الشيخ سليم البخاري سليم البخاري الدمشقي: من طلائعي الإصلاح الديني واليقظة الحديثة في سورية. مولده ووفاته في دمشق, كان أبوه من ضباط الدرك، يعرف بالداية الصغير وتعلم صاحب الترجمة في المدارس التركية. ثم قرأ علوم الدين واللغة والأدب على بعض علماء عصره. وتولى منصب الإفتاء في الفيلق الخامس، من فيالق الجيش العثماني، واستمر نحو ربع قرن. وجاهر بآرائه في الإصلاح الديني والسياسي. وكان مهيبا وقورا. وألف كتاب (حل الرموز في عقائد الدروز - خ) ورسالة في (آداب البحث والمناظرة) و جمع مكتبة حافلة بالمخطوطات النادرة. ولقي أشد أنواع الأذى في أواخر العهد العثماني التركي فسجن، وسيق إلى ديوان الحرب العرفي في عالية. وألحق به أحب أبنائه إليه ’’جلال الدين’’ ثم انتزع من بين يديه إلى ساحة الإعدام حيث قتل شنقا (سنة 1334هـ ، - 1916م) ونفي الشيخ وأسرته إلى أقصى الأناضول. وبعد انقضاء الحرب العامة، وزوال حكم العثمانيين جعلته الحكومة العربية في سورية من أعضاء مجلس الشورى ثم من أعضاء مجلس المعارف الكبير. وهو من أوائل أعضاء المجمع العلمي العربي. وتولى بعد ذلك منصب رياسة العلماء. ثم اعتزل معتكفا إلى أن توفي.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 116