام الفصول في أحكام الأصول وكتاب الحدود في أصول الفقه وكتاب الإشارة في أصول الفقه وكتاب تبيين المنهاج وكتاب التشديد إلى معرفة طريق التوحيد وكتاب تفسير القرآن لم يكمل وكتاب فرق الفقهاء.
قال ابن هلال: رأيته في الإسكندرية وكتاب الناسخ والمنسوخ لم يتم وكتاب السنن في الرقائق والزهد والوعظ وكتاب التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الصحيح وكتاب في مسح الرأس وكتاب في غسل الرجلين وكتاب النصحية لولديه ورسالته المسماة: بتحقيق المذهب وله غير ذلك. توفي رحمه الله تعالى بالمرية سنة أربع وتسعين وأربعمائة لسبع عشرة ليلة خلت من رجب ودفن بالرباط على ضفة البحر وصلى عليه ابنه أبو القاسم مولده سنة ثلاث وأربعمائة.

  • دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 377

سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث. الإمام الحافظ العلامة أبو الوليد الباجي التجيبي القرطبي الذهبي المالكي، الأصولي المتكلم المفسر الأديب الشاعر، صاحب التصانيف النافعة.
ولد في يوم الثلاثاء النصف من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة، وأصله من مدينة بطليوس، فانتقل جده إلى باجة المدينة التي بقرب إشبيلية فنسب إليها، وليس هو من باجة القيروان التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد المذكور.
أخذ عن يونس بن عبد الله القاضي، ومكي بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل وأبي بكر بن الحسين بن عبد الوارث.
وارتحل سنة ست وعشرين. فحج وجاور ثلاثة أعوام ملازما لأبي ذر الحافظ، وحمل عنه علما كثيرا، وكان يسافر معه إلى سراة بني شبابة ويخدمه، ثم رحل إلى بغداد ودمشق ففاته أبو القاسم بن بشران، وسمع أبا القسم بن الطبيز، وعلي بن موسى السمسمار، والسكن بن جميع الصيداوي، وأبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري، وأبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم عبيد الله الأزهري، ومحمد بن عبد الله الصوري، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم.
وتفقه في بغداد بالقاضي أبي الطيب، والقاضي أبي عبد الله الحسين الصيمري، وأبي العباس أحمد بن محمد بن عمروس المالكي، وأخذ الأصول عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأقام بالموصل سنة على أبي جعفر السمناني فأخذ عنه العقليات، وبرع في الحديث وعلله، وفي الفقه وغوامضه وخلافه، وفي الكلام ومضايقه، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عاما بعلم جم حصله مع الفقر والتعفف.
روى عنه الحافظان أبو بكر الخطيب، وأبو عمر بن عبد البر، وهما أكبر منه، وأبو عبد الله الحميدي، وعلي بن عبد الله الصقلي، وأحمد بن علي بن غزلون، والحافظ أبو علي الصدفي، وولده الإمام أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد الزاهد، وأبو بكر الطرطوشي، وأبو علي بن سهل السبتي، وأبو بحر سفيان بن العاص، ومحمد بن أبي الخير القاضي وسواهم، وتفقه به الأصحاب.
قال القاضي عياض: آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب، وكان حين رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق، قال لي أصحابه: كان يأتينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة؛ إلى أن فشا علمه وهيئت الدنيا له، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته حتى مات عن مال وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس.
وصنف كتابا كبيرا جامعا بلغ فيه الغاية سماه كتاب «الاستيفاء» وكتاب «المعاني في شرح الموطأ» جاء في عشرين مجلدا عديم النظير، وكتاب «المنتقى في شرح الموطأ» وهو اختصار «الاستيفاء» ثم اختصر «المنتقى» في كتاب سماه «الإيماء» قدر ربع «المنتقى» وكتاب «الإيماء في الفقه» خمس مجلدات، وكتاب «السراج في عمل الحجاج» وكتاب «اختلاف الموطآت» وكتاب «مسائل الخلاف» لم يتم، وكتاب «المقتبس من علم مالك بن أنس» لم يتم، وكتاب «المهذب في اختصار المدونة» وكتاب «الجرح والتعديل» وكتاب «شرح المدونة» و «مسألة اختلاف الزوجين في الصداق» وكتاب «إحكام الفصول في أحكام الأصول» وكتاب «الحدود في أصول الفقه» وكتاب «تبين المنهاج» وكتاب «التسديد إلى معرفة طريق التوحيد» وكتاب «شرح المنهاج» وكتاب «السراج في الخلاف» وكتاب «سنن الصالحين وسنن العابدين» وكتاب «سبيل المهتدين» و «كتابا في فرق الفقهاء» وكتاب «التفسير» لم يتمه، وكتاب «الناسخ والمنسوخ» لم يتمه، وكتاب «السنن في الرقائق والزهد»، وكتاب «التعديل والتخريج لمن خرج عنه البخاري في الصحيح» «وكتابا في مسح الرأس» و «كتابا في غسل الرجلين» و «كتاب النصيحة لولديه» و «رسالته المسماة بتحقيق المذهب» وله غير ذلك.
قال أبو نصر بن ماكولا: أما الباجي ذو الوزارتين أبو الوليد ففقيه متكلم، شاعر أديب سمع بالعراق ودرس الكلام وصنف، وكان جليلا رفيع القدر والخطر، قبره بالمرية.
وقال أبو علي بن سكرة: ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي، وما رأيت أحدا على سمته وهيئته وتوقير مجلسه، ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشامي فقلت له: أدام الله عزك، هذا ابن شيخ الأندلس، فقال: لعله ابن الباجي؟ فقلت: نعم، فأقبل عليه.
قال القاضي عياض: كثرت القالة في أبي الوليد لمداخلته للرؤساء، وولي قضاء أماكن تصغر عن قدره «كأوريولة » فكان يبعث إليها خلفاءه وربما أتاها المرة ونحوها، وكان في أول أمره مقلا، حتى احتاج في سفره إلى القصد بشعره، واستئجار نفسه مدة مقامه ببغداد فيما سمعته، مستفيضا لحراسة درب، وقد جمع ابنه شعره، وكان ابتداؤه لكتاب «الاستيفاء» في الفقه، لم يصنع منه سوى كتاب الطهارة في مجلدات.
قال: ولما قدم الأندلس وجد لكلام ابن حزم طلاوة، إلا أنه كان خارجا عن المذهب، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه، واتبعه في رأيه جماعة من أهل الجهل، وحل بجزيرة ميورقة فرأس فيها واتبعه أهلها، فلما قدم أبو الوليد كلموه في ذلك، فدخل عليه وناظره وشهر باطله، وله معه مجالس كثيرة.
ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي في البخاري، قال: بظاهر لفظه، فأنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ، وكفره بإجازة الكتب على رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي وأنه تكذيب للقرآن، فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام، حتى أطلقوا الفتنة، وقبحوا عند العامة ما أتى به، وتكلم به خطباؤهم في الجمع، وقال شاعرهم:

وصنف أبو الوليد «رسالة» بين فيها أن ذلك غير قادح في المعجزة، فرجع بها جماعة.
قال الذهبي الحافظ عقب هذا الكلام، قلت: ما كل من عرف أن يكتب اسمه فقط بخارج عن كونه أميا لأنه لا يسمى كاتبا، وجماعة من الملوك قد أدمنوا في كتابة العلامة وهم أميون، والحكم للغلبة لا للصورة النادرة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إنا أمة ) أي أكثرهم كذلك لندرة الكتابة في الصحابة، وقال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم}.
ولأبي الوليد:
وأما الحافظ ابن عساكر، فذكر أن أبا الوليد قد كان أتى من باجة القيروان تاجرا يختلف إلى الأندلس، وهذا أقوى مما ابتدأنا به، وصار الباجيان نسبتهما إلى مكان واحد. قال ابن سكرة: مات بالمرية في تاسع عشر رجب سنة أربع وسبعين وأربعمائة، رحمة الله عليه.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 208

سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث الإمام أبو الوليد الباجي الفقيه الأصولي المتكلم المفسر الأديب الشاعر ولد في شهر ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة وأخذ عن يونس بن مغيث ومكي بن أبي طالب ورحل فلزم بمكة أبا ذر ثلاثة أعوام وحمل عنه علما كثيرا وأخذ ببغداد الفقه عن ابن عمروس
والأصول عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وبالموصل الكلام عن أبي جعفر السمناني وسمع الحديث بدمشق من
ابن جميع وغيره
وببغداد من عبيد الله بن أحمد الأزهري وابن غيلان والصوري
ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلوم كثيرة وبرع في الحديث والتفسير والفقه والأصول وتصدر للإفادة وانتفع به جماعة كثيرة وولي قضاء مواضع بالأندلس وفشا علمه وعظم جاهه
وله من التصانيف شرح الموطأ واختلافات الموطأ والجرح والتعديل وتفسير القرآن والحدود والإشارة في أصول الفقه وإحكام الفصول في علم الأصول والتسديد إلى معرفة التوحيد والمنتقي في الفقه وغير ذلك
توفي في المرية في تسع عشرة من شهر رجب سنة أربع وسبعين وأربعمائة

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 131

سليمان بن خلف بن سعد، أبو الوليد الباجي، من أهل قرطبة.
سمع وحدث ببغداد باليسير، وصنف في فنون شتى.
قال ابن بشكوال: سمعت بعض أصحابنا قال: سمعت أبا علي بن سكرة الحافظ يقول: ما رأيت مثل أبي الوليد على سمته وهيئته وتوقير مجلسه، وقال: هو أحد أئمة المسلمين.
وقال ابن النجار: كان من أئمة الفقهاء والمحدثين المشار إليهم بغزارة الفضل وحسن المصنفات والنبل، توفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة.

  • مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 5- ص: 1

أبو الوليد الباجي العلامة الحافظ ذو الفنون سليمان بن خلف بن سعيد بن أيوب التجيبي القرطبي الذهبي صاحب التصانيف
ولد سنة ثلاث وأربعمائة
ورحل ولازم أبا ذر الحافظ وتفقه بالقاضي أبي الطيب الطبري وابن
عمروس المالكي
وبرع في الحديث وعلله ورجاله والفقه وغوامضه والكلام ومضايقه
وتفقه به الأصحاب وروى عنه خلائق وصنف في الجرح والتعديل والتفسير والفقه والأصول مات بالمرية تاسع عشر رجب سنة أربع سبعين وأربعمائة

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 439

والحافظ الفقيه أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 136

الباجي
الحافظ، العلامة، صاحب التصانيف، أبو الوليد، سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث، التجيبي، القرطبي، الذهبي.
أصله من مدينة بطليوس، وانتقل جده إلى مدينة باجة التي بقرب إشبيلية، فنسب إليها، وقيل هو من باجة القيروان التي ينسب إليها أبو محمد الباجي الحافظ.
ولد سنة ثلاثٍ وأربع مئة.
وحمل عن: يونس بن عبد الله القاضي، ومكي بن أبي طالب، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث.
وارتحل سنة ست وعشرين، فحج، وجاور ثلاثة أعوام، ولازم أبا ذر الهروي، وكان يسافر معه إلى سراة بني شبابه، ويخدمه، ثم رحل إلى بغداد ودمشق ففاته أبو القاسم بن بشران.
وسمع أبا القاسم بن الطبيز، وعلي بن موسى السمسار، والسكن بن جميع الصيداوي، وأبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري، وأبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم الأزهري، ومحمد بن علي الصوري، وطبقتهم.
وتفقه بالقاضي أبي الطيب الطبري، والقاضي أبي عبد الله الحسين الصيمري، وأبي الفضل بن عمروس المالكي.
وأقام بالموصل سنةً على أبي جعفر السمناني يأخذ عنه علم الكلام، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عاماً.
روى عنه: ابن عبد البر، والخطيب - وهما أكبر منه - والحميدي، وأبو علي الصدفي، وأبو بكر الطرطوشي، وأبو علي بن سهل السبتي، وأبو بحر سفيان بن العاص، وابنه الإمام أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد، وخلق سواهم.
ذكره ابن الدباغ في الطبقة الحادية عشرة من الحفاظ.
وقال أبو علي بن سكرة: ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي، وما رأيت أحداً على سمته وهيئته وتوقير مجلسه، ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشامي، فقلت له: أدام الله عزك، هذا ابن شيخ الأندلس. فقال: لعله ابن الباجي؟ فقلت: نعم. فأقبل عليه.
وقال القاضي عياض: أجر أبو الوليد الباجي نفسه ببغداد لحراسة
درب، وكان لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل، ويعقد الوثائق. قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهيتت الدنيا به، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتى مات عن مالٍ وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم، ويقبل جوائزهم، ولي القضاء بمواضع من الأندلس، وصنف كتاب ’’المنتقى في الفقه’’، وكتاب ’’المعاني في شرح الموطأ’’، وكتاب في ’’الجرح والتعديل’’، وكتاب ’’التسديد إلى معرفة التوحيد’’، وكتاب ’’الإشارة في أصول الفقه’’، وكتاب ’’إحكام الفصول في أحكام الأصول’’، وكتاب ’’الحدود’’، وكتاب ’’شرح المنهاج’’، وكتاب ’’سنن الصالحين وسنن العابدين’’، وكتاب ’’سبل المهتدين’’، وكتاب ’’فرق الفقهاء’’، وكتاب ’’التفسير’’ لم يتمه، وكتاب ’’سنن المنهاج وترتيب الحجاج’’.
وقال أبو نصر بن ماكولا: وذو الوزارتين، القاضي الإمام أبو الوليد الباجي من باجة الأندلس، متكلم فقيه أديب شاعر، رحل إلى المشرق وسمع بمكة من أبي ذر الهروي، وبالعراق من البرمكي وطبقته، ودرس الكلام على القاضي السمناني، وتفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، ورجع إلى الأندلس فروى، ودرس وألف، قرأت عليه كتاب
’’التمييز’’ لمسلم عن أبي ذر الهروي، وحضرت مجالسه، وكان جليلاً، رفيع القدر والخطر.
وقال القاضي عياض: كثرت القالة في أبي الوليد لمداخلته للرؤساء، وولي قضاء أماكن تصغر عن قدره كأوريولة، فكان يبعث إليها خلفاءه، وربما أتاها المرة ونحوها، وكان في أول أمره مقلاً حتى احتاج في سفره إلى القصد بشعره، وإيجار نفسه مدة مقامه ببغداد - فيما سمعته مستفيضاً - لحراسة دربٍ، وقد جمع ابنه شعره، وكان ابتدأ بكتاب ’’الاستيفاء’’ في الفقه، لم يضع منه سوى كتاب الطهارة في مجلدات. قال: ولما قدم الأندلس وجد لكلام ابن حزم طلاوة إلا أنه كان خارجاً عن المذهب، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه، واتبعه على رأيه جماعة من أهل الجهل، وحل بجزيرة ميورقة فرأس فيها، واتبعه أهلها، فلما قدم أبو الوليد كلموه في ذلك، فدخل إليه وناظره، وشهر باطله، وله معه مجالس كثيرة، ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي في ’’صحيح’’ البخاري، قال بظاهر لفظه، فأنكر عليه الفقيه
أبو بكر بن الصائغ، وكفره بإجازة الكتب على رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي، وأنه تكذيبٌ للقرآن، فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام، حتى أطلقوا عليه الفتنة، وقبحوا عند العامة ما آتى به، وتكلم به خطباؤهم في الجمع، وقال شاعرهم:

فصنف أبو الوليد رسالة [بين] فيها أن ذلك غير قادح في المعجزة، فرجع بها جماعة.
قال ابن سكرة: مات بالمرية في تاسع عشر رجب سنة أربعٍ وسبعين وأربع مئة.
وفيها: مات المقرئ أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق، أخو أبي الغنائم. والمعمر أبو بكر أحمد بن هبة الله بن محمد بن صدقة الرحبي الدباس، وله مئة وأربع سنين، وكان يذكر أن أصوله على ابن سمعون والمخلص ذهبت في النهب. ومسند العراق أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار.
وعالم المالكية أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن العجوز الكتامي السبتي. ومحدث نيسابور المفيد أبو بكر محمد بن أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري، وكان يروي عن خمسين من أصحاب الأصم.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1

سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث الإمام أبو الوليد الباجي.
الفقيه، الأصولي، المتكلم، المفسر، الأديب، الشاعر.
ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.
وأخذ عن يونس بن مغيث، ومكي بن أبي طالب.
ورحل فلزم بمكة أبا ذر ثلاثة أعوام، وحمل عنه علماً كثيراً، وأخذ ببغداد الفقه عن ابن عمروس، والأصول عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وبالموصل الكلام عن أبي جعفر السمناني، وسمع الحديث بدمشق من ابن جميع، وغيره.
وببغداد من عبيد الله بن أحمد الأزهري، وابن غيلان، والصوري، وجماعة.
وبرع في الحديث، والتفسير، والفقه، والأصلين، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلوم كثيرة، وتصدر للإفادة وانتفع به جماعة كثيرة، وولي قضاء مواضع من الأندلس، وفشا علمه، وعظم جاهه.
وله من التصانيف شرح الموطأ، اختلافات الموطأ،
الجرح والتعديل، تفسير القرآن، الحدود الإشارة في أصول الفقه، إحكام الفصول في علم الأصول، التسديد إلى معرفة التوحيد، المنتقي في الفقه، وغير ذلك.
مات بالمرية لتسع عشرة خلت من رجب سنة أربع وسبعين وأربعمائة.
ومن شعره:

  • مكتبة وهبة - القاهرة-ط 1( 1976) , ج: 1- ص: 52

سليمان بن خلف النجيبى أبو الوليد الباجي
الفقيه المحدث المالكي، ذكره ابن باطيش، لأنه درس على القاضي أبي الطيب وأبى إسحاق الشيرازي، وهذا لا يُجدي

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي القاضي أبو الوليد
فقيه محدث إمام متقدم مشهور عالم متكلم، روى بالأندلس عن جماعة منهم مكي وغيره وتفقه ثم رحل إلى المشرق روى فأكثر، روى عن أبي ذر والمقرئ وأبى على الحسن بن علي البغدادي سمع عليه بمدينة السلام كتاب الإقناع في القراءات العشرين من تأليفه، روى هناك عن جماعة فيهم كثرة منهم أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبو إسحاق الشيرازي والقاضي أبو عبد الله الصيمري، أقام بالحجاز مع أبي ذر ثلاثة أعوام يخدمه فيها، حج فيها أربع حجج، ثم رحل إلى بغداد فأقام بها ثلاثة أعوام يتدارس الفقه ويكتب الحديث، وكانت رحلته في سنة ست وعشرين وكانت إقامته بالمشرق نحو ثلاثة عشر عاماً وكانت أمه بنت الفقيه محمد بن موهب وخاله أبو شاكر. ثم انصرف إلى الأندلس وقد نال حظاً وافراً من العلم وله تواليف تدل على معرفته وسعة علمه، روى عنه جماعة من الأئمة فيهم كثرة منهم الحافظ أبو بكر الطرطوشي وأبو داود سليمان بن نجاح مولى المؤيد بالله وأبو علي الغساني وغيرهم، وروى عنه ببغداد أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي لنفسه:

توفى سنة أربع وسبعين وأربعمائة بالمرية وكان على عصره علماً وديانة.

  • دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1