سفيان الثوري سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، من بني ثور بن عبد مناة، من مضر، أبو عبد الله: أمير المؤمنين في الحديث. كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى. ولد ونشأ في الكوفة، وراوده المنصور العباسي على أن يلي الحكم، فأبى وخرج من الكوفة (سنة 144هـ) فسكن مكة والمدينة. ثم طلبه المهدي، فتوارى. وانتقل إلى البصرة فمات فيها مستخفيا. له من الكتب ’’الجامع الكبير) و (الجامع الصغير’’ كلاهما في الحديث، وكتاب في ’’الفرائض’’ وكان آية في الحفظ. من كلامه ما حفظت شيئا فنسيته. ولابن الجوزي كتاب في مناقبه.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 104

سفيان الثوري يأتي بعنوان سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 264

سفيان الثوري هم سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رابع ابن عبد الله بن موهبة بن أبي بن عبد الله بن سعد بن نضر ابن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة ابن أدين طابخة ابن إلياس بن مضر أبو عبد الله الكوفي.
هكذا ساق نسبه الطبري في ذيل المذيل.
ولد سنة97 وتوفي بالبصرة سنة 161.
(والثوري) في تهذيب التهذيب من ثور بن عبد مناة ابن أدين طابخة وقيل مع ور همدان والصحيح الأول ’’اه’’ وقد بالغ غيرنا ي الثناء عليه مبالغة شديدة فوصفوه بأنه أمير المؤمنين في الحديث وقال ابن المبارك كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان وقال عبد الله بن داود ما رأيت أفقه من سفيان وقال شعبة ساد الناس بالورع والعلم وقال الخطيب كان إماما من أئمة المسلمين وعلما من أعلام الدين. مجمعا على إمامته بحيث يستغنى عن تزكيته مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط وقال النسائي هو أجل من أن يقال فيه ثقة وقال صالح بن محمد سفيان ليس يقدمه عندي أحد في الدنيا إلى غير ذلك مما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب هذا مع قول ابن المبارك حدث سفيان بحديث فجئته وهو يدله فلما رآني استحيا وقال نرويه عنك وقول ابن حجر في التقريب كان ربما دل وعدد له في تهذيب التهذيب مشايخ كثيرة وقال روى عنه خلق لا يحصون وعده ابن رسته في الأعلاق النفسيى من الشيعة وفي هامش لبيان والتبيين للجاحظ تعليق حسن السندوبي المصري ج2 ص87 سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري يكنى أبا عبد الله وينسب إلى ثور بن عبد مناة أو ثور المحل وهو جبل. وكان من التابعين وأهل الحديث مع الفقه والورع والتقوى، وكان شيعي الرأي، طلب للقضاء فلم يقبل فطلبه السلطان ليأخذه بتشيعه فقر وظل متواريا بالبصرة حتى مات ودفن عشاء، وفيه يقول الشاعر:

وكان مولده سنة 97 وتوفي سنة 161 ه ’’اه’’ (وفي الأصل): قال فضيل بن عياض لسفيان الثوري: دلني على جليس اطمئن إليه. قال هيهات تلك ضالة لا توجد ’’اه’’.
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام وقال ابن النديم في الفهرست عند ذكر الزيدية وأكثر المحدثين على هذا المذهب مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وصالح بن حي وولده وغيرهم وفي مقاتل الطالبيين في ترجمة عيسى بن زيد بسنده كان الحسن بن صالح وعيسى ابن زيد بمنى فاختلفا في مسألة من السيرة فقال رجل قدم سفيان الثوري فقال الحسن بن صالح قد جاء الشفاء فمضى عيسى بن سفيان الثوري فسأله فأبي سفيان أن يجيبه خوفا على نفسه من الجواب لأنه كان شيء فيه على السلطان فقال له حسن إنه عيسى بن زيد فثبته سفيان فقال نعم أنا عيسى ابن زيد فقال أحتاج إلى من يعرفك قال جناب بن قسطاس وذهب فجاء به فشهد أنه عيسى بن زيد فبكى سفيان فأكثر البكاء وقام من مجلسه فأجلسه فيه وجلس بين يديه وأجابه عن المسألة ثم ودعه وانصرف. وبسنده عن جيفر العبدي خرجت أنا والحسن وعلي ابنا صالح بن حي وعبد ربه ابن علقمة وجناب بن قسطاس مع عيسى بن زيد حجاجا بعد مقتل إبراهيم. وعيسى بيننا يسير نفسه في زي الحمالين فاجتمعنا ذات ليلة في المسجد الحرام فاختلف عيسى والحسن بن صالح في شيء من السيرة فلما كان من الغد دخل علينا عبد ربه بن علقمة فقال قد قدم عليكم الشفاء فيما اختلفتم فيه هذا سفيان الثوري قد قام فقاموا بأجمعهم فجاءوه وه في المسجد الحرام جالس فسأله عيسى عن تلك المسألة فقال هذه مسألة لا أقدر على الجواب عنها لكل أحد فيها شيء على السلطان فقال له الحسن إنه عيسى بن زيد فنظر إلى جناب وقسطاس مستثبتا فقال له جناب نعم هو عيسى بن زيد فوثب سفيان فجلس بين يدي عيسى وعانقه وبكى بكاء شديدا واعتذر إليه مما خاطبه به من الرد ثم أجابه عن المسألة وهو يبكي وأقبل علينا فقال إن حب بني فاطمة عليهم السلام والجزع لهم مما هم عليه من الخوف والقتل والتطريد ليبكي من في قلبه شيء من الإيمان ثم قال لعيسى قم بأبي أنت فأخف شخصك لا يصيبك من هؤلاء شيء نخافه فقمنا فتفرقنا. وروى أبو الفرج بسنده عن علي ابن جعفر الأحمر عن أبيه كنت أجتمع أنا وعيسى بن زيد وحسن وعلي ابنا صالح بن حي وإسرائيل بن يونس ابن أبي إسحاق وجناب بن قسطاس في جماعة من الزيدية في دار الكوفة الحديث فدل ذلك على أن الذين جاؤوا إلى سفيان كانوا من الزيدية وإن سفيان كان لا يتقي منهم ولا يتقون منه ويظهر من ذلك أن سفيان كان أيضا من الزيدية وقال الطبري في ذيل المذيل بعدما ساق نسبه كما مر. كان فقيها عالما عابدا ورعا ناسكا رواية للحديث كثير الحديث أمينا على ما روى وحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغيره ممن أثر في الدين ثم روى بسند هو فيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أما أنا فلا أكل متكئا. حدثني محمد بن إسماعيل الضراري سمعت أبا نعيم يقول سمعت سفيان يقول ما من عمل شيء أخوف منه ولقد مرضت فما ذكرت غيره ولوددت أني نجوت منه كفافا يعني الحديث. وبسنده عن أبي عيسى الزاهد سمعت معدانا يقول زاملت سفيان الثوري فلما خلفنا الكوفة بظهر قال لي سفيان يا معدان ما تركت ورائي من أثق به ولا أقدم أمامي على من أثق به يعني الثقة في الدين وذكر عن زيد بن حباب قال كان عمار بن زريق الضبي. وسليمان بن قرم الضبي وجعفر ابن زياد الأحمر وسفيان الثوري أربعة يطلبون الحديث وكانوا يتشيعون فخرج سفيان إلى البصرة فلقي ابن عون وأيوب فترك التشيع وكانت وفاته بالبصرة سنة 161 في خلافة المهدي ’’اه’’ ويدل ذلك أنه كان شيعيا ثم رجع عن التشيع وهل يستفاد من ذلك أنه رجع عن الزيدية فيه تأمل لجواز أن يراد بالتشيع مجرد الميل إلى أهل البيت عليهم السلام وفي الخلاصة ليس من أصحابنا. وقال الكشي في سفيان الثوري ثم روى بسنده عن علي بن أسباط قال سفيان ابن عيينة لأبي عبد الله عليه السلام إنه يروي أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الثياب الخشن وأنت تلبس القوهي المروي قال ويحك إن عليا عليه السلام كان من زمان ضيق فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به (وبسنده) عن أحمد ابن عمرو سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام يحدث أن سفيان الثوري دخل على أبي عبد الله عليه السلام وعليه ثياب جياد فقال يا أبا عبد الله إن آباءك لم يكونا يلبسون مثل هذه الثياب فقال إن آبائي عليهم السلام كانوا في زمان مقفر مقصر وهذا زمان قد أرخت الدنيا فيه عزاليها فأحق أهلها بها أبرارهم وظاهر هذا اتحاد سفيان بن عيينة مع سفيان الثوري مع أنهما اثنان كما نص عليه العلامة في الخلاصة فقال في القسم الثاني سفيان ثلاثة رجال سفيان بن عيينة. سفيان الثوري. سفيان بن مصعب العبدي ’’اه’’ ويمكن أن يكون إدخال سفيان بن عيينة في أثناء ترجمة سفيان الثوري باعتبار أن لابن عيينة كلاما مع الصادق عليه السلام يماثل كلام الثوري معه ثم قال الكشي وجدت في كتاب أبي محمد جبرائيل ابن أحمد الفاريابي بخطه وذكر سندا إلى ميمون بن عبد الله قال أتى قوم أبا عبد الله يسألونه الحديث من الأمصار وأنا عنده فقال لي أتعرف أحدا من القوم فقلت لا فقال كيف دخلوا علي قلت هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون ممن أخذوا الحديث فقال لرجل منهم هل سمعت من غيري من الحديث قال نعم قال فحدثني ببعض ما سمعت قال إنما جئت لأسمع منك لم أجئ أحدثك وقال للآخر ما يمنعك أن تحدثني بما سمعت قال تتفضل أن تتحدثني بما سمعت أجعل ذلك أمانة لا أحدث به أبدا قال لا تحدث به أحدا قال لا قال فأسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتى نعتد بك إنشاء الله فذكر أحاديث مكذوبة لا توافق شيئا مما عندنا قال حدثني سفيان الثوري عن جعفر بن محمد قال النبيذ كله حلال إلا الخمر ثم سكت فقال أبو عبد الله عليه السلام زدنا ثم أورد عدة روايات كلها لا يوافق مذهبنا كهذه فروى بسنده عن الباقر عليه السلام من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الكتاب وذبائحهم فهو ضال أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء وأما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر وأما الذبائح فقد أكلها علي وقال كلوها فإن الله تعالى يقول: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم} ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام زدنا فقال قد حدثتك بما سمعت قال أكل الذي سمعت هذا قال لا قال زدنا قال حدثنا عمرو بن عبيد عن الحسن البصري قال أشياء صدق الناس بها وليس لها في الكتاب أصل عذاب القبر. الميزان. الحوض. الشفاعة. النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه وإنما يثاب الرجل بما عمل إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا فضحكت من حديثه فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع فرفع رأسه إلي وقال ما يضحكك أمن الحق أم من الباطل فلت له أصلحك الله أو أبكي وإنما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث فسكت وذكر عدة أحاديث يقول له الصادقع في أولها زدنا قال حدثني سفيان الثوري عن محمد ابن المنكدر أنه رأى عليا عليه السلام على منبر الكوفة وهو يقول لئن أتيت برجل يفضلني على الشيخين لأجلدنه حد المفتري حدثنا سفيان عن جعفر حب الشيخين إيمان وبغضهما كفر. عن الحسن أن عليا أبطأ على بيعة أبي بكر فقال له عتيق ما خلفك يا علي عن البيعة والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له يا خليفة رسول الله لا نتريب فقال لا نتريب حدثني سفيان الثوري عن الحسن أن الخليفة الأول أمر خالد ابن الوليد بقتل علي إذا سلم من صلاة الصبح وأن الخليفة سلم فيما بينه وبين نفسه ثم قال يا خالد لا تفعل ما أمرتك. حدثني نعيم بن عبد الله عن جعفر بن محمد ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات ينبع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان وحدثني به سفيان عن الحسن: حدثنا عباد عن جعفر بن محمد أنه لما رأى علي ابن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء قال لابنه الحسن يا بني هلكت قال له يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال يا بني لم أدر لأن الأمر يبلغ هذا المبلغ. حدثنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد أن عليا لما قتل أهل صفين بكى عليهم وقال جمع الله بيني وبينهم في الجنة قال ميمون بن عبد الله راوي الحديث فضاق بي البيت وعرفت وكدت أن أخرج من مسكي فأردت أن أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمز أبي عبد الله عليه السلام فكففت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت قال من أهل البصرة قال هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد هل تعرفه قال لا قال فهل سمعت عنه شيئا قط قال لا قال فهذه الأحاديث عندك حق قال نعم قال فمتى سمعتها قال لا أحفظ إلا إنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها قال لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي ترويها عني كذب وقال لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه قال لا قال لأنه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله فقال أكتب بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي قال ما اسمك قال لا تسأل عن اسمي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ثم ائتلف ها هنا وما تنار منها ثم اختلف ها هنا ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا وإن أدرك الدجال آمن به في قبره يا غرم ضع لي ماء فقال لا تبرح وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه ثم أنه أخرج ووجهه منقبض قال أما سمعت ما يحدث به هؤلاء قلت أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم قال أعجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه مني أحد وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم ثم قال لنا إن عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها ثم قال لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا وأسرعها خرابا وأشدها عذابا فيك الداء الدوي قيل ما هو ياأمير المؤمنين قال كلام القدري الذي فيه الفرية على الله وبغضنا أهل البيت وفيه سخط الله وسخط نبيه وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا ’’اه’’. وروى الكليني عن علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله عليه السلام فرأى عليه ثيابا بيضا كأنها قرقي فقال له إن هذا اللباس ليس من لباسك فقال له أسمع مني ما أقول لك فإنه خير لك عاجلا وآجلا إن أنت مت على السنة والحق ولم تمن على بدعة أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في زمان مقفر جدب فأما إذا أجفلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها ومؤمنوها لا منافقوها ومسلموها لا كفارها فما أنكرت يا ثوري فو الله إنني لمع ما ترى ما أتى علي منذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعه قرقي أي كأنها قرقيء البيض كما في خبر آخر وهو القشر الرقيق الأعلى أة فرقبي بالفاء نسبة إلى فرقب كقنفذ وهو موضع ومنه الثياب الفرقبية وهي بيض من كتان كما في القاموس أو فرقي بالفاء نسبة الفرق وهو الكتان. وروى الكليني في آخر الروضة بسنده مرفوعا مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله عليه السلام وعليه ثياب كثيرة حسان فقال والله لآتينه ولأوبخنه فدنا منه فقال يا ابن رسول الله ما لبس رسول الله مثل هذا اللباس ولا علي ولا أحد من آبائك فقال أبو عبد الله كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زمن غير مقتر وكان يأخذ لقتره واقتاره وإن الدنيا بعد ذلك قد أرخت عزاليها فأحق أهلها بها أبرارها ثم تلا قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق فنحن أحق منها ما أعطاه الله غير أني يا ثوري ما ترى علي من ثوب فإنما لبسته للناس ثم أجتذب بيد سفيان فجرها إليه ثم رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا فقال هذا لبسته لنفسي غليظا وما رأيته للناس ثم جذب ثوبا على سفيان علاه غليظ خشن وداخل ذلك ثوب لين فقال لبست هذا الأعلى للناس ولبست هذا لنفسك تسترها. وروى الكليني في الكافي بسنده عن رجل من قريش من أهل مكة قال لي سفيان الثوري أذهب بنا إلى جعفر بن محمد فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته فقال له سفيان يا أبا عبد الله حدثنا بحديث خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد الخيف فقال دعني أذهب في حاجتي فإني قد ركبت فإذا جئت حدثتك فقال أسألك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما حدثتني فنزل فقال له سفيان مر لي بدواة حتى أثبته فدعا به ثم قال أكتب وذكر الخطبة وفي آخرها ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله والنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم وركب أبو عبد الله عليه السلام وجئت أنا وسفيان فلما كان في بعض الطريق قال لي ممن أنت حتى أنظر في هذا الحديث فقلت قد والله ألزم أبو عبد الله رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك أبدا النصيحة لأئمة المسلمين من هؤلاء الأئمة الذين تجب علينا نصيحتهم معاوية وابنه يزيد ومروان بن الحكم وكل من لا تجوز شهادته عندنا ولا تجوز الصلاة خلفهم واللزوم لجماعتهم فأي جماعة مرجئ يقول من لم يصل ولم يصم ولم يغتسل من جنابة وهدم الكعبة فهو على إيمان جبرائيل وميكائيل أو قدري يقول لا يكون ما شاء الله عز وجل ويكون ما شاء إبليس أو حروري يبرأ من علي بن أبي طالب ويشهد عليه بالكفر أو جهمي يقول إنما هي معرفة الله وحده ليس الإيمان شيء غيرها قال ويحك وأي شيء تقولون فقلت إن علي بن أبي طالب والله الإمام الذي تجب علينا نصيحته ولزوم جماعة أهل بيته فأخذ الكتاب فحرقه ثم قال لا تخبر بها أحدا.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية عبد الله بن موسى العبسي وعباد المكي وأبي العلاء الشامي وأبي نعيم الفضل ابن دكين عنه ’’اه’’ ومر عن تهذيب التهذيب أن له عدة مشايخ وتلاميذ لا يحصون فمن أراد معرفة أسمائهم فليرجع إليه.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 264

سفيان الثوري سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار، شيخ الإسلام أبو عبد الله الثوري الفقيه الكوفي، سيد أهل زمانه علما وعملا. وهو من ثور مضر وليس هو من ثور همدان على الصحيح؛ كذا نسبه ابن سعد والهيثم بن عدي وغيرهما.
مولده سنة سبع وتسعين ووفاته سنة إحدى وستين ومائة. وكان أبوه سعيد من ثقات المحدثين، وقد تقدم ذكره، وطلب سفيان العلم وهو مراهق وكان يتوقد ذكاء، صار إماما أثيرا منظورا إليه وهو شاب. سمع من عمرو بن مرة وسلمه بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت وعمر بن دينار وابن إسحق ومنصور وحصين وأبيه سعيد بن مسروق والأسود بن قيس وجبلة بن سحيم وزبيد بن الحارث وزياد بن علاقة وسعد بن إبراهيم وأيوب وصالح مولى التوأمة وخلق لا يحصون. يقال إنه أخذ عن ست مائة شيخ وعرض القرآن أربع مرات على حمزة بن الزيات. وروى عنه ابن عجلان وأبو حنيفة وابن جريج وابن إسحاق ومسعر -وهم من شيوخه- وشعبة والحمادان ومالك وابن المبارك ويحيى وعبد الرحمن وابن وهب وأمم لا يحصون. وبالغ ابن الجوزي وقال: أخذ عنه أكثر من عشرين ألفا! قال الشيخ شمس الدين: وهذا مدفوع بل روى عنه نحو من ألف نفس. قالت له والدته: يا بني اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي! قال ابن عيينة: كان العلم ممثلا بين يدي سفيان. وقال شعبة وابن معين وجماعة: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه.
وقال سفيان: خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث؛ يقولون: الإيمان قول بلا عمل، ويقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ويقولون: لا نفاق. وقال: من كره أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله تعالى فهو عندنا مرجئ! وقال: امتنعنا من الرافضة أن نذكر فضائل علي! وقال: الجهمية كفار! وقال: لا تنتفع بما كتبت حتى يكون إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أفضل عندك من الجهر! وقال: الملائكة حراس السماء وأصحاب الحديث حراس الأرض. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: خاف الثوري على نفسه من الحديث لأنه كان يحدث عن الضعفاء فإنه قال: ما أخاف على نفسي أن يدخلني النار إلا الحديث. وقال: فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب. قال أبو نعيم: رأيت سفيان ضحك حتى استلقى واحتاج بمكة حتى استف الرمل ثلاثة أيام. وعن علي بن ثابت قال: رأيت سفيان فقومت ما عليه درهما وأربعة دوانيق. وقال عبد الرزاق: رأيت الثوري بمكة جالسا يأكل في السوق. وقال أحمد بن حنبل: كان سفيان إذا قيل له أنه رئي في المنام قال: أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات. وآخر ثقة روى عنه علي بن الجعد، وروى له الجماعة. وذكر المسعودي في مروج الذهب، قال القعقاع ابن حكيم: كنت عند المهدي وأتي بسفيان الثوري، فلما دخل سلم تسليم العامة ولم يسلم بالخلافة، والربيع قائم على رأسه متكئا على سيفه يرقب أمره. فأقبل عليه المدي بوجه طلق وقال له: يا سفيان تفر منا ههنا وههنا وتظن لو أردناك بسوء لم نقدر عليك؟ فقد قدرنا عليك الآن أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا؟ فقال سفيان: إن تحكم في يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل! فقال الربيع: يا أمير المؤمنين! ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا؟ ايذن لي أن أضرب عنقه! فقال له المهدي: اسكت ويلك! وهل يريد هذا وأمثاله أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم؟ اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه! فكتب عهده ودفع إليه فأخذه وخرج فرمى به في دجلة وهرب فطلب في كل بلد فلم يوجد. ولما امتنع من قضاء الكوفة وتولاه شريك بن عبد الله النخعي قال الشاعر:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

سفيان: "ع"

ابن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي ابن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وكذا نسبه ابن أبي الدنيا، عن محمد بن خلف التيمي، غير أنه أسقط منه منقذا،، والحارث، وزاد بعد مسروق حمزة، والباقي سواء.

وكذلك ذكر نسبه: الهيثم بن عدي، وابن سعد، وأنه من ثور طابخة. وبعضهم قال: هو من ثور همدان، وليس بشيء.

هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه، أبو عبد الله الثوري، الكوفي، المجتهد، مصنف كتاب "الجامع".

ولد سنة سبع وتسعين اتفاقا، وطلب العلم وهو حدث باعتناء والده المحدث الصادق: سعيد بن مسروق الثوري وكان والده من أصحاب الشعبي وخيثمة بن عبد الرحمن ومن ثقات الكوفيين وعداده في صغار التابعين. روى له الجماعة الستة في دواوينهم وحدث عنه أولاده: سفيان الإمام، وعمر، ومبارك، وشعبة بن الحجاج، وزائدة، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وعمر بن عبيد الطنافسي، وآخرون.

ومات سنة ست، وعشرين، ومئة.

معجم شيوخ أبي عبد الله: إبراهيم بن عبد الأعلى، وإبراهيم بن عقبة، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر، وإبراهيم بن مهاجر، وإبراهيم بن ميسرة، وإبراهيم بن مزيد الخوزي، وأجلح بن عبد الله، وآدم بن سليمان، وأسامة بن زيد، وإسرائيل أبو موسى، وأسلم المنقري، وإسماعيل بن إبراهيم المخزومي، وإسماعيل السدي، وإسماعيل بن كثير، والأسود بن قيس، وأشعث بن أبي الشعثاء، والأغر بن الصباح، وأفلت بن خليفة، وإياد بن لقيط، وأيوب السختياني، وأيوب بن موسى، والبختري بن المختار، وبرد بن سنان، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، وبشير أبو إسماعيل، وبشير صاحب ابن الزبير، وبكير بن عطاء، وبهز بن حكيم، وبنان بن بشر، وتوبة العنبري، وثابت بن عبيد، وأبو المقدام ثابت بن هرمز، وثور بن يزيد، وثوير بن أبي فاختة، وجابر الجعفي، وجامع بن أبي راشد، وجامع بن شداد، وجبلة بن سحيم، وجعفر بن برقان، وجعفر الصادق، وجعفر بن ميمون، وحبيب بن أبي ثابت، وهو من كبار شيوخه، وحبيب بن الشهيد، وحبيب بن أبي عمرة، وحجاج بن فرافصة، والحسن بن عبيد الله، والحسن بن عمرو الفقيمي، وحصين بن عبد الرحمن، وحكيم بن جبير، وحكيم بن الديلم، وحماد بن أبي سليمان، وحمران بن أعين، وحميد بن قيس، وحميد الطويل، وحنظلة بن أبي سفيان، وخالد بن سلمة الفأفاء، وخالد الحذاء، وخصيف بن عبد الرحمن، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف، وداود بن أبي هند، وراشد بن كيسان،

ورباح بن أبي معروف، والربيع بن أنس، والربيع بن صبيح، وربيعة الرأي، والركين بن الربيع، وزبيد اليامي، والزبير بن عدي، وزياد بن إسماعيل، وزياد بن علاقة، وهو من كبار مشيخته، وزيد بن أسلم، وزيد بن جبير، وزيد العمي، وسالم الأفطس، وسالم أبو النضر، وسعد بن إبراهيم، وسعد بن إسحاق بن كعب، وسعيد الجريري، وأبو سنان سعيد بن سنان الشيباني الصغير، وأبوه سعيد، وسلم العلوي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وسلمة بن كهيل، وهو من كبارهم، وسلمة بن نبيط، وسليمان الأعمش، وسليمان التيمي، وسماك، وسمي، وسهيل، وشبيب بن غرقدة، وشريك بن أبي نمر، وشعبة بن الحجاج، وذلك في النسائي، وصالح بن صالح بن حي، وصالح مولى التوأمة، وصفوان بن سليم، والضحاك بن عثمان، وأبي سنان ضرار بن مرة، وطارق بن عبد الرحمن، وطريف أبو سفيان السعدي، وطعمة بن غيلان، وطلحة بن يحيى، وعاصم بن أبي النجود، وعاصم بن عبيد الله، وعاصم بن كليب، وعاصم الأحول، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وعبد الله بن جابر البصري، وعبد الله بن حسن بن حسن، وعبد الله بن دينار، وأبو الزناد عبد الله، وعبد الله بن الربيع بن خيثم، وعبد الله بن السائب الكوفي، وعبد الله بن سعيد المقبري، وعبد الله بن شبرمة، وعبد الله بن شداد الأعرج، وعبد الله بن طاووس، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وعبد الله بن عثمان بن خيثم، وعبد الله بن عطاء، وعبد الله بن عون، وعبد الله بن عيسى، وعبد الله بن أبي لبيد، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد الله بن أبي نجيج، وعبد الأعلى بن عامر، وعبد الرحمن بن ثروان، وعبد الرحمن بن الحارث، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعبد الرحمن بن عابس، وعبد الرحمن بن الأصبهاني، وعبد الرحمن بن علقمة، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الكريم بن مالك، وعبد الكريم أبو أمية، وعبد الملك بن أبي بشير، وعبد الملك بن أبي سليمان، وابن جريج، وعبد الملك بن عمير، وعبدة بن أبي لبابة، وعبيد الله بن أبي زياد، وعبيد الله بن عمر، وعبيد بن الحسن، وعبيد بن مهران المكتب، وعبيد الصيد، وعثمان بن الحرب، وعثمان بن حكيم، وأبو حصين عثمان بن عاصم، وأبو اليقظان عثمان بن عمير، وعثمان بن المغيرة، وعثمان البتي، وعطاء بن السائب، وعكرمة بن عمار، وعلقمة بن مرثد، وعلي بن الأقمر، وعلي بن بذيمة، وعلي بن زيد بن جدعان، وعمار الدهني، وعمارة بن القعقاع، وعمر بن سعيد بن أبي حسين، وعمر بن محمد بن زيد، وعمر بن يعلى، وعمرو بن دينار، وعمرو بن عامر الأنصاري، وعمرو بن قيس الملائي، وعمرو بن مرة، وهو من قدماء شيوخه، وعمرو بن ميمون بن مهران، وعمرو بن يحيى بن عمارة، وعمران بن مسلم الثقفي، وعمران بن مسلم الجعفي، وعمران البارقي، وعمران القصير، وعمير بن عبد الله الخثعمي، وعون بن أبي جحيفة،

والعلاء بن خالد، والعلاء بن عبد الرحمن، والعلاء بن عبد الكريم، وعياش العامري، وعيسى بن عبد الرحمن، وعيسى بن أبي عزة، وعيسى بن موسى الحرشي، وغالب أبو الهذيل، وغيلان بن جامع، وفرات القزاز، وفراس بن يحيى، وفضيل بن غزوان، وفضيل بن مرزوق، وفطر بن خليفة، وقابوس بن أبي ظبيان، وأبو هاشم القاسم بن كثير، وقيس بن مسلم، وهو من قدمائهم، وقيس بن، وهب، وكليب بن، وائل، وليث بن أبي سليم، ومحارب بن دثار، وابن إسحاق، ومحمد بن أبي أيوب الثقفي، ومحمد بن أبي بكر بن حزم، ومحمد بن أبي حفصة، ومحمد بن راشد المكحولي، ومحمد بن الزبير الحنظلي، ومحمد بن سعيد الطائفي، ومحمد بن طارق المكي، وابن أبي ذئب، وابن أبي ليلى، ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن عقبة، ومحمد بن عمر بن علي، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وأبو الزبير محمد بن مسلم، ومحمد بن المنكدر، وهو من كبارهم، ومخارق الأحمسي، والمختار بن فلفل، ومخول بن راشد، ومزاحم بن زفر، ومصعب بن محمد بن شرحبيل، ومطرف بن طريف، ومعاوية بن إسحاق بن طلحة، ومعاوية بن صالح، ومعبد بن خالد، ومعمر بن راشد، ومغيرة بن مقسم، ومغيرة بن النعمان، والمقدام بن شريح، ومنصور بن حيان، ومنصور بن صفية، ومنصور بن المعتمر، وموسى بن أبي عائشة، وموسى بن عبيدة، وموسى بن عقبة، وميسرة بن حبيب، وميسرة الأشجعي، وأبو حمزة ميمون الأعور، ونسير بن ذعلوق، ونهشل بن مجمع، ونوح بن أبي بلال، وهارون بن عنترة، وهشام بن إسحاق، وهشام بن حسان، وهشام بن عائد، وهشام بن عروة، وهشام بن أبي يعلى، وواصل الأحدب، ووبر بن أبي دليلة، وورقاء بن إياس، والوليد بن قيس السكوني، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن هانىء بن عروة، ويزيد بن أبي زياد، ويزيد بن يزيد بن جابر، ويعلى بن عطاء، ويونس بن عبيد، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، وأبو جعفر الفراء، وأبو حنان الكلبي، وأبو الجويرية الجرمي، وأبو حيان التيمي، وأبو خالد الدالاني، وأبو روق الهمداني، وأبو السوداء النهدي، وأبو شهاب الحناط الكبير موسى، وأبو عقيل مولى عمر بن الخطاب، وأبو فروة الهمداني، وأبو مالك الأشجعي، وأبو هارون العبدي، وأبو هاشم الرماني، وأبو يحيى القتات، وأبو يعفور العبدي.

ويقال: إن عدد شيوخه ست مائة شيخ، وكبارهم الذين حدثوه عن: أبي هريرة، وجرير بن عبد الله، وابن عباس، وأمثالهم، وقد قرأ الختمة عرضا على حمزة الزيات أربع مرات.

وأما الرواة عنه فخلق، فذكر أبو الفرج بن الجوزي أنهم أكثر من عشرين ألفا، وهذا مدفوع ممنوع، فإن بلغوا ألفا، فبالجهد، وما علمت أحدا من الحفاظ روى عنه عدد أكثر من مالك، وبلغوا بالمجاهيل، وبالكذابين ألفا، وأربع مائة.

حدث عنه من القدماء من مشيخته، وغيرهم خلق منهم: الأعمش، وأبان بن تغلب، وابن عجلان، وخصيف، وابن جريج، وجعفر الصادق، وجعفر بن برقان، وأبو حنيفة، والأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وابن أبي ذئب، ومسعر، وشعبة، ومعمر، وكلهم ماتوا قبله، وإبراهيم بن سعد، وأبو إسحاق الفزاري، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأحوص بن جواب، وأسباط بن محمد، وإسحاق الأزرق، وابن علية، وأمية بن خالد، وبشر بن السري، وبشر بن منصور، وبكر بن الشرود، وبكير بن شهاب، وثابت بن محمد العابد، وثعلبة بن سهيل، وجرير بن عبد الحميد، وجعفر بن عون، والحارث بن منصور الواسطي، والحسن بن محمد بن عثمان، والحسين بن حفص، وحصين بن نمير، وحفص بن غياث، وأبو أسامة، وحماد بن دليل، وحماد بن عيسى الجهني، وحميد بن حماد، وخالد بن الحارث، وخالد بن عمرو القرشي، وخلف بن تميم، وخلاد بن يحيى، ودبيس الملائي، وروح بن عبادة، وزهير بن معاوية، وزيد بن أبي الزرقاء، وزيد بن الحباب، وسفيان بن عقبة، وسفيان بن عيينة، وأبو داود الطيالسي، وسهل بن هاشم البيروتي، وأبو الأحوص سلام، وشعيب بن إسحاق، وشعيب بن حرب، وأبو عاصم، وضمرة، وعباد السماك، وعبثر بن القاسم، وعبد الله الخريبي، وعبد الله بن رجاء المكي لا الغداني، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن، وهب، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن الوليد العدني، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرحيم بن سليمان، وعبد الرزاق، وعبد الملك بن الذماري، وعبدة بن سليمان، وعبيد الله الأشجعي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعبيد الله بن موسى، وعبيد بن سعيد الأموي أخ ليحيى، وعلي بن أبي بكر الإسفذني، وعلي بن الجعد خاتمة أصحابه الأثبات، وعلي بن حفص المدائني، وعلي بن قادم، وعمرو بن محمد العنقزي، وعيسى بن يونس، وأبو الهذيل غسان بن عمر العجلي، وأبو نعيم، والفضل السيناني، وفضيل بن عياض، والقاسم بن الحكم، والقاسم بن يزيد الجرمي، وقبيصة، ومالك، ومبارك بن سعيد أخوه، ومحمد بن بشر، ومحمد بن الحسن الأسدي، ومحمد بن عبد الوهاب القناد، ومحمد بن كثير العبدي، ومصعب بن ماهان، ومصعب بن المقدام، وأبو همام محمد بن محبب، ومحمد بن يوسف الفريابي، ومخلد بن يزيد، ومعاذ بن معاذ، ومعاوية بن هشام، ومعلى بن عبد الرحمن الواسطي، ومهران بن أبي عمر، وأبو خليفة موسى بن مسعود، ومؤمل بن إسماعيل، ونائل بن نجيح، والنعمان بن عبد السلام، وهارون بن المغيرة، ووكيع بن الجراح، والوليد بن مسلم، ويحيى بن آدم، ويحيى القطان، ويحيى بن سليم الطائفي، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، ويحيى بن يمان، ويزيد بن أبي حكيم، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، ويوسف بن أسباط، ويونس بن أبي يعفور، وأبو أحمد الزبيري، وأبو بكر الحنفي، وأبو داود الحفري، وأبو سفيان المعمري، وأبو عامر العقدي، وأمم سواهم.

قال يحيى بن أيوب العابد: حدثنا أبو المثنى، قال: سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري. فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل، وجهه.

قلت: كان ينوه بذكره في صغره من أجل فرط ذكائه، وحفظه، وحدث وهو شاب.

قال عبد الرزاق، وغيره عن سفيان قال: ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني.

قلت: أجل إسناد للعراقيين: سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.

وقال شعبة، وابن عيينة، وأبو عاصم، ويحيى بن معين، وغيرهم: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث.

وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف، ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان.

وعن أيوب السختياني قال: ما لقيت كوفيا أفضله على سفيان.

وقال البراء بن رتيم: سمعت يونس بن عبيد يقول: ما رأيت أفضل من سفيان. فقيل له: فقد رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم، وعطاء، ومجاهدا، وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول ما رأيت أفضل من سفيان.

وقال ابن المهدي: ما رأت عيناي أفضل من أربعة -أو مثل أربعة- ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفا من شعبة، ولا أعقل من مالك، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك.

وروى، وكيع عن شعبة قال: سفيان أحفظ مني. وقال عبد العزيز بن أبي رزمة: قال رجل لشعبة: خالفك سفيان. فقال: دمغتني.

وقال ابن مهدي: كان، وهيب يقدم سفيان في الحفظ على مالك.

وقال يحيى القطان: ليس أحد أحب إلي من شعبة، ولا يعدله أحد عندي.، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان.

وقال عباس الدوري: رأيت يحيى بن معين، لا يقدم على سفيان أحدا في زمانه في الفقه، والحديث، والزهد، وكل شيء.

ابن شوذب: سمعت أيوب السختياني يقول: ما قدم علينا من الكوفة أحد أفضل من سفيان الثوري.

وقال ابن مهدي: رأى أبو إسحاق السبيعي سفيان الثوري مقبلا فقال: {وآتيناه الحكم صبيا}.

وروي من وجوه عن يونس بن عبيد، قال: ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان.

سفيان بن وكيع: حدثنا أبو يحيى الحماني، سمع أبا حنيفة يقول: لو كان سفيان الثوري في التابعين، لكان فيهم له شأن. وعن أبي حنيفة قال: لو حضر علقمة، والأسود، لاحتاجا إلى سفيان.

وروى ضمرة، عن المثنى بن الصباح، قال: سفيان عالم الأمة، وعابدها.

أبو داود الحفري، عن ابن أبي ذئب قال: ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري.

وقال أبو قطن عن شعبة: ساد سفيان الناس بالورع، والعلم.

يعقوب الحضرمي: سمعت شعبة يقول: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.

وعن ابن عيينة: قال ما رأيت رجلا أعلم بالحلال، والحرام من سفيان الثوري.

نعيم بن حماد: عن ابن وهب قال: ما رأيت مثل سفيان الثوري.

وعن ابن المبارك قال: ما نعت لي أحد فرأيته إلا، وجدته دون نعته إلا سفيان الثوري.

وقال أحمد بن حنبل: قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت.

علي بن الحسين بن شقيق، عن عبد الله، قال: ما أعلم على الأرض أعلم من سفيان.

وعن حفص بن غياث قال: ما أدركنا مثل سفيان، ولا أنفع من مجالسته.

وقال أبو معاوية: ما رأيت رجلا قط أحفظ لحديث الأعمش من الثوري كان يأتي فيذاكرني بحديث الأعمش فما رأيت أحدا أعلم منه بها.

وقال محمد بن عبد الله بن عمار: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش.

وقال ابن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سفيان أثبت من شعبة، وأعلم بالرجال.

وقال محمد بن زنبور: سمعت الفضيل يقول: كان سفيان -والله- أعلم من أبي حنيفة.

وقال ابن راهويه: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ذكر سفيان، وشعبة، ومالكا، وابن المبارك فقال: أعلمهم بالعلم سفيان.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت يحيى القطان يقول: ما رأيت أحدا أحفظ من سفيان ثم شعبة.

وقال بشرالحافي: كان الثوري عندنا إمام الناس.، وعنه قال: سفيان في زمانه كأبي بكر، وعمر في زمانهما.

قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش، ومنصور، وأبي إسحاق من الثوري.، وعن أبي إسحاق الفزاري قال: ما رأيت مثل الثوري.، وقال أبو بكر بن عياش: إني لأرى الرجل يصحب سفيان فيعظم في عيني.

وقال ورقاء، وجماعة: لم ير سفيان الثوري مثل نفسه.، وعن شعيب بن حرب قال: إني لأحسب أنه يجاء غدا بسفيان حجة من الله على خلفه يقول لهم: لم تدركوا نبيكم قد رأيتم سفيان.

قال أبو عبيدة الآجري: سمعت أبا داود يقول: ليس يختلف سفيان، وشعبة في شيء إلا يظفر به سفيان خالفه في أكثر من خمسين حديثا القول فيها قول سفيان.

وعن يحيى بن معين قال: ماخالف أحد سفيان في شيء إلا كان القول قول سفيان.

روى يحيى بن نصر بن حاجب عن، ورقاء قال: لم ير الثوري مثل نفسه.

قال ابن عيينة: أصحاب الحديث ثلاثة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.

قال علي بن المديني: لا أعلم سفيان صحف في شيء قط إلا في اسم امرأة أبي عبيدة كان يقول: حفينة يعني: الصواب: بجيم.

وروى المروذي عن أحمد بن حنبل قال: أتدري من الإمام؟ الإمام سفيان الثوري لا يتقدمه أحد في قلبي.

قال الخريبي: ما رأيت أفقه من سفيان.

وعن ابن عيينة: جالست عبد الرحمن بن القاسم، وصفوان بن سليم، وزيد بن أسلم، فما رأيت فيهم مثل سفيان.

قال أبو قطن: قال لي شعبة: إن سفيان ساد الناس بالورع، والعلم. وقال قبيصة: ما جلست مع سفيان مجلساإلا ذكرت الموت ما رأيت أحدا كان أكثر ذكرا للموت منه.

وروى عبد الله بن خبيق، عن يوسف بن أسباط: قال لي سفيان بعد العشاء: ناولني المطهرة أتوضأ. فناولته فأخذها بيمينه، ووضع يساره على خده فبقي مفكرا، ونمت ثم قمت، وقت الفجر فإذا المطهرة في يده كما هي فقلت: هذا الفجر قد طلع فقال: لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة، حتى الساعة.

وقال يوسف بن أسباط: سئل الثوري عن مسألة، وهو يشتري شيئا، فقال: دعني فإن قلبي عند درهمي.

وروى موسى بن العلاء عن حذيفة المرعشي قال: قال سفيان: لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس.

وقال رواد بن الجراح: سمعت الثوري يقول: كان المال فيما مضى يكره فأما اليوم فهو ترس المؤمن.

وقال عبد الله بن محمد الباهلي: جاء رجل إلى الثوري يشاوره في الحج قال: لا تصحب من يكرم عليك فإن ساويته في النفقة أضربك، وإن تفضل عليك استذلك.

ونظر إليه رجل، وفي يده دنانير فقال: يا أبا عبد الله تمسك هذه الدنانير قال: اسكت فلولاها لتمندل بنا الملوك.

قلت: قد كان سفيان رأسا في الزهد، والتأله، والخوف رأسا في الحفظ رأسا في معرفة الآثار رأسا في الفقه لا يخاف في الله لومة لائم من أئمة الدين، واغتفر له غير مسألة اجتهد فيها، وفيه تشيع يسير كان يثلث بعلي، وهو على مذهب بلده أيضا في النبيذ، ويقال: رجع عن كل ذلك.، وكان ينكر على الملوك، ولا يرى الخروج أصلا، وكان يدلس في روايته، وربما دلس عن الضعفاء، وكان سفيان بن عيينة مدلسا لكن ما عرف له تدليس عن ضعيف.

أحمد: حدثنا موسى بن داود: سمعت سفيان يقول سنة ثمان وخمسين ومائة: لي إحدى وستون سنة.

وكيع: ولد سفيان سنة ثمان، وتسعين، ومات، وله ثلاث، وستون سنة.

سفيان بن، وكيع: حدثنا أبي قال: مات سفيان، وله مائة دينار بضاعة فأوصى إلى عمار بن سيف في كتبه فأحرقها، ولم يعقب سفيان كان له ابن فمات قبله فجعل كل شيء له لأخته، وولدها، ولم يورث أخاه المبارك شيئا، وتوفي المبارك سنة ثمانين ومائة.

قال ابن معين: بلغني أن شريكا، والثوري، وإسرائيل، وفضيل بن عياض، وغيرهم من فقهاء الكوفة، ولدوا بخراسان كان يبعث بآبائهم في البعوث، ويتسرى بعضهم، ويتزوج بعضهم فلما قفلوا نقلوهم إلى الكوفة، ومسروق جد الثوري شهد الجمل مع علي.

أبو العيناء: عن عبد الله بن خبيق قال يوسف بن أسباط: كان سفيان إذا أخذ في ذكر الآخرة يبول الدم.

عبد الرحمن بن مهدي: سمعت سفيان يقول: ما بلغني عن رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- حديث قط إلا عملت به، ولو مرة.

حاتم بن الوليد الكرماني: سمعت يحيى بن أبي بكير يقول: قيل لسفيان الثوري: إلى متى تطلب الحديث؟ قال:، وأي خير أنا فيه خير من الحديث فأصير إليه؟ إن الحديث خير علوم الدنيا.

يحيى القطان: سمعت سفيان يقول: إن أقبح الرعية أن يطلب الدنيا بعمل الآخرة.

وقال عبد الرزاق: دعا الثوري بطعام ولحم، فأكله، ثم دعا بتمر وزبد، فأكله، ثم قام، وقال: أحسن إلى الزنجي، وكده.

أبو هشام الرفاعي: سمعت يحيى بن يمان عن سفيان قال: إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه فلا أفعل فأبول دما.

ابن مهدي: كنا مع الثوري جلوسا بمكة فوثب، وقال: النهار يعمل عمله.

وعن سفيان: ما، وضع رجل يده في قصعة رجلإلا ذل له.

أحمد بن يونس: سمعت الثوري ما لا أحصيه يقول: اللهم سلم سلم اللهم سلمنا، وارزقنا العافية في الدنيا، والآخرة.

قال يحيى بن يمان: قال سفيان: ما شيء أبغض إلي من صحبة قارىء، ولا شيء أحب إلي من صحبة فتى.

أبو هشام: حدثنا وكيع: سمعت سفيان يقول: ليس الزهد بأكل الغليظ، ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت.

يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: المال داء هذه الأمة، والعالم طبيب هذه الأمة فإذا جر العالم الداء إلى نفسه فمتى يبرىء الناس؟ وعن سفيان قال: ما نعلم شيئا أفضل من طلب العلم بنية.

الخريبي: عن سفيان قال: احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، واحذر أن يراك، وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئا من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك.

قال خالد بن نزار الأيلي: قال سفيان: الزهد زهدان: زهد فريضة، وزهد نافلة. فالفرض: أن تدع الفخر، والكبر، والعلو، والرياء، والسمعة، والتزين للناس.، وأما زهد النافلة: فأن تدع ما أعطاك الله من الحلال فإذا تركت شيئا من ذلك صار فريضة عليك إلا تتركه إلا لله.

وقيل: إن عبد الصمد عم المنصور دخل على سفيان يعوده فحول، وجهه إلى الحائط، ولم يرد السلام فقال عبد الصمد: يا سيف أظن أبا عبد الله نائما. قال: أحسب ذلك أصلحك الله فقال سفيان: لا تكذب لست بنائم. فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله لك حاجة؟ قال: نعم ثلاث حوائج: لا تعود إلي ثانية، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي فخجل عبد الصمد، وقام فلما خرج قال:، والله لقد هممت أن لا أخرج إلا، ورأسه معه.

قال يوسف بن أسباط: قال سفيان: زينوا العلم والحديث بأنفسكم، ولا تتزينوا به.

قال محمد بن سعد: طلب سفيان فخرج إلى مكة فنفذ المهدي إلى محمد بن إبراهيم، وهو على مكة في طلبه فأعلم سفيان بذلك، وقال له محمد: إن كنت تريد إتيان القوم فاظهر حتى أبعث بك إليهم، وإلا فتوار. قال: فتوارى سفيان، وطلبه محمد، وأمر مناديا فنادى بمكة: من جاء بسفيان فله كذا، وكذا. فلم يزل متواريا بمكة لا يظهر لأهل العلم، ومن لا يخافه.

وعن أبي شهاب الحناط، قال: بعثت أخت سفيان بجراب معي إلى سفيان، وهو بمكة فيه كعك، وخشكنان، فقدمت، فسألت عنه، فقيل لي: ربما قعد عند الكعبة مما يلي الحناطين. فأتيته فوجدته مستلقيا فسلمت عليه فلم يسائلني تلك المساءلة، ولم يسلم علي كما كنت أعرفه، فقلت: إن أختك بعثت معي بجراب. فاستوى جالسا، وقال: عجل بها. فكلمته في ذلك فقال: يا أبا شهاب! لا تلمني، فلي ثلاثة أيام لم أذق فيها ذواقا، فعذرته.

قال ابن سعد: فلما خاف من الطلب بمكة، خرج إلى البصرة، ونزل قرب منزل يحيى بن سعيد ثم حوله إلى جواره، وفتح بينه وبينه بابا، فكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة، يسلمون عليه، ويسمعون منه. أتاه جرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، ومرحوم العطار، وحماد بن زيد، وأتاه عبد الرحمن بن مهدي فلزمه، وكان أبو عوانة يسلم على سفيان بمكة فلم يرد عليه فكلم في ذلك فقال: لا أعرفه.، ولما عرف سفيان أنه اشتهر مكانه، ومقامه قال ليحيى: حولني فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور فلم يزل فيه فكلمه حماد بن زيد في تنحيه عن السلطان، وقال: هذا فعل أهل البدع، وما يخاف منهم. فأجمع سفيان، وحماد على أن يقدما بغداد، وكتب سفيان إلى المهدي، وإلى يعقوب بن داود الوزير فبدأ بنفسه فقيل: إنهم يغضبون من هذا فبدأ بهم فقيل: إنهم يغضبون من هذا. فبدأ بهم، وأتاه جواب كتابه بما يحب من التقريب، والكرامة، والسمع منه، والطاعة فكان على الخروج إليه فحم، ومرض، وحضر الموت فجزع فقال له مرحوم بن عبد العزيز: ما هذا الجزع؟ فإنك تقدم على الرب الذي كنت تعبده. فسكن، وقال: انظروا من هنا من أصحابنا الكوفيين. فأرسلوا إلى عبادان فقدم عليه جماعة، وأوصى ثم مات.

وأخرجت جنازته على أهل البصرة فجأة فشهده الخلق، وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، وكان رجلا صالحا، ونزل في حفرته هو، وخالد بن الحارث.

أبو هشام الرفاعي:، حدثنا، وكيع قال: دخل عمر بن حوشب الوالي على سفيان فسلم عليه فأعرض عنه فقال: يا سفيان نحن، والله أنفع للناس منك نحن أصحاب الديات، وأصحاب الحمالات، وأصحاب حوائج الناس، والإصلاح بينهم، وأنت رجل نفسك. فأقبل عليه سفيان فجعل يحادثه ثم قام فقال سفيان: لقد ثقل علي حين دخل، ولقد غمني قيامه من عندي حين قام.

قال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحفظ لما عنده من الثوري. قيل له: ما منعك أن ترحل إلى الزهري؟ قال: لم تكن دراهم.

قال يحيى القطان: سفيان الثوري فوق مالك في كل شيء رواها ابن المديني عنه.

قال ابن مهدي: قال لي سفيان: لو كانت كتبي عندي، لأفدتك علما، كتبي عند عجوز بالنيل.

الكديمي: حدثنا أبو حذيفة: سمعت سفيان يقول: كنا نأتي أبا إسحاق الهمداني، وفي عنق إسرائيل -يعني: حفيده- طوق من ذهب.

ابن المديني، قال: كان ابن المبارك يقول: إذا اجتمع هذان على شيء، فذاك قوي -يعني: سفيان، وأبا حنيفة.

علي بن مسهر: عن سفيان، قال: حفاظ الناس أربعة: يحيى بن سعيد الأنصاري، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعاصم الأحول. قلت: فالأعمش؟ فأبى أن يجعله معهم.

أحمد بن يونس: سمعت زائدة، وذكر عنده سفيان فقال: ذاك أفقه أهل الدنيا.

وكيع، عن شعبة قال: سفيان أحفظ مني.

ابن حميد: سمعت مهران الرازي يقول: كتبت عن سفيان الثوري أصنافه، فضاع مني كتاب الديات، فذكرت ذلك له، فقال: إذا وجدتني خاليا فاذكر لي حتى أمله عليك. فحج فلما دخل مكة طاف بالبيت، وسعى ثم اضطجع فذكرته فجعل يملي علي الكتاب بابا في إثر باب حتى أملاه جميعه من حفظه.

قال الزعفراني: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عفان: أيهما أكثر غلطا سفيان أو شعبة؟ قال شعبة بكثير. فقال أحمد: في أسماء الرجال.

عبد الرزاق: سمعت سفيان يقول: سلوني عن علم القرآن، والمناسك، فإني عالم بهما.

أبو قدامة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما كتبت عن سفيان عن الأعمش أحب إلي مما كتبته عن الأعمش.

إبراهيم بن أبي الليث: سمعت الأشجعي يقول: سمعت من الثوري ثلاثين ألف حديث.

قال يحيى القطان: مات ابن أبي خالد، وأنا بالكوفة فجلس إلى جنبي سفيان ننتظر الجنازة فقال: يا يحيى خذ حتى أحدثك عن إسماعيل بعشرة أحاديث لم تسمع منها بشيء فحدثني بعشرة، وكنت بمكة، وبها الأوزاعي فلقيني سفيان الثوري على الصفا فقال: يا يحيى خرج الأوزاعي الليلة؟ قلت: نعم. فقال: اجلس لا تبرح حتى أحدثك عنه بعشرة لم تسمع منها بشيء. قلت:، وأي شيء سمعت أنا منه؟ فلم يدعني حتى حدثني عنه بعشرة أحاديث لم أسمع منها بواحد.

قال الأشجعي: سمعت سفيان يقول: لو هم رجل أن يكذب في الحديث، وهو في بيت في جوف بيت لأظهر الله عليه.

عن ابن مهدي قال: ما رأيت رجلا أعرف بالحديث من الثوري.

القواريري: قال يحيى القطان: بات عندي سفيان الثوري فحدثته بحديثين أحدهما: عن عمرو بن عبيد فقام يصلي فرفعت المصلى فإذا هو قد كتبهما عني.

أبو مسهر: عن عيسى بن يونس قال: دخل سفيان الثوري على محمد بن سعيد بن أبي قيس الأزدي فاحتبس عنده ثم خرج إلينا فقال: إنه كذاب.

قال أبو مسهر: قتله أبو جعفر في الزندقة.

أبو العباس الدغولي:، حدثنا محمد بن مشكان، حدثنا عبد الرزاق قال: قال ابن المبارك: كنت أقعد إلى سفيان الثوري فيحدث فأقول ما بقي من علمه شيءإلا، وقد سمعته ثم أقعد عنده مجلسا آخر فيحدث فأقول ما سمعت من علمه شيئا.

الفلاس: سمعت سفيان بن زياد يقول ليحيى بن سعيد القطان في حديث: يا أبا سعيد قد خالفك أربعة. قلت: من؟ قال: زائدة، وشريك، وأبو الأحوص، وإسرائيل. فقال يحيى: لو كان أربعة آلاف مثل هؤلاء كان سفيان أثبت منهم.

عبد الرزاق: سمعت الأوزاعي يقول: لو قيل: اختر لهذه الأمة رجلا يقوم فيها بكتاب الله، وسنة نبيه لاخترت لهم سفيان الثوري.

أبو همام:، حدثنا المبارك بن سعيد قال: رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان الثوري يستقيه، ويقول: يا سفيان أتيتنا صغيرا، وأتيناك كبيرا.

عباس: عن ابن المعين قال: ليس أحدا في حديث الثوري يشبه هؤلاء ابن المبارك، ويحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الرحمن ثم قال:، والأشجعي ثقة مأمون. قال:، وبعد هؤلاء في سفيان يحيى بن آدم، وعبيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري، وأبو حذيفة، وقبيصة، ومعاوية بن هشام، والفريابي. قلت: فأبو داود الحفري قال: أبو داود رجل صالح.

قال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كان في الناس رؤساء كان سفيان الثوري رأسا في الحديث، وأبو حنيفة رأسا في القباس، والكسائي رأسا في القراء فلم يبق اليوم رأس في فن من الفنون.

قلت: كان بعد طبقة هؤلاء رؤوس، فكان عبد الرحمن بن مهدي رأسا في الحديث، وأبو عبيدة معمر رأسا في اللغة، والشافعي رأسا في الفقه، ويحيى الزبيري رأسا في القراءات، ومعروف الكرخي رأسا في الزهد.

ثم كان بعدهم ابن المديني رأسا في الحديث، وعلله، وأحمد بن حنبل رأسا في الفقه، والسنة، وأبو عمر الدوري رأسا في القراءات، وابن الأعرابي رأسا في اللغة، والسري السقطي رأسا في الزهد.

ويمكن أن نذكر في كل طبقة بعد ذلك أئمة على هذا النمط إلى زماننا فرأس المحدثين اليوم أبو الحجاج القضاعي المزي، ورأس الفقهاء القاضي شرف الدين البارزي، ورأس المقرئين جماعة، ورأس العربية أبو حيان الأندلسي، ورأس العباد الشيخ علي الواسطي ففي الناس بقايا خير، ولله الحمد.

عن ابن مهدي قال: نزل عندنا سفيان، وقد كنا ننام أكثر الليل فلما نزل عندنا ما كنا ننامإلا أقله، ولما مرض بالبطن كنت أخدمه، وأدع الجماعة فسألته فقال: خدمة مسلم ساعة أفضل من صلاة الجماعة فقلت: ممن سمعت هذا؟ قال: حدثني عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: لأن أخدم رجلا من المسلمين على علة يوما، واحدا أحب إلي من صلاة الجماعة ستين عاما لم يفتني فيها التكبيرة الأولى.

قال: فضج سفيان لما طالت علته فقال: يا موت يا موت ثم قال: لا أتمناه، ولا أدعو به. فلما احتضر بكى، وجزع فقلت له: يا أبا عبد الله ما هذا البكاء؟ قال: يا عبد الرحمن لشدة ما نزل بي من الموت الموت، والله شديد. فمسسته فإذا هو يقول: روح المؤمنين تخرج رشحا فأنا أرجو. ثم قال: الله أرحم من الوالدة الشفيقة الرفيقة إنه جواد كريم، وكيف لي أن أحب لقاءه، وأنا أكره الموت. فبكيت حتى كدت أن أختنق أخفي بكائي عنه، وجعل يقول: أوه.. أوه من الموت.

قال عبد الرحمن: فما سمعته يقول: أوه، ولا يئنإلا عند ذهاب عقله ثم قال: مرحبا برسول ربي ثم أغمي عليه ثم أسكت حتى أحدث ثم أغمي عليه فظننت أنه قد قضى ثم أفاق فقال: يا عبد الرحمن اذهب إلى حماد بن سلمة فادعه لي فإني أحب أن يحضرني.، وقال: لقني قول: لا إله إلا الله. فجعلت ألقنه.

قال: وجاء حماد مسرعا حافيا، ما عليه إلا إزار، فدخل وقد أغمي عليه، فقبل بين عينيه، وقال: بارك الله فيك يا أبا عبد الله. ففتح عينيه ثم قال: أي أخي مرحبا. ثم قال: يا حماد خذ حذرك، واحذر هذا المصرع.، وذكر فضلا طويلا ضعف بصري أنا عن قراءته.

رواه الحاكم عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي من أصل كتابه، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني، حدثنا محمد بن حسان السمتي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي .... فذكره.، وهذا إسناد مظلم.

ومن جملة ذلك: أن السلطان دخل على سفيان، وقبل بين عينيه ثم قال: دعوني أكفنه. فقلنا له: إنه أوصى أن يكفن في ثيابه التي كانت عليه فكفنه السلطان بعد ذلك بكفن بستين دينارا، وقيل: قوم بثمانين دينارا

محمد بن سهل بن عسكر:، حدثنا عبد الرزاق قال: بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة، وقال: إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه. فجاء النجارون، ونصبوا الخشب، ونودي عليه فإذا رأسه في حجر الفضيل بن عياض، ورجلاه في حجر بن عيينة فقيل له يا أبا عبد الله اتق الله لا تشمت بنا الأعداء فتقدم إلى الأستار ثم أخذه، وقال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر. قال: فمات أبو جعفر قبل أن يدخل مكة فأخبر بذلك سفيان، فلم يقل شيئا.

هذه كرامة ثابتة، سمعها: الحاكم، من أبي بكر محمد بن جعفر المزكي، سمعت السراج، عنه.

الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانىء، سمعت الفضل الشعراني، سمعت القواريري سمعت يحيى القطان، يقول: رأيت سفيان الثوري في المنام، مكتوب بين كتفيه بغير سواد: {فسيكفيكهم الله}.

عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين سمعت ابن عيينة عن سفيان الثوري قال: ما تريد إلى شيء إذا بلغت منه الغاية تمنيت أن تنفلت منه كفافا.

أبو قدامة السرخسي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان سفيان الثوري إذا قيل له: إنه رؤي في المنام يقول: أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات.

قال أبو بكر بن عياش: كان سفيان ينكر على من يقول: العبادات ليست من الإيمان، وعلى من يقدم على أبي بكر، وعمر أحدا من الصحابة إلا أنه كان يقدم عليا على عثمان.

رواها الحاكم عن أبي بكر بن إسحاق، أنبأنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا يحيى بن معين سمع أبا بكر.

محمد بن سهل بن عسكر:، حدثنا عبد الرزاق: سمعت مالكا، والأوزاعي، وابن جريج، والثوري، ومعمرا يقولون: الإيمان قول، وعمل يزيد، وينقص.

الحاكم، حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي، حدثنا جعفر الفريابي، حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا أبي: سمعت سفيان يقول: إن قوما يقولون لا نقول لأبي بكر، وعمر إلا خيرا، ولكن علي أولى بالخلافة منهما. فمن قال ذلك فقد خطأ أبا بكر، وعمر، وعليا، والمهاجرين، والأنصار، ولا أدري ترتفع مع هذا أعمالهم إلى السماء؟.

أبو سعيد الأشج: سمعت ابن إدريس يقول: ما رأيت بالكوفة رجلا أتبع للسنة، ولا أود أني في مسلاخه من سفيان الثوري.

وعن زيد بن الحباب قال: خرج سفيان إلى أيوب، وابن عون فترك التشنيع.

وقال حفص بن غياث: قلت لسفيان: يا أبا عبد الله إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه؟ قال: إن مر على بابك فلا تكن فيه في شيء حتى يجتمع الناس عليه.

مؤمل بن إسماعيل: عن سفيان قال: تركتني الروافض، وأنا أبغض أن أذكر فضائل علي.

الحاكم: سمعت أبا الوليد، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هارون بن زياد المصيصي سمعت الفريابي سمعت سفيان، ورجل يسأله عن من يشتم أبا بكر؟ فقال: كافر بالله العظيم. قال: نصلي عليه قال: لا، ولا كرامة قال: فزاحمه الناس حتى حالوا بيني، وبينه فقلت للذي قريبا منه: ما قال؟ قلنا: هو يقول: لا إله إلا الله ما نصنع به؟ قال: لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في قبره.

عباس الدوري: حدثني عبد العزيز بن أبان: سمعت الثوري يقول: من قدم على أبي بكر، وعمرا أحدا فقد أزرى على اثني عشر ألفا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- توفي رسول الله، وهو عنهم راض.

عباس:، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عبد الرزاق: سمعت الثوري يقول: امسح عليهما ما تعلقتا بالقدم، وإن تخرقا. قال: وكذلك خفاف المهاجرين، والأنصار مخرقة مشققة.

مشايخ حدث عنهم الثوري، وحدثوا هم عنه: محمد بن عجلان محمد بن إسحاق ابن أبي ذئب عبد الله بن المبارك أبو إسحاق الفزاري المعتمر بن سليمان سلمة الأبرش إبراهيم بن أدهم أبان بن تغلب حمزة الزيات جعفر الصادق حماد بن سلمة الحسن بن صالح بن حي خارجة بن مصعب خصيف بن عبد الرحمن سليمان الأعمش أبو الأحوص سلام بن سليم سفيان بن عيينة شعبة بن الحجاج شريك القاضي الأوزاعي أبو بكر بن عياش ابن جريج فضيل بن عياض أبو حنيفة، وكيع بن الجراح. سمى هؤلاء الحاكم.

وروى سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن الثوري.

وروي عن الثوري، قال: أحب أن يكون صاحب العلم في كفاية، فإن الآفات إليه أسرع، والألسنة إليه أسرع.

قال زائدة: كان سفيان أفقه الناس.

وقال ابن المبارك: ما أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان.

وعن ابن عيينة: ما رأى سفيان مثل نفسه.

قال إبراهيم بن محمد الشافعي: قلت لابن المبارك: رأيت مثل سفيان الثوري؟ فقال:، وهل رأى هو مثل نفسه؟، وقال الخريبي: ما رأيت محدثا أفضل من الثوري.

وقال يحيى بن سعيد: ما كتبت عن سفيان عن الأعمش أحب إلي مما كتبت عن الأعمش.

وقال أبو أسامة: من حدثك أنه رأى بعينه مثل سفيان فلا تصدقه.

وقال شريك: نرى أن سفيان حجة لله على عباده.

قال أبو الأحوص: سمعت سفيان يقول:، وددت أني أنجو من هذا الأمر كفافا لا علي، ولا لي.

وقال أبو أسامة: سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل به الرجل.

قلت: يقول هذا مع قوله للخريبي: ليس شيء أنفع للناس من الحديث.

وقال أبو داود: سمعت الثوري يقول: ما أخاف على شيء أن يدخلني النار إلا الحديث.

وعن سفيان قال:، وددت أني قرأت القرآن، ووقفت عنده لم أتجاوزه إلى غيره.، وعن سفيان قال: من يزدد علما يزدد، وجعا، ولو لم أعلم كان أيسر لحزني.

وعنه: قال: وددت أن علمي نسخ من صدري ألست أريد أن أسأل غدا عن كل حديث رويته: أيش أردت به؟ قال يحيى القطان: كان الثوري قد غلبت عليه شهوة الحديث ما أخاف عليه إلا من حبه للحديث.

قلت: حب ذات الحديث، والعمل به لله مطلوب من زاد المعاد، وحب روايته وعواليه والتكثر بمعرفته وفهمه مذموم مخوف فهو الذي خاف منه سفيان والقطان، وأهل المراقبة، فإن كثيرا من ذلك، وبال على المحدث.

وروى موسى بن عبد الرحمن بن مهدي: أنه سمع أباه يقول: رأيت الثوري في النوم فقلت: ما وجدت أفضل؟. قال: الحديث.

وقال الفريابي: سمعته يقول: ما عمل أفضل من الحديث، إذا صحت النية فيه.

وقال ضمرة: كان سفيان ربما حدث بعسقلان، يبتدئهم يقول: انفجرت العيون! يعجب من نفسه.

مهنا بن يحيى: حدثنا عبد الرزاق قال صاحب لنا لسفيان: حدثنا كما سمعت. فقال: لا والله، لا سبيل إليه ما هو إلا المعاني.

وقال زيد بن الحباب: سمعت سفيان يقول: إن قلت: إني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني.

أحمد بن سنان:، حدثنا ابن مهدي قال: كنا نكون عند سفيان فكأنه قد أوقف للحساب فلا نجترىء أن نكلمه فنعرض بذكر الحديث فيذهب ذلك الخشوع فإنما هو، حدثنا حدثنا.

قال عبد الرزاق: رأيت سفيان بصنعاء يملي على صبي، ويستملي له.

وعن سفيان قال: لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم سيأتي بقية هذا الفصل.

الفريابي: عن سفيان قال: دخلت على المهدي فقلت: بلغني أن عمر -رضي الله عنه- أتفق في حجته اثني عشر دينارا، وأنت فيما أنت فيه. فغضب، وقال: تريد أن أكون مثل هذا الذي أنت فيه. قلت: إن لم يكن مثل ما أنا فيه ففي دون ما أنت فيه. فقال، وزيره: جاءتنا كتبك فأنفذتها. فقلت: ما كتبت إليك شيئا قط.

الخريبي: عن سفيان قال: ما أنفقت درهما في بناء.

وقال يحيى بن يمان: عن سفيان: لو أن البهائم تعقل من الموت ما تعقلون ما أكلتم منها سمينا. ثم قال ابن يمان: ما رأيت مثل سفيان أقبلت الدنيا عليه فصرف، وجهه عنها.

قال أبو أحمد الزبيري: كنت في مسجد الخيف مع سفيان، والمنادي ينادي: من جاء بسفيان فله عشرة آلاف. وقيل: إنه لأجل الطلب هرب إلى اليمن فسرق شيء فاتهموا

سفيان. قال: فأتوا بي معن بن زائد، وكان قد كتب إليه في طلبي، فقيل له: هذا قد سرق منا. فقال: لم سرقت متاعهم؟ قلت: ما سرقت شيئا. فقال لهم: تنحوا لأسائله. ثم أقبل علي فقال: ما اسمك؟ قلت: عبد الله بن عبد الرحمن. فقال: نشدتك الله لما انتسبت.

قلت: أنا سفيان بن سعيد بن مسروق. قال: الثوري؟ قلت: الثوري. قال: أنت بغية أمير المؤمنين. قلت: أجل فأطرق ساعة، ثم قال: ما شئت فأقم، ومتى شئت فارحل فوالله لو كنت تحت قدمي ما رفعتها.

قرأتها على إسحاق بن طارق، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو الشيخ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيبة سمعت صالح بن معاذ البصري سمعت عبد الرحمن بن مهدي سمعت سفيان فذكرها.

وكيع، عن سفيان قال: ما عالجت شيئا أشد علي من نفسي مرة علي، ومرة لي.

عن سفيان: {سنستدرجهم}، وقال: نسبغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر.

أبو إسحاق الفزاري عن سفيان قال: البكاء عشرة أجزاء: جزء لله، وتسعة لغير الله فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير.

قال خلف بن تميم: سمعت سفيان يقول: من أحب أفخاذ النساء لم يفلح.

وقال عبد الرحمن رسته: سمعت ابن مهدي يقول: بات سفيان عندي فجعل يبكي فقيل له. فقال: لذنوبي عندي أهون من ذا، ورفع شيئا من الأرض إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت.

وعن سفيان: السلامة في أن لا تحب أن تعرف.

وروى رسته عن ابن مهدي قال: قدم سفيان البصرة، والسلطان يطلبه فصار إلى بستان فأجر نفسه لحفظ ثماره فمر به بعض العشارين فقال: من أنت يا شيخ؟ قال: من أهل الكوفة. قال: أرطب البصرة أحلى أم رطب الكوفة؟ قال: لم أذق رطب البصرة. قال: ما أكذبك البر، والفاجر، والكلاب يأكلون الرطب الساعة.، ورجع إلى العامل فأخبره ليعجبه فقال: ثكلتك أمك أدركه فإن كنت صادقا فإنه سفيان الثوري فخذه لنتقرب به إلى أمير المؤمنين فرجع في طلبه فما قدر عليه.

قال شجاع بن الوليد: كنت أحج مع سفيان، فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ذاهبا وراجعا.

وعن سفيان: أنه ذهب إلى خراسان في حق له، فأجر نفسه من جمالين.

وقال إبراهيم بن أعين: كنت مع سفيان والأوزاعي، فدخل علينا عبد الصمد بن علي- وهو أمير مكة- وسفيان يتوضأ، وأنا أصب عليه، كأنه بطأه، وهو يقول: لا تنظروا إلي، أنا مبتلى. فجاء عبد الصمد، فسلم، فقال له سفيان: من أنت؟ فقال: أنا عبد الصمد. فقال: كيف أنت؟ اتق الله اتق الله، وإذا كبرت فأسمع.

قال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: إني لأرى المنكر فلا أتكلم فأبول أكدم دما.

قلت: مع جلالة سفيان كان يبيح النبيذ الذي كثيره مسكر.

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن اللبان، أنبأنا الحداد أنأنا أبو نعيم، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا الأبار، حدثنا عبد الملك الميموني: سمعت يعلى بن عبيد يقول: قال سفيان: إني لآتي الدعوة، وما أشتهي النبيذ فأشربه لكي يراني الناس.

المحاربي: سمعت الثوري يقول للغلام إذا رآه في الصف الأول: احتلمت؟ فإن قال: لا. قال: تأخر.

يوسف بن أسباط: سمعت الثوري يقول: ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول: لا إله إلا الله.

عن سفيان:، وسئل: ما الزهد؟ قال: سقوط المنزلة.، وعنه: قال: إني لألقى الرجل أبغضه فيقول: كيف أصبحت؟ فيلين له قلبي. فكيف بمن آكل طعامهم؟، وكيع: عن سفيان: لو أن اليقين ثبت في القلب لطار فرحا أو حزنا أو شوقا إلى الجنة أو خوفا من النار. قال قتيبة: لولا سفيان لمات الورع.

ابن المبارك: قال لي سفيان: إياك، والشهرة فما أتيت أحد اإلا، وقد نهى عن الشهرة.

وعن الفريابي قال: أتى سفيان بيت المقدس فأقام ثلاثة أيام، ورابط بعسقلان أربعين يوما، وصحبته إلى مكة.

أحمد بن يونس: سمعت سفيان يقول: ما رأيت للإنسان خيرا من أن يدخل جحرا.

قال عطاء بن مسلم: قال لي الثوري: إذا كنت بالشام فاذكر مناقب علي، وإذا كنت بالكوفة فاذكر مناقب أبي بكر، وعمر.

وعنه: من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة، وهو يعلم خرج من عصمة الله، ووكل إلى نفسه، وعنه: من يسمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقها في قلوبهم.

قلت: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة.

قال محمد بن مسلم الطائفي: إذا رأيت عراقيا فتعوذ من شره، وإذا رأيت سفيان فسل الله الجنة.

وعن الأصمعي: أن الثوري أوصى أن تدفن كتبه، وكان ندم على أشياء كتبها عن قوم.

عبد الله بن خبيق: حدثنا الهيثم بن جميل عن مفضل بن مهلهل قال: حججت مع سفيان فوافينا بمكة الأوزاعي فاجتمعنا في دار، وكان على الموسم عبد الصمد بن علي فدق داق الباب قلنا: من ذا؟ قال: الأمير. فقام الثوري فدخل المخرج، وقام الأوزاعي فتلقاه فقال له: من أنت أيها الشيخ؟ قال: أنا الأوزاعي. قال: حياك الله بالسلام أما إن كتبك كانت تأتينا فنقضي حوائجك ما فعل سفيان. قال: فقلت: دخل المخرج. قال: فدخل الأوزاعي في إثره فقال: إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك. فخرج سفيان مقطبا فقال: سلام عليكم كيف أنتم؟ فقال له عبد الصمد: أتيت أكتب عنك هذه المناسك قال: أولا أدلك على ما هو أنفع لك منها؟ قال: وما هو؟ قال: تدع ما أنت فيه قال: وكيف أصنع بأمير المؤمنين؟ قال: إن أردت كفاك الله أبا جعفر. فقال له الأوزاعي: يا أبا عبد الله إن هؤلاء ليس يرضون منك إلا بالإعظام لهم. فقال: يا أبا عمرو إنا لسنا نقدر أن نضربهم، وإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى. قال مفضل: فالتفت إلي الأوزاعي فقال لي: قم بنا من ها هنا فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا، وإن هذا ما يبالي.

يوسف بن أسباط: سمعت سفيان يقول: ما رأيت الزهد في شيء أقل منه في الرئاسة ترى الرجل يزهد في المطعم، والمشرب، والمال، والثياب فإن نوزع الرئاسة حامى عليها، وعادى.

عبد الله بن خبيق: حدثنا عبيد بن جناد، حدثنا عطاء بن مسلم قال: لما استخلف المهدي بعث إلى سفيان فلما دخل عليه خلع خاتمه فرمى به إليه، وقال: يا أبا عبد الله هذا خاتمي فاعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة. فأخذ الخاتم بيده، وقال: تأذن في الكلام يا أمير المؤمنين؟ قلت لعطاء: قال له: يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم. قال: أتكلم على أني آمن؟ قال: نعم. قال: لا تبعث إلي حتى آتيك، ولا تعطني حتى أسألك. قال: فغضب، وهم به فقال له كاتبه: أليس قد آمنته؟ قال: بلى. فلما خرج حف به أصحابه فقالوا: ما منعك، وقد أمرك أن تعمل في الأمة بالكتاب والسنة؟ فاستصغر عقولهم، وخرج هاربا إلى البصرة.

وعن سفيان قال: ليس أخاف إهانتهم إنما أخاف كرامتهم فلا أرى سيئتهم سيئة لم أر للسلطان مثلا إلا مثلا ضرب على لسان الثعلب قال: عرفت للكلب نيفا وسبعين دستانا ليس منها دستان خيرا من أن لا أرى الكلب، ولا يراني.

محمد بن يوسف الفريابي: سمعت سفيان يقول: أدخلت على أبي جعفر بمنى فقلت له: اتق الله فإنما أنزلت في هذه المنزلة، وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين، والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعا. حج عمر فما أنفق إلا خمسة عشر دينارا، وكان ينزل تحت الشجر. فقال: أتريد أن أكون مثلك؟ قلت: لا، ولكن دون ما أنت فيه، وفوق ما أنا فيه. قال: اخرج.

قال عصام بن يزيد: لما أراد سفيان أن يوجهني إلى المهدي قلت له: إني غلام جبلي لعلي أسقط بشيء فأفضحك. قال: يا ناعس ترى هؤلاء الذين يجيؤوني؟ لو قلت لأحدهم لظن أني قد أسديت إليه معروفا، ولكن قد رضيت بك قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تعلم. قال: فلما رجعت قلت: لأي شيء تهرب منه، وهو يقول: لو جاء لخرجت معه إلى السوق فأمرنا، ونهينا؟ فقال: يا ناعس حتى يعمل بما يعلم فإذا فعل لم يسعنا إلا أن نذهب فنعلمه ما لا يعلم. قال عصام: فكتب معي سفيان إلى المهدي، وإلى، وزيره أبي عبيد الله قال: وأدخلت عليه فجرى كلامي فقال: لو جاءنا أبو عبد الله لوضعنا أيدينا في يده، وارتدينا بردا، واتزرنا بآخر، وخرجنا إلى السوق، وأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر فإذا توارى عنا مثل أبي عبد الله لقد جاءني قراؤكم الذين هم قراؤكم فأمروني، ونهوني، ووعظوني، وبكوا، والله لي، وتباكيت لهم ثم لم يفجأني من أحدهمإلا أن أخرج من كمه رقعة: أن افعل بي كذا، وافعل بي كذا ففعلت، ومقتهم. قال:، وإنما كتب إليه لأنه طال مهربه أن يعطيه الأمان فأتيته فقدمت عليه البصرة بالأمان ثم مرض، ومات.

أبو نعيم: حدثنا الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني عمرو بن علي، سمعت يحيى بن سعيد يقول: أملى علي سفيان كتابه إلى المهدي، فقال: اكتب من سفيان بن سعيد، إلى محمد بن عبد الله. فقلت: إذا كتبت هذا لم يقرأه. قال: اكتب كما تريد. فكتبت. ثم قال: اكتب: فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو تبارك وتعالى، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير. فقلت: من كان يكتب هذا الصدر؟ قال: حدثني منصور، عن إبراهيم أنه كان يكتبه.

وعن إبراهيم الفراء، قال: كتب سفيان إلى المهدي مع عصام جبر: طردتني، وشردتني، وخوفتني، والله بيني وبينك، وأرجو أن يخير الله لي قبل مرجوع الكتاب. فرجع الكتاب وقد مات.

أخبرنا إسحاق الأسدي، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أبو المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا ابن حيان، حدثنا الحسن بن هارون، حدثنا الحسن بن شاذان النيسابوري حدثني محمد بن مسعود عن سفيان قال: أدخلت على المهدي بمنى فسلمت عليه بالإمرة فقال: أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا فالحمد لله الذي جاء بك فارفع إلينا حاجتك. فقلت: قد ملأت الأرض ظلما، وجورا فاتق الله، وليكن منك في ذلك عبرة. فطأطأ رأسه ثم قال: أرأيت إن لم أستطع دفعه؟ قال: تخليه، وغيرك. فطأطأ رأسه ثم قال: ارفع إلينا حاجتك. قلت: أبناء المهاجرين، والأنصار، ومن تبعهم بإحسان بالباب فاتق الله، وأوصل إليهم حقوقهم. فطأطأ رأسه فقال أبو عبيد الله: أيها الرجل ارفع إلينا حاجتك. قلت:، وما أرفع؟ حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال: حج عمر فقال لخازنه: كم أنفقت؟ قال: بضعة عشر درهما.، وإني أرى ها هنا أمورا لا تطيقها الجبال.

وبه: قال أبو نعيم:، حدثنا سعد بن محمد الناقد، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي: لقيني الثوري بمكة فأخذ بيدي، وسلم علي ثم انطلق إلى منزله فإذا عبد الصمد قاعد على بابه ينتظره، وكان، والي مكة فلما رآه قال: ما أعلم في المسلمين أحدا أغش لهم منك. فقال سفيان: كنت فيما هو أوجب علي من إتيانك إنه كان يتهيأ للصلاة فأخبره عبد الصمد أنه قد جاءه قوم فأخبروه أنهم قد رأوا الهلال هلال ذي الحجة فأمره أن يأمر من يصعد الجبال ثم يؤذن الناس بذلك، ويده في يدي، وترك عبد الصمد قاعدا على الباب فأخرج إلي سفرة فيها فضلة من طعام: خبز مكسر وجبن، فأكلنا. قال: فأخذه عبد الصمد، فذهب به إلى المهدي وهو بمنى فلما رآه صاح بأعلى صوته: ما هذه الفساطيط؟ ما هذه السرادقات؟.

قال عطاء الخفاف: ما لقيت سفيان إلا باكيا فقلت: ما شأنك؟ قال: أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقيا.

قال ابن مهدي: جر أمير المؤمنين سفيان إلى الفضاء فتحامق عليه، ليخلص نفسه منه، فلما علم أنه يتحامق أرسله، وهرب هو..، وذكر الحكاية. رواها: محمد بن إسحاق بن الوليد عن عبد الله أخي رسته عنه.

ابن المبارك، عن سفيان، قال: ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة.

قال ابن وهب: رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع حتى نودي بالعشاء.

وبه: قال أبو نعيم: حدثنا الطبراني، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عارم قال: أتيت أبا منصور أعوده فقال لي: بات سفيان في هذا البيت، وكان هنا بلبل لابني فقال: ما بال هذا محبوسا؟ لو خلي عنه. قلت: هو لابني، وهو يهبه لك. قال: لا، ولكن أعطيه دينارا. قال: فأخذه فخلى عنه فكان يذهب، ويرعى فيجيء بالعشي فيكون في ناحية البيت فلما مات سفيان تبع جنازته فكان يضطرب على قبره ثم اختلف بعد ذلك ليالي إلى قبره فكان ربما بات عليه، وربما رجع إلى البيت ثم، وجدوه ميتا عند قبره فدفن عنده.

أبو منصور هو بسر من منصور السليمي: كان سفيان مختفيا عنده بالبصرة بعد أن خرج من دار عبد الرحمن بن مهدي قاله الطبراني.

وفي غير حكاية: أن سفيان كان يقبل هدية بعض الناس، ويثيب عليها.

وعن ابن مهدي قال: ما كنت أقدر أن أنظر إلى سفيان استحياء، وهيبة منه.

وقال إسحاق بن إبراهيم الحنيني: قال لنا الثوري، وسئل قال: لها عندي أول نومة تنام ما شاءت لا أمنعها فإذا استيقظت فلا أقيلها والله.

الحسين بن عون: سمعت يحيى القطان يقول: ما رأيت رجلا أفضل من سفيان لولا الحديث كان يصلي ما بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، فإذا سمع مذاكرة الحديث، ترك الصلاة، وجاء.

وقال خلف بن إسماعيل: قلت لسفيان: إذا أخذت في الحديث نشطت وأنكرتك، وإذا كنت في غير الحديث كأنك ميت! فقال: أما علمت أن الكلام فتنة؟

قال مهران الرازي: رأيت الثوري إذا خلع ثيابه طواها، وقال: إذا طويت رجعت إليها نفسها.

وقيل: التقى سفيان، والفضيل فتذاكرا فبكيا فقال سفيان: إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة. فقال له فضيل: لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه شؤما أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت به لي، وتزينت لك فعبدتني، وعبدتك؟ فبكى سفيان حتى علاء نحيبه ثم قال: أحييتني أحياك الله.

أبو سعيد الأشج: سمعت أبا عبد الرحمن الحارثي يقول: دفن سفيان كتبه، فكنت أعينه عليها فقلت: يا أبا عبد الله، وفي الركاز الخمس فقال: خذ ما شئت، فعزلت منها شيئا كان يحدثني منه.

عن يعلى بن عبيد: قال سفيان: لو كان معكم من يرفع حديثكم إلى السلطان، أكنتم تتكلمون بشيء؟ قلنا: لا. قال: فإن معكم من يرفع الحديث.

وعن سفيان: الزاهد في الدنيا هو الزهد في الناس، وأول ذلك زهدك في نفسك.

عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، سمعت الثوري يقول: خرجت حاجا أنا، وشيبان الراعي مشاة فلما صرنا ببعض الطريق إذا نحن بأسد قد عارضنا فصاح به شيبان فبصبص، وضرب بذنبه مثل الكلب، فأخذ شيبان بأذنه، فعركها، فقلت: ما هذه الشهرة لي؟ قال: وأي شهرة ترى يا ثوري؟ لولا كراهية الشهرة ما حملت زادي إلى مكة إلا على ظهره.

الحسن بن علي الحلواني: سألت محمد بن عبيد: أكان لسفيان امرأة؟ قال: نعم رأيت ابنا له بعثت به أمه إليه فجاء فجلس بين يديه فقال سفيان: ليت أني دعيت لجنازتك. قلت لمحمد: فما لبث حتى دفنه؟ قال: نعم.

وعن سفيان: من سر بالدنيا نزع خوف الآخرة من قلبه.

وعنه: {وملكا كبيرا}. قال: استئذان الملائكة عليهم.

الفريابي: سمعت الأوزاعي، وسفيان يقولان: لما ألقي دانيال في الجب مع السباع قال: إلهي بالعار، والخزي الذي أصبنا سلطت علينا من لا يعرفك.

وقال الخريبي: جلست إلى إبراهيم بن أدهم فكأنه عاب على سفيان ترك الغزو، وقال: هذا الأوزاعي يغزو، وهو أسن منه. فقلت لبهيم: ما كان يعني سفيان في ترك الغزو؟ قال: كان يقول: إنهم يضيعون الفرائض.

قال حفص بن غياث: كنا نتعزى عن الدنيا بمجلس سفيان.

خلف بن تميم: سمعت سفيان يقول: وجدت قلبي يصلح بين مكة، والمدينة مع قوم غرباء أصحاب صوب، وعباء.

وعن، وكيع قال: قالت أم سفيان لسفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمعزلي فإذا كتبت عدة عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه، وإلا فلا تتعن.

قال الأوزاعي: لم يبق من يجتمع عليه العامة بالرضى والصحة، إلا ما كان من رجل، واحد بالكوفة يعني: سفيان- قال وكيع: كان سفيان بحرا.

وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت رجلا بالعراق يشبه ثوريكم هذا.

وقال ابن إدريس: ما رأيت بالكوفة من أود أني في مسلاخه إلا سفيان.

قال الفريابي: زارني ابن المبارك فقال: أخرج إلي حديث الثوري فأخرجته إليه فجعل يبكي حتى أخضل لحيته وقال: رحمه الله ما أرى أني أرى مثله أبدا.

وقال زائدة: سفيان أفقه أهل الدنيا.

قال زيد بن أبي الزرقاء: كان المعافى يعظ الثوري يقول: يا أبا عبد الله ما هذا المزاح؟ ليس هذا من فعل العلماء، وسفيان يقبل منه.

روى ضمرة عن سفيان قال: يثغر الغلام لسبع، ويحتلم بعد سبع، ثم ينتهي طوله بعد سبع ثم يتكامل عقله بعد سبع ثم هي التجارب.

قال أبو أسامة: مرض سفيان، فذهبت بمائه إلى الطبيب، فقال: هذا بول راهب، هذا رجل قد فتت الحزن كبده، ما له دواء.

قال ضمرة: سمعت مالكا يقول: إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري. وكان سفيان يقول: مالك ليس له حفظ.

قلت: هذا يقوله سفيان لقوة حافظته بكثرة حديثه، ورحلته إلى الآفاق، وأما مالك فله إتقان، وفقه لا يدرك شأوه فيه، وله حفظ تام ف-رضي الله عنهما.

وقال أبو حاتم الرازي: سفيان فقيه حافظ زاهد إمام هو أحفظ من شعبة.

وقال أبو زرعة: سفيان أحفظ من شعبة في الإسناد، والمتن.

قال عبد المؤمن النسفي: سألت صالح بن محمد جزرة عن سفيان، ومالك، فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي أحد، وهو أحفظ، وأكثر حديثا، ولكن كان مالك ينتقي الرجال، وسفيان أحفظ من شعبة، وأكثر حديثا يبلغ حديثه ثلاثين ألفا، وشعبة نحو عشرة آلاف.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الكنجروذي، أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد، أنبأنا محمد بن أيوب، أنبأنا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان الثوري حدثني المغيرة بن النعمان حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إنكم محشورون حفاة عراة غرلا". ثم قرأ. {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}.إلا، وإن أول من يكسى إبراهيم -عليه السلام يوم القيامةإلا، وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي أصحابي فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى: " {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} إلى قوله {العزيز الحكيم} أخرجه: البخاري، عن ابن كثير.

قرأت على أحمد بن هبة الله في سنة ثلاث وتسعين، عن عبد المعز بن محمد، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو يعلى الصابوني، أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي، حدثنا محمد بن أيوب، أنبأنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: قال أبي بن كعب: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقرئك سورة. قال: قلت: يا رسول الله، وسميت لك؟ قال: "نعم". قلت لأبي: فرحت بذلك؟ قال: وما يمنعني. وهو يقول: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.

قال ابن مهدي: كان لسفيان درس من الحديث يعني يدرس حديثه.

وقال علي بن ثابت الجزري: سمعت سفيان يقول: طلبت العلم فلم يكن لي نية ثم رزقني الله النية.

وعن يحيى بن يمان، عن سفيان قال: إني لأمر بالحائك فأسد أذني مخافة أن أحفظ ما يقول. قال القطان، وعبد الرحمن: ما رأينا أحفظ من سفيان.

قال أبو عبيدة بن أبي السفر: حدثنا عبد الله بن محمد المفلوج سمعت يحيى بن يمان سمعت الثوري يقول: ما أحدث من كل عشرة بواحد. ثم قال يحيى: قد كتبت عنه عشرين ألفا، وأخبرني الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا.

قال أبو نعيم: سمعت سفيان يقول: الإيمان يزيد، وينقص.

هارون بن أبي هارون العبدي: حدثنا حيان بن موسى، حدثنا ابن المبارك سمع سفيان يقول: من زعم أن {قل هو الله أحد}. مخلوق، فقد كفر بالله.

وقال زيد بن الحباب: كان سفيان يفضل عليا على عثمان.

وعن عثام بن علي: سمعت الثوري يقول: لا يجتمع حب علي، وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال.

وقال ابن المبارك عن سفيان: استوصوا بأهل السنة خيرا، فإنهم غرباء.

وقال مؤمل بن إسماعيل: لم يصل سفيان على ابن أبي رواد للإرجاء.

وقال شعيب بن حرب: قال سفيان: لا ينفعك ما كتبت حتى يكون إخفاء " {بسم الله الرحمن الرحيم} في الصلاة أفضل عندك من الجهر.

وقال وكيع، عن سفيان في الحديث: ما يعد له شيء لمن أراد به الله.

وعنه: ينبغي للرجل أن يكره، ولده على العلم فإنه مسؤول عنه.

عبد الصمد بن حسان: سمعت سفيان يقول: الإسناد سلاح المؤمن فمن لم يكن له سلاح فبأي شيء يقاتل.

قبيصة: سمعت سفيان يقول: الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض، وقال يحيى بن يمان: قيل لسفيان: ليست لهم نية يعني أصحاب الحديث؟ قال: طلبهم له نية لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم في بيوتهم.

وقال الخريبي: سمعت سفيان يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث.

وقال معدان الذي يقول فيه ابن المبارك: هو من الأبدال: سألت الثوري عن قوله: {وهو معكم أين ما كنتم}]. قال: علمه.

وسئل سفيان عن أحاديث الصفات فقال: أمروها كما جاءت.

وقال أبو نعيم عنه: وددت أني أفلت من الحديث كفافا، وقال أبو أسامة: قال سفيان: وددت أن يدي قطعت، ولم أطلب حديثا.

قال محمد بن عبد الله بن نمير قول سفيان: ما أخاف على نفسي غير الحديث. قال: لأنه كان يحدث عن الضعفاء.

قلت: ولأنه كان يدلس عنهم، وكان يخاف من الشهوة، وعدم النية في بعض الأحايين.

قال أبو نعيم: كان سفيان يخضب قليلا إذا دخل الحمام.

وقال قبيصة: كان سفيان مزاحا كنت أتأخر خلفه مخافة أن يحيرني بمزاحه.

وروى الفسوي عن عيسى بن محمد: أن سفيان كان يضحك حتى يستلقي، ويمد رجليه.

قال زيد بن أبي الزرقاء: كان سفيان يقول لأصحاب الحديث: تقدموا يا معشر الضعفاء.

وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول لرجل: ادن مني، لو كنت غنيا ما أدنيتك.

وقال محمد بن عبد الوهاب: ما رأيت الأمير والغني أذل منه في مجلس سفيان.

قال ابن مهدي: يزعمون أن سفيان كان يشرب النبيذ. أشهد لقد وصف له دواء فقلت: نأتيك بنبيذ؟ فقال: لا ائتني بعسل وماء.

قال خلف بن تميم: رأيت الثوري بمكة، وقد كثروا عليه فقال: إنا لله أخاف أن يكون الله قد ضيع هذه الأمة حيث احتاج الناس إلى مثلي.

وسمعته يقول: لولا أن أستذل لسكنت بين قوم لا يعرفوني.

ونقل غير واحد أن سفيان كان مستكينا في لباسه عليه ثياب رثة.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: آجر سفيان نفسه من جمال إلى مكة فأمروه يعمل لهم خبزة فلم تجىء جيدة فضربه الجمال فلما قدموا مكة دخل الجمال فإذا سفيان قد اجتمع حوله الناس. فسأل؟ فقالوا: هذا سفيان الثوري فلما انفض عنه الناس تقدم الجمال إليه، وقال: لم نعرفك يا أبا عبد الله. قال: من يفسد طعام الناس يصيبه أكثر من ذلك.

قلت: هذه حكاية مرسلة، وكيف اختفى طول الطريق أمر سفيان فلعلها في أيام شبابه.

وروى يحيى بن يمان عن سفيان: اصحب من شئت ثم أغضبه ثم دس إليه من يسأله عنك.

وقال قبيصة عن سفيان: كثرة الإخوان من سخافة الدين.

وعن سفيان: أقل من معرفة الناس تقل غيبتك.

قال قبيصة: كان سفيان إذا نظرت إليه كأنه راهب فإذا أخذ في الحديث أنكرته.

قلت: قد كان لحق سفيان خوف مزعج إلى الغاية. قال ابن مهدي: كنا نكون عنده فكأنما، وقف للحساب، وسمعه عثام بن علي يقول: لقد خفت الله خوفا عجبا لي كيف لا أموت؟ ولكن لي أجل، وددت أنه خفف عني من الخوف أخاف أن يذهب عقلي.

وقال حماد بن دليل: سمعت الثوري يقول: إني لأسأل الله أن يذهب عني من خوفه.

وقال ابن مهدي: كنت أرمق سفيان في الليلة بعد الليلة ينهض مرعوبا ينادي: النار النار شغلني ذكر النار عن النوم، والشهوات.

وقال أبو نعيم: كان سفيان إذا ذكر الموت، لم ينتفع به أياما.

وقال يوسف بن أسباط: كان سفيان يبول الدم من طول حزنه وفكرته.

قال عبد الرزاق: لما قدم سفيان علينا طبخت له قدر سكباج فأكل ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل ثم قال: يا عبد الرزاق اعلف الحمار، وكده. ثم قام يصلي حتى الصباح.

وقال أحمد بن يونس: حدثنا علي بن الفضيل: رأيت الثوري ساجدا فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه.

وعن مؤمل بن إسماعيل قال: أقام سفيان بمكة سنة فما فتر من العبادة سوى من بعد العصر إلى المغرب كان يجلس مع أصحاب الحديث، وذلك عبادة.

وعن ابن مهدي: كنت لا أستطيع سماع قراءة سفيان من كثرة بكائه.

وقال مؤمل: دخلت على سفيان، وهو يأكل طباهج ببيض فكلمته في ذلك فقال: لم آمركم أن لا تأكلوا طيبا اكتسبوا طيبا وكلوا.

وقال أحمد بن يونس: أكلت عند سفيان خشكنانج، فقال: هذا أهدي لنا.، وقال عبد الرزاق: أكل سفيان مرة تمرا بزبد ثم قام يصلي حتى زالت الشمس.

وقيل: إنه سار إلى اليمن بأربعة آلاف مضاربة، فأنفق الربح.

وعن يحيى بن المتوكل، قال سفيان: إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون فهو رجل سوء لأنه ربما رآهم يعصون، فلا ينكر، ويلقاهم ببشر.

وقال فضيل، عن سفيان: إذا رأيت الرجل محببا إلى جيرانه فاعلم أنه مداهن.

وقال يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية: ما رأيت أحدا أصفق وجها في ذات الله من سفيان.

وعن سفيان قال: إن هؤلاء الملوك قد تركوا لكم الآخرة فاتركوا لهم الدنيا.

قال عبد الرزاق: سمعت الثوري يقول لوهيب: ورب هذه البنية إني لأحب الموت.

وعن ابن المهدي، قال: مرض سفيان بالبطن، فتوضأ تلك الليلة ستين مرة، حتى إذا عاين الأمر، نزل عن فراشه، فوضع خده بالأرض، وقال: يا عبد الرحمن ما أشد الموت، ولما مات غمضته، وجاء الناس في جوف الليل، وعلموا.

وقال عبد الرحمن: كان سفيان يتمنى الموت ليسلم من هؤلاء، فلما مرض كرهه، وقال لي: اقرأ علي "يس". فإنه يقال: يخفف عن المريض فقرأت فما فرغت حتى طفئ.

وقيل: أخرج بجنازته على أهل البصرة بغتة فشهده الخلق، وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكوفي بوصية من سفيان لصلاحه.

قال ابن المديني: أقام سفيان في اختفائه نحو سنة.

وقال يحيى القطان: مات في أول سنة إحدى وستين ومائة.

قلت: الصحيح: موته في شعبان سنة إحدى كذلك أرخه الواقدي، ووهم خليفة فقال: مات سنة اثنتين وستين.

قال يوسف بن أسباط: رأيت الثوري في النوم فقلت: أي الأعمال، وجدت أفضل؟ قال: القرآن. فقلت: الحديث؟ فولى وجهه.

وقال بكر بن خلف: حدثنا مؤمل قال: رأيت سفيان في المنام فقلت: يا أبا عبد الله! ما، وجدت أنفع؟ قال: الحديث، وقال سعير بن الخمس: رأيت سفيان في المنام يطير من نخلة إلى نخلة، وهو يقرأ: {الحمد لله الذي صدقنا وعده}..

وقال أبو أسامة: لقيت يزيد بن إبراهيم صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان فقال لي: قيل لي الليلة في منامي: مات أمير المؤمنين. فقلت للذي يقول في المنام: مات سفيان الثوري؟ قال: نعم.

وقال مصعب بن المقدام: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم آخذا بيد سفيان الثوري، وهو يجزيه خيرا.

وقال أبو سعيد الأشج: حدثنا إبراهيم بن أعين قال: رأيت سفيان بن سعيد فقلت: ما صنعت؟ قال: أنا مع السفرة الكرام البررة.

تمت الترجمة، والحمد لله.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 620

سفيان الثوري ومنهم الإمام المرضي والورع الدري أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله تعالى عنه. كانت له النكت الرائقة والنتف الفائقة، مسلم له في الإمامة ومثبت به الرعاية، العلم حليفه والزهد أليفه. وقيل: إن التصوف براعة في المعارف وبلاغة في المخاوف

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت أبا قدامة عبيد الله بن سعيد يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: أدركت من الناس الأئمة منهم أربعة: مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وسفيان بن سعيد، وذكر الرابع ونسيته إن لم يكن ابن المبارك فلا أدري.

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عمرو بن محمد الناقد ح، وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال سمعت محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأبا بكر بن خلف قالوا: ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: سمعت شعبة، يقول: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث

حدثنا عبد الله بن يحيى الطلحي، قال: حدثني الحسن بن حباش، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، قال: كنت بالبصرة حين مات سفيان الثوري فلقيت يزيد بن إبراهيم صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان، فقال: قيل لي الليلة في منامي: مات أمير المؤمنين فقلت للذي يقول لي في المنام: الليلة مات سفيان الثوري فقال: قد مات الليلة وكان قد مات تلك الليلة ولم نعلم

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا عبد الرزاق، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: أئمة الناس ثلاثة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، وسفيان الثوري في زمانه

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبيد بن آدم، قالا: ثنا أبو عمير الرملي، ثنا ضمرة، ح. وقال سليمان: ثنا أيوب بن سويد، قال: سمعت المثني بن الصباح وذكر سفيان الثوري فقال عالم الأمة وعابدها

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبيد الله الحضرمي، قالا: ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، قال: لا أذكر سفيان الثوري إلا وهو يفتي أذكر منذ سبعين سنة ونحن في الكتاب تمر بنا المرأة والرجل فيسترشدوننا إلى سفيان ليستفتوه فيفتيهم

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا يحيى بن أحمد الأيلي، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا بشر بن الحارث، قال: كان سفيان الثوري عندي إمام الناس

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو همام السكوني، ثنا مبارك بن سعيد، قال: رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان الثوري يستفتيه، ويقول: أتيتنا يا سفيان صغيرا وأتيناك كبيرا

حدثنا القاضي أبو أحمد، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن الحسين، ثنا الحسن بن منصور، ثنا علي الطنافسي، ثنا سهل، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: إني لأرى أهل زمان سفيان سيعاتبون فيقال، لم يكن فيكم مثل سفيان.

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أحمد بن يونس، قال: سمعت زائدة، يقول: كان سفيان أفقه الناس

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو همام السكوني، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قالا: ثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت عبد الله - يعني ابن المبارك - يقول: ما أعلم على الأرض أعلم من سفيان الثوري رحمه الله.

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت الحسن بن مكرم، يقول: سمعت عبد العزيز بن أبان، يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: ما رأيت أحدا أفضل من سفيان ولا أرى سفيان مثل نفسه

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر، يقول: سمعت عبد الرزاق، يقول: سمعت الأوزاعي، يقول: لو قيل لي: اختر رجلا يقوم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لاخترت لهما الثوري

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا زكريا الساجي، ثنا محمد بن زنبور، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: إن هؤلاء أشربت قلوبهم حب أبي حنيفة وأفرطوا فيه حتى لا يرون أن أحدا كان أعلم منه كما أفرطت الشيعة في حب علي وكان والله سفيان أعلم منه

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن عبد الله المخزومي، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن سعيد بن مسروق، فقال له رجل: يا أبا بسطام من سعيد بن مسروق؟ فقال: أبو سفيان الثوري الفقيه

حدثنا محمد بن علي، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، قال: قلت لعبد الله بن المبارك: ما رأيت مثل سفيان الثوري، فقال: وهل رأى سفيان الثوري مثل نفسه.

حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا عباس بن صالح، قال: سمعت أسود بن سالم، يقول: قال أبو بكر بن عياش: إني لأرى الرجل يحدث عن سفيان، فينبل في عيني

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسن بن علي، ثنا أسود بن سالم، قال: سمعت أبا بكر بن عياش، يقول: إني لأرى الرجل يصحب سفيان فيعظم

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد الدورقي، ثنا بشر بن الحارث، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن يحيى القطان، قال: قال لي عبد الله بن المبارك: إذا لقيت سفيان فلا تسأله عن شيء إلا عن رأيه

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو العباس الحمال، ثنا الحسن بن هارون النيسابوري، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: تعجبني مجالس سفيان الثوري كنت إذا شئت رأيته في الورع، وإذا شئت رأيته مصليا، وإذا شئت رأيته غائصا في الفقه، فأما مجلس أتيته فلا أعلم أنهم صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم حتى قاموا عن شغب - يعني مجلس أبي حنيفة وأصحابه

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو الطيب أحمد بن عبد الله الأنطاكي، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، ثنا الوليد بن عتبة، ثنا مؤمل، قال: ما رأيت عالما يعمل بعلمه إلا سفيان

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو عمير، ثنا أيوب بن سويد، قال: ما سألنا سفيان الثوري عن شيء، إلا وجدنا عنده أثرا ماضيا أو أثرا من عالم قبله

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا محمود بن غيلان، ثنا عبد الرزاق، قال: كنت جالسا مع أبي حنيفة في دير الكعبة فجاء رجل فقال: يا أبا حنيفة ألا أعجبك من الثوري - رأيته يلبي على الصفا قال: اذهب ويحك فالزمه فإنه لا يلبي على الصفا إلا لعلم. قال عبد الرزاق: فتعجب منه فقلت: ألم تسمع حديث مسروق، عن عبد الله أنه لبى على الصفا

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا يوسف الصفار، - ثقة مأمون، قال: سمعت أبا أسامة، يقول: سفيان الثوري حجة

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، ثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: سمعت عبد الله بن داود الخريبي، يقول: ما رأيت محدثا أفضل من سفيان الثوري

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو الأحوص، سمعت أحمد بن يونس، يقول: ما رأيت أحدا أعلم من سفيان ولا أورع من سفيان ولا أفقه من سفيان ولا أزهد من سفيان

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا قدامة، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ما كتبت عن سفيان عن الأعمش أحب إلي مما سمعت عن الأعمش

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت ابن أبي رزمة، يقول: سمعت أبا أسامة، يقول: من أخبرك أنه نظر بعينه إلى مثل سفيان الثوري فلا تصدقه

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا الحسن بن الصباح البزاز، ثنا عبد الرحمن بن أبي نعيم، عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: ما رأيت أعقل من مالك ولا رأيت أعلم من سفيان

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن محمد بن فورك الأصبهاني، قال: حدثني عمي عبيد الله ثنا محمد بن يحيى، ثنا سهل بن عاصم، قال: سمعت ثابتا، - أو إسماعيل الزاهد - يقول - وذكر الثوري - فقال: رحم الله أبا عبد الله يا زين الفقهاء يا سيد العلماء يا قرير العيون تبكي العيون لفقدك على واصل الأرحام في زمانهم، ثم قال: أصيب المسلمون بعمر بن الخطاب وأصبنا بأبي عبد الله في زماننا.

وعن سهل بن عاصم، قال: حدثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران، سمعت أبي يقول: لقد من الله على أهل الإسلام بسفيان الثوري

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن خلاد، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: وسألوه عن سفيان، وشعبة، قال: ليس الأمر بالمحاباة ولو كان الأمر بالمحاباة لقدمنا شعبة على سفيان لتقدمه، سفيان يرجع إلى كتاب وشعبة لا يرجع إلى كتاب وسفيان أحفظهما، قد رأيناهما يختلفان فوجدنا الأمر على ما قال سفيان

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: كان يحيى بن سعيد لا يعدل بسفيان الثوري أحدا

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو نشيط، ثنا الهيثم بن جميل، قال: سمعت شريكا، يقول: إن الله تعالى لا يدع الأرض من حجة تكون لله على عباده يقول: ما منعكم أن تكونوا مثل فلان. قال شريك: ونرى أن سفيان الثوري منهم.

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا أبو المثنى، قال: سمعت الناس، بمرو يقولون: قد جاء الثوري فخرجت أنظر إليه فإذا هو غلام قد بقل وجهه

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عبد الباقي، ثنا أبو عمير، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: سمعت أيوب السختياني، يقول: ما قدم علينا من الكوفة أفضل من سفيان الثوري

حدثنا سليمان، ثنا عبدان بن محمد المروزي، ثنا إسحاق بن راهويه، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، ذكر سفيان، وشعبة، ومالكا، وابن المبارك فقال: أعلمهم بالعلم سفيان

قال إسحاق: وقال يحيى بن سعيد: كان سفيان أبصر بالرجال من شعبة

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، عن سليمان الخواص، قال: سمعت عثمان بن زائدة، يقول: ما رأيت مثل سفيان قط بسفيان أقتدي وعليه أبكي.

حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا سليمان بن عبد الجبار، قال: سمعت أبا عاصم، يقول: سمعت الثوري، يقول: كان الرجل لا يطلب الحديث حتى يتعبد قبل ذلك عشرين سنة

حدثنا أحمد بن عبيد الله، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ثنا أبو عاصم، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدب وتعبد قبل ذلك بعشرين سنة.

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسن بن علي، قال أبو عاصم: زعم لي سفيان الثوري قال: كان الرجل لا يطلب الحديث حتى يتعبد قبل ذلك بعشرين سنة

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الخطاب، ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن عاصم، قالا: ثنا هدية بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: زينوا العلم بأنفسكم ولا تزينوا بالعلم.

حدثنا سليمان بن أحمد، - إملاء، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: الأعمال السيئة داء والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء.

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي عباد، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن راشد البجلي، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: العلم طبيب الدين والدرهم داء الدين فإذا جذب الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن جعفر، ثنا محمد بن سهل بن عامر البجلي، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: ما أطاق أحد العبادة ولا قوي عليها إلا بشدة الخوف

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا محمد بن أيوب، ثنا نصر بن علي، قال: سمعت عبد الله بن داود، يقول: قال سفيان الثوري: إنما يطلب العلم ليتقى الله به فمن ثم فضل، فلولا ذلك لكان كسائر الأشياء

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الحسن بن عبد الجبار، ثنا محمد بن قدامة، ثنا بشر بن الحارث، قال: سمعت عبد الله بن داود، يقول: قال سفيان: إنما فضل العلم على غيره ليتقى الله به.

حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا أبو صالح عمرو بن خلف الخثعمي ثنا ضمرة بن ربيعة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: كان يقال حسن الأدب يطفئ غضب الرب عز وجل

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن صبيح، ثنا محمد بن عثمان، ثنا عبد الرحمن أبو مسلم الشهير بالمستملي، عن سفيان، ح. وحدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني ثنا محمد بن محمد بن شاذان، ثنا محمد بن يزيد، ثنا قبيصة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: تعلموا هذا العلم واكظموا وأفرغوا عليه ولا تخلطوه بضحك فتجمد القلوب

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو هشام الرفاعي، قال: سمعت مزاحم بن زفر، يحدث أبا بكر بن عياش، قال: سمعت الثوري، يقول: إنما هو طلبه، ثم حفظه، ثم العمل به، ثم نشره. فجعل أبو بكر يقول: أعده علي كيف قال

حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، ثنا محمد بن المسيب، ثنا عباد بن الوليد العنبري، قال: سمعت المهدي أبا عبد الله، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: كان يقال أول العلم الصمت، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به، والرابع نشره وتعليمه

حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا القاسم بن يحيى بن نصر، ثنا غراب، قال: سمعت أبا عاصم، يقول: سمعت الثوري، يقول: من حدث قبل أن يحتاج إليه ذل.

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن أحمد بن النضر، قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة، يقول: سمعت وكيع بن الجراح، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بهلول بن إسحاق بن بهلول، ثنا أبي، ثنا إسحاق بن عيسى الطباع، ثنا مسكين بن بكير الحراني، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: الحديث أكثر من الذهب والفضة وليس يدرك، وفتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة.

حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم، ثنا محمد بن إسماعيل البندار، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان، يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن أحمد بن النضر، قال: سمعت يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب المعني، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: من ازداد علما ازداد وجعا

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن أحمد بن النضر، قالا: ثنا يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب، قال: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: لو لم أعلم لكان أقل لحزني

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا محمد بن إسحاق، ح. وحدثنا محمد بن علي، ثنا الحسن بن أحمد بن قيل، قالا: ثنا محمد بن سليمان لوين قال: سمعت أبا الأحوص، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: وددت أن أنجو، من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي

حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو عمير الرملي، ثنا ضمرة، قال: سمعت سفيان، يقول: وددت أن أنفلت من هذا الأمر لا لي ولا علي

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا أحمد بن سنان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: كنا نكون عند سفيان وهو يحدثنا ثم وثب فقال: إن النهار يعمل عمله

حدثنا القاضي أبو أحمد، ومحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثني شريح بن يونس، ثنا محمد بن حميد، عن سفيان، قال: من رق وجهه رق عمله

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا شريح بن يونس، ثنا يحيى بن يمان، قال: ما سمعت سفيان يعيب العلم قط ولا من يطلبه قالوا: ليست لهم نية قال: طلبهم العلم نية

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا علي بن خشرم، ثنا عيسى بن يونس، قال: مات سفيان الثوري مستخفيا قد جعل قميصه خريطة قد ملأها كتبا.

حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو أسامة، قال: قال سفيان ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا ابن أشكيب، ثنا محمد بن بشر، ثنا العلاء بن خالد، قال: قال سفيان الثوري: هذا الحديث ليس من عدة الموت

حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى الضرير المقرئ، ثنا عبد الله بن العباس الطيالسي، ثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: سمعت أبا أسامة، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل به الرجل.

حدثنا محمد بن علي، ثنا سلامة بن محمود العسقلاني، ثنا محمد بن حفص، ثنا يحيى بن سلام، قال: قال لنا سفيان: لولا أن للشيطان فيه نصيبا ما ازدحمتم عليه - يعني العلم

حدثنا محمد بن علي، ثنا مكحول البيروتي، ثنا أحمد بن الفرج، ثنا بقية، عن خالد بن عبد الرحمن، عن سفيان، قال: أكثروا من الأحاديث فإنها سلاح

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الرحمن بن الحسن اللواق، بمصر، ثنا إبراهيم بن أبي داود، ثنا سعيد بن أسد، عن أبيه، عن حماد بن دليل، قال: ما كنا نأتي سفيان إلا في خلقان ثيابنا

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن بركة، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: سمعت قبيصة، يقول: ما رأيت الأغنياء أذل منهم في مجلس سفيان الثوري ولا الفقراء أعز منهم في مجلس سفيان الثوري.

حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا أحمد بن زيد الخزاز، قال: سمعت زيد بن الورقاء، يقول: كان سفيان الثوري يقول لأصحاب الحديث: تقدموا يا معشر الضعفاء

حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو عمير الرملي، قال: سمعت خطاب بن أيوب، يقول: كان الثوري يقول: تقدموا يا معشر الضعفاء

حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود، ثنا عبد الله بن وهب، ح. وحدثنا محمد بن علي، ثنا أبو عروبة، قالا: ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: سمعت زيد بن الحباب، يقول: سمعت سفيان الثوري، - وسأله شيخ، عن حديث، فلم يجبه، قال: فجلس الشيخ يبكي فقام إليه سفيان فقال: يا هذا تريد ما أخذته في أربعين سنة أن تأخذه أنت في يوم واحد

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسن بن علي، ثنا خلف بن تميم، قال: سمعت سفيان الثوري، بمكة - وقد كثر الناس عليه - فسمعته يقول: ضاعت الأمة حين احتيج إلي

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا علي بن محمد بن أبان، ثنا إبراهيم بن أيوب الواسطي، ثنا جعفر بن يحيى، قال: سمعت أبا منصور، يقول: قال لي سفيان الثوري: ما تصنع بعلم إذا انتهيت فيه إلى الغاية تمنيت أنك خرجت منه كما دخلت فيه

حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن زيد الجرجاني، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى، ثنا حيدرة بن عبيد، قال: كان سفيان الثوري إذا لقي شيخا سأله: هل سمعت من العلم شيئا؟ فإن قال: لا، قال: لا جزاك الله عن الإسلام خيرا

حدثنا محمد بن عمر بن سلم، حدثني عبد الله بن بشر بن صالح، ثنا زيد بن أخرم، قال: سمعت عبد الله بن داود، يقول: سمعت الثوري، يقول: ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث فإنه مسئول عنه

حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن بشر، قال: سمعت الثوري، يقول: إن هذا الحديث عز، من أراد به الدنيا فدنيا، ومن أراد به الآخرة فآخرة

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا علي بن سعيد، ثنا زيد بن أخرم، قال: سمعت عبد الله، يقول: سمعت سفيان، يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو عروبة الحراني، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا أبو داود، قال: سمعت الثوري، يقول: ما أخاف على شيء أن يدخلني النار إلا الحديث

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا بكر بن محمد بن زيد الصوفي، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو توبة، عن أبي خالد الأحمر، قال: قال سفيان: وددت أني حين قرأت القرآن وقفت عنده فلم أتجاوزه إلى غيره

حدثنا إبراهيم بن أحمد البزوري المقرئ، ثنا جعفر بن ماهويه النصيبي، بها، ثنا سعيد بن السندي الحراني، ثنا يعقوب بن كعب، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان، يقول: لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم في بيوتهم

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الهيثم بن خلف، ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أحمد بن علي بن الجارود، قالا: ثنا هارون بن إسحاق، ثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: سمعت سفيان، يقول: لو أني أعلم أن أحدا يطلب الحديث بنية لأتيته في منزله حتى أحدثه حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن رافع، قال: سمعت زيد بن الحباب، يقول: سمعت سفيان، غير مرة يقول مثله سواء

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن جعفر الأشعري، ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي، قال: سمعت أبي يقول: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت: أي شيء وجدت أفضل؟ قال: الحديث

حدثنا علي بن سعيد الموصلي، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا جعفر الفريابي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت محمد بن يوسف الفريابي، يقول: سمعت الثوري، يقول: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه، قال أحمد: قلت للفريابي: وأي شيء النية؟ قال: تريد به وجه الله والدار الآخرة

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو عمير، ثنا الوليد بن كثير، عن سليمان بن حيان، قال: كنا نصحب سفيان الثوري وقد سمعنا ممن سمع منه إنما نريد منه تفسير الحديث

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبدوس بن كامل، ح. وحدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، قالا: ثنا حجاج بن يوسف الشاعر، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: سألت سفيان الثوري في الموسم عن شيء، فقال: هيهات أنت من أصحاب السلاح - أراه يعني الإسناد

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ح وحدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، قالا: ثنا الحسن بن علي، ثنا أبو أسامة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: إنما العلم عندنا الرخص عن الثقة فأما التشديد فكل إنسان يحسنه

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسن بن علي، ثنا يحيى بن أيوب، قال: قال أبوعيسى الحواري: لما قدم سفيان الثوري الرملة - أو بيت المقدس - أرسل إليه إبراهيم بن أدهم تعال حدثنا، فقيل له: يا أبا إسحاق تبعث إليه بمثل هذا قال: إنما أردت كيف تواضعه قال: فجاء فحدثهم

حدثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا الحسين بن علي، ثنا محاضر، قال: قال الثوري: لركعتان أصليهما أرجى عندي من الحديث

حدثنا أحمد، ثنا أبو بكر، ثنا الحسن بن علي، ثنا عيسى بن محمد، - وقال مرة عبد السلام بن محمد - قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت: له أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: القرآن، فقلت: الحديث، فحول وجهه ولوى عنقه

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا معاذ بن أسد، ثنا الفضل بن موسى الشيباني، قال: سمعت الثوري، يقول: تعلموا هذه الآثار فمن قال برأيه فقل رأيي مثل رأيك

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، يقول: ثنا أبي، عن ابن المبارك، عن سفيان، قال: إنما العلم بالآثار

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن حاتم الرومي، ثنا علي بن ثابت الجزري، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: طلبت العلم ولم تكن لي نية ثم رزقني الله النية

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن سالم القزاز، يقول: سمعت يحيى بن يمان، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: ما أحدث من كل عشرة بواحدة، وقد كتبنا عنه عشرين ألفا، وأخبرني الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو هشام الرفاعي، قال: سمعت حفص بن غياث، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: ما استودعت أذني شيئا قط إلا حفظته حتى أني أمر بكذا - كلمة قالها - فأسد أذني مخافة أن أحفظ ما يقول حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو هشام الرفاعي، مثله وقال: أمر بالحائك يغني فأسد أذني

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمد بن يحيى، ومحمد بن سهل بن عسكر، يقولان: ثنا عبد الرزاق، قال: سمعت الثوري، يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عبد الله المطلبي، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا عبد الرزاق، قال: سمعت الثوري، يقول لرجل من العرب: اطلبوا العلم ويحكم فإني أخاف أن يخرج منكم فيصير في غيركم، اطلبوه ويحكم فإنه عز وشرف في الدنيا والآخرة

حدثنا أبو بكر، ثنا عبيد بن محمد بن صبيح الزيات، ثنا محمد بن عثمان بن خالد الواسطي، ثنا عبد الرحمن أبو مسلم المستملي، عن سفيان، قال: تعلموا العلم فإذا علمتموه فاكظموا عليه ولا تخلطوه بضحك ولا لعب فتمجه القلوب

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، حدثني محمد بن مسلم بن وارة، ثنا علي بن غنام، عن أبيه، قال: قال سفيان: مثل العالم مثل الطبيب لا يضع الدواء إلا على موضع الداء

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أحمد بن سعيد الدارمي، يقول: سمعت أبا عاصم النبيل، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: ما خفت على أيوب شيئا سوى الحديث

وقال أبو عاصم: ما خفت على سفيان شيئا سوى الحديث

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: سمعت الفريابي، يقول: سمعت سفيان، يقول: يعجبني أن يكون، صاحب الحديث مكفيا فإن الآفات إليهم أسرع وألسنة الناس إليهم أسرع

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد، قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر، يقول: سمعت محمد بن يوسف الفريابي، يقول: كان سفيان الثوري لا يحدث النبط ولا سفل الناس، وكان إذا رآه ساءه فقيل له في ذلك فقال: إنما العلم إنما أخذ عن العرب فإذا صار إلى النبط وسفل الناس قلبوا العلم

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن مسعود، - وفي لفظ، ثنا محمد بن رافع، ثنا عبد الرزاق، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: ما نعد اليوم طلب العلم فضلا لأن الأشياء تنقص وهو يزيد ولوددت أني أنجو من علمي كفافا لا لي ولا علي

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الخنيسي، قال: سمعت رجلا، قال لسفيان الثوري: لو أنك نشرت ما عندك من العلم رجوت أن ينفع الله به بعض عباده وتؤجر على ذلك، فقال سفيان: والله لو أعلم بالذي يطلب هذا العلم لا يريد به إلا ما عند الله لكنت أنا الذي آتيه في منزله فأحدثه بما عندي مما أرجو أن ينفعه الله به

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن رافع، ثنا عبد الرزاق، قال: قال سفيان الثوري: أخشى أن لا يكون طلب الحديث من أعمال البر لأني أرى كل شيء من أعمال البر في نقصان وذا في زيادة

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد بن هاشم، ثنا ضمرة بن ربيعة، قال: كان سفيان ربما حدث بعسقلان، يبتدئهم يقول: انفجرت العين انفجرت العين - يعجب من نفسه - وربما حدث الرجل الحديث فيقول له: هذا خير لك من ولايتك عسقلان وصور

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أبو هشام، ثنا وكيع، قال: رأيت سفيان الثوري أملى على رجل شيئا فقال: هذا خير لك من ولايتك الري

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق، قال: رأيت سفيان الثوري بصنعاء اليمن يملي على صبي ويستملي له

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا علي بن سعد، ثنا يوسف بن يعقوب السدوسي، قال: سمعت أحمد بن يونس، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: ليس طلب العلم فلان عن فلان إنما طلب العلم الخشية لله عز وجل

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا عبد العزيز، قال: قال سفيان الثوري: كان يقال: لا تكونن حريصا على الدنيا تكن حافظا

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت المهنى بن يحيى، يقول: سمعت عبد الرزاق، يقول: قال صاحب لنا لسفيان: يا أبا عبد الله، حدثنا كما سمعت، فقال: لا والله ما إليه من سبيل وما هو إلا المعاني

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت محمد بن الصباح، يقول: أنبأنا زيد بن الحباب، قال: سمعت سفيان، يقول: لو قلت لكم إني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت أبا همام، يقول: ثنا الأشجعي، عن سفيان، قال: إني لأظن لو أن رجلا هم بالكذب عرف ذلك في وجهه

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا أبو عبد الرحمن بن الدرفش، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا أبو سعيد عبد الكريم الموصلي، ثنا زيد بن أبي الزرقاء، قال: خرج سفيان ونحن على بابه نتدارى في النسخ فقال: يا معشر الشباب تعجلوا بركة هذا العلم فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبلغون ما تؤملون منه ليفيد بعضكم بعضا

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا الحلواني، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا بعض، أصحابنا، قال: قال الثوري: لما أردت أن أطلب العلم قلت: يا رب إنه لابد لي من معيشة ورأيت العلم يدرس فقلت: أفرغ نفسي لطلبه، وقال: وسألت ربي الكفاية والتشاغل لطلب العلم فما رأيت إلا ما أحب إلى يومي هذا

حدثنا عبد المنعم، ثنا أحمد بن محمد، ثنا أبو بكر محمد بن عيسى الواسطي، ثنا أبو الوليد، قال: سمعت سفيان، يقول: طلبت هذا الأمر لغير الله فأعقبني ما أرى.

حدثنا عبد المنعم، ثنا أحمد، ثنا الحضرمي، ثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: كنا نكون عند سفيان الثوري فكأنه قد أوقف للحساب فلا نجترئ أن نكلمه فنعرض بذكر الحديث فيذهب ذلك الخشوع، فإنما هو حدثنا وحدثنا

حدثنا سليمان بن أحمد، إملاء، ثنا عبد الله بن وهيب الغزي، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا ضمرة، قال: نظر حماد بن زيد إلى سفيان الثوري مسجى بثوب على السرير، فقال: يا سفيان لست أغبطك اليوم بكثرة الحديث إنما أغبطك بعمل صالح قدمت

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا عمرو بن العباس، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: لما أن مات، سفيان أخرجناه بالليل من أجل السلطان فحملناه بالليل فما أنكرنا الليل من النهار. قال: وسمعته يقول في علته وكان به البطن: ذهب التستر ذهب التستر

حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن أحمد الصباحي، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسن البغدادي، قالا: ثنا حفص بن عمرو الرماني، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: رأيت الثوري فيما يرى النائم فنظرت إلى صدره فإذا في صدره مكتوب في موضعين: {فسيكفيكهم الله} [البقرة: 137]

حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن إبراهيم الشيباني، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو، ثنا عبد الرحمن عمر بن رسته قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: لما أن غسلت سفيان الثوري وجدت في جسده مكتوبا: {فسيكفيكهم الله} [البقرة: 137]

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد بن سنان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: جاءني جرير بن حازم، وحماد بن زيد من الغد يوم دفنا سفيان فقالا: اخرج بنا فخرجت معهم فبينما نحن نمشي قال جرير بن حازم:

[البحر البسيط]

من كان يبكي على حي لمنزلة ... بكى الغداة على الثوري سفيانا

قال: ثم سكت فظننت أنه كان هيأ أبياتا يقولها فسكت، فقال عبد الله بن الصباح:

[البحر البسيط]

أبكي عليه وقد ولى وسؤدده ... وفضله ناضر كالغصن ريانا

حدثنا أحمد بن جعفر، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا أحمد بن علي الأبار، ح وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قالا: ثنا أحمد بن سعيد الرباطي، ثنا أبو داود، قال: مات سفيان بالبصرة فدفن ليلا ولم نشهد الصلاة عليه وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم، وسلام بن مسكين فتقدم جرير وصلى على قبره ثم بكى وقال:

[البحر البسيط]

إذا بكيت على ميت لمكرمة ... فابك الغداة على الثوري سفيانا

فظننت أنه كان هيأ أبياتا يقولها فسكت، فقال عبد الله بن الصباح:

[البحر البسيط]

أبكي عليه وقد ولى وسؤدده ... وفضله ناضر كالغصن ريانا

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا خلف بن تميم، قال: كان سفيان الثوري يتمثل بهذه الأبيات:

[البحر الكامل]

أظريف إن العيش كدر صفوه ... ذكر المنية والقبور الهول

دنيا تداولها العباد ذميمة ... شيبت بأكره من نقيع الحنظل

وبنات دهر لا تزال معلمه ... ولها فجائع مثل وقع الجندل

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا ابن أبي قماش، ثنا أبي، ثنا نعيم، ثنا الهيثم، ثنا خلف بن تميم، عن محمد بن حمزة، قال: كان سفيان يتمثل بهذه الأبيات فذكر مثله

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا عبد الله بن زياد عن محمد بن بشر قال: سمعت سفيان، يقول:

[البحر الطويل]

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ولاقيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله ... وأنك لم ترصد كما كان أرصدا

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أبو حسان أحمد بن الخليل الواسطي، ح وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أبو صالح الأعرج، ثنا عباس بن محمد بن حاتم، قالا: ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، قال: سمعت سفيان، يقول:

[البحر الطويل]

يسر الفتى ما كان قدم من تقى ... إذا عرف الداء الذي هو قاتله

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن يعيش، ثنا حاتم الرازي، ثنا عبد الرحمن بن هانئ، عن سفيان الثوري، أنه كان يتمثل:

[البحر الطويل]

سيكفيك عما أغلق الباب دونه ... وضن به الأقوام ملح وجردق

وتشرب من ماء فرات وتغتدي ... تعارض أصحاب الثريد الملبق

تجشى إذا ما هم تجشوا كأنما ... ظللت بأنواع الخبيص تفتق

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا أبو رفاعة العدوي، ثنا إبراهيم بن شارف، ثنا سفيان بن عيينة، قال: جاع سفيان الثوري جوعا شديدا مكث ثلاثة أيام لا يأكل شيئا فمر بدار فيها عرس فدعته نفسه إلى أن يدخل فعصمه الله ومضى إلى منزل ابنته فأتته بقرص فأكله وشرب ماء فتجشى ثم قال:

[البحر الطويل]

سيكفيك عما أغلق الباب دونه ... وضن به الأقوام ملح وجردق

وتشرب من ماء فرات وتغتدي ... تعارض أصحاب الثريد الملبق

تجشى إذا ما هم تجشوا كأنما ... ظللت بأنواع الخبيص تفتق

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثني أبو الطيب بن حميد، ثنا محمد بن خلف التيمي، ثنا محمد بن صدقة بن أبي الزيداء التميمي، قال: كان سفيان الثوري يقول:

[البحر الرجز]

إن كنت ترجو الله فاقنع به ... فعنده الفضل الكثير البشير

من ذا الذي تلزمه فاقة ... وذخره الله العلي الكبير

حدثنا عثمان بن محمد، ثنا عبد الرحمن البجلي، ثنا يزيد بن عبد الصمد، ثنا أبو مسهر، ثنا مزاحم بن زفر، قال: سمعت سفيان الثوري، ينشد هذه الأبيات من قول ابن حطان:

[البحر الطويل]

 

أرى أشقياء الناس لا يسأمونها ... على أنهم فيها عراة وجوع

أراها وإن كانت قليلا كأنها ... سحابة صيف عن قليل تقشع

حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن محمد بن رشدين، حدثني سعيد بن خالد بن يزيد المروزي، حدثني سالم الخواص، قال: قال رجل لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله إن فيك لعجبا، قال: يا ابن أخي ما الذي بان لك مني حتى عجبت قال: تنقلك من بلد إلى بلد، إن للناس مأوى، وللسبع مأوى، وما لك مأوى تأوي إليه، فقال له سفيان: أي رجل كان المغيرة بن مقسم الضبي؟ قال: رجل صالح إن شاء الله قال: وأي الرجال كان إبراهيم النخعي؟ قال: بخ بخ، قال: فأي الرجال كان علقمة؟ قال: لا تسأل، قال: فأي الرجال كان عبد الله بن مسعود؟ قال: الثقة الصدوق، فقال سفيان: حدثنا المغيرة بن مقسم، عن ابراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: اقتحم على أهل الجنة نور في قبابهم كاد أن يخطف نوره أبصار القوم فإذا نور سن حوراء ضحكت في وجه وليها فما كنت أدع هذا الخير أبدا لقولك، أنشأ سفيان يقول:

[البحر البسيط]

ما ضر من كانت الفردوس مسكنه ... ماذا تجرع من بؤس وإقتار

تراه يمشي كئيبا خائفا وجلا ... إلى المساجد يمشي بين أطمار

ثم أقبل على نفسه فقال:

[البحر البسيط]

يا نفس ما لك من صبر على النار ... قد حان أن تقبلي من بعد إدبار

وهذا الحديث رواه حلبس بن محمد الكلابي مرفوعا من دون الأبيات والقصة

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ح وحدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب، ح وحدثنا الطلحي، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين العباسي، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن موسى الحلواني، قالوا: ثنا عيسى بن يوسف بن الطباع، ثنا حلبس بن محمد الكلابي، ثنا سفيان الثوري، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سطع نور في الجنة فرفعوا رءوسهم فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها» وقال محمد بن غالب: «برقت برقة في الجنة فقالوا حوراء ضحكت في وجه زوجها»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، قال: سمعت السري، ينشد واستنشده سفيان بن عيينة:

[البحر الطويل]

أجاعتهم الدنيا فجاعوا ولم يزل ... كذلك ذو التقوى عن العيش ملجما

أخو طيئ داود منهم ومسعر ... ومنهم وهيب والغريب ابن أدهما

وحسبك منهم بالفضيل، وبابنه ... ويوسف إذ لم يأل أن يتسلما

وفي ابن سعيد قدوة البر والنهى ... وفى وارث الفاروق صدقا ومقدما

أولئك أصحابي وأهل مودتي ... فصلى عليهم ذو الجلال وسلما

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا محمد بن علي الصائغ، قال: سمعت إبراهيم بن محمد الشافعي، يقول: سمعت السري بن حيان، - وكان سفيان معجبا به - يقول هذه الأبيات وزاد:

[البحر الطويل]

فما ضر ذا التقوى تضاؤل نسبة ... وما زال ذو التقوى أعز وأكرما

وما زالت التقوى تزيد على الغنى ... إذا محض التقوى من العز مبسما

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن سعيد الرباطي، ثنا غياث بن واقد، - من أهل إصطخر - قال: طاف سفيان ذات ليلة فأكثر الطواف ثم صلى فأطال الصلاة ثم اضطجع فقلت: هذه ضجعته حتى يصبح فما كان إلا قليلا حتى هب من نومه ثم أخذ نحو الجبل الذي كان يأوي إليه فأصاب إبهام قدمه حجر فدميت فاضطجع، ثم قال: أف لها ما أكثر كدرها عجبا لمن يحبها

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أبو سعيد بن زياد، ثنا أبو داود، ثنا الرباطي، قال: سمعت غياث بن داود، - من أهل إصطخر من أصحاب سفيان - قال: رثى رجل سفيان بعد موته فقال:

[البحر الطويل]

لقد مات سفيان حميدا مبررا ... على كل قار هجنته المطامع

جعلتم فداء للذي صان دينه ... وفريه حتى حوته المضاجع

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن محمد، قال: قال زكريا بن عدي: كان الثوري يتمثل:

[البحر البسيط]

أرى رجالا بدون الدين قد قنعوا ... وليس في عيشهم يرضون بالدون

فاستغن بالدين عن دنيا الملوك ... كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن محمد، عن محمد بن إسحاق الباهلي، عن أبيه، قال: سمعت سفيان، يتمثل:

[البحر الكامل]

إني وجدت فلا تظنوا غيره ... أن التنسك عند هذا الدرهم

حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد، حدثني عبد الرحمن بن صالح، حدثني أبو بحر، - جليس ليحيى بن آدم - قال: كان سفيان الثوري يتمثل:

[البحر الكامل]

ابل الرجال إذا أردت إخاءهم ... وتوسمن أمورهم وتفقد

فإذا وجدت أخا الأمانة والتقى ... فبه اليدين قرير عين فاشدد

ودع التخشع والتذلل تبتغي ... قرب امرئ إن تدن منه يبعد

حدثنا القاضي أبو أحمد، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا محمد بن يحيى، ثنا محمد بن مهران، ثنا سعيد بن أبي سعيد، عن حفص بن عمرو، - وهو ابن أخي سفيان الثوري - قال: كتب سفيان إلى عباد بن عباد: أما بعد فإنك في زمان كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذون أن يدركوه ولهم من العلم ما ليس لنا، ولهم من القدم ما ليس لنا فكيف بنا حين أدركناه على قلة علم وقلة صبر وقلة أعوان على الخير وفساد من الناس وكدر من الدنيا، فعليك بالأمر الأول والتمسك به، وعليك بالخمول فإن هذا زمن خمول، وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس فقد كان الناس إذا التقوا ينتفع بعضهم ببعض، فأما اليوم فقد ذهب ذاك والنجاة في تركهم فيما نرى، وإياك والأمراء أن تدنو منهم وتخالطهم في شيء من الأشياء، وإياك أن تخدع فيقال لك تشفع وتدرأ عن مظلوم أو ترد مظلمة فإن ذلك خديعة إبليس، وإنما اتخذها فجار القراء سلما، وكان يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر فإن فتنتها فتنة لكل مفتون، وما لقيت من المسألة والفتيا فاغتنم ذلك ولا تنافسهم فيه، وإياك أن تكون كمن يحب أن يعمل بقوله أو ينشر قوله أو يسمع من قوله، فإذا ترك ذاك منه عرف فيه، وإياك وحب الرياسة فإن الرجل تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة، فتفقد نفسك واعمل بنية، واعلم أنه قد دنا من الناس أمر يشتهي الرجل أن يموت والسلام

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا محمد بن يزيد الرفاعي، ثنا داود بن يمان، عن أبيه، قال: قال سفيان الثوري للمهدي: كم أنفقت في حجتك، قال: ما أدري؟ قال: لكن عمر بن الخطاب يدري، أنفق ستة عشر دينارا، فاستكثرها

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا الحسن بن شجاع، قال: قال أبو نعيم: قدم المهدي مكة وسفيان الثوري بمكة فدعاه فقال له سفيان: احذر هذا - كاتبا كان يعقبه - قال: وقال سفيان: اتق الله واعلم أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حج فأنفق ستة عشر دينارا قال: وحدثه بحديث أيمن، فقال: حدثني أبو عمران ولم يذكر أيمن، فقيل له: كيف لم تذكر أيمن؟ قال: لعله يدعوه فيفزع الرجل

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال سفيان الثوري: دخلت على المهدي فرأيت ما قد هيأه للحج فقلت: ما هذا؟ حج عمر بن الخطاب فأنفق ستة عشر دينارا

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو عمير، ثنا الفريابي، عن سفيان، قال: دخلت على المهدي فقلت: بلغني أن عمر بن الخطاب أنفق في حجته اثني عشر دينارا وأنت فيما أنت فيه قال: فغضب قال: تريد أن أكون مثل الذي أنت فيه قال: فقلت: فإن لم تكن في مثل ما أنا فيه ففي دون ما أنت فيه، فقال لي: يا أبا عبد الله قد جاءتنا كتبك فأنفذتها، قال: قلت له: ما كتبت إليك شيئا قط

حدثنا الخضر بن السري، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا الفضل بن محمد البيهقي، قال: سمعت أبا هشام الرفاعي، يقول: سمعت داود بن يحيى بن يمان، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: قال لي المهدي: أبا عبد الله، اصحبني حتى أسير فيكم سيرة العمرين، قال: قلت: أما وهؤلاء جلساؤك فلا، قال: فإنك تكتب إلينا في حوائجك فنقضيها قال سفيان: والله ما كتبت إليك كتابا قط

قال: وقال لي سفيان: إن اقتصرت على خبزك وبقلك لم يستعبدك هؤلاء

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البنا، ثنا أبو الحسن بن إبراهيم البياضي، قال: أخبرت أن أمير المؤمنين هارون الرشيد قال لزبيدة: أتزوج عليك، قالت زبيدة: لا يحل لك أن تتزوج علي، قال: بلى، قالت زبيدة: بيني وبينك من شئت، قال: ترضين بسفيان الثوري؟ قالت: نعم، قال: فوجه إلى سفيان الثوري فقال: إن زبيدة تزعم أنه لا يحل لي أن أتزوج عليها وقد قال الله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} [النساء: 3] ثم سكت، فقال سفيان: تمم الآية يريد أن يقرأ: {فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة} وأنت لا تعدل، قال: فأمر لسفيان بعشرة آلاف درهم فأبى أن يقبلها

حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، ثنا جبير بن أحمد الواسطي، ثنا زكريا بن يحيى الكوفي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا عباد السماك، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: أئمة العدل خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنهم من قال غير هذا فقد اعتدى

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن نصر بن حميد، ح. وحدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قالا: ثنا يحيى بن أيوب المقابري، قال: سمعت علي بن ثابت، يقول: رأيت سفيان الثوري في طريق مكة فقومت كل شيء عليه حتى نعليه درهما وأربع دوانق، زاد محمد بن علي في حديث الثوري وما رأيت الثوري في صدر مجلس قط إنما كان يقعد إلى جنب الحائط ويجمع بين ركبتيه

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إبراهيم بن أيوب الحوراني، ثنا ضمرة، قال: سألت سفيان الثوري أصافح اليهود والنصارى. فقال: برجلك نعم

حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إبراهيم، ثنا ضمرة، قال: قلت لسفيان الثوري: أي شيء أقول إذا سمعت صوت الناقوس، قال: أي شيء تقول إذا ضرط الحمار

حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا هارون بن زيد، ثنا الوليد بن مسلم، عن سفيان الثوري، قال: لا يأمر السلطان بالمعروف إلا رجل عالم بما يأمر عالم بما ينهى، رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى، عدل فيما يأمر عدل فيما ينهى

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو عروبة، قال: سمعت المسيب بن واضح، يقول: سمعت خلف بن تميم، يقول: قيل لسفيان الثوري: ذهب الناس يا أبا عبد الله وبقينا على حمر دبرة، فقال الثوري: ما أحسن حالها لو كانت على الطريق

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، قال: كان رجل له حظ من العقل، قال: سبقنا الناس ومضوا أمامنا وبقينا على حمر دبرة فقال سفيان للرجل: لو كنت على الطريق فشأنك أصلح

حدثنا إسحاق بن علي، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد، ثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثني محمد بن توبة، عن عبد الله بن المبارك، قال: قلت لسفيان: أيؤاخذ العبد بالهمة قال: إذا كانت عزما أخذ بها

حدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا ابن أبي الحواري، قال: سمعت وكيعا، بمكة يقول: سمعت سفيان، - وسئل عن البناء الذي، بنوه حول الكعبة - قال: لا تنظروا إليه فإنهم إنما بنوه لينظر إليه.

حدثنا القاضي أبو أحمد، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار، ثنا سليمان بن داود، ثنا يحيى بن المتوكل، قال: مررت مع سفيان برجل يبني بناء قد شيده فزوقه فقال لي: لا تنظر إليه قلت: لم يا أبا عبد الله؟ قال: إن هذا إنما بناه لينظر إليه ولو كان كل من يمر لم ينظر إليه لم يبن هذا البناء

حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت وكيعا، يقول: سمعت سفيان، يقول: لا تجيبوا دعوة إلا دعوة من ترون أن قلوبكم تصلح على طعامه

حدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا أخي محمد، قال: مر شيخ من الكوفيين كان كاتبا لسفيان الثوري فقال له سفيان: يا شيخ ولي فلان فكتبت له، ثم عزل وولي فلان فكتبت له ثم عزل وولي فلان فكتبت له وأنت يوم القيامة أسوأهم حالا، يدعى بالأول فيسأل ويدعى بك فتسأل معه عما جرى على يدك له، ثم يذهب وتوقف أنت حتى يدعى بالآخر فيسأل وتسأل أنت عما جرى على يدك له، ثم يذهب وتوقف أنت حتى يدعى بالآخر فأنت يوم القيامة أسوأهم حالا، قال: فقال الشيخ: فكيف أصنع يا أبا عبد الله بعيالي؟ فقال سفيان: اسمعوا هذا يقول: إذا عصى الله رزق عياله، وإذا أطاع الله ضيع عياله، قال: ثم قال سفيان: لا تقتدوا بصاحب عيال فما كان عذر من عوتب إلا أن قال عيالي

حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت بشير بن أبي السري، قال: اجتمعت أنا وسفيان، ويحيى بن سليم، في الحجر - أو قال في الحطيم - فحدث يحيى، سفيان، عن ابن المنكدر يرويه قال: ولو أن عبدا جاء يوم القيامة قد أدى إلى الله عز وجل جميع ما افترض عليه إلا أنه محب للدنيا إلا أمر الله له مناديا ينادي به على رءوس أهل الجمع ألا إن هذا فلان ابن فلان قد أحب ما أبغض الله عز وجل

حدثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا أبو عروبة، ثنا المسيب بن واضح، ثنا يوسف بن أسباط، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: إن عامة من داخل هؤلاء إنما دفعهم إلى ذلك العيال والحاجة وكانت له بضاعة مع بعض إخوانه

وكان يقول: ما كانت العدة أي المال المعد في زمان أصلح منها في هذا الزمان

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يعلى محمد بن سعيد الحراني، ثنا محمد بن علي المري، عن عيسى بن يونس، قال: لقيت سفيان الثوري فقال لي: لا تغتر بصاحب عيال فقل صاحب عيال إلا خلط، فقلت له: يا أبا عبد الله بلغني أن لك بضاعة مائتي دينار ويعمل لك فيها، قال فخرجت إلى الثغر ثم قدمت فأتيته فقال: أشعرت أن قرة عيني مات فاسترحت، قال وكان له ابن يقال له سعيد مات

حدثنا محمد بن علي، ثنا حامد بن شعيب، وعبد الله بن محمد البغوي، قالا: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا الزبيري، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: لا تعبأن بأبي العيال ولا تغترن به

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين، ح. وحدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن محمد العسقلاني، قالا: ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا موسى بن عبد الرحمن القلا، قال: قال حذيفة بن قتادة المرعشي: قال لي سفيان الثوري: لأن أخلف عشرة آلاف درهم أحاسب عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن خالد بن يزيد، ثنا محمد بن خلف، ثنا رواد بن الجراح، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: كان المال فيما مضى يكره فأما اليوم فهو ترس المؤمن.

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الله بن محمد الباهلي،. قال: جاء رجل إلى الثوري، فقال: يا أبا عبد الله تمسك هذه الدنانير؟ فقال: اسكت لولا هذه الدنانير لتمندل بنا هؤلاء الملوك

قال: وقال سفيان: من كان في يده من هذه شيء فليصلحه فإنه زمان من احتاج كان أول ما يبذل دينه

قال: وجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله إني أريد الحج قال: لا تصحب من يكرم عليك فإن ساويته في النفقة أضر بك وإن تفضل عليك استذلك

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسين الأنماطي، ثنا يحيى بن يوسف الزمي، ثنا أبو الأحوص سلام بن سليم قال: قال لي سفيان الثوري: عليك بعمل الأبطال الكسب من الحلال والإنفاق على العيال

قال: وكان سفيان الثوري إذا أعجبه تجر الرجل قال: نعم الفتى إن عوجل

حدثنا القاضي، ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة، ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: سمعت سفيان، يقول: لا تغتر بمن له عيال

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله بن رزين الحلبي، ثنا عبيد بن جناد الحلبي، قال: سمعت عطاء بن مسلم الخفاف، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: قدمت البصرة فجلست إلى يوسف بن عبيد فإذا فتيان كأن على رءوسهم الطير فقلت: يا معشر القراء، ارفعوا رءوسكم فقد وضح الطريق، واعملوا ولا تكونوا عالة على الناس فرفع يونس رأسه إليهم، فقال: قوموا فلا أعلمن أحدا منكم جالسني حتى يكسب معاشه من وجهه فتفرقوا، قال سفيان: فوالله ما رأيتهم عنده بعده

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أبو حسان أحمد بن خليل الواسطي، ثنا محمد يعني ابن عبيد الطنافسي قال: سمعت سفيان، يقول: يا معشر القراء ارفعوا رءوسكم لا تزيدوا التخشع على ما في القلب فقد وضح الطريق فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا تكونوا عيالا على المسلمين

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا حبيب بن نصر المهلبي، ثنا عمر بن عبد الحكم، ثنا عبد السلام بن عبد الله الكوفي، عن شعيب بن حرب، قال: قال لي الثوري: يا أبا صالح احفظ عني ثلاثا: إن احتجت إلى شبع فلا تسأل، وإن احتجت إلى ملح فلا تسأل، واعلم أن الخبز الذي تأكله بملح عجن، وإن احتجت إلى ماء فاستعمل كفيك فإنه يجري مجرى الإناء

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: كان الثوري يقول: الحلال لا يحتمل السرف

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، قال: كنت بالبصرة حين مات سفيان الثوري فلقيت يزيد بن إبراهيم صبيحة ليلته التي مات فيها سفيان الثوري، فقال لي: قيل لي في منامي: مات أمير المؤمنين: فقلت للذي يقول في المنام مات سفيان الثوري، قال: قد مات الليلة، قال: فكان قد مات تلك الليلة ولم تعلم

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن محمد بن فورك الأصبهاني، حدثني عمي عبيد الله بن فورك، قال: سمعت علي بن بشر، يقول: أتاني إبراهيم بن عيسى الزاهد الأصبهاني، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم، فقال: عليكم بجامع سفيان

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا يزيد بن أبي حكيم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم لا بأس به» فقلت له: إنه حدثنا عنك أنك رأيت يوسف النبي عليه السلام في السماء حين أسري بك فقال: «صدق»

حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا يونس بن الحفار، ثنا يزيد بن أبي حكيم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به؟ قال: «نعم لا بأس به» قلت: حدثنا عن أبي هارون، عن أبي سعيد حديث المعراج، فقال: صدق الثوري، وصدق أبو هارون وصدق أبو سعيد

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا أحمد بن عمير الطبري، ثنا محمد بن مهران، قال: سمعت الوليد بن مسلم، يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه الناس فكأنه كرهه فقلت: يا رسول الله بمن تأمر قال عليك بسفيان الثوري

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا ابن المقرئ، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت: أوصني، فقال: أقلل من معرفة الناس أو كما قال.

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن الفرج الدمشقي، ثنا القاسم بن عثمان الجرعي، ثنا إبراهيم بن أيوب، قال: قال سفيان بن عيينة: رأيت الثوري في المنام فقلت: أوصني قال: أقلل من مخالطة الناس، قلت: زدني قال: سترد فتعلم

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا القاسم بن زكريا المطرز، ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق السراج، قالوا: ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا إبراهيم بن أعين البجلي، قال: رأيت سفيان الثوري في المنام ولحيته حمراء صفراء فقلت: ما صنعت فديتك؟ قال: أنا مع السفرة قلت: وما السفرة؟ قال: الكرام البررة

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا محمد بن يوسف البغدادي، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا زائدة بن أبي الرقاد، قال: رأيت الثوري في المنام فقلت له: ما فعل بك ربك، قال: أدخلني الجنة ووسع علي، وجعل يومي بيده إلى كمه ويقول: ما نلت من دنياهم إلا هذه الخرقة وإن ما نلنا لمردود عليهم

حدثنا أبو بكر، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا رباح بن الجراح، عن بديل، قال: رأيت سفيان الثوري في المنام، فقلت: ما صنع بك ربك، قال: عفا عني حتى طلبت الحديث، حدثنا محمد بن أحمد بن أبان، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا رباح بن الجراح، حدثني علي بن بديل، قال: رأيت الثوري فذكر مثله

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: رأيت سفيان الثوري في المنام، فقلت له: يا أبا عبد الله ما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي، فقلت: يا أبا عبد الله لقيت محمدا صلى الله عليه وسلم وحزبه؟ قال: نعم

حدثنا محمد بن أحمد بن أبان، حدثني أبي، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا رجاء السندي، ثنا المؤمل، عن عبد الله بن المبارك، قال: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت ما فعل بك ربك، قال: لقيت محمدا وحزبه صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم

حدثنا القاضي أبو أحمد، ومحمد بن حيان، في جماعة قالوا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا الحسن بن منصور، ثنا محمد بن عثمان، عن مهران، عن عثمان بن زائدة، قال: رأيت في النوم كأني أدخلت الجنة فإذا سفيان يطير من شجرة إلى شجرة وهو يقول: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83]

حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، حدثني أبي، ثنا أبو بكر بن سفيان، ثنا محمد بن الحسين، حدثني أبو الوليد الكلبي، حدثني حفص بن نفيل المذهبي، قال: رأيت داود الطائي في منامي فقلت له: هل لك علم بسفيان بن سعيد فقد كان يحب الخير وأهله؟ قال: فتبسم، ثم قال: رقاه الخير إلى درجات أهل الخير

حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، حدثني أبي، ثنا أبو بكر بن سفيان، ثنا محمد بن الحسين، ثنا علي بن إسحاق، حدثني صخر بن راشد، قال: رأيت عبد الله بن المبارك في منامي بعد موته، فقلت: أليس قدمت؟ قال: بلى، قلت: فما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب، قال: قلت: فسفيان الثوري قال: بخ بخ ذاك {مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} [النساء: 69].

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو بكر بن معدان، ثنا محمد بن عبد الله أبو لقمان، ثنا محمد بن الفرات الكوفي، قال: سمعت أبا أسامة، يقول: حدثني سيف بن هارون البرجمي، قال: رأيت في المنام كأني في موضع علمت أنها ليست في الدنيا فإذا أنا برجل لم أر قط أجمل منه فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا يوسف بن يعقوب، فقلت: قد كنت أحب أن ألقى مثلك فأسأله قال: سل، فقلت: ما الرافضة؟ قال: يهود، قلت: ما الأباضية؟ قال: يهود، فقلت: قوم عندنا نصحبهم. قال: من هم قلت: سفيان الثوري وأصحابه فقال: أولئك يبعثون على ما بعثنا الله معاشر المرسلين

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علان بن عبد الصمد الطيالسي، ثنا القاسم بن دينار، ثنا مصعب بن المقدام، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم آخذا بيد سفيان الثوري وهو يجزيه خيرا ويقول: حسن الطريقة

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا أبو العباس الفضل بن الأشج، ثنا الفضل بن الوليد الغنوي، ثنا الحسن بن السماك، - في طريق مكة - قال: رأيت سفيان الثوري فيما يرى النائم كأنه على عرش يهادى بين السماء والأرض فقلت: يا أبا عبد الله ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: فهل كان ثم شيء تكرهه قال: نعم الإشارة بالأصابع، قال أبو العباس: أي هذا سفيان الثوري

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد، حدثني محمد بن عيسى بن أبي قماش، حدثني مثنى بن معاذ، ثنا بشر بن المفضل،. قال: رأيت سفيان الثوري، فقلت: يا سفيان، دفنت بين قدرية - أو نزلت بين قدرية - فنظرت فإذا هو دفن عند مسجد شبة في بني حنيفة في قوم من القدرية

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن الأبار، ثنا أبو أمية عمرو بن هشام، ثنا عثمان، عن سفيان، قال: إنما سمي المال لأنه يميل القلوب

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: سمعت محمد بن إسماعيل الصوفي الأصبهاني، يقول: سمعت سليمان الشاذكوني، يقول: سمعت عبد الله بن وهب، يقول: سمعت سفيان الثوري، - بمكة - يقول: رضى الناس غاية لا تدرك وطلب الدنيا غاية لا تدرك

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني، ثنا أبو عمير بن النحاس، ثنا وكيع، قال: قال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولا لبس العبا

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى العباس بن إسماعيل، ثنا وكيع، قال: قال سفيان: ليس الزهد في الدنيا بأكل الجشب ولبس الخشن إنما الزهد في الدنيا قصر الأمل

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الأحوص بن الفضل بن غسان الغلابي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: سمعت الحسن بن عبد الملك، يقول: قال سفيان الثوري: ليس الزهد في الدنيا بلبس الخشن ولا أكل الجشب إنما الزهد في الدنيا قصر الأمل

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا إسماعيل الطلحي، قال: قال وكيع: كان سفيان الثوري يقول: الزهد في الدنيا قصر الأمل

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن سندة، ثنا أبو بكر المستملي، ثنا شهاب بن عباد، ثنا بكر العابد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: ازهد في الدنيا ونم

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، ثنا يحيى بن جابر أبو زكريا، أن سفيان الثوري، كتب إلى أخ له: واحذر حب المنزلة فإن الزهادة فيها أشد من الزهادة في الدنيا

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو سعيد، ثنا أبو نعيم، قال: كان سفيان الثوري إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياما فإذا سئل عن الشيء، قال: لا أدري لا أدري

حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الكرابيسي، ثنا أبو صالح، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: إذا رأيت القارئ يلوذ بباب السلطان فاعلم أنه لص، فإذا رأيته يلوذ بباب الأغنياء فاعلم أنه مراء

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا علي بن محمد بن عمار، ثنا محمد بن حاتم، قال: سمعت أحمد بن يونس، يقول: سمعت الثوري، يقول: إذا لم يكن لله في العبد حاجة نبذه إليهم يعني السلطان.

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة، عن أحمد بن يونس، قال: سمعت أبا شهاب عبد ربه، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: إذا دعوك لتقرأ عليهم قل هو الله أحد فلا تأتهم قلت لأبي شهاب: يعني السلاطين قال: نعم

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة، ثنا سهل بن عاصم، ثنا كردم بن عنبسة المصيصي، قال: قال سفيان: لو خيرت بين ذهاب بصري وبين أن أملأ بصري منهم لاخترت ذهاب بصري.

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا سلمة بن شبيب، عن محمد بن إبراهيم الليثي الكوفي، ثنا وهب بن إسماعيل، قال: كنا يوما عند سفيان فمر رجل من هؤلاء الجند فجعل سفيان ينظر إليه وينظر إلينا، ثم قال: يمر بكم المبتلى والمكفوف والزمنى الذين يؤجرون على بلائهم فتسألون الله العافية ويمر بكم هؤلاء فلا تسألون الله العافية

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن روح الشعراني، ثنا عبد الله بن خبيق، عن بشر بن الحارث، قال: قيل لسفيان الثوري: أيكون الرجل زاهدا ويكون له المال؟ قال: نعم إن كان إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن روح، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن سفيان الثوري، قال: ما أحسن تذلل الأغنياء عند الفقراء، وما أقبح تذلل الفقراء عند الأغنياء

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمود بن أحمد بن الفرج، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا سفيان الثوري، قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والمال فيه داء كثير، قيل: يا روح الله: ما داؤه؟ قال: لا يؤدي حقه قالوا: فإن أدى حقه؟ قال: لا يسلم من الفخر والخيلاء، قالوا: فإن سلم من الفخر والخيلاء؟ قال: يشغله استصلاحه عن ذكر الله

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عصام بن رواد، قال: سمعت عيسى بن حازم، يقول: خرج إبراهيم بن أدهم، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري إلى الطائف ومعهم سفرة فيها طعام فوضعوها ليأكلوا وإذا أعراب قريب منهم فناداهم إبراهيم بن طهمان يا إخوتاه هلموا، فقال لهم سفيان: يا إخوتاه مكانكم، ثم قال سفيان لإبراهيم: خذ من هذا الطعام ما طابت به أنفسنا فاذهب به إليهم فإن شبعوا فالله أشبعهم وإن لم يشبعوا فهم أعلم، أخاف أن يجيئوا فيأكلوا طعامنا كله فتتغير نياتنا ويذهب أجرنا

حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن روح، ثنا عبد الله بن خبيق، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: كنت مع سفيان الثوري في المسجد الحرام فقال: والله الذي لا إله إلا هو، ورب هذه الكعبة لقد حلت العزلة

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، ثنا صالح بن زياد السوسي، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، قال: سمعت الثوري، يقول: لا أعتد بعبادة رجل له عيال

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا إبراهيم بن محمد التيمي، ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: سمعت الثوري، يقول: أحب أن أكون في موضع لا أعرف ولا أستذل

حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود، ثنا عبد الله بن وهب، حدثني حفص بن عمر، قال: سمعت ابن مهدي، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: وددت أني أخذت نعلي هذه ثم جلست حيث شئت لا يعرفني أحد ثم رفع رأسه ثم قال: بعد أن لا أستذل

حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد الله، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا خلف بن تميم، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: أقلل من معرفة الناس يقل عيبك

حدثنا محمد بن محمد بن علي، ثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة العسقلاني، ثنا عبد الله بن خبيق، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: ثلاثة من الصبر: لا تحدث بمعصيتك، ولا بوجعك، ولا تزك نفسك

حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا يحيى بن أبي ثابت،. قال: أتي سفيان الثوري وهو في المسجد الحرام بسويق فيه نحو من مد أهل مكة ثلثاه سويق وثلثه سكر قال: فشربه حتى حل إزاره قال: ثم شد إزاره وقال: أشبع الزنجي وكده ثم قام من أول الليل إلى آخره، قال: ومد مكة يكون بمد النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرار

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أبو عبد الرحمن بن شبويه، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عبد الرازق، يقول: دعا سفيان بطعام فأكله وبتمر وزبد فأكله، ثم قام يصلي حين زالت الشمس إلى العصر وقال: أحسنوا إلى الزنجي وكدوه

حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن الحواري، قال: سمعت أبا منصور الواسطي، يقول: زارني سفيان إلى واسط قال: فأتيته بثريد فأكل، وأتيته بطباخ فأكل، وأتيته برطب فأكل، وأتيته بعنب فأكل، وأتيته برمان فأكل، فلما رآني أنظر إليه قال: يا أبا منصور إنما هي أكلة فإذا أكلت فاشبع

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن محمد الزيات، ثنا محمد بن عثمان بن خالد، ثنا أبو مسلم المستملي، عن سفيان الثوري، قال: إذا زهد العبد في الدنيا أنبت الله الحكمة في قلبه وأطلق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا أبو النصر، ثنا مزاحم بن ذواد، قال: حدثني يزيد بن توبة، قال: قال لي سفيان: إني لأفرح إذا جاء الليل ليس إلا لأستريح من رؤية الناس

حدثنا أبو بكر، ثنا الحسن بن حباش، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، قال: كان سفيان الثوري يقول: إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي، - بها، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام

حدثنا محمد بن علي، ثنا عمر بن السري بن عاصم، - بطرسوس، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن أبي غنية، قال: كان سفيان الثوري يقول: إذا رأيت الرجل حريصا على أن يؤتم فأخره

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الرحمن بن سانجور، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد، قال: سمعت سفيان، يقول: إنه ليمر بي المسكين وأنا أصلي، فأدعه ويمر أحدهم عليه الثياب فيتمشى فلا أدعه

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا شعيب بن حرب، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: لا تتكلم بلسانك ما تكسر به أسنانك.

حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن محمد بن بدر، ثنا عبد الرحمن بن يونس، ثنا مطرف بن مازن، قال: سمعت الثوري، يقول: من جاع ولم يسأل فمات دخل النار

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا الحسن بن علي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو شهاب، قال: كنت مع سفيان الثوري في المسجد فقمت فصليت ركعة فالتفت إلى سفيان فقال: يا أبا شهاب ما أجرأك تصلي والناس ينظرون إليك

حدثنا أبو أحمد، ثنا جعفر بن عبد الله بن الصباح، ثنا ابن أبي رزمة، قال: سمعت أبا وهب محمد بن مزاحم، قال: كان جعل على نفسه - يعني سفيان الثوري - ثلاثة أشياء أن لا يخدمه أحد، وأن لا تطوى له ثوب، وأن لا يضع لبنة على لبنة

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا المسيب بن واضح، ثنا مصعب بن ماهان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: هذا زمان خاصة ليس زمان عامة أقبل الرجل على خاصة نفسه وترك عوامهم

حدثنا القاضي، ثنا علي بن رستم، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: ما نفس تخرج أحب إلي من نفسي، ولو كانت في يدي لأرسلتها

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء، حدثني أبي، ثنا محمد بن مسلم، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مبارك أبو حماد، مولى إبراهيم بن سلم - بعين رزية - قال: سمعت سفيان الثوري، يقرأ على علي بن الحسين من أهل الكوفة - رجل من بني سليم ممن كان أقطع له عمر بن الخطاب الخورنق - رسالة سفيان بن سعيد إلى أخ له بمواعظ وشرائع من الدين وأدب: عافانا الله وإياك من النار برحمته، وأوصيك وإياي بتقوى الله وأحذرك أن تجهل بعد إذ علمت، وتهلك بعد إذ أبصرت، وتدع الطريق بعد إذ وضح لك، وتغتر بأهل الدنيا بطلبهم لها وحرصهم عليها وجمعهم لها، فإن الهول شديد، والخطر عظيم، والأمر قريب، وكان قد كان وتفرغ وفرغ قلبك ثم الجد الجد والوحا الوحا والهرب الهرب، وارتحل إلى الآخرة قبل أن يرتحل بك، واستقبل رسل ربك وانكمش واشدد مئزرك من قبل أن يقضى قضاؤك ويحال بينك وبين ما تريد، فقد وعظتك بما وعظت به نفسي والتوفيق من الله ومفتاح التوفيق الدعاء والتضرع والاستكانة والندامة على ما فرطت، ولا تضيع حقك من هذه الأيام والليالي أسأل الله الذي من علينا بمعرفته أن لا يكلنا وإياك إلى أنفسنا وأن يتولى منا ومنك ما يتولى من أوليائه وأحبابه ثم إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء، فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك، وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله وأزكى منك عملا، فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم أو حاجة تطلبها إليهم في أمور كثيرة، فإنما تريد بعملك زعمت وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة وكفى بطول الأمل قلة خوف وجرأة على المعاصي، وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا عبد الله بن عمر مشكدانة، ثنا أبو أسامة،. قال: ما رأيت أحدا أخوف لله من سفيان

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا يوسف الصفار، - ثقة مأمون، قال: سمعت أبا أسامة، يقول: سفيان الثوري حجة

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الله بن داود، قال: قال سفيان: ما أنفقت قط درهما في بناء

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو عمير، ثنا ضمرة، قال: قال سفيان: كان يقال: يا حملة القرآن لا تتعجلوا منفعة القرآن وإذا مشيتم إلى الطمع فامشوا رويدا

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين الوادعي، ح وحدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا محمد بن أيوب، والحسن بن علي بن زياد، قالوا: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: سمعت سفيان الثوري، ما لا أحصي يقول: اللهم سلم سلم، اللهم سلمنا منها إلى خير اللهم ارزقنا العافية في الدنيا والآخرة

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين، ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا الحسن بن علي بن زياد، قالا: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا سفيان الثوري، قال: قال رجل لعمر بن عبد العزيز: أبقاك الله، قال قد فرغ من هذا فادع لي بالصلاح

حدثنا القاضي، ثنا محمد بن أيوب، ثنا عبد الرحمن بن سلم، ثنا يحيى بن ضريس، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: لو أن البهائم تعقل من الموت ما تعقلون ما أكلتم منها سمينا

حدثنا القاضي، ثنا محمد بن أيوب، قال: سمعت محمد بن عصام بن يزيد المعروف بابن جبر قال: سمعت أبي عصام بن يزيد، يقول: ربما كان يأخذ سفيان في التفكر فينظر إليه الناظر فيقول: مجنون

حدثنا القاضي، ثنا محمد بن أيوب، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا أبو النضر، ثنا الأشجعي، عن سفيان، قال: قيل له في خلافة أبي جعفر: يا أبا عبد الله لو دعوت بدعوات قال: ترك الذنوب هو الدعاء

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا زكريا الساجي، ثنا بندار، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، قال: سمعت سفيان، يقول: لا يحرز المؤمن إلا قبره

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا وكيع، عن سفيان، قال: من دعاك وأنت تخاف أن يفسد عليك قلبك ودينك فلا تجبه

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن يونس، قال: كان سفيان الثوري إذا أكل قال: الحمد لله الذي كفانا المئونة، وأوسع علينا في الرزق

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا الهيثم بن جميل، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: قال سفيان الثوري: إني لأريد شرب الماء فيسبقني الرجل إلى الشربة فيسقينيها، فكأنما دق ضلعا من أضلاعي لا أقدر له على مكافأة بفعله

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن الحسن، حدثنا المخرمي، قال: سمعت أبا السري، يقول: قيل لفضيل بن عياض في بعض ما كان يذهب إليه من الورع: " من إمامك في هذا؟ قال: سفيان الثوري "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا الأخنسي، قال: سمعت ابن يمان، يقول: «ما رأيت مثل سفيان , ولا أبصر سفيان مثله , أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه عنها»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أبو داود، حدثنا إسحاق بن الجراح الأذني، حدثني عبد الله بن محمد، حدثني مت البلخي، قال: " أهديت لسفيان الثوري ثوبا فرده علي , قلت له: يا أبا عبد الله , لست أنا ممن يسمع الحديث حتى ترده علي قال: «علمت أنك ليس ممن يسمع الحديث , ولكن أخوك يسمع مني الحديث , فأخاف أن يلين قلبي لأخيك أكثر مما يلين لغيره»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا الحلواني، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا مبارك بن سعيد، قال: " جاء رجل إلى سفيان ببدرة - أو ببدرتين - وكان أبو ذاك صديقا لسفيان , قال الرجل: وكان سفيان يأتيه كثيرا , قال: فقال له: يا أبا عبد الله , في نفسك من أبي شيء؟ فقال: يرحم الله أباك , كان وكان , فأثنى عليه , قال: فقال: يا أبا عبد الله , قد عرفت كيف صار إلي هذا المال , فأنا أحب أن تأخذ هذه تستعين بها على عيالك , قال: فقبل سفيان ذلك , وقام الرجل , فلما كاد أن يخرج , قال لي: يا مبارك , الحقه فرده علي , فقال: يا ابن أخي , أحب أن تأخذ هذا المال , قال له: يا أبا عبد الله في نفسك منه شيء؟ قال: لا , ولكن أحب أن تأخذه , فما زال به حتى أخذه فذهب به , قال: فلما خرج لم أملك نفسي أن جئت إليه , فقلت: ويلك أي شيء قلبك هذا؟ حجارة؟ عد أن ليس لك عيال , أما ترحمني؟ أما ترحم إخوتك؟ [ص:4] أما ترحم عيالنا وعيالك؟ قال: فأكثرت عليه , فقال: الله يا مبارك تأكلها هنيئا مريئا وأسأل أنا عنها؟ "

حدثنا عبد المنعم بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا عباس الترقفي، قال: سمعت محمد بن يوسف الفريابي، يقول: قال سفيان الثوري: «إذا رأيتموني قد تغيرت عن الحال الذي أنا عليه اليوم فاعلموا أني قد بدلت»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: سمعت عبدان بن أحمد، يقول: سمعت زيد بن الجريش، يقول: سمعت أبا أحمد الزبيري، يقول: كنت في مسجد الخيف مع سفيان الثوري والمنادي ينادي: «من جاء بسفيان فله عشرة آلاف»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت هارون بن عبد الله، يقول: سمعت علي بن الجعد، يقول: سمعت منادي، هارون أمير المؤمنين ينادي: «من دلنا على سفيان فله ألف درهم»

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة قال: سمعت صالح بن معاذ البصري، يقول: سمعت ابن مهدي، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: " طلبت في أيام المهدي فهربت فأتيت اليمن , فكنت أنزل في حي حي , وآوي إلى مسجدهم , فسرق في ذلك الحي فاتهموني , فأتوا بي معن بن زائدة , وكان قد كتب إليه في طلبي , فقيل له: إن هذا قد سرق منا , فقال: لم سرقت متاعهم؟ فقلت: ما سرقت شيئا , فقال لهم: تنحوا لأسأله , ثم أقبل علي فقال: ما اسمك؟ قلت: عبد الله بن عبد الرحمن , قال: يا عبد الله بن عبد الرحمن نشدتك بالله لما نسبت لي نسبك , قلت: أنا سفيان بن سعيد بن مسروق , قال: الثوري؟ قلت: الثوري , قال: أنت بغية أمير المؤمنين؟ قلت: أجل , فأطرق ساعة ثم قال: ما شئت فأقم , وارحل متى شئت , فوالله لو كنت تحت قدمي ما رفعتها "

حدثنا محمد بن علي، حدثنا المهراني، حدثنا حميد بن الربيع، حدثنا يحيى بن اليمان، قال: تسمعت إلى الثوري وهو يقول: «سترك الجميل الذي لم يزل , سترك الجميل الذي لم يزل»

حدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن خالد بن يزيد البردعي، ثنا عبد الله بن [ص:5] عبدان أبو محمد البغلاني , حدثنا عبد الله، " أن رجلا، كان يتبع سفيان الثوري فيجده أبدا يخرج من لبنة رقعة ينظر فيها , فأحب أن يعلم ما فيها , فوقع في يده الرقعة , فإذا فيها مكتوب: سفيان , اذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل "

حدثنا محمد بن علي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا عبد الصمد مردويه , حدثنا وكيع، عن سفيان، قال: «ما عالجت شيئا قط أشد علي من نفسي , مرة علي , ومرة لي»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا طالب بن قرة الأذني، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، حدثنا أبو سفيان المعمري، قال: قال سفيان الثوري: " لله قراء , وللشيطان قراء , وصنفان إذا صلحا صلح الناس: السلطان والقراء "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا طاهر بن أحمد الزبيري , حدثنا أبي قال: كتب رجل من إخوان سفيان الثوري، إلى سفيان الثوري: أن عظني فأوجز , فكتب إليه: «عافانا الله وإياك من السوء كله , يا أخي , إن الدنيا غمها لا يفنى , وفرحها لا يدوم , وفكرها لا ينقضي , فاعمل لنفسك حتى تنجو , ولا تتوان فتعطب , والسلام»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، حدثنا أبو معمر القطيعي، عن يحيى بن يمان، قال: " كان سفيان الثوري يتمثل بهذا البيت:

[البحر البسيط]

باعوا جديدا جميلا باقيا أبدا ... بدارس خلق يا بئس ما اتجروا "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني، حدثنا الحسن بن الفرج، حدثنا محمد بن بشر العبدي، قال: سمعت سفيان الثوري، يتمثل بأبيات الأسود بن يعفور النهشلي:

[البحر الكامل]

ماذا تؤمل بعد آل محرق؟ ... تركوا منازلهم وبعد إياد

أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد

كانوا بأنقرة يفيض عليهم ... ماء الفرات يخر من أطواد

جرت الرياح على رسوم ديارهم ... فكأنما كانوا على ميعاد

فإذا النعيم وكل ما يلهى به ... يوما يصير إلى بلى ونفاد "

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا عبيد بن محمد الزيات، حدثنا محمد بن عثمان [ص:6] بن خالد، حدثنا عبد الرحمن المستملي، عن سفيان الثوري، قال: قيل: أي شيء شر؟ قال: «اللهم غفرا العلماء إذا فسدوا»

حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو حصين الوادعي، حدثنا أحمد بن يونس، قال: سمعت زائدة، " وذكر سفيان عنده , فقال: «ذاك أعلم الناس في أنفسنا»

حدثنا أبو بكر، حدثنا الحسن بن حباش، حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا أحمد بن حميد، أخو جعفر بن حميد قال: سمعت عبد الله بن إدريس، يقول: «ما رأيت بالكوفة أحدا أود أني في مسلاخه إلا سفيان الثوري»

حدثنا أبو أحمد الغطريفي، حدثنا عباس بن يوسف الشكلي، حدثنا محمد بن الفرج، حدثنا خلف بن تميم، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لولا أن أستذل، لسكنت بين قوم لا يعرفونني»

حدثنا أبو أحمد، حدثنا محمد، ح وحدثنا القاضي أبو أحمد، وأبو محمد بن حيان قالا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا سهل بن صالح، قالا: حدثنا خلف بن تميم، قال: سمعت الثوري، يقول: «أصبت قلبي بصلح بين مكة والمدينة , بين قوم غرباء , أصحاب بتوت، وعباد»

حدثنا أبو أحمد، حدثنا عباس، حدثنا محمد، حدثنا خلف بن تميم، قال: سمعت الثوري، يقول: لقيت أبا حبيب البدوي , فقال لي: " يا سفيان , منع الله لك عطاء , وذلك أنه يمنعك من غير بخل ولا عدم , ولكن نظرا لك , واختبارا , ثم قال: يا سفيان , إن فيك لأنسا , وإن عنك لشغلا "

حدثنا محمد بن علي، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثنا القاسم بن عثمان الجرمي الدمشقي، ح. وحدثنا أبو عاصم، حدثنا أحمد بن محمد بن أبان، حدثنا أبو بكر بن عبيد، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا القاسم بن عثمان الدمشقي، قال: قلت ليمان بن معاوية الأسود العابد: " رأيت إبراهيم بن أدهم؟ فضحك وقال: وأكبر من إبراهيم , قلت: من؟ قال: سفيان الثوري , ثم قال: سمعت أخي سفيان الثوري يقول: «ما كان الله لينعم على عبد في الدنيا فيفضحه في الآخرة , ويحق على المنعم أن يتم على من أنعم عليه»

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد بن أبان، حدثنا أبو بكر بن عبيد، حدثنا الحسن بن عبد الرحمن، عن شيخ، له , عن سفيان الثوري، قال: «لقد أنعم الله على عبد في حاجة أكثر تضرعه إليه فيها»

حدثنا أبي [ص:7]، حدثنا أحمد، حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو حاتم، حدثنا عيسى بن يونس الرملي، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الستر من العافية»

حدثنا أبي، حدثنا أحمد حدثنا أبو بكر، قال: حدثني محمد بن يحيى، حدثنا عبد الله بن داود، عن سفيان، في قوله {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} [الأعراف: 182] قال: «نسبغ عليهم النعم , ونمنعهم الشكر»

حدثنا أبي، حدثنا أحمد، حدثنا أبو بكر، قال: حدثني محمد بن إدريس، حدثنا عمر بن سلم، عن سلم بن ميمون الخواص، حدثني عثمان بن زائدة، قال: " كتب إلي سفيان الثوري: «إن أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من الأكل»

حدثنا أبي، حدثنا أحمد حدثنا أبو بكر، حدثني هارون بن سفيان، حدثني الأصمعي، حدثنا عمرو بن خريم، قال: «رأيت سفيان الثوري يشتري بنصف دانق لحما بمكة»

قال الأصمعي: وبلغني أن سفيان الثوري، " يصنع غداءه , وعشاءه رغيفين , فإذا جاءه السائل أعطاه نصف رغيف , فإذا جاءه بعد ذلك قال: «الله يوسعكم»

حدثنا أبي، حدثنا أحمد حدثنا أبو بكر، قال: حدثني سلمة بن شبيب، عن ثابت أبي محمد الزاهد، قال: سمعت الثوري، يقول: «صابروا الأغنياء في الطعام ما بين الشفة واللهاة , فإنه إذا جاز ذلك لم يعرف لينه من خشنه»

حدثني محمد بن أحمد بن أبان، قال: حدثني أبي، حدثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني محمد بن الحسين، حدثنا أبو الوليد بن عياش بن عاصم الكلبي , حدثني سعيد بن صدقة أبو مهلهل، قال: " أخذ بيدي سفيان الثوري، فأخرجني إلى الجبان , فاعتزلنا ناحية عن طريق الناس , فبكى ثم قال: يا مهلهل , " إن استطعت أن لا تخالط في زمانك هذا أحدا فافعل , وليكن همك مرمة جهازك , واحذر إتيان هؤلاء الأمراء , وارغب إلى الله في حوائجك لديهم , وافزع إليه فيما ينوبك وعليك بالاستغناء عن جميع الناس، وارفع حوائجك إلى من لا تعظم الحوائج عنده , فوالله ما أعلم اليوم بالكوفة أحدا أفزع إليه في قرض عشرة دراهم أقرضني ثم كتبها علي حتى يذهب ويجيء ويقول: جاءني سفيان فاستقرض مني فأقرضته "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن علي الأبار ح، وحدثنا القاضي أبو أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، حدثنا أبو هشام، وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا أبو الفضل بن سهل، حدثنا معاوية بن عمرو، وقالا: حدثنا داود بن يحيى بن يمان، عن أبيه، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «ما بالكوفة رجل أثق به في قرض عشرة دراهم إلا رجل إن أعطانيها نوه باسمي فيها»

حدثنا محمد بن محمد بن أبان، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن محمد بن سفيان، حدثنا ابن الحسين، حدثني بشر بن مصلح العتكي، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف، قال: قال لي سفيان: " يا عطاء , احذر الناس واحذرني , فلو خالفت رجلا في رمانة فقال: حامضة , وقلت: حلوة , أو قال: حلوة , وقلت: حامضة , لخشيت أن يشيط بدمي "

حدثنا أبي، حدثنا القاسم بن منده، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا داود بن يحيى بن يمان، عن أبيه، عن سفيان الثوري، قال: «اصحب من شئت , ثم أغضبه , ثم دس إليه من يسأله عنك»

حدثنا محمد بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن الحسين، حدثني الصلت بن حكيم، حدثني عبد الله بن مرزوق، قال: استشرت سفيان الثوري قلت: أين ترى أن أنزل؟ قال: «بمر الظهران , حيث لا يعرفك أحد»

قال محمد: وحدثني خلف بن إسماعيل البرزاني، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: «أقل من معرفة الناس تقل غيبتك»

حدثني محمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عبد الرحمن الخزاعي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت الحسن بن رشيد، يقول: «يا حسن , لا تعرفن إلى من لا يعرفك , وأنكر معرفة من يعرفك»

حدثنا محمد، حدثني أبي، ثنا عبد الله، حدثني حاتم أبو عبد الرحمن الأزدي، عن المؤمل بن إسماعيل، قال: قال سفيان الثوري لرجل: " أخبرني يأتيك، ما تكره ممن تعرف منهم أو لا تعرف؟ قال: بلى , من أعرف , قال: فما قل من هؤلاء فهو خير "

حدثنا أبي، حدثنا أبو الحسن بن عمر العبدي، حدثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني القاسم بن هاشم، عن محمد بن يوسف الفريابي، قال: قلت لسفيان الثوري: أرى [ص:9] الناس يقولون: سفيان الثوري , وأنت تنام بالليل فقال لي: «اسكت , ملاك هذا الأمر التقوى»

حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن الحسن الأنصاري، حدثنا أبان بن أبي الخصيب، حدثنا أحمد بن موسى، حدثنا ضمرة بن ربيعة، قال: قال سفيان الثوري: «اليقين أن لا تتهم مولاك في كل ما أصابك»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن أبي رزيق بن جامع المصري، ح. وحدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قالا: حدثنا عبد الله بن سليمان أبو محمد الثبدي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، قال: " دخلت على بنت أم حسان الأسدية وفي جبهتها مثل ركبة العنز من أثر السجود , وليس به خفاء , فقلت لها: يا بنت أم حسان , ألا تأتين عبد الله بن شهاب بن عبد الله , فرفعت إليه رقعة , لعله أن يعطيك من زكاة ماله ما تغيرين به بعض الحالة التي أراها بك؟ فدعت بمعجر لها فاعتجرت به فقالت: يا سفيان , لقد كان لك في قلبي رجحان كثير , أو كبير , فقد ذهب الله برجحانك من قلبي , يا سفيان , تأمرني أن أسأل الدنيا من لا يملكها؟ , وعزته وجلاله , إني أستحي أن أسأله الدنيا وهو يملكها , قال سفيان: وكان إذا جن عليها الليل دخلت محرابا لها , وأغلقت عليها ثم نادت: إلهي , خلا كل حبيب بحبيبه , وأنا خالية بك يا محبوب , فما كان من سجن تسجن به من عصاك إلا جهنم , ولا عذاب إلا النار , قال سفيان: فدخلت عليها بعد ثلاث , فإذا الجوع قد أثر في وجهها , فقلت لها: يا بنت أم حسان , إنك لن تؤتي أكثر مما أوتي موسى والخضر عليهما السلام إذ أتيا أهل القرية , استطعما أهلها , فقالت: يا سفيان , قل الحمد لله فقلت: الحمد لله , فقالت: اعترفت له بالشكر؟ قلت: نعم , قالت: وجب عليك من معرفة الشكر شكر , وبمعرفة الشكرين شكر لا ينقضي أبدا , قال سفيان: فقصر والله علمي , وفسد لساني , وما أقوم بشكر كلما أعترف له بنعمة وجب علي بمعرفة النعمة شكر , وبمعرفة الشكرين شكر , فوليت وأنا أريد الخروج , فقالت: يا سفيان , كفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله , [ص:10] وكفى بالمرء علما أن يخشى الله , اعلم أنه لن تنقى القلوب من الردى حتى تكون الهموم كلها في الله هما واحدا , قال سفيان: فقصرت والله إلي نفسي "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، حدثنا علي بن محمد بن أبي المضاء المصيصي، حدثنا خلف بن تميم، حدثنا أبو حذيفة العجلي، عن سفيان الثوري، قال: " أتدرون ما تفسير: لا حول ولا قوة إلا بالله؟ يقول لا يعطي أحد إلا ما أعطيت , ولا يقي أحد إلا ما وقيت "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، حدثنا علي بن محمد بن أبي المضاء، حدثنا خلف بن تميم، قال: " دخل إياس بن عمرو بن يزيد بن عقال مسجد سفيان الثوري , فقال: أبلغك يا أبا عبد الله أن قول لا إله إلا الله عشر حسنات , والحمد لله , والله أكبر عشر؟ فقال: كذا أبلغنا , وقال: فما تقول فيمن كسب ثلاثين ألف درهم من غير حقها وقال: أقعد وأسبح وأحمد وأكبر حتى أعمل من الحسنات بعدد هذه؟ فقال سفيان الثوري: فليردها قبل , فإنه لا يقبل له ذكر إلا بردها "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن أحمد بن النضر، قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة، يقول: سمعت معاوية بن هشام، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إنما سميت الدنيا لأنها دنية , وسمي المال لأنه يميل بأهله»

حدثنا محمد بن عمر بن سلم، حدثنا عبد الله بن بشر بن صالح، حدثنا أبو سعيد الكندي، حدثنا أبو خالد الأحمر، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: " كان أقوام يدعون إلى الحلال فلا يقبلونه , ويقولون: نخاف منه على أنفسنا "

حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء، حدثني أبي، حدثنا محمد بن مسلم، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا مبارك أبو حماد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقرأ على علي بن الحسن: " يا أخي اطلب العلم لتعمل به , ولا تطلبه لتباهي به العلماء , وتماري به السفهاء , وتأكل به الأغنياء , وتستخدم به الفقراء , فإن لك من علمك ما عملت به , وعليك ما ضيعت منه , فقد بلغنا - والله أعلم - أنه من طلب الخير صار غريبا في زماننا , ولا تستوحش , واستقم على سبيل ربك , فإنك إن فعلت ذلك كان [ص:11] مولاك الله تعالى , وجبريل , وصالحوا المؤمنين , واشتغل بذكر عيوب نفسك عن ذكر عيوب غيرك , واحزن على ما قد مضى من عمرك في غير طلب آخرتك , وأكثر من البكاء على ما قد أوقرت به ظهرك , لعلك تتخلص منها , ولا تمل من الخير وأهله , ولا تباعد عنهم , فإنهم خير لك ممن سواهم , ومل الجهال وباطلهم , وتباعد عنهم , فإنه لن ينجو من جاورهم , إلا من عصم الله , وإن أردت اللحاق بالصالحين فاعمل بأعمال الصالحين , واكتف بما أصبت من الدنيا , ولا تنس من لا ينساك , ولا تغفل عمن قد وكل بك , يحصي أثرك , ويكتب عملك , راقب الله في سريرتك، وعلانيتك , وهو رقيب عليك , واستح ممن هو معك وهو أقرب إليك من حبل الوريد , اعرف فاقة نفسك , وحقارة منزلتها , فإنك حقير فقير إلى ربك , وابك على نفسك وارحمها , فإنك إن لم ترحمها لم ترحم , ولا تغشها , ولا توردها , وخذ منها لك , فإنك بيومك , ولست بغدك , وكأن الموت قد نزل بك , ولا تغفل غفلة الغافلين والجاهلين , وأكثر من البكاء على نفسك , فلست من الضحك بسبيل إن عقلت , فقد بلغت - والله أعلم - أن الله تعالى عير أقواما في كتابه بالضحك , وترك البكاء فقال {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون} [النجم: 60] ومدح أقواما في كتابه فقال: {ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا} [الإسراء: 109] , وقد بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أحب الله قوما ابتلاهم , فمن رضي فله الرضى , ومن سخط فله السخط»

وقد بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «كم من نعمة لله في عرق ساكن»

حدثنا أبي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يزيد الزهري , حدثنا أبو طاهر، حدثنا المسيب بن واضح، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «البكاء عشرة أجزاء , تسعة لغير الله , وواحد لله , فإذا جاء الذي لله في السنة مرة فهو كثير»

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا أبو طاهر، حدثنا المسيب بن واضح، حدثنا [ص:12] يوسف بن أسباط، عن سفيان، قال: «يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم»

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا أبو سيار، حدثنا عبيد بن جناد، حدثنا خلف بن تميم، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «من أحب أفخاذ النساء لم يفلح»

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا المسيب بن واضح، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: سئل سفيان الثوري: " طلب العلم أحب إليك يا أبا عبد الله أو العمل؟ فقال: «إنما يراد العلم للعمل , لا تدع طلب العلم للعمل , ولا تدع العمل لطلب العلم»

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد , حدثنا أبو عمرو بن عقبة، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا ابن أبي غنية، عن سفيان الثوري، قال: " مر عابد براهب , فقال العابد: يا راهب , ما بلغ - أحسبه قال - من عبادتك؟ قال الراهب: ينبغي لمن يعلم أن الجنة حق , والنار حق أن لا تأتي عليه ساعة إلا وهو قائم يصلي , قال العابد: إني لأبكي حتى ينبت العشب من دموع عيني , قال الراهب: إن الذي يضحك ويقر خير من الذي يبكي ويدل , لأن المدل لا تجاوز صلاته رأسه "

حدثنا القاضي أبو أحمد، وأبو محمد بن حيان قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن رسته، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: مات سفيان الثوري عندي , فلما اشتد به جعل يبكي , فقال له رجل: يا أبا عبد الله , أراك كثير الذنوب , فرفع شيئا من الأرض فقال: «والله لذنوبي أهون عندي من ذا , إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت»

حدثنا القاضي أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران، قال: سمعت الحسين المروزي، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: " لو كانت نفسي في يدي لأرسلتها , قال: وسمعته مرة أخرى يقول: ما على وجه الأرض نفس تخرج أحب إلي من نفسي "

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن عمران الرازي، حدثنا يعقوب بن إسحاق الدشتكي، حدثنا عبد العزيز بن أبي عثمان، قال: قال سفيان: «عليك بالقصد في معيشتك , وإياك أن تتشبه بالجبابرة , وعليك بما لا يقرف من الطعام [ص:13] والشراب واللباس والمركب , وليكن أهل مشورتك أهل التقوى , وأهل الأمانة , ومن يخشى الله عز وجل»

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن أحمد بن معدان، حدثنا محمد بن علي بن الفضل، قال: حدثت عن عمار، عن سفيان، قال: «من أخذ من ظالم كراعا أو مالا أو سلاحا فغزا به في سبيل الله لعن بكل قدم يرفعها ويضعها حتى يرجع»

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثني محمد بن عبد الرحمن، حدثنا أبو ذر موسى الأنطاكي , حدثني أبي، عن الفضل بن مهلهل، قال: قال لي سفيان: " فيم السلامة؟ قلت: أن لا تعرف , قال: هذا ما لا يكون , ولكن السلامة في أن لا تحب أن تعرف "

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن أحمد بن معدان، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: " قدم سفيان الثوري البصرة والسلطان يطلبه , فصار في بعض البساتين , فأجر نفسه على أن يحفظ ثمارها , فمر به بعض العشارين فقال له: من أين أنت يا شيخ؟ قال: من أهل الكوفة , قال: أخبرني , أرطب البصرة أحلى أم رطب الكوفة؟ قال: أما رطب البصرة فلم أذقه , ولكن رطب السابرية بالكوفة حلو , فقال: ما أكذبك من شيخ الكلاب , والبر والفاجر يأكلون الرطب الساعة , وأنت تزعم أنك لم تذقه؟ فرجع إلى العامل فأخبره بما قال ليعجبه , فقال: ثكلتك أمك , أدركه , فإن كنت صادقا فإنه سفيان الثوري , فخذه لتتقرب به إلى أمير المؤمنين المهدي , فرجع في طلبه فما قدر عليه "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد بن النضر، حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد، قال: قال أبي: «كنت أخرج مع سفيان الثوري، فما يكاد لسانه يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهبا وراجعا»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا الحسن بن الربيع البوراني، قال: سمعت يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، يقول: «ما رأيت أحدا أصفق وجها في ذات الله من سفيان الثوري»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا عمر بن شيبة، حدثنا نصر بن قديد بن نصر بن سيار، حدثني أبي قال: " قدمت المدينة فإذا حلقة سفيان الثوري , فجئت فجلست إليه , فقال له بعض أهل الحلقة: يا أبا عبد الله , هذا ابن نصر بن سيار , فقال لي: قد رأيت أباك نصرا , قلت: يا أبا عبد الله , أين؟ قال: بخراسان , كان لي حق عند إنسان , فأجرت نفسي من قوم حمالين حتى توصلت إلى حقي , ثم قال لي سفيان: «لو لم ينبغ للأشراف أن يزهدوا في الدنيا إلا لأنها تضعهم وترفع السفلة عليهم كان يحق لهم أن يزهدوا فيها»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو شعيب، حدثنا مروان بن عبد الرقي، قال: سمعت محمد بن يزيد بن خنيس، يقول: قال رجل لسفيان الثوري: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ فقال: " تسألني كيف أصبحت؟ وقد والله تحيرت اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا , تعز فيه وليك , وتذل فيه عدوك , ويؤمر فيه بالمعروف , وينهى فيه عن المنكر , ثم تنفس سفيان وقال: كم من مؤمن رأيناه مات غيظا "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا إبراهيم بن أعين، قال: " كنت مع سفيان الثوري , وإسحاق بن القاسم , والأوزاعي , فدخل علينا عبد الصمد بن علي بعد المغرب وهو أمير مكة وسفيان يتوضأ وأنا أصب عليه كأنه بطأه , وهو يقول: لا تنظروا إلي , أنا مبتلى، فجاء عبد الصمد فسلم على سفيان , فقال له سفيان: من أنت؟ قال: أنا عبد الصمد بن علي، فقال: كيف أنت؟ «اتق الله , وإذا كبرت فأسمع»

حدثنا أبو أحمد الغطريفي، حدثنا محمد بن إبراهيم الغازي، حدثنا عبد الرحمن بن عمر رسته , حدثنا علي بن عثام، قال: " مرض سفيان الثوري بالكوفة , فبعث بمائه إلى متطبب بالكوفة , فلما نظر إليه قال: ويلك بول من هذا؟ فقال: ما تسأل؟ انظر ما ترى فيه , قال: أرى بول رجل قد أحرق الخوف كبده والحزن جوفه "

حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: سمعت يحيى بن يمان، يقول: " لقيني سفيان الثوري عند جبل بني فزارة فقال: " أتدري من أين جئت؟ قلت: لا , قال: «جئت من دار [ص:15] الصيادلة نهيتهم عن بيع الذاذي , إني لأرى الشيء يجب علي أن آمر فيه وأنهى عنه , فلا أفعل , فأبول دما»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، قال: سمعت يعلى بن عبيد، يقول: قال سفيان: «إني لآتي الدعوة وما أشتهي النبيذ , فأشربه لكي يراني الناس»

حدثنا أحمد، حدثنا أبو غسان، حدثني يحيى بن حفص القارئ، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول في قوله: " {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} [النور: 37] الآية قال: كانوا يشترون ويبيعون ولا يدعون , الصلوات المكتوبات في الجماعة "

حدثنا محمد بن علي، حدثنا المفضل بن محمد الجندي، حدثنا يونس بن محمد الحفار، حدثنا يزيد بن أبي حكيم، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «مثل المتعبد ببغداد كمثل المتعبد في الكنيف»

حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا المحاربي، قال: سمعت سفيان الثوري، " يقول للغلام إذا رآه في الصف الأول: " احتلمت؟ فإذا قال: لا , قال: تأخر "

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا عباس بن حمدان، حدثنا الحضرمي، حدثنا محمد بن حسان أبو يحيى، قال: سمعت سجادة، يقول: " أرسلني شريك، إلى سفيان الثوري، أسأله عن رجل , فلما رآني ورأى هيئتي - وكانت له سجادة - قال: «إن كانت سجادتك هذه لشريك , فنولك أن لا أكلمك , وإن كانت لله فنولك أن تكلم شريكا , ودخل ولم يجبني»

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، حدثنا أبو همام، حدثنا مطرف بن مازن، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الملكان يجدان ريح الحسنات والسيئات إذا عقد القلب»

حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، حدثنا أبو همام، حدثنا ضمرة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إذا طلعت الشمس من مغربها طوت الملائكة صحفها , ووضعت أقلامها»

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا ابن معدان، قال: سمعت عبد الله بن خبيق، يقول: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: " ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول: لا إله إلا الله , ولا شيء يضاعف ثوابه من الكلام مثل الحمد لله "

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، حدثنا عمران بن عبد الرحيم، حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، قال: سمعت عبد الرزاق، بمكة يقول: " سئل سفيان الثوري: ما الزهد في الدنيا؟ قال: «سقوط المنزلة»

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الجمحي، حدثنا يعلى بن عبيدة، قال: سمعت سفيان، يقول: " الظن ظنان: فظن فيه إثم , وظن ليس فيه إثم , فأما الظن الذي فيه إثم فالذي يتكلم به , وأما الظن الذي ليس فيه إثم فالذي لا يتكلم به "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا أبو صالح الفراء، حدثنا يوسف بن أسباط، قال: " كنت عند سفيان الثوري فورد عليه نعي أبي حنيفة , فقال: «الحمد لله , كان ينقض عرى الإسلام عروة عروة»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثني محمد بن الخطاب، حدثنا علي بن سعيد بن زيد الهمداني، حدثنا علي الطنافسي، حدثنا عبد الرحمن بن مصعب، قال: " كان رجل ضرير يجالس سفيان الثوري , فإذا كان شهر رمضان يخرج إلى السواد فيصلى بالناس فيكسى ويعطى , فقال سفيان: " إذا كان يوم القيامة أثيب أهل القرآن من قراءتهم ويقال لمثل هذا: قد تعجلت ثوابك في الدنيا , فقال: يا أبا عبد الله , تقول لي هذا وأنا جليسك؟ قال: أخاف أن يقال لي يوم القيامة: كان هذا جليسك , أفلا نصحته "

حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن حماد، حدثنا محمد بن هارون أبو نشيط، حدثنا أبو صالح، قال: سمعت شعيب بن حرب، يقول: " قلت لسفيان الثوري: ما تقول في رجل قصار إذا كسب درهما كان فيه ما يقوته ويقوت عياله , ولم يدرك الصلاة في جماعة , وإذا كسب أربع دوانيق أدرك الصلاة في جماعة ولم يكن فيه [ص:17] ما يقوته ويقوت عياله , أيهما أفضل؟ قال: «يكسب الدرهم ويصلي وحده»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن محمد، ثنا أبو نشيط، ثنا أبو صالح، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: " إني لألقى الرجل أبغضه , فيقول لي: كيف أصبحت؟ فيلين له قلبي , فكيف بمن أكل ثريدهم , ووطئ بساطهم "

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن روح، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله البصري، قال: قال سفيان الثوري: «حرمت قيام الليل بذنب أحدثته خمسة أشهر»

حدثنا أحمد بن إسحاق، وعبد الله بن محمد، قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا أبو عصمة، ثنا أبو زيد، قال: " رأيت سفيان الثوري وقد طاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين , فرفع رأسه إلى السماء فانقلب مغشيا عليه , فخرج حبش زمزم فأدخلوه وصبوا عليه الماء حتى أفاق , فحدثت به أبا سليمان فقال: ليس النظر قلبه , إنما قلبته الفكرة "

حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن عبيد الله الدارمي الأنطاكي، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، ثنا الوليد بن عتبة، قال: سمعت أبا مسهر، قال: ثنا مزاحم بن زفر، قال: " صلى بنا سفيان الثوري المغرب , فقرأ حتى بلغ {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5] بكى حتى انقطعت قراءته , ثم عاد فقرأ: {الحمد لله} [الفاتحة: 2] "

حدثنا أبي، وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن سفيان، قال: «لو أن اليقين، استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحا وحزنا وشوقا إلى الجنة , أو خوفا من النار»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحسن، ثنا سعيد بن محمد البيروتي، ثنا إسحاق بن أبي عباد، عن ابن يمان، قال: قال سفيان: «إذا بلغكم عن موضع رخص فارتحلوا إليه , فإنه أسلم لدينكم , وأقل لتهمتكم»

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه الواعظ، ثنا حماد بن محمد بن سليمان الهروي، ثنا عباس بن أبي طالب، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا يحيى [ص:18] بن يمان، عن سفيان، قال: مكتوب في التوراة: «إذا كان في البيت بر فتعبد , وإذا لم يكن فالتمس»

حدثنا أبو أحمد الغطريفي، قال: سمعت أبا العباس السراج، يقول: سمعت ابن عسكر، يقول: سمعت الفريابي، يقول: قال سفيان الثوري: «إذا أردت أن تتعبد فأحرز الحنطة»

حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن جعفر المدني، ثنا أبو عبد الله الأخفش، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا داود بن يحيى بن يمان، عن أبيه، قال: قلت لسفيان الثوري: " يا أبا عبد الله , أين تطيب العبادة؟ قال: «حيث جوالق من خبز بدرهم , حتى لا يمد أحد عينه إلى أحد»

حدثنا أبي، وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن سفيان، ثنا سلمة، ثنا سهل بن عاصم، عن سلم بن ميمون الخواص، قال: سمعت عبد العزيز بن مسلم، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «كل ما شئت , ولا تشرب , فإنك إذا لم تشرب لم يجئك النوم»

حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا محمود بن مسعود العجمي، ثنا عبد الرزاق، قال: كان سفيان الثوري إذا أغتم رمى بنفسه عند وهيب بن الورد , فقال له يا أبا أمية , «أترى أحدا يتمنى الموت؟» فقال وهيب: أما أنا فلا , فقال سفيان: «أما أنا فوددت أني ميت»

حدثنا عبد الرحمن، ثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا يعقوب بن إبراهيم الأشجعي، عن سفيان، قال: " كان رجل منا من بني ثور إذا أصبح هتف بصوته: اللهم ذهب الإخوان , واشتد الزمان اللهم اكفني عجلان , إلى غير خزي ولا هوان "

حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز، قال: سمعت عبد الله بن يوسف، يقول: أخبرني ابن زحم، قال: جلس سفيان الثوري، ومالك بن مغول , فتذاكرا حتى رقا , فقال سفيان: " وددت أني لا أقوم من مجلسي حتى أموت , فقال مالك: لكني لا أحب ذلك , معاينة الرسل معاينة الرسل ثم قام يبكي يخط الأرض برجليه "

حدثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي، ثنا عمرو بن إسحاق، ثنا الوليد، ثنا مؤمل، قال: «ما رأيت عالما يعمل بعلمه إلا سفيان»

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن جابر، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا يوسف بن أسباط، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «من لم يكن معك فهو عليك» , قال: وسمعت سفيان الثوري يقول: «ما خالفت رجلا في هواه إلا وجدته يغلي علي , ذهب أهل العلم والورع»

حدثنا أبو بكر محمد بن نصر , ثنا حاجب بن أركين، ثنا محمد بن إدريس، ثنا أبو صالح الأحول، ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: " كتب بعض إخوان سفيان إلى سفيان: أن عظني وأوجز , فكتب إليه سفيان: «بسم الله الرحمن الرحيم , عافانا الله وإياك من السوء كله , يا أخي إن الدنيا غمها لا يفنى , وفرحها لا يدوم , وفكرها لا ينقضي , اعمل لنفسك حتى تنجو , ولا تتوان فتعطب , والسلام»

حدثنا أبو عمرو عبد الله بن محمد بن عبد الله الضبي، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي، ثنا الوليد بن عقبة، قال: «كان سفيان الثوري يديم النظر في المصحف , فيوم لا ينظر فيه يأخذه فيضعه على صدره»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن جعفر الجمال، ثنا يعقوب الدشتكي، ثنا الحماني، قال: " سألت الثوري: من آل محمد , قال: «أمة محمد صلى الله عليه وسلم»

حدثنا أبي، ومحمد بن أحمد بن أبان قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن سفيان، ثنا أبو حاتم، ثنا عيسى بن يونس الرملي، ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الستر من العافية»

حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا أحمد بن عبد الأعلى، قال: قال سفيان الثوري: «لو حدثت عن ذي العيال أنه كفر ما أبعدت»

حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني , ثنا الحسين بن علي بن نصر , ثنا أحمد بن سيار، ثنا عبد الرحمن بن بشير، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الدنيا أكثرها أقبحها في عين من يبصرها»

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، ثنا الحسن بن عمار التستري، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا داود بن يحيى بن يمان، عن أبيه، قال: " سئل سفيان الثوري عن رجل عليه دين أيأكل اللحم؟ قال: «لا»

حدثنا محمد بن عبد الرحمن، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا الحسن بن منصور، ثنا علي بن محمد الطنافسي، قال: سمعت أخي الحسن، يقول: سمعت يعلى، يقول: سمعت سفيان، يقول: " ما أعطي رجل من الدنيا شيئا إلا قيل له: خذه ومثله حزنا "

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا إسحاق بن خلف، قال: قال سفيان الثوري لشاب يجالسه: " أتحب أن تخشى الله حق خشيته؟ قال: نعم , قال: أنت أحمق , لو خفته حق خوفه أديت الفرائض "

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا أحمد بن أبي الحواري , ثنا أبو عصمة يحيى بن عصمة , ثنا حماد بن دليل، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إني لأسأل الله أن يذهب عني من خوفه»

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، ثنا زكريا الساجي، ثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: سمعت قتيبة بن سعيد، يقول: «لولا سفيان الثوري لمات الورع»

حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني عبيد بن محمد الوراق، قال: قال لي بشر بن الحارث: قال سفيان الثوري لبكر العابد: «يا بكر , خذ من الدنيا لبدنك , ومن الآخرة لقلبك» قال أبو نضر بشر: يعني لبدنك: ما لا بد لك منه , ولقلبك: أي اشغل قلبك بذكر الآخرة

حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا عبد العزيز القرشي، قال: سمعت سفيان، يقول: «عليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا , وعليك بالورع يخفف الله عنك حسابك , ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك , وادفع الشك باليقين يسلم لك دينك»

حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني محمد بن عمران الضبي , ثنا الحسين بن عبد الله، عن سفيان، قال: «إن لم تدعوا الدنيا رغبة في الآخرة فاتركوها اتقاء أن تكون مبارة ومبارك أكثرها فيها منكم»

حدثنا أبي، ثنا أحمد، ثنا أبو بكر، ثنا ابن أبي مريم، قال [ص:21]: قال سلمة بن غفار: قال سفيان: «إذا أردت أن تعرف قدر الدنيا فانظر عند من هي»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا هناد، ثنا قبيصة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «خير الدنيا لكم ما لم تبتلوا به منها , فإذا ابتليتم بها فخيرها لكم ما خرج من أيديكم منها»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت عبيد الله بن سعيد، يقول: سمعت أسامة، يقول: " كان من يرى سفيان الثوري يراه كأنه في سفينة يخاف الغرق , أكثر ما تسمعه يقول: «يا رب سلم سلم» حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت قبيصة، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول مثله

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا بكر بن أبي النضر، يقول: حدثني أبو النضر، عن الأشجعي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «قراء زماننا هذا لهم شره , ليس لهم تقي»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمد بن رافع، يقول: سئل عبد الرزاق يوما: هل كان في سفيان الثوري شيء من المعصية؟ قال: لا أدري , إلا أنه قال يوما: حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: «هات , ههنا مولى»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر، يقول: سمعت عبد الرزاق، يقول: اجتمع سفيان وأصحابه , فقال سفيان: حدثنا منصور , عن إبراهيم، عن علقمة , ثم قال: «هذا الشرف على الكراسي»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا هناد بن السري، ثنا قبيصة، قال: سمعت سفيان، يقول: «لا تصلح القراءة إلا بالزهد , واغبط الأحياء بما تغبط به الأموات , وأحب الناس على قدر أعمالهم , وذل عند الطاعة , واستعص عند المعصية»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا محمد بن الحسين، ثنا سعد بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: " كنت مع سفيان الثوري في المسجد الحرام , [ص:22] فكوم كومة من الحصا , فاتكأ عليه ثم قال: «يا إبراهيم , هذا خير من أسرتهم»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الله بن داود، قال: قال سفيان الثوري: «ما أنفقت درهما في بناء قط»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان يعني ابن عيينة، قال: قال سفيان الثوري: «وقع عندنا من هذا الأمر شيء , فوددنا أنا وجدنا من يرضى حتى نرمي به إليه»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا حسين المروزي، ثنا الهيثم بن جميل، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول عن سفيان الثوري، قال: «إن الرجل ليسقيني الشربة من الماء فيدق به ضلعا من أضلاعي»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا بندار، قال: سمعت ابن داود، يقول: قال سفيان الثوري: «لا يحرز دين المرء إلا قبره»

حدثنا أحمد، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو سعيد، ثنا عبد الله بن عبد الله بن الأسود، قال: كنا عند سفيان الثوري في بيته , فجاء بقدر فيه لحم ومرق , فأكفاه وصب عليه سمنا , فقلت: يا أبا عبد الله أليس يكره الخليطان؟ فقال: «كان يكره لشدة العيش»

حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الله بن السندي، قال: كتب مبارك بن سعيد إلى أخيه سفيان يشكو إليه ذهاب بصره , فكتب إليه سفيان الثوري: «أما بعد , فأحسن القيام على عيالك , وليكن ذكر الموت من بالك، والسلام»

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جابر، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الله بن السندي، قال: " كتب مبارك إلى أخيه سفيان يشكو إليه ذهاب بصره , فكتب إليه: «يا أخي , فهمت كتابك , تذكر فيه شكايتك ربك اذكر الموت يهن عليك ذهاب بصرك , والسلام»

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن محمد بن يونس، ثنا أسيد، قال: سمعت سعدويه، يقول: سمعت الحسين بن جعفر، يقول: سمعت الثوري، يقول: «لأن تدخل [ص:23] يدك في فم التنين خير لك من أن ترفعها إلى ذي نعمة قد عالج الفقر»

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا زيد بن إبراهيم، ثنا ابن عرفة، قال: قال ابن المبارك: نظر سفيان الثوري بمكة إلى السودان , فقال: «إن ذنوبا سلط علينا بها هؤلاء لذنوب عظام»

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا أبو حمة، ثنا أبو قرة، قال: قال الثوري: «الكتاب صلة العتاب» قال أبو نعيم رحمه الله: كذا في كتابي , وسمعت من يقول: صلة الغياب

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عمر بن عبدويه الحضرمي، قاضي الحرمين , ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا رجاء بن يوسف السندي، ثنا وكيع، قال: " خرجنا مع الثوري في يوم عيد , فقال: «إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر»

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا إسماعيل بن حمدون الجوريشي، ثنا سعيد بن أبي زيدون، ثنا الفريابي، ثنا سفيان الثوري، قال: «ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا إلى الآخرة إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه من ذلك الغم إلى روح الدنيا»

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو عروبة، سمعت المسيب بن واضح، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: قال لي سفيان: " إياك والشهرة , فما أتيت أحدا إلا وقد نهاني عن الشهرة , قال: وقال بعضهم: فتريد أشهر منك "

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن عتبة، ثنا محمد بن يزيد، ثنا يزيد بن هارون العكلي، ثنا علي بن حمزة ابن أخت سفيان , قال: " ذهبت ببول سفيان إلى الديراني , وكان لا يخرج من باب الدير - فأريته فقال: ليس هذا بول حنيفي , فقلت: بلى والله , من أفضلهم , قال: أنا أجيء معك إليه , فقلت لسفيان: قد جاء بنفسه , قال أدخله , فأدخلته , فمس بطنه , وجس عرقه , ثم خرج فقلت: أي شيء رأيت؟ قال: ما ظننت أن في الحنيفية مثل هذا , هذا رجل قد قطع الحزن كبده "

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا حبيب بن نصير المهلبي، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا عبد الرحمن بن عفان، ثنا يوسف بن أسباط، قال: «كان سفيان من شدة تفكره يبول الدم»

حدثنا أبو بكر [ص:24] الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا محمد بن المثنى البزار، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: سمعت داود بن يحيى بن يمان، عن أبيه، قال: قال سفيان: «إني لأهتم فأبول الدم»

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء، حدثني أبي، ثنا محمد بن مسلم، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مبارك أبو حماد، مولى إبراهيم بن سام - قال: سمعت سفيان الثوري، يقرأ على علي بن الحسن السليمي: " يا أخي , لا تغبط أهل الشهوات بشهواتهم , ولا ما يتقلبون فيه من النعمة , فإن أمامهم يوما تزل فيه الأقدام , وترعد فيه الأجسام , وتتغير فيه الألوان , ويطول فيه القيام , ويشتد فيه الحساب , وتتطاير فيه القلوب حتى تبلغ الحناجر , فيالها من ندامة على ما أصابوا من هذه الشهوات , اجعل كسبك فيما يكون لك , ولا تجعل كسبك فيما يكون عليك , فإن الذي يقدم ماله ويعطي حق الله منه , فماله له وأفضل منه , والذي يخلف ماله , ويضيع حق الله فيه فماله وبال عليه يوم القيامة , اكسب حلالا , واجلس مع من كسبه من حلال , وكل طعام من كسبه من حلال , وليكن أهل مشورتك من كسبه من حلال , فإن الورع ملاك الدين واستكمال أمر الآخرة , واعلم أنه يا أخي لا يمتنع أحد عن الحرام إلا من هو مشفق على لحمه ودمه , فإنما دينك لحمك ودمك , فاجتنب الحرام , ولا تجلس مع من يكسب الحرام , ولا تأكل مع من كسبه من حرام , ولا تدل أحدا على الحرام , ولا تشيرن به إلى أحد فيأخذه , ولا تورثه إلى أحد , وانصح لكل بر وفاجر أن لا يأخذه , فإن فعلت من ذلك شيئا فأنت عون له , والعون شريك , وإياك والظلم , وأن تكون عونا للظالم , وأن تصحبه أو تؤاكله أو تبتسم في وجهه , أو تنال منه شيئا فتكون عونا له , والعون شريك , لا تخالفن أهل التقوى , ولا تخادن أهل الخطايا , ولا تجالس أهل المعاصي , واجتنب المحارم كلها , واتق أهلها , وإياك والأهواء , فإن أولها وآخرها باطل , ولكل ذنب توبة , وترك الذنب أيسر من طلب التوبة , وإن الله غفور رحيم لأهل المعاصي , رحيم للتوابين , حليم ودود , وإياك أن تزداد بحلمه عنك جرأة على المعصية , فإن الله [ص:25] لم يرض لأنبيائه المعصية والحرام والظلم , فقال {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: 51] , ثم قال للمؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} [البقرة: 267] ثم أجملها فقال: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} [البقرة: 168] , واعلم يا أخي أنه لم يرض لأنبيائه ولا للمؤمنين ولا للمشركين حراما , ولا تتهاون بالذنب الصغير , ولكن انظر من عصيت , عصيت ربا عظيما يعاقب على الصغير , ويتجاوز عن الكبير، إن أكيس الكيس من دخل الجنة بذنب عمله فنصبه بين عينيه ثم لم يزل حذرا على نفسه من تلك الخطيئة حتى فارق الدنيا ودخل الجنة , وإن أحمق الحمق من دخل النار بحسنة واحدة نصبها بين عينيه , ولم يزل يذكرها ويرجو ثوابها ويتهاون بالذنوب حتى فارق الدنيا ودخل النار , فكن يا أخي كيسا حذرا على مازل منك ومضى , لا تدري ماذا يفعل بك ربك فيه؟ وما بقي من عمرك لا تدري ماذا يحدث لك فيها , فإن إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن حذر على نفسه فسأل ربه فقال: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم: 35] وقال يوسف عليه السلام: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} [يوسف: 101] وقال موسى عليه السلام: {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين} [القصص: 17] , وقال شعيب عليه السلام: {«ما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا»} [الأعراف: 89] , فهؤلاء أنبياؤه خافوا على أنفسهم , وإنما المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "

حدثنا محمد بن عبيد الله، إملاء , ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول , ثنا محمد بن علي بن ميمون، ثنا الفريابي، قال: «قدم سفيان الثوري ببيت المقدس فأقام ثلاثة أيام , وصلى عند باب الرحمة , وعند محراب داود عليه السلام , ورابط بعسقلان أربعين يوما , وصحبت سفيان من عسقلان إلى المدينة , فكان يخرج النفقة , ونخرج معه جميعا فيدفعها إلى رجل لينفق علينا , فكنا إذا وضعنا سفرتنا لم يرد أحدا من السؤال إلا أعطاه , حتى لا يبقى شيء , فكان بعضنا إذا رآه يصنع ذلك يأخذ خبزه ويتنحى فيأكل»

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين، ثنا محمد بن الحسين، ثنا أحمد بن [ص:26] عبد الله بن يونس، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «ما رأينا للإنسان شيئا خيرا له من أن يدخل جحرا»

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين، ثنا أحمد بن عبد الله، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الناس عندنا مؤمنون مسلمون , ولكن لا ندري ما هم عند الله تعالى»

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، ثنا محمد الجندي، ثنا عبد الله بن أبي غسان، ثنا وكيع، قال: سمعت سفيان، يقول: «الناس عندنا مؤمنون في النكاح، والطلاق، والأحكام , فأما عند الله فلا ندري , نحن أهل الذنوب»

حدثنا الطلحي، ثنا أبو حصين، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: " سمعت رجلا، يقول لسفيان: رجل يكذب بالقدر , أأصلي وراءه؟ قال: «لا تقدموه» , قال: هو إمام القرية ليس لهم إمام غيره , قال: «لا تقدموه , لا تقدموه , وجعل يصيح»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عبد الله بن سعيد الكندي، قال: سمعت يحيى بن يمان، يقول: سمعت سفيان، يقول: «البدعة لا يتاب منها»

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد , ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا أبو سعيد، ثنا ابن يمان، قال: سمعت سفيان، يقول: «البدعة أحب إلى إبليس من المعصية , المعصية يتاب منها , والبدعة لا يتاب منها»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا خلف بن عمرو العكبري، ثنا الحسن بن الربيع البرزاني، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان، يقول: «من أصغى سمعه إلى، صاحب بدعة فقد خرج من عصمة الله تعالى»

حدثنا أبي، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا الهذيل بن معاوية، ثنا إبراهيم بن أيوب، ثنا النعمان، عن سفيان، قال: «إذا ذكر الرجل الذي مات فلا تنظر إلى قول العامة , ولكن انظر إلى قول أهل العلم والعقل»

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه المذكر، وسليمان بن أحمد قالا: ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا أبو الخزرج، ثنا عمرو بن حسان، قال: «كان سفيان [ص:27] الثوري نعم المداوي إذا دخل البصرة حدث بفضائل علي , وإذا دخل الكوفة حدث بفضائل عثمان»

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن حباش، ثنا الحسن بن الصباح، ثنا أبو توبة، عن عطاء بن مسلم، قال: قال لي سفيان: «إذا كنت في الشام فاذكر مناقب علي , وإذا كنت بالكوفة فاذكر مناقب أبي بكر وعمر»

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا خلف بن عمرو العكبري، ثنا محمد بن الصباح، قال: سمعت شعيب بن حرب، يقول: " ذكروا سفيان الثوري عند عاصم بن محمد , فذكروا مناقبه حتى عدوا خمس عشرة منقبة , فقال: فرغتم , إني لأعرف فيه فضيلة أفضل من هذه كلها سلامة صدره لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم "

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا مروان، ثنا حمزة الثقفي، قال: قال رجل لسفيان: " ما أزعم أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر , ولكن أجد لعلي ما لا أجد لهما , فقال سفيان: «أنت رجل منقوص»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا المسيب بن واضح، قال: سمعت عبد الوهاب الحلبي، يقول: " سألت سفيان الثوري ونحن نطوف بالبيت عن الرجل يحب أبا بكر وعمر , إلا أنه يجد لعلي من الحب ما لا يجد لهما , قال: «هذا رجل به داء ينبغي أن يسقى دواء»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو غسان، ثنا إبراهيم بن المغيرة، وكان، شيخا حجاجا - قال: " سألت سفيان: أأصلي خلف من يقول: الإيمان قول بلا عمل؟ قال: «لا , ولا كرامة»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن علي الأحمر، ثنا محمد بن فراس أبو هريرة، ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «منعتنا الشيعة أن نذكر فضائل علي»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «من قدم عليا على أبي بكر وعمر فقد أزري بالمهاجرين والأنصار , وأخشى أن لا ينفعه مع ذلك [ص:28] عمل»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن محمد الجهم السمري، ثنا الجراح بن مخلد، قال: سمعت أبا بكر الحنفي، يقول: سمعت سفيان، يقول: «من قدم عليا على أبي بكر وعمر فقد أزرى عليهما , وعلى علي , وعلى غيرهم من الناس»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا وكيع، قال: سمعت سفيان، يقول: «من فضل عليا على أبي بكر وعمر وغيرهما فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، قال: «نأخذ بقول عمر في الجماعة , ونأخذ بقول ابنه في الفرقة»

حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، ثنا أحمد بن الأحجم، ثنا عمار بن عبد الجبار، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: " الجهمية كفار , والقدرية كفار , فقلت لعبد الله بن المبارك: فما رأيك؟ قال: رأيي رأي سفيان "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عباس بن حمدان، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، حدثني إسماعيل بن قتيبة، ثنا بشر بن منصور، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول , وسأله رجل فقال: على بابي مسجد إمامه صاحب بدعة قال: «لا تصل خلفه» , قال: تكون الليلة المطيرة وأنا شيخ كبير؟ قال: «لا تصل خلفه»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا محمد بن أيوب، والحسن بن علي بن زياد، ح وحدثنا سليمان، ثنا أبو زرعة الدمشقي، قالوا: ثنا أحمد بن يونس، قال: " سمعت رجلا يقول لسفيان: يا أبا عبد الله أوصني , قال: «إياك والأهواء , إياك والخصومة , إياك والسلطان»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أبو عمر بن عقبة، وأحمد بن محمد بن مصقلة، قالا: ثنا الحسن بن عرفة، حدثني مبارك بن سعيد، عن أخيه سفيان قال: قالوا: " يا أبا عبد الله , لا يزال قوم يسألون عن الإسلام، ما الإسلام؟ قال له: «إذا غدوت إلى السوق فانظر إلى أدنى حمال فاسأل عنه , فإذا أخبرك عنه فهو ذاك»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الخزاعي، ثنا محمد بن كثير، قال: قال سفيان الثوري: «ما أحب الله عبدا فأبغضه , وما أبغضه فأحبه , وإن الرجل ليعبد الأوثان وهو عند الله سعيد»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أبو الفوارس عبد الغفار بن أحمد، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا الفريابي، قال: قال سفيان الثوري: «نسمع التشديد فنخشى , ونسمع اللين فنرجوه لأهل القبلة , ولا نقضي على الموتى , ولا نحاسب الأحياء , ونكل ما لا نعلم إلى عالمه , ونتهم رأينا لرأيهم»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أبو الفوارس، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، قال: «ليس من ضلالة إلا وعليها زينة , فلا تعرض دينك إلى من يبغضه»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن راشد، ثنا أبو عمير بن النحاس، ثنا كثير بن الوليد، قال: قال الحوشي: " قلت للثوري: يا أبا عبد الله , أمؤمن أنت؟ قال: «إن شاء الله» , قلت له: يا أبا عبد الله , لا تفعل , فقال: " أما سمعت الله تعالى يقول: {وما علمي بما كانوا يعملون وما أنا بطارد المؤمنين}، فقلت: إنما مثلي ومثلك كمثل الطبيب والصيدلاني , فأنا الطبيب , وأنت الصيدلاني "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن سهل بن أيوب، ثنا علي بن بحر، وقال: سمعت المؤمل بن إسماعيل، يقول: قال سفيان الثوري: " خالفتنا المرجئة في ثلاث: نحن نقول: الإيمان قول وعمل , وهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل , ونحن نقول: يزيد وينقص , وهم يقولون: لا يزيد ولا ينقص , ونحن نقول: نحن مؤمنون بالإقرار , وهم يقولون: نحن مؤمنون عند الله "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا سهل بن موسى، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا الفريابي، قال: سمعت سفيان، يقول: «ليس أحد أبعد من كتاب الله من المرجئة»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا محمود بن غيلان، ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: " مات عبد العزيز بن أبي رواد , وكنت في جنازته حتى وضع عند باب الصفا , فصف الناس , وجاء الثوري , فقال الناس: جاء الثوري , جاء الثوري حتى خرق الصفوف , والناس ينظرون إليه , فجاوز الجنازة ولم يصل عليه , لأنه كان يرمى بالإرجاء "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الصمد بن حسان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «عليكم بما عليه الحمالون , والنساء في البيوت , والصبيان في الكتاب من الإقرار والعمل»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي، ثنا هارون بن أبي هارون العبدي، ثنا حبان بن موسى المروزي، ثنا عبد الله بن المبارك، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: " من زعم أن، {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1] مخلوق فقد كفر بالله عز وجل "

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا الحسن بن إبراهيم، ثنا بشر، ثنا سليمان بن داود، ثنا يحيى بن المتوكل، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: " إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون فهو رجل سوء , قالوا لسفيان: كيف ذاك؟ قال: يراهم يعملون بالمعاصي فلا يغير عليهم , ويلقاهم بوجه طلق "

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا هناد بن السري، ثنا قبيصة، قال: قال سفيان: «لا تصلح القراءة إلا بالزهد , واغبط الأحياء بما تغبط به الأموات , أحبهم على قدر أعمالهم , وذل عند الطاعة , واستعص عند المعصية»

حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا إبراهيم بن معمر، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أسباط بن محمد القرشي، قال: سمعت سفيان، يقول: «لا يكون للقراءة ملح حتى يكون معها زهد»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أبو الفوارس، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، قال: كان يقال: «من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل، ومن كانت سريرته شرا من علانيته فذلك الجور»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا الحكم بن معن، قال: سمعت عمرو بن محمد العنقزي، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «بلغني أن العبد، يعمل العمل سرا فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية , ثم يزال الشيطان به حتى يحب أن [ص:31] يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، ثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، قال: سمعت أبي يقول: رأيت زائدة بن قدامة جاء إلى سفيان الثوري , فلما رآه انتهره وصاح به , فقيل له: ما شأنه؟ فقال: إن شريكا أمر بمال يقسمه , فولاه هذا , ثم قال له سفيان: «إن شريكا لم يصب لدنسه أحدا غيرك»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا خشيش الصوفي، ثنا زيد بن الحباب، قال: «كان رأي سفيان الثوري رأي أصحابه الكوفيين , يفضل عليا على أبي بكر وعمر , فلما صار إلى البصرة رجع عنها وهو يفضل أبا بكر وعمر على علي , ويفضل عليا على عثمان»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحمن , ثنا علي بن قادم، قال: سمعت سفيان، يقول: «ما قاتل علي أحدا إلا كان علي أولى بالحق منه»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، قال: قال سفيان: من قال: «علي أحق بالولاية من أبي بكر وعمر فقد خطأ أبا بكر وعمر وعليا والمهاجرين والأنصار , ولا أدري يرتفع له عمل إلى السماء أم لا؟»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، قال: سمعت أبا يحيى، يقول: ثنا زكريا بن عدي، عن حفص بن غياث، قال: قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله , إن الناس قد أكثروا في المهدي , فما تقول فيه؟ قال: «إن مر على بابك فلا تكن منه في شيء حتى يجتمع الناس عليه»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد , ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا محمد بن خلف، ثنا رواد بن الجراح، قال: قال سفيان لعطاء بن مسلم: «كيف حبك اليوم لأبي بكر؟» قال: شديد , قال: «كيف حبك لعمر؟» [ص:32] قال: شديد , قال: «كيف حبك لعلي؟» قال: شديد - وطولها وشددها - فقال سفيان: «يا عطاء , هذه الشديدة تريد كية وسط رأسك»

حدثنا عبد المنعم، ثنا أحمد، ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت حفص بن غياث، يقول: قال سفيان: «من لم يشرب النبيذ ولم يأكل الجدي , ولم يمسح على الخفين فاتهموه على دينكم»

حدثنا عبد المنعم، ثنا أحمد بن شعيب، قال: سمعت عبد الله بن الحسين الأشعري، يقول: سمعت عثام بن علي، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال»

حدثنا محمد بن علي، ثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد، ثنا أبو عبيدة ابن أخي هناد , ثنا قبيصة، قال: سمعت عبادا السماك، يقول: سمعت سفيان، يقول: " الأئمة خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز "

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن حسان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: " سئل سفيان الثوري عن نبيذ السقاية، قال: «إن كان يسكر فلا تشربوه»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت أبا همام السكوني، يقول: حدثني أبي قال: سمعت سفيان، يقول: «لا يستقيم قول إلا بعمل , ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية , ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم، يقول: سمعت يحيى بن يمان، يقول: قال سفيان: «لا يقبل قول إلا بعمل ونية»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت عبد الله بن داود المخرمي، يقول: سمعت زيد بن الحباب، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الإيمان كالسربال , إذا شئت لبسته , وإذا شئت خلعته»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا نشيط محمد بن هارون - وكان من الصالحين - يقول: سمعت أبا صالح الفراء، يقول: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: سمعت سفيان، يقول: " من كره أن يقول: أنا [ص:33] مؤمن، إن شاء الله , فهو عندنا مرجيء - يمد بها صوته - "

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن سعيد الرباطي، ثنا غياث بن واقد، - من أهل إصطخر - قال: سمعت سفيان، يقول: «أرج كل شيء مما لا تعلم إلى الله , ولا تكن مرجئا , واعلم أن ما أصابك من الله ولا تكن قدريا». قال: وسمعت سفيان يقول: «لقد تركت المرجئة هذا الدين أرق من السابري»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، ثنا أبو بكر الحنفي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الصلاة والزكاة من الإيمان , والإيمان يزيد , والناس عندنا مؤمنون مسلمون , ولكن الإيمان متفاضل , وجبريل أفضل إيمانا منك»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا داود، يقول: قال رجل لسفيان الثوري: أنت قدري , فقال سفيان: «إن كنت قدريا فأنا رجل سوء , وإلا فأنت في حل» قال أبو داود: ولما قدم ثور - يعني ابن زيد - مكة أخذ سفيان بيده , فأدخله حانوتا , فكان يحدثه , فقال سفيان لرجل كان عليه صوف: «لباسك هذا بدعة» , فقال الصوفي: أخذك بيد هذا وإدخالك الدكان بدعة

حدثنا عبد المنعم، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد , ثنا مشرف بن سعيد الواسطي، ثنا أبو سعيد بن شرف، ثنا عبد الواحد بن زيد، قال: قال لي أيوب: قل للثوري: لا تصحب عمرو بن عبيد , قال: فقلت ذلك له , فقال: «إني أجد عنده أشياء لا أجدها عند غيره» , فقلت ذلك لأيوب , فقال لي أيوب: من تلك الأشياء أخاف عليه "

حدثنا عبد المنعم، ثنا أحمد، ثنا أبو جعفر الحضرمي، ثنا الصقر بن عداس المالكي، ثنا أحمد بن عبد العزيز البصري، قال: قال سفيان: «إذا أراد الله بعبد خيرا أفرغ عليه السداد , وكنفه بالعصمة»

حدثنا محمد بن علي، ثنا جعفر بن محمد بن رزق، ببغداد , ثنا محمد بن عبد النور المقرئ، قال: أخبرنا الحسن بن الربيع، عن يحيى بن عمر، قال: سمعت [ص:34] سفيان الثوري، يقول: «من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم أنه صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه»

حدثنا محمد بن علي، ثنا عمرو بن عبدويه، ثنا الحسن بن عبد الله بن شاكر، ثنا ابن أبي الحواري، ثنا حجرة بن مدرك، قال: قال الثوري: «من سمع بدعة، فلا يحكها لجلسائه , لا يلقيها في قلوبهم»

حدثنا محمد، ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا أحمد بن يونس , ثنا عطاء بن مسلم، قال: سمعت سفيان، يقول: «ما حاج علي أحدا إلا حجه»

حدثنا محمد، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا أبي، ثنا أيوب بن سويد، عن الثوري، قال: " الإسلام والإيمان سواء , ثم قرأ {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} [الذاريات: 36] "

حدثنا محمد، ثنا عمرو بن عبدويه، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبد الرحمن بن عفان، ثنا يوسف بن أسباط، قال: قال سفيان: «يا يوسف , إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة فابعث إليه بالسلام , وإذا بلغك عن آخر بالمغرب صاحب سنة فابعث إليه بالسلام , فقد قل أهل السنة والجماعة»

حدثنا محمد، ثنا عبد الرحمن بن سانجور الرملي، ثنا محمد بن إبراهيم بن حماد، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا وكيع، عن سفيان، قال: قال عثمان بن أبي صفية: «إذا واخيت الرجل في الله فأحدث حدثا فلم، أجانبه لم تكن مؤاخاتي في الله»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أبو أحمد بن محمد، ثنا أبو داود، ثنا ابن خبيق، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إذا أحببت الرجل في الله ثم أحدث حدثا في الإسلام فلم تبغضه عليه فلم تحبه في الله»

حدثنا عبد المنعم، ثنا أحمد، ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا علي المكي، ثنا إبراهيم بن عبد الله، عن عبد الواحد، عن سفيان، قال: «إنما هو اختيار أو اختبار أو عقوبة» , قال: فحدثت به محمودا أو ناظرته فيه فقلت له: «الاختيار ينبغي أن ترضى به , والاختبار ينبغي أن تصبر عليه , [ص:35] والعقوبة ينبغي أن تتوب منها»

حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء، حدثني أبي، ثنا محمد بن مسلم، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مبارك أبو حماد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقرأ على علي بن الحسن: " واعلم أن السنة سنتان: سنة أخذها هدى , وتركها ضلالة , وسنة أخذها هدى وتركها ليس بضلالة , وأن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة , وأن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار , وحقا بالنهار لا يقبله بالليل , وأنه يحاسب العبد يوم القيامة بالفرائض , فإن جاء بها تامة قبلت فرائضه ونوافله , وإن لم يؤدها وأضاعها لحقت النوافل بالفرائض , فإن شاء غفر له , وإن شاء عذبه , وأولى الفرائض الانتهاء عن الحرام والمظالم، وأن الله تعالى يقول في كتابه: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58] " الآية وقال: {إن الله نعما يعظكم به} [النساء: 58] وقال تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} [البقرة: 197] وإنما عنى به التقوى عن المظالم أن تتناولوها فتنفقوها في أعمال البر , يا أخي عليك بتقوى الله , ولسان صادق , ونية خالصة , وأعمال شتى صالحة , ليس فيها غش , ولا خدعة , فإن الله يراك وإن لم تكن تراه , وهو معك أينما كنت لا يسقط عليه شيء من أمرك , لا تخدع الله فيخدعك , فإنه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الإيمان ونفسه لا تشعر , ولا تمكرن بأحد من المسلمين المكر السييء , فإنه لا يحيق المكر السييء إلا بأهله , ولا تبغين على أحد من المسلمين , فإن الله تعالى يقول: {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم} [يونس: 23] ولا تغش أحدا من المؤمنين , فقد بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «من غش مؤمنا فقد برئ من المؤمنين» ولا تخدعن أحدا من المؤمنين فيكون نفاقا في قلبك , ولا تحسدن , ولا تغتابن فتذهب حسناتك , وقد كان بعض الفقهاء يتوضأ من الغيبة كما يتوضأ من الحدث , وأحسن سريرتك يحسن الله علانيتك , وأصلح فيما بينك وبين الله يصلح الله فيما بينك وبين الناس , واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك , بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا , ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبدوس بن كامل، ثنا محمد بن الحسن [ص:36] الجوهري، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: «الذي أنا عليه , بل كل الذي أنا عليه، جامع سفيان»

حدثنا سليمان، ثنا زكريا الساجي، قال: سمعت سلمة بن شبيب، يقول: سمعت عبد الرزاق، يقول: سمعت محمد بن مسلم الطائفي، يقول: «إذا رأيت عراقيا فاستعذ بالله من شره , وإذا رأيت سفيان الثوري فاسأل الله الجنة»

حدثنا سليمان، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «ما سألت أبا حنيفة عن شيء، قط , وربما لقيني فسألني»

حدثنا سليمان، ثنا محمد بن صالح بن الوليد، ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن تميم، عن أبي إسحاق الفزاري، قال: سمعت الأوزاعي، يقول: «إذا مات ابن عون وسفيان الثوري استوى الناس»

حدثنا سليمان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: سمعت سفيان، يقول: " كان يقال: تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل , والعالم الفاجر , فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون "

حدثنا سليمان، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو هشام الرفاعي، قال: سمعت داود بن يحيى بن يمان يحدث , عن أبيه، قال: قال رجل لسفيان الثوري: إني أحبك , قال: «كيف لا تحبني؟ ولست بابن عمي ولا جاري ‍»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا مفرج أبو شجاع، ثنا أبو زيد، محمد بن حسان , عن ابن المبارك، قال: قال سفيان: «إياكم والبطنة , فإنها تقسي القلب , واكظموا الغيظ , ولا تكثروا الضحك , فإنه يميت القلوب»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا زكريا الساجي، ثنا محمد بن موسى الحرشي، ثنا حماد بن عيسى الجهني، قال: رأيت سفيان الثوري بمكة قد أكل شيئا , فأدخل يده في الرمل فدلكها , قلت: يا أبا عبد الله , لو غسلتها قال: «إنما هي أيام قلائل»

حدثنا سليمان، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال سفيان الثوري: «كنت إذا رأيت الرجال يجتمعون إلى أحد [ص:37] غبطته , فلما ابتليت بها وددت أني نجوت منهم كفافا لا علي , ولا لي»

حدثنا سليمان، ثنا أحمد بن محمد بن صدقة، ثنا علي بن محمد ابن أبي المضاء، ثنا خلف بن تميم , عن سليمان بن ناجية، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إني لأعرف حب الرجل للدنيا بتسليمه على أهل الدنيا»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: الناس يزعمون أن سفيان، كان يؤخر العصر , وأشهد لقد تتبع المساجد عندنا التي تعجل , ويشرب فيها النبيذ , وأشهد لقد وصفت له دواء في مرضه , فقلت له: نأتيك بنبيذ؟ فقال: «لا , ائتني بعسل وماء»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا حسين بن الحسن المروزي، ثنا الحسن بن علي، ثنا أبو أسامة، قال: قال سفيان: رآني مجمع - يعني التيمي - وعلي إزار خلق , فدعاني فقال: «خذ هذا فاشتر به إزارا , فدفع إلي أربعة دراهم»

حدثنا أحمد، ثنا أبو بكر، ثنا أبو عمير، ثنا أبو سهم الحكم الكلبي، قال: وقفت على سفيان الثوري فقلت: يا أبا عبد الله , فرفع رأسه إلي فقال: «هذه مسائل أهل القرى»

حدثنا أحمد، ثنا أبو بكر، ثنا أبو عمير، ثنا عبد الغفار بن الحسن، قال: كان سفيان الثوري إذا سئل عن شيء من هذه العجائب أشار بيده إلى مقاتل بن سليمان - يعني: «اذهبوا إليه»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو جعفر محمد بن داود , ثنا عيسى بن يونس، قال: «كان سفيان الثوري إذا رأى الرجل عليه قلنسوة شاشية لم يحدثه»

حدثنا أحمد، ثنا أبو بكر، ثنا الحسن بن البزار، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: " جلست ذات يوم ومعنا سعيد بن السائب الطائفي فجعل سعيد يبكي حتى رحمته , فقلت له: يا سعيد , ما يبكيك وأنت [ص:38] سمعتني أذكر أهل الجنة؟ " قال سعيد: يا سفيان , ما يمنعني أن أبكي؟ وإذا ذكرت مناقب الخير رأيتني عنها بمعزل؟ قال: سفيان: «وحق له أن يبكي»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا محمد بن يزيد الخنيسي، قال: سمعت رجلا، قال لسفيان: «لو أنك نشرت ما عندك من العلم رجوت أن ينفع الله به بعض عباده فتؤجر على ذلك» , قال سفيان: «والله لو أعلم بالذي يطلب هذا العلم يريد به ما عند الله لكنت أنا الذي آتيه في منزله فأحدثه بما عندي مما أرجو أن ينفعه الله به»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا قتيبة، ثنا محمد بن يزيد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «بلغني أنه يأتي على الناس زمان تمتليء قلوبهم في ذلك الزمان من حب الدنيا فلا تدخله الخشية» , قال سفيان: «وأنت تعرف ذلك إذا ملأت جرابا من شيء حتى يمتليء فأردت أن تدخل فيه غيره لم تجد لذلك من خلاء»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا قتيبة، ثنا الخنيسي، قال: سمعت سفيان الثوري، إذا حدث الناس، في المسجد الحرام وفرغ من الحديث يقول: «قدموا إلي الطبيب - يعني وهيب بن الورد»

حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو غسان أحمد بن محمد بن إسحاق قال: سمعت الأصمعي، يقول: أما سفيان الثوري فإنه أوصى أن تدفن كتبه , وكان ندم على أشياء كتبها عن قوم، وقال: «حملني عليه شهرة الحديث»

حدثنا أبي، ثنا محمد، ثنا الحجاج بن يوسف، ثنا ابن غزالة، قال: قال سفيان: «الفاجر الراجي لرحمة الله أقرب إلى الله من العابد الذي يرى أنه لا ينال ما عند الله إلا بعمله»

حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا هارون بن سليمان، قال: سمعت محمد بن النعمان، يقول: كان سفيان بمكة فمرض ومعه الأوزاعي , فدخل عليه عبد الصمد بن علي , فحول وجهه إلى الحائط , فقال الأوزاعي لعبد الصمد: إن أبا عبد الله سهر البارحة , فلعله أن يكون نائما , فقال سفيان: «لست بنائم , لست بنائم» , فقام عبد الصمد , فقال الأوزاعي لسفيان: أنت ستقتل , لا يحل لأحد [ص:39] أن يصحبك

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو بكر بن معدان، ثنا عبد الله بن خبيق، ح وحدثنا عبد المنعم بن عمر بن عبد الله، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا الحضرمي، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا الهيثم بن حميد، عن المفضل بن مهلهل، قال: " خرجت حاجا مع سفيان , فلما صرنا إلى مكة وافينا الأوزاعي بها , فاجتمعنا أنا والأوزاعي وسفيان في دار قال: وكان على الموسم عبد الصمد بن علي الهاشمي , فدق داق الباب , فقلنا: من هذا؟ قال: الأمير , فقام الثوري فدخل المخدع , وقام الأوزاعي فتلقاه , فقال له عبد الصمد بن علي: من أنت أيها الشيخ؟ قال: أبو عمرو الأوزاعي قال: حياك الله بالسلامة , أما إن كتبك كانت تأتينا فكنا نقضي حوائجك , ما فعل سفيان الثوري؟ قال: قلت: دخل المخدع , فدخل الأوزاعي في إثره , فقال: إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك , فخرج سفيان مغضبا فقال: «سلام عليكم , كيف أنتم؟» فقال له عبد الصمد: أتيتك أكتب هذه المناسك عنك , فقال له سفيان: «أو لا أدلك على ما هو أنفع لك منها؟» قال: وما هو؟ قال: «تدع ما أنت فيه» , فقال: وكيف أصنع بأمير المؤمنين أبي جعفر؟ قال: «إن أردت الله كفاك أبا جعفر» , فقال له الأوزاعي: يا أبا عبد الله , إن هؤلاء ليس يرضون منك إلا بالإعظام لهم , فقال له: يا أبا عمرو , إنا لسنا نقدر أن نضربهم , وإنما نؤذيهم بمثل هذا الذي ترى , قال مفضل: فالتفت إلي الأوزاعي فقال: قم بنا من ههنا , فإني لا آمن هذا يبعث من يضع في رقابنا حبالا , وإن هذا ما يبالي "

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم , ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن خبيق , ثنا يوسف بن أسباط، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «ما رأيت الزاهد في شيء أقل منه في الرياسة , ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب , فإذا نوزع في الرياسة حامى عليها وعادى»

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد , ثنا أحمد بن محمد، ثنا عبد الله بن [ص:40] خبيق، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله، قال: قال سفيان الثوري: «النظر إلى وجه الظالم خطيئة , ولا تنظروا إلى الأئمة المضلين إلا بإنكار من قلوبكم عليهم , لئلا تحبط أعمالكم»

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا أبو خالد، قال: قال سفيان: «ولا تنظروا إلى دورهم , ولا إليهم إذا مروا على المراكب»

حدثنا أبو أحمد، ثنا سلم بن عصام، ثنا رسته، قال: سمعت خيرا، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول - وذكروا له أمر السلطان وطلبهم إياه - فقال: «أترون أني أخاف هوانهم , إنما أخاف كرامتهم»

حدثنا أبو أحمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، حدثني محمد بن سليمان، ثنا عبد الله بن سلمة، قال: سمعت يحيى بن سليم الطائفي، يقول: بعث محمد بن إبراهيم الهاشمي إلى سفيان الثوري بمائتي دينار , فأبى أن يقبلها فقلت: يا أبا عبد الله , كأنك لا تراها حلالا؟ قال: «بلى , ما كان آبائي وأجدادي إلا في العطية , ولكن أكره أن أذل لهم»

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو عروبة، ثنا الإسماعيلي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، قال: كنت ليلة مع سفيان الثوري فرأى نارا من بعيد , فقال: «ما هذا؟» فقلت: نار صاحب الشرطة , فقال: " اذهب بنا في طريق آخر لا نستضيء بنارهم , أو قال: بنورهم "

حدثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي الأنطاكي، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبيد بن جناد، ثنا عطاء بن مسلم، قال: " لما استخلف المهدي بعث إلى سفيان , فلما دخل خلع خاتمه , فرمى به إليه فقال: يا أبا عبد الله , هذا خاتمي فاعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة , فأخذ الخاتم بيده وقال: «تأذن في الكلام يا أمير المؤمنين؟» قال عبيد: قلت لعطاء: يا أبا مخلد , قال له: يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم , قال: «أتكلم على أني آمن؟» قال: نعم , قال: «لا تبعث إلي حتى آتيك , ولا تعطني شيئا حتى أسألك» , قال: فغضب من ذلك وهم به , فقال له كاتبه: أليس قد أمنته يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى , فلما خرج حف به أصحابه فقالوا: ما منعك [ص:41] يا أبا عبد الله وقد أمرك أن تعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة؟ قال: فاستصغر عقولهم , ثم خرج هاربا إلى البصرة "

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن أحمد بن عيسى، ثنا الحسين بن معاذ الحجبي، ثنا أبو هشام، ثنا داود، عن أبيه، قال: " كنت مع سفيان الثوري فمررنا بشرطي نائم وقد حان وقت الصلاة , فذهبت أحركه , فصاح سفيان: «مه» , فقلت: يا أبا عبد الله , يصلي فقال: «دعه لا صلى الله عليه , فما استراح الناس حتى نام هذا»

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن عباس البلدي، بملطية , ثنا محمد بن عبد الله، عن أبي السري، عن الأشجعي، عن سفيان، قال: «إن استرشدك أحد من هؤلاء الطريق فلا ترشده»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد، ثنا جعفر بن وهب، ثنا أحمد، - يعني ابن سنان - قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: سمعت سفيان، يقول: " لما أخذت فأدخلت على المهدي قلت: قد وقعت يا نفس فاستمسكي , فلما دخلت إذا إلى جنبي أبو عبيد الله , فقال أبو عبيد الله: ألست سفيان الثوري؟ قلت: بلى , قال: إن كتبك لتأتينا أحيانا , قلت: ما كتبت إليك كتابا قط , قال: فأي شيء دخله "

حدثنا عبد المنعم، ثنا أحمد أبو داود، ثنا أبو بكر بن أبي النضر، حدثني خلف بن تميم الكوفي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إن الرجل ليستعير من السلاطين الدابة والسرج , أو اللجام فيتغير قلبه لهم»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: " بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة , فقال: إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه قال: فجاء النجارون فنصبوا الخشب , ونودي سفيان , وإذا رأسه في حجر فضيل بن عياض , ورجلاه في حجر ابن عيينة , فقالوا له: يا أبا عبد الله , اتق الله ولا تشمت بنا الأعداء , قال: فتقدم إلى الأستار ثم دخله ثم أخذه وقال: «برئت منه إن دخلها أبو جعفر» , قال [ص:42]: فمات قبل أن يدخل مكة , فأخبر بذلك سفيان فلم يقل شيئا "

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن يحيى، ثنا أحمد بن جواس، حدثني محمد بن عبد الوهاب، قال: كان وهيب المكي يقول: «ما فعل الذي بالعراق؟ الذي يجفو الأمراء , ويدني الفقراء , ما فعل؟»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا سعيد بن محمد البيروتي، ثنا محمد بن أبي داود الأزدي، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: " أخذ أبو جعفر بتلباب الثوري , وحول وجهه إلى الكعبة فقال: يا رب , برب هذه البنية , أي رجل رأيتني؟ قال: «برب هذه البنية بئس الرجل رأيتك , وأطلق يده»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا سعد بن محمد، ثنا محمد بن زاهر، أن يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: " ما يريد مني أبو جعفر؟ فوالله لئن قمت بين يديه لأقولن له: قم من مقامك , فغيرك أولى به منك "

حدثنا أبو محمد، ثنا محمد بن يحيى، حدثني إبراهيم بن سعيد، ثنا حيان: قال: قال ابن المبارك: قيل لسفيان الثوري: لو دخلت عليهم قال: «إني أخشى أن يسألني الله عن مقامي ما قلت فيه؟» قيل له: تقول وتتحفظ , قال: «تأمروني أن أسبح في البحر ولا تبتل ثيابي؟» قال حيان: وبلغني أنه قال: «ليس أخاف ضربهم , ولكني أخاف أن يميلوا علي بدنياهم , ثم لا أرى سيئتهم سيئة»

حدثنا أبو محمد، ثنا الفتح بن إدريس، ثنا سلمة بن شبيب، قال: سمعت يزيد بن أبي حكيم، يقول: كنا بالمسجد الحرام , فأخذ الناس بالبيعة , وعلى سفيان إزار ورداء جديدان , فجاء إلى رجل مسكين عليه ثوبان خلقان , فقال سفيان: «هل لك أن تأخذ ثوبي الجديدين وتعطني الخلقين؟» قال: فاغتنم وقال: نعم , فأعطاه الجديدين , وأخذ الخلقين فلبسهما , ثم جاء إلى المسجد , فأخذه الحراس فألقوه خارجا من المسجد , وقالوا له: يا ساسي , أنت ما تصنع ههنا؟ "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو الحسن بن الظهراني، ثنا محمد بن هارون أبو جعفر، قال: سمعت الفريابي، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: " أدخلت على أبي جعفر بمنى , فقلت له: اتق الله , إنما أنزلت هذه المنزلة وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار , وأبناؤهم يموتون جوعا , حج عمر بن الخطاب فما أنفق إلا خمسة عشر دينارا , وكان ينزل تحت الشجر " , فقال لي: أتريد أن أكون مثلك؟ قلت: «لا تكون مثلي , ولكن كن دون ما أنت فيه , وفوق ما أنا فيه»، فقال لي: اخرج , قال أبو جعفر: كتبه عني بشر بن الحارث "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثني علي بن رستم الأصبهاني، ثنا محمد بن عصام بن يزيد خير قال: سمعت أبي يقول: وجهني سفيان وكتب معي إلى المهدي وإلى وزيره أبي عبد الله , ويعقوب بن داود , وأدخلت عليه فجرأ كلامي فقال: " لو جاءنا أبو عبد الله لوضعنا أيدينا في يده وارتدينا برداء , واتزرنا بآخر , وخرجنا إلى السوق , فأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر , فإذا توارى عنا مثل أبي عبد الله , لقد جاء قراؤكم الذين هم قراؤكم فأمروني ونهوني , ووعظوني وبكوا والله لي وتباكيت لهم , ثم لم يفجأني من أحدهم إلا أن أخرج من كمه رقعة: أن افعل بي كذا , وافعل بي كذا , ففعلت ذلك بهم , ومقتهم عليه , وإنما كتب إليه لأنه طال مهربه أن يعطيه الأمان , فأمنه , وقدمت عليه البصرة بالأمان ثم قال: اخرج إلى أهلك , فقد طالت غيبتك فألم بهم , ثم الحق بي بالكوفة , فإني منتظرك حتى تجيء , فمرض بعده بالبصرة , ومات رحمه الله "

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثني علي بن رستم، قال: سمعت محمد بن عصام بن يزيد، يقول: قال أبي: لما أراد سفيان أن يوجهني، إلى المهدي قلت له: إني غلام جبلي , لعلي أسقط بشيء فأفضحك , فقال لي: «ترى هؤلاء الذين يجيئوني لو قلت لأحدهم , لظن أني قد أسديت إليهم معروفا , ولكن قد رضيت بك , قل ما تعلم , ولا تقل ما لا تعلم» , قال محمد: قال أبي: فلما رجعت إلى سفيان قلت: لأي شيء تهرب من الرجل؟ والرجل يقول: لو جاء لخرجت معه إلى السوق فأمرنا ونهينا؟ [ص:44] فقال: «يا ناعس , حتى يعمل بما يعلم , فإذا عمل بما يعلم لم يسعنا إلا أن نذهب فنعلمه ما لا يعلم»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو حفص عمرو بن علي قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: أملى علي سفيان الثوري كتابا كتبه إلى المهدي فقال: اكتب: «من سفيان بن سعيد , إلى محمد بن عبد الله» , فقلت: إذا كتبت هذا لم يقرأه , فقال: «اكتب كما تريد» , فكتبت , ثم قال: «اكتب , فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو تبارك وتعالى , وهو للحمد أهل , وهو على كل شيء قدير» , فقلت لسفيان: من كان يكتب هذا الصدر؟ فقال: «حدثني منصور، عن إبراهيم، أنه كان يكتبه»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمد بن خلف العسقلاني، ثنا رذاذ بن الجراح، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «هلاك هذه الأمة إذا ملك الخصيان»

حدثنا سليمان، ثنا عمرو بن أبي الطاهر المصري، ثنا أحمد بن الحسين الكوفي، بمصر , ثنا أبو سعيد الثعلبي، قال: قال سفيان الثوري: «قال الثعلب تعلمت للكلب اثنين وسبعين دستانا , فلم أر من الدستانات خيرا من أن لا أرى الكلب ولا يراني»

حدثنا محمد بن علي، قال: سمعت محمد بن موسى بن المصيصي، يقول: سمعت إبراهيم بن الحسن المقسمي، يقول: ثنا أبو سعيد الثعلبي، قال: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: " لم أر للسلطان إلا مثلا ضرب على لسان الثعلب , قال: قال الثعلب: عرفت للكلب نيفا وسبعين دستانا ليس منها دستان خيرا من أن لا أرى الكلب ولا يراني " , قال سفيان: «ليس للسلطان خير من أن يراك ولا تراه»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الحسن بن هارون بن سليمان، ثنا الحسن بن شاذان النيسابوري , حدثني محمد بن مسعود، عن سفيان الثوري، قال: أدخلت على المهدي بمنى , فلما سلمت عليه بالإمرة قال لي: أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا , فالحمد لله الذي جاء بك , فارفع إلينا حاجتك , فقلت: قد [ص:45] ملئت الأرض ظلما وجورا , فاتق الله وليكن منك في ذلك عبرة قال: فطأطأ رأسه ثم رفعه وقال: أرأيت إن لم أستطيع رفعه؟ قلت: تخليه وغيرك , قال: فطأطأ رأسه ثم قال: ارفع إلينا حاجتك قال: قلت: أبناء المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بالإحسان بالباب , فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم , قال: فطأطأ رأسه فقال أبو عبد الله: أيها الرجل , ارفع إلينا حاجتك , فقلت: وما أرفع؟ حدثني إسماعيل بن أبي خالد: قال: حج عمر بن الخطاب فقال لخازنه: " كم أنفقت؟ قال: بضعة عشر دينارا «, وأرى هنا أمورا لا تطيقها الجبال»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو بكر بن معدان، ثنا أبو بكر بن سلام، قال: سمعت إبراهيم الفراء يقول: كتب سفيان الثوري إلى المهدي مع جبر: «طردتني , وشردتني , وخوفتني , والله بيني وبينك , وأرجو أن يخير الله لي قبل رجوع الكتاب» , قال: فرجع الكتاب وقد مات "

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: كتب إلي عبد الله بن حمدان: ثنا محمد بن خلف العسقلاني، ثنا المشرفي الزاهد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «والله , ما يمنعني من إتيانهم أني لا أرى لهم طاعة , ولكني رجل أحب الطعام الطيب , فأخاف أن يفسدوني»

حدثني عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثنا إسحاق بن عاصم، ثنا أبو عبد الله العنبري، قال: قال أبو بكر الحنفي: «العجب من أقوام يميلون بين مسعر وسفيان أرسل صاحب الشرطة إلى مسعر أن لك في هذا المال شيئا , فذهب ثلاث فراسخ حتى أخذها , وسفيان تعرض عليه الدنيا فيفر منها»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، حدثني أبو عبد الله بن إبراهيم الليثي , حدثني وهب بن إسماعيل، قال: كنت بمكة مع سفيان الثوري والأوزاعي , فمرض سفيان فأتاه محمد بن إبراهيم يعوده , فلما قيل له: هذا محمد بن إبراهيم , قام فدخل الكنيف , فما زال فيه حتى استحييت من طول ما قعد , ثم خرج فجاء فقال [ص:46]: «سلام عليكم , كيف أنتم؟» وطرح نفسه ومحمد جالس , فحول وجهه إلى الحائط , فما كلمه حتى خرج من عنده , فلما كان من الغد بعث إليه يقرئه السلام , ويقول: «كيف نجدك؟ لولا أني أعلم أنه ليس بمكة أحد أبغض إليك مني لأتيتك»

حدثنا عبد الله بن عباس بن حمدان، ثنا الحضرمي، ثنا أبو عاصم البجلي، ثنا ابن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، وذكروا السلطان، فقال: «لو أكلوا الذهب لأكلنا الحصى»

حدثنا عبد الله، ثنا محمد بن محمد بن فورك، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا عبد الله بن سابق، قال: قال سفيان الثوري: «النظر إلى وجه الظالم خطيئة»

حدثنا عبد الله بن محمد بن معدان، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو توبة، عن يوسف بن أسباط، قال: قال سفيان الثوري: «من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أبو الفوارس، ثنا عبد الغفار بن أحمد، ثنا مزداد بن جميل، ثنا خلف بن تميم، ثنا ناجية، قال: سمعت الثوري، يقول: «إني لأعرف حب الرجل للدنيا من تسليمه على أهل الدنيا»

حدثنا أبو أحمد، ثنا الحسن بن علي، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، ثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: سمعت بكرا العابد، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لا خير في القارئ يعظم أهل الدنيا»

حدثنا أبي والقاضي، في جماعة قالوا: ثنا الحسن بن محمد، ثنا سعيد بن عنبسة، ثنا يحيى بن يمان، ثنا سفيان، قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: " تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي , والتمسوا رضوانه بالتباعد منهم , قالوا: فمن نجالس؟ قال: من تذكركم بالله رؤيته , ويرغبكم في الآخرة عمله , ويزيد في علمكم منطقه "

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن الحسين بن هارون الصباحي، بالرملة , ثنا الحسن بن هارون بن سليمان بن يحيى بن أبي سليمان، ثنا عبد الله بن الفرج، مولى معن بن زائدة قال: طلب الثوري فصار إلى اليمن , فأخبرت معن بن زائدة بقدومه , فأمنه وأمر له بألف دينار , فأبى أن يقبلها , فلما كان في أوان [ص:47] الحج ترك عندي عباءة كان يتمسح بها للصلاة , فلم ألقه إلا بالموقف , فقال لي: «يا عبد الله , ما فعلت العباءة؟» قلت: هو ذا , قال: «هاتها» , فأعطيته إياها قال: فلما قضى حجه صار إلى البصرة , فنزل على بقال في جوار يحيى بن سعيد , وعبد الرحمن بن مهدي , قال عبد الله: فقال لي البقال: ما زال ليلة مات يقوم فيتمسح للصلاة , حتى عددت له خمسين مرة , ثم مات من آخر الليل رحمة الله تعالى عليه "

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا المنذر بن محمد، ثنا أبو الوليد , ثنا زيد بن أبي خداش، قال: لقي سفيان شريكا بعدما ولي قضاء الكوفة , فقال: «يا عبد الله بعد الإسلام والفقه والخير تلي القضاء وصرت قاضيا؟» فقال له شريك: يا أبا عبد الله , لابد للناس من قاض " فقال له سفيان: يا أبا عبد الله لابد للناس من شرطي

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء، ثنا أبي، ثنا محمد بن مسلم، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مبارك أبو حماد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول لعلي بن الحسن السليمي: " إياك وما يفسد عليك عملك وقلبك , فإنما يفسد عليك قلبك مجالسة أهل الدنيا , وأهل الحرص , وإخوان الشياطين الذين ينفقون أموالهم في غير طاعة الله , وإياك وما يفسد عليك دينك , فإنما يفسد عليك دينك مجالسة ذوي الألسن المكثرين للكلام , وإياك وما يفسد عليك معيشتك , فإنما يفسد عليك معيشتك أهل الحرص وأهل الشهوات , إياك ومجالسة أهل الجفاء , ولا تصحب إلا مؤمنا , ولا يأكل طعامك إلا تقي , ولا تصحب الفاجر , ولا تجالسه , ولا تجالس من يجالسه , ولا تؤاكله , ولا تؤاكل من يؤاكله , ولا تحب من يحبه , ولا تفش إليه سرك , ولا تبسم في وجهه , ولا توسع له في مجلسك , فإن فعلت شيئا من ذلك فقد قطعت عرى الإسلام , وإياك وأبواب السلطان , وأبواب من يأتي أبوابهم وأبواب من يهوى هواهم , فإن فتنهم مثل فتن الدجال , فإن جاءك منهم أحد فانظر إليه بوجه مكفهر , ولا تبال منهم شيئا فيرون أنهم على الحق فتكون من أعوانهم , فإنهم [ص:48] لا يخالطون أحدا إلا دنسوه , وكن مثل الأترجة طيبة الريح , طيبة الطعم , لا تنازع أهل الدنيا في دنياهم تكن محببا إلى الناس , وإياك والمعصية فتستحق سخط الله , واعلم أنه لم يكن أحد أكرم على الله من آدم عليه السلام , جبل الله تربته بيده , ونفخ فيه من روحه , وأكرمه بسجود ملائكته , وأسكنه جنته , فأخرجه منها بذنب واحد , واعلم يا أخي أن الله تعالى لا يدخل أحدا الجنة بالمعاصي , وأن داود عليه السلام خليفة الله في الأرض نزل ما نزل به بخطيئة واحدة , ولو أنا عملنا مثلها لقلنا: ليست بخطيئة فاتق الله يا أخي , واجتنب المعاصي وأهلها , فإن أهل المعاصي استوجبوا من الله النقمة , وكن مبذولا بمالك ونفسك لإخوانك , ولا تغشهم في السرور والعلانية , وابغض الجهال ومجالستهم , والفجار وصحبتهم , فإنه لا ينجو من جاورهم إلا من عصم الله , وإذا كنت مع الناس فعليك بكثرة التبسم والبشاشة , وإذا خلوت بنفسك فعليك بكثرة البكاء والهم والحزن , فقد بلغنا - والله أعلم - أن أكثر ما يجد المؤمن يوم القيامة في كتابه من الحسنات الهم والحزن , وإياك وخشوع النفاق «وأن تظهر على وجهك خشوعا ليس في قلبك»

حدثنا سعيد بن محمد الناقد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير , ثنا أبي ح، وحدثنا أبي، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسن بن علي، ثنا يحيى بن أيوب، قال: قال عبد الله بن نمير: " لقيني سفيان الثوري بين الصفا والمروة , فأخذ بيدي , وسلم علي ثم انطلق إلى منزله , فإذا عبد الصمد بن علي قاعد على باب منزله ينتظره وكان والي مكة , فلما رآه قال: ما أعلم في المسلمين أحدا أغش لهم منك , فقال سفيان: كنت فيما هو أوجب علي من إتيانك - إنه كان يتهيأ للصلاة - فأخبره عبد الصمد أنه كان قد جاءه قوم فأخبروه أنهم قد رأوا الهلال هلال ذي الحجة , فأمره أن يأمر من يصعد الجبال ثم يؤذن الناس بذلك - ويده في يده - وترك عبد الصمد قاعدا على الباب , فأخرج إلي سفرة فيها فضلة من طعام: خبز مكسر , [ص:49] وجبن مقطع , فجعلنا نأكل جميعا قال: فأخذ بيده فذهب به إلى المهدي وهو بمنى , فلما رآه صاح بأعلى صوته: ما هذه الفساطيط؟ ما هذه السرادقات؟ حج عمر بن الخطاب فسأل: كم أنفقنا في حجتنا هذه؟ فقيل: كذا وكذا دينارا , ذكر شيئا يسيرا , زاد سعد: لقد أسرفنا "

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا الحسن بن حباش، ثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا النضر بن أبي زرعة، قال: قال لي مبارك بن سعيد بالموصل قال: ائت سفيان وأخبره أن نفقتي قد نفدت , وثيابي قد تخرقت , وقل له يكتب إلى والي الموصل لعله يصلني بشيء أكتسي به وأتجمل , فقدمت الكوفة فأتيت سفيان فأخبرته بما قال لي مبارك , فدخل الدار فأخرج دورقا فيه كسر يابسة , فنشرها على الأرض فقال: «لو رضي مبارك بمثل هذا لم يكن بالموصل , ما له عندنا كتاب»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، وسليمان بن أحمد، قالا: حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، حدثنا مبارك بن سعيد، قال: كتب سفيان إلي: «أما بعد , فأحسن القيام على عيالك , وليكن الموت من بالك , والسلام»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا سهل بن عاصم، قال: سمعت محمد بن أبي منصور، أو غيره قال: عاتب سفيان رجلا من إخوانه كان هم أن يتلبس بشيء من أمر هؤلاء , فقال له: يا أبا عبد الله , إن علي عيالا , قال: «لأن تجعل في عنقك مخلاة فتسأل على الأبواب خير من أن تدخل في شيء من أمر هؤلاء»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، حدثنا سلمة بن شبيب , حدثنا سهل بن عاصم، عن وهب بن إسماعيل الأسدي، قال: كنا عند سفيان الثوري , فجاءه رجل فسأله عن مسألة وعلى رأسه قلنسوة سوداء , فنظر إليه فأعرض عنه , ثم سأله الثانية فنظر إليه فأعرض عنه، فقال له: يا أبا عبد الله , يسألك الناس فتجيبهم , وأسألك فتنظر إلي ثم تعرض عني؟ فقال: «هذا الذي تسألني , أي شيء تريد به؟» قال: السنة قال: «فهذا الذي على رأسك أي شيء هو من السنة؟ هذه سنة سنها رجل سوء يقال له أبو مسلم , لا تستن بسنته» , [ص:50] قال: فنزع الرجل قلنسوته فوضعها , ثم لبث قليلا ثم قام فذهب "

حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا سعد بن محمد البيروتي، حدثنا محمد بن زهران، حدثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت الثوري، يقول: «أبغض ما يكون إلي إذا رأيتهم قياما يصلون» قال: ورأى سفيان على رجل قلنسوة سوداء , وذكر له أمر الحج , فقال: «وضعك هذه يعدل حجة»

حدثنا عبد الله، حدثنا ابن معدان، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا محمد بن سابق، قال: كنت جالسا عند سفيان حين استقضي شريك , فقال: «أيما رجل أفسد , لكن منصور بن المعتمر أخذه داود بن علي فأقامه حتى ورمت قدماه , فدفع إليه العهد فوضعه في كوة بيته , فلم يخرجه حتى مات»

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا محمد بن المثنى البزار، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: سمعت يحيى بن يمان، يقول: تقاوم سفيان وإبراهيم بن أدهم ليلة إلى الصبح , فكانا يتذاكران , فقيل: يا أبا نصر , في أي شيء؟ قال: «في أمور المسلمين»

حدثنا أبو بكر، حدثنا الحسن بن حباش، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا يحيى بن يمان، قال: «كثيرا ما كنت أرى سفيان مقنع الرأس يشتد في جنازة العبد والأمة»

حدثنا أبو بكر، حدثنا الحسن بن حباش، حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الزهيري، قال: سمعت عبد الله بن داود، يقول: سمعت سفيان، يقول: «إذا كان الناسك جيرانه عنه راضون فهو مداهن»

حدثنا أبو بكر، حدثنا محمد بن محمد بن عقبة، حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا أبو خالد، قال: سمعت سفيان، يقول: «ينبغي لأهل الميت أن يلقنوه الشهادة , فإن ملك الموت عليه السلام إذا غمز متينيه انقطع كلامه , وانقطعت معرفته , فيسقى سكرة الموت , فلو أن بيده سيفا ضرب أباه إن قدر»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا أبو بكر بن معدان، حدثنا أبو عامر الدمشقي، حدثنا الوليد، أخبرني عطاء الخفاف، قال: ما لقيت سفيان الثوري إلا باكيا , فقلت: ما شأنك؟ قال: «أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيا»

حدثنا مخلد بن جعفر، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا الزبيري بن بكار، حدثني أيوب بن سليمان , حدثنا عبد العزيز بن أبي خالد، قال: مر سفيان الثوري بالقاضي وهو يتكلم ببعض ما يضحك به الناس , فقال له: «يا شيخ , أما علمت أن لله يوما يحشر فيه المبطلون فما زالت تعرف في وجه القاضي حتى لقي الله عز وجل»

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، أنبأنا الفتح بن إدريس، حدثنا محمد بن يحيى بن فياض , حدثنا يزيد بن أبي الحكيم، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «يا من إذا سئل رضي , وإذا لم يسأل غضب , ولا يكون هكذا أحد سواه»

حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أبو العباس الجمال، حدثنا همام بن محمد بن النعمان، حدثنا أبي، حدثنا وكيع، قال: سمعت سفيان، يقول: «بلغنا أن البحر، يخرج من زق»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الحضرمي، حدثنا أحمد بن أسد، ح وحدثنا محمد بن علي، قال: سمعت عبد الله بن محمد البغوي، يقول: سمعت أبا سعيد الأشج، يقول: سمعت يحيى بن يمان، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «من لم يتفت لم يحسن أن يتقرأ»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن علي، حدثنا أحمد بن علي البوبهاري، حدثنا إبراهيم بن شماس , حدثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «خير الناس من رجع من فتوته إلى قراءته , وشر الناس من رجع من قراءته إلى فتوته»

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى، حدثنا أبو بكر بن النعمان، حدثنا محمد بن داود بن صبيح البزار، حدثنا علي بن سليمان، قال: سمعت بشر بن الحارث، قال: عن يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لأن أشتري من شاطر يتفتى , أحب إلي من أن أشتري من قارئ يتقرأ»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا علي بن سعيد، حدثنا معاوية بن صالح , حدثنا يحيى بن معين، حدثنا حجاج بن محمد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول [ص:52]: «إياكم وصحبة القراء , وعليكم بصحبة الفتيان»

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، حدثنا أبي، عن ابن أبي جميل، قال: قال سفيان: «أولئك فساق القراء , دخلوا بين الله وبين المريدين»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، وسليمان بن أحمد، قالا: حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، حدثنا مبارك بن سعيد، قال: كتب سفيان إلي: «أما بعد , فأحسن القيام على عيالك , وليكن الموت من بالك , والسلام»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عباس الأسقاطي، ومحمد بن عثمان بن سعيد الضرير، قالا: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا المعافى بن عمران، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «الناس نيام , فإذا ماتوا انتبهوا»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو حصين الوادعي، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا بكر بن محمد العابد، قال: قلت لسفيان الثوري: دلني على رجل أجلس إليه , قال: «تلك ضالة لا توجد»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا العباس بن الفضل، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا المعافى، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «من العجب أن يظن بأهل الشر الخير»

حدثنا سليمان، حدثنا محمد بن هشام المستملي، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عمار بن محمد , حدثنا سفيان الثوري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان للمؤمنين عش كعش الطير , وماء وخبز وملح فذلك من النعيم»

حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، حدثنا عمران بن عبد الرحيم، حدثنا أحمد بن يونس , قال: سئل سفيان الثوري: بم عرفت ربك؟ قال: «بفسخ العزم , ونقض الهمة»

حدثنا أبي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن الوليد قال: سمعت عبد الله بن عمر بن يزيد، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: جر أمير المؤمنين سفيان إلى القضاء , فتحامق عليه ليخلص نفسه منه , فلما أن علم أنه يتحامق عليه أرسله , وهرب من السلطان , وجعل كينونته في بيت عبد الرحمن , ويحيى [ص:53] بن سعيد بضعة عشر سنة , فلما كان عند موته قالوا: أين نذهب بك؟ قال: «اغسلوني وكفنوني , وضعوني على السرير , واحملوا فيما بينكم السرير» , ففعلوا فوضعوه بباب مسجد الجامع , فجاء السلطان فكشف عن وجهه فغاصه في الكافور , وكتب إلى السلطان الأعظم: إني وجدت سفيان على سرير مفروغا من غسله وكفنه , فغصصته في الكافور , أنتظر ما تأمر فيه , فوقع على الماء ألف سمارى إلى جنازته , فدفن بعد أيام "

حدثنا عبد المنعم بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا ابن خبيق , حدثنا علي بن هشام القرشي، قال: " جاء سفيان الثوري إلى صيرفي بمكة يشتري منه دراهم بدينار , فأعطاه الدينار , وكان معه آخر , فسقط من سفيان , فطلبه , فإذا إلى جانبه دينار آخر , فقال له الصيرفي: خذ دينارك قال: «ما أعرفه» , قال: خذ الناقص , قال: «فلعله الزائد» , قال: فتركه ومضى "

حدثنا عبد المنعم بن عمر، حدثنا أحمد، حدثنا أبو يعقوب المروزي، حدثنا ابن خبيق، قال: قال لي يوسف بن أسباط: قال لي سفيان الثوري وأنا وهو، في المسجد: «يا يوسف , ناولني المطهرة أتوضأ» , فناولته , فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده , ونمت فاستيقظت وقد طلع الفجر , فنظرت إليه , فإذا المطهرة في يده على حالها , فقلت: يا أبا عبد الله قد طلع الفجر قال: «لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة إلى هذه الساعة»

حدثنا عبد المنعم، حدثنا أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا سهل بن عاصم، عن خلف بن تميم، قال: سمعت سفيان، يقول: «بصر العينين من الدنيا وبصر القلب من الآخرة , وإن الرجل ليبصر بعينه فلا ينتفع ببصره , وإذا أبصر بالقلب انتفع»

حدثنا عبد المنعم، حدثنا أحمد، حدثنا ابن أبي يزيد الدمشقي، حدثنا المسيب بن واضح، حدثني بعض، مشايخنا عن سفيان، قال: «إني لألقى الأخ من الإخوان اللقاءة فأكون بها غافلا شهرا»

حدثنا عبد المنعم، حدثنا أحمد، حدثنا محمد بن العباس الدمشقي، حدثنا ابن أبي [ص:54] الحواري، قال: قلت لأحمد بن شبويه: إن أبا صفوان قال: ما ضعف بدن قط عن نية، فقال: قال سفيان الثوري: «ما ضعف بدن قط عن مبلغ نيته , فقدموا النية ثم اتبعوها»

حدثنا عبد المنعم، حدثنا أحمد، حدثنا أبو بكر بن عبيد، حدثنا أحمد بن الفتح، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إن أقبح الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة»

حدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن حمزة، ثنا علي بن سهل البغدادي، حدثنا أبي قال: قال سفيان الثوري: " يقال للميت وهو على سريره: اسمع ثناء الناس عليك "

حدثنا محمد بن علي، حدثنا أحمد بن محمد بن حكيم، حدثنا أبو خولة ميمون بن سلمة , حدثنا بركة بن محمد , حدثنا يوسف بن أسباط، قال: كنت بالكوفة أطبع اللبن في بني الأحمر , فجاء سفيان فقعد إلي , فحدثني ثم قال: «يا يوسف , لا تشكر إلا من عرف موضع الشكر» , قلت: وما موضع الشكر يا أبا عبد الله؟ فقال لي: «إذا أوليتك معروفا فكنت أنا أسر به منك , وأنا منك أشد استحياء , فاشكر , وإلا فلا»

حدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن حمزة، حدثنا السري بن يحيى، حدثنا أبو هدبة، قال: «رأيت سفيان الثوري أخذ من شعره فناول الحجام رغيفا»

حدثنا محمد بن علي , حدثنا محمد بن أحمد بن سلم , حدثنا علي بن جميل، حدثنا شعيب بن حرب، قال: جاءت امرأة إلى الثوري فقالت: إن ابني ضيعني وترك عمله , فقال: «في أي شيء أخذ ابنك؟» قالت: في الحديث , قال: «احتسبيه»

حدثنا محمد بن علي، حدثنا عبد العزيز بن أبي رجاء، حدثنا عمرو بن ثور، حدثنا موسى بن خالد، - ختن الفريابي - حدثنا ابن المبارك، عن الثوري، قال: «إنما الأجر على قدر الصبر»

حدثنا محمد، حدثنا عمر بن عبد ربه الحضرمي، حدثنا الحسين بن شاكر السمرقندي، حدثنا ابن خبيق، قال: قال العمري: قال الثوري: «ما أحسن تذلل الأغنياء في مجالس الفقراء وما أقبح تذلل الفقراء في مجالس الأغنياء»

وقال العمري [ص:55]: «معاشر القراء , كلوا الدنيا , فقد مات سفيان الثوري»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا ابن معدان، ح. وحدثنا محمد بن علي، حدثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي، حدثنا أبو المشرف أحمد بن محمد بن عقيل قالا: حدثنا إبراهيم بن سعيد , حدثنا عبيد بن جناد، عن عطاء بن مسلم، قال: كان سفيان يحدثنا فقال: «النهار يعمل عمله» , فقيل له: في هذا أجر؟ قال: «في هذا لذة»

حدثنا محمد بن علي، حدثنا أحمد بن محمد العباسي، حدثنا ابن خبيق، حدثنا يوسف بن أسباط، قال: سئل سفيان الثوري عن مسألة، وهو يشتري شيئا , فقال: «دعني , فإن قلبي مع درهمي»

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم , وأبو محمد بن حيان قالا: حدثنا أحمد بن علي بن الجارود , حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن يمان، قال: قال سفيان الثوري: «إنما مثل الدنيا مثل رغيف عليه عسل مر به ذباب فقطع جناحيه , وإذا مر برغيف يابس مر به سليما»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا أحمد بن علي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن يمان، قال: قال سفيان: " مر قيس بقوم يقتتلون قال: على ما يقتتل هؤلاء؟ لقد عظم على هؤلاء الدنيا "

حدثنا القاضي أبو أحمد، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا الحسن بن عيسى بن ميسرة، ثنا عبد الله بن المبارك، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة , والرخاء مصيبة»

حدثنا أبو أحمد، حدثنا أبو الفوارس، حدثنا يحيى بن عثمان، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان، عن بعضهم، قال: قال رجل: «لنعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته علي فيما أعطاني»

حدثنا أبو محمد، ثنا أبو الفوارس، ثنا يحيى، ثنا الفريابي، عن سفيان، قال: " جاء راهب إلى راهب فقال: كيف رأيت نشاطك؟ قال: ما شعرت أن أحدا يسمع بذكر الجنة والنار تأتي عليه ساعة من نهار أو ليل لا يصلي فيها , قال: كيف ذكرك للموت؟ قال: ما أرفع رجلا ولا أضع أخرى إلا رأيت أني ميت , [ص:56] ثم قال: إني لأصلي فأبكي حتى ينبت العشب من دموعي , قال: إنك إن تضحك وأنت معترف لله بخطيئتك خير لك من أن تبكي وأنت مدل بعملك , فإن صلاة المدل لا تصعد فوقه , قال: أوصني قال: ازهد في الدنيا , ولا تنازع أهلها , وكن فيها كالنحلة , إن وقعت على عود لم تكسره , وإن أكلت أكلت طيبا , وإن وضعت وضعت طيبا , وانصح لله نصح الكلب لأهله , فإنهم يضربونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم "

حدثنا القاضي أبو أحمد، وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد الأحمر، عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، قال: أرسل إلي سفيان وأنا بعبادان، فأتيته بالبصرة , فإذا به البطن فقال: «عندك في هذا شيء؟» فقلت: تيمم , فنفض ثوبه في وجهي , فلما خرجت قلت: سفيان يستفتيني؟ فرجعت إليه لأصف له , فإذا هو قد مات , وإذا على فمه سويق الغبيراء , قال: فجعل أبو خالد يقول: وأي فم؟ وأي فم؟ وأي فم؟ "

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله البصري، قال: قال رجل لسفيان: أوصني قال: «اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها , وللآخرة بقدر بقائك فيها , والسلام»

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد، ثنا عبد الله بن خبيق، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «ليس شيء يضاعف من الكلام مثل قول الحمد لله , ولا شيء أقطع لظهر إبليس من لا إله إلا الله»

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد، ثنا الحسن بن ناصح، قال: سمعت عبد العزيز بن أبان، يقول: سمعت الثوري، يقول: «ما وجدنا شيئا أنفع في دين ولا دنيا من أخ موافق»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب , ثنا سهل بن عاصم، عن محمود الدمشقي، قال: " جاء رجل إلى سفيان الثوري فشكى إليه مصيبة أصابته , فقال له سفيان: «ما كان بها أحد أهون عليك مني» , قال: وكيف ذلك؟ قال: «ما وجدت أحدا تشكو إليه غيري؟» قال [ص:57]: إنما أردت أن تدعو لي , فقال له سفيان: «أمدبر أنت , أم مدبر؟» قال: بل مدبر , قال: «فارض بما يدبر لك»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، ثنا عباس الدوري، ثنا أحمد بن يونس , ثنا علي بن فضيل، قال: «رأيت سفيان الثوري ساجدا حول البيت , فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو الربيع الرشديني، ثنا ابن وهب، قال: «رأيت الثوري في المسجد الحرام بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع رأسه حتى نودي بصلاة العشاء»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أحمد بن سعيد الدارمي، يقول: سمعت أبا عاصم، يقول: قال سفيان: «وددت أني أنقلب من هذا الأمر كفافا»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت أبا النضر العجلي، يقول: ثنا محمد بن حرب، قال: قال سفيان: «حمد الله ذكر وشكر , وليس شيء ذكرا وشكرا غيره»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد بن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ثنا أبي، عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان، قال: «إنما العلم بالآثار»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: حدثني العباس بن أبي طالب، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي، قال: سمعت حفص بن غياث، وذكر الثوري، فقال: «كان يتعزى بسفيان وبمجلس سفيان عن الدنيا»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت الفضل بن سهل، يقول: ثنا معاوية بن عمرو، ثنا داود بن يحيى، عن أبيه، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إذ أردت من قارئ حاجة , فاضربه بصاحب الدنيا»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا عبد الرزاق، قال: «كنت إذا لقيت سفيان الثوري لم أستوحش إلى أحد»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد بن سهل، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: سمعت [ص:58] سفيان، يقول: «سلوني عن التفسير، والمناسك، فإني بهما عالم»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا يحيى بن يمان العجلي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «قد كنت أشتهي أمرض فأموت , فأما اليوم , فليتني مت فجأة»

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد، قال: سمعت أبا سعيد الكندي الأشج، قال: سمعت أبا نعيم الأحول، قال: " كان سفيان الثوري إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياما , وإذا سئل عن شيء قال: لا أدري , لا أدري "

حدثنا إبراهيم، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي النضر، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم , ثنا عبيد الله الأشجعي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «خذ من الناس اليوم هذه الصفحة , ولا تفتش عما وراء ذلك»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، قال: أتيت أبا منصور أعوده , فقال لي: بات سفيان في هذا البيت , وكان ههنا بلبل لابني , فقال: «ما بال هذا الطير محبوس , لو خلي عنه» فقلت: هو لابني , وهو يهبه لك , قال: فقال: «لا , ولكني أعطيه دينارا» , قال: فأخذه فخلى عنه , فكان يذهب فيرعى فيجيء بالعشي فيكون في ناحية البيت , فلما مات سفيان تبع جنازته , فكان يضطرب على قبره , ثم اختلف بعد ذلك ليالي إلى قبره , فكان ربما بات عليه , وربما رجع إلى البيت , ثم وجدوه ميتا عند قبره , فدفن معه في القبر أو إلى جنبه. قال سليمان أبو منصور: هذا الذي روى عنه عارم هو بشر بن منصور السليمي , وكان سفيان مستخفيا في داره بالبصرة بعد أن خرج من دار عبد الرحمن بن مهدي , وفي دار بشر بن منصور مات , رحمة الله تعالى عليه "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا بشر بن زاذان، عن سفيان الثوري، قال: «ما من درهم ينفقه الرجل هو فيه أعظم أجرا من درهم يعطيه صاحب حمام يخليه به»

حدثنا عبد الله بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن جواس الحنفي , ثنا قبيصة بن عقبة، قال: «أهديت إلى سفيان الثوري شيئا فقبله مني , ثم صحبني بقصعة أرز يحملها»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، ثنا محمد بن أبي صفوان، قال: سمعت أبي يقول: " قدم علينا معاوية وعبد الوهاب ابنا عبد المجيد , وكانا يلطفان سفيان , ويهديان إليه قال: فرأيت سفيان يوما في الحناطين , فقال: «إن ابني عمتك هذين ألطفاني , وأكثرا من اللطف , وقد ذهبت إلى صاحب بضاعتي , فأخذت دينارين أريد أن أشتري بهما لهما حنطة , فأهديهما لهما , فاشترى لهما حنطة , وأهداها إليهما»

حدثنا سليمان بن أحمد بن علي، ثنا أبو هشام الرفاعي، قال: سمعت داود بن يحيى بن يمان، يحدث , عن أبيه، عن سفيان، قال: «ما وضع رجل يده في قصعة رجل إلا ذل له»

حدثنا سليمان، ثنا أحمد بن علي، ثنا أبو هشام الرفاعي، قال: سمعت داود بن يحيى، يحدث , عن أبيه، قال: «صعد سفيان الثوري يؤذن العصر وترك نعليه في المحراب , فأشرف يؤذن فرأى ابن عم له قد أخذ نعليه , فلما صلى أرسل إليه بعشرة دراهم»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسين الأنماطي، ثنا يحيى بن أيوب المقابري، ثنا الحواري بن أبي الحواري أبو عيسى، قال: «رأيت سفيان الثوري يصلي قائما حتى تغلبه عيناه , ثم يصلي قاعدا حتى يعي فيضطجع فيصلي مضطجعا»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا مؤمل بن إهاب، ثنا الفريابي، قال: كان سفيان الثوري يصلي ثم يلتفت إلى الشباب فيقول: «إذا لم تصلوا اليوم , فمتى؟»

حدثنا سليمان، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن أسد البجلي، ثنا يحيى بن يمان، قال: «رأيت سفيان يخرج يدور بالليل وينضح في عينيه الماء حتى يذهب عنه النعاس»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا مفرج بن شجاع الموصلي، ثنا أبو زيد، محمد بن حسان قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: ما عاشرت في الناس رجلا هو أرق من سفيان , قال: وقال ابن مهدي: وكنت أرامقه الليلة بعد الليلة , فما كان ينام إلا في أول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي: «النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات» كأنه يخاطب رجلا في البيت , ثم يدعو بماء إلى جانبه فيتوضأ , ثم يقول على إثر وضوئه: «اللهم إنك عالم بحاجتي , غير معلم بما أطلب , وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار , اللهم إن الجزع قد أرقني من الخوف , فلم يؤمني , وكل هذا من نعمتك السابغة علي , وكذلك فعلت بأوليائك وأهل طاعتك , إلهي قد علمت أن لو كان لي عذر في التخلي ما أقمت مع الناس طرفة عين» , ثم يقبل على صلاته , وكان البكاء يمنعه من القراءة , حتى إني كنت لا أستطيع سماع قراءته من كثرة بكائه , قال ابن مهدي: وما كنت أقدر أن أنظر إليه استحياء وهيبة منه "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن معدان، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنيني، يقول: " كنا في مجلس الثوري وهو يسأل رجلا رجلا عما يصنع في ليله فيخبره , حتى دار القوم فقالوا: يا أبا عبد الله , قد سألتنا فأخبرناك , فأخبرنا أنت كيف تصنع في ليلك؟ فقال: «لها عندي أول نومة , تنام ما شاءت , لا أمنعها , فإذا استيقظت , فلا أقيلها والله»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا علي بن الحسن بن سفيان، عن ابن المبارك، قال: سألت سفيان الثوري عن الرجل، يصلي أي شيء ينوي بصلاته؟ قال: «ينوي أن يناجي ربه»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عباس بن حمدان، ثنا الحضرمي، ثنا حمدان بن جابر الضبي، - وكان من الثقات - ثنا أبو زبيد عبثر قال: " قرأ سفيان ليلة: {إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} [الطور: 26] فخرج فارا على وجهه حتى لحقوه , واجتمعت بنو ثور على سفيان وهو شاب يناشدونه مما كان فيه من العبادة - أي: أقصر عن هذا "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن معدان، ثنا أحمد بن محمد البغدادي، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: قال قاسم الجرمي: سمعت سفيان الثوري، يقول: «يكتب للرجل من صلاته ما عقل منها»

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن مسلم، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مبارك أبو حماد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقرأ على ابن الحسن: «انظر يا أخي أن يكون، أمرك ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس التفكر في يومك الذي مضى , فما كان من طاعة الله فاستقم عليها , وما كان من معصية الله فانزع عنها , ولا تعد فيها يديك , فإنك لا تدري أتستكمل يومك أم لا؟ وإن التوبة مبسوطة , وترك الذنب أيسر عليك من طلب التوبة , والتوبة النصوحة هي الندامة التي لا رجعة فيها , واتق الله حيثما كنت , إذا عملت ذنبا في السر فتب إلى الله في السر , وإذا عملت في العلانية فتب إلى الله في العلانية , ولا تدع ذنبا يركب ذنبا , وأكثر من البكاء ما استطعت , والضحك فلست منه بسبيل , فإنك لم تخلق عبثا , وصل رحمك وقرابتك وجيرانك وإخوانك , ثم إذا رحمت رحمت مسكينا أو يتيما أو ضعيفا , وإذا هممت بصدقة أو ببر أو بعمل صالح فعجل مضيه من ساعته من قبل أن يحول بينك وبينه الشيطان , واعمل بنية , وكل بنية , واشرب بنية , ولا تأكل وحدك , ولا تنامن وحدك , فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد , ولا تأكل في ظلمة , فإن الشيطان يأكل في الظلمة , وإياك والشح , فإن الشح يفسد عليك دينك , ولا تعدن أحدا شيئا فتخلفه فتستبدل بالمودة بغضا , وإياك والشحناء , فإنه لا تقبل توبة عبد يكون بينه وبين أخيه شحناء , وإياك والبغضاء , فإنما هي الحالقة , وعليك بالسلام لكل مسلم يخرج الغل والغش من قلبك , وعليك بالمصافحة تكن محبوبا إلى الناس , ولا تزل على وضوء تحبك الحفظة , وإن مت مت شهيدا , وادن اليتيم منك , وامسح برأسه يزد في عمرك , وتكن رفيق نبيك , ارحم الصغير , ووقر الكبير تلحق بالصالحين , وأطعم طعامك الأتقياء الصالحين , وإن كان غنيا يحبك الله , ويلقي محبتك على [ص:62] الناس , وإذا لبست جديدا فألق خلقانك على عار يمح اسمك من البخلاء , ويزد في حسناتك , وينقص من سيئاتك , ولا تحب إلا في الله , ولا تبغض إلا في الله , فإن لم تفعل كان سيماك سيما المنافقين»

حدثنا علي بن عبد الله بن عمر، ثنا المنتصر بن نصر، ثنا عمر بن مدرك، قال: سمعت مكي بن إبراهيم، يقول: دخلت على سفيان بن سعيد يوما وبين يديه رغيف وكف زبيب أو حفنة , فقال لي: ادن يا مكي , قلت: يا أبا عبد الله دخلت إليك غير مرة وأنت تأكل فلم تدعني قبلها , قال: «اليوم حضرتني النية»

حدثنا علي بن عبد الله، ثنا محمد بن أحمد الأثرم، ثنا أحمد بن الربيع، ثنا يحيى بن يمان، قال: اطلعت على سفيان الثوري في بيته فسمعته يقول: «سترك الجميل الذي لم يزل , سترك الجميل الذي لم يزل»

حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو بكر بن النعمان، ثنا محمد بن داود، ثنا زهير بن عباد، ثنا ابن السماك، عن سفيان الثوري، قال: «ما عالجت شيئا أشد علي من نفسي»

حدثنا عبد الرحمن بن محمد المذكر، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا أبو الخزرجي، قال: سمعت عبد الرحمن بن إسحاق الكناني، يقول: كنت بعبادان وسفيان مختف بالبصرة , فأرسل إلي , فجئت فإذا هو في الموت , فأدخل يده تحت رأسه , فأخرج كيسا فرمى به إلي , وامرأة تتكلم خلف الستر , فقال: «إن هذه المرأة تزوجتها وبقي لها عندي من صداقها ثلاثون درهما , فإن هي تركتها فكفني بها , وإن لم تتركها فكفني في ثيابي» , فلما مات حملته إلى المغتسل أغسله , فحللت إزاره فإذا فيها رقعة فيها أطراف الحديث "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحيم بن محمد بن حماد، ثنا أحمد بن خلف، قال: سمعت القاسم بن الحكم، يقول: " لما مات سفيان الثوري جاء شيخ أبيض الرأس واللحية حتى قام على قبره وهو يدفن , فقال: يا سفيان أمنت ممن كنت تخاف , وقدمت على من كنت تعبد , ووالله ما يسرنا أن يلي حسابنا أحد غير الله تعالى , ثم لم ير , فكانوا يرونه الخضر "

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الحسن بن إبراهيم، ثنا بشر، ثنا [ص:63] سلمة، ثنا الحسن بن حباش، عن زيد بن الحباب، قال: نفدت نفقة سفيان الثوري بمكة فقدم عليه رجل من قومه فقال لسفيان: لك معي عشرة دراهم , قال: «من أين؟» قال: من غزل فلانة , قال: «ائتني بهم , فإني منذ ثلاث أستف الرمل»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن الحسين بن نصر البزار، ثنا محمد بن قدامة الجوهري، قال: سمعت بشر بن الحارث الحافي، يقول: قال سفيان الثوري: «وددت أني إذا جلست لكم أقوم كما أقعد , لا علي ولا لي»

حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المسوحي، ثنا لوين، قال: سمعت أبا الأحوص، يقول: سمعت سفيان، يقول: «وددت أني نجوت منه كفافا لا علي ولا لي»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن رستم، ثنا عبد الرحمن بن رسته، ثنا الحسين بن عون، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول: «ما رأيت رجلا أفضل من سفيان لولا الحديث , كان يصلي ما بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء صلاة , فإذا سمع مذاكرة الحديث ترك الصلاة وجاء»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن خلف بن إسماعيل، قال: قلت لسفيان الثوري: إذا أخذت في الحديث نشطت وأنكرت , وإذا كنت في غير الحديث كأنك ميت , قال سفيان: «أما علمت أن الكلام فتنة؟»

حدثنا أحمد بن جعفر، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا الحسين بن حريث، قال: سمعت الفضل بن موسى، يقول: سمعت سفيان الثوري، وسئل، عن الإمام، يروي الأحاديث على المنبر , فقال: «حسن»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو غسان محمد بن عمرو زنيج , ثنا مهران، قال: رأيت سفيان الثوري إذا خلع ثيابه طواها , وقال: كان يقال: «إذا طويت رجعت إليها نفسها»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا الحسن بن البزار [ص:64]، ثنا خلف بن تميم، قال: رأيت سفيان الثوري بمكة وقد أكثر عليه أصحاب الحديث فقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون أخاف أن يكون الله ضيع هذه الأمة حيث احتيج إلى مثلي»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال: سمعت أحمد بن أبي شريح، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: سمعت الثوري، يقول: «ما أنكر نفسي إلا إذا جلست للحديث»

حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن داود، ثنا عبد الله بن هلال الرومي، ببيروت , ثنا أحمد بن عاصم، قال: " التقى سفيان الثوري وفضيل بن عياض فتذاكرا فبكيا , فقال سفيان: «إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة» , قال له فضيل: ترجو؟ لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤما , أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت به لي , وتزينت لك به؟ فعبدتني وعبدتك؟ قال: فبكى سفيان حتى علا نحيبه ثم قال: «أحييتني , أحياك الله»

حدثنا أبي، وأبو محمد قالا: ثنا محمد بن أبي يحيى، ثنا أبو غسان أحمد بن محمد بن إسحاق قال: سمعت الأصمعي، يقول: أما سفيان الثوري فأوصى أن تدفن كتبه , وكان ندم على أشياء كتبها عن قوم «حملني عليه شهوة الحديث»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا أبو سعيد الأشج، قال: سمعت أبا عبد الرحمن الحارثي، يقول: دفن سفيان بن سعيد كتبه , وكنت أعينه عليها , فدفن منها كذا وكذا قمطرة إلى صدري , فقلت: يا أبا عبد الله , وفي الركاز الخمس , قال لي: «خذ ما شئت» , فعزلت منه شيئا كان يحدثني منه "

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي يحيى، ثنا الحسين بن الحسن الحناط، قال: سمعت فرقدا، إمام مسجد البصرة يقول: دخلوا على سفيان الثوري في مرضه الذي مات فيه , فحدثه رجل بحديث , فأعجبه وضرب يده إلى تحت فراشه , فأخرج ألواحا له فكتب ذلك الحديث , فقالوا له: على هذه الحال منك؟ فقال: «إنه حسن , إن بقيت فقد سمعت حسنا , وإن مت فقد كتبت حسنا»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن يعقوب، ثنا عبد الله بن الهيثم البصري، قال: سمعت عبد المؤمن بن عثمان، يقول: رأيت سفيان الثوري جاء إلى حماد بن سلمة فقال له: مرحبا , قال: «حديث أبي العشراء عن أبيه»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أبي يحيى، ثنا سعيد بن بشر، ثنا أبو معمر، ثنا هشيم، قال: " نعي إلينا أبو إسحاق الشيباني , فأقبل علي سفيان الثوري فجعل يقول: «تعرف للشيباني كذا؟ تعرف للشيباني كذا؟» فإذا فيه أحاديث لم أكتبها , ثم أبطلوا موته , فخرجت إلى الشيباني , فمر سفيان وأنا معه جالس , فأعرض عني ولم يكلمني "

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن هارون، قال: سمعت جعفر بن الليث، يقول: ثنا أبو يعلى محمد بن الصلتي , ثنا أسباط، سمعت سفيان الثوري، يقول: «الرجل إلى العلم أحوج منه إلى الخبز واللحم»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن نصر، ثنا عبد السلام بن عاصم الهسنجاني، ثنا عبد الحميد الحماني، قال: سئل سفيان وأنا شاهد: الغزو أحب أو رجل يقرأ القرآن؟ قال: «رجل يقرأ القرآن»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أبو سعيد بن زياد، ثنا محمد بن العباس الدمشقي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: قال سفيان الثوري: «لو أن السماء لم تمطر , والأرض لم تنبت , ثم اهتممت بشيء من رزقي لظننت أني كافر»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا إسحاق بن زريق الكناني الراسبي، ثنا إبراهيم بن سليمان الزيات العبدي، بمكة قال: " كنت جالسا مع سفيان , فجعل رجل ينظر إلى ثوب كان على سفيان , ثم قال: يا أبا عبد الله , أي شيء كان هذا الثوب؟ فقال سفيان: «كانوا يكرهون فضول الكلام»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن سعيد، ثنا إسحاق بن زريق، قال: سمعنا إبراهيم بن سليمان الزيات، يقول: كنا عند سفيان الثوري فجاءت امرأة فشكت إليه ابنها , وقالت: يا أبا عبد الله أجيئك به تعظه؟ فقال: «نعم جيئي به» , فجاءت به , [ص:66] فوعظه سفيان بما شاء الله , فانصرف الفتى فعادت المرأة بعد ما شاء الله , فقالت: جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله , وذكرت بعض ما تحب من أمر ابنها , ثم جاءت بعد حين فقالت: يا أبا عبد الله , ابني ما ينام الليل ويصوم النهار , ولا يأكل ولا يشرب , فقال: «ويحك مم ذاك؟» قالت: يطلب الحديث , فقال: «احتسبيه عند الله»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن أحمد بن النضر، قال: سمعت علي بن المديني، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، أو يحيى بن سعيد القطان يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لا تسأل أحدا في يوم واحد أكثر من حاجة واحدة»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثني علي بن رستم، قال: سمعت محمد بن عصام جبر يقول: سمعت أبي يقول: " حججنا مرة والمهدي معنا , وقد هرب سفيان , فخرجنا من منى على حمار وأنا أسوقه، فلما حاذى بنا المهدي في خيله مازحته , فقلت: أنادي فأقول هذا سفيان؟ فقال: «يا ناعس , اسكت لا يسمع إنسان»

حدثنا سليمان، ثنا علي، قال: سمعت محمد بن عصام، يقول: سمعت بهراما، مولى أبي يقول: دعوا سفيان إلى موضع , فذهب وذهب معه أبوك وأنا , فدخلنا بيتا قد نجد , قال: وأنا قاعد عند الباب وقد خرج أبوك في حاجة , وسفيان في البيت فقال لي: يا هذا , أتدري من يقعد على هذا الفراش؟ قلت: لا , قال: «إذا لم يقعد عليه الناس قعد عليه الشيطان»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إذا اشتريت شيئا لا تريد أن تنيل جارك منه فواره»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني، ثنا عبد الرحمن بن يونس الرقي , ثنا مطرف بن مازن، عن سفيان الثوري، قال: «من جاع فلم يسأل حتى مات دخل النار»

حدثنا سليمان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني يحيى بن معين، ثنا حجاج بن محمد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «أوحشت البلاد فاستوحشت , ولا أراها تزداد إلا وحشة»

حدثنا سليمان، ثنا أحمد بن محمد بن صدقة، ثنا عباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: قال هشام بن يوسف القاضي , وذكر سفيان , فقال: «من الناس من يقطع ولا يخيط , ومنهم من يقطع ويخيط , وكان سفيان ممن يخيط ويقطع»

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم , ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن خبيق , ثنا عبد الله بن السندي، قال: جاء رجل إلى الثوري فقال: السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته , كيف أنت؟ وكيف حالك؟ فقال سفيان: «عافانا الله وإياك , لسنا أصحاب تطويل»

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا أبو خالد الأحمر، قال: سمعت سفيان، يقول: «أفضل الذكر تلاوة القرآن في الصلاة , ثم تلاوة القرآن في غير الصلاة , ثم الصوم , ثم الذكر»

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا الحسن بن ناصح، قال: سمعت عبد العزيز بن أبان، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من تحامق»

حدثنا أبو أحمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا سهل بن صالح، ثنا خلف بن تميم، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: " لما جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام قال له: على أي دين تركت يوسف؟ قال: على الإسلام , قال: الآن تمت النعمة "

حدثنا أحمد بن الحسن، ثنا الحسن بن علي بن زياد، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، قال: قال أبو شهاب الحناط: " جلست إلى سفيان الثوري وهو في دبر الكعبة مستلق , فسلمت عليه , فلم يرد علي كما ينبغي , فقلت: إن أختك قد بعثت إليك معي بشيء , فاستوى , فقلت له: يا أبا عبد الله , سلمت عليك فلم ترد علي كما كنت أريد , فلما قلت لك: بعثت معي بشيء , استويت قال: «تكتم علي؟ لم آكل شيئا منذ ثلاث» , فلما قلت: بعثت إليك أختك علمت أنه من ذا - وأشار بيده - أي: بغزلها "

حدثنا أبو أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن عمران، قال: سمعت يحيى بن يمان، يقول: «أتعب سفيان القراء بعده , ولا رأينا مثل سفيان , ولا رأى سفيان مثله، أقبلت عليه الدنيا فانصرف بوجهه عنها»

حدثنا أبو أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن سهل بن عسكر، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا الثوري، قال: «ما بسطت الدنيا على أحد إلا اغترارا , وما زويت عنه إلا اختبارا»

حدثنا أبو أحمد، ثنا الفضل بن الخصيب، ثنا أحمد بن الخليل، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا شعيب بن حرب، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «انظر درهمك من أين هو؟ وصل في الصف الأخير»

حدثنا أبو أحمد، ثنا محمد بن جعفر الأشعري، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي، قال: سمعت سفيان الثوري، سئل عن قوله تعالى: {وخلق الإنسان ضعيفا} [النساء: 28] ما ضعفه؟ قال: «المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر إليها , ولا هو ينتفع بها , فأي شيء أضعف من هذا؟»

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا عباس بن عبد العظيم، قال: سمعت أبا نعيم، يقول: سمعت سفيان، وكتب، إلى عبد الله بن أبي ذئب: «من سفيان الثوري إلى محمد بن عبد الرحمن , سلام عليك , فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو , وأوصيك بتقوى الله , فإنك إن اتقيت الله كفاك الناس , وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا , فعليك بتقوى الله , أما بعد»

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي، قال: سمعت القاسم بن يزيد الجرشي، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «ذهب التراحم والتعاطف , قراء هذا الزمان لهم شره ليس لهم تقى»

حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد، ثنا عبد الله بن عبد الصمد، ثنا زيد بن أبي الزرقاء، قال: سمعت الثوري، يقول: " خرجت حاجا أنا وشيبان الراعي، مشاة , فلما صرنا ببعض الطريق إذا نحن بأسد قد عارضنا , فقلت لشيبان: أما [ص:69] ترى هذا الكلب قد عرض لنا؟ فقال لي: لا تخف يا سفيان , ثم صاح بالأسد فبصبص وضرب بذنبه مثل الكلب , فأخذ شيبان بأذنه فعركها , فقلت له: «ما هذه الشهرة؟» فقال لي: وأي شهرة ترى يا ثوري؟ لولا كراهية الشهرة ما حملت زادي إلى مكة إلا على ظهره "

حدثنا أبو أحمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، قال: سمعت محمد بن عبد الملك الدقيقي، يقول: سمعت الحارث بن منصور، يقول: شكا رجل إلى سفيان الثوري مظلمة فقال: شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مظلمة فقال: «المظلومون هم المفلحون يوم القيامة». قال: وسمعت الحارث يقول: كلمتان لم يكن يدعهما سفيان في مجلس: «يا رب سلم سلم , عفوك عفوك» , فقلت لابن منصور الحارث: سمعته من الثوري؟ فقال: نعم "

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا علي بن معبد، قال: سمعت أبا محمد، يقول: قال سفيان الثوري: «الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس , وأول الزهد في الناس زهدك في نفسك»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا سلمة، ثنا سهل بن عاصم، عن محمد بن داود، عن محمد بن عيسى، عن بعض، أصحابه قال: مر سفيان الثوري في طريق اليمن ببعض المنازل , وفيها معن بن زائدة , فقال معن: إن أتاني أعطيته مائة ألف درهم , فقلنا لسفيان: لو أتيته فسلمت عليه فقال سفيان: «بلغني أنه يسخط الله المقام الواحد , والكلمة الواحدة , فأكره أن أقوم مقاما , أو أتكلم بكلام أسخط الله علي»

حدثنا عبد الله، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا سلمة، ثنا سهل، عن أبي روح فرج بن سعيد , ثنا يوسف بن أسباط، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمان: «إن طعام أمرائي بعدي مثل طعام الدجال , إذا أكله الرجل انقلب قلبه»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا سلمة، ثنا سهل، عن يعلى [ص:70] بن عبيد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء؟» قلنا: لا , قال: «فإن معكم من يرفع الحديث»

حدثنا عبد الله، ثنا عبد الله، ثنا سلمة، عن محمد بن جابر الضبي، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: كتب إلي سفيان الثوري: «بث علمك , واحذر الشهرة»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت وكيعا، يقول: قال سفيان الثوري: «الزموا الصوامع في آخر الزمان , إن صوامعكم بيوتكم» , قال وكيع: ورئي سفيان الثوري يأكل الطباهج وقال: " إني لم أنهكم عن الأكل , ولكن انظر من أين تأكل , وارتحل وانظر على من تدخل , وتكلم وانظر كيف تتكلم , كيف أنهاكم عن الأكل والله تعالى يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا} [الأعراف: 31] "

حدثنا عبد الله بن محمد , ثنا سلمة , ثنا سهل بن عاصم , ثنا علي بن هلال , عن أبيه، قال: قال سفيان لرجل رآه قريبا من المنبر: «شغلتني يا فلان بقربك من المنبر , أما خفت أن يقولوا قولا عجيبا فيجب عليك رده؟» فقال الرجل له: أليس يقال: ادن واستمع , قال: «ذاك لأبي بكر وعمر والخلفاء , فأما هؤلاء فتباعد عنهم حتى لا تسمع كلامهم , ولا ترى وجوههم»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن عبد الله بن أبي نوفل , ثنا أبو عبد الله التيمي، من ولد إبراهيم التيمي , عن هانئ الجعفي قال: قال سفيان: «إذا لم يكن لله في عبد حاجة نبذه إليهم»

حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد، ثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثني أبو عصمة، قال: " شهدت فضيلا وسفيان يلتقيان في المسجد الحرام بعد المغرب , فما يتذاكرا إلا النعم حتى يفترقا , يقول فضيل لسفيان: يا أبا محمد , ألا عمل بنا كذا "

حدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا محمد بن يزيد , وأبو بكر الأسلمي قالا: وقف فضيل على رأس سفيان وحوله [ص:71] جماعة , فقال له: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس: 58] قال: فقال له سفيان: «يا أبا علي , والله لا نفرح أبدا حتى نأخذ دواء القرآن فنضعه على داء القلب»

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، ثنا أبي، ثنا محمد بن مسلم، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مبارك أبو حماد، قال: سمعت سفيان، يقول لعلي بن الحسن فيما يوصيه: يا أخي، عليك بالكسب الطيب , وما تكسب بيدك , وإياك وأوساخ الناس أن تأكله أو تلبسه , فإن الذي يأكل أوساخ الناس مثله مثل علية لرجل , وسفله ليس له , فهو لا يزال على خوف أن يقع سفله , وتتهدم عليته , فالذي يأكل أوساخ الناس هو يتكلم بهوى , ويتواضع للناس مخافة أن يمسكوا عنه , ويا أخي إن تناولت من الناس شيئا قطعت لسانك , وأكرمت بعض الناس , وأهنت بعضهم , مع ما ينزل بك يوم القيامة , فإن الذي يعطيك شيئا من ماله فإنما هو وسخه , وتفسير وسخه تطهير عمله من الذنوب , وإن أنت تناولت من الناس شيئا إن دعوك إلى منكر أجبتهم , وإن الذي يأكل أوساخ الناس كالرجل له شركاء في شيء ينبغي له أن يقاسمهم , يا أخي جوع , وقليل من العبادة خير من أن تشبع من أوساخ الناس وكثير من العبادة , وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أحدكم أخذ حبلا ثم احتطب حتى يدبر ظهره كان خيرا له من أن يقوم على رأس أخيه يسأله أو يرجوه» وبلغنا أن عمر بن الخطاب قال: من عمل منكم حمدناه , ومن لم يعمل اتهمناه , وقال: يا معشر القراء , ارفعوا رءوسكم , ولا تزيدوا الخشوع على ما في القلب , استبقوا في الخيرات , ولا تكونوا عيالا على الناس , فقد وضح الطريق , وقال علي بن أبي طالب: إن الذي يعيش من أيدي الناس كالذي يغرس شجرة في أرض غيره , فاتق الله يا أخي , فإنه ما نال أحد من الناس شيئا إلا صار حقيرا ذليلا عند الناس , والمؤمنون شهود الله في الأرض , وإياك أن تكسب خبيثا فتنفقه في طاعة الله , فإن تركه فريضة من الله واجبة , وإنه طيب لا يقبل إلا طيبا , أرأيت رجلا أصاب ثوبه بول ثم أراد أن يطهره , فغسله ببول آخر , أترى كان ذلك [ص:72] يطهره؟ كلا إن القذر لا يطهر إلا بطيب فكذلك لا تمحى السيئة إلا بالحسنة , وإن الله طيب لا يقبل إلا الطيب , وإن الحرام لا يقبل في شيء من الأعمال , أو هل عمل أحد ذنبا فمحاه بذنب؟ "

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: قال سفيان الثوري: «من كذب سقط حديثه» , قال: وسمعته يقول: قال وكيع: «هذه بضاعة لا يرتفع فيها إلا صادق»

حدثنا محمد، ثنا عبد الله، ثنا محمد بن عوف، ثنا عبيد الله بن موسى، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «إني لأكتب الحديث من سبعة أوجه , والمعنى واحد»

حدثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن محمد بن حكيم، ثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثونا عن يحيى بن يمان، قال: سمعت الثوري، يقول: «من بلغ سن النبي صلى الله عليه وسلم فليرتد لنفسه كفنا»

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو عروبة، ثنا المسيب بن واضح، ثنا ابن المبارك، عن سفيان، قال: «أدنى الحلم أربع عشرة , وأقصاه ثمان عشرة , فإذا جاءت الحدود أخذ بالأقصى»

حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن عبد العزيز الديماسي، ثنا أبو عمير، ثنا ضمرة، عن سفيان، " أنه كان إذا سئل عن النبيذ، قال: «كل تينا , كل عنبا»

حدثنا محمد أبو علي بن سعد الرقي، ثنا المظفر بن محمد الرقي، ثنا عبد الله بن محمد، عن وكيع، قال: سمعت الثوري، يقول:

[البحر الهزج]

غلب الفيء على الفيء ... فما للخلق من شيء

فأصبح الميت في قبره ... أحسن حالا من الحي "

حدثنا أبو أحمد، ثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة العسقلاني، ثنا أبو عمير، ثنا ضمرة , عن سفيان، قال: «إذا استكمل العبد الفجور ملك عينيه , يبكي بهما متى شاء»

حدثنا محمد، ثنا إسماعيل بن حمدون الجورسي، ثنا إدريس بن سليمان بن الزيات، ثنا مؤمل، قال: قال سفيان: «من سعادة المرء أن يشبهه ولده»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا أحمد بن سنان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: " ربما كنا عند سفيان فكأنه واقف للحساب لا نجترئ نسأله عن شيء فنعرض بذكر الحديث , فإذا جاء الحديث ذهب ذاك الخشوع , فإنما هو: حدثني , حدثني "

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا أحمد بن منصور، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: قال لي ابن المبارك: " أقعد إلى سفيان الثوري , فيحدث فأقول: ما بقي من علمه شيء إلا سمعته , ثم أقعد عنده مجلسا آخر , فيحدث فأقول: ما سمعت عن علمه شيئا "

حدثنا عبد الله، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، عن عبد الرحمن بن يعقوب بن إسحاق المكي، حدثني شيخ، من أهل هراة يقال له عبد الله الهروي - رجل صدق - قال: دخلت زمزم في السحر , فإذا بشيخ ينزع الدلو الذي يلي الركن , فلما شرب أدخل الدلو , فأخذته فشربت فضله , فإذا هو سويق لوز لم أذق سويق لوز أطيب منه , فلما كان في القابلة رصدته , فلما كان في ذلك الوقت دخل فسدل ثوبه على وجهه فنزع بالدلو مما يلي الركن ثم شرب وأدخل الدلو , فأخذت فضله , فشربت فإذا ماء مضروب بعسل لم أشرب عسلا قط أطيب منه , قال: فأردت أن آخذ بطرف ثوبه أنظر من هو ففاتني , فلما كانت الليلة الثالثة قعدت قبالة باب زمزم , فلما كان في ذلك الوقت دخل قد سدل ثوبه على وجهه , فدخلت فأخذت بطرف ثوبه , فلما شرب من الدلو أرسله , قلت: يا هذا , أسألك برب هذه البنية , من أنت؟ قال: «تكتم علي حتى أموت؟» قلت: نعم , قال: «أنا سفيان بن سعيد» , فأرسلته , وشربت من الدلو , فإذا لبن مضروب بسكر لم أر لبنا قط أطيب منه , قال: وكانت الشربة تكفيني إذا شربتها إلى مثلها , لا أجد جوعا ولا عطشا "

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يعلى القرشي، ثنا عبيد بن هشام البصري، قال: " أتيت زمزم , فوجدت شيخا قد منح بالدلو , ثم شرب , ثم عاد فشرب , ثم عاد فشرب , ثم نظر في زمزم وكأنه يدعو , ثم انصرف فأتيت الدلو لأشرب , فإذا [ص:74] لبن حليب , فتركته ولحقت الشيخ , فقلت: من أنت رحمك الله؟ فقال: «أنا سفيان بن سعيد الثوري»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا الحسن بن محمد الشامي , ثنا إبراهيم بن إدريس المصري، ثنا مخلد بن خنيس، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: «كان على طريقي إلى المسجد كلب يعقر الناس , فأردت يوما الصلاة والكلب على الطريق , فتنحيت عنه» فقال: يا أبا عبد الله , جز , فإنما سلطني الله على من يشتم أبا بكر وعمر , أو كما قال "

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن الحسين بن أحمد بن ميمون الميموني، قال: سمعت أبا موسى هارون بن موسى بن حيان قال: سمعت أباك الحسين بن أحمد بن ميمون، يقول: سمعت أبا حاتم الرازي، يقول: سمعت قبيصة، يقول: " رأيت سفيان الثوري في النوم فقلت: ما فعل بك ربك؟ فقال:

[البحر الطويل]

نظرت إلى ربي كفاحا فقال لي ... هنيئا رضائي عنك يا ابن سعيد

فقد كنت قواما إذا أقبل الدجى ... بعبرة مشتاق وقلب عميد

فدونك فاختر أي قصر أردته ... وزرني فإني منك غير بعيد "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن محمد بن فورك، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن عصام جبر قال: استأذن أبي سفيان الثوري وهو يقيم بمكة - مجاور مكة - أن يقدم منزله مع الحجاج , ثم يعود إلى الموسم , فلما خرج الحجاج خرج أبي على طريق الكوفة قاصدا إلى دار سفيان , فلقيه مخلفوه وحملوه رسائل , وكان ابنه محمد قد تحرك وبلغ نحو عشر سنين , فلما ودع جبر قال الصبي لجبر: اقرأ مني السلام على أبي , وقل له: أقدم , فإني مشتاق إليه , فلما وافى جبر مكة قضى الطواف , وصار إلى سفيان وهو يحدث الناس مجتمعين عليه , فلما نظر إلى جبر أنس إليه , وكان يسأله حتى أدى إليه ما قال مخلفوه وما قال ابنه , فقام سفيان من المجلس وطاف بالبيت وصلى خلف المقام , وودع البيت وخرج نحو الأبطح والناس في طلبه , فقال لجبر: «يا عصام رد عني هؤلاء القوم فإني لا أحدثهم اليوم» , فما زال حتى صرف أصحاب الحديث عنه حتى خلا [ص:75] بوجهه فقال له جبر: أين تمضي؟ قال: «نحو المنزل إن شاء الله» , فقال له: بعد غد التروية , وبعده يوم الحج الأكبر , ويوم النحر وتمضي وتدعه؟ وهؤلاء الناس يأخذون عنك العلم فيبقى لك أجر من عمل بشيء منه؟ فقال: «أنا أعلم بهذا منك , ولكن أتيتني بفرض واجب أن أقضيه , وتأمرني أن أقيم على نافلة وأضيع الفرض؟ وإني مشتاق إلى ابني , فإذا قمت في الموقف والمشاهد فادع لنا , وإذا خرجت فاجعلنا طريقك إن شاء الله» , فخرج بلا زاد ولا صاحب , قال جبر: فسألت عنه نفرا فأخبروني عنه أنه وافاها ذلك اليوم , وصلى العيد بالكوفة , ولقي ابنه بالمصلى , ودخل إلى منزله رحمه الله "

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبدان بن أحمد، قال: سمعت عمرو بن العباس، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: «لما مات سفيان الثوري أردنا أن ندفنه ليلا من أجل السلطان , فأخرجناه فلم ننكر الليل من النهار»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: " سألت محمد بن عبيد: أكان للثوري امرأة؟ فقال: نعم , رأيت ابنا له بعثت به أمه إليه , فجاء فجلس بين يديه , فقال سفيان: «ليت أني دعيت لجنازتك» , قلت لمحمد: فما لبث حتى دفنه؟ قال: نعم "

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أحمد بن محمد، ثنا أبو داود، ثنا ابن خبيق، قال: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: كنت مع سفيان الثوري في المسجد فقال: «ترى هؤلاء الخلق؟ ما يسرني مؤاخاتهم بنصف دانق»

حدثنا عبد المنعم، ثنا أحمد، ثنا أبو داود السجستاني، ثنا إسحاق بن الجراح الأذني , ثنا أحمد بن شبويه , قال أبو عيسى الزاهد: قال: قال معدان: زاملت سفيان الثوري من الكوفة إلى مكة , فلما جعل الكوفة بظهره قال: «ما خلفت خلف ظهري من أثق به , ولا أقدم على من أثق به في الدين»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن نصير الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: سئل سفيان الثوري عن هذا الحديث: «إن الله يبغض أهل البيت اللحميين»؟ قال: «هم الذين يأكلون لحوم الناس»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن إبراهيم بن شيبان الكوفي، ثنا أحمد بن يونس، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: كان رجل يأتي باب أبي هريرة فيؤذيهم ويثقل عليهم , فقيل: إنه قد مات , فقال: «ليس في الموت شماتة , ألا هل علمتم أنه أصاب مالا أو ولد له غلام , أو استعمل على إمارة؟»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يوسف بن أبي أمية الثقفي، قال: سمعت الحكم بن هشام الثقفي، يحدث عن سفيان، قال: قال الله لجبريل في مقامه الذي يقوم بين يديه: «ادن» , فدنا ثم انتفض , ثم قال: «ادن» , فدنا ثم انتفض , ثم قال: «ادن» , فدنا ثم انتفض , ثلاثا فقال له: «ما لك؟ ألم أكرمك؟ ألم ائتمنك؟ ألم أرسلك؟»: قال: بلى , ولكن لا آمن مكرك "

حدثنا سليمان، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن أسد البجلي، ثنا مبارك بن سعيد، أخو سفيان بن سعيد قال: أهدي إلى سفيان خوان خبيص , فحبسه إلى العشي , قال: فجئت فقلت له: إن العيال قد تشوقوا له , فقال: «إني لأتذكر كم حق فيه»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو عمار، ثنا نصر بن حاجب , عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان، قال: لما قال موسى: {رب أرني أنظر إليك} [الأعراف: 143] قالت الملائكة: «يا ابن النساء الحيض , لقد تكلمت بأمر عظيم»

حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي، , ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي يقول: ثنا عثمان بن زائدة، عن سفيان الثوري، في قوله: {ليطمئن قلبي} [البقرة: 260] قال: «بالخلة»

حدثنا أبو محمد بن حيان، , ثنا محمد بن أحمد بن تميم , ثنا أبو حميد , ثنا زافر , عن سفيان الثوري، في قوله: {ليس له سلطان على الذين آمنوا} [النحل: 99] قال: «على أن يحملهم على ذنب لا يغفر»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن الحسن، قال: سمعت الثوري، يقول: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88] قال: «ما أريد به وجهه»

حدثنا محمد بن حيان، ثنا محمد بن إسحاق بن أحمد، ثنا المهرقاني، ثنا مؤمل، قال: سمعت سفيان، يقول في قوله: {لنبلوكم أيكم أحسن عملا} قال: «الزهد في الدنيا»

حدثنا محمد بن علي، ثنا المفضل بن محمد الجندي , ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، قال: سمعت الفضيل بن عياض، قال: سمعت الثوري، يقول: " {ربنا غلبت علينا شقوتنا} [المؤمنون: 106] قال: «القضاء»

حدثنا محمد بن علي , ثنا محمد بن عمر الديماسي , ثنا أبو عمير , ثنا ضمرة , عن سفيان، في قوله: {فما له من قوة ولا ناصر} [الطارق: 10] قال: «القوة العشيرة , والناصر الحليف»

حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن محمد بن بدر , ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو عاصم , عن سفيان، {وسلام على عباده الذين اصطفى} [النمل: 59] قال: «هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , ورضي عنهم»

حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا أحمد بن زيد الخراز، ثنا ضمرة , عن سفيان، في قوله تعالى {وكانوا لنا خاشعين} [الأنبياء: 90] قال: «الخوف الدائم في القلب»

حدثنا سليمان بن أحمد , ثنا محمد بن عبدوس بن كامل بن خلف , ثنا محمد بن عمرو بن حيان , ثنا محمد بن حميد، حدثني سفيان الثوري , في قوله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم} [الذاريات: 16] قال: " من ثواب الفرائض {إنهم كانوا قبل ذلك محسنين} [الذاريات: 16] قال: كانوا متطوعين "

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم , ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو كريب , ثنا الأشجعي، عن سفيان، {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} [الإنسان: 20] قال: «استئذان الملائكة عليهم»

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا الأشجعي، قال: سمعت سفيان، يقول في قوله {دعواهم فيها سبحانك اللهم} [يونس: 10] قال: " إذا أراد الرجل من أهل الجنة أن يدعو الشيء قال {سبحانك اللهم} [يونس: 10] فيأتيه الذي دعا به "

حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا علي بن الحسين بن الجنيد , ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا بشر بن منصور، عن سفيان الثوري، {يدعوننا رغبا ورهبا} [الأنبياء: 90] قال: " رغبة فيما عندنا , ورهبة مما عندنا {وكانوا لنا خاشعين} [الأنبياء: 90] قال: الخوف الدائم في القلب "

حدثنا القاضي أبو أحمد , ثنا علي بن الحسين , ثنا محمد بن حميد , ثنا مهران , عن سفيان، في قوله: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا} [طه: 131]: «تعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم»

حدثنا أبو أحمد، ثنا عبد الرحمن، قال: سمعت محمد بن حماد، يقول: سمعت أبا داود الحضرمي، يذكر عن سفيان الثوري، في قوله تعالى {لا يحزنهم الفزع الأكبر} [الأنبياء: 103] قال: «تطبق النار على أهلها»

حدثنا أبو أحمد، , ثنا الحسن بن محمد بن الحسين الأشعري , ثنا إسماعيل بن يزيد القطان , ثنا محمد بن يزيد بن خنيس، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: وقيل له: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} [غافر: 19] قال: «الرجل يكون في المجلس يسترق النظر في القوم إلى المرأة تمر بهم , فإن رأوه ينظر إليها اتقاهم فلم ينظر , وإن غفلوا نظر , هذا خائنة الأعين» , {وما تخفي الصدور} [غافر: 19] قال: «ما يجد في نفسه من الشهوة»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن أبي سفيان، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان الثوري، في قوله تعالى {سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا} [الإسراء: 77] قال: يقول: «لم نرسل قبلك رسولا فأخرجه قومه إلا أهلكوا»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم الزبيدي، عن عبد الرزاق، عن سفيان، في قوله {يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [آل عمران: 129] قال: «يغفر لمن شاء الذنب العظيم , ويعذب من شاء بالذنب اليسير»

حدثنا سليمان، ثنا بشر بن موسى، ثنا مفرج بن شجاع الموصلي، ثنا أبو زيد محمد بن حسان , عن عبد الله بن المبارك، قال: قال سفيان الثوري: «إياكم والبطنة , فإنها تقسي القلب , واكظموا الغل بالوقار , ولا تكثروا الضحك فتمجه القلوب»

حدثنا محمد بن عمر بن سلم، حدثني أبي قال: سمعت عبد الله بن خبيق، يقول: سمعت يوسف بن أسباط، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «لقد [ص:79] أدركنا أقواما شطارا , هم أبقى لمروءاتهم من قراء هذا الزمان»

حدثنا محمد، ثنا أحمد بن محمد الخزاعي، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: سمعت المعافى بن عمران، يقول: سمعت الثوري، يقول: «ما ضرهم ما أصابهم في الدنيا , جبر الله لهم كل مصيبة بالجنة»

حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن بشر بن صالح، ثنا عمرو بن خلف الخثعمي، ثنا أيوب بن سويد، قال: سمعت الثوري، يقول: كان يقال: «حسن الأدب يطفئ غضب الرب»

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن الحسين بن كلاب، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا سلام المديني، قال: سمعت المخرمي، يقول: عن سفيان الثوري، قال: «من أحب الدنيا وسر بها نزع خوف الآخرة من قلبه»

حدثنا محمد بن علي، ثنا إسماعيل بن حمدون الحويرسي، ثنا سعيد بن أبي زيدون، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، قال: «كان خيار الناس فيما مضى وأشرافهم المنظور إليه منهم في الدين الذين يقومون إلى هؤلاء فيأمرونهم وينهونهم , وكان آخرون ملازمين لبيوتهم عندهم , ليس لهم ذلك , فكانوا ليس يرفعون ولا يذكرون , ثم بقينا حتى صار الذين يأتونهم فيأمرونهم وينهونهم شرار الناس , والذين لزموا بيوتهم ولا يأتونهم خيار الناس»

حدثنا محمد بن علي، ثنا إسماعيل بن حمدون، ثنا محمد بن خلف، ثنا الفريابي، قال: كنت مع سفيان فجلسنا نأكل الرءوس , فاستسقى رجل على الطعام , فقال سفيان: «كان يكره شرب الماء على الرءوس» , فما كان إلا ساعة حتى استسقى الثوري , فقال الرجل: يا أبا عبد الله , ألست قلت: كان يكره شرب الماء على الرءوس؟ فقال: «من احتمى من شيء وقع فيه»

حدثنا محمد، ثنا ابن أبي قرصافة، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الله بن محمد الباهلي، قال: جاء رجل إلى الثوري فقال: إني أريد الحج , فقال: «لا تصحب من يكرم عليك , فإن ساويته في النفقة أضربك , وإن تفضل عليك استذلك»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن أسد [ص:80] البجلي، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت رجلا، يسأل سفيان عن الطعام، فقال: «عليك بالخبيص الأبيض والأصفر , فكله محرما كنت , أو غير محرم»

حدثنا سليمان، ثنا الحضرمي، ثنا أحمد بن أسد، ثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان، يقول: «كانوا أصحاب سمن وعسل» , قال يحيى: وذهبت مع سفيان إلى رجل عائدا له , فسمعته يقول لأهله: «ألطفوه وتعاهدوه» , ثم قال: «كانوا يحبون أن يفرحوا أنفسهم» , قال: وسمعت سفيان يقول: «إني أحب الرجل إذا وسع الله عليه أن يوسع على نفسه» قال: وسمعت سفيان يقول: «إذا كانت لك حاجة إلى قارئ فأطعمه»

حدثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا أبو سعيد بن زياد، ثنا أبو داود السجستاني، ثنا إسحاق بن الضيف، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: لما قدمنا مع سفيان من اليمن - فكان أقام عندهم أربعين يوما - قال: كنا عنده فجاء ابن عيينة فسلم عليه ورد وهو متكئ على عصاه , فقال: يا أبا عبد الله , عاب الناس عليك خروجك إلى اليمن , فقال: «عابوا غير معيب , طلب الحلال شديد , خرجت أريده»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن المعلى، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا الفريابي، قال: سمعت الأوزاعي، وسفيان الثوري، يقولان: " لما ألقي دنيال مع السباع في الجب قال: إلهي بالعار والخزي الذي أصبنا , سلطت علينا من لا يعرفك "

حدثنا سليمان، ثنا محمد بن محمد التمار، ثنا محمد بن حاتم الجرجاني، ثنا عبد الله بن إدريس، , عن سفيان الثوري، قال: " كنت أطلب عابدا من عباد الكوفة يقال له الكوثاني عشرين سنة فما أقدر عليه , فمررت يوما بشاطئ الفرات وقوم يعملون في الطين , فنادى رجل منهم: يا كوثاني , يا كوثاني , فناديت: يا كوثاني , فأتاني , فقال: ما تريد؟ قلت: أنا سفيان الثوري , قال: ما حاجتك؟ قلت: كلمني بشيء , فقال: يا سفيان , كل خير نرجو من ربنا , منع ربنا لنا عطاء , ثم ذهب "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن سعد، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: " أخبرني رجل، من الصالحين قال: رأيت في منامي عجوزا شمطاء عليها من كل حلية , فقلت: من أنت؟ فقالت [ص:81]: أنا الدنيا , فقلت: أعوذ بالله من شرك , فقالت: إن أردت أن يعيذك الله من شري فأبغض الدينار والدرهم "

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم , ثنا محمد بن العباس، ثنا القاسم بن محمد بن عباد , ثنا محمد بن يزيد بن خنيس، قال: كان سفيان الثوري يقول كثيرا: «اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك , ويذل فيه عدوك , ويعمل فيه بطاعتك ورضاك» , ثم يتنفس ويقول: «كم من مؤمن قد مات بغيظه»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم , ثنا عبد الله بن داود، قال: جلست إلى إبراهيم بن أدهم , فذكر سفيان فكأنه عاب عليه ترك الغزو , قال: هذا عبد الرحمن بن عمرو أسن منه يغزو , فقلت لإبراهيم: ما كان يعني سفيان في ترك الغزو؟ قال: كان يقول: «إنهم يضيعون الفرائض»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا عبيد الله بن فضالة، ثنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة السرخسي، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، قال: «كان لسفيان درس من الحديث»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا محمد بن حميد، قال: سمعت يحيى بن ضريس، يقول: قال الثوري: «إذا ترأس الرجل سريعا أضر بكثير من العلم , وإذا طلب وطلب بلغ»

حدثنا أبو حامد، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين، ثنا أبو السري، هناد بن السري بن يحيى , ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حصين بن مالك الضبي، عن بكر بن محمد العابد، قال: قال سفيان الثوري: " يؤمر بالرجل إلى النار يوم القيامة فيقال: هذا عياله أكلوا حسناته "

حدثنا أبو حامد، ثنا إبراهيم بن محمد بن علي الدهان الكوفي، ثنا أبو هشام الرفاعي، قال: سمعت يحيى بن يمان، يقول: خرجت إلى مكة , فقال لي سعيد بن سفيان: أقرئ أبي السلام وقل له يقدم , فلقيت سفيان بمكة فقال: «ما فعل سعيد؟» فقلت: صالح , يقرئك السلام ويقول لك: أقدم , فتجهز بالخروج وقال: «إنما سموا الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء»

حدثنا عثمان بن محمد العثماني، ثنا خيثمة بن سليمان، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا أبو منصور، - يعني الحارث بن منصور - قال: قال سفيان: كان يقال: «يأتي على الناس زمان تموت فيه القلوب , وتحيى الأبدان»

حدثنا عثمان بن محمد، ثنا خيثمة بن سليمان، ثنا يحيى، ثنا علي بن المبارك، ثنا زيد بن المبارك، ثنا سفيان، قال: كان يقال: «الصمت زين العالم , وستر الجاهل»

حدثنا عثمان، ثنا ابن مكرم، ثنا محمد بن سهل، قال: سمعت الفريابي، يقول: سمعت الثوري، يقول: «لنعمة الله علي فيما زوى عني من الدنيا أفضل من نعمته فيما أعطاني»

حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، ثنا الأصمعي، ثنا سفيان، قال: كان يقال: «الصمت منام العقل , والمنطق يقظته , ولا منام إلا بيقظة , ولا يقظة إلا بمنام»

حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي قال: سمعت حفص بن غياث يقول: كنا نتعزى بمجلس سفيان الثوري عن الدنيا، حدثنا الحسن بن عمر بن الحسن، ثنا أبي الواسطي، ثنا أبي، ثنا محمد بن يونس، قال: سمعت علي بن قادم، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: «يا قوم , راقبوا الله , فإنما هي لحظة وقد يقبض اللبيب»

حدثنا عبد الله بن محمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن مسلم، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مبارك أبو حماد، مولى إبراهيم بن سام قال: سمعت سفيان الثوري، يقول فيما أوصى به علي بن الحسن السلمي: " عليك بالصدق في المواطن كلها , وإياك والكذب والخيانة ومجالسة أصحابها , فإنها وزر كله , وإياك يا أخي والرياء في القول والعمل , فإنه شرك بعينه , وإياك والعجب , فإن العمل الصالح لا يرفع وفيه عجب , ولا تأخذن دينك إلا ممن هو مشفق على دينه , فإن مثل الذي هو غير مشفق على دينه كمثل طبيب به داء لا يستطيع أن يعالج داء نفسه وينصح لنفسه , كيف يعالج داء الناس وينصح لهم؟ فهذا الذي لا يشفق على دينه كيف [ص:83] يشفق على دينك؟ ويا أخي , إنما دينك لحمك ودمك , ابك على نفسك وارحمها , فإن أنت لم ترحمها لم ترحم , وليكن جليسك من يزهدك في الدنيا , ويرغبك في الآخرة , وإياك ومجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث الدنيا , فإنهم يفسدون عليك دينك وقلبك , وأكثر ذكر الموت , وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك , وسل الله السلامة لما بقي من عمرك , ثم عليك يا أخي بأدب حسن , وخلق حسن , ولا تخالفن الجماعة , فإن الخير فيها إلا من هو مكب على الدنيا , كالذي يعمر بيتا , ويخرب آخر , وانصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه , ولا تكتمن أحدا من النصيحة شيئا إذا شاورك فيما كان لله فيه رضى , وإياك أن تخون مؤمنا , فمن خان مؤمنا فقد خان الله ورسوله , وإذا أحببت أخاك في الله فابذل له نفسك ومالك , وإياك والخصومات والجدال والمراء , فإنك تصير ظلوما خوانا أثيما , وعليك بالصبر في المواطن كلها , فإن الصبر يجر إلى البر , والبر يجر إلى الجنة , وإياك والحدة والغضب , فإنهما يجران إلى الفجور , والفجور يجر إلى النار , ولا تمارين عالما فيمقتك , وإن الاختلاف إلى العلماء رحمة , والانقطاع عنهم سخط الرحمن , وإن العلماء خزان الأنبياء , وأصحاب مواريثهم , وعليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا , وعليك بالورع يخفف الله حسابك , ودع كثيرا مما يريبك إلى ما لا يريبك تكن سليما , وادفع الشك باليقين يسلم لك دينك , وأمر بالمعروف , وانه عن المنكر تكن حبيب الله , وابغض الفاسقين تطرد به الشياطين , وأقل الفرح والضحك بما تصيب من الدنيا تزدد قوة عند الله , واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك , وأحسن سريرتك يحسن الله علانيتك , وابك على خطيئتك تكن من أهل الرفيق الأعلى , ولا تكن غافلا , فإنه ليس يغفل عنك , وإن لله عليك حقوقا وشروطا كثيرة , وينبغي لك أن تؤديها , ولا تكونن غافلا عنها , فإنه ليس يغفل عنك , وأنت محاسب بها يوم القيامة , وإذا أردت أمرا من أمور الدنيا فعليك بالتؤدة , فإن رأيته موافقا لأمر آخرتك فخذه , وإلا فقف عنه حتى ينظر إلى من أخذه كيف عمله فيها؟ وكيف نجا منها , واسأل الله العافية , وإذا هممت بأمر من أمور الآخرة فشمر إليها , [ص:84] وأسرع من قبل أن يحول بينها وبينك الشيطان , ولا تكونن أكولا لا تعمل بقدر ما تأكل , فإنه يكره ذلك , ولا تأكل بغير نية , ولا بغير شهوة , ولا تحشون بطنك فتقع جيفة , لا تذكر الله , وأكثر من الهم والحزن , فإن أكثر ما يجد المؤمن في كتابه من الحسنات الهم والحزن , وإياك والطمع فيما في أيدي الناس , فإن الطمع هلاك الدين , وإياك والرغبة , فإن الرغبة تقسي القلب , وإياك والحرص على الدنيا , فإن الحرص مما يفضح الناس يوم القيامة , وكن طاهر القلب , نقي الجسد من الذنوب والخطايا , نقي اليدين من المظالم , سليم القلب من الغش والمكر والخيانة , خالي البطن من الحرام , فإنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت , كف بصرك عن الناس , ولا تمشين بغير حاجة , ولا تكلمن بغير حكم , ولا تبطش بيدك إلى ما ليس لك , وكن خائفا حزينا لما بقي من عمرك , لا تدري ما يحدث فيه من أمر دينك , وإياك أن تلي نفسك من الأمانة شيئا , وكيف تليها وقد سماك الله ظلوما جهولا؟ أبوك آدم لم يبق فيها ولم يستكمل يوم حملها حتى وقع في الخطيئة , أقل العثرة , واقبل المعذرة , واغفر الذنب , كن ممن يرجى خيره , ويؤمن شره , لا تبغض أحدا ممن يطيع الله , كن رحيما للعامة والخاصة , ولا تقطع رحمك , وصل من قطعك , وصل رحمك وإن قطعك , وتجاوز عمن ظلمك تكن رفيق الأنبياء والشهداء , وأقل دخول السوق , فإنهم ذئاب عليهم ثياب , وفيها مردة الشياطين من الجن والإنس , وإذا دخلتها فقد لزمك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وإنك لا ترى فيها إلا منكرا , فقم على طرفها فقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , يحيي , ويميت , بيده الخير , وهو على كل شيء قدير , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , فقد بلغنا أنه يكتب لقائلها بكل من في السوق - عجمي أو فصيح - عشر حسنات , ولا تجلس فيها , واقض حاجتك وأنت قائم يسلم لك دينك , وإياك أن يفارقك الدرهم , فإنه أتم لعقلك , ولا تمنعن نفسك من الحلاوة , فإنه يزيد في الحلم , وعليك باللحم ولا تدم عليه , ولا تدعه أربعين يوما , فإنه يسيء خلقك , ولا ترد الطيب , فإنه يزيد في الدماغ , وعليك بالعدس , فإنه يفرز الدموع , ويرق القلب , [ص:85] وعليك باللباس الخشن تجد حلاوة الإيمان , وعليك بقلة الأكل تملك سهر الليل , وعليك بالصوم , فإنه يسد عنك باب الفجور , ويفتح عليك باب العبادة , وعليك بقلة الكلام يلين قلبك , وعليك بطول الصمت تملك الورع ولا تكونن حريصا على الدنيا , ولا تكن حاسدا تكن سريع الفهم , ولا تكن طعانا تنج من ألسن الناس , وكن رحيما تكن محببا إلى الناس , وارض بما قسم الله لك من الرزق تكن غنيا , وتوكل على الله تكن قويا , ولا تنازع أهل الدنيا في دنياهم يحبك الله , ويحبك أهل الأرض , وكن متواضعا تستكمل أعمال البر , اعمل بالعافية تأتك العافية من فوقك , كن عفوا تظفر بحاجتك , كن رحيما يترحم عليك كل شيء , يا أخي لا تدع أيامك ولياليك وساعاتك تمر عليك باطلا , وقدم من نفسك لنفسك ليوم العطش يا أخي , فإنك لا تروى يوم القيامة إلا بالرضى من الرحمن , ولا تدرك رضوانه إلا بطاعتك , وأكثر من النوافل تقربك إلى الله , وعليك بالسخاء تستر العورات , ويخفف الله عليك الحساب والأهوال , وعليك بكثرة المعروف يؤنسك الله في قبرك , واجتنب المحارم كلها تجد حلاوة الإيمان , جالس أهل الورع وأهل التقى يصلح الله أمر دينك , وشاور في أمر دينك الذين يخشون الله , وسارع في الخيرات يحول الله بينك وبين معصيتك , وعليك بكثرة ذكر الله يزهدك الله في الدنيا , وعليك بذكر الموت يهون الله عليك أمر الدنيا , واشتق إلى الجنة يوفق الله لك الطاعة , وأشفق من النار يهون الله عليك المصائب , أحب أهل الجنة تكن معهم يوم القيامة , وابغض أهل المعاصي يحبك الله , والمؤمنون شهود الله في الأرض , ولا تسبن أحدا من المؤمنين , ولا تحقرن شيئا من المعروف , ولا تنازع أهل الدنيا في دنياهم , وانظر يا أخي أن يكون أول أمرك تقوى الله في السر والعلانية , واخش الله خشية من قد علم أنه ميت ومبعوث , ثم الحشر , ثم الوقوف بين يدي الجبار عز وجل , وتحاسب بعملك , ثم المصير إلى إحدى الدارين , إما جنة ناعمة خالدة , وإما نار فيها ألوان العذاب مع خلود لا موت فيه , وارج رجاء من علم أنه يعفو أو يعاقب , وبالله التوفيق , لا رب غيره " قال الشيخ أبو نعيم رحمة الله تعالى عليه: " كلام الثوري وأحواله وألفاظه [ص:86] ومواعظه تكثر وتتسع , وفي دون ما ذكرنا فوائد لمن رزق العمل به , ووفق له للإمام أبي عبد الله سفيان بن سعيد من مسانيد الحديث ما لا ينضبط كثرة , سبق إلى جمع بعض حديثه الماضون من أسلافنا وعلمائهم. فمن مسانيد بعض حديثه ومشاهده وغرائبه ما

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن منصور , عن طلحة بن مصرف، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر بالتمرة في الطريق فلا يعرض لها فيقول: «لولا أني أخشى أن تكون من تمر الصدقة لأكلتها» صحيح متفق عليه من حديث الثوري

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ح وحدثنا أحمد بن القاسم بن زياد، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، ح وحدثنا فاروق الخطابي، ثنا عبد العزيز بن معاوية القرشي، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ومحمد بن الحسن بن كيسان، قالوا: ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن ذكوان أبي صالح، عن أبي هريرة، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي حتى تورم قدماه , فقيل له: أتفعل ذلك , وقد غفر الله لك؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا "؟ مشهور بأبي حذيفة عن الثوري، ورواه الفريابي عنه، وهو عزيز. حدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، مثله سواء

حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح , عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون , ولكنه رضي منهم بما يحقرون» كذا رواه أبو حذيفة على شك فيه , ورواه مصعب بن ماهان من غير شك. حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسماعيل بن الحسن، ثنا زهير بن عباد، عن مصعب بن ماهان , عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

حدثنا أحمد بن القاسم، ثنا أحمد بن محمد البرتي، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن الأعمش , عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى أحدكم أهله فعجل ولم ينزل , أو أقحط فلا يغتسل» تفرد به أبو حذيفة عن الثوري فيما أعلم

حدثنا أبو بكر الطلحي، ومحمد بن عبد الله الحاسب، وسليمان بن أحمد، في جماعة قالوا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن يونس، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح , عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله الخلق كتب في كتاب كتبه على نفسه فهو مرفوع تحت العرش: إن رحمتي تغلب غضبي " مشهور من حديث الثوري , ورواه عنه وكيع , ومصعب بن المقدام , وأبو أحمد الزبيري , وقبيصة في آخرين

حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ، ثنا محمد بن إبراهيم بن زياد، ثنا عبد الرحمن بن يونس , ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، ثنا سفيان الثوري، هكذا قال لنا: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، ح وحدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن عبد الله بن يوسف البصري , ثنا بندار بن بشار، ثنا مؤمل، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن , والمؤذن مؤتمن , اللهم أرشد الأئمة , واغفر للمؤذنين» صحيح متفق عليه , رواه وكيع , وابن مهدي , وعبد الرزاق وقبيصة في آخرين عن الثوري، ورواه عن الأعمش الناس، منهم: سهيل بن أبي صالح , وشعبة , وشريك , وهشيم , والأوزاعي , وصدقة بن أبي عمران , وأبو الأشهب جعفر بن حيان , وزائدة , وقيس بن الربيع , وأبو عوانة , وأبو حمزة , وأبو شهاب , وسندل , وحبان ابنا علي في آخرين

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ومحمد بن عمر بن سلم، في جماعة قالوا: ثنا محمد بن جعفر بن حبيب , ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» رواه محمد بن كثير , وعصام بن يزيد جبر , [ص:88] وغيرهما عن الثوري، واختلف، على الثوري فيه من وجوه

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا محمد بن حميد، ثنا مهران، ثنا سفيان، ثنا منصور، عن شقيق أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى فيه يوم القيامة الدماء»

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد , وعبد الله بن محمد: ثنا محمد بن يحيى بن منده , ثنا محمد بن عصام، عن أبيه، والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، - قال سفيان: لا أعلمه إلا رفعه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء»

حدثنا فاروق الخطابي، ثنا هشام بن علي السيرافي، ح وحدثنا علي بن الفضل بن شهريار المعدل , ثنا محمد بن أيوب الرازي، قالا: ثنا الربيع بن يحيى الأشناني، ثنا سفيان الثوري , عن محمد بن المنكدر، عن جابر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة , أراد الرخصة على أمته» غريب من حديث الثوري عن محمد، تفرد به الربيع , واختلف على الثوري في الجمع بين الصلاتين من وجوه عدة

حدثنا أبي في، جماعة قالوا: ثنا محمد بن نصير، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا الثوري، , عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: " جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر في غير مطر ولا خوف , فقيل لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته " مشهور عن الثوري، من حديث أبي الزبير ورواه الثوري عن عدة من شيوخه , عن سعيد بن جبير , منهم حبيب بن أبي ثابت , وسلمة بن كهيل , وحماد بن أبي سليمان , وأبو إسحاق , وعبد الله بن عثمان بن خثيم واختلف عليه أيضا من حديث أبي الزبير

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمود بن أحمد بن الفرج، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل، قال: «جمع رسول الله صلىالله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في غزوة تبوك» ورواه عن أبي الزبير، عن جابر

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا مهران الرازي، ثنا يزيد بن مخلد، ثنا إسحاق الأزرق، ثنا سفيان الثوري، عن [ص:89] أبي الزبير، عن جابر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة من غير سفر ولا خوف , وبين المغرب والعشاء» واختلف عليه أيضا على أبي الطفيل

حدثنا أبو سعيد بن حمدويه النيسابوري، ثنا أبو حماد أحمد بن محمد الشرفي , ثنا علي بن سعيد الفسوي , ثنا عثمان بن عمرو، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي الطفيل، , عن معاذ بن جبل، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء» تفرد به عثمان عن الثوري، وللثوري فيه روايات أخرى مختلفة عن الحجازيين، والعراقيين تكثر وتطول , اقتصرنا منها على ما ذكرنا

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا القاسم بن محمد الدلال، ثنا قطبة بن العلاء، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان ضاريان أرسلا في غنم أغفلها أهلها بأسرع فيها فسادا من طلب الشرف والمال في دين المسلم» تفرد به قطبة عن الثوري، واختلف فيه على الثوري من غير وجه

حدثنا محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن علي بن الوليد، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، ثنا سفيان الثوري، عن أبي الحجاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأسرع فيها فسادا من حب الشرف والمال في دين المرء المسلم» تفرد به الذماري ولم نكتبه إلا من حديث إبراهيم

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن شعيب الزبيدي، بها ثنا أبو جمة، ثنا أبو قرة، عن موسى بن طارق، قال: ذكر سفيان الثوري , عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان ضاريان باتا في حظيرة غنم يفترسان ويأكلان بأسرع فسادا فيها من طلب المال والشرف في دين المسلم» تفرد به أبو قرة

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ح وحدثنا أبو بكر بن خلاد , ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، قالا: ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: «ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:90] شيئا قط فقال لا» مشهور من حديث الثوري

حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا المقدام بن داود، ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة، , ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النوم أخو الموت , وأهل الجنة لا ينامون» غريب من حديث الثوري , تفرد به عبد الله

حدثنا أبو بكر بن خلاد، وأحمد بن القاسم، قالا: ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يحيى بن هاشم , ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: «إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم , وإشباع جوعته , وتنفيس كربته» غريب من حديث الثوري , ما كتبته عاليا إلا من حديث يحيى بن هاشم

حدثنا علي بن الفضل بن شهربار المعدل، ثنا محمد بن أيوب، ثنا عبد الله بن الجراح، ثنا عبد الملك بن عمرو العقدي، ثنا سفيان بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا ملعونة , ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله» غريب عن الثوري، تفرد به عنه أبو عامر العقدي

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، ثنا محمد بن السكن، ثنا نائل بن نجيح، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» غريب عن الثوري، تفرد به عنه نائل

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عبد الباقي، ثنا المسيب بن واضح، ثنا يوسف بن أسباط، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت» تفرد به عن الثوري، يوسف بن أسباط

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن يحيى بن زهير، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العين تدخل الرجل القبر , والجمل القدر» [ص:91] غريب من حديث الثوري تفرد به معاوية

حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، حدثنا جعفر بن محمد الصايغ، حدثنا قبيصة، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن , حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد بن يحيى، قالا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام , نصف يوم» مشهور من حديث الثوري

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد، حدثنا محمد بن محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدثنا معلى بن عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن في دينه ونفسه وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث المعلى عنه

حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير صفوف الرجال أولها , وشرها آخرها , وخير صفوف النساء آخرها , وشرها أولها» مشهور من حديث الثوري

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن يحيى بن داود، حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا سفيان , عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي , أنا أبو القاسم، والله يعطي , وأنا أقسم» غريب من حديث الثوري , تفرد به عنه إسحاق

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا عباد بن موسى أبو عقبة الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمملوك طعامه وكسوته , ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق» رواه عن الثوري عباد , وعصام بن يزيد جبر حدثنا أبي، حدثنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا محمد بن عصام بن يزيد، عن أبيه، حدثنا سفيان مثله

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا [ص:92] سفيان , حدثني أبو الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عرش إبليس على البحر يبعث سراياه , فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة» مشهور من حديث الثوري , وأبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس

حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان، حدثنا محمد بن يونس الشامي، حدثنا أبو علي الحنفي، حدثنا سفيان بن سعيد، حدثنا أبو الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضا فرآه يسجد على وسادة , فرمى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأخذ عودا يصلي عليه , فرمى به وقال: «إذا صليت فإن أطقت أن تصلي على الأرض , وإلا فأوم إيماء , واجعل سجودك أخفض من ركوعك» تفرد به الحنفي

حدثنا محمد بن عيسى الأديب، حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد، حدثنا إسحاق بن عمرو الرازي، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ذكاة الجنين ذكاة أمه» تفرد به معاوية عن الثوري، وعنه إسحاق

حدثنا أحمد بن السندي، حدثنا أحمد بن الخطاب التستري، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا عاصم بن عبد الله، حدثنا عبد العزيز بن خالد، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن السخاء شجرة في الجنة , وأغصانها في الدنيا , فمن أخذ بغصن منها جره إلى الجنة , والبخل شجرة في النار وأغصانها في الدنيا , فمن أخذ بغصن منها جره إلى النار» تفرد به عبد العزيز , وعنه عاصم

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن محمد بن عمر، عن علي بن أبي طالب، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء , فقلت: يا رسول الله , إذا بعثتني في الشيء أكون كالسكة المحماة , أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: «بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب» رواه عصام بن يزيد جبر فوصله

حدثنا إبراهيم بن محمد، وغيره، قالا: حدثنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا محمد بن عصام بن يزيد , عن أبيه، عن سفيان، عن محمد بن عمر بن علي، عن من، حدثه [ص:93] عن علي، قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عن نسيب لأم إبراهيم شيء , فدفع إلي السيف فقال: «اذهب فاقتله» , فانتهيت إليه , فإذا هو فوق نخلة , فلما رآني عرف ووقع وألقى ثوبه , فإذا هو أجب , فكففت عنه , فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحسنت» جوده محمد بن إسحاق وسماه

حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا أبو كريب , حدثنا يونس بن بكير، حدثنا محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن محمد بن علي ابن الحنفية , عن أبيه، عن جده، علي، قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم وذكر نحوه , وقال فيه: «الشاهد يرى ما لا يرى الغائب»

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي , حدثنا سفيان، عن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستحرصون على الإمارة , وإنها يوم القيامة حسرة وندامة , فنعمت المرضعة , وبئست الفاطمة» مشهور من حديث ابن أبي ذئب , ما كتبته عاليا من حديث الثوري إلا من حديث الفريابي

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد , حدثنا عبد الله بن شيرويه، حدثنا إسحاق بن إبراهيم , أنبأنا أبو داود الحفري، حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، يعني ابن أبي ذئب , عن سعيد المقبري , عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء فيه بما أصاب من المال , أمن حلال أم من حرام» تفرد به ابن أبي ذئب , عن المقبري، رواه عنه الناس حدثناه محمد بن علي بن حبيش، في جماعة قالوا: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا ابن أبي ذئب، وحديث، سفيان عنه تفرد به الحفري

حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن , حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان , عن ابن أبي ذئب، عن صالح، مولى التوأمة , عن أبي هريرة، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له» ما كتبته عاليا من حديث الثوري إلا من حديث قبيصة

حدثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن صدقة , حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، حدثنا أبو حذيفة , حدثنا سفيان الثوري، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئا واضعا إحدى رجليه على الأخرى» غريب من حديث الثوري , ما كتبته عاليا إلا من حديث أبي حذيفة

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عباد بن عبد الله العدني، حدثنا يزيد بن أبي حكيم العدني، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن إسحاق، عن رجل، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السواك مطهرة للفم , مرضاة لله» كذا رواه يزيد , ولم يسم الرجل , ورواه المؤمل بن إسماعيل وكناه

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثني عبد الله بن الليث المروزي , حدثنا مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، وشعبة، عن محمد بن إسحاق، عن أبي عتيق التيمي، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السواك مطهرة للفم , مرضاة للرب»

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا علي بن العباس بن الوليد، والوليد بن علي بن الوليد، قالا: حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر» تفرد به معاوية عن سفيان

حدثنا القاضي أبو أحمد، حدثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب، ح وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر , وسليمان بن أحمد قالا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، حدثنا محمد بن المغيرة، حدثنا النعمان بن عبد السلام، حدثنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة , عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسفروا بصلاة الفجر , فإنه أعظم للأجر» وقال ابن شبيب: «بصلاة الصبح» تفرد به النعمان عن سفيان

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، مولى آل طلحة , عن سالم، عن ابن عمر [ص:95]، " أنه طلق امرأته وهي حائض , فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال: مره فليراجعها , ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا "

حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثنا النجاري، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، مولى آل طلحة , عن الزهري، عن عطاء بن يزيد , عن أبي أيوب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تهاجروا ولا تدابروا , وكونوا عباد الله إخوانا , هجرة المؤمن ثلاث , فإن تكلما وإلا أعرض الله عنهما حتى يتكلما» غريب من حديث الثوري , تفرد به الفريابي

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا علي بن الحسن بن الحسين الرقي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الصفار الرقي , حدثنا أبو صالح الفراء، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كسر عظم الميت ككسره حيا» غريب من حديث الثوري , تفرد به الفراء عن الفزاري

حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا بكر بن عبد الوهاب، حدثنا أبو نباتة، يونس بن يحيى , حدثنا الثوري، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة، «أن النبي صلي الله عليه وسلم نهى عن نقع البئر» أبو الرجال اسمه محمد بن عبد الرحمن تفرد بهذا الحديث عن الثوري أبو نباتة

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد , عن سفيان، حدثني محمد بن أبي بكر، يعني ابن عمرو بن حزم -، عن عبد الملك بن أبي بكر، يعني ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام , عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها أقام عندها ثلاثة أيام , وقال: «إنه ليس بك على أهلك هوان , إن شئت سبعت لك , وإن سبعت لك سبعت لنسائي» لم يروه عن الثوري، مجودا إلا يحيى بن سعيد

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا محمد بن كثير، ح وحدثنا أبو بكر بن مالك، , حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن [ص:96] مهدي، قالا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: رفعت امرأة صبيا لها من محفة , فقالت: يا رسول الله , ألهذا حج؟ قال: «نعم , ولك أجر»

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا الحسن بن حباش، حدثنا محمد بن الفرج، بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم , حدثنا خالد بن يزيد العمري، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن عبيدة، عن محمد بن سيرين , عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يسأل الله عبد لي الوسيلة إلا كنت له شفيعا يوم القيامة» غريب تفرد به خالد بن يزيد العمري

حدثنا أبو بكر الطلحي، قال: وجدت في كتاب جدي لأمي أحمد بن محمد بن يحيى الطلحي , حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، عن سفيان، عن محمد بن عمارة المدني، عن عبد الرحمن بن عبد الله , عن رجل ذكره , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم العلم ليماري به العلماء , أو يجاري به السفهاء , أو يتأكل به الناس , فالنار أولى به» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من هذا الوجه

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، وعبيد بن غنام، قالا: حدثنا ابن نمير، قال: وذكر عبيد الله الأشجعي , عن سفيان، عن أبي غسان محمد بن مطرف , عن عمر بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، أنه سأله رجل عن رجل، فارق امرأته , وأنه تزوجها ولم يأمرني ولم أعلمه , فقال ابن عمر: «لا , إلا نكاح رغبة , إن رضيت أمسكت , وإن كرهت فارقت , كنا نعد هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سفاحا» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث الأشجعي

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا يزيد بن سنان المصري، بمصر , حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سفيان، حدثني محمد بن طارق، عن طاوس، وأبي الزبير , عن ابن عباس، وعائشة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر طواف الزيارة إلى الليل» غريب تفرد به يحيى , عن سفيان

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا الحضرمي، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، حدثني محمد بن يحيى الأصبهاني، قالا: حدثنا عيسى بن عثمان الكسائي ابن أخي يحيى [ص:97] بن عيسى , ثنا يحيى بن عيسى , عن سفيان، عن أبي سلمة، عن الزهري، عن سهل بن سعد، قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته معه مدراة يسرح بها لحيته , إذ جاء إنسان فاطلع من جحر في حجرته , فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لو علمت أنك تنظرني لفقأت بهذا المدراة عينك , إنما جعل الإذن من أجل البصر» أبو سلمة هو محمد بن أبي حفصة , واسم أبي حفصة ميسرة , والحديث تفرد به يحيى , عن الثوري

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسن بن كيسان، ثنا أبو حذيفة، قالا: ثنا سفيان , عن محمد بن الزبير، عن الحسن، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا نذر في معصية الله , وكفارته كفارة يمين»

حدثنا حبيب بن الحسن، وفاروق الخطابي، في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، ح وحدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا جعفر الصائغ، ثنا قبيصة، قالا: ثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: «ساق النبي صلى الله عليه وسلم مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل عليه برة من فضة»

حدثنا أحمد بن القاسم بن أبي الريان، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ح وحدثنا حبيب بن الحسن، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا يوسف القاضي , ثنا محمد بن كثير قالا: ثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: " استعمل النبي صلى الله عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم على الصدقات , فاستتبع أبا رافع , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: يا أبا رافع , إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد , وإن مولى القوم من أنفسهم "

حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، ثنا يوسف القاضي، ح وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر , ثنا أحمد بن علي الخزاعي، قالا: ثنا محمد بن كثير، ح وحدثنا [ص:98] سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو حذيفة، قالا: ثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم , عن عراك بن مالك، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تربت يداك , أو ما علمت أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن علي بن بشر، عن جده، ثنا إسماعيل بن محمد، ثنا حازم بن جبلة العبدي، ثنا سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جميع أعمال بني آدم تحصره الملائكة الكرام الكاتبون , إلا حسنات المجاهدين في سبيل الله , فإن الملائكة الذين خلقهم الله يعجزون عن علم إحصاء حسنات أدناهم» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من هذا الوجه

حدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ح وحدثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، قالا: ثنا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا» ورواه يزيد بن زريع , عن سفيان، مثله حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، وسفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، مثله

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمرو بن ثور الجذامي، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عن زيد بن خالد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اغتبط مؤمنا قتلا فهو قود يده , والمؤمنون عليه كافة , لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤويه أو ينصره , فمن آواه أو نصره فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , لا يقبل منه صرف ولا عدل» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث الفريابي

حدثنا فاروق الخطابي، ثنا عبد العزيز بن معاوية العتابي، ثنا جعفر بن عون، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، قالا: ثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة} [الأعراف: 22] قال: «ورق التين»

حدثنا سليمان بن أحمد , ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم , ثنا سفيان , عن محمد بن قيس الهمداني، قال: كنت مع علي يوم النهروان , فقال: «التمسوا ذا الثدية» , فجعلوا لا يجدونه , فجعل جبين علي يعرق ويقول: «والله ما كذبت , ولا كذبت , فالتمسوه» , قال: فوجدناه في دالية أو جدول , فأتي به علي فخر ساجدا "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، ثنا يزيد بن سفيان المصري، بمصر , ثنا أبو عاصم، ثنا سفيان، عن محمد بن قيس، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عمر بن أيوب بن مالك، ثنا محمد بن معاوية الأنماطي , ثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول، ح وحدثنا محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا الحسين بن علي الصدائي، ثنا حماد بن الوليد، قالا: عن سفيان الثوري، عن محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عزى مصابا كان له مثل أجره» غريب عن الثوري، عن محمد، رواه شعبة , ومعمر , وإسرائيل , وعبد الحليم بن منصور في آخرين عن محمد بن سوقة

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، وعلي بن سعيد الرازي، قالا: ثنا علي بن بهرام العطار، ح وحدثنا عبد الملك بن أبي كريب، عن سفيان الثوري، عن محمد بن زيد، , عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم , وذلك خمسمائة عام» فقام رجل وقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ فقال: «إن تغديت رجعت إلى عشاء , وإذا تعشيت يبيت معك غداء؟» قال: نعم , قال: «لست منهم» فقام رجل فقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: «هل سمعت ما قلنا لهذا؟» قال: نعم , قال: «هل تجد ثوبا سترا سوى ما عليك؟» قال: نعم , قال: «فلست منهم» فقام آخر فقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: «هل سمعت ما قلت لهذين قبلك»؟ قال: نعم , قال: «هل تجد قرضا كلما شئت أن تستقرض»؟ قال: نعم , قال: «فلست منهم» فقام آخر فقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: «هل سمعت ما قلنا لهؤلاء قبلك؟» قال: نعم , قال: «هل تقدر أن تكتسب ما يغنيك»؟ قال: نعم , قال: «فلست منهم». قال: فقام خامس فقال: أنا منهم، يا رسول الله؟ فقال: «هل سمعت ما قلت لهؤلاء؟». قال: نعم , قال: «هل تمسي عن ربك راضيا , وتصبح كذلك؟» قال: نعم , قال: «فأنت منهم». فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن سادة المؤمنين في الجنة من إذا تغدى لم يجد عشاء , وإذا تعشى لم يبت معه غداء , وإن استقرض لم يجد قرضا , وليس له فضل كسوة إلا ما يواري به ما لا يجد منه بدا , ولا يقدر على أن يكسب ما يعشيه , يمسي عن الله راضيا , ويصبح راضيا {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} [النساء: 69] " هذا حديث غريب من حديث الثوري , عن محمد بن زيد، ويقال: هو العبدي , تفرد به عبد الملك

حدثنا أبي، ثنا عمر بن عبد الله الهجري، ثنا عبد الله بن خبيق، ح وثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا المسيب بن واضح، قالا: ثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان، عن محمد بن جحادة، عن أنس، «أن النبي كان يطوف على نسائه , هذه , ثم هذه , ثم هذه , ثم يغتسل منهم غسلا واحدا» غريب من حديث محمد بن جحادة , والثوري , تفرد به يوسف

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبد الله بن محمد بن يونس السمناني، ثنا بركة بن محمد الحلبي، ثنا يوسف بن أسباط، ثنا سفيان، عن محمد بن جحادة، عن قتادة، عن أنس، عن عائشة، قالت: «ما رأيت عورة النبي صلى الله عليه وسلم قط» وهذا أيضا من مفاريد يوسف عن الثوري، عن محمد

ثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، ثنا محمد بن أحمد بن نصر العطار الدوري، ثنا إبراهيم بن عبد السلام الضرير، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا يوسف بن أسباط، عن الثوري، عن محمد بن جحادة، عن قتادة، عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية , وجعل عتقها صداقها» غريب من حديث الثوري , عن محمد، لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن عبد السلام

ثنا محمد بن المظفر، وعمر بن أحمد بن عمر، قالا: ثنا الحسن بن عبد الصمد، ثنا يحيى بن يحيى، ثنا عبد الكريم بن روح، عن سفيان، وشعبة، عن محمد بن جحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كسب الأمة» غريب من حديث الثوري , عن محمد ورواه يوسف القطان , عن وكيع، عن سفيان، مثله , وخالفه المتقدمون من أصحاب وكيع , فرووه , عن وكيع، عن شعبة، عن محمد عن أبي حازم

ثنا أبو بكر محمد بن علي بن مسلم العقيلي , ثنا جعفر بن أحمد الزيادي، ثنا الربيع بن يحيى، , ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن جحادة، عن قتادة، عن أبي السوار العدوي، قال: قال الحسن بن علي: «قضي القضاء , وجف القلم , وأمور قد تقضى في كتاب قد سبق» غريب من حديث الثوري عن محمد، ورواه يوسف القطان , عن وكيع، لم نكتبه إلا من حديث الربيع

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا موسى بن غيلان، ثنا هاشم بن مخلد، ثنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن أبي عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: " لما نزلت: {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} [الواقعة: 40] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتم ربع أهل الجنة , أنتم ثلث أهل الجنة , أنتم نصف أهل الجنة , أنتم ثلثا أهل الجنة» تفرد برفعه ابن المبارك عن الثوري، وأبو عمرو اسمه محمد , وهو والد أسباط بن محمد الكوفي القرشي، قاله سليمان

ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا عبد الله بن الوليد، عن سفيان، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله يعني ابن مسعود , عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: " انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم , معه أربعون رجلا فقال: «إنه مفتوح لكم ومنصورون ومصيبون , فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله , وليأمر بالمعروف , ولينه عن المنكر، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير تردى في بئر وهو ينزع بذنبه» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث عبد الله بن الوليد

قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير تردى في بئر وهو ينزع بذنبه» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث عبد الله بن الوليد

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي , ثنا عبد الله بن شداد بن الهادي، قال: قال أبو هريرة: " الوضوء مما مست النار , فقال مروان: وكيف نسأل أحدا وفينا أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا وأمهاتنا؟ فأرسلني إلى أم سلمة , فسألتها فقالت: «أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد توضأ , فناولته عرقا، أو كتفا , فأكل منها ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ» مشهور من حديث الثوري

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ح وثنا أبو محمد بن زكريا، ثنا أبو حذيفة، قالا: ثنا سفيان، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: " لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل قتيلا فله كذا وكذا , ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا» فقتلوا سبعين , وأسروا سبعين , فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيرين , فقال: يا رسول الله , إنك وعدتنا أنه من قتل قتيلا فله كذا وكذا , ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا , وقد جئت بأسيرين , فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله , إنه لم يمنعنا زهادة في الأجر , لا جبن عن العدو , ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون , وإنك إن تعط هؤلاء لا يبقى لأصحابك شيء , فجعل هؤلاء يقولون , وهؤلاء يقولون , فنزلت {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: 1] إلى قوله: {ذات بينكم} [الأنفال: 1] قال: فسلموا الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم نزلت: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول} [الأنفال: 41] " مشهور من حديث الثوري , واللفظ للفريابي

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا سنجويه الناهكي، ثنا أشعث بن عطاف، عن سفيان الثوري، عن العرزمي، عن نافع، عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه» غريب من حديث الثوري عن العزرمي واسمه محمد بن عبيد الله

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجنة، فقال محمد: سمعت سلمة يعني ابن كهيل، عن أبي الزعراء، قال: قال عبد الله بن مسعود: " الجنة في السماء السابعة العليا , ثم قرأ {إن كتاب الأبرار لفي عليين} [المطففين: 18] "

ثنا أبو إسحاق بن حمزة، حدثني ابن زيدان، ثنا جعفر بن مروان، ثنا أبي، ثنا ابن فراسة، عن سفيان، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، «أن النبي صلى الله عليه وسلم قام عند الجمرتين ملبيا» غريب من حديث الثوري , عن محمد، تفرد به إبراهيم بن فراسة

ثنا أبو بكر الطلحي، حدثني عثمان بن عبد الله أبو عمرو الطلحي، ثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، ثنا أبو يحيى الحماني، عن سفيان، عن ابن خالد، عن عطاء، قال: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله» كذا رواه أبو يحيى الحماني , عن سفيان، وأرسله، وتفرد به عنه محمد بن خالد , يعرف بأبي حمنة الكوفي الضبي

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث الحربي، ثنا محمد بن المغيرة، ثنا النعمان بن عبد السلام، عن سفيان، عن محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، " أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس الذكر، فقال: «إنما هو بضعة منك» مشهور عن الثوري، وعن محمد

ثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا أبو العباس بن سعيد، ثنا جعفر يعني ابن محمد بن مروان، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن فراسة، عن سفيان، عن محمد بن حميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أكثر دعائه يوم عرفة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير» قال إبراهيم بن فراسة: وحدثني محمد بن أبي حميد، به، غريب من حديث الثوري , تفرد به إبراهيم

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن محمد بن صبيح الزيات، ح وثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى بن منده، قالا: ثنا سفيان بن وكيع، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن محمد بن سعيد الطائفي، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن هارون، عن عبد الله بن عمرو، - قال محمد بن يحيى: رفعه , وقال عبيد: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الجمعة علىمن يسمع النداء» وممن روى عنه سفيان الثوري ممن اسمه محمد منهم من روى عنه مسندا , ومنهم من روى عنه مرسلا، أو موقوفا , فاقتصرنا على ذكرهم من دون رواياتهم. فمن أهل الكوفة: محمد بن أبي أيوب أبو عاصم الثقفي محمد بن إسماعيل بن راشد السلمي , ومحمد بن عبيد أبو جابر الكندي , ومحمد بن سالم أبو سهل الهمداني , ومحمد بن صبيح السماك الواعظ , ومحمد بن عبد الله البكاء , ومحمد بن أبان الجعفي. ومن غير أهل الكوفة: محمد بن السائب بن بركة - مكي - ومحمد بن مسلم بن مهران أبو جعفر المؤذن , ومحمد بن سيف أبو رجاء البصري , ومحمد بن واسع بن صبيح , ومحمد بن راشد المكحولي , ومحمد بن عون الخراساني

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ح وثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو بكر بن عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن آدم بن سليمان، مولى خالد بن خالد , عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: " لما نزلت هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} [البقرة: 284] دخل قلوبهم منها شيء , لم يدخلها من قبل , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قولوا سمعنا وأطعنا، وسلمنا»، فألقى الله في قلوبهم الإيمان , فأنزل الله تعالى {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} [البقرة: 285]

 إلى قوله: {إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة: 286] قال: «قد فعلت» {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} [البقرة: 286] قال: «قد فعلت» صحيح متفق عليه من حديث الثوري، عن آدم

ثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا محمد بن نهشل بن عبد الواحد البصري، وما سمعت إلا منه ثنا الحسن بن حسين أبو علي الأسواري، ثنا سفيان الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، ح وثنا سليمان بن أحمد، ثنا زكريا الساجي، ح وثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قالا: ثنا عمرو بن حفص الشيباني، ثنا العلاء بن عمرو، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، قال: " بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد جللها علىصدره بجلال إذ نزل عليه جبريل عليه السلام , فأقرأه من الله السلام وقال: يا رسول الله , ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد جللها على صدره بجلال؟ قال: «يا جبريل , أنفق ماله علي قبل الفتح» قال: فأقرئه من الله السلام , وقل له: يقول لك ربك: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فالتفت إلى أبي بكر فقال: " يا أبا بكر , هذا جبريل يقرئك السلام من الله ويقول: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط "؟ فبكى أبو بكر وقال: أعلى ربي أغضب؟ أنا عن ربي راض , أنا عن ربي راض " غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث الفزاري، وحديث الأسواري لم نكتبه إلا عن محمد بن عمر بن سلم

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا إسماعيل بن أبي الحكم، وكان ثقة، ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، قال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " يقال للرجل يوم القيامة: قم فاشفع , فيشفع لقبيلته , فيقال للآخر: قم فاشفع , فيشفع لأهل البيت , فيقال للآخر: قم فاشفع , فيشفع للرجل والرجلين على قدر عمله " غريب من حديث آدم , لم يروه عنه إلا الثوري

ثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي , ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن أسامة بن زيد، قال: " خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى مر بالشعب الذي ينزل فيه الأمراء , قال: " فتوضأ وضوءا بين الوضوءين , قال: قلت: يا رسول الله , الصلاة , قال: «الصلاة أمامك» , حتى أتى جمعا فأقام فصلىالمغرب , فلم يحل آخر الناس حتى أقام فصلى العشاء " صحيح متفق عليه من حديث إبراهيم وأخيه موسى , عن كريب

ثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، ومحمد بن غالب، قالا: ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان الثوري، عن إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عمر، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} [آل عمران: 97] قال: «من كفر بالله واليوم الآخر» غريب من حديث الثوري عن إبراهيم

ثنا أبو محمد بن حيان، في جماعة قالوا: ثنا محمد بن زكريا، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن إبراهيم المكي، عن محمد بن عباد، عن ابن عمر، قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: " {من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97] قال: «السبيل زاد، وراحلة» مشهور من حديث الثوري عن إبراهيم، ولم يسنده غير إبراهيم

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن سفيان، عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، عن عامر بن سعد، عن أبي هريرة، " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال: «وجبت» ومر بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرا , فقال: «وجبت» , قالوا: يا رسول الله , ما وجبت؟ قال: «بعضكم شهداء على بعض» غريب من حديث عامر , تفرد به إبراهيم , ورواه عنه الثوري، وشعبة

ثنا سليمان بن أحمد، وأبومحمد بن حيان، قالا: ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا محمد بن عصام بن يزيد، عن أبيه، عن سفيان، عن إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن خاله يعني عطاء، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق» غريب من حديث الثوري , عن إبراهيم، تفرد به عصام بن يزيد

ثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، ثنا أبو حذيفة، ثنا الثوري، عن إبراهيم بن إسماعيل القرشي، عن أبيه، عن جده، " أن النبي صلى الله عليهوسلم استسلف من عبد الله بن ربيعة، أو أبي ربيعة ثلاثين ألفا - أو أربعين ألفا - في بعض مغازيه , فلما قدم قال: «خذها بارك الله لك في أهلك ومالك , فما جزاؤك إلا الوفاء والحمد» اختلف أصحاب الثوري فيه عليه , فمنهم من قال: عن إسماعيل بن إبراهيم , تفرد به أبو حذيفة , فقال: عن إبراهيم بن إسماعيل وهو ابن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن أنس بن مالك، قال: «صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا , والعصر بذي الحليفة ركعتين» مشهور من حديث الثوري وإبراهيم

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد بن معدان، ثنا محمد بن عوف، ثنا نصر بن المهاجر المصيصي، ثقة، ثنا بشر بن السري، ثنا سفيان الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن أنس بن مالك، " أن جبريل، عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزينا قد حصبه بعض أهل مكة فقال له: ما لك؟ قال: «فعل بي هؤلاء وفعلوا» , فقال: تحب أن أريك آية؟ قال: «نعم» , قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة , فدعاها , فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه , فقال لها: «ارجعي» فرجعت إلى مكانها " غريب من حديث الثوري وإبراهيم , تفرد به نصر , عن بشر

ثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم , ثنا جعفر بن محمد الصائغ، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان الثوري، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال: " لما نزلت {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب: 56] جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله , هذا السلام عليك قد عرفناه , فكيف الصلاة عليك؟ فقال: «قل اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد , كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» صحيح متفق عليه , لا أعلمه رواه عن الثوري، عن إبراهيم، إلا قبيصة

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، قال: " رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر , والتزمه , فقال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا» تفرد به وكيع عن الثوري، ورواه الحسين بن حفص، عن الثوري، عن رجل، عن إبراهيم

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن نائلة، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا سفيان، عن إبراهيم بن جرير، عن أبيه، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين» قال سليمان: لم يروه عن سفيان، إلا إسماعيل بن عمرو

ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد , ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا يحيى بن يمان، ثنا سفيان، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن مسروق، قال: سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يضر مع الإسلام ذنب , كما لا ينفع مع الشرك عمل» غريب من حديث الثوري عن إبراهيم، تفرد به يحيى بن يمان , وقال غير يحيى: نزل رجل على مسروق فقال: سمعت عبد الله بن عمر، يقول

ثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان الثوري، عن إبراهيم يعني الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: «ليس المسكين الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان , ولكن المسكين الذي لا يجد ما يغنيه ويستحي أن يسأل الناس , ولا يفطن له فيتصدق عليه» مشهور من حديث الثوري عن إبراهيم

ثنا محمد بن مظفر بن عيسى الحافظ، ثنا محمد بن إبراهيم بن محمد الصيرفي، ثنا وفاء بن سهل أبو محمد، ثنا أبو حازم عبد الغفار بن الحسن، ثنا سفيان الثوري، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن على كل مسلم في كل يوم صدقة» , قال: قلنا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: «إن سلامك على المسلم صدقة , وعيادتك المريض صدقة , وصلاتك على الجنازة صدقة , وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة , وعونك الصانع صدقة» غريب من حديث الثوري عن إبراهيم، تفرد به عبد الغفار

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المقدام بن داود، ثنا علي بن معبد، ثنا عبد الغفار بن الحسن بن دينار الضبي، ثنا سفيان الثوري، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الكافر ليلجم بعرقه من شدة ذلك اليوم يعني يوم القيامة حتى يقول: يا رب أرحني ولو إلى النار " تفرد به عبد الغفار عن الثوري ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي ح، وثنا أبو محمد بن حيان، قال: كتب إلي عبد الله بن حمدان , ثنا موسى بن عبد الرحمن، قالا: ثنا أبو داود الحفري، ثنا سفيان الثوري، عن إبراهيم، عن مسلم البطين، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال يوما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فتغيروجهه , ثم قال قريبا من ذا أو نحو ذا. قال موسى في حديثه: إبراهيم بن أبي حفصة , وقال أحمد بن حنبل في حديثه: إبراهيم بن مهاجر , وحدث به قبيصة , عن سفيان، فقال: عن إبراهيم بن أبي حفصة

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن الفضل بن العباس البغدادي، ثنا أحمد بن عيسى التنيسي، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الجزري، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالسا , فقلت: يا رسول الله تصلي جالسا فما أصابك؟ قال: «الجوع يا أبا هريرة» , قال: فبكيت , فقال: «لا تبك فإن شدة يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا» غريب من حديث الثوري، وإبراهيم , لم نكتبه إلا من حديث ابن عيسى عن الجزري متصلا سندا

ثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن حمدان، ثنا محمد بن العباس، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ح وثنا إبراهيم بن محمد، ثنا علي بن سراج، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا مصعب بن ماهان، عن سفيان، عن إبراهيم بن محمد الفزاري، عن أبان بن أبي عياش، عن أبي نضرة، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هدايا الأمراء غلول»

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ح وثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم»

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو داود الحفري، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: «أمر بقتل الكلاب»

ثنا أبو إسحاق بن حمزة، ومحمد بن عمر بن سلم، وعبد الله بن محمد بن عثمان، قالوا: ثنا أحمد بن محمد الصيرفي، ثنا عبدة بن عبد الله، ثنا أبو داود الحفري، ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: «إذا قتل الرجل وأمسكه الآخر , قتل الذي قتل , وحبس الذي أمسك» تفرد به وبالذي قبله عن الثوري أبو داود الحفري

ثنا الحسن بن علي الوراق، ثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، وأيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هؤلاء لهذه , وهؤلاء لهذه» , قال: فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر " تفرد به الزبيري عن الثوري، وعنه الجوهري

ثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا القاسم بن زكريا، ومحمد بن إسحاق السراج، قالا: ثنا أبو ميمون، محمد بن زكريا المصيصي , ثنا أشعث بن شعبة أبو أحمد، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كنت أسقي ورجل عن يميني، ورجل أشب مني عن شمالي، فناولت الشاب , قيل لي: كبر ": أي: أعط الأكبر " تفرد به الفزاري , وعنه الأشعث

ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن , ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " {ولا تحسبن} [آل عمران: 169] ولم يقل: (ولا تحسبن) " أبو هاشم اسمه إسماعيل بن كثير , مكي , رواه عن الثوري جماعة

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا حفص بن عمر، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: " استسلف مني النبي صلى الله عليه وسلم سلفا , فأرسل به إلي وقال: «إنما جزاء السلف الحمد والوفاء»

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو حصين، محمد بن الحسين , ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، ثنا عبثر بن القاسم، ثنا سفيان، والأعمش، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل المزني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن الكلاب أمة من الأمم، لأمرت بقتلها , فاقتلوا منهما كل أسود بهيم» إسماعيل بن مسلم مكي يعد في البصريين , تفرد به عبثر , عن الثوري

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال في كتابه: عن سعيد بن عمرو، ثنا محمد بن آدم، ثنا الفضل بن موسى، عن سفيان، عن إسماعيل بن مسلم العبدي، عن ابن سيرين، عن أبي الجعفاء، عن عمر، قال: " وأخرى تقولونها مغازيكم , قتل فلان شهيدا , ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل في سبيل الله أو مات فهو في الجنة» إسماعيل بن مسلم هو العبدي , وهو غير المتقدم , وتفرد به الفضل بن موسى عن الثوري

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عثمان بن عبيد الله الطلحي، ثنا أبي، ثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن إسماعيل بن عبد الملك بن رفيع، قال: «رأيت سعيد بن جبير انقطع شسعه فخلع نعله حتى أصلحها» إسماعيل بن عبد الملك بن رفيع هو ابن أخي عبد العزيز بن رفيع , ولا أعلم الثوري أسند عنه

ثنا عبد الملك بن الحسن السقطي المعدل، ثنا يحيى بن محمد البختري، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا يحيى بن كثير، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا»، فقال أبو بكر: يا رسول الله , وكيف النجاة والمخرج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أعلمك شيئا إذا قلته برئت من قليله، وكثيره، وصغيره، وكبيره , قال: قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم , وأستغفرك مما تعلم ولا أعلم " تفرد به عن الثوري، يحيى بن كثير

ثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا عبد الله بن محمد البجلي، وما سمعته إلا منه، ثنا محمد بن أحمد بن ماهان، ثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس عن عبد الله بن مسعود، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون ذاكرون إلا كان معهم , ولا مصلون إلا كان أكثرهم صلاة» تفرد به عن الثوري عبد الصمد

ثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا عبد الله بن محمد بن علي البلخي، وما سمعته إلا منه، قال: ثنا محمد بن أحمد بن ماهان، ثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: " أتينا خبابا، نعوده وقد اكتوى سبعا في بطنه , فرأى جدارا يبنى , فقال خباب: «أما إن المسلم يؤجر في نفقته كلها إلا في شيء يجعله في بناء هذا التراب» أظنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. لم نكتبه عاليا من حديث الثوري إلا من حديث محمد

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا حفص بن عمر بن الصباح، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسرع الأرض خرابا يسراها ثم يمناها» غريب من حديث الثوري لم نكتبه عاليا إلا من حديث أبي حذيفة

ثنا أبو بكر محمد بن جعفر الوراق , ثنا أحمد بن عمير بن يوسف، ثنا نصر بن مرزوق، ثنا خالد بن نزار، ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى، " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال: يا رسول الله , إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن , فعلمني ما يجزيني , قال: " قل: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " , فقبض على يمينه فقال: هذا لله , فما لي يا رسول الله؟ قال: «قل اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي وارزقني» قال: وقبض على الأخرى , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما هذا فقد ملأ يديه من الخير» هذا الحديث غريب , تفرد به عن الثوري، خالد بن نزار

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل السدي، عن أبي هبيرة، عن أنس بن مالك، " أنه كان عنده مال ليتيم , فاشترى به خمرا , فلما حرمت الخمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أجعله خلا؟ فقال: «لا، أهرقه» مشهور من حديث الثوري , ما كتبته عاليا إلا من حديث عبد الصمد

ثنا محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسين بن سفيان، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبي، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين» لا أعلم رواه عن الثوري، غير وكيع

ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو الحريش، ومحمد بن صالح بن دريج، قالا: أنبأنا أحمد بن جواس، ثنا الأشجعي، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن مسلم، عن مالك بن عمير، وكان، قد أدرك الجاهلية قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله , إني سمعت أبي يقول فيك قولا قبيحا , فلم أقتله , فلم يشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم "

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن شعيب التاجر، ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، والثوري، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله» لا أعلم أحدا رواه عن الثوري، إلا عبد الرزاق

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ح وثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد، ثنا الفريابي، قالا: ثنا سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي الربيع، عن ابن عباس، في قوله تعالى: " {فلنحيينه حياة طيبة} [النحل: 97] قال: الرزق الطيب في الدنيا "

ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن زكريا، ح وثنا سليمان بن أحمد، ثنا حفص بن عمر، قالا: ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن إسماعيل الكوفي، عن فضيل بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عجلوا الخروج إلى مكة , فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من مرض أو حاجة» إسماعيل الكوفي هو ابن أبي إسحاق أبو إسرائيل الملائي , تفرد به عن فضيل

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن بندار، ثنا محمد بن المغيرة، قال النعمان بن عبد السلام: وذكر سفيان الثوري , عن إسماعيل بن عبد الله بن رفاعة، عن أبيه، عن جده، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبقيع: «يا معشر التجار» قال: فاشرأبينا , فقال: «إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا , إلا من اتقى، وبر، وصدق» غريب من حديث الثوري , عن إسماعيل، وجوده أبو نعيم، وغيره، عن الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم , عن إسماعيل. ورواه عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بشر بن المفضل , وإسماعيل ابن علية , وداود بن عبد الرحمن العطار , كلهم عن ابن خثيم، عن إسماعيل، بمثله , وهو الصواب

ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى بن راشد، قالا: ثنا عبد الرحمن بن عمر بن يزيد، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن زياد بن الحارث الصدائي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أذن فهو أحق أن يقيم» وروى الثوري، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع المدني , عن من، أخبره عن سعيد بن المسيب بغير حديث مرسل

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن علي العدوي، ثنا داود بن حماد أبو حاتم، ثنا يحيى بن سليم، عن سفيان الثوري، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: «صنعت اليوم شيئا لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما صنعته» , قالت: قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: " دخلت البيت , وخشيت أن يأتي الآتي من بعدي فيقول: حججت ولم أدخل البيت , وإنه لم يكتب علينا دخوله , إنما كتب علينا طوافه " كذا حدثنا ه إسحاق بن يحيى، وصوابه، طلحة بن يحيى , والحديث يتفرد به يحيى بن سليم , عن الثوري، عن طلحة

ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا محمد بن أبي علي، قال: حدثني الحسين بن يزداد الراسبي، ثنا أبو الجهم خلف بن سالم النصيبي , ثنا سفيان الثوري، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة بن عبيد الله، أنه سمعه يقول: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في عمرو بن العاص: «إنه لرشيد» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث خلف

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، حدثني أبي قال: " أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن الاستسقاء، فقال ابن عباس: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعا متذللا متضرعا , فخطب ولم يخطب كخطبتكم هذه , فدعا وصلى كما يصلي في العيدين ركعتين» قال سفيان: فقلت له: أقبل الخطبة صلى أم بعدها؟ قال: لا أدري. وروى سفيان، عن إسحاق بن سعيد بن عمرو بن العاص، وعن إسحاق بن عبد الله بن شرقي العذري , ولم يسند عنهما

ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا جعفر بن محمد، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان الثوري، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «ما تركت استلام الحجر في رخاء، ولا شدة منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه» غريب من حديث الثوري عن أيوب

ثنا محمد بن عمير بن سلم، ثنا أبو العباس بن عطاء، ثنا الحسين بن علي، ثنا يعلى بن عبيد، عن أيوب، عن سفيان الثوري، عن عكرمة، عن ابن عباس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن، والحسين كبشا كبشا» تفرد بروايته موصولا عن الثوري، يعلى , عن أيوب

ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا عيسى بن يونس، ثنا أيوب بن سويد، عن سفيان الثوري، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، «أن رجلا، زوج ابنته بكرا، أو ثيبا , فأنكرت ذلك ,» فرد النبي نكاحها " لم يروه عن الثوري، متصلا إلا أيوب بن سويد

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن مينا، عن أبي هريرة، قال: " سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في: إذا السماء انشقت , واقرأ باسم ربك " مشهور من حديث الثوري

ثنا محمد بن علي بن يحيى، ثنا صالح بن بشر الطبري، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سفيان الثوري، عن موسى بن عقبة، وأيوب بن موسى، وعبد الكريم، عن نافع، عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا، ويهودية بالبلاط» تفرد به عبد العزيز عن الثوري، عن أيوب، وروى سفيان، عن أيوب بن نياف، إن صح

ثنا أحمد بن محمد بن يوسف، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، قالت: " دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي رجل , فقال: «يا عائشة انظري إخوانكن , فإن الرضاعة من المجاعة»

ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى، ثنا صالح بن أبي خداش، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أشعث بن سوار، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، عن الحارث بن عمرو، قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه بقتله، وسلب ماله» تفرد به وكيع عن سفيان

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن محمد الجمال، ثنا أحمد، ثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري، ثنا الجارود بن يزيد، ثنا سفيان، عن أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كنوز البر , إخفاء الصدقة , وكتمان الشكوى , وكتمان المصيبة»

يقول الله تعالى: «إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر ولم يشكني إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه , ودما خيرا من دمه , فإن أبرأته أبرأته ولا ذنب له , وإن توفيته فإلى رحمتي» تفرد به الجارود عن سفيان

ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سفيان، عن الأسود بن قيس العبدي، عن نبيح أبي عمرو، عن جابر، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه: «امضوا أمامي , وخلوا ظهري للملائكة» ما كتبته عاليا من حديث الثوري إلا من هذا الوجه

ثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا أبو داود الحفري، ثنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عباد، عن سمرة بن جندب، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب في كسوف الشمس، وقال: «أما بعد» ما كتبته عاليا إلا من حديث أبي داود

ثنا أبو الحسن سهل بن عبد الله بن حفص التستري , ثنا الحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز، ثنا أبو عاصم، ح وثنا أبو سعيد، أحمد بن أنباه , ثنا جعفر بن حرب، ثنا محمد بن كثير، قالا: ثنا سفيان، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن قيس بن عاصم: «أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم , فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء، وسدر» مشهور من حديث الثوري

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا سفيان، عن أسلم بن المنقري، عن زهير بن أبي علقمة الضبعي، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا سيئ الهيئة , فقال: «ألك مال»؟ قال: نعم , من كل أنواع المال , قال: «فلير عليك , فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسنا , ولا يحب البؤس، ولا التباؤس» مشهور من حديث الثوري

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن إياد بن لقيط، قال: عن أبي رمثة التيمي، قال: " جئت مع أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ابنك هذا»؟ فقال: نعم , فقال: «إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه» مشهور من حديث الثوري

ثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا محمد بن غالب، ثنا قبيصة، ثنا سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عباس، أنه سئل عن التطوع، في السفر , فقال: «سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر الظهر أربعا , وفي السفر ركعتين , فكنا نصلي قبلها وبعدها في الحضر , ونصلي في السفر» لم يروه عن الثوري فيما أعلم إلا قبيصة

ثنا أحمد بن القاسم، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن أبان، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عقد في الإسلام، ولا إسعاد , ولا شغار، ولا جلب، ولا جنب» قال سفيان: العقد الحلف , والإسعاد النوح , والشغار والجلب أن يجلب خلف الفرس , والجنب أن يقاد معه: يعني في القمار

ثنا محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن الخليل، ثنا أبو النضر، ثنا سفيان، عن أبان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركعة» لا أعلم رواه عن الثوري، إلا أبو النضر

ثنا الحسن بن علي الوراق، ثنا القاسم بن زكريا، ثنا ابن قبيصة، ثنا أبي، عن سفيان، عن أيمن بن نائل، عن قدامة بن عبد الله، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة على ناقة صهباء، لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك» رواه عن الثوري عبد الله بن وهب، وعيسى بن جعفر، وخالد العمري، وغيرهم

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبد الله بن ثابت، ثنا ابن زنجويه، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، قال: «كان اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة لهؤلاء الناس»

ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن شعيب، ثنا الحسن بن علي الخلال، ثنا زافر بن سليمان الكوفي، عن سفيان، عن إسرائيل، عن شبيب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عينان لا تريان النار: عين بكت في خلاء من خشية الله , وعين باتت تكلأ في سبيل الله " غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث زافر

أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن يحيى بن صاعد، ثنا طاهر بن خالد بن نزار، ثنا أبي، ثنا سعيد بن سالم القداح، ثنا سفيان، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت، قال: «خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردة ليس عليه غيرها , فصلى بنا» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من هذا الوجه

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا جعفر بن أحمد بن عمران، ثنا جعفر بن محمد الهمداني، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي عبد الله وهو إدريس الأودي , عن فضيل بن عمرو، عن إبراهيم، قال: " خالف ابن عباس أهل الصلاة في زوج وأبوين , فقال: للأم الثلث من جميع المال " غريب من حديث الثوري عن إدريس، لم نكتبه إلا من هذا الوجه وروى سفيان، عن أحنف أبي بحر الهلالي كوفي، ولم يسند عنه , وروى عن أزهر العطار كوفي ولم يسند عنه

ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ح وثنا أحمد بن جعفر النسائي، ثنا يوسف القاضي، ح وثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، قالوا: ثنا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان، عن بكير، عن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر الدؤلي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة , فجاء أناس أو نفر من أهل نجد , قال: فأمروا رجلا فنادى: يا رسول الله , كيف الحج؟ فأمر رجلا فأذن: «الحج يوم عرفة , من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع تم حجه , أيام منى ثلاثة أيام , من تعجل في يومين فلا إثم عليه , ومن تأخر فلا إثم عليه» ثم أردف رجلا خلفه فجعل ينادي به

ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن جبل، ثنا أحمد بن منيع، ثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن بكير بن الأخنس، عن رجل، عن جابر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته حيث توجهت به»

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا إدريس بن عبد الكريم الغزي، وعمرو بن أيوب، قالا: ثنا محمد بن حميد، ثنا مهران، ثنا سفيان، عن يمان عن أنس بن مالك، قال: " من النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه , فأرسلني فدعوتهم , فأطعمهم , وخرجت معه حتى انتهى إلى باب عائشة رضي الله تعالى عنها , فانصرف وانصرفت معه , فإذا هو برجلين , فنزلت: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} [الأحزاب: 53] " تفرد به عن الثوري مهران

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم الفريابي، ثنا سفيان، عن جابر، وبيان، عن الشعبي، عن وهب بن خنيس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجة» تفرد به الفريابي عن ثور عن بيان

ثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عامر، ثنا سفيان، عن يزيد بن عبد الله، عن جده ابن برد، عن أبي موسى، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه سائل أقبل عليه بوجهه فقال: «اشفعوا تؤجروا , ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء»

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسن بن كيسان، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن برد بن سنان، عن عطاء، عن جابر، قال: «كنا نأكل لحوم الأضاحي، ونترود» برد بن سنان شامي ويكنى أبا العلاء

ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عمر بن سهل، ثنا سعيد بن عمرو، ثنا أبو عمرو الإمام، ثنا مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن برد، عن أبي صالح باذان، قال: كنت مع ابن عمر، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من بلغ مملوكا حدا لم يبلغه، أو لطمه فكفارته أن يعتقه» برد هذا هو برد بن أبي زياد الهاشمي مولى لهم كوفي , يكنى أبا عمر , تفرد بهذا عن الثوري مخلد

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: كتب إلي عبد الله بن بشر، ثنا إبراهيم بن بسطام، ثنا مؤمل، ثنا سفيان، عن بشير بن سلمان، عن سيار، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بين يدي الساعة خسف، ومسخ، وقذف» غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم عن مؤمل

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن حمزة، ثنا محمد بن أبي علي، ثنا عمر بن أحمد أبو الحسين، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان، عن بشير بن مهاجر، عن عبد الله بن يزيد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا البقرة , فإن أخذها بركة، وتركها حسرة» غريب من حديث الثوري عن بشر، لا أعرف له وجها غيره

أخبرنا إبراهيم بن محمد، ثنا محمد بن أبي علي، ثنا سعيد بن أبي مسلم، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، ثنا خالد بن عمرو، ثنا سفيان بن سعيد، عن بشر بن نمير، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمصبحوهم غدا الغارة؟ فأفطروا، وتقووا , وإن لم تصبحوهم الغارة فأصبحوا صياما» غريب من حديث الثوري عن بشر، لم نكتبه إلا من حديث يوسف , عن خالد

ثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: " قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها، وما نذر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك , فإذا كان بعض القوم في بعض فإن استطعت أن لا يراك أحد فافعل» قال: أرأيت إن كان أحيانا أحدنا خاليا لا يراه إلا الله؟ قال: «فالله أحق أن يستحيى منه»

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبد الله بن أحمد بن أسيد، ثنا محمد بن عصام بن يزيد، ثنا أبي، ثنا سفيان، عن بديل، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن أبيه، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا نعايا العرب , إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء، والشهوة الخفية» بديل هو ابن ورقاء الخزاعي , تفرد به عن الثوري عصام بن يزيد جبر

أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثني أبو علي بن إبراهيم، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا سليمان الشاذكوني، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، عن ميسرة الفخر، قال: قلت: " يا رسول الله متى كتبت نبيا قال: فقال الناس: مه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوه , كتبت نبيا وآدم بين الروح، والجسد» بديل هذا هو بديل بن ميسرة , والحديث تفرد به الشاذكوني , ورواه الناس عن عبد الرحمن عن بديل نفسه وممن روى عنه الثوري، ولا أعلمه أسند عنهم: بحر بن عثمان , وبشر بن حرب , وبحر بن كثير , وبحر بن موسى بن مودود , وبسام الصيرفي , وبكر بن قيس أبو قيس الحضرمي. وقد قيل إنه أسند عن بحر , وبدر

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن منصور، ثنا زيد بن الحباب، ثنا سفيان، عن توبة العنبري، عن سلامة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دم شاة - يعني عفراء - أفضل من دم شاتين أسودين» غريب من حديث الثوري , تفرد به يزيد

ثنا عبد الله بن محمد أبو بكر، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن توبة العنبري، عن نافع، عن ابن عمر، «أنه كان يصلي على الحصير , ويضع جبهته عليها»

ثنا أبو بكر، ثنا عبد الله، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن توبة العنبري، عن عكرمة بن خالد، عن عبد الله بن عمار، قال: «رأيت عمر رضي الله تعالى عنه يصلي على عبقري»

أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرني أبو جعفر محمد بن أبي علي , حدثني أبو طالب بن سوادة، ثنا عبد الله بن إبراهيم بن سماعة، ثنا خلاد بن يحيى، بمكة , ثنا سفيان الثوري، عن تمام بن نجيح، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: «ركزت الدرة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فصلى إليها، والحمار من ورائها» غريب من حديث الثوري , تفرد به خلاد

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمود بن محمد الواسطي، ثنا القاسم بن سعيد بن المسيب، ثنا مصعب بن المقدام، ثنا سفيان، عن أبي المقدام ثابت بن هرمز , عن زيد بن وهب، قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد أشد على الدجال من بني تميم». وقال: «لا يخرج حتى لا يكون شيء أحب إلى المؤمن خروجا من نفسه» تفرد به مصعب عن الثوري

ثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا إسماعيل بن منصور، ثنا سفيان الثوري، عن ثابت بن عبيد، عن عدي بن دينار، عن أم قيس بنت محصن، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دم المحيض يصيب الثوب , فقال: «اغسليه بماء، وسدر , وحكيه بضلع» هكذا رواه إسماعيل بن منصور , عن الثوري، عن ثابت بن عبيد، وتفرد به , ورواه عبد الرزاق , عن الثوري، فقال: ثابت بن هرمز

ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أحمد بن عبد الرحيم بن دحيم، ثنا عمرو الأودي، حدثني أبي، عن سفيان، عن أبي حمزة الثمالي، ببيت أم صفية، عن الأصبغ، عن علي، قال: " من أحب أن يكتال، بالمكيال الأوفى فليقرأ آخر مجلسه , أو حين يقوم: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين} [الصافات: 181] "

ثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عائشة، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس» تفرد به عن الثوري الفريابي

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن العباس، وعبد الرحمن بن سلم، قالا: ثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا سفيان، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مفتاح الصلاة الطهور , وتحريمها التكبير , وتحليلها التسليم» تفرد به سلمة عن الثوري. وقيل: إن الثوري روى عن ثابت البناني - إن صح - وروى عن ثور بن عمرو الهمداني الكوفي، ولم يسنده فيما أعلم

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جر ثيابه من الخيلاء، لم ينظر الله إليه»

ثنا أبو بحر، محمد بن الحسن , ثنا محمد بن غالب بن قبيصة، ثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكرت الساعة احمر وجهه واشتد غضبه»

ثنا أبو بحر محمد بن الحسن , وأحمد بن القاسم، قالا: ثنا محمد بن غالب، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلىالله عليه وسلم قال: «إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أجسامكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم» غريب من حديث الثوري عن جعفر، ولا أعلمه رواه عن قبيصة

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا حفص بن عمر، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن جعفر بن ميمون، - بياع الأنماط - عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، قال: " أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أنادي: «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب فما زاد» غريب من حديث الثوري , عن حفص

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن جعفر عن عمران، عن أنس، قال: " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين , فما لامني فيما نسيت ولا فيما ضيعت , فإن لامني بعض أهله قال: «دعوه , فما قدر فهو كائن» كذا رواه معاوية عن سفيان، عن جعفر بن عمران، عن أنس، وتفرد به , واختلف على الثوري فيه من وجوه: فروى الحسين بن حفص، عنه , عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أنس. وروى محمد بن كثير عنه , عن جعفر، عن رجل، عن أنس. وروى مؤمل، عن سفيان، عن جعفر بن برقان , عن عمران , عن أنس، ورواه عبد الرزاق عنه , فخالف الجماعة

حدثناه أبو محمد بن حيان، ثنا أبو علي بن إبراهيم، ثنا محمد بن الهيثم العكبري، ثنا حامد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، قال: رأيت في كتاب سفيان بن سعيد: أخبرني جعفر يعني ابن سليمان البصري، عن ثابت، عن أنس، قال: " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرسنين , فكان بعض أهله إذا قال لي شيئا قال: «دعوه , فما قدر سيكون» قال عبد الرزاق: وسألت جعفر بن سليمان , وثنا به، وروى سفيان، عن جعفر بن حيان أبي الأشهب البصري , ولم يسند عنه. قال الشيخ أبو نعيم رحمة الله تعالى عليه: الإمام أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رحمة الله تعالى عليه في غزارة علمه , ورواياته كالبحر الذي لا ينزف , والسيل الذي لا يصرف , عدلنا عن ذكر شيوخه إلى الاقتصار على طرف من رقائق حديثه

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رجل: يا رسول الله , أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: «من أحسن في الإسلام فلا يؤاخذ بما عمل في الجاهلية , ومن أساء في الإسلام أوخذ بالأول والآخر»

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الجنة أقرب إلىأحدكم من شراك نعله , والنار مثل ذلك»

ثنا حبيب بن الحسن، وفاروق الخطابي، قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: " جاء جاء من أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد , إن الله يضع السماوات على إصبع , والجبال على إصبع , والشجر على إصبع , والثرى على إصبع , ثم يقول: «أنا الملك» , " فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} [الزمر: 67] "

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ح وثنا فاروق الخطابي، ثنا محمد بن محمد بن حيان، ثنا محمد بن كثير، قالا: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن خير الناس قرني , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه , ويمينه شهادته» قال إبراهيم: كانوا يضربون على العهد، والشهادة ونحن صغار حديثا عبيدة متفق عليهما , وكذلك حديث أبي وائل متفق عليه

ثنا سليمان بن أحمد بن يزيد السجستاني، ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، ثنا عباد بن كثير الرملي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كسب الحلال فريضة بعد فريضة»

ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا عمرو بن خالد المصري، ثنا عيسى بن يونس، عن سفيان بن سعيد، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: لا إله إلا الله أنجته يوما من دهره , أصابه ما أصابه قبل ذلك " تفرد به عن سفيان، عيسى بن يونس , والذي قبله في الكسب عباد بن كثير

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو الزنباع، وأحمد بن رشدين، قالا: ثنا روح بن صلاح، ثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة: أخ يستأنس به , أو درهم من حلال , أو سنة يعمل بها " غريب من حديث الثوري , تفرد به روح بن صلاح

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد بن معدان، ثنا عصام بن رواد، ثنا أبي، ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان سنة خمسين ومائة يربي أحدكم جرو كلب ولا يربي ولدا» تفرد به رواد عن الثوري

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الإسكندراني , عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إنك لن تتقرب إلي بشيء أحب إلي من الرضا بقضائي , ولن تعمل عملا أحبط لحسناتك من الكبر , يا موسى لا تضرع لأهل الدنيا فأسخط عليك , ولا تخف بدينك لدنياهم فأغلق عليك أبواب رحمتي , يا موسى قل للمذنبين النادمين: أبشروا , وقل للعاملين المعجبين: اخسروا " غريب من حديث الثوري , تفرد به سليمان وعنه يونس

ثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، ثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها»

ثنا محمد بن الحسن، ثنا محمد بن جعفر القتات، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى يوم القيامة بين الناس في الدماء»

ثنا فاروق الخطابي، ثنا محمد بن محمد بن حيان، ثنا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى، قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل شجاعة , ويقاتل حمية , ويقاتل رياء , فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»

ثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى "

ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القتات، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما , فإن ذلك يحزنه» هذه الأحاديث من صحاح أحاديث الثوري عن الأعمش، ومشاهيره

ثنا محمد بن عيسى الأديب، ثنا محمد بن إبراهيم بن زياد، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا يحيى بن الضريس، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين» غريب من حديث الثوري , تفرد به يحيى بن الضريس

ثنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن محمد بن حفص الأوصائي، ثنا أبي، ثنا ابن حمير، ثنا سفيان الثوري، ثنا الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله} [فاطر: 30] قال: " أجورهم الجنة يدخلونها {ويزيدهم من فضله} [النساء: 173] الشفاعة لمن وجبت له النار فيمن صنع إليهم المعروف في الدنيا " غريب من حديث الثوري , تفرد به ابن حمير , ورواه بقية , عن إسماعيل بن عبد الله الكندي عن الأعمش، مثله

ثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، ثنا عمران بن عبد الرحيم، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل الأنصاري، قال: " حوسب رجل فلم توجد له حسنة , وكان ذا مال , وكان يدين الناس , وكان يقول لغلمانه : من وجدتموه غنيا فخذوه , ومن وجدتموه معسرا فتجاوزوا عنه , لعل الله أن يتجاوز عني , قال: فقال الله: أنا أحق أن أتجاوز عنه " كذا رواه الثوري موقوفا عن الأعمش، ورواه أبو معاوية، عن الأعمش، فرفعه. وهو صحيح من حديث ربعي عن حذيفة، وابن مسعود

ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم , وإن درعه لمرهونة بثلاثين صاعا من شعير» صحيح متفق عليه من حديث الأعمش، والثوري

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسن بن كيسان، ثنا سعيد بن سلام العطار، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: يا أيها الناس تواضعوا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تواضع لله رفعه الله»

وقال: «انتعش رفعك الله فهو في نفسه صغير وفى أعين الناس عظيم , ومن تكبرخفضه الله»

وقال: «اخسأ خفضك الله , فهو في نفسه كبير , وفي أعين الناس صغير حتى يكون أهون من كلب» غريب من حديث الثوري , تفرد به سعيد بن سلام

ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ح وثنا حفص بن عمر، ثنا قبيصة، قالا: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد ينجيه عمله» , قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا , إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل». زاد قبيصة: ووضع يده على رأسه. وزاد الفريابي: «ولو يؤاخذني بما جنى هؤلاء لأوبقني» وأشار بيده "

ثنا أحمد بن القاسم، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة , فإن لم يكن فبكلمة طيبة» صحيح من حديث خيثمة عن عدي، لم نكتبه عاليا من حديث الأعمش عن عمرو إلا من هذا الوجه

ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق , ثنا أحمد بن سهل بن أيوب، ثنا خالد بن يزيد العمري، ثنا سفيان الثوري، وشريك، وسفيان بن عيينة، عن سليمان الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ترضين أحدا بسخط الله , ولا تحسدن أحدا على فضل الله , ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله , فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص , ولا يرده عنك كراهية كاره , إن الله بقسطه، وعدله جعل الروح، والفرج في الرضا واليقين , وجعل الهم والحزن في الشك، والسخط» غريب من حديث الثوري والأعمش , تفرد به العمري

ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، ثنا أبو عبيدة العسكري، ثنا مسدد، ثنا يحيى، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء، والمزفت» غريب من حديث الثوري , عن الأعمش

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا علي بن الحسن بن سليمان، ثنا أبو حمنة، ثنا أبو قرة، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خراشة بن الحر، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم , ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة , والمسبل إزاره , والمنفق سلعته بالحلف الفاجر " مشهور من حديث الأعمش , غريب من حديث أبو قرة رواه يحيى، وعبد الرحمن , عن سفيان مثله , ورواه شعبة، والمسعودي عن الأعمش، ولشعبة فيه رواية أخرى

ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن زكريا، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقمه وأصغى بسمعه , وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر»؟ فقالوا: يا رسول الله , فكيف تأمرنا؟ قال: " قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل " غريب من حديث الثوري , لا أعلمه رواه غير أبي حذيفة

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا مكي بن عبدان، ثنا إسحاق بن عبد الله، ثنا حفص بن عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، قيل: " يا رسول الله أعطنا شيئا قال: «تسألوني , ويأبى الله لي البخل» غريب من حديث الثوري والأعمش , لا أعلمه رواه غير حفص

ثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن الحسين بن حفص، ثنا أحمد بن عثمان الأودي، ثنا محمود بن ميمون البنا، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أرسل على عاد من الريح إلا قدر خاتمي هذا» غريب من حديث الثوري , تفرد به محمود

ثنا أبو سعيد أحمد بن أنباه بن شيبان , ثنا جعفر بن محمد بن حرب العباداني، ثنا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: «ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط , إن اشتهاه أكله , وإن كرهه تركه» مشهور من حديث الثوري عن الأعمش

ثنا فاروق الخطابي، ثنا محمد بن محمد بن حيان، ثنا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون أثرة، وأمور تكرهونها» , قالوا: يا رسول الله , فما تأمرنا؟ قال: «تؤدون الحق الذي عليكم , وتسألون الله الذي لكم» مشهور من حديث الثوري , صحيح من حديث الأعمش , عن زيد

ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن زكريا، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة , ومعها أولاد لها قد حملت واحدا , والبقية يمشون حولها , فقال: «والوالدات حاملات رحيمات , لولا ما يلقين إلى أزواجهن دخل مصلياتهن الجنة» غريب من حديث الأعمش , عن سالم , ماكتبناه عاليا من حديث الثوري إلا من هذا الوجه

ثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم , وسليمان بن أحمد , وأبو محمد بن حيان، قالوا: ثنا محمد بن يحيى، حدثني روح بن عصام، ثنا أبي، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقعد المقتول بالجادة , فإذا مر به القاتل أخذه فقال: يا رب , هذا قطع علي صومي وصلاتي , قال: فيعذب القاتل والآمر به " رواه عبد الرزاق عن الثوري، نحوه , تفرد به عصام بلفظ الصوم والصلاة

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو نعيم، ح وثنا أحمد بن القاسم، ثنا محمد بن يونس، ثنا أبو داود الطيالسي، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من سفر قال: «آيبون تائبون لربنا حامدون» صحيح متفق عليه , مشهور من حديث الثوري

ثنا حبيب بن الحسن، وفاروق الخطابي، قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم النبيل، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين يقول: «أنا النبي لا كذب , أنا ابن عبد المطلب» صحيح متفق عليه

حدثنا أحمد بن القاسم، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: " أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير , فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها , فقال صلى الله عليه وسلم: «أتعجبون من لين هذه لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا وألين» ثابت صحيح مشهور من حديث الثوري

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يقول: «والله لولا الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزلن سكينة علينا، وثبت الأقدام إذ لاقينا، إن الألى قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا» متفق عليه من حديث أبي إ سحاق، والثوري

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد بن معدان، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، أو غيره قال: " جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره , فقال عباس: يا رسول الله , ليس هذا الذي أسرني , أسرني رجل من القوم أنزع من هيبته كذا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أيدك الله بملك كريم» غريب من حديث الثوري , تفرد به الزبيري

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو نعيم، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق عن عبد الرزاق، قالا: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد، ثنا البراء، وهو غير كذوب قال: «كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم لم يحن أحد منا ظهره حتى يضع النبي صلى الله عليه وسلم جبهته» صحيح من حديث الثوري عن أبي إسحاق، متفق عليه

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ح وثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، قال: سمعت سليمان بن صرد، يقول: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: «الآن نغزوهم ولا يغزونا» مشهور من حديث الثوري , ثابت صحيح

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا القاسم بن يحيى بن نصر، ثنا أبو عبد الرحمن الأزرمي، ثنا زيد بن الحباب، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل " غريب من حديث الثوري , تفرد به عنه زيد بن الحباب

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا محمود بن الربيع بن الحكم، ثنا الحارث بن منصور، ثنا بحر، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بلغه أن قوما يتخلفون عن الجمعة فقال: «لقد هممت أن أخلف رجلا يصلي بالناس فأحرق على أقوام بيوتهم» غريب من حديث الثوري , تفرد به بحر , وعنه الحارث

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي، ثنا أبو كريب، ثنا معاوية بن هشام، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله، وشيبان، عن فراس، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لقد دخل رجل الجنة ما عمل خيرا قط , قال لأهله حين حضره الموت: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني , ثم ذروا نصفي في البر , ونصفي في البحر , فأمر الله البر والبحر فجمعاه , فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: مخافتك , فغفر له بذلك " زاد سفيان في حديثه: قال: «وكان الرجل نباشا» غريب من حديث الثوري عن أبي إسحاق، تفرد به معاوية

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد، في جماعة قالوا: ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا عبد الرحمن بن عمر بن رسته، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البادئ بالسلام بريء». يعني: من الصرم " غريب تفرد به عن الثوري عبد الرحمن بن مهدي

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ح وحدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحضرمي محمد بن عبد الله , وأبو حصين , وخلف بن عمر، وقالوا: ثنا أحمد بن يونس، ثنا سفيان، , عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، قال: " قلت: يا رسول الله , مررت برجل فلم يضفني، ولم يقرني , فمر بي , أفأجزيه؟ قال: «لا بل أقره» تفرد به عن أبي إسحاق الثوري

حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» قال أبو إسحاق: تفرد بهذا الحديث أبو كريب عن وكيع

حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا محمد بن يوسف بن الطباع، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قالا: ثنا أبو نعيم، ح وحدثنا سليمان، ثنا إسحاق، , عن عبد الرزاق، قالا: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر» مشهور من حديث الثوري

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن مخلد، ثنا محمد بن يوسف بن الطباع، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مرحبا بالطيب المطيب» مشهور من حديث الثوري

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، ح وأخبرنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن كثير، قالا: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، قال: " كنت مع عبد الله بن عمرو ببيت المقدس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كفى بالمرء إثما، أن يضيع من يقوت»

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سفيان، عن إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: كانت لي مائة أوقية , فتصدقت بعشرة أواق , وقال آخر: كانت لي عشرة أواق , فتصدقت منها بأوقية , وقال آخر: كانت لي عشرة دنانير , فتصدقت منها بدينار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم في الأجر سواء» غريب من حديث أبي إسحاق , رواه عنه الثوري، وإسرائيل وغيرهما

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو كريب، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو مسعود، أنبأنا عبد الرزاق، ثنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ارتبط فرسا في سبيل الله كان علفه، وبوله، وروثه في ميزانه يوم القيامة» غريب من حديث الثوري , ويقال : إن أبا مسعود تفرد به عن عبد الرزاق

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن هارون البردعي، ثنا عمرو بن أيوب الحمصي، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ (يس) عدلت له عشرين حجة , ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف يقين , وألف رحمة , ونزعت منه كل غل، وداء» غريب من حديث الثوري، تفرد به محمد بن إسماعيل عن أبيه

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو نعيم، ح وحدثنا أبي، والقاضي أحمد، في جماعة قالوا: ثنا محمد بن نصير، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا سفيان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار» زاد إسماعيل في حديثه: «ولم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم» وتفرد بزيادته

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا منجاب، ح وحدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد , ثنا ابن الوليد، ثنا متوكل بن أبي سورة المصيصي، قالا: ثنا خالد بن عمرو القرشي، من ولد سعيد بن العاص , ثنا سفيان الثوري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: " قال رجل: يا رسول الله , دلني على عمل إذا عملته أحبني الله، وأحبني الناس , قال: «ازهد في الدنيا يحبك الله , وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس» غريب من حديث الثوري عن أبي حازم مرفوعا , تفرد به الثوري عن أبي حازم

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الحسن بن علي الطوسي، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا حماد بن الوليد، ثنا سفيان الثوري، وعبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل شيء زكاة , وزكاة الجسد الصوم» غريب من حديث الثوري , تفرد به حماد بن الوليد

حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا جعفر بن محمد الصائغ، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر عن كل صغير، وكبير , حر، أو عبد , صاعا من شعير , أو صاعا من تمر , فعدل الناس بمدين من بر» صحيح ثابت مشهور من حديث الثوري

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقام الرجل من مجلسه فيجلس فيه آخر , ولكن تفسحوا وتوسعوا» مشهور من حديث الثوري

حدثنا سليمان بن أحمد بن داود المكي، ثنا معاوية بن عطاء، ثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» غريب من حديث الثوري , تفرد به عنه معاوية

حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا محمد بن يونس، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس من يوم إلا ويعرض على أهل القبور مقاعدهم من الجنة والنار» عزيز من حديث الثوري , حدث به عثمان بن أبي شيبة , عن عبيد الله، ورواه قبيصة , عن سفيان وزاد: «ما دامت الدنيا». وتفرد بهذه الزيادة. رواه أبو زرعة

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الحسن بن الحسن العطاردي، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، ثنا الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان الناس يعودون داود عليه السلام يظنون به مرضا , وما به شيء إلا الخوف من الله، والحياء» غريب من حديث الثوري , تفرد به عنه الأشجعي

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم الهلال فصوموا , وإذا رأيتموه فأفطروا , فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين» غريب من حديث الثوري , وعبيد الله، تفرد به عنه أبو أمية فيما حكاه عنه سليمان

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قالت هند أم معاوية: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح , فهل علي جناح أن آخذ من ماله سرا؟ قال: «خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف»

حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان، وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قرأنا على عبد الرزاق: ثنا الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينم على فراشه , فإنه لا يدري أيدعو على نفسه , أو يدعو لها؟»

حدثنا أحمد بن القاسم، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه وهو صائم»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي» تفرد به وبالذي قبله عن الثوري الفريابي

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا سفيان الثوري، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: " كانت قريش تقول عن قطان البيت: لا نفيض إلا من منى , وكان الناس يفيضون من عرفات , فأنزل الله تعالى: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} [البقرة: 199] " يقال: إنه تفرد به أبو داود عن الثوري، وحدث به عبد الله بن أبي داود السجستاني والكبار عن يونس بن حبيب

حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر، وأحمد بن القاسم بن الريان، قالا: ثنا محمد بن يونس، ثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء غطى رأسه , وإذا أتى أهله غطى رأسه» تفرد به عن الثوري، خالد وعلي بن حيان المخزومي

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الحسن بن علي الطوسي، ح وحدثنا محمد بن المظفر، ثنا القاسم بن إسماعيل، قالا: ثنا إبراهيم بن راشد، ثنا علي بن حيان الجزري، ثنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى أهله غطى رأسه , وإذا دخل المتوضأ غطى رأسه»

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، إسحاق بن بشر , ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا يدعو بيده اليسرى , يبسطها ويشير بأصبعه المسبحة ويقول: «إن الإشارة في الدعاء بالمسبحة مقمعة للشيطان» غريب من حديث الثوري، وهشام، تفرد به أبو حذيفة

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا عبد الله بن زياد بن خالد، ثنا يمان بن سعيد، ثنا خالد بن يزيد، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد النوم جمع يديه فتفل فيهما بالمعوذات فمسح بهما وجهه» غريب من حديث الثوري، تفرد به يمان عن خالد

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح بن مسلم، ثنا أحمد بن سعيد بن حبشية الحمصي، ثنا عبيد الله بن القاسم بن عمر الثوري، ثنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «زينوا القرآن بأصواتكم» غريب من حديث الثوري، وهشام، تفرد به عبد الله

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا بشر بن هلال، ثنا معاذ بن سيف، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة لا توكي فيوكى عليك , أنفقي ينفق عليك» غريب من حديث الثوري , تفرد به معاذ

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن عيسى بن أبي أيوب العنبري، ثنا ابن حسان، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: " سابقت النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته , فلما لحمت سابقته فسبقني , فقال: «يا عائشة , هذه بتلك» غريب من حديث الثوري , تفرد به يحيى بن حسان

حدثنا أبو بكر محمد بن حميد بن سهل , ثنا هارون بن علي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو خالد القرشي، عن سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سلم رمضان سلمت السنة , وإذا سلمت الجمعة سلمت الأيام» تفرد به إبراهيم عن أبي خالد القرشي، ورواه، يحيى بن سعيد عن الثوري

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا العباس بن عمران الغزي الكوفي، ثنا أحمد بن جمهور القرقساني، ثنا علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام كلها , وما من سهل، ولا جبل ولا شيء إلا ويستعيذ بالله من يوم الجمعة» غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن جمهور

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف صنعت في استلامك الحجر؟» قال: قلت: استلمت وتركت , قال: «أصبت» لا يعرف إلا من حديث هشام بن عروة , ورواه عنه غير واحد

حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي، ثنا جبير بن محمد الواسطي، ثنا زكريا بن يحيى بن موسى الأكفاني، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعمد أحدكم إلى ابنته فيزوجها القبيح الذميم إنهن يردن ما تريدون» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث جبير , أفادنيه عنه أبو الحسن الدارقطني

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ح وحدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن كثير، قالا: ثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدءوهم بالسلام» مشهور من حديث الثوري

حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا الحسين بن جعفر، ثنا سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، لا أعلمه إلا قد رفعه قال: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا، وأنهارا» غريب من حديث سهيل , رواه عن الثوري غير واحد

حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، ثنا عمران بن عبد الرحيم، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، لا أعلمه إلا قد رفعه قال: " يحسر الفرات عن جبل من ذهب , قال: فيتقاتلون عنده , فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون كفارا " رواه الحسين , ورواه قبيصة , وأبو حذيفة عن الثوري مرفوعا من غير شك

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا حفص بن عمر بن الصباح، ثنا قبيصة، وأبو حذيفة، قالا: ثنا سفيان، ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، ثنا عمران بن عبد الرحيم، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال المرء: هلك الناس , فهو من أهلكهم " رواه مؤمل وغيره عن الثوري، مثله

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا القاسم بن محمد الدلال، ثنا قطبة بن العلاء، ثنا سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أحب عبدا قال لجبريل: ناد في السماء: إن الله يحب فلانا , فأحبوه , وإذا أبغض عبدا نادى في السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه " مشهور من حديث سهيل بن أبي صالح، غريب من حديث الثوري، تفرد به قطبة , حدث به عن قطبة، أبو حاتم الرازي، وأقرانه

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود، حدثني أبي، عن جدي، عن سفيان، وأبي بكر بن أبي سبرة , عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الناس كإبل مائة , لا تكاد تجد فيها راحلة» غريب من حديث الثوري وسهيل، تفرد به بكر بن الشرود الصنعاني

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا عباس بن الوليد النرسي، ثنا بشر بن منصور، ثنا سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الدين النصيحة , إنما الدين النصيحة» , قالوا: يا رسول الله , لمن؟ قال: «لله، ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، وعامتهم» مشهور من حديث سهيل , عن أبيه، عن تميم. غريب من حديث سهيل , عن أبيه، عن أبي هريرة. تفرد به عن الثوري، بشر بن منصور السليمي

حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا سعيد بن عثمان بن علي النصيبي، بها من كتابه , ثنا إسحاق بن العنبري، ثنا يعلى بن عبيد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطاعم الشاكر مثل الصائم الصامت» غريب من حديث الثوري، تفرد به إسحاق عن يعلى

حدثنا محمد بن عمر، ثنا أحمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني، بالكوفة - من كتابه - ثنا أحمد بن بديل، ثنا عبد العزيز بن أبان، عن سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» غريب من حديث الثوري وسهيل , لم نكتبه إلا من هذا الوجه

حدثنا محمد بن عمر، ثنا سعيد بن عثمان النصيبي، ثنا إسحاق بن العنبري، ثنا عبد الوهاب الثقفي، ثنا سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخذ على القرآن أجرا فذاك حظه من القرآن» غريب من حديث الثوري تفرد به إسحاق عن عبد الوهاب

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا محمد بن عبد الله الجهبذي، ثنا شعيب بن حرب، ثنا سفيان الثوري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله عينا بكت من خشية الله , ورحم الله عينا سهرت في سبيل الله» غريب من حديث الثوري , لم نكتبه إلا من حديث الجهبذي

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن محمد بن عبد الله، ثنا شعيب بن حرب، ثنا سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ويل لمن استطال على مسلم انتقصه حقه , ويل له ثلاثا» غريب من حديث الثوري، تفرد به شعيب وبشر بن إبراهيم الأنصاري

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا صالح بن مسمار، ثنا هشام بن سليمان، حدثني سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت، أو اعتمر فلم يفسق، ولم يرفث كان كما ولدته أمه» غريب من حديث الثوري عن سهيل، تفرد به هشام , وزاد لفظة الاعتمار. ومشهوره: الثوري عن أبي منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إسماعيل بن بهرام الكوفي، ثنا الأشجعي، عن سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: " لدغت عقرب رجلا فلم ينم ليلته , فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فلانا لدغته عقرب فلم ينم ليلته , فقال: " أما إنه لو قال حين أمسى: أعوذ بكلمات الله التامة , من شر ما خلق ما ضرته لدغة عقرب حتى يصبح " تفرد به الأشجعي عن الثوري

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا هشام بن عمار، ثنا شهاب بن خراش، ثنا سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة إلا نهارا» تفرد به شهاب , عن الثوري

حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا أحمد بن عيسى بن هارون العجلي، ثنا أبو حجبة علي بن بهرام , ثنا عبد الملك بن أبي كريمة، ثنا سفيان الثوري، وموسى بن عبيدة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن خيار الصديقين من دعا إلى الله , وحبب عباده إليه , ومن شر الفجار من كثرت أيمانه وإن كان صادقا , وإن كان كاذبا لم يدخل الجنة» غريب من حديث الثوري، تفرد به عبد الملك

حدثنا القاضي أبو أحمد، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا محمد بن يحيى، ثنا الحجاج بن يوسف، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا سفيان الثوري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أدرك من الفجر ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك , ومن أدرك من العصر ركعة قبل أن تغيب الشمس فقد أدرك» تفرد به النعمان , عن سفيان

حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا أبو همام الدلال، ثنا سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بات وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه» غريب من حديث الثوري. تفرد به عنه أبو همام , وحدث به عبدان , عن محمد بن غالب , حدثناه أبو محمد بن حيان , ثنا عبدان، ثنا محمد بن غالب به

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 7- ص: 356

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 7- ص: 356

سفيان بن سعيد بن مسروق الإمام شيخ الإسلام الفقيه الحافظ الحجة العابد أبو عبد الله الثوري من ثور همدان، الكوفي، صاحب «التفسير» المشهور، الذي رواه عنه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي. حدث الثوري عن أبيه، وزبيده بن الحارث، وحبيب بن أبي ثابت، والأسود بن قيس، وزياد بن علاقة، ومحارب بن دثار وطبقتهم.
وعنه ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن وهب، ووكيع، والفريابي، وقبيصة، وأبو نعيم، ومحمد بن كثير، وأحمد بن يونس اليربوعي، وخلائق.
قال شعبة ويحيى بن معين وجماعة: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.
وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان. وكان شعبة يقول: سفيان أحفظ مني.
وقال ورقاء: لم ير الثوري مثل نفسه.
وقال الإمام أحمد: لم يتقدمه في قلبي أحد.
وقال القطان: ما رأيت أحفظ منه، كنت إذا سألته عن حديث ليس عنده اشتد عليه.
قال عبد الرازق: وقال سفيان ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني.
وقال الأوزاعي: لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضى والصحة إلا سفيان.
وقال ابن المبارك: لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان.
وقال وكيع: كان سفيان بحرا.
وقال القطان: سفيان فوق مالك في كل شيء.
وقال أبو أسامة: من أخبرك أنه رأى مثل سفيان فلا تصدقه.
وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت بالعراق أحدا يشبه ثوريكم.
وقال الثوري: وددت أني نجوت من العلم لا علي ولا لي وما من عمل أنا أخوف علي منه، يعني الحديث.
قال يحيى بن يمان سمعت سفيان يقول: العلم طبيب الدين، والدراهم داء الدين، فإذا اجتر الطبيب الداء إليه متى يداوي غيره.
قال الخريبي: سمعت الثوري يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث.
وقال أبو أسامة: سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل به الرجل.
قال الذهبي في «طبقات الحفاظ» عقب هذا الكلام: قلت صدق والله إن طلب الحديث شيء غير الحديث، وطلب الحديث اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث، وكثير منها مراق إلى العلم، وأكثرها أمور يشغف بها المحدث من تحصيل النسخ المليحة، وتطلب العالي، وتكثير الشيوخ، والفرح بالألقاب والثناء وتمنى العمر الطويل ليروي، وحب التفرد إلى أمور عديدة، لازمة للأغراض النفسانية لا للأعمال الربانية، فإذا كان طلبك للحديث النبوي محفوفا بهذه الآفات فمتى خلاصك منها إلا الإخلاص، وإذا كان علم الآثار مدخولا فما ظنك بعلم المنطق والجدل، وحكمة الأوائل التي تسلب الإيمان، وتورث الشكوك والحيرة التي لم تكن والله من علم الصحابة ولا التابعين، ولا من علم الأوزاعي، والثوري، ومالك، وأبي حنيفة، وابن أبي ذئب، وشعبة، ولا والله عرفها ابن المبارك، ولا أبو يوسف القائل: من طلب الدين بالكلام تزندق. ولا وكيع، ولا ابن مهدي، ولا ابن وهب، ولا الشافعي، ولا عفان ولا أبو عبيد، ولا ابن المديني، وأحمد، وأبو ثور، والمزني، والبخاري، والأثرم، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة، وابن سريج، وابن المنذر، وأمثالهم، بل كانت علومهم القرآن والحديث والفقه والنحو وشبه ذلك، نعم. وقال سفيان أيضا، فيما سمعه منه الفريابي: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه. قال وسمعته يقول: دخلت على المهدي فقلت بلغني أن عمر أنفق في حجته اثني عشر دينارا وأنت فيما أنت فيه، فغضب. وقال: تريدني أن أكون في مثل الذي أنت فيه؟ قلت فإن لم تكن في مثل ما أنا فيه ففي دون ما أنت فيه.
قال ضمرة: سمعت مالكا يقول: إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري.
قال صالح جزرة: سفيان أحفظ من شعبة، يبلغ حديثه ثلاثين ألفا، وحديث شعبة نحو عشرة آلاف.
مولد سفيان في سنة سبع وتسعين، وطلب العلم وهو حدث فإن إباه من علماء الكوفة، مات بالبصرة في الاختفاء من المهدي، فإنه كان قوالا بالحق شديد الإنكار. مات في شعبان سنة إحدى وستين ومائة رحمه الله تعالى.
وقد صح عن معدان عن الثوري في قوله تعالى {وهو معكم} قال: عمله، وهكذا جاء عن جماعة من المفسرين.
وقد أفرد مناقب هذا الإمام بالتأليف ابن الجوزي، واختصره الذهبي.
وله «الجامع الكبير» يجري مجرى الحديث، رواه عنه يزيد بن أبي حكيم وعبد الله بن الوليد العرفي، وغيرهما «الجامع الصغير» رواه عنه جماعة، منهم الأشجعي، وغسان بن عبيد، وغيرهما. و «كتاب الفرائض» و «رسالة أبي عباد بن الأرسوفي».

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 193

سفيان بن سعيد. بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار. ويكنى أبا عبد الله.
قال محمد بن سعد. قال محمد بن عمر: ولد سفيان سنة سبع وتسعين في خلافة سليمان بن عبد الملك. وكان ثقة مأمونا ثبتا كثير الحديث حجة. وأجمعوا لنا على أنه توفي بالبصرة وهو مستخف في شعبان سنة إحدى وستين ومائة في خلافة المهدي.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا سفيان قال:
قال حماد بن أبي سليمان إن في هذا الفتى لمصطنعا. يعني سفيان نفسه.
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: سمعت سفيان يقول: كان أبي داراني وما آخذ فيه من الحديث لا يعجبه.
أخبرنا خلف بن تميم قال: سمعت سفيان الثوري يقول: وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بيوت وعباء.
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرني رجل عن سفيان قال: تعلموا هذا العلم فإذا تعلمتموه فاحفظوه. فإذا حفظتموه فاعملوا به. فإذا عملتم به فانشروه.
أخبرنا بكار قال: كان سفيان الثوري يقول كثيرا: اللهم سلم سلم.
قال: وقال يحيى بن أبي بكير سمعت شعبة يقول: ما حدثني سفيان عن السدي بحديث فسألته عنه إلا كان كما حدثني.
قال: وكانوا يرون أن سفيان أخذ مرة من بعض الولاة مالا وصلة. ثم ترك ذلك فلم يقبل من أحد شيئا. وكان يأتي اليمن فيتجر. وكان يفرق ما عنده على قوم من إخوانه يبضعون له به ويوافي الموسم كل عام فيلقاهم ويحاسبهم ويأخذ ما ربحوا.
وكان ما بيديه نحوا من مائتي دينار. وكان له ابن لم يكن له غيره فكان سفيان يقول: ما في الدنيا شيء أحب إلي منه وإني لأحب أن أقدمه. قال فمات ابنه ذاك فجعل كل شيء له بعد موت ابنه لأخته وولدها. وكان عمار بن محمد ابن أخته. ولم يورث أخاه المبارك بن سعيد شيئا.
قال: وطلب سفيان فخرج إلى مكة. فكتب المهدي أمير المؤمنين إلى محمد ابن إبراهيم وهو على مكة يطلبه. فبعث محمد إلى سفيان فأعلمه ذلك وقال: إن كنت تريد إتيان القوم فاظهر حتى أبعث بك إليهم. وإن كنت لا تريد ذلك فتوار. قال فتوارى سفيان. وطلبه محمد بن إبراهيم وأمر مناديا فنادى بمكة: من جاء بسفيان فله كذا وكذا. فلم يزل متواريا بمكة لا يظهر إلا لأهل العلم ومن لا يخافه.
فأخبرني عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن سليمان عن أبي شهاب الحناط قال: بعثت أخت سفيان الثوري معي بجراب إلى سفيان وهو بمكة فيه كعك وخشكنانج. فقدمت مكة فسألت عنه فقيل لي إنه ربما قعد دبر الكعبة مما يلي باب الحناطين. قال فأتيته هناك. وكان لي صديقا. فوجدته مستلقيا فسلمت عليه فلم يسائلني تلك المسائلة ولم يسلم علي كما كنت أعرف منه. فقلت له: إن أختك بعثت إليك معي بجراب فيه كعك وخشكنانج. قال: فعجل به علي. واستوى جالسا.
فقلت: يا أبا عبد الله أتيتك وأنا صديقك فسلمت عليك فلم ترد علي ذاك الرد. فلما أخبرتك أني أتيتك بجراب كعك لا يساوي شيئا جلست وكلمتني. فقال: يا أبا شهاب لا تلمني فإن هذه لي ثلاثة أيام لم أذق فيها ذواقا. فعذرته.
قالوا: فلما خاف سفيان بمكة من الطلب خرج إلى البصرة فقدمها فنزل قرب منزل يحيى بن سعيد القطان. فقال لبعض أهل الدار: أما قربكم أحد من أصحاب الحديث؟ قالوا: بلى يحيى بن سعيد. قال: جئني به. فأتاه به فقال: أنا هاهنا منذ ستة أيام أو سبعة. فحوله يحيى إلى جواره وفتح بينه وبينه بابا. وكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة يسلمون عليه ويسمعون منه. فكان فيمن أتاه جرير بن حازم والمبارك بن فضالة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وحماد بن زيد وغيرهم. وأتاه عبد الرحمن بن مهدي ولزمه. فكان يحيى وعبد الرحمن يكتبان عنه تلك الأيام. وكلما أبا عوانة أن
يأتيه فأبى وقال: رجل لا يعرفني كيف آتيه؟ وذاك أن أبا عوانة سلم عليه بمكة فلم يرد عليه سفيان السلام. وكلم في ذلك فقال: لا أعرفه. ولما تخوف سفيان أن يشهر بمقامه بالبصرة قرب يحيى بن سعيد قال له: حولني من هذا الموضع. فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور الأعرجي من بني سعد بن زيد مناة بن تميم. فلم يزل فيهم فكلمه حماد بن زيد في تنحيه عن السلطان وقال: هذا فعل أهل البدع. وما تخاف منهم؟ فأجمع سفيان وحماد بن زيد على أن يقدما بغداد. قال وكتب سفيان إلى المهدي أو إلى يعقوب بن داود فبدأ بنفسه. فقيل له إنهم يغضبون من هذا. فبدأ بهم فأتاه جواب كتابه بما يجب من التقريب والكرامة والسمع منه والطاعة فكان على الخروج إليهم. فحم ومرض مرضا شديدا وحضره الموت فجزع. فقال له مرحوم بن عبد العزيز: يا أبا عبد الله ما هذا الجزع؟ إنك تقدم على الرب الذي كنت تعبده.
فسكن وهدأ وقال: انظروا من هاهنا من أصحابنا الكوفيين. فأرسلوا إلى عبادان فقدم عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر والحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش.
فأوصى إلى عبد الرحمن بن عبد الملك وأوصاه أن يصلي عليه. فأقاما عنده حتى مات فأخرج بجنازته على أهل البصرة فجأة وسمعوا بموته. وشهده الخلق وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك. وكان رجلا صالحا رضيه سفيان لنفسه ونزل في حفرته ونزل معه خالد بن الحارث وغيرهما ودفنوه. ثم انصرف عبد الرحمن بن عبد الملك والحسن بن عياش إلى الكوفة فأخبرا أهلها بموت سفيان. رحمه الله.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 350

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك سنة ست وتسعين وقيل سبع ومات سنة إحدى وستين ومائة في خلافة المهدي. قال سفيان بن عيينة: ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري. وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت أحدا من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا.
وقال أحمد بن حنبل: دخل الأوزاعي وسفيان على مالك فلما خرجا قال: أحدهما أكثر علما من صاحبه ولا يصلح للإمامة، والآخر يصلح للإمامة قلت لأبي عبد الله: فمن الذي عنى مالك أنه أعلم الرجلين؟ هو سفيان؟ قال: نعم هو سفيان أوسعهما عالما.
وقال عبد الله بن المبارك: لا نعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان. وقال علي بن المديني: سالت يحيى - يعني ابن سعيد - فقلت: أيما أحب إليك: رأي مالك أو رأي سفيان؟ فقال: سفيان، لا نشك في هذا، ثم قال يحيى: وسفيان فوق مالك في كل شيء.
وقال أبو أسامة: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس وهو جامع، وكان بعده ابن عباس، وكان بعده الشعبي في زمانه، وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان، وكان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم.
ونقل عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري وعبد الله بن المبارك وحسان بن عبيد وزيد بن أبي الزرقاء ووكيع والحسين بن حفص ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن عبد الوهاب القناد والقاسم بن يزيد الجرمي.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 84

سفيان بن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب الثوري أبو عبد الله وهم أخوة أربعة سفيان والمبارك وحبيب وعمر كان مولد سفيان سنة خمس وتسعين ومات بالبصرة مختفيا عند عبد الرحمن بن مهدي وفي داره مات في شعبان سنة إحدى وستين ومائة وقبره بالبصرة في مقبرة بنى كليب قد زرته مرارا وكان رحمة الله عليه من الحفاظ المتقنين والفقهاء في الدين ممن لزم الحديث والفقه وواظب على الورع والعبادة ولم يبال بما فاته من حطام هذه الفانية الزائلة مع سلامة دينه له حتى صار علما يرجع إليه في الامصار وملجئا يقتدى به في الاقطار

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 268

سفيان بن سعيد الثوري
..

  • دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 128

سفيان بن سعيد بن مسروق، أبو عبد الله، الثوري، الكوفي.
قال أبو الوليد: مات سنة إحدى وستين.
قال لي ابن أبي الأسود، عن حميد بن الأسود: سألت مالكاً وسفيان، فاتفقا أنهما ولدا في خلافة سليمان بن عبد الملك.
سمع عمرو بن مرة، وحبيب بن أبي حبيب.
وقال لنا علي بن الحسن: سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا أعلم من سفيان.
وقال لنا عبدان، عن ابن المبارك؛ كنت إذا شئت رأيت سفيان مصلياً، وإذا شئت رأيته محدثاً، وإذا شئت رأيته في غامض الفقه، ومجلس آخر شهدته ما صلي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، يعني مجلس النعمان.
مات بالبصرة.
سمع منه شعبة، ويحيى القطان.
قال لي أحمد: حدثنا موسى بن داود، سمعت سفيان يقول: سنة ثمان وخمسين لي إحدى وستون سنة، ومات أبو إسحاق منذ ثلاثين سنة، وربما سمعت أبا إسحاق يقول: حدثنا صلة منذ ستين سنة.
وخرج سفيان من الكوفة سنة أربع وخمسين، ومات بالبصرة، وروى عنه شعبة، وابن المبارك، ويحيى القطان.
قال يحيى القطان: ليس أحد أحب إلي من شعبة، ولا يعدله عندي أحد، فإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان، ولم أكن أهتم أن يقول سفيان لمن فوقه: سمعت فلانا، ولكن كان يهمني أن يقول هو حدثنا.
والثوري: هو ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي
أحد الأئمة الأعلام
روى عن أبيه وزياد بن علاقة وحبيب بن أبي ثابت وأيوب وجعفر الصادق وخلق
وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وخلق وآخرهم موتا من الثقات علي ابن الجعد
قال شعبة وغير واحد سفيان أمير المؤمنين في الحديث
وقال ابن المبارك كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان
وقال ابن مهدي ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري
وقال شعبة إن سفيان ساد الناس بالعلم والورع ولد سنة سبع وتسعين ومات بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 95

سفيان بن سعيد الإمام أبو عبد الله الثوري
أحد الأعلام علما وزهدا عن حبيب بن أبي ثابت وسلمة بن كهيل وابن المنكدر وعنه عبد الرحمن والقطان والفريابي وعلي بن الجعد قال بن المبارك ما كتبت عن أفضل منه وقال ورقاء لم ير سفيان مثل نفسه توفي في شعبان 161 عن أربع وستين سنة ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

سفيان بن سعيد بن مسروق بن عدي الثوري ثور بن عبدمناة بن اد بن طانجة ويقال ثور تميم كنيته أبو عبد الله
كان من سادات أهل زمانه فقها وورعا وحفظا وإتقانا شمائله في الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الإعراف في ذكرها
كان مولده سنة خمس وتسعين في إمارة سليمان بن عبد الملك فيما قعد بنو العباس راوده المنصور على أن يلي الحكم فأبي وخرج من الكوفة هاربا للنصف من ذي العقدة سنة خمس وخمسين ومائة ثم لم يرجع إليها حتى مات وكان موته بالبصرة في دار عبد الرحمن بن مهدي في شعبان سنة إحدى وستين ومائة وهو ابن ست وستين سنة
روى عن أبي الزبير في الإيمان والصلاة وغيرها وقيس بن مسلم والأعمش وزبير اليامي وسعد بن إبراهيم في الصلاة وآدم بن سليمان والمختار بن فلفل وعبد الملك بن عمير وسالم أبي النضر والمقدام بن شريح في الوضوء ومنصور في الوضوء وعمرو بن قيس الملائي وعلقمة في الوضوء والصلاة وسلمة بن كهيل وأيوب بن موسى وزيد بن أسلم والضحاك بن عثمان وطلحة بن يحيى في الإيمان والقدر وأبي حازم بن دينار وأبي إسحاق السبيعي وعون بن أبي حجيفة والأسود بن قيس وعبد الله بن أبي لبيد وعثمان بن حكيم أبي سهل في الصلاة وسماك بن حرب وعمرو بن مرة في الصلاة ويحيى بن أبي إسحاق وإسماعيل السدي ومحارب وأبي حصين عثمان في الصلاة والحدود وموسى بن عقبة وجعفر بن محمد وحبيب بن أبي ثابت في الصلاة والجنائز وعبد العزيز بن رفيع في الصلاة والحج ومكحول بن راشد في الصلاة وأبي إسحاق الشيباني في الجنائز وإسماعيل بن أمية في الزكاة والحدود ومزاحم بن ظفر في الزكاة وأبي الزناد في الصوم والبيوع وغيرهما وعبد الكريم الجزري في الصوم وعبد الله بن عطاء في الصوم ويحيى بن سعيد في الصوم والحسن بن عبيد الله في الحج وإبراهيم بن محمد بن المنتشر في الحج وعياش العامري في الحج وسليمان التيمي في الحج وذكر موسى والحريري في الحج، وإبراهيم بن عبد الأعلى في الحج وحصن بن عبد الكريم في الحج ومحمد بن عقبة في الحج وعبد الرحمن بن القاسم في الطلاق وسمي مولى أبي بكر في الحج وعبد الله بن دينار في الحج والعتق وغيرها ويونس بن عبيد في النكاح وأشعث بن أبي الشعثاء في النكاح والأطعمة ومحمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم وأيوب السختياني في النكاح والحدود وخالد الحذاء في النكاح ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة في الطلاق وعاصم الأحول في الطلاق وإسماعيل بن أبي خالد في الطلاق وأبي بكر بن أبي الجهيم في الطلاق وعبد الله بن طاوس في البيوع وعمرو بن دينار في البيوع وغيره وابن أبي نجيح في البيوع وابن عون في الوصايا وفراس بن يحيى في ملك البمين وعبيد الله بن عمر في الحدود وداود بن أبي هند في الحدود وطارق بن عبد الرحمن في الجهاد وسلم بن عبد الرحمن في الجهاد وأبيه سعيد بن مسروق في الضحايا وحماد بن أبي سليمان في الأشربة وجبلة بن سحيم في الأطعمة وسهيل في الأدب وغيره ومعبد بن خالد في الطب وموسى بن أبي عائشة في الطب وعمرو بن يحيى بن عمارة في ذكر الأنبياء وزياد بن إسماعيل في القدر وأبي حيان التيمي في الفتن وعبيد المكتب في الزهد وعبد الرحمن بن عابس في الزهد ومنصور بن صفية في الزهد
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع ومعاوية بن هشام ويحيى بن سعيد وعبد الرزاق وعبد الله بن نمير ويزيد بن هارون وأبو عامر العبدي وعبيد بن سعيد الأموي وإسحاق الأزرق وأبو أسامة والأشجعي وعبدة بن سليمان وأبو أحمد الزبيري وقبيصة بن عقبة ويحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى وأبو عاصم وأبو داود الجفري ومحمد بن حميد المعمري وأبو نعيم ويزيد بن زريع وابن وهب وروح بن عبادة وجعفر بن عون والفريابي وعمرو بن محمد العنقري ومصعب بن المقدام وبشر بن السري والحسين بن حفص

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

الثوري
سفيان

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

سفيان الثوري الإمام

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 60

(ع) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي. من ثور بن عبد مناة وقيل إنه من ثور همدان والصحيح الأول.
ذكر الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني في كتابه المسمى بـ «الأقران» أنه ورى عن: حماد بن سلمة بن دينار، وهشيم بن [ق 104 / أ] بشير الواسطي، ومسلم بن خالد الزنجي، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وقيس بن الربيع، وأبي بكر بن عياش، وأبي إسحاق الفزاري، إبراهيم بن محمد، وحماد بن زيد، وشعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، ومعمر بن راشد، وإسماعيل بن عياش، وجعفر بن سليمان الضبعي، والحسن بن عمارة.
روى عنه: جعفر بن محمد الصادق، وهشيم بن بشير، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش.
وقال الحاكم في «تاريخ نيسابور»: هو إمام عصره في الحديث والفقه والزهد كان أزهد أهل زمانه وأورعهم وأكثرهم اجتهادا وجهادا وقد اشتهر سماعه من جماعة من التابعين، ومن روى عنه من أئمة المسلمين فأغنى عن ذكره هنا ورد نيسابور عند توجهه إلى بخارى في طلب ميراث لأبي إسحاق السبيعي وهو غلام حين نقل وجهه وفي لفظ وهو ابن ثماني عشرة سنة فسمع منه نفر من أهل نيسابور ونواحيها واستفتوه في مسائل كثيرة منهم: عمر، ومبشر، ومسعود، والجارود بن يزيد، والنضر بن محمد النسفي، وعبد الوهاب بن حبيب، وأخوه الحكم العبديان، والحسين بن الوليد، وحفص بن عبد الرحمن، وخالد بن سليمان الأزدي، وعبد الصمد بن حسان خادمه، وأبو زنبور الذي تنسب إليه السكة، وقديد بن إبراهيم الضبي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة النيسابوري.
وزعم المزي أن ابن سعد ذكر وفاته ثم ذكر مولده من عند العجلي وكأنه ما رأى الكتابين حالة تصنيفه إنما تبع صاحب الكمال في ذلك إذ لو رآهما لوجد ابن سعد ذكر مولده سنة سبع وتسعين كما ذكره العجلي ولوجده يقول: كان ثقة ثبتا مأمونا كثير الحديث حجة.
وعن سفيان قال: كان أبي إذا رآني وما آخذ فيه من الحديث لا يعجبه قال: وكانوا يرون أن سفيان أخذ مرة من بعض الولاة صلة ثم ترك ذلك بعد فلم يقبل من أحد شيئا.
ولوجد في كتاب العجلي: سفيان بن سعيد كوفي ثقة رجل صالح زاهد فقيه صاحب سنة واتباع لم يخالفه أحد إلا كان القول قول سفيان وهو أفقه من ابن عيينة، قال بعض الكوفيين: ما زلنا نسمع السائل يسأل عن منزل سفيان يعني للفتيا، قال العجلي: وكان عابدا ثبتا وأخوه عمر وكان يفضل على سفيان.
وتوفي سفيان سنة ستين ومائة وهو ابن ثلاث وستين في شعبان، ويقال: مات سنة تسع وخمسين وكان من أقول الناس بكلمة شديدة عند سلطان يتقى، دخل على المهدي فقال له كيف أنتم أبا عبد الله ثم جلس فقال: (حج) عمر بن الخطاب فأنفق في حجته (ستة عشر دينارا) وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال، قال: فأيش تريد أكون مثلك؟! قال: فوق ما أنا فيه ودون ما أنت فيه، فقال وزيره (أبو عبد الله): يا أبا عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها قال: من هذا؟ قال: أبو عبد الله وزيري قال: احذره فإنه كذاب أنا كتبت إليك؟ ثم قام فقال له المهدي: أين أبا عبد الله؟ قال: أعود، وكان قد ترك نعله حين قام فعاد فأخذها ثم مضى فانتظره ثم قعد فقال: وعدنا أن يعود فلم يعد قيل: إنه عاد لأخذ نعله فغضب وقال: قد أمن الناس إلا سفيان بن سعيد.
ويقال إن سفيان ما رئي مثله وكان (مجرورا) لا يخالطه شيء من البلغم لا يسمع [ق 104 / ب] شيئا إلا حفظه حتى كان يخاف عليه (الجذام)، سمع شريكا يقرأ على سالم الأفطس مائة حديث فحفظها كلها وكانت بضاعته ألفي درهم عند حمزة بن المغيرة.
وقال ابن أبي ذئب ما رأيت رجلا أشبه بالتابعين من سفيان وأحسن إسناد الكوفيين: الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
وألقى أبو إسحاق الفزاري فريضة فلم يصنعوا فيها شيئا فقال: لو كان الغلام الثوري هنا فصلها الساعة فلما أقبل سفيان سأله عنها فقال: أنت أول حدثتنا بكذا والأعمش حدثنا بكذا قال أبو إسحاق: كيف ترون ما أسرع ما فصلها ألا تكونوا مثله وكان له ولد فلم يزل يدعو عليه حتى مات انتهى كلامه العجلي وإن كنت قد تركت منه شيئا لا يليق بهذا المختصر.
وذكر أبو القاسم البلخي أن يحيى (قال) سفيان لمبارك بن سعيد: يا خالي خالي سفيان لم يكن عنده من العلم ما يستحق هذه الشهرة إلا أن يكون شيئا كان في قلبه قال يحيى: ومرسلاته شبه الريح، وقال سفيان بن عيينة: من يزعم أن سفيان بن سعيد لم يأخذ من السلطان أنا أخذت له منهم، وقال حفص بن غياث: رأيته يشرب النبيذ حتى يحمر وجهه.
وقال الكرابيسي: أخطأ في عدة أحاديث.
وقال ابن القطان: ويقال إنه من ثور تميم وهو أحد الأئمة في الفقه والحديث وأحد المقدمين في الزهد.
وقال أبو حيان في كتاب «البصائر والذخائر»: كان يحيى بن خالد يجري على سفيان كل شهر ألف درهم فسمع يوما يقول في سجوده اللهم إن يحيى كفاني أمر دنياي فاكفه أمر آخرته فرئي في النوم بعد موته فسئل فقال: غفر لي ربي بدعاء سفيان.
وقال ابن حبان: سفيان بن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن عبد الله بن موهب بن منقذ بن نصر بن الحكم بن الحارث بن مالك بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طانجة وله ثلاثة أخوة حبيب والمبارك وعمر وكان سفيان من سادات الناس فقها وورعا وإتقانا شمائله في الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكرها وكان مولده سنة خمس وتسعين في إمارة سليمان بن عبد الملك فلما قعد بنو العباس راوده المنصور أن يلي الحكم فأبى وخرج إلى الكوفة هاربا للنصف من ذي القعدة سنة خمس وخمسين ثم لم يرجع (إليه إليها) حتى مات بالبصرة في دار ابن مهدي في شعبان سنة إحدى وستين وقبره في مقبرة بني كليب وقد زرته وكان قد أوصى إلى عمار بن سيف بكتبه أن يمحوها ويدفنها وليس له عقب.
وفي «تاريخ البخاري»: قال لنا عبدان عن ابن المبارك كنت إذا شئت رأيت سفيان مصليا وإذا شئت رأيته محدثا وإذا شئت رأيته في غامض الفقه.
وقال لي أحمد: ثنا موسى بن داود سمعت سفيان يقول سنة ثمان وخمسين: لي إحدى وستون سنة، وخرج من الكوفة سنة أربع وخمسين.
وفي كتاب ابن أبي حاتم: ولد بأثير أبنا أبو العباس بن الوليد أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه ذكر العلماء وزهادهم فقال: لم يبق منهم يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة إلا ما كان من رجل واحد بالكوفة قال العباس: يعني الثوري، وقال زائدة: كان أعلم الناس في أنفسنا.
وقال حماد بن أبي سليمان لسفيان وكان يأتيه إن هذا الفتى (مصطنعا) ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا الثوري وما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام منه وأنا من غلمانه، وكان وهيب يقدمه في الحفظ على مالك [ق 105 / أ].
وقال عبد الرحمن بن الحكم: ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان.
وقال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة فبدأ بالثوري.
وقال الوليد بن مسلم: رأيته بمكة يستفتى ولما يخط وجهه بعد، وكان يقول: سلوني عن المناسك والقرآن فإنني بهما عالم وقيل لمعاذ بن معاذ أي أصحاب أبي إسحاق أثبت فقال: شعبة وسفيان ثم سكت.
وقال أحمد بن حنبل: سفيان أحفظ للإسناد وأسماء الرجال من شعبة وهو أحب إلي في حديثه عن الأعمش من شعبة.
وقال أبو حاتم: هو أحفظ أصحاب الأعمش وهو ثقة حافظ زاهد إمام أهل العراق وأتقن أصحاب أبي إسحاق وهو أحفظ من شعبة وإذا اختلف الثوري وشعبة فالثوري أحفظ وهو أحب الناس إلي في إسماعيل بن أبي حكيم.
وقال يحيى بن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور منه ولا أعلم بحديث أبي إسحاق والأعمش منه.
وقال أبو زرعة أثبت أصحاب أبي إسحاق الثوري وشعبة وإسرائيل ومن بينهم الثوري أحب إلي كان أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفي متنه.
وذكر المنتجيلي: أنه ولد بدستبا قرية من قرى الري ومات سنة تسع وخمسين ومائة وله أربع وستون سنة وقيل: مات سنة إحدى وستين في أولها ودفن بين العشاء والعتمة، وقال الفريابي: نزل على عجوز في الحي من بني تميم فمات عندها.
وقال يحيى بن معين: يكتب حديثه ورأيه، كان سفيان إمام يقتدى به وقال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: أيما أحب إليك رأي سفيان أو رأي مالك؟ قال سفيان: لا شك في هذا سفيان فوق مالك في كل شيء.
وقال هشام بن يوسف القاضي وذكر سفيان فقال: من الناس من يقطع ولا يخيط ومنهم من يخيط ويقطع وكان سفيان ممن يخيط ويقطع.
وقال حماد بن زيد: قال لي سفيان بن (زيد) ربما تحركت الفأرة فأقول: قد جاءوا يطلبوني، فقلت لو طلبت الأمان من القوم أمنوك، قال: إني سأكتب.
فكتب: من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الله- يعني- المهدي قال فقلت تبدأ باسمك فقال ألم يكتب العلاء بن الحضرمي للنبي صلى الله عليه وسلم فبدأ باسمه فكتب فلم يكتب أمير المؤمنين، فقال: وأمير المؤمنين هو؟ دعوني ما بيني وبين الظهر أفكر قال: فحم من يومه وكان موته فيه.
وقال أبو أسامة: لقيت يزيد بن إبراهيم التستري صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان فقال لي: قيل لي في منامي الليلة مات أمير المؤمنين فقلت ردا علي فقيل لي في المنام: مات الثوري فقلت له: قد مات الليلة ولم يكن علم.
وقال ابن اليمان: ما رأيت مثله ولا رأى مثل نفسه أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه عنها وقد أتعب القراء بعده.
وقال علي بن ثابت قومت كل شيء على سفيان في طريق مكة بدرهم وأربعة دوانيق وما رأيته في صدر مجلسه قط إنما كان يقعد إلى جنب الحائط ويجمع ما بين ركبتيه ولو رأيته ومعك فلس وأنت لا تعرفه لظننت أنه لا يمتنع أن تضعه في كفه.
وقال أبو بكر ابن عياش: إني لأرى الرجل قد صحب سفيان فيعظم في عيني ولما أتى الرملة، أرسل إليه إبراهيم بن أدهم تعال فحدثنا فقيل له فقال: أردت أن أنظر تواضعه فجاء فحدثه.
وقال قتيبة: لما مات الثوري مات الورع ومرض مرة ثم نقه فاختبر حفظه فبلغ خمسة وعشرين ألفا وقيل له: ما لك لم تدخل إلى الزهري [ق 105 / ب] فقال لم يكن لي دراهم.
وقال المثنى بن الصباح: هو عالم الأمة وعابدها وقال ابن المبارك: لم يكن في زمنه أحد أعلم منه.
وقال مالك: كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بالعلم منذ جاء سفيان وقد فارقني على أن لا يشرب النبيذ.
ولما مات مسعر لم يشهده سفيان لأنه كان ينسب إلى الإرجاء وكان سفيان يتشيع فلما لقي أيوب وابن عون بالبصرة ترك التشيع انتهى كلامه، وفيه نظر لما ذكره الآجري عن أبي داود: إنما سمع (زيد) وابن علية من سفيان الثوري حين قدم البصرة على يونس ولم يلق سفيان وأيوب بالبصرة قدم سفيان البصرة بعد موت أيوب وإنما لقي أيوب بمكة، وقال وكيع: ما زال الناس يخالطون السلطان ولا يعتبونهم بذلك حتى جاء سفيان.
وقال أحمد الزبيري: لقد رأيت منادي المهدي ينادي على الثوري وإنه لفي الطوارف ما يرى وخلف لما مات ثلاثمائة دينار جعل ماله كله لأخته ولم يورث المبارك أخاه شيئا.
وقال أبو إسحاق الفزاري: لو خيرت لهذه الأمة لما اخترت لها إلا سفيان.
وقال ابن عيينة: متجنبو السلطان في زمانهم ثلاثة أبو ذر في زمانه، وطاوس في زمانه وسفيان في زمانه، وكان عمر بن ذر يؤذي سفيان ويلقبه البقري.
وقال أبو داود: قال سفيان: ما (رأيت) علي الجمل وصفين فضيلة.
وكان يقول: إذا (أمرك) المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع عليه الناس وذكر صفين فقال: ما أدري أخطؤوا أم أصابوا، وكان لسفيان ثلاثة عشر قمطرا ورئي معه خرج عن ابن جريج، وأصحاب سفيان فيما ذكره يحيى وأحمد: يحيى وعبد الرحمن ووكيع وأبو نعيم وابن المبارك والأشجعي وولد سفيان سنة خمس وتسعين وقيل لأبي داود: مراسيل الثوري؟ قال: لا شيء لو كان عنده شيء لصاح به قال أبو داود: وولد سفيان بقزوين.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لأبي الوليد: عن عبد الرزاق قال مالك بن أنس: سفيان بن سعيد ثقة، وقال ابن المبارك: جاء عاصم بن أبي النجود إلى سفيان يستفتيه ويقول: يا سفيان أتيتنا صغيرا وأتيناك كبيرا.
وقال البخاري: سمعت علي بن عبد الله يقول: كان بين مالك والثوري حسن فلما رآه يكتب عن كل أحد جفاه، وسئل سفيان هل رأيت ابن أشوع؟ قال: لا. قيل: فمحارب قال: وأنا غليم رأيته يقضي في المسجد، ولما قدم ابن المنكدر الكوفة لم أعقله، وقال عبد الرزاق: بات عندنا الثوري ليلة فسمعته قرأ القرآن من الليل، ثم قام يصلي، ثم قعد فجعل يقول: الأعمش والأعمش والأعمش ومنصور ومنصور ومنصور ومغيرة ومغيرة ومغيرة فقلت: أبا عبد الله ما هذا؟! قال: هذا حزبي من الصلاة وهذا حزبي من الحديث، وقال بشر بن الحارث: سمعت ابن داود يقول: ما رأيت أفقه من سفيان وذكره في الحديث يزين الحديث، وقال ابن عيينة: ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه وسفيان في زمانه، وقال يزيد بن أبي حكيم: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله حدثنا عنك رجل صالح سفيان بن سعيد في مسراك فقال: نعم هو رجل صالح.
وقال قبيصة: رأيته في النوم فقلت ما فعل الله بك؟ فقال: [ق 106 / أ].

وفي «سؤالات الميموني»: قال ابن المغيرة الكندي ينشد:
وقال ابن زبر: ولد سنة ست وتسعين.
وقال النسائي: هو أجل من أن يقال فيه ثقة، وهو أحد الأئمة الذين أرجو أن يكون الله تعالى ممن جعله للمتقين إماما.
وقال اللالكائي: أجمع الحفاظ إن أثبت الناس في ابن إسحاق ومنصور والأعمش سفيان وهو إمام من أئمة المسلمين وحبر من أحبارهم مجمع على إمامتهم وله من الفضل ما يستغنى به عن التزكية في الحفظ والإتقان والتثبت رحمه الله.
وقال الفلاس: أصحاب الثوري الأثبات المعروفون، يحيى بن سعيد وهو أثبتهم، وابن مهدي، ووكيع وهو من أحسنهم عنه حديثا، وأبو نعيم رابع القوم، والأشجعي أرواهم وأكثرهم رواية وهو متقدم الموت وهؤلاء الأربعة أعلم بالحديث من الأشجعي، والناس بعد هؤلاء في سفيان متقاربون: أبو أحمد الزبيري، وأبو عاصم مقدمان بعد هؤلاء، الفريابي، وقبيصة، وعبد الرزاق، ومحمد بن كثير (وناس)، ونحوهم متقاربون فيه وهم أهل صدق وأبو حذيفة لا يحدث عنه من تبصر الحديث وهو صدوق وعبد الله بن رجاء صدوق كثير الغلط والتصحيف ليس بحجة.
وذكر مسلم بن الحجاج في كتابه «أشياخ سفيان»: روى عن: محمد بن عبد الله بن أبي عون، وأبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة، ومحمد بن عبد الرحمن (بن) زرارة الأنصاري، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاري مديني كذا سماه سفيان وهو عندي عبد الرحمن بن محمد، ومحمد بن جحادة، ومحمد أبو عمرو الملائي والد أسباط بن محمد، ومحمد بن قيس الأسدي الكوفي، ومحمد بن قيس المرهبي، ومحمد بن سوقة كوفي، ومحمد بن أبي الجعد، كوفي ومحمد بن عبد الله بن أفلح مكي، ومحمد بن سالم كوفي يكنى أبا سهل، ومحمد بن مسلم الطائفي وهو غير أبي الزبير، ومحمد ابن زيد (غير) سعيد بن جبير، ومحمد بن السائب الكلبي كوفي يكنى أبا هشام، ومحمد بن سعيد المصلوب، ومحمد بن خالد الضبي أبو خبينة ويقال أيضا أبو يحيى ومحمد بن جابر اليمامي وعبد الله بن شريك العامري كوفي، وعبد الله بن بشر الخثعمي كوفي، وعبد الله بن أبي السفر سعيد بن يحمد، وعبد الله بن حسين كوفي، وعبد الله بن محمد ابن زياد بن حدير كوفي، وعبد الله بن أبي محزورة مكي، وعبد الله بن يزيد الهزلي مديني، وعبد الله ابن مسلم بن هرمز المكي، وعبد الله بن خالد كوفي، وعبد الله بن ربعي التميمي، وعبد الله بن عبد الرحمن كنيته أبو نصر كوفي، وعبد الله بن حميد العنزي، وعبد الله بن محمد بن حفص بن عاصم يكنى أبا عبد الرحمن مديني، وعبد الله ابن مؤمل المخزومي مكي، وعبيد الله بن موهب مديني، وعبيد الله ابن الوليد الرصافي كوفي، وعبد الرحمن بن الأصم كان يسكن المدائن، وعبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الزرقي مديني، وعبد الرحمن بن حرملة يكنى أبا حرملة مديني، [ق 106 / ب] وعبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثقفي كوفي، وعبد الرحمن ابن عمرو الأوزاعي، وعبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن بن أبي الموالي مدني، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي، وعبد العزيز بن قرير بصري، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعبد الملك بن أعين كوفي، وعبد الملك بن سعيد بن حيان بن الأبجر، وعبد الكريم بن أبي المخارق، وعبد الوارث بن سعيد التنوري، وعبد الحميد بن أبي رافع، وعبد الحميد بن أبي يزيد وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، وعبيد بن عبيده بصري، وإبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي، وإبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، وإبراهيم بن أبي حفصة، وإبراهيم بن مسلم الهجري، وإبراهيم بن عبد الله بن عبد القاري، وإبراهيم بن نافع المكي وإبراهيم العقيلي، وإسماعيل ابن عبد الله بن أبي ربيعة المديني، وإسماعيل بن مسلم، وإسماعيل بن أبي إسحاق يكنى أبا إسرائيل الملائي، وإسحاق بن أبي إسحاق الملائي، وإسحاق ابن شرقي مولى لعمر بن الخطاب، وإسحاق بن المغيرة، ويقال له: ابن أبي نباتة، وآدم بن سليمان مولى خالد بن خالد بن عميرة، وآدم بن علي البكري، ويعقوب بن القعقاع من أهل مرو، ويعقوب العجلي كوفي، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح، ويعقوب بن مجمع مديني، وإسحاق بن أبي هند، وسليمان بن أبي مسلم الأحول، وسليمان بن طرخان التيمي، وسليمان ابن فيروز، وسليمان بن أبي المغيرة، وسليمان بن سويه، وسليمان بن بشير، وسليمان بن قسيم، وزكريا بن أبي زائدة، وزكريا رجل لقيه بالري، ويحيى ابن سعيد بن حبان، ويحيى بن سلمة الهمداني، ويحيى بن دنيار الرماني، ويحيى بن قيس الكوفي، ويحيى بن أبي صالح كوفي، ويحيى بن غسان كوفي، ويحيى بن عبد الله الجابر، ويحيى بن أبي حية، ويحيى بن أبي سليم الواسطي، ويحيى بن عبد الله الأجلح مكي، ويونس بن عبد الله الجرمي، ويونس بن حباب كوفي، وموسى بن أبي عثمان كوفي، وموسى بن عبد الله الجهني، وموسى بن سالم بصري، وموسى بن أبي كثير الواسطي، وموسى ابن المسيب الثقفي، وعيسى بن المغيرة الحزامي، وعيسى الأنصاري عن أنس، وعيسى بن أبي عيسى موسى الخياط، وأيوب بن مجمع كوفي، وأيوب بن عائذ الطائي كوفي، وعلي بن أبي الحسن عن عبد الله بن معقل، وعلي بن عبيد الله الغطفاني، وعلي بن أبي طلحة، وحسن بن يزيد أبي بشر القوي، وحسن التميمي عن أبي معشر، وحميد بن عبد الله الكندي، وحميد بن أبي عتبة كوفي، وحجاج بن أرطاة، وخالد بن علقمة الهمداني كوفي، وخالد بن دينار النيلي، وخالد الأعور الكومي، وخالد بن أبي عمرو طهمان، وخالد ابن يزيد، وخالد بن أبي كريمة، وعمرو بن أبي سفيان الجمحي، وعمرو بن عمرو أبي الزعراء الجشمي، وعمرو بن عمران النهدي، وعمرو بن عثمان بن موهب، وعمرو بن مسلم، وعمرو بن عبيد بن ثابت البصري، وعمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي المقرئ، وعمر بن قيس الماصر، وعمر بن أيوب البجلي، وعمر الأنصاري كوفي، وعمر بن شبة القارظي، وعمر بن عطية الكوفي، وعمر بن بشير، وعمر بن راشد، وعمران بن أبي عطاء القصاب واسطي، وعمران بن ظبيان، وعمران بن عمير كوفي، وعامر بن شقيق بن حمزة، وعامر بن السميط، وعروة ابن عبد الله بن بشير الجعفي، [ق 107 / أ] وعروة بن الحارث أبي فروة الهمداني كوفي، وعطاء بن ميسرة الخراساني، وعطاء بن أبي مروان الأسلمي، وعاصم بن سليمان الأحول، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وعثمان بن الحارث ختن الشعبي، (و) العلاء ابن أبي العباس السائب الشاعر، (و) العلاء بن المسيب ابن رافع، وشبيب بن محمد، وعتبة بن عبد الله أبي العميس، وعطية بن الحارث، وعطية بن عبد الرحمن، وليث أبي المشرقي كوفي، ومغيرة بن النعمان، ومغيرة بن مقسم الضبي، ومغيرة بن مسلم السراج، ومغيرة بن زياد، ومصعب بن المثنى أبي المثنى، ومصعب بن محمد، وميمون أبو منصور الجهني، وميمون عن طاوس، ومجمع بن يحيى، ومجمع بن صمعيان الكوفيين، ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، ومسلم بن أبي مريم، ومسلم بن سالم الجهني، ومسلم بن كيسان الملائي، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهشام بن أبي كليب كوفي، وطلحة بن عمرو الحضرمي، وطلحة الأعلم كوفي، وبكير بن عامر البجلي، وسعد بن طارق بن أشيم الأشجعي، وسعيد بن عبيد الطائي، وسعيد بن المرزبان أبي سعد البقال، وسعيد بن عبد الرحمن الزبيدي، وسعيد ابن عبد العزيز التنوخي، وسعيد بن صالح الأسدي، وسلمة بن تمام الشقري، وسلمة بن وردان الجندعي، وسالم بن أبي حفصة، وسالم الخياط بصري، وسماك اليماني بن عبيد، وشعبة بن دينار، وطعمة بن عمرو الجعفري، ويوسف بن صهيب كوفي، ويوسف بن يعقوب صنعاني، ويزيد ابن حيان، ويزيد بن خصيفة، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي خالد الدالاني، ويزيد بن أبي الأزهر، وزياد بن فياض، وزياد مولى مصعب يقال له: المصفر، وزيد بن طلحة التيمي، وصالح المعلم، وصالح الثوري، وصالح العكلي، وصالح بن مسلم العجلي، وصلت بن بهرام، وصلت بن دينار، وصلت الربعي، وفضيل بن عياض، وقيس بن مسلم بن بشير بن عمرو، والقاسم بن محمد الأسدي، والقاسم بن شريح، وثور الهمداني كوفي، وأشعث بن سوار، والربيع بن قريع، والربيع بن أبي راشد، والربيع بن المنذر الثوري، وواصل بن سليمان، وواقد بن يعقوب العبدي، وواقد أبي عبد الله مولى زيد، وقدامة بن موسى، وقدامة بن حماطة، وكثير بن زيد، وكثير بن أبي إسماعيل كوفي، وهارون بن أبي إبراهيم ميمون مولى عثمان ابن المغيرة ابن شعبة، وزهير بن أبي ثابت، وزهير بن مالك أبي الوازغ، وهلال بن حبان، وهلال بن سلمان أبي مجلم، وأبان بن عبد الله البجلي، وأبان بن أبي عياش، وأبي موسى عن وهب بن منبه، وأبي موسى عن الشعبي، وأبي بكر الزهري، وأبي بكر بن الضحاك، وأبي حاتم الحنفي، وأبي حاتم عن الحسن كأنه بصري لا يعرف أسماء هؤلاء، وكذا أبي الأزهر عن يزيد عن مذكور، وأبو معاوية، وأبو عبد الرحمن عن الشعبي، وأبو الأغر، وأبو سليمان عن وهب، وأبو عامر شيخ لقيه ببخارى، وأبو إسرائيل عن الحسن، وأبو رجاء الجزري، وأبو محمد من بني نصر عن ابن عمر، وسرية الربيع بن خثيم، وروى أيضا عن: عبد ربه بن سعيد، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله ابن عباس بن عبد المطلب، وعثيم بن نسطاس، وأفلح بن حميد، وأيمن بن نابل، وسيف بن أبي سليمان مكي، والسائب بن عمرو، وزمعة بن صالح، وأحنف الهلالي أبي بحر، وعون بن أبي جحيفة، [ق 107 / ب] ومهاجر أبي الحسين، وشوذب أبي معاذ، وحطان بن خفاف الجرمي، ومعن ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، ومسعود بن مالك، ووهب بن عقبة البكائي، ومرزوق بن بكير، ومجاهد بن رومي، ومحل بن محرز، وجميل ابن زيد، والقعقاع بن يزيد، ووائل بن داود، والنعمان بن قيس، ورديني بن مخلد، وطلق بن معاوية النخعي، وسفيان بن زياد العصفري، وحيان صاحب الأنماط، والجعد بن ذكوان، وفرقد أبي الربيع الكوفي، وهلوات الكوفي، وشيبة بن نعامة، وبشير بن إسماعيل كنيته أبو إسماعيل، وعقبة الأسدي، وبسام ابن عبد الله الضبي، وسديد بن حكيم الصيريفي، (و) زبرقان بن عبد الله الأسدي، وعلوان بن أبي مالك، وسدوس رجل من الحي كوفي، وزاذان بن أبي يحيى القتات، وهمام التيمي، وأزهر العطار، وجحش ابن زياد وحريش عن أبيه، وصبيح أبي الجهم، وزفر الكوفي، وناجية المحاربي، ومجالد بن سعيد، وعبيد بن معتب، وعبدة بن حيدا، وجز الأودي، وسلامة الصيرفي، وسماعة الكوفي، وجحدب بن جرعب، وعقبة الكندي، ومسعر بن كدام، ومطرح أبي المهلب، والسري بن كعب، وعلي أبي الحسن، عن ابن معقل، ودينار أبي عمر البزار، والحارث بن حصيرة، وبكر بن قيس بصري، وعوف بن أبي جميلة رزينة الأعرابي، وجرير بن حازم الأزدي، وجلد بن أيوب، وشداد بن أبي العالية، وطريف بن شهاب، وعباد بن منصور الناجي، وعباد قال رأيت الحسن، ومحرز البصري، ومبارك ابن حسان، وزويد البصري، وصدقة بن سيار الجزري، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وجويبر بن سعيد، والحكم البصري، وجهضم بن عبيد الله الخراساني:
وفي كتاب البغوي: ثنا صالح، ثنا علي عن يحيى قال: لم يسمع سفيان من سعيد بن أبي بردة، ولم يلق أبا بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، ولم يلق حيان بن إياس الأزدي. قال البغوي: ولم يسمع من يزيد الرقاشي شيئا بينهما الربيع بن صبيح.
وفي «العلل» لعبد الله بن أحمد: قال أبي: لم يسمع الثوري من أبي عون إلا حديثا واحدا ولم يسمع من خالد بن سلمة الفأفأ إلا حديثا واحدا، ولم يسمع من سلمة (بن) الكهيل حديث السائبة يضع ماله حيث شاء.
وفي «تاريخ جرجان» لحمزة السهمي: ذكر محمد بن بسان عن الحماني أن سفيان ولد بجرجان ثم حمل إلى الكوفة ثم رجع لما كبر إليها وحدث بها روى عنه سعدويه «سؤالات» قال حمزة: ولد بقرية من قرى جرجان تعرف بالثوريين تنسب إلى قبيلته.
وفي كتاب «الورع» تأليف الإمام أحمد بن حنبل ورواية المروذي: سئل سفيان عن الشرب من زمزم قال: إن وجدت دلوا فأشرب.
وفي كتاب «أخبار النساء المهبرات» لابن الأنباري: قيل لسفيان بن سعيد: ما أحوجك إلى امرأة تأنس بها. فقال: لا آنس الله بها أبدا ثم قال:
#بل كل ثقل مجهد مقداح [ق 108 / أ].
وذكر الطرطوسي في «فوائده المنتخبة»: أن سفيان لما دخل البصرة عند بعض أصحابه وكان لابن المبروك طائر يلعب به فاستوهبه سفيان من أبيه وأطلقه فكان ذلك الطائر يسرح بالنهار ويدخل البيت في الليل مع سفيان إلى أن توفي سفيان، فلما دفن أتى الطائر فقعد على قبره كئيبا حزينا ثم طار فذهب فكان ذلك دأبه كل يوم حتى مات، فعمد صاحبه فدفنه إلى جنب قبر سفيان، قال الطرطوسي: ولما وقفت أنا على قبر سفيان سنة ثمانين وأربعمائة أروني قبر الطائر صغيرا في قدر شبر إلى جنب قبر سفيان وهذه الحكاية في كتاب «الأولياء» لابن شاهين.
وقال مسعود عن (الحكم): مذهب سفيان بن سعيد أن يكني المجروحين
من المحدثين إذا روى عنهم مثل بحر السقا يقول، ثنا أبو الفضل والقلب بن دينار يقول، ثنا أبو شعيب والكلبي يقول، ثنا أبو النضر عن سليمان بن أرقم، ثنا أبو معاذ.
وفي كتاب الساجي: قال عبيد الله الأشجعي كتبت عن الثوري ثلاثين ألف حديث أو أكثر من ثلاثين ألف حديث.
وفي كتاب «الثقات» لأبي العرب: الذي ظهر لسفيان عشرون ألف حديث ولم يكن له كتاب إنما كان يحدث من حفظه.
وفي «تاريخ بغداد»: قال أبو حنيفة: لو مات سفيان في زمن إبراهيم لدخل على الناس فقده، وقيل له مرة: ألا ترى إلى ما يرويه سفيان فقال أتأمرني أن أقول سفيان يكذب في الحديث لو كان سفيان في عهد إبراهيم لاحتاج الناس إليه في الحديث ولو كان في التابعين لكان له فيهم شأن، وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل سفيان كان أحفظ أو ابن عيينة؟ فقال: الثوري أحفظ وأقل الناس غلطا، فقيل له: فإن فلانا يزعم أن ابن عيينة كان أحفظهما فضحك: ثم قال: فلان كان حسن الرأي في ابن عيينة فمن ثم، وسئل صالح عن سفيان ومالك فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي أحد في الدنيا أحد وهو أحفظ وأكثر حديثا ولكن مالك كان ينتقي الرجال وسفيان يروي عن كل أحد وهو أكثر حديثا من شعبة وأحفظ يبلغ حديثه ثلاثون ألفا وحديث شعبة قريب من عشرة آلاف.
ولما مات تقدم جرير وصلى على قبره ثم بكى وقال:
وقال علي بن صالح: ولدا سنة مائة وكان سفيان أسن منا بخمس سنين.
وقال خليفة بن خياط: مات سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال أبو زياد الفقيمي يرثي سفيان فيما ذكره في «الجعديات»:
وقال الهيثم بن عدي: هو سفيان بن سعيد الفقيه بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي عبيد الله بن منقذ بن نصر بن الحارق بن ثعلبة بن ملكان وقال أبو عبد الله محمد بن خلف التميمي: هو سفيان بن سعيد ابن مسروق بن حمزة بن حبيب بن نافع بن موهب.
وسئل عيسى بن يونس هل رأيت مثل سفيان؟ فقال: لا ولا رأى سفيان مثل نفسه، وقال ابن المبارك: لا أعلم على الأرض أعلم منه.
وقال ابن مهدي: ما عاش رجلا أرق منه، وقال أبو أسامة: اشتكى سفيان فذهبت بمائه فأريته ديرانيا فقال: بول من هذا ينبغي أن يكون هذا بول راهب هذا رجل قد فتت الحزن كبده ما لهذا دواء، وقال أبو داود: قدمت المسجد الحرام فرأيت حلقة نحو من خمسمائة ورجل في وسطها قلت من هذا قالوا:
أمير المؤمنين سفيان بن سعيد، وقال شعيب بن حرب: إني لأحسب يجاء سفيان يوم القيامة حجة من الله تعالى على معاصرته فيقال لهم: قد رأيتم سفيان ألا اقتديتم به.
وقيل لإسماعيل بن إبراهيم: كان شعبة أكثر علما أو سفيان؟ فقال: ما علم شعبة عند علم سفيان إلا كتفلة في بحر، وقال يحيى بن سعيد: شعبة أحب إلي من سفيان يعني في الصلاح فإذا جاء الحديث فسفيان أثبت وأعلم بالرجال وكان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش ولم أر أحفظ منه ولو اتقى الله رجل لم يحدث إلا عن سفيان وشعبة وشعبة معلمي وسفيان أحب إلي منه وكان أبو نعيم ووكيع يذهبان إلى أن سفيان أقل خطأ في الحديث من شعبة، وقال زائدة: كنا نأتي الأعمش فنكتب عنه ثم نعرضه على سفيان فيقول لبعضها ليس هذا من حديثه اذهبوا إليه فنذهب إليه فنقول له فيقول صدق سفيان (فيمحاه).
وفي كتاب «الثقات» لابن شاهين: قال يحيى بن يمان: كان سفيان أمير المؤمنين في الحديث وابن عيينة حاجب شرطته، وقال عبد الرزاق: كنا عند الثوري فقال: أبنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ثم قال: هذا والله السند العربي.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه «أخبار سفيان بن سعيد»: روى عنه أكثر من عشرين ألفا.
وذكر الخطيب أنه روى عن مالك بن أنس.
وقال ابن قانع، والقراب، وأبو جعفر بن أبي خالد، مات وله أربع وستون سنة زاد: وعن عبد الرزاق قال: قلت لسفيان كم جملة الحديث المسند؟ فجعل ما روى أهل كل بلد من مكة والمدينة والكوفة والبصرة فإذا هو أربعة
آلاف وأربعمائة وسأله رجل عن شيء فقال القاضي: يأخذ خمسمائة وتسألني وسئل بعض العلماء عنه فقال: هو أعلم الناس بما كان. وقال أحمد بن حنبل: كان الحفظ لسفيان بالكوفة ولمالك بالمدينة ولليث [ق 109 / أ] بمصر والأوزاعي بالشام. قال يوسف بن أسباط: رأيت سفيان في النوم فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ فقال: القرآن فقلت فالحديث؟ فحول وجهه ولوى عنقه وقطب.
وعند أبي بكر التاريخي: بلغ شريكا أن سفيان يعتبه بولاية القضاء فقال شريك: نلي القضاء فنقضي بالحق ونرد مظلمة، وسفيان ينوب عن أبيه يحرس جذع زيد بن علي وهو مصلوب لئلا ينزل عن جذعه فبلغ ذلك سفيان فتلقى شرا أنبا بذلك ابن شبيب أبنا ابن عائشة فذكره قال: وثنا محمد بن سماعة، ثنا مهدي بن إبراهيم، ثنا مالك وذكر له سفيان فقال: ألحق الثور بالبقر.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: قال المدائني: هو من ثور الرباب، وقال أبو سفيان: كان من أذكى الناس وقال سفيان: أنا فيه يعني الحديث منذ ستين سنة ووددت أني خرجت منه كفافا، وعن ابن المبارك قال: حدثت سفيان بحديث فجئته وهو يدلسه فلما رآني استحيا وقال: نرويه عنك نرويه عنك، وقال ابن مهدي: ما رأيت أعلم بالمناسك من سفيان لو سألته عن موضع كل حجر حجر لأخبرك، وما رأيت بالعراق أعلم منه، وكان ينزل على عمار بن سيف فيشرب عنده النبيذ فنزل عليه بآخره فأتاه بنبيذ فأبى أن يشربه.
قال ابن أبي خيثمة: ورأيت في كتاب علي: مالك عن سعيد بن المسيب أحب إلي من سفيان عن إبراهيم قال يحيى: وكل ضعيف.
وقال يحيى: رأيته بالكوفة لا يخضب ثم خضب بآخرة، قال: ومرسلاته شبه الريح وكان صاحب أبواب.
وقال الأشجعي: دخلت مع سفيان على هشام بن عروة فجعل سفيان يسأل وهشام يحدثه قال فلما فرغ قال: أعيدها عليك؟ قال: نعم. فأعادها عليه ثم خرج وأذن هشام لأصحاب الحديث وتخلفت معهم وجعلوا يسألونه فقال
لهم: احفظوا كما حفظ صاحبكم فيقولون: لا نقدر نحفظ كما حفظ. قال يحيى بن معين: وربما روى سفيان عن أبي الفضل بحر بن كنيز، وقال يحيى بن سعيد: قال لي سفيان بعد ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة: حديث طليق قد حدثتك به مرة.
وفي «الجعديات»: عن أمية بن شبل قال: رأيت في المنام كأن عكرمة مولى ابن عباس قدم علينا فقدم علينا سفيان بن سعيد بعد فأخبرت سفيان فسره ذلك، وقال ابن إدريس: ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان وما رأيت بالكوفة أحدا أود أني في مسلاخه غيره.
وقال يحيى بن سعيد: ما أخشى على سفيان إلا حبه للحديث.
وقال أبو نعيم: كان لا يقبل من أحد شيئا وإن أعطي شيئا يقسمه لم يقبله.
وروى عنه: حاتم الفاخر ولقب بذلك لجودة خطه، وعبد الله بن عبيد الله بن الأسود الحارثي، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر.
وفي كتاب الكلاباذي: مات من سنة ثمان وخمسين إلى إحدى وستين.
وقال السمعاني: هو إمام أهل الكوفة ومن سادات أهل زمانه ورعا وفقها وحفظا وإتقانا مات وله ست وستون سنة.
وقال ابن الكلبي في كتابه «الجامع»: سفيان الفقيه الإمام العابد.
وقال أبو محمد الرشاطي: كان رحمه الله تعالى من الثقات الحفاظ المتقنين مع ورعه وزهده وتقلله من الدنيا.
وفي «تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي»: عن ابن مهدي قال: ذهبت مع سفيان [ق 109 / ب] إلى عكرمة بن عمار فإذا هو ثقيل الكتاب رديء الخط فقلت: أكتبه لك يا أبا عبد الله؟ فقال: لا أحب إلا أن يكون بخطي.
وعن أحمد بن حنبل: أبو بكر بن عياش يضطرب في حديث الصغار فأما حديثه عن الكبار فما أقربه عن أبي حصين وعاصم وإنه ليضطرب عن أبي إسحاق أو نحو ذا ثم قال: ليس هو مثل سفيان وزائدة وزهير وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ.
وقال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الأزدي الأونبي: كان إماما من أئمة المسلمين وفقيها عالما من علمائهم وزاهدا من زهادهم حجة ثقة فيما نقل وحمل من أثر في الدين وله أصحاب وأتباع.
وقال النسائي: أصحاب سفيان: ابن المبارك ووكيع وأبو إسحاق الفزاري وابن مهدي.
وقال عباس: قلت ليحيى: ما ترى في رجل فرط في العلم حتى كبر فلم يقو على الحديث يكتب جامع سفيان ويعمل بما فيه؟ فقال يحيى: كان سفيان إماما يقتدى به. قلت: فمن كرهه قال: ليس يكره جامع سفيان إلا أحمق.
وفي «طبقات الشيرازي»: قال ابن أبي ذئب: ما رأيت أحدا من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا. وقال أحمد بن حنبل: (دخل) الأوزاعي وسفيان على مالك فلما خرجا قال: أحدهما أكثر علما من صاحبه ولا يصلح (للأمانة) والآخر يصلح (للأمانة) قيل لأحمد فمن الذي عنى مالك أنه أعلم الرجلين أهو سفيان: قال نعم سفيان أوسعهما علما.
وأخبار سفيان كثيرة وفضائله غزيرة اقتصرنا منها على هذه النبذة اليسيرة.
ولهم شيخ آخر يروي عن الشافعي اسمه:
- سفيان بن سعيد الثقفي الخباز.
ذكره ابن الطحان في كتاب «الغرباء» تأليفه: - وذكرناه للتمييز.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1

سفيان بن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن موهبة بن نصر بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر أبو عبد الله الثوري
يروي عن عبد الله بن دينار وعمرو بن دينار روى عنه شعبة وابن المبارك والناس وهم إخوة أربعة سفيان والمبارك وحبيب وعمر بنو سعيد بن مسروق وكان سفيان من سادات أهل زمانه فقها وورعا وحفظا وإتقانا شمائله في الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكرها كان مولده سنة خمس وتسعين في إمارة سليمان بن عبد الملك فلما قعد بنو العباس راوده المنصور على أن يلي الحكم فأبى وخرج من الكوفة هاربا للنصف من ذي القعدة سنة خمس وخمسين ومائة ثم لم يرجع إليها حتى مات وكان موته بالبصرة في دار عبد الرحمن بن مهدي في شعبان سنة إحدى وستين ومائة وهو بن ست وستين سنة وقبره في مقبرة بني كليب بالبصرة وقد زرته وكان قد أوصى إلى عمار بن سيف وكان بن أخته بكتبه ليمحوها ويدفنها وليس لسفيان عقب كان له بن فمات قبله

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 6- ص: 1

سفيان بن سعيد بن مسروق بن ربيع
يكنى أبا عبد الله ثقة كوفي رجل صالح زاهد عابد ثبت في الحديث فقيه صاحب سنة واتباع وكان من أقوى الناس بكلمة شديدة عند سلطان يتقى
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي أحمد حدثني أبي عبد الله عن أبي صالح الضبي قال أرسلني شريك إلى سفيان فقال سله ما يقول في شهادة قوم يقولون إن الإيمان كلام ينبغي أن تجاز شهادتهم قال فأتيته نصف النهار وهو يأكل تمرا وسويقا قال كل يا أبا صالح قال فقلت يا أبا عبد الله ما تقول في قوم يقولون إن الإيمان كلام هل ترى أن تجاز شهادتهم فقال لي ما بدا لك في هذا ليس هذا من مسائلك احذر شريكا فرجعت إليه فأخبرته فقال ما أعرفني به وأبو صالح الضبي كوفي ثقة وكان سفيان يقول إن يسألوكم عن شيء فلا تجيبوهم يعني القضاة حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال سمعت بعض الكوفيين يقول قال شريك قدم علينا سالم الأفطس فأتيته ومعي قرطاس فيه مائة حديث فسألته عنها فحدثني بها وسفيان يسمع فلما فرغ قال لي سفيان ارني قرطاسك قال فأعطيته إياه فخرقه قال فرجعت إلى منزلي فاستلقيت على قفاي فحفظت منها سبعة وتسعين وذهبت عني ثلاثة قال وحفظها سفيان كلها كان سفيان الثوري ممروراً لا يخالطه شيء من البلغم ولا يسمع شيئاً إلا حفظه حتى كان يخاف عليه حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال وعاد عمرو بن مرة مسروقا أبا أبي سفيان فسمع عنه سفيان في منزلهم ثمانية عشر حديثاً حفظها كلها قال وكانت بضاعة سفيان الثوري ألفى درهم وكان له ولد فما زال يدعو عليه حتى مات وكانت لسفيان بضاعة عند حمزة بن المغيرة فبنى دارا فشيدها فقال له سفيان مثلك يبني دارا مثل هذه فاعتل عليه وقال العيال قال رد علي بضاعتي فأخذها منه قال وواجر سفيان نفسه من جمال إلى مكة فأمروه يعمل لهم خبزة فلم يحسن خبزه فضربه الجمال فلما قدموا مكة دخل الجمال المسجد الحرام فإذا سفيان قد اجتمع إليه الناس فقال الجمال لصاحب له أليس هذا صاحبنا قال بلى
وسألوا عنه فقيل لهم هذا سفيان الثوري فاشتد على الجمال ما كان منه إليه فمكث حتى انفض الناس عنه فتقدم إليه فقال لم نعرفك يا أبا عبد الله فقال من يفسد طعام الناس يصيبه أكثر من ذا حدثنا أبو مسلم حدثنا أبي احمد حدثني أبو داود الحفري عن بن أبي ذئب قال ما رأيت رجلاً أشبه بالتابعين من سفيان الثوري وعن بن المبارك قال ما كنت أفضل على سفيان أحدا ما أدري ما بن عون قال العجلي كان سفيان يقول لا يعطي أحد من الزكاة أكثر من خمسين درهما ولا يعطي منها أحد له خمسون درهما وكان يذهب إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له خمسون فهو غني وكان الأنصاري محمد بن عبد الله قاضي البصرة يقول يعطي منها إذا كان محتاجا ألف درهم دفعة واحدة تعينه وذكره العجلي أيضاً فقال سفيان بن سعيد بن مسروق بن ربيع الثوري يكنى أبا عبد الله ولد سنة سبع وتسعين وتوفي سنة ستين ومائة وهو بن ثمان وستين وكان ثقة ثبتا في الحديث زاهدا فقيهاً صاحب سنة واتباع وكان من أقوى الناس بكلمة شديدة عند سلطان يتقى قال العجلي أحسن إسناد الكوفة سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله حدثنا أبو مسلم حدثني أبي احمد قال: قال عبد الرحمن بن مهدي حضرت سفيان بمكة يكتب عن عكرمة بن عمار وهو جاث على ركبتيه وجعل يوقفه سمعت فلانا سمعت فلانا قال فقلت يا أبا عبد الله اكتب لك قال لا ليس يكتب سماعي غيري وسمع سفيان من عون بن أبي جحيفة حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال دخل سفيان على المهدي فقال السلام عليك كيف أنت أبا عبد الله ثم جلس فقال حج عمر بن الخطاب فأنفق على حجته عشرين دينارا وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال فقال أي شيء تريد أكون مثلك قال فوق ما أنا فيه ودون ما أنت فيه فقال وزيره أبو عبيد الله يا أبا عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها قال من هذا قال أبو عبيد الله وزيري قال احذره فإنه كذاب أنا كتبت إليك ثم قام فقال له المهدي أين أبا عبد الله قال أعود وقد كان ترك نعله حين قام فعاد فأخذها ثم مضى فانتظره المهدي فلم يعد قال وعدنا أن يعود فلم يعد قيل له انه قد عاد لأخذ نعليه فغضب فقال قد امن الناس إلا سفيان الثوري ويونس بن أبي فروة الزنديق قرنه بزنديق قال وانه ليطلب وانه لفي المسجد الحرام فذهب فألقى نفسه بين النساء فحللنه قيل له لم فعلت قال إنهن ارحم ثم خرج إلى البصرة فلم يزل بها حتى مات فلما احتضر قال ما أشد الغربة انظروا لي ها هنا أحدا من أهل بلادي فنظروا فإذا أفضل رجلين من أهل الكوفة عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر والحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش فأوصى إلى الحسن بن عياش في تركته وأوصى إلى عبد الرحمن بالصلاة عليه فلما حضرت الصلاة قالت بنو تميم يماني يصلي على مضري وكان عبد الرحمن كندياً فقيل انه أوصى بذلك فخلوا سبيله وكان أصحاب الحديث يأتونه في مكانه وإذا سمع بصاحب حديث بعث إليه وكان يقول أنت يعني يا يحيى بريد مثل أبي وائل عن عبد الله أين نجد لك يحيى كل وقت هذا اذهب إلى الكوفة فجئني بكتبي أحدثك قال له يحيى أنا اختلف إليك وأخاف على دمي فكيف أذهب فآتي بكتبك قال وكان يحيى جباناً جداً حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال وقال حماد بن زيد كان يلقاني جعفر بن سليمان بن علي والي البصرة فيقول لي تراني لا اعرف أين سفيان هو عند فلان في بيت كذا ولا يخطئ ويقول لا علم الله اني لا أهيج سفيان حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال ألقى أبو إسحاق فريضة فلم يصنعوا فيها شيئاً قال لو كان الغلام الثوري فصلها الساعة إذ اقبل سفيان فقال له ما تقول في كذا وكذا قال سفيان أنت حدثتنا عن علي بكذا وكذا والأعمش حدثنا عن بن مسعود بكذا وكذا وفلان حدثنا فيها بكذا وكذا فقال أبو إسحاق كيف ترون من ساعة فصلها ألا تكونون مثله حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال: قال مالك بن مغول لسفيان ما هذه الشهرة قال قد شهرنا قال قد مضت الشهرة ثنا أبو مسلم حدثني أبي قال: وقال بعض الكوفيين ما زلنا نسمع السائل يسأل عن منزل سفيان الثوري يعني للفتيا ثنا أبو مسلم حدثني أبي قال كلما جاء عن الثوري عن أبي فهو مسعر بن كدام ويروي عن الحسن بن صالح يعني بن حي قال كنت عند بن أبي ليلى وسفيان معنا فألقى علينا بن أبي ليلى مسألة فلم يفهمها سفيان ثم أعادها فلم يفهمها ثم أعادها فلم يفهمها ثم أعادها عليه ففهمها فجعل سفيان يحمد الله فقلت انه يريد وجه الله سفيان الثوري أفقه من سفيان بن عيينة ومات سفيان الثوري سنة تسع وخمسين ومائة ويقال سنة إحدى وستين ويقال سنة سبع وخمسين ومائة واختلفوا في سنه فيقال ست وستين ويقال أربع وستين قلت وقد تقدم انه توفي وله ثلاث وستون والله اعلم

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

سفيان بن سعيد بن مسروق (ع)
الإمام، شيخ الإسلام، وسيد الحفاظ، أبو عبد الله الثوري - ثور مضر لا ثور همدان - الكوفي الفقيه.
حدث عن: أبيه، وزبيد بن الحارث، وحبيب بن أبي ثابت، والأسود بن قيس، وزياد بن علاقة، ومحارب بن دثار، وغيرهم.
وعنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن وهب، ووكيع، والفريابي، وقبيصة، وأبو نعيم، ومحمد بن كثير، وأحمد بن يونس، وخلق.
قال شعبة، وابن معين، وغير واحد: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.
وقال ابن المبارك: كتبت عن ألفٍ ومئة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان.
وكان شعبة يقول: سفيان أحفظ مني.
وقال ورقاء: لم ير الثوري مثل نفسه.
وقال أحمد: لم يتقدمه في قلبي أحد.
وقال القطان: ما رأيت أحفظ منه، كنت إذا سألته عن حديث ليس عنده اشتد عليه.
وقال عبد الرزاق: قال سفيان: ما استودعت قلبي شيئاً قط فخانني.
وقال الأوزاعي: لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضا والصحة إلا سفيان.
وقال ابن المبارك: لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان.
وقال وكيع: كان سفيان بحراً.
وقال القطان: سفيان فوق مالك في كل شيء.
وقال أبو أسامة: من أخبرك أنه رأى مثل سفيان فلا تصدقه.
وقال الثوري: وددت أني نجوت من العلم لا على ولا لي، وما من عمل أنا أخوف علي منه - يعني الحديث - .
وقال أيضاً: ما من عملٍ أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه.
ومناقبه وفضائله كثيرة جداً، وقد جمعها ابن الجوزي في مجلد.
قال صالح جزرة: سفيان أحفظ وأكثر حديثاً من مالك لكن مالكاً ينتقي الرجال، وسفيان أحفظ من شعبة، يبلغ حديثه ثلاثين ألفاً، وحديث شعبة نحو عشرة آلاف.
مولد سفيان في سنة سبع وتسعين، وطلب العلم وهو صغير، فإن أباه كان من علماء الكوفة.
ومات بالبصرة - في الاختفاء من المهدي، فإنه كان شديد الإنكار، قوالاً بالحق - في شعبان سنة إحدى وستين ومئة. رضي الله عنه.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

سفيان الثوري

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

سفيان بن سعيد الثوري

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

سفيان الثوري
ومن العلماء الجهابذة النقاد بالكوفة سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله وهو ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة.
باب ما ذكر من علم سفيان الثوري وفقهه
حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة نا إسحاق بن الصباح الأسدي قال سمعت أبا الحارث يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أحمد بن عبد الله بن يونس قال ذكر سفيان الثوري عند زائدة فقال ذلك أعلم الناس في أنفسنا. حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة عليه قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب إلى عبد الله بن يزيد بلغني كتابك تذكر دروساً من العلم وذهاب العلماء وإن كنت لم تعرف ذهاب العلماء إلا في عامك هذا فقد أغفلت النظر فإنه قد أسرع بهم منذ حين وذهب بقاياهم منذ أعوام من كل جند وأفق فلم يبق منهم رجل واحد يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة إلا ما كان من رجل واحد بالكوفة قال عباس يعني الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن علي بن سعيد النسائي نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي قال عبد الله يعني ابن المبارك لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت وكيعاً وحدث عن شعبة عن الحكم وحماد في باب ثم قال أيما أفقه عندكم الحكم وحماد أو سفيان فسكت الناس فلم يجبه أحد فقال كان سفيان بحراً. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن خالد أبو هارون الخراز نا مقاتل بن محمد يحكي عن الوليد بن مسلم قال رأيت الثوري بمكة يستفتي ولما يخط وجهه بعد. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبي ثنا الحسن بن الربيع قال سمعت ابن المبارك قال ما رأيت أحداً خيراً من سفيان حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقرئ قال سمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير قال كان نوفل يعني بن مطهر يحكى عن ابن المبارك قال ما رأيت مثل سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير يذكر عن نوفل قال قال ابن المبارك ما رأيت مثل سفيان كأنه خلق لهذا الشأن. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك قال وسمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم يقول ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت بن وهب يقول ما رأيت مثل سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمد قال سمعت ابن المبارك قال كنت إذا أعياني الشيء أتيت سفيان أساله فكأنما أغتمسه من بحر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سألت يحيى يعني بن سعيد قلت أيما أحب إليك رأي مالك أو رأي سفيان قال سفيان لا نشك في هذا ثم قال يحيى وسفيان فوق مالك في كل شيء. حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر العسكري نا محمد بن عبد الحميد نا مطرف بن مازن قال قال لنا معمر لما بلغه أن سفيان قادم عليهم اليمن قال لنا معمر أنه قد قدم عليكم محدث العرب. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا الحسن بن الربيع عن ابن المبارك قال ما نعت لي أحد فرأيته إلا وجدته دون نعته إلا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن أخبرنا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن كثير الصنعاني عن أبي إسحاق الفزاري قال قال الأوزاعي إنما بقي هذان الرجلان يعني بن عون وسفيان. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا إسماعيل بن مسلمة القعنبي حدثني محمد بن المعتمر بن سليمان قال قلت لأبي من فقيه العرب قال سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا أحمد بن حميد سمعت بن إدريس يقول ما رأيت بالكوفة أحداً أود أني في مسلاخه إلا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج قال سمعت أبا داود الحفري وسأله رجل عن سفيان والحسن بن صالح ففضل سفيان علي الحسن حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت الفريابي يقول سألت بن عيينة عن مسألة فأجابني فيها فقلت خالفك فيها الثوري فقال لا ترى بعينك مثل سفيان أبداً. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا بن أبي رزمة انا أبو أسامة قال من أخبرك أنه نظر بعينه إلى مثل سفيان الثوري فلا تصدقه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي قال سفيان بن عيينة لن ترى بعينك مثل سفيان حتى تموت قال أبي هو كما قال. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني أصحاب عبد الله يعني بن مسعود ستة الذين يقرءون ويفتون ومن بعدهم أربعة ومن بعد هؤلاء سفيان الثوري كان يذهب مذهبهم ويفتي بفتواهم وكان أعلم الناس بأبي إسحاق والأعمش بحديثهم وطريقتهم. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا شهاب بن عباد قال سمعت هشام الصيدناني قال سمعت الحسن بن صالح قال كنا في حلقة بن أبي ليلى فتذاكروا مسألة وطلع سفيان الثوري فقال ألقوها عليه قال حسن فجاء فجلس قريباً مني فأجاب فيها فأصاب فيها فسمعته يحمد الله عز وجل فيما بينه وبين نفسه قال حسن فكنت أراه يطلبه بنية يعني العلم. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل قال دخل علي مالك الأوزاعي وسفيان فلما خرجا من عنده قال أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للإمامة والآخر يصلح للإمامة قلت لأبي عبد الله فالذي عنى مالك أنه أعلم الرجلين هو سفيان قال نعم قال أبو عبد الله أجل سفيان أوسعهما علماً. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمد بن المنهال قال سمعت يزيد يعني بن زريع قال وكان سفيان راوياً مفتياً. حدثنا عبد الرحمن نا أبي أخبرني قطبة بن العلاء قال سمعت سفيان الثوري يقول انا في هذا الحديث منذ ستين سنة. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي ثنا الأخنسي يعني أحمد بن عمران قال سمعت يحيى بن يمان يقول ما رأينا مثل سفيان ولا رأى سفيان مثله كان سفيان في الحديث أمير المؤمنين. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا عثمان بن أبي شيبة قال سمعت بن إدريس قال قال لي بن أبي ذئب ما رأيت رجلاً من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور نا مسدد قال سمعت بن داود يعني الخريبي قال سمعت بن أبي ذئب وذكر سفيان فقال لم يأتنا من هذه الناحية أحد يشبهه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأبو إسحاق والأعمش ثم صار علم هؤلاء الستة من أهل الكوفة إلى سفيان الثوري.
باب ما ذكر من براعة فهم سفيان الثوري وفطنته وفراسته
حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى القطان حدثني عبيد الله بن عمر القوايري قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كنا على باب إسماعيل بن أبي خالد فقال يعني سفيان يا يحيى تعال حتى أحدثك عنه بعشرة أحاديث لم تسمعها فسرد ثمانية كأنه قد علم أني لم أسمعها. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سليم الجبيلي قال سمعت الفريابي يقول رأينا سفيان الثوري بالكوفة وكنا جماعة من أهل الحديث ننزل في دار فلما حضرت صلاة الظهر دلونا له دلواً من بئر في الدار فإذا الماء متغير فقال ما بال مائكم هذا قلنا هو كذا منذ نزلنا هذه الدار فقال أدلوا دلوا من بئر الدار التي قبليكم فإذا ماء أبيض ثم قال أدلوا من بئر الدار التي شرقيكم فإذا ماء أبيض ثم قال أدلوا دلوا من بئر الدار التي شأمكم فإذا ماء أبيض فقال أدلوا دلوا من بئر الدار التي غربكم فإذا ماء أبيض فقال إن لبئركم هذه لشأناً فحفرنا فأصبنا عرق كنيف ينز فيه فقال لنا منذ كم نزلتم هذه الدار فقلنا أربع سنين فأمرنا بإعادة صلاة أربع سنين فيها ركعتا الفجر وركعتان بعد المغرب والوتر. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال قال أبو معاوية لقيني سفيان الثوري بعد موت الأعمش فقال لي كيف أنت يا محمد كيف حالك ثم قال لي سمعت من الأعمش كذا قلت لا قال فسمعت منه كذا قلت لا فجعل يحدثني بأحاديث كأنه علم أني لم أسمعها حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت حسن بن الربيع قال سمعت محمد بن السماك قال نظر إلي سفيان الثوري فتفرس في فقال ما أراك تموت حتى تصير قاصاً حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا محمد بن عيسى بن الطباع قال قال عبد الرحمن بن مهدي كنت أذاكر سفيان الثوري بحديث حماد بن زيد ولا أسميه فإذا جاءه حماد بن زيد سأله عن تلك الأحاديث فجعل يتعجب من فطنته.
باب ما ذكر من تخوف الثوري على نفسه من العلم أن لا يسلم منه
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يقول سمعت سفيان يقول ما من عملي شيء أنا أخوف منه من هذا يعني الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي قال سمعت الفريابي وقبيصة يقولان سمعنا سفيان يقول وددت أني نجوت من هذا العلم كفافاً لا لي ولا عليّ. حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو قال سمعت قبيصة قال سمعت سفيان بعد ذلك يقول وما على الرجل أن يكون هذا العلم من كلامه حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو عمر عيسى بن محمد النحاس الرملي قال قال ضمرة سمعت سفيان الثوري يقول وددت أني أنفلت من هذا الأمر لا لي ولا عليّ. أنا اليوم أطلب العلم فهذا لأي شيء هو. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن ميسرة نا الحسن بن الحكيم الناجي قال سمعت بن عيينة يقول قال سفيان الثوري قد ألقي إلينا من هذا الأمر شيء فوددت أني أصبت من ألقى إليه قال أبو محمد يعني العلم. حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا عبد الرحمن بن مصعب المعني قال سمعت سفيان يقول لو لم أعلم كان أقل لحزني. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا شهاب بن عباد قال سمعت أبا غسان قال قيل للحسن بن صالح إن سفيان يقول ليتني لم أسمع من هذا العلم بشيء قال الحسن ولم قال أبو محمد كانوا يتخوفون من أفضل أعمالهم.
باب ما ذكر من حفظ الثوري وإتقانه
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو بكر بن أبي شيبة قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول ما رأيت أحداً أحفظ من سفيان الثوري قلت له أو قيل له ثم من قال ثم شعبة قال ثم من قيل ثم هشيم حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن المحدثين فقال ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال كان وهيب يقدم سفيان في الحفظ يعني على مالك. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا يوسف بن موسى التستري قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول إذا خالفني سفيان في حديث فالحديث حديثه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول ليس أحد أحب إلي من شعبة ولا يعدله أحد عندي وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني انا عبد الرزاق قال كان سفيان يقول ما استودعت قلبي شيئاً قط فخانه. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما رأيت سفيان لشيء من حديثه أحفظ منه لحديث الأعمش. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني أبو بكر بن أبي عتاب الأعين قال سمعت أحمد بن حنبل وقلت من أحب الناس إليك في حديث الأعمش قال سفيان قلت شعبة قال سفيان. حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول لم يكن أحداً أعلم بحديث الأعمش من الثوري حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول لم يكن أحداً أعلم بحديث أبي إسحاق من الثوري ولم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن علي قال سمعت أبا معاوية يقول كان سفيان يأتيني ههنا فيذاكرني حديث الأعمش فما رأيت أحداً أعلم بحديث الأعمش منه. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول أحفظ أصحاب الأعمش الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لما حدث سفيان عن حماد عن عمرو بن عطية التيمي عن سلمان قال إذا حككت جسدك فلا تمسحه ببزاق فإنه ليس بطهور قلت له هذا حماد يروى عن ربعي بن حراش عن سلمان قال من يقول ذا قلت حدثنا حماد بن سلمة قال أمضه قلت حدثنا شعبة قال أمضه قلت حدثنا هشام الدستوائي قال هشام قلت نعم فأطرق هنيهة ثم قال أمضه سمعت حماداً يحدثه عن عمرو بن عطية عن سلمان قال عبد الرحمن فمكثت زماناً أحمل الخطأ على سفيان حتى نظرت في كتاب غندر عن شعبة فإذا هو عن حماد عن ربعي بن حراش عن سلمان قال شعبة وقد قال حماد مرة عن عمرو بن عطية التيمي عن سلمان فعلمت أن سفيان إذا حفظ الشيء لم يبالي من خالفه. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول ربما كنا عند سفيان فكأنه قد أوقف للحساب فلا نجترئ نسأله عن شيء فنعرض له بذكر الحديث فإذا جاء به الحديث ذهب ذلك الخشوع فإنما هو حدثنا حدثنا. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا يحيى بن أيوب الزاهد نا معاذ بن معاذ قال قال يحيى بن سعيد القطان كان سفيان الثوري ما شئت من صلاة وقراءة فإذا جاء الحديث فكأنه ليس الذي كان. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن أبان يعني البلخي الوكيعي قال سمعت وكيعاً يقول ذكر شعبة حديثاً عن أبي إسحاق فقال رجل إن سفيان خالفك فيه فقال دعوه سفيان أحفظ مني. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت معاذاً يعني بن معاذ وقيل له أي أصحاب أبي إسحاق أثبت قال شعبة وسفيان ثم سكت. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل سفيان أحفظ للإسناد وأسماء الرجال من شعبة. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال سفيان الثوري ثقة. حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول سفيان فقيه حافظ زاهد إمام أهل العراق وأتقن أصحاب أبي إسحاق وهو أحفظ من شعبة وإذا اختلف الثوري وشعبه فالثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا أحمد بن عمران الأخنسي نا الوليد بن عقبة الشيباني قال قيل لسفيان بن سعيد لو جلست لنا مجلساً وذاك قبل خروجه إلى البصرة فاستقبل القبلة ثم ابتدأ فكتبت بيدي ثلثمائة حديث. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبا زرعة يقول أثبت أصحاب أبي إسحاق الثوري وشعبة وإسرائيل ومن بينهم الثوري أحب إليّ كان الثوري أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفي متنه. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال قال يحيى قال لي سفيان بعد ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة في حديث عمرو بن مرة هذا أليس قد حدثتك به مرة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي بن المديني قال سمعت يحيى يقول سألت سفيان عن حديث عاصم يقول بن عباس في المرتدة فأنكره وقال ليس من حديثي. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي بن المديني قال سمعت يحيى يقول كان سفيان إذا حدثني بالحديث فلم يتقنه قال لا تكتبه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال سألت سفيان قلت حدثنا شعبة عن الأعمش عن مسروق في المحرم يتزوج قال لعلك وهمت على شعبة قلت إن جرير بن حازم يروى عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله قال دع جريراً إنما حدثني الأعمش ومنصور عن مسلم عن مسروق يحتجم المحرم ولا يحتجم الصائم. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال سألت سفيان عن حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يسفك دماً حراماً فأنكر أن يكون عن أبي وائل وقال إنما سمعه من عبد الملك بن عمير أنا ذهبت به إليه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا أبو داود الطيالسي عن شعبة قال ما حدثني أحد عن شيخ إلا وإذا سألته يعني ذلك الشيخ يأتي بخلاف ما حدث عنه ما خلا سفيان الثوري فإنه لم يحدثني عن شيخ إلا وإذا سألته وجدته على ما قال سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث نا أحمد يعني بن حنبل عن يحيى بن بكير قال سمعت شعبة يقول ما حدثني سفيان عن إنسان بحديث فسألته عنه إلا كان كما حدثني. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة نا محمد بن أبان يعني البلخي قال سمعت وكيعاً يقول قال شعبة ما أطرف لي يعني ما أعطاني طرف حديث عن شيخ فسألت الشيخ إلا وجدته كما قال سفيان. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج سمعت عقبة يعني بن خالد قال كنت عنه عبيد الله فلما تفرق أصحاب الحديث انقحم سفيان الثوري وانقحمت معه فسأله عن سبعين حديثاً ما كتب منها شيئاً وأخرجت ألواحاً معي نحو من ذراع فلم يفتني منها شيء فما صبر أن قال إنما قلب أحدهم ألواحه. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا بن أبي رزمة نا الفضل بن موسى قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول تباً لمن خالف سفيان الثوري في الحديث وإن كان محقاً.
باب ما ذكر من جودة أخذ سفيان للحديث
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال كنت مع سفيان عند عكرمة فجعل يوقفه على كل حديث على السماع حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن قال شهدت سفيان عند العمري فجعل يوقفه في كل حديث توقيفاً شديداً.
باب ما ذكر من تزكيه الثوري لمن أجمل القول في السلف
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عثمان بن مطيع حدثني عبد العزيز بن أبي عثمان قال أصيب سفيان بن سعيد بأخ له يسمى عمر وكان مقدماً فلما سووا عليه قبره قال رحمك الله يا أخي إن كنت لسليم الصدر للسلف وإن كنت لتحب أن تخفي علمك أي لا تحب الرياسة.
باب ما ذكر من معرفة سفيان الثوري برواة الأخبار وناقلة الآثار وكلامه فيهم
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سألت سفيان عن حديث حماد عن إبراهيم في الرجل يتزوج المجوسية فجعل لا يحدثني به مطلني به أياماً ثم قال إنما حدثني به جابر يعني الجعفي عن حماد ما ترجو به منه قال أبو محمد كأنه لم يرض جابراً الجعفي. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سألت يحيى بن سعيد عن حديث سفيان عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة إن أطيب ما أكلتم كسبكم قال لي سفيان هذا وهم قال يحيى وقد حملته عنه وهو عندي هكذا كما قال سفيان وهم حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان سفيان يعجب من حفظ عبد الملك قال صالح قلت لأبي هو عبد الملك بن عمير قال نعم قال أبو محمد فذكرته لأبي فقال هذا وهم إنما هو عبد الملك بن أبي سليمان وعبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال قال سفيان بن سعيد لم أر هاهنا شيخاً مثل هذا يعني سلام بن مسكين. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت سفيان وذكر منصوراً يوماً فقال ربما حدث عن رجلين عن إبراهيم كأنه يقول لا يرسل شيئاً. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال أخبرني سفيان بحديث زهير عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر أنه قال للفارس سهمان فأنكره. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يقول أخبرني الحسين بن عياش قال كنا نأتي سفيان إذا سمعنا من الأعمش فنعرضها عليه بالعشي فيقول هذا من حديثه وليس هذا من حديثه. حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة ثنا أبو داود عن زائدة قال كنا نأتي الأعمش فيحدثنا فيكثر ونأتي سفيان الثوري فنذكر تلك الأحاديث له فيقول ليس هذا من حديث الأعمش فنقول هو حدثنا به الساعة فيقول اذهبوا فقولوا له إن شئتم فنأتي الأعمش فنخبره بذلك فيقول صدق سفيان ليس هذا من حديثنا. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول حدثت سفيان أحاديث إسرائيل عن عبد الأعلى عن بن الحنفية قال كانت من كتاب قلت يعني إنها ليست بسماع حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي قال روى شعبة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وعن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله في رجل طلق امرأته مائة قال عبد الرحمن فذكرت لسفيان فأنكره وقال إنما هو منصور والأعمش جميعاً عن إبراهيم عن علقمة يعني عن عبد الله. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن قال سألت سفيان عن حديث عاصم عن علي وعبد الله في المتلاعنين فأنكره وقال لو كان هذا عن عاصم قال أبو محمد ذكرته لأبي فقال هذا حديث رواه قيس بن الربيع عن عاصم عن زر عن علي وعن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله في المتلاعنين فأنكر الثوري ذلك وهو كما قال الثوري منكر. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قال لي سفيان إن الأعمش لم يسمع حديث إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحك في الصلاة. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت بن داود قال سمعت سفيان يقول فقهاؤنا بن شبرمة وابن أبي ليلى حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني حدثني أخي عبد الله انا أبو بكر بن أبي الأسود انا عبد الرحمن بن مهدي قال كان سفيان يقدم سعيد بن جبير على إبراهيم يعني النخعي. حدثنا محمد بن مسلم وعبد الله بن أبي عبد الرحمن قالا ثنا عبد الرحمن بن الحكم ثنا نوفل يعني بن مطهر عن ابن المبارك عن سفيان قال حفاظ الناس ثلاثة إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ويحيى بن سعيد الأنصاري وحفاظ البصرين ثلاثة سليمان التيمي وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وكان عاصم أحفظهم حدثنا سلمة بن كهيل وكان ركناً من الأركان وشد قبضته وحدثنا حبيب بن أبي ثابت وكان دعامة أو كلمة شبهها. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أخي عبد الله بن الحسن انا عبد الرزاق عن بن عيينة قال قال لي سفيان الثوري رأيت منصوراً وعبد الكريم الجزري وأيوب السختياني وعمرو بن دينار هؤلاء الأعين الذين لا يشك فيهم. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن محمد الطنافسي قال سألت وكيعاً عن حديث من حديث ليث بن أبي سليم فقال كان سفيان لا يسمى ليثاً. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا علي بن ميسرة نا صالح بن أبي خالد قال قلت لعثمان بن زائدة إلى من أجلس بعدك قال ما أعرف أحداً قال فأعدت عليه فقلت الله الله فقال تأدب بأبي حفص الفارسي وليس هو بصاحب حديث قال عثمان بن زائدة وقلت لسفيان إلى من أجلس بعدك فأطرق ساعة ثم قال ما أعرف أحداً فقلت الله الله أو كما قلت قال لا عليك أن تكتب الحديث من ثلاثة من زائدة بن قدامة وأبي بكر بن عياش وابن عيينة. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا يحيى بن مغيرة قال قال جرير كان سفيان إذا أصاب في الباب حديث منصور بدأ به قبل الناس حدثنا عبد الرحمن انا أحمد بن سليمان الرهاوي فيما كتب إلى قال سمعت زيد بن الحباب يقول سمعت سفيان الثوري يقول عجباً لمن يروى عن الكلبي فذكرته لأبي وقلت له إن الثوري يروي عن الكلبي قال لا يقصد الرواية عنه ويحكي حكاية تعجباً فيعلقه من حضره ويجعلونه رواية عنه. حدثنا عبد الرحمن نا عمر بن شبة نا أبو عاصم النبيل قال زعم لي سفيان الثوري قال قال لنا الكلبي ما حدثت عني عن أبي صالح عن بن عباس فهو كذب فلا تروه. حدثنا عبد الرحمن انا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلي قال سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول قال عبد الله يعني ابن المبارك سئل سفيان بن سعيد عن ثور بن يزيد الشامي فقال خذوا عنه واتقوا قرنيه يعني أنه كان قدرياً حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عثمان بن حكيم قال سمعت أبا نعيم قال سمعت سفيان يقول إذا قال جابر حدثنا وأخبرنا فذلك. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو غسان التستري قال سمعت أبا داود قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول كان جابر ورعاً في الحديث ما رأيت أورع في الحديث من جابر حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال قال عبد الرحمن يعني بن مهدي قال سفيان كان إبراهيم بن مهاجر لا بأس به حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي ثنا المثنى بن معاذ بن معاذ نا بشر بن المفضل قال لقيت سفيان الثوري بمكة فقال ما خلفت بعدي بالكوفة آمن على الحديث من منصور بن المعتمر حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد العزيز بن الخطاب الكوفي بالبصرة قال سألت عبد الله بن داود ما كان أبو الجحاف عند سفيان فقال كان يوثقه ويعظمه حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني القطان قال قال سفيان شعبة يروى عن داود بن يزيد الأودي تعجباً منه حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي حدثني سليمان بن عبد الجبار قال سمعت عبد الله بن داود الخريبي قال قال سفيان الثوري كنا إذا اختلفنا في شيء سألنا مسعراً عنه. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت محمد بن كثير العبدي يقول كنت عند سفيان الثوري فذكر حديثاً فقال رجل حدثني فلان بغير هذا فقال من هو قال أبو حنيفة قال أحلتني على غير ملئ. حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثني عبد الله بن عمران نا أبو داود قال ذكر سفيان لشعبة حديثاً لقتادة فقال سفيان وكان في الدنيا مثل قتادة. حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون محمد بن خالد الخراز قال سمعت عبد الصمد المقرئ يقول دخل الرازيون على الثوري فسألوه الحديث فقال أليس عندكم الأزرق يعني عمرو بن أبي قيس قال عبد الصمد وكان أزرق حدثنا عبد الرحمن نا النضر بن هشام الأصبهاني سمعت الحسين بن حفص قال قال سفيان اخرج إليكم كتاب خير رجل بالكوفة قلنا يخرج كتاب منصور فأخرج كتاب محمد بن سوقة. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أحمد بن يونس قال سمعت الثوري وذكر المعافي بن عمران فقال ياقوتة العلماء حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال ذكرت ليحيى بن سعيد حديث أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قال لا أراه سمعه من علي بن ربيعة ثم قال يحيى كان سفيان يوهنه حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت ليحيى كان سفيان يوثقه يعني جبلة بن سحيم فقال برأسه أي نعم حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق قال قيل للثوري مالك لم ترتحل إلى الزهري قال لم تكن عندي دراهم ولكن قد كفانا معمر الزهري وكفانا بن جريح عطاء. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي ثنا إبراهيم بن موسى أخبرني مهران يعني بن أبي عمر العطار قال كنت مع سفيان الثوري في المسجد الحرام فمر عبد الوهاب بن مجاهد فقال سفيان هذا كذاب. حدثنا عبد الرحمن نا عيى بن الحسن الهسنجاني نا أحمد بن حنبل نا مؤمل بن إسماعيل نا سفيان نا عبد الملك بن أبي بشير قال سفيان وكان شيخ صدق. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى ذكر واقداً مولى زيد بن خليدة فقال أثنى سفيان عليه خيراً. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثني سعيد بن عبيد بن مسلم جار ليحيى عن عمرو بن الوليد الأغضف قال كنت جالساً مع سفيان فقال حدثني البري عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله في المسح على الخفين فقال كذب ثم قال كذب حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سألت يحيى حديث مهدي بن ميمون عن واصل عن أبي وائل قال أتينا عبد الله قبل طلوع الشمس فقال يحيى قال سفيان ليس هذا عن أبي وائل حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ الرازي ثنا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير يقول سمعت شيخاً يحدث أبي قال قلت لسفيان الثوري مالك لا تحدث عن أبان بن أبي عياش أو مالك قليل الحديث عن أبان قال كان أبان نسياً للحديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ سمعت عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير بن سلمان يذكر عن مهران قال مر عبد الوهاب يعني بن مجاهد فسألت سفيان عنه فأعرض عني بوجهه. حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا إبراهيم بن موسى قال قال لي بن مسهر قال لي الثوري من أحفظ من رأيت قلت الأعمش فذكر الثوري أربعة منهم إسماعيل بن أبي خالد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني يوسف بن موسى التستري قال سمعت أبا داود يعني الطيالسي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول ما رأيت أورع من جابر الجعفي في الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى انا محمود بن غيلان نا أبو داود عن وكيع قال قال سفيان ما رأيت رجلاً أورع في الحديث من جابر الجعفي ولا منصور.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني زنيج يعني محمد بن عمرو الطيالسي قال سمعت يحيى بن الضريس يقول كان سفيان الثوري يدل على زائدة بن قدامة في كتاب الحديث حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يحيى بن المغيرة قال قال جرير لم يكن أحد يجترئ أن يرد على منصور الحديث إلا سفيان وزائدة وأنا حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني عقبة بن قبيصة بن عقبة عن أبيه قال رأيت سفيان في النوم فقال غلط علي أبو الحسين يعني زيد بن الحباب في حديث حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لبى حتى رمى جمرة العقبة فقلت يا أبا عبد الله أنت حدثتنا عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لبى حتى رمى الجمرة وعن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس أن عمر لبى حتى رمى الجمرة فقال عرفت فالزم عرفت فالزم حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني عبيد بن يعيش نا خلاد بن يزيد الجعفي قال جاءني سفيان بن سعيد إلى ههنا قال عمرو بن شيمر هذا أكثر عن جابر وما رأيته عنده قط حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت سفيان بن زياد يقول ليحيى في حديث أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي عن علقمة عن عبد الله ختامه مسك فقال يا أبا سعيد خالف أربعة قال من قال زائدة وأبو الأحوص وإسرائيل وشريك فقال يحيى لو كانوا أربعة آلاف مثل هؤلاء كان سفيان أثبت منهم وسمعت سفيان بن زياد يسأل عبد الرحمن عن هذا فقال عبد الرحمن هؤلاء أربعة قد اجتمعوا وسفيان أثبت منهم والإنصاف لا بأس به حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن نا عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير نا وكيع قال كان سفيان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها مثل الكلبي حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ قال سمعت عبد الرحمن بن الحكم يذكر عن وكيع قال كان سفيان يصحح تفسير بن أبي نجيح ويعجبه من التفسير ما كان حرفاً حرفاً ثم ذكر باقي الحديث نحو ذلك حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا علي بن إسحاق السمرقندي ونعيم بن حماد قالا نا عبد الله يعنيان ابن المبارك أنا سفيان قال أخبرني نهشل بن مجمع الضبي وكان مرضياً حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول قال سفيان يحدثون عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه صلى وهو على غير وضوء قال يعيد ولا يعيدون ما سمعت حبيباً يحدث عن عاصم بن ضمرة حديثاً قط حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال قال لي سفيان هات كتبك اعرضها علي حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن المهدي يقول عرض زائدة كتبه على سفيان فقلت كأن في هذا ضعفاً قال لا لم يختلفا إلا في قدر عشرة أحاديث حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن منصور الرمادي نا مسدد قال سمعت يحيى بن سعيد قال قال لي سفيان بن سعيد اثنتي بكتبك انظر فيها فقلت له تريد أن تصنع بي كما صنعت بزائدة قال وما ضر زائدة قال يحيى لوددت أني كنت فعلت حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقرئ نا عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير ثنا نوفل يعني بن مطهر عن ابن المبارك عن سفيان الثوري نا سلمة بن كهيل وكان ركناً من الأركان وشد قبضتة وحدثنا حبيب بن أبي ثابت وكان دعامة أو كلمة تشبهها حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال قال سفيان كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث يعني الأعور حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون محمد بن خالد الخراز قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت سفيان الثوري يقول قدمت الري وعليها الزبير بن عدي قاضياً فكتبت عنه خمسين حديثاً ثم مررت بجرجان وبها جواب التيمي فلم أكتب عنه ثم كتبت عن رجل عنه قلت لأبي نعيم ولم لم يكتب عنه قال لأنه كان مرجئاً حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي نا موسى بن داود قال سمعت عثمان بن زائدة الرازي قال قدمت الكوفة قدمة فقلت لسفيان الثوري من ترى أن أسمع منه قال عليك بزائدة وسفيان بن عيينة قال قلت فأين أبو بكر بن عياش قال إن أردت التفسير فعنده حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أنا مسدد قال قال لي يحيى بن سعيد قال لي سفيان بن سعيد كان بن أبي ليلى مؤدياً قال أبو محمد يعني أنه لم يكن بحافظ حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد قال أنكر سفيان في حديث عبد الله بن السائب عن زاذان والأمانة في كل شيء في الوضوء وفي الركوع قال سفيان أنا ذهبت بالأعمش إلى عبد الله بن السائب حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى يقول قلت لسفيان في أحاديث عبد الأعلى عن محمد بن الحنفية فوهنها حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى يقول كان جبلة بن سحيم ثقة قلت ليحيى كان سفيان يوثقه فقال برأسه أي نعم حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان قال كان سفيان بن سعيد يحمل على عبد الحميد بن جعفر حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا على سمعت يحيى يقول شهدت سفيان يقول لأبي الأشهب قل سمعت قل سمعت حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت يحيى يقول قال سفيان حديث الأعمش عن أبي صالح الإمام ضامن لا أراه سمعه من أبي صالح حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت يحيى بن سعيد قال كان سفيان الثوري يحسن الثناء على موسى بن أبي عائشة حدثنا صالح نا علي سمعت يحيى بن سعيد يقول ذكرت لسفيان حديث الأعمش قال قال شقيق قال عبد الله إن هذا الصراط محتضر فأنكره وقال هذا حديث منصور حدثنا عبد الرحمن نا حجاج بن حمزة نا علي بن الحسن بن شقيق نا عبد الله بن المبارك قال وسئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال ذاك أحد الأحدين وسئل عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال ذاك ميزان حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي سمعت عبد الرحمن قال سألت سفيان عن حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله لا يزال الرجل في فسحة من دينه فأنكر أن يكون عن أبي وائل قال لما سمع من عبد الملك بن عمير أنا ذهبت به إليه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن يعني بن الحكم بن بشير نا وكيع قال سمعت سفيان يقول كان عمر بن عبد العزيز من أئمة الهدى.
‌‌باب ما ذكر من تعظيم العلماء لسفيان الثوري ونزولهم عند قوله وفتواه
حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز محمد بن خالد نا علي بن سهل العطار قال سمعت أبا زنبور الشيخ الذي ينسب إليه سكة أبي زنبور قال رأيت سفيان الثوري بالري في سكة الزبير بن عدي والزبير على القضاء والزبير يستفتي الثوري في قضايا ترد عليه ويفته الثوري ويقضي به حدثنا عبد الرحمن نا علي بن شهاب الرازي نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن عبد العزيز ختن عثمان بن زائدة عن أبي بدل قال عبد الرحمن وكان فاضلاً وكان اسمه عمر بن أبي زنبور قال رأيت الزبير بن عدي يسأل سفيان عما يحتاج إليه في أمر الحكم حدثنا عبد الرحمن نا علي بن شهاب نا عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن يحيى بن الضريس عن سفيان قال أتاني عاصم بن بهدلة في حاجة فقلت له ألا تبعث إلي فآتيك قال في بيته يؤتى الحكم حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد يقول قال سفيان كنت آتي حماداً يعني بن أبي سليمان فقال حماد إن في هذا الفتى مصطنعاً حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد يقول ما سمعت من سفيان عن الأعمش أحب إلي مما سمعت أنا من الأعمش لأن الأعمش كان يمكن سفيان مالا يمكنني حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أبو توبة قال قال سلمة بن كلثوم جاء سفيان الثوري فدخل على الأوزاعي فجلسا من الأولى إلى العصر قد أطرق كل واحد منهما توقيراً لصاحبه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم نا علي بن المعافى الموصلي نا يحيى بن اليمان عن سفيان قال كان عاصم بن بهدلة يأتيني في منزلي فيحدثني ثم يقول في بيته يؤتى الحكم حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسناجي نا الوليد بن شجاع أبو همام نا المبارك بن سعيد قال رأيت عاصم بن أبي النجود يجئ إلى سفيان يستفتيه ويقول يا سفيان أتيتنا صغيراً وأتيناك كبيراً حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق نا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري قال كان إسماعيل بن أمية إذا حدث بحديث قال لسفيان عندك شيء يشده حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن نا يحيى بن أيوب حدثني أسود بن سالم قال كنا عند أبي بكر بن عياش فسمعته يقول لأرى الرجل قد صحب سفيان فيعظم في عيني
باب ما ذكر من زهد سفيان الثوري وورعه
حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج قال سمعت أبا نعيم قال سمعت سفيان يقول إني لأفرح بالليل إذا جاء حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن يعني بن مهدي عن زائدة قال قال سفيان إذا جاء الليل فرحت وإذا جاء النهار حزنت حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا أبو نعيم قال كان سفيان إذا ذكر الموت مكث أياماً لا ينتفع به فإذا سئل عن شيء قال ما أدري ما أدري حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد نا أبو خالد الأحمر قال كان سفيان يتمنى الموت فلما نزل به قال ما أشده حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو سعيد الأشج نا أبو أسامة قال كثيراً ما كنت أسمع سفيان يقول اللهم سلم سلم رب بارك لي في الموت وفيما بعد الموت حدثنا عبد الرحمن نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا يحيى بن يوسف الزمي نا أبو الأحوص قال سمعت سفيان الثوري يقول عليك بعمل الأبطال الاكتساب من الحلال والإنفاق على العيال حدثنا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني أنا عبد الرزاق عن رجل قال كان سفيان الثوري تغدى وأتى برطب فأكل ثم قام إلى الصلاة فصلى ما بين الظهر والعصر ثم قال يقال إذا زدت في قضيم الحمار فزد في عمله حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج قال نا أبو خالد الأحمر قال أكل سفيان ليلة فشبع فقال إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله فقام حتى أصبح قال أبو سعيد فحدثت به أبا زكريا المراوحي فحدثني أبو زكريا عن أبي خالد قال صحبت سفيان في طريق مكة فكان يقرأ في المصحف كل يوم فإذا لم يقرأ فيه فتحه فنظر فيه وأطبقه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال كتب إلي عبد الله بن خبيق الإنطاكي قال سمعت يوسف بن أسباط يقول سمعت سفيان الثوري يقول أفضل الأعمال الزهد في الدنيا قال وحدثنا يوسف قال كان سفيان إذا كتب إلى رجل كتب بسم الله الرحمن الرحيم من سفيان بن سعيد إلى فلان بن فلان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وهو للحمد أهل تبارك وتعالى له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أما بعد فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم فإنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب جعلنا الله وإياك من المتقين قال وقال سفيان إن دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم قل هو الله أحد فلا تجئهم فإن قربهم مفسده للقلب.
رسالة الثوري إلى عباد بن عباد
حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن إسرائيل السلال نا الفريابي قال كتب سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال من سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فإن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئاً سألت أن أكتب إليك كتاباً أصف لك فيه خلالاً تصحب بها أهل زمانك وتؤدي إليهم ما يحق لهم عليك وتسأل الله عز وجل الذي لك وقد سألت عن أمر جسيم الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل بل لا أعلم مكان أحد وكيف يستطاع ذلك وقد كدر هذا الزمان أنه ليشتبه الحق والباطل ولا ينجو من شره إلا من دعا بدعاء الغريق فهل تعلم مكان أحد

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 1- ص: 1

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله
وهو من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة روى عن عمرو بن مرة وسلمة بن كهيل وأبي صخرة روى عنه ابن جريج وشعبة والأوزاعي وحماد بن سلمة وفضيل بن عياض ومعاوية بن صالح وابن عجلان وابن عيينة سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا أبو أيوب محمد بن إبراهيم بن حبيب الفورازدي نا محمد بن عمرو زنيج قال سمعت جرير بن عبد الحميد يقول: ولد سفيان الثوري بأثير حدثنا عبد الرحمن أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قراءة عليه قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه ذكر العلماء ذهابهم فقال لم يبق منهم رجل واحد يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة إلا ما كان من رجل واحد بالكوفة قال العباس: يعني الثوري حدثنا عبد الرحمن نا أبو هارون الخراز نا علي بن سهل العطار قال سمعت أبا زنبور الشيخ الذي تنسب إليه سكة أبي زنبور قال رأيت سفيان الثوري بالري في سكة الزبير بن عدي وهو على القضاء والزبير يستفتي الثوري في قضايا ترد عليه ويفتيه الثوري ويقضي به الزبير حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا يوسف بن موسى التستري قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول إذا خالفني سفيان في حديث فالحديث حديثه حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت أحمد بن يونس يقول ذكر الثوري عند زائدة فقال كان ذلك أعلم الناس في أنفسنا حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال سفيان كنت آتى حماداً يعني ابن أبي سليمان فقال حماد إن في هذا الفتى مصطنعاً حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن يعني ابن مهدي يقول قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن المحدثين فقال ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا سفيان يعني الثوري حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة نا إسحاق بن الصباح الأسدي قال سمعت أبا الحارث يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني سمعت عبد الرحمن بن مهدى قال كان وهيب يقدم سفيان في الحفظ يعني على مالك حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقرئ قال سمعت عبد الرحمن يعني ابن الحكم بن بشير بن سلمان قال كان نوفل يحكي عن ابن المبارك قال: ما رأيت مثل سفيان فسمعت عبد الرحمن بن الحكم بن بشير يقول: ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أبو بكر بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ما رأيت أحداً أحفظ من سفيان الثوري حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ليس أحد أحب إلي من شعبة ولا يعد له أحد عندي وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أئمة الناس في زمانهم أربعة سفيان بالكوفة حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا ابن الطباع نا عبد الرحمن بن مهدي قال كنت إذا ذاكرت سفيان الثوري بحديث حماد بن زيد ولا أسميه له فإذا جاءه حماد بن زيد سأله عن تلك الأحاديث فجعلت أتعجب من فطنته حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال أخبرني خالد يعني ابن نزاز قال: قال ابن عيينة أنا من غلمان الثوري حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان الثوري في زمن سفيان أحداً في كل شيء حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن خالد الخراز قال: سمعت مقاتل بن محمد يحكى عن الوليد بن مسلم قال رأيت الثوري بمكة يستفتي ولما يخط وجهه بعد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حماد الطهراني نا عبد الرزاق قال كان سفيان يقول ما استودعت قلبي شيئاً قط فخاننيه وكان الثوري يقول: سلوني عن المناسك والقرآن فإني بهما عالم حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي ابن المديني قال سمعت معاذاً يعني ابن معاذ وقيل له أي أصحاب أبي إسحاق أثبت فقال شعبة وسفيان ثم سكت حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال: قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل: سفيان أحفظ للإسناد وأسماء الرجال من شعبة حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين قال سمعت أحمد بن حنبل وقلت من أحب الناس إليك في حديث الأعمش قال: سفيان قلت: شعبة قال سفيان حدثنا عبد الرحمن أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري قال وسمعت يحيى يقول: سفيان أمير المؤمنين في الحديث قال وسمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن أحد أعلم بحديث أبي إسحاق من الثوري وكان يدلس ولم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش من الثوري حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: سفيان الثوري ثقة حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عن أثبت أصحاب الأعمش قال سفيان الثوري وأحب الناس إلي في إسماعيل بن أبي خالد الثوري قرئ على العباس بن محمد الدوري قال رأيت يحيى لا يقدم على سفيان الثوري في زمن سفيان أحداً في كل شيء ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال سفيان الثوري ثقة حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة من أحفظ أصحاب أبي إسحاق؟ فقال أحفظ الناس عن أبي إسحاق سفيان وشعبة وإسرائيل قال أبو محمد سمعت أبي يقول سفيان فقيه حافظ زاهد إمام أهل العراق وأتقن أصحاب أبي إسحاق وهو أحفظ من شعبة وإذا اختلف الثوري وشعبة فالثوري حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول أثبت أصحاب أبي إسحاق الثوري وشعبة وإسرائيل ومن بينهم الثوري أحب إلي كان الثوري أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفى متنه.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1