سلمة بن دينار سلمة بن دينار المخزومي، أبو حازم، ويقال له الأعرج: عالم المدينة وقاضيها وشيخها. فارسي الأصل. كان زاهدا عابدا، بعث إليه سليمان بن عبد الملك ليأتيه، فقال: إن كانت له حاجة فليأت، وأما أنا فما لي إليه حاجة. قال عبد الرحمن ابن زيد ابن أسلم: ’’ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم’’. أخباره كثيرة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 113
أبو حازم الأعرج اسمه سلمة بن دينار ويعرف بالأقرن القاص.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 319
سلمة بن دينار يكنى أبا حازم الأعرج يعرف بالأقرن بالأفزر القاص
توفي سنة 133 أو 135 أو 144 أو 140.
ذكره الشيخ في رجاله بالعنوان السابق في أصحاب علي ابن الحسين عليهما السلام. وفي تهذيب التهذيب سلمة ابن دينار أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاص مولى الأسود بن سفيان المخزومي ويقال: مولى بني شجع من بني ليث ومن قال: أشجع فقدوهم قال أحمد وأبو حاتم والعجلي والنسائي ثقة وقال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله وقال مصعب بن عبد الله الزبيري أصله فارسي وكان أشقر أحول أفزر على صدره أو ظهره سلعة عظيمة وقال ابن سعد كان يقضي في مسجد المدينة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان قاضي أهل المدينة ومن عبادهم وزهادهم بعث إليه سليمان بن عبد الملك بالزهري في أن يأتيه فقال للزهري: إن كان له حاجة فليأت وأما أنا فما لي إليه حاجة.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن سهل بن سعد الساعدي وأبي أمامة بن سهل بن حن2يف وسعيد بن المسيب وابن عمرو بن عمرو بن العاص ولم يسمع منهما وعامر بن عبد الله بن الزبير وعبد الله ابن أبي قتادة والنعمان ابن أبي عياش ويزيد بن رومان وعبيد الله بن مقسم وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي ربيعة وبعجة بن عبد الله بن بدر وأبي صالح السمان وأم الدرداء الصغرى وأبي سلمة بن عبد الرحمن وابن المنكدر وغيرهم وقال ابنه ليحيى بن صالح من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب ولم يذكر في مشايخه علي بن الحسين عليه السلام مع قول الشيخ إنه من أصحابه.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه الزهري وعبيد الله بن عمر وابن إسحاق وابن عجلان وابن أبي ذئب ومالك والحمادان والسفيانان وسليمان بن بلال وسعيد ابن أبي هلال وعمر ابن علي المقدمي وأبو غسان المدني وهشام بن سعد ووهيب ابن خالد وأبو صخر حميد بن زياد الخراط وأسامة بن زيد الليثي ومحمد بن جعفر ابن أبي كثير وفليح بن سليمان وفضيل ابن سليمان النمري وعمارة بن غزية والدراوردي ويعقوب ابن عبد الرحمن الإسكندراني وعبد الرحمن ابن عبد الله ابن دينار وابناه عبد الجبار وعبد العزيز وخلق آخرهم أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 289
أبو حازم الأعرج اسمه: سلمة بن دينار.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
أبو حازم الأعرج سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المدني الزاهد التمار القاص مولى الأسود ابن سفيان المخزومي، وقيل: مولى بني ليث. روى عن سهل بن سعد وابن المسيب وأبي سلمة وعطاء وأبي إدريس الخولاني وغيرهم. وروى عنه الزهري وهو أكبر منه وابناه عبد العزيز وعبد الجبار ابنا سلمة، ومالك والثوري ومعمر وابن إسحاق وابن عيينة والحمادان ابن سلمة وابن زيد وغيرهم. وتوفي سنة تسع وثلاثين ومائة، وروى له الجماعة. وكان أشقر أحول أفزر الشفة. قال: النظر في العواقب تلقيح العقول. وذكر الجاحظ في كتاب ’’البيان’’ أن أبا حازم دخل جامع دمشق فوسوس وقال له الشيطان: أحدثت بعد وضوئك، فقال له: وقد بلغ هذا من نصحك. وكان يقص بعد العصر وبعد الفجر في مسجد المدينة. وقال أبو زرعة: لم يسمع من صحابي إلا من سهل بن سعد. وقال العجلي: سمع من سهل ولم يسمع من أبي هريرة. وقال أبو معشر: رأيت أبا حازم في مجلس عون بن عبد الله وهو يقص في المسجد ويبكي ويمسح بدموعه وجهه، فقلت له: يا أبا حازم لم تفعل هذا؟ قال: إن النار لا تصيب موضعا أصابته الدموع من خشية الله! وقال له سليمان وقد أحضره: تكلم يا أعرج! فقال: ما للأعرج من حاجة فيتكلم بها ولولا اتقاء شركم ما أتاكم الأعرج، فقال سليمان: ما ينجينا من أمرنا هذا الذي نحن فيه؟ قال: أخذ هذا المال من حله ووضعه في حقه، قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: من طلب الجنة وهرب من النار! قال سليمان: ما بالنا لا نحب الموت؟ قال: لأنك جمعت متاعك فوضعته بين عينيك فأنت تكره أن تفارقه ولو قدمته أمامك لأحببت أن تلحق به لأن قلب المرء عند متاعه، فتعجب منه سليمان.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
أبو حازم سلمة بن دينار، الإمام، القدوة، الواعظ، شيخ المدينة النبوية، أبو حازم المديني المخزومي، مولاهم الأعرج، الأفزر التمار، القاص، الزاهد.
وقيل: ولاؤه لبني ليث. ولد: في أيام ابن الزبير، وابن عمر.
وروى عن: سهل بن سعد، وأبي أمامة بن سهل، وسعيد بن المسيب، وعبد الله بن أبي قتادة، والنعمان بن أبي عياش، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأم الدرداء، وعمارة بن عمرو بن حزم، وعبيد الله بن مقسم، ومسلم بن قرط، ومحمد بن المنكدر، وأبي مرة مولى عقيل: وبعجة بن عبد الله الجهني، وعدة.
وروى عن: ابن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وذلك منقطع.
روى عنه: ابن شهاب ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وعمارة بن غزية، وزيد ابن أبي أنيسة، وعبيد الله بن عمر، والحمادان، والسفيانان، ومالك وسليمان بن بلال، وأبو غسان محمد بن مطرف، وموسى بن يعقوب، وهشام ابن سعد، وفضيل بن سليمان، والدراوردي، وعمر بن علي المقدمي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وخلق سواهم.
وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو حاتم، وقال ابن خزيمة ثقة، لم يكن في زمانه مثله.
قال يحيى الوحاظي: قلت لابن أبي حازم: أسمع أبوك من أبي هريرة؟ قال: من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب.
قال ابن عيينة، عن أبي حازم: إني لأعظ وما أرى موضعا وما أراد إلا نفسي.
وروى ابن عيينة عنه قال: اشتدت مؤنة الدين والدنيا. قيل: وكيف؟ قال: أما الدين، فلا تجد عليه أعوانا وأما الدنيا فلا تمد يدك إلى شيء منهاإلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه.
وقال عنه أيضا: ليس للملوك صديق ولا للحسود راحة والنظر في العواقب تلقيح العقول.
قال سفيان: فذاكرت الزهري هذه الكلمات، فقال: كان أبو حازم جاري، وما ظننت أنه يحسن مثل هذا.
وروى عبيد الله عن عمر، عن أبي حازم، قال: لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال: لا تبغ على من فوقك، ولا تحقر من دونك، ولا تأخذ على علمك دنيا.
وروى يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، قال: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم وقال: انظر كل عمل كرهت الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت.
وقال: يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة. وقال: انظر الذي يصلحك فاعمل به، وإن كان فسادا للناس وانظر الذي يفسدك فدعه وإن كان صلاحا للناس.
وعنه قال: شيئان إذا عملت بهما، أصبت خير الدنيا والآخرة، لا أطول عليك. قيل: ما هما؟ قال تحمل ما تكره إذا أحبه الله، وتترك ما تحب إذا كرهه الله.
وعنه: نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا، أعظم من نعمته فيما أعطاني منها، لأني رأيته أعطاها قوما فهلكوا.
وروى محمد بن إسماعيل الصنعاني، عن ابن عيينة: قال أبو حازم لجلسائه، وحلف لهم: لقد رضيت منكم أن يبقي أحدكم على دينه كما يبقي على نعله.
أبو الوليد الطيالسي، عن ابن عيينة، سمعت أبا حازم يقول: لا تعادين رجلا ولا تناصبنه حتى تنظر إلى سريرته بينه وبين الله، فإن يكن له سريرة حسنة، فإن الله لم يكن ليخذله بعداوتك، وإن كانت له سريرة رديئة، فقد كفاك مساوئه، ولو أردت أن تعمل به أكثر من معاصي الله، لم تقدر.
وروى يحيى بن محمد المدني، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قلت لأبي حازم: إني لأجد شيئا يحزنني. قال: وما هو يا ابن أخي؟ قلت: حبي للدنيا قال: اعلم أن هذا لشيء ما أعاتب نفسي على بعض شيء حببه الله إلي لأن الله قد حبب هذه الدنيا إلينا، لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا إلا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئا من شيء يكرهه الله ولا أن نمنع شيئا من شيء أحبه الله فإذا فعلنا ذلك لم يضرنا حبنا إياها.
ضمرة بن ربيعة، عن ثوابة بن رافع قال: قال أبو حازم: وما إبليس؟ لقد عصي فما ضر، ولقد أطيع فما نفع.
وعنه: ما الدنيا؟ ما مضى منها، فحلم وما بقي منها، فأماني.
وروى يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: السيء الخلق أشقى الناس به نفسه التي بين جنبيه ي منه في بلاء ثم زوجته، ثم ولده، حتى إنه ليدخل بيته، وإنهم لفي سرور فيسمعون صوته فينفرون عنه فرقا منه، وحتى إن دابته تحيد مما يرميها بالحجارة، وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار، حتى إن قطه ليفر منه.
روى أبو نباتة المدني، عن محمد بن مطرف، قال: دخلنا على أبي حازم الأعرج لما حضره الموت، فقلنا: كيف تجدك؟ قال أجدني بخير راجيا لله، حسن الظن به، إنه والله- ما يستوي من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت، حتى يقدم عليها، فيقوم لها وتقوم له ومن غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره ويرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها ولا نصيب.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم.
يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: تجد الرجل يعمل بالمعاصي فإذا قيل: له أتحب الموت قال: لا وكيف وعندي ما عندي فيقال له: أفلا تترك ما تعمل فيقول: ما أريد تركه ولا أحب أن أموت حتى أتركه.
ابن عيينة، عن أبي حازم قال: وجدت الدنيا شيئين: فشيئا هو لي وشيئا لغيري فأما ما كان لغيري فلو طلبته بحيلة السماوات والأرض لم أصل إليه، فيمنع رزق غيري مني كما يمنع رزقي من غيري. يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: كل عمل تكره من أجله الموت فاتركه ثم لا يضرك متى مت.
محمد بن مطرف حدثنا أبو حازم قال: لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يعور ما بينه وبين الله، إلا عور فيما بينه وبين العباد، لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها إليك، وإذا استفسدت ما بينه شنئتك الوجوه كلها.
وعن أبي حازم قال: اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك.
سفيان بن وكيع: حدثنا ابن عيينة قال: دخل أبو حازم على أمير المدينة فقال له: تكلم. قال له: انظر الناس ببابك، إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.
وقال أبو حازم: لأنا من أن أمنع من الدعاء، أخوف مني أن أمنع الإجابة.
وقال: إن الرجل ليعمل السيئة، ما عمل حسنة قط أنفع له منها، وكذا في الحسنة.
وعن أبي حازم، قال: خصلتان، من يكفل لي بهما؟ تركك ما تحب، واحتمالك ما تكره.
وقيل: إن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم، فأتاه وعنده الزهري، والإفريقي، وغيرهما، فقال: تكلم يا أبا حازم. فقال أبو حازم: إن خير الأمراء من أحب العلماء، وإن شر العلماء من أحب الأمراء.
وعن أبي حازم، قال: إذا رأيت ربك يتابع نعمة عليك وأنت تعصيه، فاحذره، وإذا أحببت أخا في الله فأقل مخالطته في دنياه.
قال مصعب بن عبد الله الزبيري: أبو حازم أصله فارسي، وأمه رومية، وهو مولى بني ليث، وكان أشقر، أفزر، أحول.
وقال ابن سعد: كان يقص بعد الفجر، وبعد العصر في مسجد المدينة. ومات: في خلافة أبي جعفر، بعد سنة أربعين ومائة. قال: وكان ثقة، كثير الحديث.
وقال الفلاس والترمذي مات سنة ثلاث وثلاثين.
وقال خليفة: سنة خمس وثلاثين. وقال الهيثم: مات سنة أربعين ومائة.
وقال يحيى بن معين: مات سنة أربع وأربعين ومائة.
قلت: آخر من حدث عنه: أنس بن عياض الليثي، وحديثه في الكتب الستة.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنبأنا عبد الصمد بن محمد الحاكم، أنبأنا علي بن المسلم الفقيه، أنبأنا الحسين بن محمد الخطيب، أنبأنا محمد بن أحمد الصيداوي حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي عباد الصفار بالرملة، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سفيان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’من نابه في صلاته شيء فليقل سبحان الله إنما التصفيق للنساء والتسبيح للرجال’’.
هذا حديث صحيح أخرجه: ابن ماجه، عن الثقة، عن سفيان بن عيينة وهو في ’’صحيح البخاري’’: من طريق الثوري، عن أبي حازم الأعرج.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد، قالا: أنبأنا موسى بن عبد القادر، أنبأنا سعيد بن أحمد، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا العطاف بن خالد، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’غدوة في سبيل الله، أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها’’.
أخرجه الترمذي، من حديث العطاف، وصححه. وهو في ’’البخاري’’، و’’مسلم’’: من رواية عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه.
عبد العزيز بن صهيب، عبد الله بن طاوس:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 254
سلمة بن دينار ومنهم ذو الهم العازم، والخوف اللازم، سلمة بن دينار أبو حازم كان للغوامض فاتقا، وللعوراض رامقا، وبمعبوده عمن سواه واثقا. وقيل: إن التصوف وثوق بالمعبود، ومروق عن الصدود
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو موسى الأنصاري، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: «ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم»
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث، [ص:230] ثنا سعيد بن منصور، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سمعت عون بن عبد الله، يقول: «ما رأيت أحدا يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج، يعني أبا حازم»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، أنه قال: «يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة، فإنك تجد الرجل يشغل نفسه بهم غيره حتى لهو أشد اهتماما من صاحب الهم بهم نفسه»
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا محمد بن بشر، ثنا عبد الرحمن بن جرير، قال: سمعت أبا حازم، يقول: «عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أمه الفتوح»
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا إسحاق بن حاتم المدائني، ثنا محمد بن كثير، ثنا بعض، أهل الحجاز قال: قال أبو حازم: «كل نعمة لا تقرب من الله عز وجل فهي بلية»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا أبو معمر القطيعي، ثنا سفيان، قال: قال أبو حازم: «ينبغي للمؤمن أن يكون، أشد حفظا للسانه منه لموضع قدميه»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا أبو حاتم، ثنا الوليد بن الزبير الحضرمي، حدثني بقية، حدثني عبد الرحمن بن معن، عن أبي حازم، قال: «يا بني لا تقتد بمن لا يخاف الله بظهر الغيب، ولا يعف عن العيب، ولا يصلح عند الشيب»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن روح، ثنا إبراهيم بن الجنيد، عن يعقوب بن عيسى الزهري، حدثني إسماعيل بن داود، قال: سمعت أبا حازم، يقول: «لو نادى مناد من السماء بأمن أهل الأرض من دخول النار لحق عليهم الوجل من حضور ذلك الموقف، ومعاينة ذلك اليوم»
حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا مروان بن محمد، قال: قال أبو حازم الأعرج: «يا أعرج ينادى يوم القيامة يا أهل خطيئة كذا [ص:231] وكذا، فتقوم معهم، ثم ينادى يا أهل خطيئة أخرى فيقوم معهم، فأراك يا أعرج تريد أن تقوم مع أهل كل خطيئة »
حدثنا أبو حامد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا أبو بكر بن خزيمة، أخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب، أخبرهم قال: أخبرني حفص بن عمر، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، قال: " إنه ليس من يوم تطلع فيه الشمس إلا وهو يغدو على ابن آدم فيه علمه وهواه , ثم يتغالبان في صدره تغالب الزائدين، فيوم يغلب علمه هواه، فيوم غنم غنمه، ويوم يغلب هواه علمه فيوم جرم جرمه، قال: فإنك لتجد من عباد الله من يفتح علمه هواه كما يفتح إحدى الزائدين لصاحبتها التي تغضب للتي تحب "
حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن محمد بن زيد، ثنا عبد الرحمن بن يونس، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: قال أبو حازم: «قاتل هواك أشد مما تقاتل عدوك»
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد الأموي، ثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم، حدثني محمد بن هانئ، عن بعض أصحابه قال: " قال رجل لأبي حازم إنك متشدد، فقال أبو حازم: " وما لي لا أتشدد وقد ترصدني أربعة عشر عدوا، أما أربعة: فشيطان يفتنني، ومؤمن يحسدني، وكافر يقتلني، ومنافق يبغضني، وأما العشرة فمنها: الجوع، والعطش، والحر، والبرد، والعري، والهرم، والمرض، والفقر، والموت، والنار، ولا أطيقهن إلا بسلاح تام، ولا أجد لهن سلاحا أفضل من التقوى "
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، ثنا عبد الله بن محمد العطشي، ثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثنا يحيى بن أيوب، ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، قال: سمعت أبا حازم، يقول: «إن الشيطان إذا استمكن من عصمة امرئ لم يبال ما صنع، ولو صلى حتى يسقط لحم وجهه، ولم يكره فيما سوى ذلك»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا [ص:232] سفيان، قال: " قيل لأبي حازم: يا أبا حازم ما مالك؟ قال: ثقتي بالله تعالى، وإياسي مما في أيدي الناس "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، أنه قال: " تجد الرجل يعمل بالمعاصي، فإذا قيل: له: تحب الموت؟ قال: لا، وكيف وعندي ما عندي. فيقال له: أفلا تترك ما تعمل من المعاصي، فيقول: ما أريد تركه، وما أحب أن أموت حتى أتركه "
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم، حدثني أبو داود الضرير، قال: قال أبو حازم: «نحن لا نريد أن نموت، حتى نتوب، ونحن لا نتوب حتى نموت، واعلم أنك إذا مت لم ترفع الأسواق بموتك، إن شأنك صغير فاعرف نفسك»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا ضمرة بن ربيعة، ثنا بلال بن كعب، قال: مر أبو حازم بأبي جعفر المديني وهو مكتئب حزين، فقال: " مالي أراك مكتئبا حزينا، وإن شئت أخبرتك، قال: أخبرني ما وراءك، قال: ذكرت ولدك من بعدك؟ قال: نعم، قال: فلا تفعل فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضيعة، وإن كانوا لله أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا الحسين بن محمد، ثنا عبد الله بن عبد الملك الفهري، قال: سمعت أبا حازم، - ووعظ سليمان بن عبد الملك بن هشام - فقال في بعض قوله: «ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من شيء نحن فيه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا يحيى بن محمد، عن شعبة بن عبد الرحمن، قال: قال أبو حازم: «إن قليل الدنيا يشغل عن كثير الآخرة، وإن كثيرها ينسيك قليلها، وإن كنت تطلب من الدنيا ما يكفيك فأدنى ما فيها يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك، فليس فيها شيء يغنيك»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن سعد الدشتكي، قال سمعت أبي يقول: قال أبو حازم: «عيشنا عيش الملوك، وديننا دين الملائكة»
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، حدثني أبي، ثنا أبو بكر بن عبد الله، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا الحارث بن مسكين، ثنا أبو وهب، ثنا عبد الرحمن بن زيد، قال: قال ابن المنكدر لأبي حازم: يا أبا حازم ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير ما أعرفهم، وما صنعت إليهم خيرا قط، قال له أبو حازم: لا تظن أن ذلك من عملك، ولكن انظر الذي ذلك من قبله فاشكره، وقرأ ابن زيد {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} [مريم: 96] "
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد الأموي، ثنا أبو بكر بن أبي النضر، ثنا سعيد بن عامر، عن بعض، أصحابه قال أبو حازم: «نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته علي فيما أعطاني منها، إني رأيته أعطاها قوما فهلكوا»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن زياد، عن إبراهيم بن الجنيد، ثنا عمرو بن هاشم الدمشقي، ثنا سهل بن هاشم، قال: قال إبراهيم بن أدهم عن أبي حازم المديني، قال: «أفضل خصلة ترجى للمؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه وأرجاه لكل مسلم»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا من، سمع ابن عيينة، يقول: قال أبو حازم: «تراءت لهم الدنيا فوثبوا عليها»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، وحدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا ابن زياد بن أيوب، ويعقوب، قالا: ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة، ثنا زمعة بن صالح، قال: قال الزهري لسليمان بن هشام: " ألا تسأل أبا حازم ما قال في العلماء؟ قال: وما عسيت أن أقول في العلماء إلا خيرا، إني أدركت العلماء وقد استغنوا بعلمهم عن أهل
الدنيا، ولم يستغن أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم، فلما رأوا ذلك قدموا بعلمهم إلى أهل الدنيا، ولم ينلهم أهل الدنيا من دنياهم شيئا، إن هذا وأصحابه ليسوا علماء، إنما هم رواة، فقال الزهري: وإنه لجاري وما علمت أن هذا عنده، قال: صدق أما إني لو كنت غنيا عرفتني، فقال له سليمان: ما المخرج مما نحن فيه؟ قال: أن تمضي ما في يديك لما أمرت به وتكف عما نهيت عنه، فقال: سبحان الله من يطيق هذا؟ قال: من طلب الجنة وفر من النار، وما هذا فيما تطلب وتفر منه "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا أبو يونس محمد بن أحمد بن المديني ثنا أبو الحارث عثمان بن إبراهيم بن غسان، ثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، قال: " دخل سليمان بن عبد الملك المدينة حاجا، فقال: هل بها رجل أدرك عدة من الصحابة؟ قالوا: نعم، أبو حازم، فأرسل إليه، فلما أتاه قال: يا أبا حازم ما هذا الجفاء، قال: وأي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين؟ قال: وجوه الناس أتوني ولم تأتني، قال: والله ما عرفتني قبل هذا ولا أنا رأيتك، فأي جفاء رأيت مني؟ فالتفت سليمان إلى الزهري فقال: أصاب الشيخ، وأخطأت أنا، فقال: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت، فقال: عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة، فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب، قال: صدقت، فقال: يا أبا حازم ليت شعري ما لنا عند الله تعالى غدا؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله عز وجل، قال: وأين أجده من كتاب الله تعالى؟ قال: قال الله تعالى {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم} [الانفطار: 14] قال سليمان: فأين رحمة الله؟ قال أبو حازم: {قريب من المحسنين} [الأعراف: 56] قال سليمان: ليت شعري كيف العرض على الله غدا؟ قال أبو حازم: أما المحسن كالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء كالآبق يقدم به على مولاه، فبكى سليمان حتى علا نحيبه، واشتد بكاؤه، فقال: يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح؟ قال: تدعون عنكم الصلف وتمسكوا بالمروءة، وتقسموا بالسوية، وتعدلوا في القضية، قال: [ص:235] يا أبا حازم وكيف المأخذ من ذلك، قال: تأخذه بحقه وتضعه بحقه في أهله، قال: يا أبا حازم من أفضل الخلائق؟ قال: أولو المروءة والنهى، قال: فما أعدل العدل؟ قال: كلمة صدق عند من ترجوه وتخافه، قال: فما أسرع الدعاء إجابة؟ قال: دعاء المحسن للمحسنين قال: فما أفضل الصدقة؟ قال: جهد المقل إلى يد البائس الفقير لا يتبعها من ولا أذى قال: يا أبا حازم من أكيس الناس؟ قال: رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها ثم دل الناس عليها، قال: فمن أحمق الخلق؟ قال: رجل اغتاظ في هوى أخيه وهو ظالم له فباع آخرته بدنياه، قال: يا أبا حازم هل لك أن تصحبنا وتصيب منا ونصيب منك، قال: كلا، قال: ولم، قال: إني أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا يكون لي منه نصيرا، قال: يا أبا حازم ارفع إلي حاجتك، قال: نعم، تدخلني الجنة، وتخرجني من النار، قال: ليس ذاك إلي، قال: فما لي حاجة سواها، قال: يا أبا حازم فادع الله لي، قال: نعم، اللهم إن كان سليمان من أوليائك فيسره لخير الدنيا والآخرة، وإن كان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى، قال سليمان: قط، قال أبو حازم: قد أكثرت وأطنبت، إن كنت أهله، وإن لم تكن أهله فما حاجتك أن ترمي عن قوس ليس لها وتر، قال سليمان: يا أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه؟ قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال: بل نصيحة تلقيها إلي، قال: إن آباءك غصبوا الناس هذا الأمر، فأخذوه عنوة بالسيف من غير مشورة ولا اجتماع من الناس، وقد قتلوا فيه مقتلة عظيمة، وارتحلوا، فلو شعرت ما قالوا وقيل لهم، فقال رجل من جلسائه: بئس ما قلت، قال أبو حازم: كذبت، إن الله تعالى أخذ على العلماء الميثاق {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [آل عمران: 187] قال: يا أبا حازم أوصني، قال: نعم سوف أوصيك وأوجز: نزه الله تعالى وعظمه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك، ثم قام فلما ولى قال: يا أبا حازم هذه مائة دينار أنفقها، ولك عندي أمثالها كثير، فرمى بها، وقال: والله ما أرضاها لك، فكيف أرضاها [ص:236] لنفسي، إني أعيذك بالله أن يكون سؤالك إياي هزلا وردي عليك بذلا، إن موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام لما ورد ماء مدين قال {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} [القصص: 24] فسأل موسى عليه السلام ربه عز وجل، ولم يسأل الناس، ففطنت الجاريتان، ولم تفطن الرعاة لما فطنتا إليه، فأتيا أباهما وهو شعيب عليه السلام فأخبرتاه خبره، قال شعيب: ينبغي أن يكون هذا جائعا، ثم قال لإحداهما: اذهبي ادعيه، فلما أتته أعظمته وغطت وجهها، ثم قالت {إن أبي يدعوك ليجزيك} [القصص: 25] فلما قالت {ليجزيك أجر ما سقيت لنا} [القصص: 25] كره موسى عليه السلام ذلك، وأراد أن لا يتبعها، ولم يجد بدا من أن يتبعها؛ لأنه كان في أرض مسبعة وخوف، فخرج معها وكانت امرأة ذات عجز، فكانت الرياح تصرف ثوبها فتصف لموسى عليه السلام عجزها، فيغض مرة ويعرض أخرى، فقال: يا أمة الله كوني خلفي، فدخل موسى إلى شعيب عليهما السلام والعشاء مهيأ، فقال: كل، فقال موسى عليه السلام: لا، قال شعيب: ألست جائعا؟ قال: بلى، ولكني من أهل بيت لا يبيعون شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا، أخشى أن يكون هذا أجر ما سقيت لهما، قال شعيب عليه السلام: لا يا شاب، ولكن هذا عادتي وعادة آبائي، قرى الضيف وإطعام الطعام، قال: فجلس موسى عليه السلام فأكل، فإن كانت هذه المائة دينار عوضا عما حدثتك فالميتة، والدم، ولحم الخنزير، في حال الاضطرار أحل منه، وإن كان من مال المسلمين فلي فيها شركاء ونظراء إن وازيتهم، وإلا فلا حاجة لي فيها، إن بني إسرائيل لم يزالوا على الهدى والتقى حيث كان أمراؤهم يأتون إلى علمائهم رغبة في علمهم، فلما نكسوا ونفسوا وسقطوا من عين الله تعالى، وآمنوا بالجبت والطاغوت، كان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم ويشاركونهم في دنياهم، وشركوا معهم في قتلهم، قال ابن شهاب: يا أبا حازم إياي تعني، أو بي تعرض؟ قال: ما إياك اعتمدت، ولكن هو ما تسمع، قال سليمان: يا ابن شهاب [ص:237] تعرفه؟ قال: نعم، جاري منذ ثلاثين سنة، ما كلمته كلمة قط، قال أبو حازم: إنك نسيت الله فنسيتني، ولو أحببت الله تعالى لأحببتني، قال ابن شهاب: يا أبا حازم تشتمني؟ قال سليمان: ما شتمك، ولكن شتمتك نفسك، أما علمت أن للجار على الجار حقا كحق القرابة، فلما ذهب أبو حازم قال رجل من جلساء سليمان: يا أمير المؤمنين تحب أن يكون الناس كلهم مثل أبي حازم؟ قال: لا "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن عبد الرحمن، ثنا زمعة بن صالح، قال: " كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه إليه، فكتب إليه: أما بعد جاءني كتابك تعزم علي إلا رفعت إليك حوائجي وهيهات، رفعت حوائجي إلى من لا يختزن الحوائج، وهو ربي عز وجل، فما أعطاني منها قبلت، وما أمسك عني قنعت "
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا سفيان بن وكيع، وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا أحمد بن عبيدة، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، قال: " كتب أمير المؤمنين إلى أبي حازم، وقال إبراهيم: كتب سليمان إلى أبي حازم: ارفع إلي حاجتك، قال: هيهات، رفعت حاجتي إلى من لا يختزن الحوائج، فما أعطاني منها قنعت، وما أمسك عني منها رضيت "
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو معمر، ثنا سفيان، قال: قال أبو حازم: «وجدت الدنيا شيئين فشيئا هو لي وشيئا لغيري، فأما ما كان لغيري فلو طلبته بحيلة السموات والأرض لم أصل إليه , فيمنع رزق غيري مني كما يمنع رزقي من غيري»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا هاشم بن القاسم الأشجعي، ثنا داود بن أبي الوازع المدني، عن أبي حازم، أنه كان يقول: " نظرت في الرزق فوجدته شيئين: شيء هو لي له أجل ينتهي إليه فلن أعجله، ولو طلبته بقوة [ص:238] السموات والأرض، وشيء لغيري فلم يصبني فيما مضى فأطلبه فيما بقي، فشيء يمنع من غيري كما شيء غيري يمنع مني، ففي أي هذين أفني عمري؟ "
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا ابن عيينة قال: سمعت أبا حازم، يقول: «إن كان يغنيك ما يكفيك، فأدنى عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يغنيك»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان، قال: قال أبو حازم: " اشتدت مؤنة الدنيا والدين، قالوا: يا أبا حازم هذا الدين، فكيف الدنيا؟ قال: لأنك لا تمد يديك إلى شيء إلا وجدت واحدا قد سبقك إليه "
حدثنا أبو أحمد محمد الجرجاني، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، أخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب، أخبرهم قال: أخبرني حفص بن عمر، عن ابن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: " كنت مع أبي حازم في الصائفة، فأرسل عبد الرحمن بن خالد - وكان أصلح من بقي من أهل بيتنا - إلى أبي حازم أن ائتنا حتى نسائلك وتحدثنا، فقال أبو حازم: معاذ الله أدركت أهل العلم، لا يحملون الدين إلى أهل الدنيا، فلن أكون بأول من فعل ذلك، فإن كان لك حاجة فأبلغنا، فتصدى له عبد الرحمن، وسأله، وقال له: لقد ازددت علينا بهذا كرامة "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم، قال: «انظر الذي تحب أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وانظر الذي تكره أن يكون معك ثم فاتركه اليوم»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا هارون بن معروف، ثنا ضمرة، عن ثوابة بن رافع، قال: قال أبو حازم: «ما مضى من الدنيا فحلم، وما بقي فأماني»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا بهلول بن إسحاق، ثنا سعيد بن منصور، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، قال: «كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا علي بن عياش، ثنا محمد بن مطرف، ثنا أبو حازم، قال: «لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد، ولا يعور فيما بينه وبين الله تعالى إلا عور الله فيما بينه وبين العباد ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها، إنك إذا صانعت الله مالت الوجوه كلها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبينه شنأتك الوجوه كلها»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا خالي عبد الله بن محمود، عن عبيد الله بن محمد بن يزيد بن حبيش، قال: سمعت أبي يذكر أنه بلغه عن أبي حازم، أنهم أتوه، فقالوا له: " يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر، فقال: وما يغمكم من ذلك؟ إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء "
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، حدثني أبي، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني الحارث بن محمد، عن أبي الحسن المدايني، قال: قال أبو حازم: «من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء، ولم يحزن على بلوى»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم عن داود بن مهران، عن شهاب بن حراش، عن محمد بن مطرف، قال: قال أبو حازم: «ما في الدنيا شيء يسرك إلا وقد ألزق به شيء يسوءك»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو معمر، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال أبو حازم: «قد رضيت من أحدكم أن يبقي على دينه كما يبقي على نعليه»
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا إبراهيم بن سوية، ثنا سفيان بن وكيع، [ص:240] ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال أبو حازم: «اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني يحيى بن عثمان الحربي، ثنا بقية بن الوليد، عن أبي الحجاج المهري يعني رشدين بن سعد، عن يحيى بن سليم، قال: قال أبو حازم: «ابن آدم بعد الموت يأتيك الخبر»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، عن سفيان بن عيينة، قال: قال أبو حازم: «إنما السلطان سوق، فما نفق عنده أتى به»
وأخبرني محمد بن أحمد، في كتابه، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا أنس بن عياض، قال: سمعت أبا حازم، قال: «إنما الإمام سوق من الأسواق إن جاءه الحق نفق، وإن جاءه الباطل نفق» قال إبراهيم: حدثنا أبو عمار هاشم بن غطفان، قال: إن نفق عنده الباطل جاءه الباطل، وإن نفق عنده الحق جاءه الحق
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا ابن عيينة، قال: " دخل أبو حازم على أمير المدينة فقال له: تكلم، فقال له: انظر الناس ببابك إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر، وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير "
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا أبو العباس الثقفي، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا حجاج، عن سفيان الثوري، عن أبي حازم، قال: «رضي الناس بالحديث وتركوا العمل»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا محمد بن يحيى المأربي، قال: قال أبو حازم: «رضي الناس من العمل بالعلم، ومن الفعل بالقول»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني سفيان بن وكيع، عن ابن عيينة، قال: قال أبو حازم: «إني لأعظ وما أرى للموعظة موضعا، وما أريد بذلك إلا نفسي»
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا ابن عيينة، قال: قال أبو حازم: «لأنا من أن أمنع الدعاء أخوف مني أن أمنع الإجابة»
حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا عصمة بن الفضل، ثنا يحيى، عن داود بن المغيرة، قال: قال أبو حازم: «السر أملك بالعلانية من العلانية بالسر، والفعل أملك بالقول من القول بالفعل»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، قال: قال أبو حازم: " شيئان إذا عملت بهما أصبت بهما خير الدنيا والآخرة، ولا أطول عليك، قيل: وما هما؟ قال: تحمل ما تكره إذا أحبه الله، وتكره ما تحب إذا كرهه الله عز وجل "
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا محمد بن يحيى المازنى قال: قال أبو حازم: «خصلتان من تكفل بهما تكفلت له بالجنة، تركك ما تحب، واحتمالك ما تكره إذا أحبه الله عز وجل»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة، ثنا زيد بن بشر، ثنا ابن وهب، ثنا ابن زيد، يعني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازم، قال: «إن قوما تجنبوا الكثير من الحلال لكثرة شغله، فما ظنكم بهؤلاء الذين تركوا الحلال ليركبوا الحرام»
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، حدثني محمد بن الحسين، حدثني يونس بن يحيى الأموي أبو نباتة، حدثني محمد بن مطرف، قال: " دخلنا على أبي حازم الأعرج لما حضره الموت، فقلنا: يا أبا حازم كيف تجدك؟ قال: أجدني بخير راجيا حسن الظن به، ثم قال: إنه والله لا يستوي من غدا وراح يعمر عقد الآخرة لنفسه، فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت حتى يقدم عليها فيقوم لها وتقوم له، ومن غدا وراح في [ص:242] عقد الدنيا يعمرها لغيره ويرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها ولا نصيب "
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني حفص بن عمر، عن سعيد بن عبد الرحمن، قال: سمعت أبا حازم، وذكر الدنيا، قال: «لئن نجونا من شر ما أصابنا منها ما يضرنا ما زوى عنا منها، ولئن كنا قد تورطنا فيها، فما طلب ما بقي منها إلا حمق»
حدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت محمد بن إسحاق، قال: أنبأنا جعفر الموصلي، قال: قال أبو حازم: «إن بضاعة الآخرة كاسدة، فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير»
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال أبو حازم: «إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قط أنفع له منها، ويعمل الحسنة ما عمل سيئة قط أضر عليه منها»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني حفص بن عمر، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، قال: «إن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها، وما خلق الله من سيئة أضر له منها، وإن العبد ليعمل السيئة حتى تسوءه حين يعملها، وما خلق الله من حسنة أنفع له منها، وذلك أن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها، فيتجبر فيها ويرى أن له بها فضلا على غيره، ولعل الله تعالى أن يحبطها ويحبط معها عملا كثيرا، وإن العبد حين يعمل السيئة تسوءه حين يعملها، ولعل الله تعالى يحدث له بها وجلا يلقى الله تعالى وإن خوفها لفي جوفه باق»
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، ثنا عبد الله بن محمد العطشي، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، ثنا الهيثم بن جميل، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: قال أبو حازم: «إني لأستحيي من ربي عز وجل أن أسأله شيئا فأكون كالأجير السوء إذا عمل طلب الأجرة، ولكني أعمل تعظيما له»
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، حدثني أبي، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي، ثنا محمد بن هانئ، عن بعض أصحابه، قال: " قال رجل لأبي حازم: ما شكر العينين؟ فقال: إن رأيت بهما خيرا أعلنته، وإن رأيت بهما شرا سترته، قال: فما شكر الأذنين؟ قال: إن سمعت بهما خيرا وعيته، وإن سمعت بهما شرا دفنته، قال: ما شكر اليدين؟ قال: لا تأخذ بهما ما ليس لك، ولا تمنع حقا لله هو فيهما، قال: وما شكر البطن؟ قال: أن يكون أسفله طعاما وأعلاه علما، قال: وما شكر الفرج؟ قال: كما قال الله تعالى {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} [المؤمنون: 6] إلى قوله: {فأولئك هم العادون} [المؤمنون: 7] " قال: فما شكر الرجلين؟ قال: إن رأيت ميتا غبطته، استعملت بهما عمله، وإن رأيت ميتا مقته كففتهما عن عمله، وأنت شاكر لله عز وجل، فأما من يشكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه، فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن الصباح البزار، ثنا زيد بن الحباب، عن مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي حازم، قال: " لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال: لا تبغي على من فوقك، ولا تحتقر من دونك، ولا تأخذ على علمك دنيا "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني عبد العزيز بن أبي حازم، قال: سمعت أبي يقول: «إن العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم منهم من هو فوقه في العلم كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه حتى إذا كان هذا الزمان فهلك الناس»
حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا فرج بن سعيد الصوفي، ثنا يوسف بن أسباط، قال: أخبرني مخبر أن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم فأتاه وعنده الإفريقي والزهري وغيرهما، فقال له: تكلم يا أبا حازم، فقال أبو حازم: إن خير الأمراء من أحب العلماء،
وإن شر العلماء من أحب الأمراء، وأنه كان فيما مضى إذا بعث الأمراء إلى العلماء لم يأتوهم، وإذا أعطوهم لم يقبلوا منهم، وإذا سألوهم لم يرخصوا لهم، وكان الأمراء يأتون العلماء في بيوتهم فيسألونهم، فكان في ذلك صلاح للأمراء وصلاح للعلماء، فلما رأى ذلك ناس من الناس قالوا: ما لنا لا نطلب العلم حتى نكون مثل هؤلاء؟ فطلبوا العلم فأتوا الأمراء فحدثوهم، فرخصوا لهم، وأعطوهم فقبلوا منهم، فجرؤت الأمراء على العلماء وجرؤت العلماء على الأمراء "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة، ثنا سهل، ثنا يحيى بن محمد المدني، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: " قلت لأبي حازم يوما: إني لأجد شيئا يحزنني قال: وما هو يا ابن أخي؟ قلت: حبي الدنيا، فقال لي: اعلم يا ابن أخي أن هذا الشيء ما أعاتب نفسي على حب شيء حببه الله تعالى إلي لأن الله عز وجل قد حبب هذه الدنيا إلينا، ولكن لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا أن لا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئا من شيء يكرهه الله، ولا أن نمنع شيئا من شيء أحبه الله، فإذا نحن فعلنا ذلك لا يضرنا حبنا إياها "
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الله، ثنا سلمة، ثنا سهل، ثنا محمد بن أبي معشر، حدثني أبي قال أبو حازم: «إذا أحببت أخا في الله فأقل مخالطته في دنياه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا عبد الله بن الضريس، قال: قال أبو حازم: «إذا رأيت ربك يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره»
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا الحسين بن عبد الرحمن، قال: " قيل لأبي حازم: ما القرابة؟ قال: المودة، قيل [ص:245] له: فما اللذة؟ قال: الموافقة، قيل: فما الراحة؟ قال: الجنة "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عباس، عن عمرو بن عبد الله القيسي، عن أبي حازم، أنه قال: «مثل العالم والجاهل مثل البناء والرقاص تجد البناء على الشاهق والقصر معه حديدته جالسا، والرقاص يحمل اللبن والطين على عاتقه على خشبة تحته مهواة لو زل ذهبت نفسه، ثم يتكلف الصعود بها على هول ما تحته حتى يأتي بها إلى البناء، فلا يزيد البناء على أن يعدلها بحديدته وبرأيه وبتقديره، فإذا سلما أخذ البناء تسعة أعشار الأجرة، وأخذ الرقاص عشرا، وإن هلك ذهبت نفسه، فكذا العالم يأخذ أضعاف الأجرة بعلمه»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: سمعت شيخا، في مسجد الحارث بن عمير يقول للحارث: سمعت أبا حازم، يقول: «لما يلقى الذي لا يتقي الله من تقية الناس أشد مما يلقى الذي يتقي الله عز وجل من تقاته» قال أحمد: وحدثنا إبراهيم بن خالد، ثنا يحيى بن محمد المازني، قال: قال أبو حازم مثله
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا هارون بن معروف، والوليد بن شجاع، قالا: ثنا ضمرة، عن ثوابة بن رافع، قال: قال أبو حازم: «وما إبليس؟ والله لقد عصي فما ضر، ولقد أطيع فما نفع»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا سعدان بن زيد، ثنا سهل بن أبي حليمة، قال: سمعت سفيان، يقول: قال أبو حازم: «إن يبغضك عدوك المسلم خير لك من أن يحبك خليلك الفاجر»
حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم الإستراباذي، ثنا أبو نعيم بن عدي، ثنا أبو يعلى الأصمعي، ثنا ابن أبي حازم، قال: " قيل لأبي حازم: «ما اللذة؟» قال: «الموافقة»
أخبرني محمد بن أحمد بن إبراهيم، في كتابه ثنا محمد بن أيوب، ثنا الحسين بن الفرج، ثنا زكريا بن منصور القرظي، قال: سمعت أبا حازم يقول: «كنت ترى حامل القرآن في خمسين رجلا، فتعرفه قد مصعه القرآن، وأدركت القراء الذين هم القراء، فأما اليوم فليسوا بقراء ولكنهم خراء»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث، ثنا ابن حميد، ثنا جرير، قال: كان أبو حازم يمر على الفاكهة في السوق فيشتهيها، فيقول: «موعدك الجنة»
حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن مقسم وأبو بكر بن محمد بن أحمد بن هارون الوراق الأصبهاني قالا: ثنا أحمد بن عبد الله بن صاحب أبي ضمرة، ثنا هارون بن حميد الدهكي، ثنا الفضل بن عنبسة، عن رجل، قد سماه أراه عبد الحميد بن سليمان عن الذيال بن عباد، قال: كتب أبو حازم الأعرج إلى الزهري: " عافانا الله وإياك أبا بكر من الفتن ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك منها، أصبحت شيخا كبيرا قد أثقلتك نعم الله عليك: بما أصح من بدنك، وأطال من عمرك، وعلمت حجج الله تعالى: مما حملك من كتابه، وفقهك فيه من دينه، وفهمك من سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، فرمى بك في كل نعمة أنعمها عليك، وكل حجة يحتج بها عليك الغرض الأقصى، ابتلى في ذلك شكرك، وأبدى فيه فضله عليك، وقد قال {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: 7] انظر أي رجل تكون إذا وقفت بين يدي الله عز وجل، فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها، وعن حججه عليك كيف قضيتها، ولا تحسبن الله راضيا منك بالتغرير، ولا قابلا منك التقصير، هيهات، ليس كذلك أخذ على العلماء في كتابه، إذ قال تعالى {لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم} [آل عمران: 187] الآية إنك تقول: إنك جدل ماهر عالم قد جادلت الناس فجدلتهم وخاصمتهم فخصمتهم
إدلالا منك بفهمك، واقتدارا منك برأيك، فأين تذهب عن قول الله عز وجل {ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة}؟ الآية اعلم أن أدنى ما ارتكبت، وأعظم ما احتقبت أن آنست الظالم، وسهلت له طريق الغي بدنوك حين أدنيت، وإجابتك حين دعيت فما أخلقك أن تبوء بإثمك غدا مع الجرمة، وأن تسأل عما أردت بإغضائك عن ظلم الظلمة إنك أخذت ما ليس لمن أعطاك، ودنوت ممن لا يرد على أحد حقا، ولا ترك باطلا حين أدناك، وأجبت من أراد التدليس بدعائه إياك حين دعاك، جعلوك قطبا تدور رحى باطلهم عليك، وجسرا يعبرون بك إلى بلائهم، وسلما إلى ضلالتهم، وداعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم، فلم تبلغ أخص وزرائهم، ولا أقوى أعوانهم لهم، إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم، واختلاف الخاصة والعامة إليهم، فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك وما أقل ما أعطوك في كثير ما أخذوا منك فانظر لنفسك، فإنه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسئول، وانظر: كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا؟ وانظر: كيف إعظامك أمر من جعلك بدينه في الناس بخيلا؟ وكيف صيانتك لكسوة من جعلك لكسوته ستيرا؟ وكيف قربك وبعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا؟ ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك فتقول: والله ما قمت لله مقاما واحدا أحيي له فيه دينا، ولا أميت له فيه باطلا إنما شكرك لمن استحملك كتابه واستودعك علمه، ما يؤمنك أن تكون من الذين قال الله تعالى {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى} [الأعراف: 169] الآية، إنك لست في دار مقام، قد أوذنت بالرحيل، ما بقاء المرء بعد أقرانه؟ طوبى لمن كان مع الدنيا في وجل، يا بؤس من يموت وتبقى ذنوبه من بعده، إنك لم تؤمر بالنظر لوارثك على
نفسك، ليس أحد أهلا أن تردفه على ظهرك، ذهبت اللذة، وبقيت التبعة، ما أشقى من سعد بكسبه غيره، احذر فقد أتيت، وتخلص فقد أدهيت، إنك تعامل من لا يجهل، والذي يحفظ عليك لا يغفل، تجهز فقد دنا منك سفر، وداو دينك فقد دخله سقم شديد، ولا تحسبن أني أردت توبيخك أو تعييرك وتعنيفك، ولكني أردت أن تنعش ما فات من رأيك، وترد عليك ما عزب عنك من حلمك، وذكرت قوله تعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات: 55] أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك، وبقيت بعدهم كقرن أعضب، فانظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت به، أو دخلوا في مثل ما دخلت فيه؟ وهل تراه ادخر لك خيرا منعوه، أو علمك شيئا جهلوه، بل جهلت ما ابتليت به من حالك في صدور العامة، وكلفهم بك أن صاروا يقتدون برأيك ويعملون بأمرك إن أحللت أحلوا وإن حرمت حرموا، وليس ذلك عندك، ولكنهم إكبابهم عليك، ورغبتهم فيما في يديك ذهاب عملهم، وغلبة الجهل عليك وعليهم، وطلب حب الرياسة وطلب الدنيا منك ومنهم، أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة، وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟ ابتليتهم بالشغل عن مكاسبهم وفتنتهم بما رأوا من أثر العلم عليك، وتاقت أنفسهم إلى أن يدركوا بالعلم ما أدركت، ويبلغوا منه مثل الذي بلغت فوقعوا بك في بحر لا يدرك قعره وفي بلاء لا يقدر قدره، فالله لنا ولك ولهم المستعان، واعلم أن الجاه جاهان: جاه يجريه الله تعالى على يدي أوليائه لأوليائه، الخامل ذكرهم، الخافية شخوصهم، ولقد جاء نعتهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة سوداء
مظلمة» فهؤلاء أولياء الله الذين قال الله تعالى فيهم {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} [المجادلة: 22] وجاه يجريه الله تعالى على يدي أعدائه لأوليائه ومقة يقذفها الله في قلوبهم لهم، فيعظمهم الناس بتعظيم أولئك لهم، ويرغب الناس فيما في أيديهم لرغبة أولئك فيه إليهم، {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} [المجادلة: 19] وما أخوفني أن تكون ممن ينظر لمن عاش مستورا عليه في دينه، مقتورا عليه في رزقه، معزولة عنه البلايا، مصروفة عنه الفتن في عنفوان شبابه، وظهور جلده، وكمال شهوته، فعنى بذلك دهره حتى إذا كبر سنه، ورق عظمه، وضعفت قوته، وانقطعت شهوته ولذته فتحت عليه الدنيا شر فتوح، فلزمته تبعتها، وعلقته فتنتها، وأغشت عينيه زهرتها، وصفت لغيره منفعتها فسبحان الله، ما أبين هذا الغبن، وأخسر هذا الأمر فهلا إذ عرضت لك فتنتها ذكرت أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه في كتابه إلى سعد حين خاف عليه مثل الذي وقعت فيه عندما فتح الله على سعد: أما بعد فأعرض عن زهرة ما أنت فيه حتى تلقى الماضين الذين دفنوا في أسمالهم، لاصقة بطونهم بظهورهم، ليس بينهم وبين الله حجاب، لم تفتنهم الدنيا، ولم يفتنوا بها، رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا، فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا في كبر سنك ورسوخ علمك وحضور أجلك، فمن يلوم الحدث في سنه، والجاهل في علمه، المأفون في رأيه، المدخول في عقله، إنا لله وإنا إليه راجعون، على من المعول وعند من المستعتب، نحتسب عند الله مصيبتنا، ونشكو إليه بثنا، وما نرى منك، ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته " أسند أبو حازم: عن سهل بن سعد الساعدي، وسمع منه، ومن ابن عمر وأنس بن مالك، وقيل: إنه رأى أبا هريرة، وسمع من سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، ومحمد بن كعب القرظي، والأعرج، وأبي صالح السمان، والنعمان بن أبي عياش،
وعبيد الله بن مقسم، وسعيد المقبري، وطلحة بن عبيد الله بن كريز، وبعجة بن عبد الله بن بدر الجهني، وعمارة بن عمرو بن حزم، وأبي جعفر القاري، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن شعيب، ويزيد الرقاشي في آخرين. وروى عنه من التابعين عدة: منهم عبيد الله بن عمر العمري، وعمارة بن غزية، ومحمد بن عجلان، وسعيد بن أبي هلال، وحدث عنه من الأئمة والأعلام: مالك والثوري والحمادان وابن عيينة ومعمر وسليمان بن بلال والمسعودي وزائدة وخارجة بن مصعب وابناه عبد العزيز وعبد الجبار ابنا أبي حازم في آخرين
فمن صحاح أحاديثه ما حدثناه محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا القاسم بن زكريا المطرز، ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، ثنا عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، وحدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، واللفظ له، ثنا يونس بن محمد، ثنا ابن زيد، حدثني عبيد الله بن عمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال حماد: ثم لقيت أبا حازم فحدثني به، فلم أنكر مما حدثني شيئا، قال: " كان قتال بين بني عمرو بن عوف فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم، وقال لبلال: «إن حضرت الصلاة ولم آت فأمر أبا بكر فليصل بالناس» قال: فلما حضرت الصلاة أذن وأقام، وأمر أبا بكر فتقدم، فلما تقدم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء صفق الناس، وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت، فلما رآهم لا يسكنون التفت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأومى بيده إليه أن امضه، قال: فرجع أبو بكر القهقرى، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك أن تمضي في صلاتك» قال: ما كان لابن أبي قحافة أن يؤم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «إذا نابكم في الصلاة شيء فليسبح الرجال وليصفق النساء» حديث صحيح متفق عليه من حديث أبي حازم، أخرجه مسلم عن ابن بزيع، عن عبد الأعلى، [ص:251] واتفق هو والبخاري فيه عن مالك، ويعقوب القاري عن أبي حازم، وانفرد البخاري برواية حديث الثوري وابن حازم وحماد بن زيد، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير فيه عن أبي حازم وممن روى هذا الحديث عن أبي حازم ممن لا يذكراه: معمر وأبو غسان محمد بن مطرف وعبد العزيز بن الماجشون ومحمد بن عجلان وهشام بن سعد وعبد الرحمن بن إسحاق وسفيان بن عيينة والحمادان وعبد الله بن عبد الرحمن الجمحي وعبد الحميد بن سليمان أخو فليح وعبد العزيز بن أبي حازم ويعقوب بن الوليد ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي مليكة وعمر بن علي المقدمي وموسى بن محمد الأنصاري وجرير بن حازم وخارجة بن مصعب في آخرين، منهم من ساقه مطولا، ومنهم من رواه مختصرا، فقال: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء
حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي، ثنا محمد بن العباس المؤدب، ثنا سريج بن النعمان، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا عمارة بن غزية الأنصاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ما من ملب إلا ليلبي ما عن يمينه وعن شماله من حجر، أو مدر، أو شجر حتى تنقطع الأرض من هاهنا ومن هاهنا، وإن أهل الدرجات العلى ليرون من أسفل منهم كما ترون الكوكب في السماء» هذا حديث غريب تفرد به عن أبي حازم، عمارة بن غزية، وهو من تابعي أهل المدينة ورواه عن عمار معاوية بن صالح وعبيدة بن حميد
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا خالد بن القاسم، ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، ثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للصائمين باب في الجنة يقال له الريان، لا يدخل منه غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق، من دخل منه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا» هذا حديث صحيح متفق عليه اتفق فيه البخاري ومسلم من حديث سليمان بن بلال عن أبي حازم، وممن رواه عن أبي حازم: [ص:252] سفيان الثوري وحماد بن زيد وهشام بن سعيد وعبد الرحمن بن إسحاق وعبد الله بن جعفر ومبشر بن مكسرة
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين محمد بن الحسين، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا سليمان بن بلال، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا ذكر عنده الشؤم قال: «إن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن» هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث مالك عن أبي حازم، وانفرد مسلم فيه بهشام بن سعيد عن أبي حازم ورواه غيرهما عن أبي حازم: محمد بن جعفر وعبد الحميد بن سليمان وعمر بن محمد بن صهبان
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا عدي بن الفضل، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: " كان عامة من يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب العقد، قلت: وما أصحاب العقد؟ قال: لم يكن لأحدهم إلا ثوب واحد كان يعقده على عنقه " هذا حديث صحيح أخرجه البخاري من حديث الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم. ورواه عبد الرحمن بن إسحاق المدني في آخرين عن أبي حازم، نحوه
حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا عمر بن علي، ثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة» هذا حديث صحيح رواه البخاري عن المقدمي، عن عمر، وحدث به أحمد بن حنبل عن عفان عن عمر
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا علي بن مسعر، وحدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد، ثنا متوكل بن أبي سورة، ثنا خالد بن زيد وهو [ص:253] العمري، قالا: ثنا سفيان الثوري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، قال: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» هذا حديث غريب من حديث أبي حازم لم يروه عنه متصلا مرفوعا إلا سفيان الثوري، ورواه عن سفيان ابن قتادة الحمامي، ومحمد بن كثير الصنعاني مثله
حدثنا علي بن هارون، ثنا موسى بن هارون، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا علي بن عبد الحميد بن سليمان، أخو فليح عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء أبدا» هذا حديث غريب من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الأديب، ثنا محمد بن إبراهيم بن زياد، ثنا محمد بن حميد، ثنا زافر بن سليمان، ثنا محمد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، ثم قال: يا محمد شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس " هذا حديث غريب من حديث محمد بن عيينة، تفرد به زافر بن سليمان، وعنه محمد بن حميد
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا جعفر بن محمد بن بشار، ثنا يحيى بن محمد بن السكن، ثنا إسحاق بن إدريس، ثنا عبد الرحمن بن زيد، ثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يسور ولده سوارا من نار فليسوره سوارا من ذهب، ولكن الفضة اعملوا بها ما شئتم». هذا حديث غريب من حديث أبي حازم، تفرد به عنه عبد [ص:254] الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف، والحديث لو ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، يعني به الذكور من الأولاد، فأما الإناث فقد أباح لهن التحلي بالذهب ولبس الحرير
حدثنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن الحسن بن الجعد، ثنا يعقوب بن كاسب، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دخل مسجدي هذا يتعلم حرفا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله تعالى، ومن دخله لغير ذلك كان كمنزلة الذي يرى الشيء يعجبه وهو لغيره» هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، تفرد به عنه ابنه عبد العزيز
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مخلد، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا مروان بن محمد السنجاري، ثنا أبو داود النخعي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اغتاب أخاه فاستغفر له فهو كفارته» هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن سهل تفرد عنه أبو داود سليمان بن عمر النخعي وهو ذاهب الحديث
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا الحسن بن علي الواسطي، حدثنا هشيم، عن أبي يحيى، رجل من أهل المدينة، قال: سمعت عبد الجبار بن أبي حازم، يحدث عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للصحابة ولمن رأى ولمن رأى، قال: قلت: ما معنى ولمن رأى؟ قال: من رأى من الصحابة، ومن رأى من رآهم " هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن سهل، تفرد به ابنه عبد الجبار وأبو يحيى المدني، قيل إنه فليح بن سليمان، ولم يرو هذا الحديث عنه إلا هشيم
حدثنا أبو أحمد الجرجاني، ثنا علي بن إسحاق البغدادي، ثنا صالح بن سابق، ثنا سليمان بن عمرو، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة يقضي الله عنهم يوم القيامة: رجل خاف العدو
على بيضة المسلمين، وليس عنده قوة فأدان دينا فابتاع به سلاحا وتقوى به في سبيل الله عز وجل، فمات قبل أن يقضيه ولم يقدر على قضائه، فهذا يقضي الله عنه، ورجل مات عنده أخوه المسلم، فلم يجد ما يكفنه فيه فاستقرض واشترى به كفنا، فمات وهو لا يقدر على قضائه، فهذا يقضي الله عنه، ورجل خاف على نفسه العنت واشتدت عليه العزوبة، فاستقرض فتزوج، ولم يقدر على قضائه، فمات فهذا يقضي الله عنه يوم القيامة " هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
ثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن المعتمر، ثنا حاتم بن عباد، ثنا يحيى بن قيس الكندي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملا كان في قلبه نوره» هذا حديث غريب من حديث أبي حازم وسهل، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا مخلد بن جعفر، ومحمد بن حميد، في جماعة قالوا: ثنا إبراهيم بن شريك، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، ثنا محمد بن ثور الصنعاني، عن معمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سفسافها» غريب من حديث أبي حازم وسهل، تفرد به عن أبي حازم معمر، وعن فضيل أحمد بن يونس
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا جعفر بن محمد الصائغ، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا زكريا بن منظور، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق نسمة أعتق الله عز وجل بكل عضو منها عضوا منه من النار» هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن سهل، لا أعلم رواه عنه إلا زكريا بن منظور
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا خلف بن عمرو العكبري، ثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد الحميد بن سليمان قال: سمعت أبا حازم يقول: قال أبو هريرة: «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكسر اليابسة حتى توفي وأصبحتم تهدون بالدنيا» كذا رواه عبد الحميد عن أبي حازم، قال أبو هريرة، وخالفه غيره من أصحاب أبي حازم فيه: وليس لأبي حازم عن أبي هريرة سماع، وإنما رآه رؤية
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله البابلي، ثنا أيوب بن نهيك، قال: سمعت أبا حازم، قال: سمعت ابن عمر، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لقد هبط علي ملك من السماء ما هبط على نبي قبلي ولا يهبط على أحد بعدي وهو إسرافيل عليه السلام، فقال: السلام عليك يا محمد، أنا رسول ربك إليك، أمرني أن أخبرك إن شئت أن تكون نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا، فنظرت إلى جبريل عليه السلام فأومأ إلي أن تواضع " فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «نبيا عبدا» فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أني قلت نبيا ملكا ثم شئت لسارت معي الجبال ذهبا» هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن ابن عمر، تفرد به أيوب بن نهيك وأبو حازم مختلف فيه، فقيل: سلمة بن دينار وقيل: محمد بن قيس المدني
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن، ثنا محمد بن يونس بن موسى، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، وحدثنا ابن سليمان بن أحمد، ثنا عمرو بن أبي الطاهر، ثنا سعيد بن أبي مريم، قالا: ثنا موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعتين في يوم حتى مات» هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن عروة، عن عائشة، نحوه
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن الحسن [ص:257] بن مكرم، ثنا علي بن الجعد، أخبرنا محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن عروة، عن عائشة، قالت: " كان يمر بنا هلال وهلال وما يوقد في منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: أي خالة، فبأي شيء كنتم تعيشون؟ قالت: بالأسودين: الماء والتمر " كذا رواه أبو غسان محمد بن مطرف عن أبي حازم، عن عروة. وصحيح ذلك ما اتفق عليه البخاري ومسلم من حديث أبي حازم عن يزيد بن رومان عن عروة حدثناه أبو أحمد الجرجاني، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن الصباح، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبي، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان يمر بنا هلال وهلال، فذكره
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن الصباح، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبي، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: " وعد جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة يأتيه، فجاءت الساعة ولم يأت جبريل عليه السلام، فإذا بجرو كلب تحت السرير، فقال: «متى دخل هذا الكلب؟» قالت: ما علمت به، فأمر به فأخرج، وجاء جبريل عليه السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واعدتني في ساعة، فجلست لك فلم تأت» قال: منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة " هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن سويد بن سعيد عن عبد العزيز بن أبي حازم وعن إسحاق بن راهويه، عن المخزومي، عن وهيب، عن أبي حازم
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي، ثنا عثمان بن سعيد بن كثير، ثنا أبو غسان، ثنا أبو حازم، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتصدق بذهب سبعة دنانير، أو تسعة دنانير شك أبو حازم، فشغلني ما رأيت من مرضه، قال: فأفاق فقال: «هل فعلت؟» فقلت: لقد شغلني ما رأيتك به، قال: «هبيها ما ظن محمد لو لقي الله تعالى وهذه عنده؟» أو «ما [ص:258] يغني هذه من محمد لو لقي الله عز وجل وهي عنده؟» هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن أبي سلمة، لا أعلمه إلا من حديث أبي غسان عنه
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عمره الله ستين سنة، فقد أعذر إليه في العمر» هذا حديث صحيح ثابت من حديث المقبري، عن أبي هريرة أخرجه البخاري في صحيحه من حديث محمد بن معن الغفاري عن المقبري
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك الطاعة في منشطك ومكرهك وعسرك ويسرك وإمرة عليك» هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن قتيبة، وسعيد بن منصور عن يعقوب عن أبي حازم
حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر المقرئ، ثنا موسى بن هارون الحافظ، ثنا محمد بن الصباح، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل عليه السلام: أنا أحب عبدي فلانا، فينوه جبريل في حملة العرش فيحبه أهل العرش، فيسمعه أهل السماء تحت العرش فيحبه أهل السماء السابعة، ثم ينزل سماء سماء حتى ينزل إلى سماء الدنيا، ثم يهبط إلى الأرض فيحبه أهل الأرض، والبغض مثل ذلك " هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة عنه أخرجه البخاري من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه، عن أبي صالح، وأخرجه مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه، وحديث أبي حازم هذا لا أعلمه رواه عنه بهذا السياق إلا ابنه عبد العزيز
حدثنا أبو عبد الله بن مخلد، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا القعنبي، قال: قرأت على هشام بن سعيد عن ابن أبي حازم، عن أبي حازم، وزيد ابن أسلم، عن أم الدرداء، أنها كانت عند عبد الملك بن مروان ذات ليلة، فدعا خادما له فأبطأ عليه فلعنه، فقالت أم الدرداء: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكون اللعانون شهداء، ولا شفعاء يوم القيامة» هذا حديث مشهور من حديث أبي حازم، لم نكتبه إلا من حديث هشام بن سعيد
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 3- ص: 229
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 3- ص: 229
أبو حازم واسمه سلمة بن دينار مولى لبني شجع من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وكان أعرج. وكان عابدا زاهدا. وكان يقص بعد الفجر وبعد العصر في مسجد المدينة. وقدم سليمان بن هشام بن عبد الملك المدينة فأتاه الناس. وبعث إلى أبي حازم فأتاه. وساء له عن أمره وعن حاله. وقال له: يا أبا حازم ما مالك؟ قال: لي مالان. قال: ما هما؟ قال: الثقة بالله. واليأس مما في أيدي الناس.
قال: وقال عبد الله بن صالح. وعن ليث بن سعد. عن أبي حازم. قال: إني لأدعو الله في صلاتي حتى بالملح.
وقال محمد بن عمر: قالت امرأة أبي حازم لأبي حازم: هذا الشتاء قد هجم علينا. ولا بد لنا مما يصلحنا فيه. فذكرت الثياب والطعام والحطب. فقال: من هذا كله بد. ولكن خذي ما لا بد منه. الموت. ثم البعث. ثم الوقوف بين يدي الله. ثم الجنة والنار.
وقال محمد بن عمر: وكان لأبي حازم حمار. فكان يركبه إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لشهود الصلوات. وتوفي أبو حازم في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومائة. وكان ثقة كثير الحديث.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 421
أبو حازم الأعرج اسمه سلمة بن دينار مولى الأسود بن سفيان المخزومي القرشي من عباد أهل المدينة وزهادهم ممن كان يتقشف ويلزم الورع الخفى والتخلى بالعبادة ورفض الناس وما هم فيه أصله من فارس وكان يقص بالمدينة ومات سنة خمس وثلاثين ومائة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 129
سلمة بن دينار، أبو حازم، الأعرج، مدني، مولى الأسود بن سفيان، المخزومي.
سمع سهل بن سعد، وعطاء بن أبي رباح، والنعمان بن أبي عياش، سمع منه مالك، والثوري، وابن عيينة.
وقال محمد بن إسحاق: حدثني أبو حازم الأفزر، مولى الأسود بن سفيان المخزومي، هو القاص.
وقال لنا أحمد، وعلي: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعد؛ ارتج أحدٌ، وعليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكرٍ، وعمر، وعثمان.
وقال الليث: عن هشام بن سعد، عن أبي حازم، وزيد بن أسلم أخبراه، أن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا عن سعيد بن زيد أشهر.
حدثني عثمان، أخبرني ابن وهب، أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، وأبي حازمٍ، أن سعيد بن زيد، قال: كنت عاشر عشرةٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم... بهذا.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1
أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج النمار الزاهد
روى عن سهل بن سعد ومحمد بن المنكدر وسعيد بن المسيب وأبي إدريس الخولاني وأم الدرداء الصغرى
وعنه الزهري وهو أكبر منه وأسامة بن زيد والسفيانان والحمادان وابن إسحاق وخلق
قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وكان يقص في مسجد المدينة
مات بعد سنة أربعين ومائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 60
سلمة بن دينار الإمام أبو حازم المدني الأعرج
أحد الأعلام عن سهل بن سعد وابن المسيب وعنه مالك وأبو ضمرة قال بن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله توفي 14 وقيل 144 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
سلمة بن دينار أبو حازم المخزومي
مولى الأسود بن سفيان ويقال مولى لبني أشجع من بني ليث المدني الأعرج الأفزر المديني القاضي من عباد أهل المدينة وزهادهم مات سنة خمس وثلاثين ومائة وقيل لسنة أربعين ومائة وقال عمرو بن علي مات أبو حازم سنة ثلاث وثلاثين ومائة
روى عن سهل بن سعد في الإيمان والصلاة والصوم والنكاح وغيرها وعبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة بن عبد الرحمن في الطلاق واللباس وإلى صالح السمان في الجهاد ونعجة بن عبد الله بن بدر في الجهاد والنعمان بن أبي عياش في دلائل النبوة وصفة الجنة وأم الدرداء في اللعان وعبيد الله بن مقسم في قدرة الله ويزيد بن رومان في الزهد
روى عنه يعقوب بن عبد العزى وابنه عبد العزيز ومالك بن أنس في الصلاة، وعبد الله بن عمرو والثوري وابن عيينة وفضيل بن سليمان في الصوم وأبو غسان محمد بن مطرف في الصوم وسليمان بن بلال وحماد بن زيد والدراوردي ورائدة ومحمد بن المنكدر في النكاح وسعد بن أبي هلال ووهيب وهشام بن سعد وأسامة بن زيد ومحمد بن جعفر بن أبي كثير وأبو صخر حميد بن زياد
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
أبو حازم
سلمة بن دينار
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
أبو حازم سلمة بن دينار المدني
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 54
(ع) سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج الأفزر التمار المدني القاص الحكيم.
مولى الأسود بن سفيان ويقال مولى لبني شجع بن عامر بن ليث بن بكر، وقال بعضهم أشجع وهو وهم ليس في بني ليث أشجع، إنما فيهم شجع، قاله أبو علي الجياني.
كذا ذكره المزي وكأنه على العادة نقله من غير أصل إذ لو نقله من أصل لرأى في كتاب الجياني: قال الكلاباذي في أبي حازم هذا: التمار، وهو وهم فكأن المزي يمتنع بهذا من تعريفه بالتمار، كما سبق، والله تعالى أعلم، وليس لقائل أن يقول لعله ظهر له خطأ هذا القول؛ فلهذا أضرب عنه، إذ لو رآه لكان ينبغي له التنبيه عليه.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» قال: كان قاضي أهل المدينة ومن عبادهم وزهادهم، بعث إليه سليمان بن عبد الملك بالزهري في أن يأتيه فقال للزهري:
إن كانت له حاجة فليأت وأنا فما لي إليه حاجة مات سنة أربعين.
وخرج حديثه في «صحيحه»، وكذا أبو عوانة، والحاكم، والطوسي، وأبو محمد الدارمي.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: توفي سنة ثنتين وثلاثين.
وقال أبو عمر في «الاستغناء»: كان أحد الفضلاء الحكماء العلماء الثقات الأثبات من التابعين، وله حكم وزهديات ومواعظ ورقائق ومقطعات.
وذكره ابن شاهين في «الثقات».
وقال ابن قانع: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وكان من العباد مولى.
وأنكر أبو زرعة وابن أبي سلمة سماعه من أبي هريرة.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: حدث من طريقه إبراهيم بن هراسة عنه قال: سمعت أبا هريرة يقول فذكر حديثا حدثه أبو سلمة عمر بن عبد العزيز.
وفي «التاريخ» أيضا: قال ابن حازم: أدركت ألفا من الصحابة كلهم يرفع يديه عند كل خفض ورفع.
وفي «الزهد» لأحمد بن حنبل: عن عون بن عبد الله بن عتبة: يقرقر الدنيا قرقرة إلا هذا الأعرج يعني أبا حازم.
وقال الحافظ: ومن العرجان ثم النساك الزهاد والقصاص الخطباء ومن المفوهين البلغاء أبو حازم الأعرج مولى بني ليث بن بكر مات في خلافة أبي جعفر، ذكره في كتاب «العرجان».
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 6- ص: 1
أبو حازمٍ الأعرج
اسمه سلمة بن دينارٍ مولى الأسود بن سفيان المخزومي من أهل المدينة وقد قيل إنه مولى بني ليث بكر بن عبد مناة كان أشقر أحول أصله من فارس وكانت أمه روميةً وكان قاض أهل المدينة من عبادهم وزهادهم بعث إليه سليمان بن عبد الملك بالزهري أن يأتي فقال له الزهري أجب الأمير وقال أبو حازمٍ وما لي إليه حاجةٌ فإن كان له حاجةٌ فليأتني
يروي عن سهل بن سعدٍ روى عنه مالكٌ والثوري مات سنة خمسٍ وثلاثين ومائةٍ وقد قيل سنة أربعين ومائةٍ
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1
سلمة بن دينار أبو حازم القصار
مدني تابعي رجل صالح سمع من سهل بن سعد الساعدي ولم يسمع من أبي هريرة
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
أبو حازم بن دينار التمار الأعرج
مدني تابعي ثقة وكان رجلاً صالحا سمع من سهل بن سعد الساعدي ولم يسمع من أبي هريرة
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
أبو حازم (ع)
سلمة بن دينار المخزومي مولاهم المديني، الأعرج، القاص، الواعظ الزاهد، عالم المدينة.
سمع: سهل بن سعد الساعدي، وابن المسيب، والنعمان بن أبي عياش، وأبا صالح السمان، وعدة.
وعنه: مالك، والسفيانان، والحمادان، وأبو ضمرة، وخلق.
قال ابن خزيمة: لم يكن في زمانه أحدٌ مثله.
وقد كان - رحمه الله - ثبتاً كثير العلم، كبير القدر، ومناقبه كثيرة، وكان فارسياً، وأمه رومية.
وقال ابن حبان: أبو حازم الأعرج من عباد أهل المدينة، وزهادهم، ممن كان يتقشف، ويلزم الورع الخفي، والتخلي بالعبادة، ورفض الناس وما هم فيه. أصله من فارس، وكان يقص بالمدينة.
مات سنة أربعين ومئة. رحمه الله.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1
سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج
مولى الأسود بن سفيان روى عن سهل بن سعد والنعمان بن أبي عياش والمقبري وأبي صالح روى عنه مالك بن أنس والثوري وعبيد الله بن عمرو المسعودي وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وابن عيينة سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه أسامة بن زيد الليثي وأبو ضمرة أنس بن عياض حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: قال أبي أبو حازم المديني ثقة يقال له الأفزر قال أبو محمد سألت أبي عن أبي حازم المديني فقال: ثقة.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1