المستعين الظافر سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر الاموي، أبو ايوب:من ملوك الدولة الاموية في الاندلس. بويع بعد مقتل عمه هشام بن سليمان (سنة 399هـ) وتلقب بالمستعين بالله ودخل قرطبة سنة 400هـ ، فتقلب فيها بالظافر بحول الله مضافا إلى المستعين بالله وظهر المؤيد بن الحكم في اواخر السنة فخرج المستعين إلى شاطبة فجمع جيشا من البربر وهاجم قرطبة فحصنها المؤيد ولم يزل المستعين يقوى إلى ان امتلك الزهراء وسرقسطة وقرطبة بعد حروب شديدة بينه ز بين المؤيد فجددت له البيعة بقرطبة سنة 403هـ ، وكان في جملة جنوده القاسم وعلي ابنا حمود فولى القاسم الجزيرة الخضراء وولى عليا طنجة وسبتة، فلم يلبث علي ان استقل وزحف إلى مالقة فتملكها ثم إلى قرطبة فدخلها وقتل المستعين بيده وبمقتله انقطع ذكر بني امية على منابر الاندلس مدة سبع سنين وكان اديبا شاعرا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 123
المستعين بالله الأموي سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر عبد الرحمن الأموي الملقب بالمستعين. خرج قبل الأربع مائة والتف عليه خلق كثير من جيوش البربر بالأندلس، وحاصر قرطبة وأخذها، ثم إن متولي سبتة علي خرج عليه وجهز لحربه جيشا فالتقوا وانهزم جيش المستعين. فدخل قرطبة وهجم على المستعين وذبحه صبرا وذبح أباه؛ وذلك في سنة سبع وأربع مائة. وملك قرطبة مرتين فكانت مدة ملكه في المرتين ست سنين وعشرة أشهر. وكانت مشحونة بالشدائد معروفة بالمنكر والفساد نفرت القلوب عنه، وبسبب ذلك تملك ملوك الطوائف. ولما كانت سنة خمس وأربع مائة شاع الخبر أن مجاهدا العامري أقام خليفة يعرف بالفقيه المعيطي فاستعظم ذلك إلى أن بلغه نجوم علي بن حمود الفاطمي بسبتة فسقط في يد المستعين فجاءه الفاطمي في جموعه فهزمه ونبش خيران العامري من القبر الذي ذكر له أن هشاما به، فشهد أنه هشام، وجعل المستعين يتبرأ من دمه، وهو الذي كان قتله بعد أن استولى على قرطبة في المرة الثانية، ولم يفده ذلك وظهر منه جزع عظيم لما رأى السيف. وكان المستعين من الشعراء المجيدين، ومن شعره:
عجبا يهاب الليث حد سناني | وأهاب سحر فواتر الأجفان |
وأقارع الأهوال لا متهيبا | منها سوى الإعراض والهجران |
وتملكت رحي ثلاث كالدمى | زهر الوجوه نواعم الأبدان |
ككواكب الظلماء لحن لناظر | من فوق أغصان على كثبان |
حاكمت فيهن السلو إلى الصبا | فقضى بسلطان على سلطاني |
فأبحن من قلبي الحمى وتركنني | في عز ملكي كالأسير العاني |
لا تعذلوا ملكا تذلل في الهوى | ذل الهوى عز وملك فان |
ما ضر أني عبدهن صبابة | وبنو الزمان وهن من عبداني |
إن لم أطع فيهن سلطان الهوى | كلفا بهن فلست من مروان |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
المستكفي المرواني سليمان بن الحكم.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
سليمان المستعين بالله ابن الحكم بن سليمان بن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد، الأموي المرواني.
دانت له الأندلس سنة ثلاث وأربع مئة كما ذكرنا، جال بالبربر يفسد وينهب البلاد، ويعمل كل قبيح، ولا يبقي على أحد، فكان من جملة جنده القاسم وعلي ابنا حمود بن ميمون العلوي الإدريسي، فجعلهما قائدين على البربر، وأمر عليا على سبتة وطنجة وتلك العدوة، وأمر القاسم على الجزيرة الخضراء.
قال الحميدي: لم يزل المستعين يجول بالبربر يفسد وينهب، ويقفر المدائن والقرى بالسيف، لا يبقي معه البربر على صغير ولا كبير، إلى أن غلب على قرطبة، ثم إن علي بن حمود الإدريسي طمع في الخلافة، وراسل جماعة، فاستجاب له خلق وبايعوه، فعدى من سبتة إلى الأندلس، فبايعه متولي مالقه، واستحوذ على الكبار، وزحف إلى قرطبة، فجهز المستعين لحربه ولده محمد بن سليمان، فالتقوا، فانهزم محمد، وهجم ابن حمود، فدخل قرطبة في الحال، وظفر بالمستعين، فذبحه بيده صبرا، وذبح أباه الحكم وهو شيخ في عشر الثمانين، وذلك في المحرم سنة سبع وأربع مائة، وانقضت دولة المروانية في جميع الأندلس.
وكان المستعين أديبا شاعرا، عاش نيفا وخمسين سنة.
وله تيك الأبيات المشهورة:
عجبا يهاب الليث حد سناني | وأهاب لحظ فواتر الأجفان |
وأقارع الأهوال لا متهيبا | منها سوى الإعراض والهجران |
وتملكت نفسي ثلاث كالدمى | زهر الوجوه نواعم الأبدان |
ككواكب الظلماء لحن لناظر | من فوق أغصان على كثبان |
هذي الهلال وتلك بنت المشتري | حسنا وهذي أخت غصن البان |
حاكمت فيهن السلو إلى الصبا | فقضى بسلطان على سلطاني |
وإذا تجارى في الهوى أهل الهوى | عاش الهوى في غبطة وأمان |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 555
المستعين صاحب الأندلس، الملقب بالمستعين، أبو الربيع، سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر لدين الله عبد الرحمن، الأموي، المرواني، الأندلسي.
خرج على ابن عمه المؤيد بالله هشام على رأس عام أربع مائة، والتف عليه البربر بالأندلس، وغلبوا على قلعة رباح، وملكوه، وجمعوا له أموالا نحو المائة ألف دينار، فسار بهم إلى طليطلة، فحاربهم، واستولى عليها، وذبح واليها، ثم هزم عسكرا واقعوه، ثم قصد قرطبة، فبرز لقتاله جيش محمد بن عبد الجبار المهدي، فحطمهم سليمان، وغرق خلق منهم في النهر، وقتل خلق، وكانت ملحمة كبرى، ذهب فيها عدة من العلماء والصلحاء، فعمد المهدي، فأخرج المؤيد بالله، بعد أن زعم أنه مات، فأجلسه للناس، وجعل القاضي ابن ذكوان يقول: هذا أمير المؤمنين، وإنما ابن عبد الجبار نائبه. فقالت البربر: يا ابن ذكوان! بالأمس تصلي عليه، واليوم تحييه! وأما الرعية فخرجوا يطلبون أمانا من سليمان، فأكرمهم، واختفى ابن عبد الجبار، واستوسق لسليمان الأمر، ودخل القصر، ووارى الناس قتلاهم، فكانوا اثني عشر ألفا، وهرب ابن عبد الجبار إلى طليطلة، فقاموا معه، واستنجد بالفرنجية، وبعث إليهم من بيت المال بذهب عظيم، فلله الأمر، ثم أقبل في عسكر عظيم، فكان المصاف على عقبة البقر بقرب قرطبة، فينهزم ابن عبد الجبار، وقتل من الفرنج ثلاثة آلاف، وغرق خلائق، ثم
ظفروا بابن عبد الجبار، فذبح صبرا، وقطعت أربعته في يوم التروية سنة أربع مائة، وله أربع وثلاثون سنة، ثم استمر في الملك المؤيد بالله، وعاث المستعين بالبربر، وجرت أمور طويلة، وحاصر قرطبة مدة طويلة إلى شوال سنة ثلاث، فشدوا، وزحفوا على البلد، فأخذوه، وبذلوا السيف والنهب وبعض السبي، وقتلوا المؤيد، فيقال: قتل بقرطبة نيف وعشرون ألفا، وفعلت عساكر المستعين ما لا تفعله النصارى، واستوسق الأمر للمستعين، فعسف وجار، وأخرب البلاد، وكان من قواده القاسم وعلي ابنا حمود بن ميمون العلوي الإدريسي، فقدمهما على جيشه، ثم استناب أحدهما على الجزيرة الخضراء، والآخر على سبتة، فراسل علي متولي سبتة جماعة، وحدث نفسه بالخلافة، فبادر إليه خلق، وبايعوه، فعدى إلى الأندلس، فانضم إليه أمير مالقة، واستفحل أمره، ثم نازل قرطبة، فبرز لحربه محمد ولد المستعين، فالتقوا، فانهزم محمد، وهجم الإدريسي قرطبة، وتملك، وذبح المستعين ولله الحمد بيده صبرا، وذبح أباه الحكم أيضا. وكان شيخا من أبناء الثمانين، وذلك في المحرم سنة سبع وأربع مائة، وزالت الدولة المروانية، وعاش المستعين نيفا وخمسين سنة، وله شعر جيد قد تقدم منه.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 63