المستكفي بالله سليمان بن أحمد بن علي، أبو الربيع، الخليفة المستكفي بالله، ابن الحاكم بامر الله: من خلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر. ولد ببغداد وخطب له بمصر بعد وفاة ابيه سنة 701هـ ، بعهد منه، ففوض الامور إلى السلطان الملك الناصر (محمد بن قلاوون) وسار إلى غزو التتار، فشهد مصاف شقحب (قرب دمشق، كما في التاج) ودخل دمشق سنة 702هـ ، راكبا هو والسلطان وجميع كبراء الجيش مشاة ثم ساءت حاله مع السلطان (الناصر) فاخرجه هذا عنفا إلى قوص (بالصعيد) سنة 738هـ ، فاقام إلى ان توفي بها وكان جوادا فاضلا شجاعا يجيد لعب الكرة ورمي البندق ويجالس العلماء والادباء وله عليهم افضال ومعهم مشاركة. استمرت خلافته 39 سنة وشهرين و13 يوما ولم يكن له منها غير مراسمها.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 121

أمير المؤمنين المستكفي بالله سليمان بن أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن أمير المؤمنين المسترشد. هو أمير المؤمنين أبو الربيع المستكفي بالله ابن الحاكم بأمر الله الهاشمي العباسي البغدادي الأصل المصري المولد. ولد سنة ثلاث وثمانين أو في التي قبلها، وقرأ واشتغل قليلا. وخطب له عند وفاة والده سنة إحدى وسبع مائة، وفوض جميع ما يتعلق به من الحل والعقد إلى السلطان الملك الناصر محمد. وسار معا إلى غزو التتار وشهدا مصاف شقحب، ودخل دمشق في شهر رمضان سنة اثنتين وسبع مائة وهو مع السلطان راكب وجميع كبراء الجيش مشاة وعليه فرجية سوداء مطرزة وعمامة كبيرة بيضاء بعذبة طويلة وهو متقلد سيفا عربيا محلى. ولما فوض الأمر إلى الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير وقلده السلطنة بعد توجه السلطان الملك الناصر إلى الكرك ولقب المظفر وعقد له اللواء وألبسه خلعة السلطنة فرجية سوداء وعمامة مدورة فركب بذلك والوزير حامل على رأسه التقليد من إنشاء القاضي علاء الدين ابن عبد الظاهر: أوله أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم، هذا عقد لا عهد الملك بمثله. وقد رأيته أنا بالقاهرة غير مرة، وهو تام الشكل ذهبي اللون يعلوه هيبة ووقار، وكان يركب في الميدان إذا لعب السلطان وعلى كتفه جوكان وهو يسير فرسه ولا يضرب الكرة ولا يمشي معه أحد. وإذا عاد السلطان إلى القلعة ركب قدامه. ولما جرح شرف الدين النشو ناظر الخاص رأيته وقد حضر إلى بابه عائدا مرتين ونزل على الباب. وكان له في السنة على ما قيل من المرتب ما يقارب المائتي ألف درهم، أخبرني القاضي شهاب الدين بن فضل الله أن المرتب الذي كان له لم يكن يبلغ خمسين ألفا في السنتة. فلما خرج إلى قوص قوم غاليا وحسب زائدا ليكثر في عين السلطان وجعل ستة وتسعين ألفا فرسم بأن يعطى من مستخرج الكارم بقوص نظير ذلك فأرادوا نقصه فازداد. وكان له سكن عند المشهد النفيسي وله دار على النيل بجزيرة الفيل وله أصحاب يجتمعون به ويسعى في حوائجهم. وتنكر السلطان الملك الناصر عليه وأنزله بأهله في البرج المطل على باب قلعة الجبل فلم يركب ولم يخرج وبقي مدة تقارب الخمسة أشهر ثم أفرج عنه فنزل إلى داره وبقي على ذلك مدة ثم تنكر عليه بعد نصف سنة أو ما يقاربها وأخرجه بأهله وأولاده وجهزه إلى قوص في سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة -فيما أظن. فأقام بها إلى أن توفي ولده صدقة فوجد عليه وجدا عظيما، ثم توفي هو بعده في سنة أربعين في مستهل شعبان منها. وعهد بالأمر إلى ولده فلم يتم له ذلك وبويع ابن أخيه أبو إسحاق إبراهيم بيعة خفية لم تظهر إلى أن تولى السلطان الملك المنصور أبو بكر ابن الملك الناصر فأحضر ولده أبا القاسم أحمد وبايعه هو والناس بعده بيعة ظاهرة حفلة، وكان يلقب المستنصر فلما بويع هذه البيعة لقب الحاكم وكني أبا العباس على ما تقدم في ترجمته في الأحمدين.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

المستكفي بالله أمير المؤمنين، أبو الربيع سليمان بن أحمد.

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 416

سليمان بن أحمد بن أبي علي الحسن بن علي سليمان بن أحمد بن أبي علي الحسن بن علي بن أبي بكر بن المسترشد أبي منصور الفضل بن المستظهر محمد بن المقتدى العباسي أبو الربيع المستكفي بالله ولد سنة 684 واشتغل قليلا وولي الخلافة عقب والده سنة 701 وكانوا يسكنون بالكبش فنقلهم السلطان إلى القلعة وافرد لهم دارا واول ما استقر المستكفي توجه مع الناصر إلى غزو التتار وشهد وقعة شقحب في رمضان سنة 702 وهو مع السلطان راكب وجميع الأمراء مشاة ولما توجه الناصر إلى الكرك وقام الجاشنكير بامر الملك قلده المستكفي السلطنة وكتب تقليده القاضي علاء الدين ابن عبد الظاهر واوله انه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد لا عهد لمليك بمثله فلما عاد الناصر إلى المملكة اعتقله ببرج القلعة ثم افرج عنه بعد خمسة اشهر وانزله إلى داره ثم جهزه وأولاده إلى قوص موكلا بهم في شهور سنة 738 وكان السبب في ذلك ان الناصر أحضرت إليه قصة عليها خط الخليفة بان يحضر السلطان لمجلس الشرع الشريف فغضب من ذلك وامر باحضاره إلى القلعة حين يحضر القضاة فاشار القاضي جلال الدين القزويني بترك ذلك خشية ان يبدو منه كلام لا يمكن رده عليه فاستصوب السلطان رأيه واقتضى الحال ان امر بان يخرج إلى قوص ورسم له بصرف راتبه كما كان بالقاهرة وأزيد من ذلك فكان مرتبه خمسة آلاف فلم يصل إليه منها إلا ثلاثة آلاف ثم تناقص إلى ألف بحيث احتاج عياله إلى بيع ثيابهم واستمر المستكفي بقوص إلى أن مات في خامس شعبان سنة 740 فكانت مدة خلافته تسعا وثلاثين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما وعهد بالخلافة لولده أحمد فلم يمضه الناصر وبايع لابن اخيه إبراهيم ثم مات الناصر فاعيد أحمد كما تقدم في ترجمته وعوقب الناصر في اولاده بعد موته بيسير فاخرجوا موكلا بهم إلى قوص في صفر سنة 742 كما مضى في ترجمة المنصور أبي بكر بن الناصر وكان مولد المستكفي بقلعة الجبل في خامس عشر المحرم سنة 684 وبويع بالخلافة بعد موت أبيه الحاكم في جمادى الأولى سنة 701 وعمره تقدير سبع عشرة سنة وكتب عهده وقرئ بحضرة السلطان والامراء في ذي الحجة وخطب له على المنابر على عادة أبيه واستمر يركب مع الناصر ويلاعبه الكرة في الميدان ويخرج معه إلى السرحات فصارا كأنهما أخوان وخرج معه إلى الشام لقتال التتار فلما عاد ركب بجانب السلطان وعليه فرجية سوداء بطرز وعمامة كبيرة بعذبة وهو متقلد سيفا عربيا محلى والأمراء مشاة ثم تغير عليه السلطان بسبب المظفر بيبرس فاعتقله ببرج في القلعة صار إلى الآن يعرف ببرج الخليفة خمسة اشهر وسبعة ايام ثم اعتنى به قوصون فشفع فيه فأفرج عنه وأمره بالنزول عن القلعة وكان هو وأبوه يسكنانها فنزل بداره التي هي بتربة شجرة الدر بالقرب من المشهد الحسيني ثم بلغ السلطان عنه انه يعاشر جماعة من الناس بداره التي أنشأها على شاطئ النيل بطرف جزيرة الفيل وان بعض خواص السلطان من الجمدارية يتردد إليه فقبض على الجمدار وهدده فاعترف واخذ الفقيه الذي كان واسطة بينهما فضرب حتى يقال انه مات تحت الضرب وبلغ السلطان ايضا ان صدقة بن الخليفة رمي بنحو مما رمي به ابوه فامر باخراج الخليفة واولاده وآل بيته من القاهرة إلى قوص وقرر له في كل شهر على واصل الكارم ثمانية آلاف درهم فاتفقت وفاة ابنه صدقة بقوص فجزع عليه جزعا شديدا ومات بعده بقليل في خامس شعبان سنة 740 وعهد بالخلافة لولده المستنصر أحمد فلم يمض الناصر ذلك واقيم ابراهيم بن أحمد ولقب الواثق بن المستمسك محمد بن الحاكم وكان المستكفي المذكور فاضلا جوادا حسن الحظ جدا شجاعا يعرف لعب الكرة ورمي البندق وكان يجالس العلماء والادباء وله عليهم أفضال ومعهم مشاركة وكان في طول مدته يخطب له على المنابر حتى في زمن حبسه ببرج القلعة ومدة أقامته بقوص

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0