سعيد بن المسيب سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، أبو محمد: سيد التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة. جمع بين الحديث والفقه والزهد والورع، وكان يعيش من التجارة بالزيت، لا يأخذ عطاءا. وكان أحفظ الناس لأحكام عمر ابن الخطاب وأقضيته، حتى سمي راوية عمر. توفي بالمدينة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 102

أبو محمد المخزومي اسمه سعيد بن المسيب بن حزن.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 428

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة ابن كعب بن لؤي القرشي المخزومي المدني أبو محمد.

هكذا ساق نسبه المقدسي فيما حكي عنه ولد سنة 15 عن خليفة ابن خياط وتوفي ستة 94 هن 75 سنة عن الواقدي وكذا قال ابن الأثير وعن مختصر الذهبي عاش 79 سنة وتوفي 94 أو91 أو92 أو93 وقيل سنة 105 وعن ابن معين سنة 100 وعنه بلغت ثمانين سنة وإن أخوف ما خاف علي النساء.

المسيب في التعليقة بفتح الياء المشددة بصفة اسم المفعول على المشهور وبعض أصحاب التاريخ كابن الجوزي قال إنه بالكسر وأنه كان يقول بكسر الياء ويقول سيب الله من سيب أبي (وحزن) بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي أورده الصاغاني في باب من غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسمه من الصحابة وسماه سهلا حيث قال له النبيصلى الله عليه وآله وسلم ما اسمك قال حزن قال بل أنت سهل قال ما أنا بمغير اسما سمانيه أبي قال ابن المسيب فما زالت فينا الحزونة بعد.

أقوال العلماء فيه

قال الكشي في رجاله سعيد بن المسيب قال الفضل ابن شاذان لم يكن في زمن علي بن الحسين عليهما السلام في أول أمره إلا خمسة أنفس وعد منهم سعيد بن المسيب ثم قال سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين عليه السلام وكان حزن جد سعيد أوصى إلى أمير المؤمنينع وروى الكشي بسند ضعيف عن محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله القمي عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن محمد بن عمر أخبرني أبو مروان عن أبي جعفر قال سمعت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول سعيد ابن المسيب اعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه. وعن رجال الشيخ في أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام سعيد بن المسيب بن حزن أبو محمد المخزومي سمع منه عليه السلام وروى عنه وهو من الصدر الأول "اه". وروى الكليني في باب مولد الصادق عليه السلام عن محمد بن محمد عن عبد الله بن أحمد عن إبراهيم ابن الحسن حدثني وهب بن حفص عن إسحاق بن جرير قال أبو عبد الله عليه السلام كان سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد ابن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين الحديث قال الفاضل الصالح في حاشية الكافي عبد الله مشترك بين مجهول وغيره وإبراهيم بن الحسن ووهب ابن حفص غير مذكورين فيما رأيت من كتب الرجال وفي بعض النسخ وهيب بن حفص بالتصغير وهو إسحاق بن جرير واقفيان ثقتان "اه" وفي التعليقة ذكر الثقة الجليل الحميري في أواخر الجزء الثالث من قرب الإسناد أنه ذكر عند الرضا عليه السلام القاسم بن محمد بن أبي بكر (خال أبيه) وسعيد ابن المسيب فقال كانا على هذا الأمر وقال المحقق البحراني في تاريخ ابن خلكان ما يشعر بتشيعه وربما يلوح من كلام الشيخ في أوائل التبيان "اه" وفي الخلاصة في القسم الأول: سعيد ابن المسيب روى الكشي عن محمد بن قولويه عن سعد ابن عبد الله ابن أبي خلف حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي حدثني علي بن أسباط عن أبيه أسباط بن سالم عن أبي الحسن عليه السلام وذكر ما يدل على انه من حواري علي ابن الحسين عليهما السلام قال ويقال إن أمير المؤمنين عليه السلام رباه وهذه الرواية فيها توقف "اه" والرواية التي أشار إليها ذكرها الكشي في ترجمة سلمان الفارسي فقال محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله ابن أبي خلف حدثني علي ابن سليمان بن داود الرازي حدثني علي بن أسباط عن أبيه أسباط ابن سالم قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إذا كان يوم القيامة (إلى أن قال) ثم ينادي المنادي أين حواري الحسين بن علي عليهما السلام فيقوم وعد جماعة فيهم سعيد بن المسيب ثم قال فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين. قال أحمد بن علي حدثني أبو سعيد الآدمي حدثني الحسين ابن يزيد النوفلي عن عمر ابن أبي المقدام عليه السلام أبي جعفر الأول عليه السلام إلى أن قال وأما سعيد بن المسيب فنجا وذلك أنه كان يفتي بقول العامة كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنجا "اه" وعده ابن شهراشوب في المناقب من رجال علي بن الحسين عليه السلام وقال وكان رباه أمير المؤمنين عليه السلام وقال قال زين العابدين عليه السلام سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدم من الآقا أي في زمانه "اه" وعده المفيد في الاختصاص من أصحاب علي بن الحسين عليه السلام. وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن صالح بن حسان قال رجل لسعيد بن المسيب ما رأيت أورع من فلان قال هل رأيت علي بن الحسين قال لا ما رأيت أورع منه. وروى المفيد في الاختصاص عن ابن الوليد عن الصفار عن علي بن سليمان عن علي ابن محمد بن يحيى عن سعد عن علي بن سليمان عن علي ابن أسباط عن أبيه عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال إذا كان يوم القيام نادى مناد ابن حواري علي بن الحسين فيقوم جبير ابن مطعم ويحيى ابن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد ابن المسيب. وفي مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته سعيد بن المسيب بن حزن ابن أبي وهب القرشي المدني الفقيه أحد الفقهاء الستة وإمام القراء بالمدينة أخذ عن أمير المؤمنين وعبد الله بن عباس وصحب أمير المؤمنين عليه السلام ولم يفارقه حتى في حروبه ذكره ابن حجر وفي قرب الإسناد والكافي في باب مولد الصادق عليه السلام ما يدل على جلالته وتشيعه حيث روى الصالح في حاشية الكافي في باب مولد الصادق عليه السلام: في مدحه وذمه روايات متعارضة مذكورة في كتب الرجال وذمه بعضهم ذما عظيما "اه" وكيف كان فالرجل كان جل رواياته من طريق غيرنا وعلى طريقتهم فلا يؤخذ من رواياته إلا ما كانت من طريق أصحابنا.

أقوال غيرنا فيه

عن تقريب ابن حجر: أحد العلماء الإثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل قال ابن المديني لا أعلم في التابعين أوسع علما منه وعن مختصر الذهبي أبو محمد المخزومي أحد الأعلام وسيد التابعين ثقة حجة فقيه رفيع الذكر رأس في العلم والعمل وفي تهذيب التهذيب سعيد بن المسيب بن حزن ابن أبي وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم القرشي عن ابن عمر هو والله أحد المقتنين وعن ميمون ابن مهران دخلت المدينة فسألت عن أعلم أهلها فدفعت إلى سعيد بن المسيب. قال ابن شهاب قال لي عبد الله بن ثعلبة ابن أبي صغير إن كنت تريد هذا يعني الفقه فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب. وقال قتادة ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام منه. عن مكحول طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم منه. وقال سليمان موسى كان أفقه التابعين. وعن ابن معين مرسلات ابن المسيب أحب إلي من مرسلات الحسن. أحمد ومن مثل سعيد ثقة من أهل الخير. مرسلات سعيد صحاح لا نرى أصح منها. ابن المديني إذا قال سعيد مضت السنة فحسبك به هو عندي أجل التابعين وعن الشافعي إرسال ابن المسيب عندنا حسن وقال قتادة كان الحسن إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد ابن المسيب وقال العجلي كان رجلا صالحا فقيها وقال أبو زرعة مدني قرشي ثقة إمام وقال أبو حاتم ليس في التابعين أنبل منه وهو أثبتهم في أبي هريرة وقال ابن حبان في الثقات كان من سادات التابعين فقها ودينا وورعا وعبادة وفضلا وكان أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس لرؤيا ما نودي بالصلاة من أربعين سنة إلا سعيد في المسجد وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 94 فيها توفي الإمام السيد الجليل أبو محمد سعيد بن المسيب المخزومي المدني أحد أعلام الدنيا سيد التابعين قال ابن عمر لو رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا لسره وقال مكحول وقتادة والزهري وغيرهم ما رأينا أعلم من ابن المسيب قال علي بن المديني أعلم في التابعين أوسع علما منه وهو عندي أجل التابعين وقال مسعر عن سعد بن إبراهيم سمعت سعيد بن المسيب يقول ما احد أعلم بقضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أبو بكر ولا عمر مني قال قتادة ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد إلا وجدت له عليه فضلا غير أنه إذا أشكل عليه شيء كتب إلى ابن المسيب يسأله وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لما مات العبادلة ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي وعدد المدن وفقهاءها ثم قال إلا المدينة فإن الله تعالى حرسها بقرشي فقيه غير مدافع سعيد ابن المسيب وهو من فقهاء المدينة جمع بين الحديث والتفسير والفقه والورع والعبادة وبالجملة فمناقبه ومآثره تفوت الحصر وقد صنف فيها "اه" وأنت ترى أنه لم يجر لإمام أهل البيت السجاد عليه السلام الذي كان ابن المسيب من أصحابه ذكر في فقهاء المدينة وهل كان دون من ذكرهم مثل الحسن البصري ومكحول والذي بدون كحل ودون العبادلة لا سيما من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته إرغاما لآله وعترته ووصفهم بأنهم أهل سوء وفي مرآة الجنان قال القاسم بن محمد هو سيدنا وأعلمنا وقال زين العابدين علي بن الحسين سعيد ابن المسيب أعلم الناس بما تقدم من الآثار وأفضلهم في رواية وسئل الزهري مكحول من أفقه من أدركتما فقالا سعيد ابن المسيب قلت وهو المتقدم في فقهاء المدينة الستة وقال عمر فيه وقد أفتى في مسألة ألم أخبركم بأنه أحد العلماء وفي مرآة الجنان لليافعي ج1 ص185 فيحوادث سنة 94 فيها توفي السيد المجمع على جلالته وديانته وإمامته الذي كل سيد تابعي تبع له السيد العارف بالله أويس القرني أبو محمد سعيد ابن المسيب المخزومي المدني متي الأنام أحد الأئمة الأعلام وفي حلية الأولياء فأما أبو محمد سعيد بن المسيب ابن حزن المخزومي فقد كان من الممتحنين امتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم صاحب عبادة وجماعة وعفة وقناعة وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ومن المعاصي والجهالات بعيدا وقد قيل إن التصوف التمكن من الخدمة والتحفظ للحرمة.

أخباره

قال الكشي في رجاله: محمد بن مسعود حدثني علي ابن الحسن بن فضال حدثنا محمد بن الوليد بن خالد الكوفي حدثنا العباس بن هلال قال: ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن طارقا مولى لبني أمية نزل ذا المروة عاملا على المدينة فلقيه بعض بني أمية وأوصاه بسعيد بن المسيب وكلمه فيه وأثنى عليه فأخبره طارق أنه أمر بقتله فأعلم سعيدا بذلك وقال له تغيب (فأعلم سعيد بذلك وقيل له: تنح عن مجلسك فإنه على طريقه فأبى) فقال سعيد: اللهم إن طارقا عبد من عبيدك ناصيته بيدك وقلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء فأنسه ذكري واسمي فلما عزل طارق عن المدينة لقيه الذي كلمه في سعيد من بني أمية بذي المروة فقال: كلمتك في سعيد لتشفعني فيه فأبيت وشفعت فيه غيري فقال: والله ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتى عدت إليك قال: وروي عن بعض السلف أنه لما مر بجنازة علي بن الحسين عليهما السلام أجفل الناس فلم يبق في المسجد إلا سعيد بن المسيب فوقف عليه خشرم مولى أشجع فقال: يا أبا محمد ألا تصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فقال: أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح وفي طبقات ابن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر (نا) أبو معشر عن المقبري قال: لما وضع علي بن الحسين ليصلى عليه أقشع الناس إليه وأهل المسجد ليشهدوه وبقي سعيد بن المسيب في المسجد وحده فقال خشرم لسعيد بن المسيب: يا أبا محمد لا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فقال سعيد: أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح قال الكشي: وروي عن عبد الرزاق عن معمر الزهري عن سعيد بن المسيب وعبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد بطريق ضعيف قلت لسعيد ابن المسيب: إنك أخبرتني أن علي بن الحسين النفس الزكية وأنك لا تعرف له نظيرا فقال كذلك وما هو مجهول ما أقول فيه والله ما رثي مثله قال علي بن زيد فقلت: والله إن هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد فلم لم تصل على جنازنه فقال: إن القوم كانوا لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي ابن الحسين فخرج وخرجنا معه ألف راكب فلما صرنا بالسقيا نزل فصلى وسجد سجدة الشكر فقال فيها. وفي رواية الزهري عن سعيد بن المسيب: كان القوم لا يخرجون من مكة حتى يخرج منها علي بن الحسين سيد العابدين فخرج فخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبح معه ففزعنا فرفع رأسه وقال: يا سعيد أفزعت فقلت: نعم يا ابن رسول الله فقال: هذا التسبيح الأعظم حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لا تبقى الذنوب مع هذا التسبيح فقلت: علمناه قال وفي رواية علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة إلا سبحت بتسبيحه ففزعت من ذلك وأصحابي ثم قال: يا سعيد إن الله جل جلاله لما خلق جبرائيل ألهمه هذا التسبيح فسبح فسبحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم وهو اسم الله عز وجل الأكبر: يا سعيد أخبرني أبي الحسين عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل عن الله جل جلاله أنه قال: ما من عبد من عبادي آمن بي وصدق بذلك فصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس إلا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم أر شاهدا أفضل من علي بن الحسين حيث حدثني بهذا الحديث فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر وأثنى عليه الصالح والطالح وانهالت الناس يتبعونه حتى وضعت الجنازة فقلت: إن أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم هو ولم يبق إلا رجل وامرأة ثم خرجا إلى الجنازة ووثبت لأصلي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الأرض ففزعت وسقطت على وجهي فكبر من في السماء سبعا وكبر من في الأرض سبعا وصلي على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على علي بن الحسين صلوات الله عليهما فقلت: يا سعيد لو كنت أنا لم اختر إلا الصلاة على علي بن الحسين صلوات الله عليهما إن هذا لهو الخسران المبين فبكى سعيد ثم قال: ما أردت إلا الخير ليتني كنت صليت عليه فإنه ما رئي مثله والتسبيح هو هذا: سبحانك اللهم وحنانيك سبحانك اللهم وتعاليت سبحانك اللهم والعز إزارك سبحانك اللهم والعظمة رداؤك وتعالى (والتعالي ظ) سربالك سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك سبحانك من عظيم ما أعظمك سبحانك سبحت في الملأ الأعلى سبحانك تسمع وترى ما تحت الثرى سبحانك أنت شاهد كل نجوع سبحانك موضع كل شكوى سبحانك حاضر كل ملأ سبحانك عظيم الرجاء سبحانك ترى ما في قعر الماء سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار سبحانك تعالى تعلم وزن السماوات سبحانك تعلم وزن الأرضين سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور سبحانك تعلم وزن الفيء والهواء سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة سبحانك قدوس قدوس سبحانك عجبا ممن عرفك كيف لا يخافك سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم وفي شذارت الذهب ج1 ص95 حوادث سنة 85 فيها توفي عبد العزيز بن مروان أبو عمر وكان ولي العهد بعد عبد الملك فلما مات عقد عبد الملك من بعده لولده وبعث إلى عامله على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي ليبايع له الناس فامتنع سعيد بن المسيب وصمم فضربه هشام ستين سوطا وطيف به وفي تهذيب التهذيب لما بايع عبد الملك للوليد وسليمان وأبى سعيد ذلك ضربه هشام بن إسماعيل المخزومي ثلاثين سوطا وألبسه ثيابا من شعر وأمر فطيف به ثم سجن وفي الشذارت في حوادث سنة 86 من المشهور أن عبد الملك رأى كأنه بال في زوايا المسجد الأربع أو في المحراب أربع مرات فوجه إلى سعيد بن المسيب من يسأله فقال من ولده لصلبه أربعة تلي فكان كما قال ولي الوليد وسليمان وهشام ويزيد "اه" كأنه استفاد من بوله في المسجد الحرام الذي هو محرم كبير أنه يخرج من صلبه أربع ملوك ظلمة مثله وفي الشذارت أيضا في حوادث سنة 94 سمع من الصحابة وجل روايته عن أبي هريرة وكان زوج ابنته قال: وعنه حججت أربعين حجة وما فاتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة (أي أنه كان يصلي دائما في الصف الأول) وعطل المسجد النبوي أيام الحرة ولم يبق فيه غيره وكان لا يعرف أوقات الصلاة إلا بهمهمة يسمعها داخل الحجرة المقدسة (وإذا ذكر مثل هذا أو دونه في حق أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام عد ذلك غلوا) قال: وخطب ابنته بعض ملوك بني أمية فزوجها فقيرا من الطلبة (المشتغلين عليه بالعلم) وسيرها إلى بيته ثم زارها بعد ذلك ووصلها بشئ من عنده وكانت ابنة أبي هريرة تحته "اه" وفي مرآة الجنان ذكر الفقير ذلك لامه فقالت: أنت مجنون سعيد بن المسيب يزوجك وبنته يخطبها الملوك فسكت عنها فلما كان الليل إذا بالباب يدق فخرج إليه فإذا هو سعيد بن المسيب وبنته تحت ثوبه فقال له: خذ إليك أهلك فإني كرهت أن أبيتك عزبا فقالت أمه: والله ما تقربها حتى نصلح من شأنها فأعلمت جاراتها فاجتمعن وهيأن لها ما يصلح للعروس على حسب ما تيسر وفي الشذرات قال الزهري: أخذ سعيد علمه عن زيد بن ثابت وجالس ابن عباس وابن عمر وسعيد ابن أبي وقاص ودخل على أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائشة وأم سلمة وسمع عثمان وعليا وصهيبا ومحمد بن سلمة وجل روايته المسندة عن أبي هريرة وسمع من أصحاب عمر وعثمان وقيل أنه صلى الصبح بوضوء العشاء خمسين سنة وقال ابن الأثير في حوادث سنة 91 حج بالناس في هذه السنة الوليد بن عبد الملك فلما دخل المدينة غدا إلى المسجد ينظر إلى بنائه وأخرج الناس منه ولم يبق غير سعيد بن المسيب لم يجرؤ أحد من الحرس أن يخرجه فقيل له: لو قمت قال: لا أقوم حتى يأتي الوقت الذي أقوم فيه فقيل: لو سلمت على أمير المؤمنين قال: لا والله لا أقوم إليه قال عمر بن عبد العزيز فجعلت أعدل بالوليد في ناحية المسجد لئلا يراه فالتفت الوليد إلى القبلة فقال: من ذلك الشيخ أهو سعيد قال عمر: نعم ومن حاله كذا وكذا فلو علم بمكانك لقام فسلم عليك وهو ضعيف البصر قال الوليد: قد علمت حاله ونحن نأتيه فدار في المسجد حتى أتاه فقال: كيف أنت أيها الشيخ فوالله ما تحرك سعيد بل قال: بخير والحمد لله فكيف أمير المؤمنين وكيف حاله فانصرف وهو يقول: لعمري هذا بقية الناس وفي تهذيب التهذيب وشذرات الذهب عن أحمد العجلي كان سعيد لا يأخذ العطاء كانت له بضاعة يتجر بها في الزيت وفي شرح النهج الحديدي ج3 ص255: روى عثمان بن سعيد عن مطلب ابن زياد عن أبي بكر بن عبد الله الأصبهاني قال: كان دعي لبني أمية يقال له خالد بن عبد الله لا يزال يشتم عليا عليه السلام فلما كان يوم الجمعة وهو يخطب الناس قال: والله إن كان رسول الله استعمله (يعني عليا) وأنه ليعلم ما هو ولكنه كان ختنه وقد نعس سعيد بن المسيب ففتح عينيه ثم قال: ويحكم ما قال هذا الخبيث رأيت القبر انصدع ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "كذبت يا عدو الله" وقال ابن الأثير ج3 ص251 قال عبد الملك بن مروان لسعيد بن المسيب: يا أبا محمد صرت أعمل الخير فلا أسر به وأصنع الشر فلا أساء به فقال: الآن تكامل فيك موت القلب.

ما جاء في ذمه

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج كان سعيد ابن المسيب منحرفا عن علي عليه السلام وجبهه عمر بن علي عليه السلام في وجهه بكلام شديد روى عبد الرحمن بن السود عن أبي داود الهمداني: شهدت سعيد بن المسيب وأقبل عمر ابن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له سعيد: يا ابن أخي ما أراك تكثر غشيان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يفعل إخوتك وبنو أعمامك فقال عمر: يا ابن المسيب أكلما دخلت المسجد أجيء فأشهدك فقال سعيد: ما أحب أن تغضب سمعت أباك يقول: إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبد المطلب مما على الأرض من شيء فقال عمر: أنا سمعت أبي يقول: ما كلمة حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا إلا يتكلم بها فقال سعيد: يا ابن أخي جعلتني منافقا قال: هو ما أقول لك ثن انصرف "اه" أقول هذا لا يدل على انحراف سعيد ابن المسيب عن علي عليه السلام وإنما يدل على سوء اعتقاد عمر ابن علي فيه فيجوز كونه مخطئا إن صح ما يدل على حسن سعيد وقال الشهيد الثاني فيما كتبه بخطه على حاشية الخلاصة تعليقا على قول العلامة السابق وهذه الرواية فيها توقف ما لفظه التوقف من حيث السند والمتن أما السند فظاهر وأما المتن فلبعد هذا الرجل عن مقام الولاية لزين العابدين عليه السلام فضلا عن أن يكون من حواريه وإني لأعجب من إدخال هذا الرجل في هذا القسم مع ما هو المعلوم من حاله وسيرته ومذهبه في الأحكام الشرعية المخالف لطريقة أهل البيت عليهم السلام وقد كان بطريقة ختنه أبي هريرة أشبه وحاله بروايته أدخل والمصنف قد نقل أقواله في كتبه الفقهية من التذكرة والمنتهى بما يخالف طريقة أهل البيت عليهم السلام وقد روى الكشي في كتابه عنه الأقاصيص والمطاعن قال المفيد في الأركان: وأما ابن المسيب فلا يدفع نصبه وما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة على زين العابدين عليه السلام وقيل له: ألا تصلي إلى أخر ما مر وقد روي عن مالك أنه كان خارجيا أباضيا الله أعلم بحقيقة الحال "اه" وفي مروج الذهب ج2 ص83 ذكر لوط بن يحيى وابن داب والهيثم وغيرهم من نقله الأخبار أن معاوية لما احتضر قال: اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وعد بحلمك على من لم يرج غيرك ولم يثق إلا بك فإنك واسع المغفرة وليس لذي خطيئة مهرب إلا إليك فبلغ ذلك سعيد ابن المسيب فقال: لقد رغب إلى من لا مرغوب إلا إليه وإني لأرجو أن لا يعذبه الله وتتخلص الطعون فيه المستفادة مما مر في جبه عمر بن علي له ومخالفة طريقته لطريقة أهبل البيت عليهم السلام ورجائه لمعاوية أن لا يعذبه الله (والأول) قد مر جوابه (والثاني) لا ينافي التشيع المستفاد من الروايات الأخرى إذ ربما كان تقية أما الجواب عن ذلك بأنه كعمل ابن الجنيد بالقياس المخالف لطريقة أهل البيت ولم يناف ذلك تشيعه فغير وجيه لأن ابن الجنيد خالف طريقتهم عليهم السلام في مسألة واحدة أصولية وابن المسيب كما يستفاد من أحواله خالف طريقتهم في جميع مسائل الفروع هذا مضافا إلى أن الشيخ والنجاشي لم يقدحا فيه بشيء (والثالث) قد اعتذر عنه ابن المسيب بما سمعت فلا ينافي تشيعه سواء أمان مصيبا فيما فعله أم مخطئا والرابع جار على المتعارف في كرمه تعالى وإن أخطأ فيه فيبقى ما دل على استقامته خلوا من المعارض ومن الغريب ما نسب إلى مالك من القول بأنه كان خارجيا أباضيا فإنه مع منافاته لما مر الدال على استقامته قد تفرد مالك بالقول به إن صح ذلك عنه والله أعلم.

ما رواه صاحب حلية الأولياء من أحواله

روى بسنده عن بكر بن خنيس قلت لسعيد بن المسيب وقد رأيت أقواما يصلون: يا ابا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم فقال لي: يا ابن أخي إنها ليست بعبادة قلت له: فما التعبد يا أبا محمد قال: التفكير في أمر الله والورع عن محارم الله وأداء فرائض الله تعالى. وبسنده عن صالح ابن محمد بن زائدة أن فتية من بني ليث كانوا عبادا وكانوا يروحون بالهاجرة إلى المسجد ولا يزالون يصلون حتى يصلي العصر فقال صالح لسعيد: هذه هي العبادة التفقه في الدين والتفكير في أمر الله تعالى. وبسنده عن سعيد ابن المسيب من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة. وبسنده عن سعيد بن المسيب أنه اشتكى عينيه فقيل له: يا أبا محمد لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة فوجدت ريح البرية لنفع ذلك بصرك فقال سعيد: فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح. وبسنده عن سعيد بن المسيب ما فاتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة. وبسنده عن أبي سهل عثمان بن حكيم سمعن سعيد بن المسيب يقول: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد. وبسنده أن سعيد بن المسيب مكث أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من الصلاة. وبسنده عن برد مولى ابن المسيب ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد. وبسنده عن سعيد ابن المسيب ما دخل علي وقت صلاة إلا وأخذت أهبتها ولا جخل علي قضاء فرض إلا وأنا إليه مشتاق وبسنده قال سعيد بن المسيب ذات يوم: ما نظرت إلى أقفاء قوم سبقوني بالصلاة منذ عشرين سنة. وبسنده عن الأوزاعي كانت لسعيد ابن المسيب فضيلة لا أعلمها كانت لأحد من التابعين لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس. وبسنده قال سعيد بن المسيب: ما فاتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا احد في الصلاة منذ خمسين سنة قال المؤلف التحديد بالعشرين والثلاثين والأربعين والخمسين سنة محمول على إرادة ما مضى من عمره إلى ذلك الوقت وعدم النظر في أقفية الناس كناية عن عدم سبق أحد له بل كان يصلي دائما في الصف الأول أما ما يفهم من رواية الأوزاعي من أنه مكث عشرين سنة من أصل الأربعين لا ينظر في أقفية الناس وجعل نفس الفضيلة عدم عدم النظر في أقفيتهم فهو اشتباه. وبسنده صلى سعيد ابن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة. وبسنده عن خالد بن داود سألت سعيد بن المسيب ما يقطع الصلاة قال: الفجور ويسترها التقوى وبسنده أن سعيد بن المسيب كان يسرد الصوم. وبسنده عن أبي حرملة سمعت سعيد ابن المسيب يقول: لقد حججت أربعين حجة. وبسنده أن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب. وبسنده عن سعيد بن المسيب ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز وجل ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله وكفى بالمؤمن من نصرة الله أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله وبسنده خرج سعيد بن المسيب في ليلة مطر وطين وظلمة منصرفا من العشاء فأدركه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل ومعه غلام معه سراج فسلم عليه عبد الرحمن ومشيا يتحدثان حتى إذا حاذى عبد الرحمن داره انصرف إليها فقال للغلام: أمش مع أبي محمد بالسراج فقال سعيد: لا حاجة لي بنوركم نور الله خير من نوركم وبسنده أن سعيد ابن المسيب كان يكثر أن يقول في مجلسه: اللهم سلم سلم. وبسنده عن ابن حرملة حفظت صلاة ابن المسيب وعمله بالنهار فسألت مولاه عن عمله بالليل فقال: كان لا يدع أن يقرأ بصاد والقرآن كل ليلة فسألته عن ذلك فأخبر أن رجلا من الأنصار صلى إلى شجرة فقرأ بصاد فلما مر بالسجدة سجد وسجدت الشجرة معه فسمعها تقول: اللهم أعطني بهذه السجدة أجرا وضع عني بها وزرا وارزقني بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود (قال المؤلف) وهذه مبالغة ترفعه عن درجة النبوة. وبسنده مروا على ابن المسيب بجنازة ومعها إنسان يقول: استغفروا الله له فقال ابن المسيب: ما يقول راجزهم هذا حرمت على أهلي أن يرجزوا معي راجزهم هذا وأن يقولوا مات سعيد فأشهدوه حسبي من يقبلني إلى ربي عز وجل وأن يمشوا معي بمعجزات إن أكن طيبا فما عند الله أطيب. وبسنده قيل لسعيد بن المسيب: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يهيجك و لا يؤذيك قال: والله ما دري غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفا من حصباء فحصبته بها قال الحجاج: فما زلت أحسن الصلاة (قال المؤلف) الظاهر أن سكوت الحجاج عنه لإظهاره خلاف التشيع. وبسنده عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى: {فإنه كان للأوابين} قال: الذي يذنب ثم عن يحيى بن سعيد دخلنا على سعيد نعوده ومعنا نافع ابن جبير فقالت أم ولده إنه لم يأكل منذ ثلاث فكلموه فقال نافع ابن جبير: إنك من أهل الدنيا ما دمت فيها ولا بد لأهل الدنيا مما يصلحهم فلو أكلت شيئا قال: كيف يأكل من كان على مثل حالنا هذه بضعة يذهب بها إلى النار أو إلى الجنة فقال نافع: ادع الله أن يشفيك فإن الشيطان قد كان يغيظه مكانك من المسجد قال: بل أخرجني الله من بينكم سالما قال المؤلف إن كان امتناعه عن الأكل ثلاثا لمرضه الذي لا يشتهي معه الأكل فكان ينبغي أن يعتذر به لا بما قاله وإن كان المانع له ما قاله فيكون قد أعان على نفسه وخالف الشرع وظاهر هذا الخبر يورث الشك في صحته. وبسنده دعي سعيد بن المسيب إلى نيف وثلاثين ألفا ليأخذهم فقال: لا حاجة لي فيها ولا في بني مروان حنى ألقى الله فيحكم بيني وبينهم. وبسنده كان سعيد بن المسيب يماري غلاما ماله في ثلثي درهم وأتاه ابن عمه بأربعة آلاف درهم فأبى أن يأخذها. وبسنده قال سعيد بن المسيب" قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء وكان بصره قد ذهب. وبسنده عن سعيد بن المسيب ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء وقال: أخبرنا سعيد وهو ابن أربه وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى ما شيء أخوف عندي من النساء. وبسنده سمع سعيد بن المسيب يقول: يد الله فوق عباده فمن رفع نفسه وضعه الله ومن وضعها رفعه الله الناس تحت كنفه يعملون أعمالهم فإذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من يحي كنفه فبدت للناس عورته. وبسنده عن علي بن زيد قلنا لسعيد بن المسيب يزعم قومك إنما يمنعك من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو الله على بني مروان قال: ما فعلت ذلك وما أصلي لله عز وجل في صلاة دعوت عليهم وإني قد حججت واعتمرت بضعا (سبعا) وعشرين مرة وإنما كتبت علي حجة واحدة قال المؤلف لعله يريد أن جميع حجاته كانت للدعاء على بني مروان إلا واحدة. وبسنده عن ابن حرملة ما سمعت سعيد بن المسيب يسب أحدا من الأئمة قط إلا أني سمعته يقول: قاتل الله فلانا كان أول من غير قضاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" قال المؤلف هو من استلحق زيادا. وبسنده كان سعيد ابن المسيب لا يقبل من أحد شيئا لا دينارا ولا درهما ولا شيئا وربما عرض عليه الأشربة فيعرض فليس يشرب من شراب أحد منهم. وبسنده أن سعيد بن المسيب زوج ابنته بدرهمين. وبسنده عن أبي وداعة كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياما فلما جئته قال: أين كنت قلت: توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثت امرأة فقلت: يرحمك الله ومن يزوجني ولا أملك إلا درهمين (وفي نسخة دينارين) أو ثلاثة فقال: أنا فقلت: أو تفعل قال نعم ثم حمد الله تعالى وصلى وما أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن أستدين وكنت وحدي صائما فقدمت عشائي وكان خبزا وزيتا فإذا بالباب يقرع فقلت: من هذا قال: سعيد ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد ابن المسيب فضننت أنه قد بدا له فقلت: يا أبا محمد ألا أرسلت إلى فآتيك قال: لا أنت أحق أن تؤتى قلت: فما تأمر قال: إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم قدمت القصعة التي فيها الخبز والزيت فوضعتها في ظل السراج لكيلا تراه ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران فجاؤوني فقالوا: ما شأنك قلت: ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة فقالوا: سعيد بن المسيب زوجك قلت: نعم وها هي في الدار فنزلوا إليها وبلغ أمي فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس وأحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعرفهم بحق الزوج فمكثت شهرا لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان قرب الشهر أتيته وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام لم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس فلما لم يبق غيري قال: ما حال ذلك الإنسان قلت: خيرا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو قال: إن رابك شيئا فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم قال عبد الله بن سليمان بن الأشعث (أحد رجال سند الحديث): كانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبد الملك ابن مروان لابنه الوليد بن عبد الملك حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف. وبسنده قال سعيد: دخلت المسجد في ليلة أضحيان وأظن أني قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل قلت: ماذا أقول قال: قل اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن قال سعيد: فما دعوت بها قط لشيء إلا رأيت نجحه. وبسنده دخل المطلب بن حنطب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث فقال: أقعدوني فأقعدوه قال: إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا مضطجع. وبسنده أن عبد الملك بن مروان قدم المدينة فاستيقظ من قائلته فقال لحاجبه: انظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فلم ير إلا سعيد بن المسيب فأشار إليه بإصبعه فلم يتحرك سعيد ثم أتاه الحاجب فقال: ألم ترني أشير إليك قال: وما حاجتك فأخبره فقال: لست من حداثه فخرج الحاجب فقال: ما وجدت في المسجد إلا شيخا أشرت إليك قال: إني لست من حداث أمير المؤمنين قال عبد الملك: ذاك سعيد بن المسيب دعه. وبسنده قال سعيد بن المسيب إن الدنيا نذلة وهي إلى كل نذل أميل وأنذل منها من أخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير سبيلها. وبسنده قال سعيد ابن المسيب: لا تملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة وبسنده دعي سعيد ابن المسيب للبيعة للوليد وسليمان بعد عبد الملك بن مروان فقال: لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار فقيل: ادخل من الباب واخرج من الباب الآخر فقال: والله لا يقتدي به أحد من الناس فجلده مائة وألبسه المسوح. وبسنده قال عبد الرحمن بن عبد الله القاري لسعيد بن المسيب حين قدمت البيعة للوليد وسليمان بالمدينة من بعد أبيهما: إني مشير عليك بخصائل ثلاث قال: وما هي قال: تعتزل مقامك فإنك هنا بحيث يراك هشام بن إسماعيل قال: ما كنت لأغير مقاما قمته منذ ا{بعين سنة قال: تخرج معتمرا قال: ما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس لي فيه نية فما الثالثة قال: تبايع قال: رأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي وكان أعمى فدعاه هشام إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك: ما لك ولسعيد ما كان علينا منه شيء نكرهه فأما إذا فعلت فاضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدي به الناس فدعاه هشام فأبى وقال: لا أبايع لاثنين فضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس وحدث الأثيليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة قالوا: علمنا أنه لا يلبس التبان طائعا فقلنا له: يا أبا محمد إنه القتل فاستر عورتك فلبسه فلما ضرب قلنا له: أنأخذ عناك قال: يا معجلة أهل أيلة لولا أني ظننت أنه القتل ما لبسته. وبسنده عن هشام بن زيد رأيت سعيد بن المسيب حين ضرب في تبان من سعر. وبسنده عن قتادة أتيت سعيد بن المسيب وقد ألبس تبان شعر وأقيم في الشمس فقلت لقائدي: أدنني منه ففعل فجعلت أسأله خوفا من أن يفوتني وهو يجيبني حسبة والناس يتعجبون وبسنده كتب والي المدينة إلى عبد الملك بن مروان أن أهل المدينة قد أطبقوا على البيعة للوليد وسليمان إلا سعيد بن المسيب فكتب أن أعرضه على السيف فإن مضى وإلا فأجلده خمسين جلدة وطف بن أسواق المدينة فلما قدم الكتاب على الوالي دخل سليمان بن يسار وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله على سعيد بن المسيب فقالوا: إنا قد جئناك في أمر قد قدم فيك كتاب عبد الملك بن مروان إن لم تبايع ضربت عنقك ونحن نعرض عليك خصالا ثلاثا فأعطنا إحداهن فإن الوالي قد قبل منك أن يقرأ عليك الكتاب فلا تقل لا ولا نعم قال: فيقول الناس بايع سعيد بن المسيب ما أنا بفاعل وكان إذ قال لا لم يطيقوا عليه أن يقول: نعم قالوا: فتجلس في بيتك فلا تخرج إلى الصلاة أياما فإنه يقبل منك إذا طلبت في مجلسك فلم يجدك قال: وأنا اسمع الآذان فوق أدني حي على الصلاة حي على الفلاح ما أنا بفاعل قالوا: فانتقل من مجلسك إلى غيره فإنه يرسل إلى مجلسك فإن لم يجدك أمسك عنك قال: فرقا لمخلوق ما أنا بمتقدم لذلك شبرا ولا متأخر شبرا فخرجوا وخرج إلى صلاة الظهر فجلس في مجلسه الذي كان يجلس فيه فلما صلى الوالي بعث إليه فأتى به فقال: إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا إن لم تبايع ضربنا عنقك قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بيعتين فلما رآه لا يجيب أخرج إلى السدة فمدت عنقه وسلت عليه السيوف فلما رآه قد مضى أمر به فجرد فإذا عليه تبان شعر فقال: لو علمت أني لا أقتل ما اشتهرت بهذا التبان فضربه خمسين سوطا ثم طاف به أسواق المدينة ثم رده والناس منصرفون من صلاة العصر قال: إن هذه لوجوه ما نظرت إليها منذ أربعين سنة وفي رواية أن سعيدا لما جرد ليضرب قالت له امرأة: إن هذا لمقام الخزي فقال: من مقام الخزي فررنا وبسنده عن عبد الله بن القاسم جلست إلى سعيد بن المسيب فقال: إنه قد نهي عن مجالستي قلت: لما جرد ليضرب قالت له امرأة: إن هذا لمقام الخزي فقال: من مقام الخزي فررنا وبسنده عن عبد الله بن القاسم جلست إلى سعيد بن المسيب فقال: إنه قد نهي عن مجالستي قلت: ني رجل غريب قال: إنما أحببت أن أعلمك. وبسنده عن العلاء بن عبد الكريم جلست إلى سعيد بن المسيب فقال: إنه قد نهي عن مجالستي. وبسنده أنه كان إذا أراد الرجل أن يجالس سعيد بن المسيب قال: إنهم قد جلدوني ومنعوا الناس أن يجالسوني. وبسنده قال سعيد ابن المسيب: لا تقولوا مصيحف ولا مسجد ما كان لله فهو عظيم حسن جميل. وبسنده ما كان إنسان يجترئ على سعيد بن المسيب: يسأله عن شيء حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير. وبسنده عن سعيد بن المسيب لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله يعطي منه حقه ويكف به وجهه عن الناس وفي رواية لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته ويستغني به عن خلق ربه. وبسنده مات سعيد بن المسيب وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار وقال: ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي. وفي رواية ترك مائة دينار وقال: أصون بها ديني وحسبي. وبسنده أن سعيد بن المسيب قال: من استغنى بالله افتقر الناس إليه. وبسنده عن علي بن زيد رآني سعيد بن المسيب وعلي جبة خز فقال: إنك لجيد الجبة قلت: وما تغني عني وقد أفسدها علي سالم فقال سعيد: أصلح قلبك وألبس ما شئت.

من مسانيد حديثه

بسنده عن سعيد بن المسيب قال عمر بن الخطاب على هذا المنبر. يعني منبر المدينة: إني أعلم أقواما سيكذبون بالرجم ويقولون: ليس في القرآن ولولا أني أكره أن لأزيد في القرآن لكتبت في آخر ورقة إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رجم ورجم أبو بكر وأنا رجمت. وفي رواية أن عمر قال: إياكم أن تهلكوا في آية الرجم وذكره نحوه. وبسنده عن سعيد ابن المسيب عن عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أول ما يرفع من الأمة الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه". وبسنده عن سعيد بن المسيب سمعت عمر ابن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من اعتز بالعبيد أذله الله". وبسنده عن سعيد بن المسيب عن عثمان ابن عفان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا سمعتم النداء فقوموا فإنها عزيمة من الله". وبسنده عن سعيد بن المسيب عن علي ابن أبي طالب أنه قال لفاطمة: "ما خير للنساء" قالت: "أن لا يرين الرجال ولا يرونهن" فذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إنما فاطمة بضعة مني". وبسنده عن سعيد بن المسيب عن علي ابن أبي طالب قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من اتقى الله عاش قويا وسار في بلاده آمنا" وبسنده عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن سبقها فهو قمار". وبسنده عن سعيد بن المسيب عن عمار بن ياسر قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "حسن الخلق خلق الله الأعظم" وبسنده عن سعيد ابن المسيب عن أبي بن كعب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال لي جبرائيل ليبك الإسلام على موت عمر". وبسنده عن سعيد ابن المسيب عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن لكل شيء شرفا يتباهون به، عن بهاء أمتي وشرفها القرآن". "اه" المنقول من حلية الأولياء.

من روى عنهم

في تهذيب التهذيب روى عن أبي بكر مرسلا وعن عمر وعثمان وعلي وسعد ابن أبي وقاص وحكيم بن حزام وابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وأبيه المسيب ومعمر ابن عبد الله بن نضلة وأبي ذر وأبي الدرداء وحسان بن ثابت وعبد الله بن زيد المازني وعتاب بن أسيد وعثمان ابن أبي العاص وأبي ثعلبة الخشني وأبي قتادة وأبي موسى وأبي سعيد وأبي هريرة وكان زوج ابنته وعائشة وأسماء بنت عميس وخولة بنت حكيم فاطمة بنت قيس وأم سليم وأم شريك وخلق.

من رووا عنه

في تهذيب التهذيب عنه ابنه محمد وسالم بن عبد الله ابن عمر والزهري وقتادة وشريك ابن أبي نمر وأبو الزناد وسمي وسعد بن إبراهيم وعمرو بن مرة ويحيى بن سعيد الأنصاري وداود ابن أبي هند وطارق بن عبد الرحمن وعبد الحميد بن جبير بن شعبة وعبد الخالق بن سلمة وعبد المجيد بن سهل وعمرو بن سلم بن عمارة بن أكيمة وأبو جعفر الباقر وابن المنكدر وهاشم بن هاشم بن عتبة ويونس بن يوسف وجماعة (قال المؤلف) لم يذكر ابن حجر روايته عن زين العابدين عليه السلام وذكرها أصحابنا وذكر رواية أبي جعفر الباقر عليه السلام عنه وهو بكونه باقر علومه جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ووارث علومه في غنى عن لرواية عن ابن المسيب وغيره سوى آبائه الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.

تنبيه

ذكر ابن داود في رجاله سعيد بن معتوق وقال نقلا عن الكشي أنه مذموم زيدي ثم قال عند ذكر جماعة من الزيدية عن الكشي سعيد بن معتوق وفي النقد لم أجد هذا الرجل في الكشي وغيره أصلا وكأن هذا سعيد بن منصور الآتي.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 249

سعيد بن المسيب، عن رجل من الصحابة (د) سعيد بن المسيب، عن رجل من الصحابة روى عبيد الله بن عمر، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى، فصف الناس خلفه، ثم صلى على النجاشي فكبر أربع تكبيرات رواه أصحاب السير عنه، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. أخرجه ابن مندة

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1456

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 410

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 420

سعيد بن المسيب، عن ثلاثين رجلا من الصحابة (ع) سعيد بن المسيب، عن ثلاثين رجلا من الصحابة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله: حدثني أبي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب قال: حفظنا عن ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أعتق شقصا من مملوك له ضمن بقيته». أخرجه أبو نعيم.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1457

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 411

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 420

ابن المسيب سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي المدني، عالم أهل المدينة بلا مدافعة، ولد في خلافة عمر لأربع مضين منها، وتوفي سنة أربع وتسعين للهجرة، وقيل: ولد لسنتين من خلافة عمر. رأى عمر، وسمع عثمان وعليا وزيد بن ثابت وسعد بن أبي وقاص وعائشة وأبا موسى وأبا هريرة وجبير بن مطعم وعبد الله بن زيد المازني وأم سلمة وطائفة من الصحابة. قال: قتادة: ما رأيت أحدا أعلم من سعيد بن المسيب، وكذا قال مكحول والزهري، وقال: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وحجبت أربعين حجة. وقال أحمد بن حنبل وغيره: مرسلات سعيد بن المسيب صحاح. ومن مروياته أن المطلقة ثلاثا تحل للأول بمجرد عقد الثاني من غير وطء. وهو أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وروى له الجماعة كلهم.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

سعيد بن المسيب: "ع"

ابن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم بن يقظة، الإمام، العلم، أبو محمد القرشي المخزومي، عالم أهل المدينة، وسيد التابعين في زمانه، ولد: لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه-. وقيل: لأربع مضين منها، بالمدينة.

رأى عمر، وسمع عثمان، وعليا، وزيد بن ثابت، وأبا موسى، وسعدا، وعائشة، وأبا هريرة، وابن عباس، ومحمد بن سلمة، وأم سلمة، وخلقا سواهم، وقيل: إنه سمع من عمر.

وروى عن أبي بن كعب مرسلا وبلال كذلك وسعد بن عبادة كذلك، وأبي ذرة، وأبي الدرداء كذلك وروايته عن: علي، وسعد، وعثمان، وأبي موسى، وعائشة، وأم شريك، وابن عمر، وأبي هريرة، وابن عباس، وحكيم بن حزام، وعبد الله بن عمرو، وأبيه المسيب، وأبي سعيد، في" الصحيحين" وعن حسان بن ثابت، وصفوان بن أمية، ومعمر بن عبد الله، ومعاوية، وأم سلمة، في "صحيح مسلم" وروايته عن: جبير، بن مطعم، وجابر، وغيرهما. في "البخاري" وروايته عن عمر، في "السنن الأربعة" وروى أيضا: عن زيد بن ثابت، وسراقة بن مالك، وصهيب، والضحاك بن سفيان، وعبد الرحمن بن عثمان التيمي، وروايته عن: عتاب، بن أسيد، في "السنن الأربعة"، وهو مرسل. وأرسل عن: النبي صلى الله عليه وسلم وعن: أبي بكر الصديق. وكان زوج بنت أبي هريرة وأعلم الناس بحديثه.

روى عن خلق، منهم: إدريس بن صبيح، وأسامة بن زيد الليثي، وإسماعيل بن أمية، وبشير، وعبد الرحمن بن حرملة، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، وعبد الكريم الجزري، وعبد المجيد بن سهيل، وعبيد الله بن سليمان العبدي، وعثمان بن حكيم، وعطاء الخراساني، وعقبة بن حريث، وعلي بن جدعان، وعلي بن نفيل الحراني، وعمارة بن عبد الله بن طعمة، وعمرو بن شعيب، وعمرو بن دينار، وعمرو بن مرة، وعمرو بن مسلم الليثي، وغيلان بن جرير، والقاسم بن عاصم، وابنه محمد بن سعيد، وقتادة، ومحمد بن صفوان، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، وأبو جعفر محمد بن علي، ومحمد بن عمرو بن عطاء، والزهري، وابن المنكدر، ومعبد بن هرمز، ومعمر بن أبي حبيبة، وموسى بن وردان، وميسرة الأشجعي، وميمون بن مهران، وأبو سهيل نافع بن مالك، وأبو معشر نجيح السندي، -وهو عند الترمذي- وهاشم بن هاشم الوقاصي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن قسيط، ويزيد بن نعيم بن هزال، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج، ويونس بن سيف، وأبو جعفر الخطمي، وأبو قرة الأسدي، من "التهذيب".

وعنه: الزهري، وقتادة، وعمرو بن دينار، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وبكير بن الأشج، وداود بن أبي هند، وسعد بن إبراهيم، وعلي بن زيد بن جدعان، وشريك بن أبي نمر، وعبد الرحمن بن حرملة، وبشر كثير.

وكان ممن برز في العلم والعمل وقع لنا جملة من عالي حديثه.

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق القرافي، أنبأنا الفتح بن عبد الله الكاتب، أنبأنا محمد بن عمر الشافعي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد ابن علي بن الداية، قالوا: أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد، بن المسلمة، أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، سنة ثمانين وثلاث مائة، أنبأنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن: رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم من: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان".

هذا صحيح، عال، فيه دليل على أن هذه الخصال من كبار الذنوب أخرجه: مسلم عن أبي نصر التمار، عن حماد بن سلمة، فوقع لنا بدلا عاليا مع علوه في نفسه لمسلم ولنا فإن أعلى أنواع الإبدال أن يكون الحديث من أعلى حديث صاحب ذلك الكتاب ويقع لك بإسناد آخر أعلى بدرجة أو أكثر والله أعلم.

أخبرنا إسحاق الأسدي، أنبأنا يوسف الآدمي "ح"، وأنبأنا أحمد بن سلامة، قالا: أنبأنا أبو المكارم الأصبهاني، قال يوسف سماعا، وقال الآخر إجازة: أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا، أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن داود المكي، حدثنا حبيب كاتب مالك، حدثنا ابن أخي الزهري عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال لي جبريل ليبك الإسلام على موت عمر".

هذا حديث منكر. وحبيب: ليس بثقة، مع أن سعيدا عن أبي: منقطع.

عبد العزيز بن المختار، عن علي بن زيد، حدثني سعيد بن المسيب بن حزن: أن جده حزنا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما اسمك؟ " قال: حزن. قال: "بل أنت سهل". قال: يا رسول الله اسم سماني به أبواي، وعرفت به في الناس. فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال سعيد: فما زلنا تعرف الحزونة فينا أهل البيت.

هذا حديث مرسل، ومراسيل سعيد محتج بها. لكن علي بن زيد: ليس بالحجة. وأما الحديث فمروي بإسناد صحيح متصل، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ما اسمك؟ ". قال: حزن. قال: "أنت سهل" فقال: لا أغير اسما سمانيه أبي قال سعيد: فما زالت تلك الحزونة فينا بعد.

العطاف بن خالد، عن أبي حرملة، عن ابن المسيب، قال: ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة.

سفيان الثوري، عن عثمان بن حكيم، سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة، إلا وأنا في المسجد. إسناده ثابت.

حماد بن زيد: حدثنا يزيد بن حازم: أن سعيد بن المسيب كان يسرد الصوم.

مسعر، عن سعيد بن إبراهيم، سمع ابن المسيب يقول: ما أحد أعلم بقضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر مني.

أسامة بن زيد، عن نافع: أن ابن عمر ذكر سعيد بن المسيب، فقال: هو -والله- أحد المفتين.

قال أحمد بن حنبل، وغير واحد: مرسلات سعيد بن المسيب صحاح.

وقال قتادة، ومكحول، والزهري، وآخرون -واللفظ لقتادة: ما رأيت أعلم من سعيد بن المسيب.

قال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أحدا أوسع علما من ابن المسيب، هو عندي أجل التابعين.

عبد الرحمن بن حرملة: سمعت ابن المسيب يقول: حججت أربعين حجة.

قال يحيى بن سعيد الأنصاري: كان سعيد يكثر أن يقول في مجلسه: اللهم سلم سلم.

معن: سمعت مالكا يقول: قال ابن المسيب: إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.

ابن عيينة، عن إبراهيم بن طريف، عن حميد بن يعقوب، سمع سعيد بن المسيب، يقول: سمعت من عمر كلمة ما بقي أحد سمعها غيري.

أبو إسحاق الشيباني، عن بكير بن الأخنس، عن سعيد بن المسيب، قال: سمعت عمر على المنبر، وهو يقول: لا أجد أحدا جامع فلم يغتسل، أنزل أو لم ينزل إلا عاقبته.

ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، قال: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر. وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر.

الواقدي: حدثني هشام بن سعد سمعت الزهري وسئل عمن أخذ سعيد بن المسيب

علمه؟ فقال: عن زيد بن ثابت. وجالس: سعدا، وابن عباس، وابن عمر، ودخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: عائشة، وأم سلمة. وسمع من: عثمان، وعلي، وصهيب، ومحمد بن مسلمة، وجل روايته المسندة عن أبي هريرة، كان زوج ابنته وسمع من: أصحاب عمر وعثمان. وكان يقال: ليس أحد أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه.

وعن قدامة بن موسى، قال: كان ابن المسيب يفتي والصحابة أحياء.

وعن محمد بن يحيى بن حبان، قال: كان المقدم في الفتوى في دهره سعيد بن المسيب، ويقال له: فقيه الفقهاء.

الواقدي: حدثنا ثور بن زيد، عن مكحول، قال: سعيد بن المسيب عالم العلماء.

وعن علي بن الحسين، قال: ابن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار، وأفقههم في رأيه.

جعفر بن برقان: أخبرني ميمون بن مهران، قال: أتيت المدينة، فسألت عن أفقه أهلها، فدفعت إلى سعيد بن المسيب.

قلت: هذا يقوله ميمون مع لقيه لأبي هريرة وابن عباس.

عمر بن الوليد الشني، عن شهاب بن عباد العصري: حججت، فأتينا المدينة، فسألنا عن أعلم أهلها، فقالوا: سعيد.

قلت: عمر ليس بالقوي. قاله: النسائي.

معن بن عيسى، عن مالك، قال: كان عمر بن عبد العزيز لا يقضي بقضية يعني: وهو أمير المدينة حتى يسأل سعيد بن المسيب، فأرسل إليه إنسانا يسأله، فدعاه، فجاء. فقال عمر له: أخطأ الرسول، إنما أرسلناه يسألك في مجلسك. وكان عمر يقول: ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه، وكنت أوتى بما عند سعيد بن المسيب.

سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله الخزاعي، قال: سألني سعيد بن المسيب، فانتسبت له، فقال: لقد جلس أبوك إلي في خلافة معاوية، وسألني. قال سلام: يقول عمران: والله ما أراه مر على أذنه قط إلا وعاه قلبه يعني: ابن المسيب وإني أرى أن نفس سعيد كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب.

جعفر بن برقان: حدثنا ميمون بن مهران بلغني أن سعيد بن المسيب بقي أربعين سنة لم يأت المسجد فيجد أهله قد استقبلوه خارجين من الصلاة.

عفان: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا علي بن زيد: قلت لسعيد بن المسيب: يزعم قومك أن ما منعك من الحجإلا أنك جعلت الله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو على ابن مروان قال: ما فعلت وما أصلي صلاة إلا دعوت الله عليهم وإني قد حججت واعتمرت بضعا وعشرين مرة، وإنما كتبت علي حجة واحدة وعمرة، وإني أرى ناسا من قومك يستدينون ويحجون ويعتمرون ثم يموتون ولا يقضى عنهم، ولجمعة أحب إلي من حجة أو عمرة تطوعا فأخبرت بذلك الحسن، فقال: ما قال شيئا، لو كان كما قال، ما حج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اعتمروا.

فصل: في عزة نفسه وصدعه بالحق

سلام بن مسكين: حدثنا عمران بن عبد الله، قال: كان لسعيد بن المسيب في بيت المال بضعة وثلاثون ألفا، عطاؤه. وكان يدعى إليها، فيأبى، ويقول: لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله بيني وبين بني مروان.

حماد بن سلمة: أنبأنا علي بن زيد: أنه قيل لسعيد بن المسيب: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك، ولا يحركك، ولا يؤذيك؟ قال والله ما أدري إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد فصلى صلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفا من حصى فحصبته بها زعم أن الحجاج قال: ما زلت بعد أحسن الصلاة.

في "الطبقات" لابن سعد: أنبأنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، حدثنا ميمون، وأنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا أبو المليح عن ميمون ابن مهران، قال: قدم عبد الملك بن مروان المدينة فامتنعت منه القائلة، واستيقظ، فقال لحاجبه: انظر، هل في المسجد أحد من حداثنا؟ فخرج، فإذا سعيد بن المسيب في حلقته، فقام حيث ينظر إليه، ثم غمزه، وأشار إليه بأصبعه، ثم ولى فلم يتحرك سعيد فقال لا أراه فطن فجاء ودنا منه ثم غمزه وقال: ألم ترني أشير إليك؟ قال وما حاجتك؟ قال أجب أمير المؤمنين. فقال: إلي أرسلك؟ قال: لا، ولكن قال: انظر بعض حداثنا فلم أرى أحدا أهيأ منك قال: اذهب فأعلمه أني لست من حداثه. فخرج الحاجب وهو يقول: ما أرى هذا الشيخ إلا مجنونا وذهب، فأخبر عبد الملك، فقال: ذاك سعيد بن المسيب فدعه.

سليمان بن حرب، وعمرو بن عاصم: حدثنا سلام بن مسكين، عن عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي، قال: حج عبد الملك بن مروان فلما قدم المدينة، ووقف على باب المسجد، أرسل إلى سعيد بن المسيب رجلا يدعوه ولا يحركه. فأتاه الرسول، وقال: أجب أمير المؤمنين، واقف بالباب يريد أن يكلمك فقال: ما لأمير المؤمنين إلي حاجة، ومالي إليه حاجة وإن حاجته لي غير مقضية فرجع الرسول، فأخبره، فقال: ارجع، فقل له: إنما أريد أن أكلمك، ولا تحركه فرجع إليه فقال له: أجب أمير المؤمنين فرد عليه مثل ما قال أولا. فقال: لولا أن تقدم إلي فيك، ما ذهبت إليه إلا برأسك يرسل إليك أمير المؤمنين يكلمك تقول: مثل هذا فقال: إن كان يريد أن يصنع بي خيرا فهو لك، وإن كان يريد غير ذلك فلا أرحل حبوتي حتى يقضي ما هو قاض فأتاه فأخبره فقال: رحم الله أبا محمد أبى إلا صلابة.

زاد عمرو بن عاصم في حديثه بهذا الإسناد: فلما استخلف الوليد، قدم المدينة، فدخل المسجد، فرأى شيخا قد اجتمع عليه الناس فقال: من هذا؟ قالوا: سعيد بن المسيب فلما جلس أرسل إليه، فأتاه الرسول فقال: أجب أمير المؤمنين. فقال: لعلك أخطأت باسمي، أو لعله أرسلك إلى غيري. فرد الرسول، فأخبره، فغضب، وهم به. قال: وفي الناس يومئذ تقية فأقبلوا عليه فقالوا: يا أمير المؤمنين فقيه المدينة، وشيخ قريش، وصديق أبيك، لم يطمع ملك قبلك أن يأتيه. فما زالوا به حتى أضرب عنه.

عمران بن عبد الله -من أصحاب سعيد بن المسيب: ما علمت فيه لينا. قلت: كان عند سعيد بن المسيب أمر عظيم من بني أمية وسوء سيرتهم، وكان لا يقبل عطاءهم.

قال معن بن عيسى: حدثنا مالك، عن ابن شهاب: قلت لسعيد بن المسيب: لو تبديت وذكرت له البادية وعيشها والغنم. فقال كيف بشهود العتمة.

ابن سعد: أنبأنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي، أنبأنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم سمعت سعيد بن المسيب يقول: لقد رأيتني ليالي الحرة، وما في المسجد أحد غيري. وإن أهل الشام ليدخلون زمرا يقولون: انظروا إلى هذا المجنون. وما يأتي وقت صلاة إلا وسمعت أذانا في القبر، ثم تقدمت فأقمت، وصليت، وما في المسجد أحد غيري.

عبد الحميد هذا: ضعيف.

الواقدي: حدثنا طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: كان سعيد أيام الحرة في المسجد لم يخرج، وكان يصلي معهم الجمعة، ويخرج في الليل. قال: فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذانا يخرج من قبل القبر حتى أمن الناس.

ذكر محنته:

الواقدي: حدثنا عبد الله بن جعفر، وغيره من أصحابنا، قالوا: استعمل ابن الزبير جابر بن الأسود بن عوف الزهري على المدينة، فدعا الناس إلى البيعة لابن الزبير. فقال سعيد بن المسيب: لا، حتى يجتمع الناس فضربه ستين سوطا، فبلغ ذلك ابن الزبير، فكتب إلى جابر يلومه، ويقول: مالنا ولسعيد دعه.

وعن عبد الواحد بن أبي عون، قال: كان جابر بن الأسود -عامل ابن الزبير على المدينة- قد تزوج الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة، فلما ضرب سعيد بن المسيب صاح به سعيد والسياط تأخذه: والله ما ربعت على كتاب الله، وإنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة وما هي إلا ليال، فاصنع ما بدا لك، فسوف يأتيك ما تكره. فما مكث إلا يسيرا حتى قتل ابن الزبير.

الواقدي: حدثنا عبد الله بن جعفر، وغيره: أن عبد العزيز بن مروان توفي بمصر سنة أربع وثمانين، فعقد عبد الملك لابنيه: الوليد وسليمان بالعهد، وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان وعامله يومئذ على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي. فدعا الناس إلى البيعة، فبايعوا وأبى سعيد بن المسيب أن يبايع لهما، وقال: حتى أنظر فضربه هشام ستين سوطا، وطاف به في تبان من شعر، حتى بلغ به رأس الثنية، فلما كروا به، قال: أين تكرون بي؟ قالوا: إلى السجن. فقال: والله لولا أني ظننته الصلب ما لبست هذا التبان أبدا. فردوه إلى السجن، فحبسه، وكتب إلى عبد الملك يخبره بخلافه. فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع به ويقول: سعيد كان والله أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه، وإنا لنعلم ما عنده خلاف.

وحدثني أبو بكر بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة، قال: دخل قبيصة بن ذؤيب على عبد الملك بكتاب هشام بن إسماعيل يذكر أنه ضرب سعيدا وطاف به قال قبيصة: يا أمير المؤمنين، يفتات عليك هشام بمثل هذا، والله لا يكون سعيدا أبدا أمحل ولا ألج منه حين يضرب لو لم يبايع سعيد ما كان يكون منه، وما هو ممن يخاف فتقه، يا أمير المؤمنين اكتب إليه فقال عبد الملك: اكتب أنت إليه عني تخبره برأيي فيه وما خالفني من ضرب هشام إياه فكتب قبيصة بذلك إلى سعيد، فقال سعيد حين قرأ الكتاب: الله بيني وبين من ظلمني.

حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي، قال: دخلت على سعيد بن المسيب السجن، فإذا هو قد ذبحت له شاة فجعل الإهاب على ظهره، ثم جعلوا له بعد ذلك قضبا رطبا. وكان كلما نظر إلى عضديه قال اللهم انصرني من هشام.

شيبان بن فروخ: حدثنا سلام بن مسكين، حدثنا عمران بن عبد الله الخزاعي، قال: دعي سعيد بن المسيب للوليد وسليمان بعد أبيهما، فقال لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار. فقيل: ادخل واخرج من الباب الآخر. قال: والله لا يقتدي بي أحد من الناس. قال: فجلده مائة، وألبسه المسوح.

ضمرة بن ربيعة: حدثنا رجاء بن جميل، قال: قال عبد الرحمن بن عبد القاري لسعيد بن المسيب حين قامت البيعة للوليد وسليمان بالمدينة: إني مشير عليك بخصال. قال: ما هن؟ قال: تعتزل مقامك فإنك تقوم حيث يراك هشام بن إسماعيل قال: ما كنت لأغير مقاما قمته منذ أربعين سنة قال تخرج معتمرا. قال ما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس لي فيه نية. قال فما الثالثة؟ قال: تبايع قال أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي؟ قال -وكان أعمى- قال رجاء: فدعاه هشام بن إسماعيل إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك مالك ولسعيد وما كان علينا منه شيء نكرهه، فأما إذ فعلت فاضربه ثلاثين سوطا، وألبسه تبان شعر، وأوقفه للناس، لئلا يقتدي به الناس، فدعاه هشام، فأبى وقال: لا أبايع لاثنين. فألبسه تبان شعر وضربه ثلاثين سوطا، وأوقفه للناس. فحدثني الأيليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة، قالوا: علمنا أنه لا يلبس التبان طائعا، قلنا له: يا أبا محمد، إنه القتل، فاستر عورتك. قال: فلبسه فلما ضرب تبين له أنا خدعناه. قال يا معجلة أهل أيلة لولا أني ظننت أنه القتل ما لبسته.

وقال هشام بن زيد: رأيت ابن المسيب حين ضرب في تبان شعر.

يحيى بن غيلان: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، قال: أتيت سعيد بن المسيب، وقد ألبس تبان شعر، وأقيم في الشمس، فقلت لقائدي: أدنني منه فأدناني منه فجعلت أسأله خوفا من أن يفوتني، وهو يجيبني حسبة والناس يتعجبون.

قال أبو المليح: الرقي حدثني غير واحد: أن عبد الملك ضرب سعيد بن المسيب خمسين سوطا، وأقامه بالحرة وألبسه تبان شعر فقال سعيد: لو علمت أنهم لا يزيدوني على الضرب ما لبسته، إنما تخوفت من أن يقتلوني، فقلت: تبان أستر من غيره.

قبيصة: حدثنا سفيان عن رجل من آل عمر قال: قلت لسعيد بن المسيب: ادع على بني أمية. قال اللهم: أعز دينك، وأظهر أولياءك، واخز أعداءك، في عافية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

أبو عاصم النبيل، عن أبي يونس القوي، قال: دخلت مسجد المدينة، فإذا سعيد بن المسيب جالس وحده، فقلت: ما شأنه؟ قيل: نهي أن يجالسه أحد.

همام، عن قتادة: أن ابن المسيب كان إذا أراد أحدا أن يجالسه، قال: إنهم قد جلدوني، ومنعوا الناس أن يجالسوني.

عن أبي عيسى الخراساني، عن ابن المسيب، قال: لا تملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكيلا تحبط أعمالكم.

تزويجه ابنته:

أنبئت عن أبي المكارم الشروطي، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا الحسن بن عبد العزيز، قال: كتب إلى ضمرة بن ربيعة، عن إبراهيم بن عبد الله الكناني: أن سعيد بن المسيب زوج ابنته بدرهمين.

سعيد بن منصور: حدثنا مسلم الزنجي عن يسار بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب: أنه زوج ابنة له على درهمين من ابن أخيه.

وقال أبو بكر بن أبي داود: كانت بنت سعيد قد خطبها عبد الملك لابنه الوليد، فأبى عليه، فلم يزل يحتال عبد الملك عليه حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد، وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف ثم قال: حدثني أحمد ابن أخي عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمر بن وهب، عن عطاف بن خالد، عن ابن حرملة، عن ابن أبي وداعة -يعني: كثيرا- قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب، ففقدني أياما فلما جئته، قال: أين كنت؟ قلت: توفيت أهلي، فاشتغلت بها. فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها. ثم قال: هل استحدثت امرأة؟ فقلت: يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟ قال: أنا. فقلت: وتفعل؟ قال: نعم ثم تحمد، وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوجني على درهمين أو قال: ثلاثة فقمت، وما أدري ما أصنع من الفرح، فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر فيمن أستدين. فصليت المغرب، ورجعت إلى منزلي، وكنت وحدي صائما فقدمت عشائي أفطر، وكان خبزا وزيتا فإذا بابي يقرع. فقلت: من هذا؟ فقال: سعيد فأفكرت في كل من اسمه سعيد إلا ابن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد، فخرجت، فإذا سعيد، فظننت أنه قد بدا له. فقلت: يا أبا محمد، إلا أرسلت إلي فآتيك؟ قال: لا أنت أحق أن تؤتى، إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله، ثم أخذ بيدها، فدفعها في الباب ورد الباب. فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم وضعت القصعة في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت السطح فرميت الجيران فجاؤوني فقالوا ما شأنك فأخبرتهم ونزلوا إليها وبلغ أمي فجاءت، وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام. فأقمت ثلاثا، ثم دخلت بها، فإذا هي من أجمل الناس، وأحفظ الناس لكتاب الله، وأعلمهم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعرفهم بحق زوج. فمكثت شهرا لا آتي سعيد بن المسيب، ثم أتيته وهو في حلقته، فسلمت فرد علي السلام، ولم يكلمني حتى تقوض المجلس. فلما لم يبقى غيري، قال: ما حال ذلك الإنسان؟ قلت: خير يا أبا محمد على ما يحب الصديق، ويكره العدو. قال: إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم.

قال أبو بكر بن أبي داود: ابن أبي وداعة هو كثير بن المطلب بن أبي وداعة.

قلت: هو سهمي، مكي، روى عن: أبيه المطلب، أحد مسلمة الفتح. وعنه: ولده، جعفر بن كثير وابن حرملة.

تفرد بالحكاية: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. وعلى ضعفه قد احتج به مسلم.

قال عمرو بن عاصم: حدثنا سلام بن مسكين، حدثنا عمران بن عبد الله، قال: زوج سعيد بن المسيب بنتا له من شاب من قريش، فلما أمست، قال لها: شدي عليك ثيابك، واتبعيني ففعلت، ثم قال: صلي ركعتين. فصلت: ثم أرسل إلى زوجها، فوضع يدها في يده وقال انطلق بها فذهب بها فلما رأتها أمه، قالت: من هذه قال: امرأتي. قالت: وجهي من وجهك حرام إن أفضيت إليها حتى أصنع بها صالح ما يصنع بنساء قريش فأصلحتها ثم بنى بها.

ومن معرفته بالتعبير:

قال الواقدي: كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر الصديق وأخذته أسماء عن أبيها ثم ساق الواقدي عدة منامات منها:

حدثنا موسى بن يعقوب، عن الوليد بن عمرو بن مسافع، عن عمر بن حبيب بن قليع، قال: كنت جالسا عند سعيد بن المسيب يوما، وقد ضاقت بي الأشياء، ورهقني دين فجاءه رجل فقال رأيت كأني أخذت عبد الملك ابن مروان، فأضجعته إلى الأرض وبطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد قال: ما أنت رأيتها. قال: بلى قال لا أخبرك أو تخبرني. قال: ابن الزبير رآها، وهو بعثني إليك. قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك، وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة. قال: فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته فسر، وسألني عن سعيد وعن حاله، فأخبرته، وأمر بقضاء ديني وأصبت منه خيرا.

قال: وحدثني الحكم بن القاسم، عن إسماعيل بن أبي حكيم، قال: قال رجل: رأيت كأن عبد الملك بن مروان يبول قبلة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرار فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب، فقال: إن صدقت رؤياك قام فيه من صلبه أربعة خلفاء.

وأخبرنا عبد السلام بن حفص، عن شريك بن أبي نمر: قلت لسعيد ابن المسيب: رأيت كأن أسناني سقطت في يدي ثم دفنتها. فقال إن صدقت رؤياك دفنت أسنانك من أهل بيتك.

وحدثنا ابن أبي ذئب، عن مسلم الحناط: قال رجل لابن مسيب رأيت أني أبول في يدي فقال: اتق الله، فإن تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأة بينهما رضاع.

وبه، وجاءه آخر، فقال: أراني كأني أبول في أصل زيتونة. فقال إن تحتك ذات رحم فنظر فوجد كذلك.

وقال له رجل: إني رأيت كأن حمامة وقعت على المنارة. فقال يتزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر.

وبه، عن ابن المسيب، قال: الكبل في النوم ثبات في الدين. وقيل له: يا أبا محمد رأيت كأني في الظل، فقمت إلى الشمس. فقال: إن صدقت رؤياك، لتخرجن من الإسلام. قال يا أبا محمد إني أراني أخرجت حتى أدخلت في الشمس فجلست. قال: تكره على الكفر. قال: فأسر، وأكره على الكفر، ثم رجع فكان يخبر بهذا بالمدينة.

وحدثنا عبد الله بن جعفر، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب: قال رجل لابن المسيب: إنه رأى كأنه يخوض النار. قال: لا تموت حتى تركب البحر، وتموت قتيلا فركب البحر وأشفى على الهلكة، وقتل يوم قديد.

وحدثنا الصالح بن خوات، عن ابن المسيب، قال آخر الرؤيا أربعون سنة يعني تأويلها.

روى هذا الفصل: ابن سحد في "الطبقات"، عن الواقدي.

سلام بن مسكين، عن عمران، بن عبد الله، قال: رأى الحسن بن علي كأن بين عينيه مكتوب {قل هو الله أحد}، فاستبشر به، وأهل بيته. فقصوها على سعيد بن المسيب فقال: إن صدقت رؤياه فقلما بقي من أجله فمات بعد أيام.

ومن كلامه:

سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء ثم قال لنا سعيد -وهو ابن أربع وثمانين سنة، وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى-: ما شيء أخوف عندي من النساء.

وقال: ما أصلي صلاة، إلا دعوت الله على بني مروان.

قتيبة: حدثنا عطاف بن خالد، عن ابن حرملة قال: ما سمعت سعيد بن المسيب سب أحد من الأئمة، إلا أني سمعته يقول: قاتل الله فلانا، كان أول من غير قضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه قال: "الولد للفراش".

سلام بن مسكين، عن عمران بن عبد الله، قال: كان ابن المسيب لا يقبل من أحد شيئا.

العطاف، عن ابن حرملة، قال قال سعيد: لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد ما كان لله فهو عظيم حسن جميل.

عبد الرحمن بن زياد بن أنعم: حدثني يحيى بن سعيد، سمع ابن المسيب يقول: لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله، يعطي منه حقه، ويكف به وجهه عن الناس.

الثوري، عن يحيى بن سعيد: أن ابن المسيب خلف مئة دينار. وعن عباد بن يحيى بن سعيد: أن ابن المسيب خلف ألفين أو ثلاثة آلاف. وعن ابن المسيب، قال: ما تركتها إلا لأصون بها ديني وعنه قال من استغنى بالله، افتقر الناس إليه.

داود بن عبد الرحمن العطار، عن بشر بن عاصم، قال: قلت لسعيد بن المسيب: يا عم ألا تخرج، فتأكل اليوم مع قومك؟ قال: معاذ الله يا ابن أخي أدع خمسا وعشرين صلاة خمس صلوات قد سمعت كعبا يقول وددت أن هذا اللبن عاد قطرانا تتبع قريش أذناب الإبل في هذه الشعاب إن الشيطان مع الشاذ وهو من الاثنين أبعد.

العطاف بن خالد، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب: أنه اشتكى عينه، فقالوا: لو خرجت إلى العقيق، فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة قال فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح.

العطاف، عن ابن حرملة: قلت لبرد مولى ابن المسيب: ما صلاة ابن المسيب في بيته؟

قال: ما أدري، إنه ليصلي صلاة كثيرة، إلا أنه يقرأ بـ {ص والقرآن ذي الذكر}.

وقال عمرو بن عاصم: حدثنا عاصم بن العباس الأسدي، قال: كان سعيد بن المسيب يذكر، ويخوف، وسمعته يقرأ في الليل على راحلته فيكثر، وسمعته يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وكان يحب أن يسمع الشعر، وكان لا ينشده، ورأيته يمشي حافيا وعليه بت، ورأيته يخفي شاربه شبيها بالحلق، ورأيته يصافح كل من لقيه، وكان يكره كثرة الضحك.

سفيان الثوري، عن داود بن أبي هند، عن سعيد: أنه كان يستحب أن يسمي ولده بأسماء الأنبياء.

حماد بن سلمة، عن علي بن زيد: أنه كان يصلي التطوع في رحله، وكان يلبس ملاء شرقية.

سلام بن مسكين: حدثني عمران بن عبد الله، قال: ما أحصي ما رأيت على سعيد بن المسيب من عدة قمص الهروي، وكان يلبس هذه البرود الغالية البيض.

أبان بن يزيد: حدثنا قتادة: سألت سعيدا عن الصلاة على الطنفسة، فقال: محدث.

موسى بن إسماعيل: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، حدثني غنيمة جارية سعيد: أنه كان لا يأذن لبنته في لعب العاج، ويرخص لها في الكبر تعني: الطبل.

إسماعيل بن أبي أويس: حدثنا محمد بن هلال، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: ما تجارة أعجب إلي من البز ما لم يقع فيه أيمان!.

مطرف بن عبد الله: حدثنا مالك، قال: قال برد مولى ابن المسيب لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحسن ما يصنع هؤلاء! قال سعيد: وما يصنعون؟ قال: يصلي أحدهم الظهر، ثم لا يزال صافا رجليه حتى يصلي العصر فقال: ويحك يا برد! أما -والله- ما هي بالعبادة، إنما العبادة التفكر في أمر الله والكف عن محارم الله.

سلام بن مسكين: حدثنا عمران بن عبد الله الخزاعي، قال: قال سعيد بن المسيب ما خفت على نفسي شيئا مخافة النساء. قالوا يا أبا محمد إن مثلك لا يريد النساء، ولا تريده النساء. فقال: هو ما أقول لكم، وكان شيخا كبيرا أعمش.

الواقدي: أنبأنا طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه: قال سعيد بن المسيب: قلة العيال أحد اليسرين.

حماد بن زيد: حدثنا علي بن زيد، قال: قال لي سعيد بن المسيب: قل لقائدك يقوم، فينظر إلى وجه هذا الرجل وإلى جسده. فقام، وجاء فقال: رأيت وجه زنجي، وجسد أبيض. فقال سعيد: إن هذا سب هؤلاء: طلحة والزبير وعليا رضي الله عنهم فنيهته، فأبى فدعوت الله عليه قلت: إن كنت كاذبا، فسود الله وجهك. فخرجت بوجهه قرحة، فاسود وجهه.

مالك، عن يحيى بن سعيد، قال: سئل سعيد بن المسيب عن آية: فقال سعيد: لا أقول في القرآن شيئا.

قلت: ولهذا قل ما نقل عنه في التفسير.

ذكر لباسه:

قال ابن سعد في "الطبقات": أخبرنا قبيصة، عن عبيد بن نسطاس، قال: رأيت سعيد بن المسيب يعتم بعمامة سوداء، ثم يرسلها خلفه، ورأيت عليه إزارا وطيلسانا وخفين.

أخبرنا معن، حدثنا محمد بن هلال: أنه رأى سعيد بن المسيب يعتم وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء لها علم أحمر يرخيها وراءه شبرا.

أخبرنا القعنبي، حدثنا عثيم: رأيت ابن المسيب يلبس في الفطر والأضحى عمامة سوداء، ويلبس عليها برنسا أحمر أرجوانيا.

أخبرنا عارم، حدثنا حماد، عن شعيب بن الحبحاب: رأيت على سعيد بن المسيب برنس أرجوان.

أخبرنا أبو نعيم، حدثنا خالد بن إلياس: رأيت على سعيد قميصا إلى نصف ساقه، وكماه إلى أطراف أصابعه ورداء فوق القميص، خمسة أذرع وشبر.

أخبرنا روح، أخبرنا سعيد، عن قتادة عن إسماعيل بن عمران قال: كان سعيد بن المسيب يلبس طيلسانا أزراره ديباج.

أخبرنا معن، حدثنا محمد بن هلال، قال: لم أرى سعيدا لبس غير البياض.

وعن ابن المسيب: أنه كان يلبس سراويل.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا أبو معشر، قال: رأيت على سعيد بن المسيب الخز.

أخبرنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن عمرو، قال: كان ابن المسيب لا يخضب.

أخبرنا خالد بن مخلد، حدثنا محمد بن هلال: رأيت سعيد بن المسيب يصفر لحيته.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أويس، حدثنا أبو الغصن: أنه رأى سعيد بن المسيب أبيض الرأس واللحية.

وعن يحيى بن سعيد: أن ابن المسيب كان إذا مر بالمكتب، قال للصبيان: هؤلاء الناس بعدنا.

ذكر مرضه ووفاته:

قال ابن سعد: حدثنا خالد بن مخلد، حدثني سليمان بن بلال، حدثني عبد الرحمن بن حرملة، قال: دخلت على سعيد بن المسيب وهو شديد المرض، وهو يصلي الظهر، وهو مستلق يومئ إيماء، فسمعته يقرأ: بـ "الشمس وضحاها".

الثوري، عن ابن حرملة، قال: كنت مع ابن المسيب في جنازة، فقال رجل: استغفروا لها. فقال: ما يقول راجزهم! قد حرجت على أهلي أن يرجز معي راجز، وأن يقولوا: مات سعيد بن المسيب، حسبي من يقلبني إلى ربي، وأن يمشوا معي بمجمر، فإن أكن طيبا، فما عند الله أطيب من طيبهم.

معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: أوصيت أهلي بثلاث: أن لا يتبعني راجز ولا نار، وأن يعجلوا بي، فإن يكن لي عند الله خير، فهو خير مما عندكم.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، حدثني أبي، عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، قال: اشتد وجع سعيد بن المسيب، فدخل عليه نافع بن جبير يعوده، فأغمي عليه،

فقال نافع: وجهوه. ففعلوا، فأفاق، فقال: من أمركم أن تحلوا فراشي إلى القبلة، أنافع؟ قال: نعم. قال له سعيد: لئن لم أكن على القبلة والملة والله لا ينفعني توجيهكم فراشي.

ابن أبي ذئب، عن أخيه المغيرة: أنه دخل مع أبيه على سعيد، وقد أغمي عليه، فوجه إلى القبلة، فلما أفاق، قال: من صنع بي هذا، ألست امرءا مسلما؟ وجهي إلى الله حيث ما كنت.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن القيس الزيات، عن زرعة بن عبد الرحمن: قال سعيد بن المسيب: يا زرعة، إني أشهدك على ابني محمد لا يؤذنن بي أحدا، حسبي أربعة يحملوني إلى ربي.

وعن يحيى بن سعيد، قال: لما احتضر سعيد بن المسيب، ترك دنانير، فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أتركهاإلا لأصون بها حسبي وديني.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة: شهدت سعيد بن المسيب يوم مات سنة أربع وتسعين، فرأيت قبره قد رش عليه الماء، وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها.

وقال الهيثم بن عدي: مات في سنة أربع وتسعين عدة فقهاء، منهم سعيد بن المسيب. وفيها أرخ وفاة ابن المسيب: سعيد بن عفير، وابن نمير، والواقدي. وما ذكر ابن سعد سواه.

وقال أبو نعيم، وعلي بن المديني: توفي سنة ثلاث وتسعين.

وقال أحمد بن حنبل: حدثنا حماد بن خالد الخياط: أن سعيد بن المسيب توفي سنة خمس وتسعين، والأول أصح.

وأما ما قال المدائني، وغيره من أنه توفي سنة خمس ومائة، فغلط. وتبعه عليه بعضهم، وهي رواية عن ابن معين. ومال إليه: أبو عبد الله الحاكم، والله أعلم.

آخر الترجمة، والحمد الله.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 123

سعيد بن المسيب فأما أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي كان من الممتحنين امتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم صاحب عبادة وجماعة وعفة وقناعة وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ومن المعاصي والجهالات بعيدا وقد قيل: إن التصوف التمكن من الخدمة والتحفظ للحرمة

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، قال: ثنا الفضل بن محمد الجندي، قال: ثنا صامت بن معاذ، قال: ثنا عبد المجيد يعني ابن أبي رواد، قال: ثنا معمر، عن بكر بن خنيس، قال: قلت لسعيد بن المسيب وقد رأيت أقواما يصلون ويتعبدون: يا أبا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم فقال لي: «يا ابن أخي إنها [ص:162] ليست بعبادة» قلت له: فما التعبد يا أبا محمد؟ قال: «التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله، وأداء فرائض الله تعالى»

حدثنا محمد بن علي بن عاصم، قال: ثنا محمد بن الحسن بن الطفيل، قال: ثنا محمد بن عمرو المغربي قال: ثنا عطاف بن خالد، عن صالح بن محمد بن زائدة: أن فتية من بني ليث كانوا عبادا وكانوا يروحون بالهاجرة إلى المسجد ولا يزالون يصلون حتى يصلى العصر فقال صالح لسعيد: هذه هي العبادة لو نقوى على ما يقوى عليه هؤلاء الفتيان فقال سعيد: «ما هذه العبادة، ولكن العبادة التفقه في الدين والتفكر في أمر الله تعالى»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، قال: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا عطاف بن خالد، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، قال: «من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة»

حدثنا إبراهيم، وأبو حامد بن جبلة قالا: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا عطاف بن خالد، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب: أنه اشتكى عينيه فقيل له: يا أبا محمد لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة فوجدت ريح البرية لنفع ذلك بصرك فقال سعيد: «فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح؟»

حدثنا أحمد بن الفضل، قال: ثنا أبو العباس السراج، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا عطاف بن خالد، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: «ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان، عن أبي سهل وهو عثمان بن حكيم قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: «ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قال: ثنا إسماعيل بن يزيد الرقي، قال: ثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران: أن سعيد بن المسيب، «[ص:163] مكث أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من الصلاة»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا أنس يعني ابن عياض، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن برد مولى ابن المسيب قال: «ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا أبو العباس السراج، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا يحيى بن واضح، عن داود ابن علية، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن المسيب، قال: «ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها ولا دخل علي قضاء فرض إلا وأنا إليه مشتاق»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا أبو العباس السراج، قال: ثنا عبيد الله بن سعيد، قال: ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، قال: قال سعيد بن المسيب ذات يوم: «ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة منذ عشرين سنة»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني الحسن بن عبد العزيز، قال: سمعت عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، قال: «كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لأحد من التابعين لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس»

حدثنا أبو محمد بن حيان، قال: ثنا أحمد بن روح، قال: ثنا أحمد بن حامد، قال: ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، قال: «صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة»

وقال سعيد بن المسيب: «ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر الفريابي، قال: ثنا وهب بن بقية، قال: ثنا خالد عن داود يعني ابن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، قال: وسألته ما يقطع الصلاة قال: «الفجور ويسترها التقوى»

حدثنا أبي، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، قال: ثنا هدبة بن خالد، قال: ثنا حماد بن زيد، قال: ثنا يزيد بن حازم: أن سعيد بن المسيب، «كان يسرد الصوم»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني جعفر بن حامد الرسعني، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: ثنا سليمان بن أبي بلال، عن [ص:164] ابن حرملة، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: «لقد حججت أربعين حجة»

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا محمد بن شبل، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا سلام بن مسكين، قال: ثنا عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي، قال: «إن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب»

حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد، قال: ثنا محمد بن عمرو بن سعيد البصري، قال: ثنا محمد بن زكريا، قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا سعيد بن المسيب، قال: «ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز وجل ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله وكفى بالمؤمن نصرة من الله أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا عطاف بن خالد، قال: عن ابن حرملة، قال: خرج سعيد بن المسيب في ليلة مطر وطين وظلمة منصرفا من العشاء فأدركه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل ومعه غلام معه سراج فسلم عليه عبد الرحمن ومشيا يتحدثان حتى إذا حاذى عبد الرحمن بداره انصرف إليها فقال للغلام امش مع أبي محمد بالسراج فقال سعيد: «لا حاجة لي بنوركم، نور الله خير من نوركم»

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا محمد بن شبل، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد: أن سعيد بن المسيب، كان يكثر أن يقول في مجلسه: «اللهم سلم سلم»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا عطاف بن خالد، عن ابن حرملة، قال: حفظت صلاة ابن المسيب وعمله بالنهار فسألت مولاه عن عمله، بالليل فأخبرني فقال: وكان لا يدع أن يقرأ، بـ ص والقرآن كل ليلة فسألته عن ذلك، فأخبرني فقال: إن رجلا من الأنصار صلى إلى شجرة فقرأ بـ ص فلما مر بالسجدة سجد وسجدت الشجرة معه فسمعها تقول: «اللهم أعطني بهذه السجدة أجرا وضع عني بها وزرا [ص:165] وارزقني بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن حرملة، قال: مروا على ابن المسيب بجنازة ومعها إنسان يقول: استغفروا الله له فقال ابن المسيب: «ما يقول راجزهم هذا حرمت على أهلي أن يرجزوا معي راجزهم هذا وأن يقول مات سعيد فاشهدوه حسبي من يقلبني إلى ربي عز وجل وأن يمشوا معي بمجمرات إن أكن طيبا فما عند الله أطيب»

حدثنا أبو يوسف بن محمد البجيرمي، قال: ثنا الحسن بن المثنى، قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد بن جدعان قال لسعيد بن المسيب: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يهيجك ولا يؤذيك؟ قال: " والله لا أدري غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفا من حصباء فحصبته بها قال الحجاج: فما زلت أحسن الصلاة "

حدثنا فاروق الخطابي، قال: ثنا محمد بن أحمد بن حيان، قال: ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: ثنا سليمان بن بلال، وحدثنا أبو بكر الطلحي، قال: ثنا الحسين بن جعفر القتات، قال: ثنا منجاب بن الحارث، قال: ثنا علي بن مسهر، قالا: عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، {إنه كان للأوابين غفورا} قال: «الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ولا يعود في شيء قصدا»

حدثنا عبد الرحمن بن العباس، قال: ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال: ثنا عبد الله بن عمر، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثنا عبد السلام يعني ابن حرب، عن يحيى بن سعيد، قال: دخلنا على سعيد نعوده ومعنا نافع بن جبير فقالت أم ولده: إنه لم يأكل منذ ثلاث فكلموه فقال نافع بن جبير: إنك من أهل الدنيا ما دمت فيها ولا بد لأهل الدنيا مما يصلحهم فلو أكلت شيئا؟ قال: " كيف يأكل من كان على مثل حالنا هذه، بضعة يذهب بها إلى النار أو إلى الجنة؟ فقال نافع: ادع الله أن يشفيك فإن الشيطان قد كان يغبطه مكانك من المسجد [ص:166] قال: «بل أخرجني الله تعالى من بينكم سالما»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا شيبان بن فروخ، قال: ثنا سلام بن مسكين، قال: ثنا عمران بن عبد الله بن طلحة، قال: دعي سعيد بن المسيب إلى نيف وثلاثين ألفا ليأخذها فقال: «لا حاجة لي فيها ولا بني مروان حتى ألقى الله فيحكم بيني وبينهم»

حدثنا أحمد بن بندار، قال: ثنا أحمد بن محمد الخزاعي، قال: ثنا القعنبي، قال: ثنا مالك بن أنس، قال: «كان سعيد بن المسيب يماري غلاما له في ثلثي درهم وأتاه ابن عمه بأربعة آلاف درهم فأبى أن يأخذها»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: ثنا أبي قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: «قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا أبي قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: «قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء» وكان بصره قد ذهب

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا هارون بن عبد الله، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: «ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء»

وقال: أخبرنا سعيد وهو ابن أربع وثمانين وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى: «ما شيء أخوف عندي من النساء»

حدثنا أبي قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: ثنا أبو الربيع الرشديني، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن جريج، أن عبيد الله بن عبد الرحمن أخبره، أنه، سمع سعيد بن المسيب، يقول: «يد الله فوق عباده فمن رفع نفسه وضعه الله ومن وضعها رفعه الله، الناس تحت كنفه يعملون أعمالهم فإذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته»

حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، قال: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: ثنا [ص:167] حاتم بن الليث الجوهري، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، قال: قلنا لسعيد بن المسيب: يزعم قومك أنما يمنعك من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو الله على بني مروان قال: «فما فعلت ذلك وما أصلي لله عز وجل في صلاة إلا دعوت عليهم وإني قد حججت واعتمرت بضعا وعشرين مرة وإنما كتبت علي حجة واحدة»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا أبو العباس الثقفي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا عطاف بن خالد، عن ابن حرملة، قال: ما سمعت سعيد بن المسيب، سب أحدا من الأئمة قط إلا أني سمعته يقول: قاتل الله فلانا كان أول من غير قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا سلام بن مسكين، عن عمران بن عبد الله، قال: «كان سعيد بن المسيب لا يقبل من أحد شيئا لا دينارا ولا درهما ولا شيئا» قال: «وربما عرض عليه الأشربة فيعرض فلا يشرب من شراب أحد منهم»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا الحسن بن عبد العزيز، قال: كتب إلينا ضمرة بن ربيعة، عن إبراهيم بن عبد الله الكتاني، أن سعيد بن المسيب، «زوج ابنته بدرهمين»

حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، قال: ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: ثنا عمي عبد الله بن وهب، عن عطاف بن خالد، عن ابن حرملة، عن ابن وهب، قال: ثنا عمي عبد الله بن وهب، عن عطاف بن خالد بن حرملة، عن ابن أبي وداعة، قال: " كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياما فلما جئته قال: أين كنت؟ قال: توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها؟ قال: ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثت امرأة؟ فقلت: يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟ فقال: أنا، فقلت: أوتفعل؟ قال: نعم، ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو

قال: ثلاثة قال: فقمت ولا أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن أستدين فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي واسترحت وكنت وحدي صائما فقدمت عشائي أفطر كان خبزا وزيتا فإذا بآت يقرع فقلت: من هذا؟ قال: سعيد قال: فتفكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب فظننت أنه قد بدا له فقلت: يا أبا محمد ألا أرسلت إلي فآتيك قال: لأنت أحق أن تؤتى قال: قلت: فما تأمر؟ قال: إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم قدمتها إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران فجاءوني فقالوا: ما شأنك؟ قلت: ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة فقالوا: سعيد بن المسيب زوجك؟ قلت: نعم وها هي في الدار قال: فنزلوا هم إليها وبلغ أمي فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام قال: فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس وإذا هي من أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج قال: فمكثت شهرا لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان قرب الشهر أتيت سعيدا وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس فلما لم يبق غيري قال: ما حال ذلك الإنسان؟ قلت: خيرا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو قال: إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم " قال عبد الله بن سليمان: وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبد الملك بن مروان لابنه الوليد بن عبد الملك حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه

جرة ماء وألبسه جبة صوف قال عبد الله: وابن أبي وداعة هذا هو كثير بن عبد المطلب بن أبي وداعة

حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب، قال: ثنا الحسن بن علي الطوسي، قال: ثنا محمد بن عبد الكريم، قال: ثنا الهيثم بن علي، قال: ثنا يحيى بن سعيد بن المسيب، قال سعيد: دخلت المسجد ليلة إضحيان قال: وأظن أن قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل ما أقول قال: قل: «اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن» قال سعيد: فما دعوت بها قط بشيء إلا رأيت نجحه

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا أحمد بن الوليد، قال: ثنا يعقوب بن محمد الزهري قال: ثنا الزبير بن حبيب قال: ثنا طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب، قال: دخل المطلب بن حنطب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث، فقال: «أقعدوني» فأقعدوه قال: «إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا أبو العباس، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا كثير بن هشام، قال: ثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران: أن عبد الملك بن مروان، قدم المدينة فاستيقظ من قائلته فقال لحاجبه: انظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فلم يرى فيه إلا سعيد بن المسيب فأشار إليه بإصبعه فلم يتحرك سعيد ثم أتاه الحاجب فقال: ألم تر أني أشير إليك؟ قال: «وما حاجتك؟» فقال: استيقظ أمير المؤمنين فقال: انظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فقال له سعيد لست من حداثه فخرج الحاجب فقال: ما وجدت في المسجد إلا شيخا أشرت إليه فلم يقم قلت له: إن أمير المؤمنين استيقظ وقال لي انظر هل ترى أحدا من حداثي قال: إني لست من حداث أمير المؤمنين قال عبد الملك بن مروان: ذلك سعيد بن المسيب دعه "

حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، قال: ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن، قال: ثنا زكريا بن يحيى، قال: ثنا الأصمعي، قال: ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال سعيد بن المسيب: «إن الدنيا نذلة وهي إلى كل نذل أميل وأنذل منها من أخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير سبيلها»

حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، قال: ثنا محمود بن محمد الواسطي، قال: ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: ثنا محمد بن عبد عمرو العسقلاني، قال: حدثني إبراهيم بن أدهم، عن أبي عيسى الخراساني، عن سعيد بن المسيب، قال: «لا تملئوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا سلام بن مسكين، قال: ثنا عمران بن عبد الله، قال: دعي سعيد بن المسيب للبيعة للوليد، وسليمان بعد عبد الملك بن مروان قال: فقال: «لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار» قال: فقيل: ادخل من الباب واخرج من الباب الآخر قال: «والله لا يقتدي بي أحد من الناس» قال: فجلده مائة وألبسه المسوح "

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني الحسن بن عبد العزيز، قال: كتب إلينا ضمرة، وحدثنا محمد بن علي، قال: ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: ثنا أحمد بن زيد، قال: ثنا ضمرة، قال: ثنا رجاء بن جميل الأيلي، قال: قال عبد الرحمن بن عبد القارئ لسعيد بن المسيب حين قدمت البيعة للوليد، وسليمان بالمدينة من بعد موت أبيهما: إني مشير عليك بخصال ثلاث قال: «وما هي؟» قال: تعتزل مقامك فإنك هو وحيث يراك هشام بن إسماعيل قال: «ما كنت لأغير مقاما قمته منذ أربعين سنة» قال: تخرج معتمرا قال: «ما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس لي فيه نية»، وقال: فما الثالثة؟ قال: تبايع قال: " أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك، قال: فما علي؟ " قال وكان أعمى قال رجاء: فدعاه هشام إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك: ما لك ولسعيد ما كان علينا منه شيء نكرهه، فأما إذ فعلت [ص:171] فاضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدي به الناس. فدعاه هشام فأبى وقال: «لا أبايع لاثنين» قال: فضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس. قال رجاء: حدثني الأيليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة قالوا: علمنا أنه لا يلبس التبان طائعا قلنا له: يا أبا محمد إنه القتل فاستر عورتك قال: فلبسه فلما ضرب قلنا له: إنا خدعناك قال: «يا معجلة أهل أيلة لولا أني ظننت أنه القتل ما لبسته» لفظ الحسن بن عبد العزيز

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن الفرج، قال: ثنا حجاج بن محمد، عن هشام بن زيد، قال: «رأيت سعيد بن المسيب حين ضرب في تبان من شعر»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا ابن أبي الثلج، قال: سمعت يحيى بن غيلان، قال: ثنا أبو عوانة، عن قتادة، قال: " أتيت سعيد بن المسيب وقد ألبس تبان شعر وأقيم في الشمس فقلت لقائدي: أدنني منه فأدناني منه فجعلت أسأله خوفا من أن يفوتني وهو يجيبني حسبة والناس يتعجبون "

حدثت عن محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال: ثنا أبي، عن القاسم بن عبيد الله بن أحمد بن الحارث بن عمرو العدوي، عن يحيى بن سعيد، قال: كتب والي المدينة إلى عبد الملك بن مروان أن أهل المدينة قد أطبقوا على البيعة للوليد، وسليمان إلا سعيد بن المسيب فكتب أن أعرضه على السيف، فإن مضى وإلا فاجلده خمسين جلدة وطف به أسواق المدينة فلما قدم الكتاب على الوالي ودخل سليمان بن يسار، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله على سعيد بن المسيب فقالوا: إنا قد جئناك في أمر قد قدم فيك كتاب من عبد الملك بن مروان إن لم تبايع ضربت عنقك ونحن نعرض عليك خصالا ثلاثا فأعطنا إحداهن فإن الوالي قد قبل منك أن يقرأ عليك الكتاب فلا تقل: لا ولا نعم قال: «فيقول الناس بايع سعيد بن المسيب، ما أنا بفاعل» قال: وكان إذا قال: لا، لم يطيقوا عليه أن يقول نعم قال: «مضت واحدة وبقيت اثنتان» قالوا: فتجلس

في بيتك فلا تخرج إلى الصلاة أياما فإنه يقبل منك إذا طلبت في مجلسك فلم يجدك قال: «وأنا أسمع الأذان فوق أذني حي على الصلاة حي على الفلاح ما أنا بفاعل» قالوا: مضت اثنتان وبقيت واحدة قالوا: فانتقل من مجلسك إلى غيره فإنه يرسل إلى مجلسك فإن لم يجدك أمسك عنك قال: «فرقا لمخلوق ما أنا بمتقدم لذلك شبرا ولا متأخر شبرا» فخرجوا وخرج إلى الصلاة صلاة الظهر فجلس في مجلسه الذي كان يجلس فيه فلما صلى الوالي بعث إليه فأتي به فقال: إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا إن لم تبايع ضربنا عنقك قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين»، فلما رآه لا يجيب أخرج إلى السدة فمدت عنقه وسلت عليه السيوف فلما رآه قد مضى أمر به فجرد فإذا عليه تبان شعر فقال: «لو علمت أني لا أقتل ما اشتهرت بهذا التبان» فضربه خمسين سوطا ثم طاف به أسواق المدينة فلما رده والناس منصرفون من صلاة العصر قال: «إن هذه الوجوه ما نظرت إليها منذ أربعين سنة»

قال محمد بن القاسم: وسمعت شيخنا يزيد في حديث سعيد بإسناد لا أحفظه أن سعيدا لما جرد ليضرب قالت له امرأة لما جرد ليضرب: إن هذا لمقام الخزي فقال لها سعيد: «من مقام الخزي فررنا»

حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا أبو العباس بن الطفيل، قال: ثنا أحمد بن زيد، قال: ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، قال: جلست إلى سعيد بن المسيب فقال «إنه قد نهي عن مجالستي»، قال: قلت: إني رجل غريب قال: «إنما أحببت أن أعلمك»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا الوليد بن شجاع، قال: ثنا أبي قال: ثنا العلاء بن عبد الكريم، قال: جلست إلى سعيد بن المسيب فقال: «إنه قد نهي عن مجالستي»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا أبو العباس السراج، قال: ثنا حاتم بن الليث الجوهري، قال: ثنا عفان، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، أنه كان إذا أراد الرجل أن يجالسه قال: «إنهم قد جلدوني ومنعوا الناس أن يجالسوني»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، [ص:173] قال: ثنا عطاف بن خالد، عن ابن حرملة، قال: قال سعيد بن المسيب: " لا تقولوا: مصيحف ولا مسيجد ما كان لله فهو عظيم حسن جميل "

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا أبي، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن حرملة، قال: «ما كان إنسان يجترئ على سعيد بن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا عبد الرحمن بن المقرئ، قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، حدثني يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: «لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله يعطي منه حقه ويكف به وجهه عن الناس»

حدثنا عبد الرحمن بن العباس، قال: ثنا أحمد بن داود السجستاني، قال: ثنا الحسن بن سوار، قال: ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: «لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته ويستغني به عن خلق ربه»

حدثنا أحمد بن بندار قال: ثنا أحمد بن محمد، قال: ثنا أبو مسعود، قال: ثنا محمد بن عيسى، عن عباد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: أنه مات وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار وقال: «ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي»

رواه الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد، وقال: ترك مائة دينار وقال: «أصون بها ديني وحسبي»

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي، قال ذؤيب بن عمامة، عن محمد بن معن الغفاري، عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن عمه، عن سعيد بن المسيب، قال: «من استغنى بالله افتقر الناس إليه»

حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال: ثنا محمد بن أيوب، قال: ثنا عارم، قال: ثنا حماد بن زيد، قال: رآني سعيد بن المسيب، وعلي جبة خز فقال: «إنك لجيد الجبة» قلت: وما تغني عني وقد أفسدها علي سالم؟ فقال سعيد: «أصلح قلبك والبس ما شئت» [ص:174] ومن مسانيد حديثه

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على هذا المنبر يعني منبر المدينة: " إني أعلم أقواما سيكذبون بالرجم ويقولون: ليس في القرآن ولولا أني أكره أن أزيد في القرآن لكتبت في آخر ورقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجم أبو بكر وأنا رجمت " رواه يحيى بن سعيد، عن سعيد مثله

حدثنا محمد بن أحمد، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن المسيب، يذكر أن عمر، قال: «إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم» فذكر نحوه

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا الحسن بن منصور الرماني، قال: ثنا المعافى بن سليمان، قال: ثنا حكيم بن نافع، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يرفع من الأمة الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن حنبل، قال: ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: ثنا عبد الله بن عبد الله الأموي، قال: ثنا الحسن بن الحر، قال: سمعت يعقوب بن عتبة بن الأخنس، يقول: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من اعتز بالعبيد أذله الله»

حدثنا محمد بن عمر، قال: ثنا محمود بن محمد المروزي، قال: ثنا أحمد بن يعقوب، قال: ثنا الوليد بن سلمة، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن أحمد بن المسيب، عن عثمان بن عفان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سمعتم النداء فقوموا فإنها عزمة من الله»

حدثنا أبو بكر الطلحي، قال: ثنا أبو حصين محمد بن الحسن الوادعي قال: [ص:175] ثنا يحيى الحماني، قال: ثنا قيس يعني ابن الربيع، عن عبد الله بن عمران، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه أنه قال لفاطمة رضي الله تعالى عنها: ما خير للنساء؟ قالت: أن لا يرين الرجال ولا يروهن فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنما فاطمة بضعة مني»

حدثنا محمد بن عمر بن سالم، قال: ثنا سعيد بن علي بن الخليل، قال: ثنا إسحاق بن العنبر، قال: ثنا نصر بن ثابت، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من اتقى الله عاش قويا وسار في بلاده آمنا»

حدثنا محمد بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فهو قمار»

حدثنا حبيب بن الحسن، قال: ثنا محمد بن بكر بن حيان، قال: ثنا عمر بن الحصين، قال: ثنا إبراهيم بن عطاء، عن يزيد بن عياض، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمار بن ياسر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «حسن الخلق خلق الله الأعظم»

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن داود المكي، قال: ثنا حبيب كاتب مالك قال: ثنا ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال لي جبريل: ليبك الإسلام على موت عمر رضي الله تعالى عنه "

حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال: ثنا أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي، قال: ثنا رزيق أبو القاسم الحمصي، قال: ثنا الحكم بن عبد الله الأيلي، قال: ثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل شيء شرفا يتباهون به وإن بهاء أمتي وشرفها القرآن»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 161

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 161

سعيد بن المسيب

بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة. وأمه أم سعيد بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي.

فولد سعيد بن المسيب محمدا وسعيدا وإلياس وأم عثمان وأم عمرو وفاختة وأمهم أم حبيب بنت أبي كريم بن عامر بن عبد ذي الشرى ابن عتاب بن أبي صعب بن فهم بن ثعلبة بن سليم بن غانم بن دوس. ومريم وأمها أم ولد.

[قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار عن علي بن زيد قال: حدثني سعيد بن المسيب بن حزن أن جده حزنا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: أنا حزن. قال: بل أنت سهل. قال: يا رسول الله اسم سماني به أبواي فعرفت به في الناس. قال فسكت عنه النبي. ع. قال فقال سعيد بن المسيب: ما زلنا نعرف الحزونة فينا أهل البيت].

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن علي بن زيد قال: ولد سعيد بن المسيب بعد أن استخلف عمر بأربع سنين ومات وهو ابن أربع وثمانين سنة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: ولد سعيد قبل موت عمر بسنتين ومات ابن اثنتين وسبعين سنة.

قال محمد بن عمر: والذي رأيت عليه الناس في مولد سعيد بن المسيب أنه ولد لسنتين خلتا من خلافة عمر. ويروى أنه سمع من عمر. ولم أر أهل العلم يصححون ذلك وإن كانوا قد رووه.

قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب. وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر.

قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن طريف عن حميد بن يعقوب سمع سعيد بن المسيب قال: سمعت من عمر كلمة ما بقي أحد حي سمعها غيري. كان عمر حين رأى الكعبة قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام.

قال: أخبرنا أسباط بن محمد عن أبي إسحاق الشيباني عن بكير بن أخنس عن سعيد بن المسيب قال: سمعت عمر على المنبر وهو يقول: لا أجد أحدا جامع فلم يغتسل أنزل أو لم ينزل إلا عاقبته.

قال: وقال الحسن بن موسى عن ابن لهيعة قال: حدثنا بكير بن الأشج قال: سئل سعيد بن المسيب هل أدركت عمر بن الخطاب؟ فقال: لا.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب قال: إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالوا: حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب قال: ما بقي أحدا أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر وعمر مني.

قال يزيد قال مسعر: وأحسبه قال وعثمان ومعاوية.

قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لؤي قال: حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: ما بقي أحدا أعلم بكل قضاء

قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل قضاء قضاه أبو بكر وكل قضاء قضاه عمر. قال أبي: وأحسب أنه قال وكل قضاء قضاه عثمان. مني.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني هشام بن سعد قال: سمعت الزهري يقول. وسأله سائل عمن أخذ سعيد بن المسيب علمه. فقال: عن زيد بن ثابت.

وجالس سعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر ودخل على أزواج النبي عائشة وأم سلمة. وكان قد سمع من عثمان بن عفان وعلي وصهيب ومحمد بن مسلمة. وجل روايته المسندة عن أبي هريرة. وكان زوج ابنته. وسمع من أصحاب عمر وعثمان.

وكان يقال ليس أحد أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه.

قال: وأخبرت عن ليث بن سعد ومالك بن أنس عن يحيى بن سعيد قال: كان يقال ابن المسيب راوية عمر. قال ليث: لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا قدامة بن موسى الجمحي قال: كان سعيد بن المسيب يفتي وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا جارية بن أبي عمران أنه سمع محمد بن يحيى بن حبان يقول: كان رأس من بالمدينة في دهره المقدم عليهم في الفتوى سعيد بن المسيب. ويقال فقيه الفقهاء.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ثور بن يزيد عن مكحول قال: سعيد بن المسيب عالم العلماء.

قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال: قال مكحول: ما حدثتكم به فهو عن سعيد بن المسيب والشعبي.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ابن أبي ذئب عن ابن أبي الحويرث أنه شهد محمد بن جبير بن مطعم يستفتي سعيد بن المسيب.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو مروان عن أبي جعفر قال: سمعت أبي علي بن حسين يقول: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفقههم في رأيه.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: أخبرني ميمون بن مهران قال: أتيت المدينة فسألت عن أفقه أهلها فدفعت إلى سعيد بن المسيب فسألته.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عمر بن الوليد الشني عن شهاب بن عباد العصري قال: حججت فأتينا المدينة فسألنا عن أعلم أهل المدينة فقالوا: سعيد بن المسيب.

قال: أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس قال: كان عمر بن عبد العزيز لا يقضي بقضاه حتى يسأل سعيد بن المسيب. فأرسل إليه إنسانا يسأله فدعاه فجاءه حتى دخل فقال عمر: أخطأ الرسول. إنما أرسلناه يسألك في مجلسك.

قال: أخبرنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه وأوتى بما عند سعيد بن المسيب.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي عن سلام بن مسكين قال: حدثني عمران بن عبد الله الخزاعي قال: سألني سعيد بن المسيب فانتسبت له فقال: لقد جلس أبوك إلي في خلافة معاوية فسألني عن كذا وكذا فقلت له كذا وكذا.

قال سلام يقول عمران: والله ما أراه مر على أذنه شيء قط إلا وعاه قلبه. يعني سعيد بن المسيب.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن جعفر وغيره من أصحابنا قالوا: استعمل عبد الله بن الزبير جابر بن الأسود بن عوف الزهري على المدينة فدعا الناس إلى البيعة لابن الزبير فقال سعيد بن المسيب: لا. حتى يجتمع الناس. فضربه ستين سوطا. فبلغ ذلك ابن الزبير فكتب إلى جابر يلومه ويقول: ما لنا ولسعيد. دعه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: سمعت عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال: كان جابر بن الأسود وهو عامل ابن الزبير على المدينة قد تزوج الخامسة قبل أن تنقضي عدة الرابعة. فلما ضرب سعيد بن المسيب صاح به سعيد والسياط تأخذه: والله ما ربعت على كتاب الله. يقول الله: {أنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع}. وإنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة. وما هي إلا ليال فاصنع ما بدا لك فسوف يأتيك ما تكره. فما مكث إلا يسيرا حتى قتل ابن الزبير.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا موسى بن يعقوب عن الوليد بن عمرو بن مسافع العامري عن عمر بن حبيب بن قليع قال: كنت جالسا عند سعيد بن المسيب يوما وقد ضاقت علي الأشياء ورهقني دين. فجلست إلى ابن المسيب ما أدري أين أذهب. فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد إني رأيت رؤيا. قال: ما هي؟ قال: رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلى الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد. قال: ما أنت رأيتها. قال: بلى أنا رأيتها. قال: لا أخبرك أو تخبرني. قال: ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك. قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك بن مروان وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة. قال فدخلت إلى عبد الملك بن مروان بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب فسره وسألني عن سعيد وعن حاله فأخبرته. وأمر لي بقضاء ديني وأصبت منه خيرا.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني الحكم بن القاسم عن إسماعيل بن أبي حكيم قال: قال رجل رأيت كأن عبد الملك بن مروان يبول في قبلة مسجد النبي أربع مرار. فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فقال: إن صدقت رؤياك قام فيه من صلبه أربعة خلفاء.

قال محمد بن عمر: وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد السلام بن حفص عن شريك بن أبي نمر قال: قلت لابن المسيب رأيت في النوم كأن أسناني سقطت في يدي ثم دفنتها. فقال ابن المسيب: إن صدقت رؤياك دفنت أسنانك من أهل بيتك.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ابن أبي ذئب عن مسلم الخياط قال: قال رجل لابن المسيب إني أراني أبول في يدي. فقال: اتق الله فإن تحتك ذات محرم. فنظر فإذا امرأة بينها وبينه رضاع. وجاءه آخر فقال: يا أبا محمد إني أرى كأني أبول في أصل زيتونة. قال: انظر من تحتك. تحتك ذات محرم. فنظر فإذا امرأة لا يحل له نكاحها.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن مسلم الخياط عن ابن المسيب قال: قال له رجل إني رأيت حمامة وقعت على المنارة منارة المسجد. فقال: يتزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن مسلم الخياط قال: جاء رجل إلى ابن المسيب فقال إني أرى أن تيسا أقبل يشتد من الثنية. فقال: اذبح اذبح. قال: ذبحت. قال: مات ابن أم صلاء. فما برح حتى جاءه الخبر أنه قد مات.

قال محمد بن عمر: وكان ابن أم صلاء رجلا من موالي أهل المدينة يسعى بالناس.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب رجل من القارة قال: قال رجل من فهم لابن المسيب إنه يرى في النوم كأنه يخوض النار. فقال: إن صدقت رؤياك لا تموت حتى تركب البحر وتموت قتلا. قال فركب البحر فأشفى على الهلكة وقتل يوم قديد بالسيف.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن يعقوب عن الحصين بن عبيد الله بن نوفل من بني نوفل بن عدي بن خويلد بن أسد بن عبد العزى قال: طلبت الولد فلم يولد لي فقلت لابن المسيب إني أرى أنه طرح في حجري بيض. فقال ابن المسيب: الدجاج عجمي فاطلب سببا إلى العجم. قال فتسريت فولد لي وكان لا يولد لي.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عثيم بن نسطاس قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول للرجل إذا رأى الرؤيا وقصها عليه يقول: خيرا رأيت.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد السلام بن حفص عن شريك بن أبي نمر عن ابن المسيب قال: التمر في النوم رزق على كل حال والرطب في زمانه رزق.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا صالح بن خوات عن ابن المسيب قال: آخر الرؤيا أربعون سنة. يعني في تأويلها.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن مسلم الخياط عن ابن المسيب قال: الكبل في النوم ثبات في الدين. قال وقال له رجل: يا أبا محمد إني رأيت كأني جالس في الظل فقمت إلى الشمس. فقال ابن المسيب: والله لئن صدقت رؤياك لتخرجن من الإسلام. قال: يا أبا محمد إني أراني أخرجت حتى أدخلت في الشمس فخسلت. قال: تكره على الكفر. قال فخرج في زمان عبد الملك بن مروان فأسر فأكره على الكفر فرجع ثم قدم المدينة وكان يخبر بهذا.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن جعفر وغيره من أصحابنا أن عبد العزيز بن مروان توفي بمصر في جمادى سنة أربع وثمانين فعقد عبد الملك لابنيه الوليد وسليمان بالعهد وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان. وعامله يومئذ على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي. فدعا الناس إلى البيعة لهما. فبايع الناس.

ودعا سعيد بن المسيب أن يبايع لهما فأبى وقال: حتى أنظر. فضربه هشام بن إسماعيل ستين سوطا وطاف به في تبان من شعر حتى بلغ به رأس الثنية. فلما كروا به قال: أين تكرون بي؟ قالوا: إلى السجن. قال: والله لولا أني ظننت أنه الصلب ما لبست هذا التبان أبدا. فردوه إلى السجن وحبسه وكتب إلى عبد الملك يخبره بخلافه وما كان من أمره. فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع به ويقول: سعيد كان والله أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه. وإنا لنعلم ما عند سعيد شقاق ولا خلاف.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة قال: دخل قبيصة بن ذؤيب على عبد الملك بن مروان بكتاب هشام بن إسماعيل يذكر أنه ضرب سعيدا وطاف به. قال قبيصة: يا أمير المؤمنين يفتات عليك هشام بمثل هذا. يضرب ابن المسيب ويطوف به. والله لا يكون سعيد أبدا أمحل ولا ألج منه حين يضرب. سعيد لو لم يبايع ما كان يكون منه. ما سعيد ممن يخاف فتقه ولا غوائله على الإسلام وأهله. وإنه لمن أهل الجماعة والسنة. وقال قبيصة: اكتب إليه يا أمير المؤمنين في ذلك. فقال عبد الملك: اكتب أنت إليه عنك تخبره برأيي فيه وما خالفني من ضرب هشام إياه. فكتب قبيصة إلى سعيد بذلك.

فقال سعيد حين قرأ الكتاب: الله بيني وبين من ظلمني.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي قال: دخلت على سعيد بن المسيب السجن فإذا هو قد ذبحت له شاة فجعل الإهاب على ظهره ثم جعلوا له بعد ذلك قضبا رطبا. وكان كلما نظر إلى عضديه قال: اللهم انصرني من هشام.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني طلحة بن محمد عن أبيه قال: دخل على سعيد بن المسيب السجن أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فجعل يكلم سعيدا ويقول له: أمك خرقت به. فقال: يا أبا بكر اتق الله وآثره على ما سواه.

قال فجعل أبو بكر يردد عليه: إنك خرقت به ولم ترفق. فجعل سعيد يقول: إنك والله أعمى البصر أعمى القلب. قال فخرج أبو بكر من عنده وأرسل إليه هشام بن إسماعيل فقال: هل لان سعيد بن المسيب منذ ضربناه؟ فقال أبو بكر: والله ما كان أشد لسانا منه منذ فعلت به ما فعلت فاكفف عن الرجل. وجاء هشام بن إسماعيل كتاب من عبد الملك بن مروان يلومه في ضربه سعيد بن المسيب ويقول: ما ضرك لو تركت سعيدا ووطئت ما قال؟ وندم هشام بن إسماعيل على ما صنع بسعيد فخلى سبيله.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أسلم أبو أمية مولى بني مخروم وكان ثقة قال: صنعت ابنة سعيد بن المسيب طعاما كثيرا حين حبس فبعثت به إليه. فلما جاء الطعام دعاني سعيد فقال: اذهب إلى ابنتي فقل لها لا تعودي لمثل هذا أبدا.

فهذه حاجة هشام بن إسماعيل يريد أن يذهب مالي فأحتاج إلى ما في أيديهم. وأنا لا أدري ما أحبس. فانظري إلى القوت الذي كنت آكل في بيتي فابعثي إلي به. فكانت تبعث إليه بذلك. وكان يصوم الدهر.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال: إني أرى أن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا أبو المليح قال: حدثني غير واحد أن عبد الملك بن مروان ضرب سعيد بن المسيب خمسين سوطا وأقامه بالحرة وألبسه تبان شعر. قال فقال سعيد: أما والله لو علمت أنهم لا يزيدونني على الضرب ما لبست لهم التبان. إنما تخوفت أن يقتلوني فقلت: تبان أستر من غيره.

قال محمد بن عمر: معنى هذا الحديث أنه ضرب في خلافة عبد الملك بن مروان.

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن رجل من آل عمر قال: قيل لسعيد بن المسيب ادع على بني أمية. فقال: اللهم أعز دينك وأظهر أولياءك وأخز أعداءك في عافية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد قال: قلت لسعيد بن المسيب يزعم قومك أن ما منعك من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو الله على ابن مروان. قال: ما فعلت وما أصلي صلاة إلا دعوت الله عليهم. وإني قد حججت واعتمرت بضعا وعشرين سنة. وإنما كتبت علي حجة واحدة وعمرة. وإني أرى ناسا من قومك يستدينون فيحجون ويعتمرون ثم يموتون ولا يقضى عنهم. ولجمعة أحب إلي من حج أو عمرة تطوعا.

قال علي: فأخبرت بذلك الحسن فقال: ما قال شيئا. لو كان كما قال ما حج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اعتمروا.

قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل عن أبي يونس القزي قال: دخلت مسجد المدينة فإذا سعيد جالس وحده فقلت: ما شأنه؟ قال: نهي أن يجالسه أحد.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثنا عمران قال: كان لسعيد بن المسيب في بيت المال بضعة وثلاثون ألفا عطاءه. فكان يدعى إليها فيأبى ويقول: لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله بيني وبين بني مروان.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد أنه قيل لسعيد بن المسيب: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يحركك ولا يؤذيك؟ قال: والله لا أدري إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد فصلى صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفا من حصى فحصبته بها. زعم أن الحجاج قال: ما زلت بعد ذلك أحسن الصلاة.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله بن طلحة بن خلف الخزاعي قال: حج عبد الملك بن مروان فلما قدم المدينة فوقف على باب المسجد أرسل إلى سعيد بن المسيب رجلا يدعوه ولا يحركه. قال فأتاه الرسول وقال: أمير المؤمنين واقف بالباب يريد أن يكلمك. فقال: ما لأمير المؤمنين إلي حاجة وما لي إليه حاجة وإن حاجته إلي لغير مقضية. قال فرجع الرسول إليه فأخبره فقال: ارجع إليه فقل إنما أريد أن أكلمك. ولا تحركه. قال فرجع إليه فقال له: أجب أمير المؤمنين. فقال له سعيد ما قال له أولا.

قال فقال له الرسول: لولا أنه تقدم إلي فيك ما ذهبت إليه إلا برأسك. يرسل إليك

أمير المؤمنين يكلمك تقول مثل هذه المقالة؟ فقال: إن كان يريد أن يصنع بي خيرا فهو لك وإن كان يريد غير ذلك فلا أحل حبوتي حتى يقضي ما هو قاض. فأتاه فأخبره فقال: رحم الله أبا محمد. أبى إلا صلابة.

قال عمرو بن عاصم في حديثه هذا الإسناد قال: فلما استخلف الوليد بن عبد الملك قدم المدينة فدخل المسجد فرأى شيخا قد اجتمع الناس عليه فقال: من هذا؟ فقالوا: سعيد بن المسيب. فلما جلس أرسل إليه فأتاه الرسول فقال: أجب أمير المؤمنين. فقال: لعلك أخطأت باسمي أو لعله أرسلك إلى غيري. قال فأتاه الرسول فأخبره فغضب وهم به. قال وفي الناس يومئذ بقية فأقبل عليه جلساؤه فقالوا: يا أمير المؤمنين. فقيه أهل المدينة وشيخ قريش وصديق أبيك لم يطمع ملك قبلك أن يأتيه.

قال فما زالوا به حتى أضرب عنه.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: أخبرنا ميمون بن مهران قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: قدم عبد الملك بن مروان المدينة فامتنعت منه القائلة واستيقظ. فقال لحاجبه: انظر هل في المسجد أحد من حداثنا من أهل المدينة؟ قال فخرج فإذا سعيد بن المسيب في حلقة له. فقام حيث ينظر إليه ثم غمزه وأشار إليه بإصبعه. ثم ولى. فلم يتحرك سعيد ولم يتبعه فقال: أراه فطن. فجاء فدنا منه ثم غمزه وأشار إليه وقال: ألم ترني أشير إليك؟ قال: وما حاجتك؟ قال: استيقظ أمير المؤمنين فقال انظر في المسجد أحد من حداثي. فأجب أمير المؤمنين. فقال: أرسلك إلي؟ قال: لا ولكن قال اذهب فانظر بعض حداثنا من أهل المدينة. فلم أر أحدا أهيأ منك. فقال سعيد: اذهب فأعلمه أني لست من حداثه. فخرج الحاجب وهو يقول: ما أرى هذا الشيخ إلا مجنونا. فأتى عبد الملك فقال له: ما وجدت في المسجد إلا شيخا أشرت إليه فلم يقم فقلت له إن أمير المؤمنين قال انظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي. فقال إني لست من حداث أمير المؤمنين. وقال لي أعلمه. فقال عبد الملك: ذاك سعيد بن المسيب فدعه.

قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: أخبرنا داود بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الله قال: كان سعيد بن المسيب إذا سئل عن هؤلاء القوم قال: أقول فيهم ما قولني ربي: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا} الحشر: 10. حتى يتم الآية.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عثمان بن حكيم قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما سمعت تأذينا في أهلي منذ ثلاثين سنة.

قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال: ما لقيت الناس منصرفين من صلاة منذ أربعين سنة.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله عن سعيد بن المسيب قال. ما فاتته صلاة الجماعة منذ أربعين سنة ولا نظر في أقفائهم.

قال عمران: وكان سعيد يكثر الاختلاف إلى السوق.

قال: أخبرنا معن بن عيسى القزاز قال: أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال: قلت له لو تبديت. وذكرت له البادية وعيشها والعتم. فقال سعيد. كيف بشهود العتمة؟

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله قال: قال سعيد بن المسيب: ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلي إلا أني آتي ابنة لي فأسلم عليها أحيانا.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثني جعفر بن برقان قال: حدثنا ميمون بن مهران قال: بلغني أن سعيد بن المسيب عمر أربعين سنة لم يأت المسجد فيجد أهله قد استقبلوه خارجين منه قد قضوا صلاتهم.

قال: أخبرنا شهاب بن عباد العبدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن بشر بن عاصم قال: قلت لسعيد يا عمي ألا تخرج فتأكل الثوم مع قومك؟ فقال: معاذ الله يا ابن أخي أن أدع خمسا وعشرين صلاة خمس صلوات. وقد سمعت كعبا يقول وددت أن هذا اللبن عاد قطرانا يتبع. أو اتبعت. قريش. شك شهاب. أذناب الإبل في هذه الشعاب. إن الشيطان مع الشاذ وهو من الإثنين أبعد.

قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: أخبرنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب أنه اشتكى عينه فقالوا له: لو خرجت يا أبا محمد إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة. قال: فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح؟

قال: أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي قال: أخبرنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: لقد رأيتني ليالي الحرة وما في المسجد أحد من خلق الله غيري. وإن أهل الشام ليدخلون زمرا زمرا يقولون: انظروا إلى هذا الشيخ المجنون. وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت أذانا في القبر ثم تقدمت فأقمت فصليت وما في المسجد أحد غيري.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني طلحة بن محمد بن سعيد عن أبيه قال: كان سعيد بن المسيب أيام الحرة في المسجد لم يبايع ولم يبرح. وكان يصلي معهم الجمعة ويخرج إلى العيد. وكان الناس يقتتلون وينتهبون وهو في المسجد لا يبرح إلا ليلا إلى الليل. قال فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذانا يخرج من قبل القبر حتى أمن الناس وما رأيت خبرا من الجماعة.

قال: أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي قال: أخبرنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال: قلت لبرد مولى ابن المسيب: ما صلاة ابن المسيب في بيته؟ فأما صلاته في المسجد فقد عرفناها. فقال: والله ما أدري. إنه ليصلي صلاة كثيرة إلا أنه يقرأ ب ص والقرآن ذي الذكر.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا سهل بن حصين قال: أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة عن عطاء أن سعيد بن المسيب كان إذا دخل المسجد يوم الجمعة لم يتكلم كلاما حتى يفرغ من صلاته وينصرف الإمام ثم يصلي ركعات. ثم يقبل على جلسائه ويسأل.

قال: أخبرنا موسى بن حرب قال: أخبرنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم قال: كان سعيد بن المسيب يسرد الصوم فكان إذا غابت الشمس أتي بشراب له من منزله المسجد فشربه.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا عاصم بن العباس الأسدي قال: كان سعيد بن المسيب يذكر ويخوف.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا عاصم بن العباس قال: سمعت ابن المسيب يقرأ القرآن بالليل على راحلته فيكثر.

قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا عاصم قال: سمعت سعيد بن المسيب يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا عاصم قال: كان سعيد بن المسيب يحب أن يسمع الشعر ولا ينشده.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا عاصم قال: رأيت سعيد بن المسيب يحتفي يمشي بالنهار حافيا. ورأيت عليه بتا.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا عاصم قال: رأيت سعيد بن المسيب لا يدع ظفره يطول. ورأيت سعيدا يحفي شاربه شبيها بالحلق. ورأيته يصافح كل من لقيه. ورأيت سعيدا يكره كثرة الضحك. ورأيت سعيدا يتوضأ كلما بال وإذا توضأ شبك بين أصابعه.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا: حدثنا سفيان عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يستحب أن يسمي ولده بأسماء الأنبياء.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال: كان سعيد بن المسيب يصلي التطوع في رحله.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال: كان سعيد بن المسيب يلبس ملاء شرقية.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثني سلام بن مسكين قال: حدثني عمران قال: ما أحصي ما رأيت على سعيد بن المسيب من عدة قمص الهروي. قال وكان يلبس هذه البرود الغالية البيض. قال وكان يختلط في العيدين يوم الفطر والنحر.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا سلام بن مسكين قال: أخبرنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال: كان سعيد بن المسيب لا يخاصم أحدا ولو أراد إنسان رداءه رمى به إليه.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا أبان. يعني ابن يزيد. قال: أخبرنا قتادة قال: سألت سعيد بن المسيب عن الصلاة على الطنفسة فقال: محدث.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب قال: حدثتني غنيمة جارية سعيد قالت: كان سعيد لا يأذن لابنته في اللعب ببنات العاج. وكان يرخص لها في الكبر. يعني الطبل.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم قال: أخبرنا هشام عن قتادة قال: دعي سعيد بن المسيب فأجاب. ثم دعي فأجاب. ثم دعي الثالثة فحصب الرسول.

قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: أخبرنا محمد بن هلال عن سعيد بن المسيب أنه قال: ما من تجارة أحب إلي من البز ما لم تقع فيه الأيمان.

قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: أخبرنا أبي عن عبد الرحمن بن حرملة أنه سأل سعيد بن المسيب قال: وجدت رجلا سكران أفتراه يسعني ألا أرفعه إلى السلطان؟ فقال له سعيد: إن استطعت أن تستره بثوبك فاستره.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: أخبرنا سلام بن مسكين قال: أخبرنا عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي قال: كان في رمضان يؤتى بالأشربة في مسجد النبي. ع. فليس أحد يطمع أن يأتي سعيد بن المسيب بشراب فيشربه. فإن أتي من منزله بشراب شربه وإن لم يؤت من منزله بشيء لم يشرب شيئا حتى ينصرف.

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن بعض المدينيين عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قطع الدراهم فقال: هو من الفساد في الأرض.

قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب أنه كان يصلي محتبيا فإذا أراد أن يسجد حل حبوته فسجد ثم عاد فاحتبى.

قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال: حدثنا مالك بن أنس قال: قال برد مولى ابن المسيب لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحسن ما يصنع هؤلاء. قال سعيد: وما يصنعون؟ قال: يصلي أحدهم الظهر ثم لا يزال صافا رجليه يصلي حتى العصر.

فقال سعيد: ويحك يا برد! أما والله ما هي بالعبادة. تدري ما العبادة؟ إنما العبادة التفكر في أمر الله والكف عن محارم الله.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا أبو هلال قال: أخبرنا الحكم بن أبي إسحاق قال: كنت جالسا إلى سعيد بن المسيب فقال لمولى له: اتق لا تكذب علي كما كذب مولى ابن عباس على ابن عباس. فقلت لمولاه: ذاك أني لا أدري ابن الزبير أحب إلى أبي محمد أو أهل الشام. قال فسمعها سعيد فقال: يا عراقي أيهما أحب إليك؟ قلت: ابن الزبير أحب إلي من أهل الشام. قال: أفلا أضبث بك الآن فأقول هذا زبيري؟ فقلت: سألتني فأخبرتك. فأخبرني أيهما أحب إليك. قال: كلا لا أحب.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: كان سعيد بن المسيب يكثر أن يقول اللهم سلم سلم.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه قال: قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء. وقد كاد بصره يذهب.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثنا عمران بن عبد الله قال: قال سعيد بن المسيب: ما خفت على نفسي شيئا مخافة النساء. قال فقالوا: يا أبا محمد إن مثلك لا يريد النساء ولا تريده النساء. قال: هو ما أقول لكم. قال وكان شيخا كبيرا أعمش.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد الهذلي عن سعيد بن المسيب أنه كان يصوم الدهر ويفطر أيام التشريق بالمدينة.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: قلة العيال أحد اليسارين.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد قال: حدثنا علي بن زيد قال: قال لي سعيد بن المسيب قل لقائدك يقوم فينظر إلى وجه هذا الرجل وإلى جسده. قال فانطلق فنظر فإذا رجل أسود الوجه فجاء فقال: رأيت وجه زنجي وجسده أبيض. فقال: إن هذا سب هؤلاء الرهط طلحة والزبير وعليا فنهيته فأبى فدعوت عليه. قال قلت: إن كنت كاذبا فسود الله وجهك. فخرجت بوجهه قرحة فاسود وجهه.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن بعض المدينيين عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن قطع الدراهم فقال: هو من الفساد في الأرض.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله قال: حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد قال: سئل ابن المسيب عن آية من كتاب الله فقال سعيد: لا أقول في القرآن شيئا.

قال: قال مالك: وبلغني عن القاسم مثل ذلك.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: حدثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال: أدرك سعيد بن المسيب رجلا من قريش ومعه مصباح في ليلة مطيرة فسلم عليه وقال: كيف أمسيت يا أبا محمد؟ قال: أحمد الله. فلما بلغ الرجل منزله دخل وقال: نبعث معك بالمصباح. قال: لا حاجة لي بنورك. نور الله أحب إلي من نورك.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: أخبرنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب قال: لا تقولن مصيحف ولا مسيجد ولكن عظموا ما عظم الله. كل ما عظم الله فهو عظيم حسن.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: أخبرنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال: خرجت إلى الصبح فوجدت سكران فلم أزل أجره حتى أدخلته منزلي. قال فلقيت سعيد بن المسيب فقلت: لو أن رجلا وجد سكران أيدفعه إلى السلطان فيقيم عليه الحد؟ قال فقال لي: إن استطعت أن تستره بثوبك فافعل. قال فرجعت إلى البيت فإذا الرجل قد أفاق فلما رآني عرفت فيه الحياء فقلت: أما تستحيي؟ لو أخذت البارحة لحددت فكنت في الناس مثل الميت لا تجوز لك شهادة. فقال: والله لا أعود له أبدا.

قال ابن حرملة: فرأيته قد حسنت حاله بعد.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: أخبرنا مسلم بن خالد عن يسار بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب أنه زوج ابنة له على درهمين من ابن أخيه.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا سلام بن مسكين قال: أخبرنا عمران بن عبد الله الخزاعي قال: زوج سعيد بن المسيب بنتا له من شاب من قريش فلما أمست قال لها: شدي عليك ثيابك واتبعيني. قال فشدت عليها ثيابها ثم قال لها: صلى ركعتين. فصلت ركعتين وصلى هو ركعتين. ثم أرسل إلى زوجها فوضع يدها في يده وقال: انطلق بها. فذهب بها إلى منزله فلما رأتها أمه قالت: من هذه؟ قال: امرأتي ابنة سعيد بن المسيب دفعها إلي. قالت: فإن وجهي من وجهك حرام إن أفضيت إليها حتى أصنع بها صالح ما يصنع بنساء قريش. قال فدفعها إلى أمه فأصلحت إليها ثم بنى بها.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن عبيد بن نسطاس قال: رأيت سعيد بن المسيب يعتم بعمامة سوداء ثم يرسلها خلفه.

ورأيت عليه إزارا وطيلسانا وخفين.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن هلال أنه رأى سعيد بن المسيب يعتم وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء لها علم أحمر يرخيها وراءه شبرا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا عثيم بن نسطاس قال: رأيت سعيد بن المسيب عليه عمامة سوداء.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عثيم قال: رأيت سعيد بن المسيب يلبس في الفطر والأضحى عمامة سوداء ويلبس عليها برنسا أحمر أرجوانا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب وعثمان بن عثمان المخزومي قالا: رأينا على سعيد بن المسيب برنس أرجوان.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد الهذلي قال: رأيت سعيد بن المسيب ربما حل إزاره في الصلاة وربما ربطها.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا خالد بن إلياس قال: رأيت على سعيد بن المسيب قميصا إلى نصف ساقيه وكميه طالعة أطراف أصابعه. ورداء فوق القميصين خمس أذرع وشبرا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا سعيد عن قتادة عن إسماعيل بن عمران قال: كان سعيد بن المسيب يلبس طيلسانا أزراره ديباج.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدثنا همام عن قتادة عن إسماعيل أنه رأى على سعيد بن المسيب طيلسانا عليه أزرار ديباج فقلت: أزرار طيلسانك ديباج. قال: وجدناه أبقى.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن هلال قال: لم أر سعيد بن المسيب لبس ثوبا غير البياض.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا سعيد بن مسلم قال: رأيت على سعيد بن المسيب رداء ممشقا وقميصا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا سعيد بن مسلم قال: كنت أرى سعيد بن المسيب يلبس السراويل ورأيت سعيدا له جميمة ليست بالكثيرة قد فرقها.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا سعيد بن مسلم عن عثيم بن نسطاس قال: رأيت سعيد بن المسيب شهد العتمة في سراويل ورداء.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثني إسحاق بن يحيى قال: رأيت سعيد بن المسيب وعليه إبريسمان ممشقان وقميص شقائق. تخرج يداه من كميه.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا أبو معشر قال: رأيت على سعيد بن المسيب الخز.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن هلال أنه رأى سعيد بن المسيب ليس بين عينيه أثر السجود.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن هلال قال: رأيت سعيد بن المسيب لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو قال: كان سعيد بن المسيب لا يخضب.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا محمد بن هلال قال: رأيت سعيد بن المسيب يصفر لحيته.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: أخبرنا أبو الغصن أنه رأى سعيد بن المسيب أبيض الرأس واللحية.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ربيعة بن عثمان قال: رأيت سعيد بن المسيب لا يغير.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا يوسف بن الغرق قال: أخبرنا هشام بن زياد أبو المقدام قال: رأيت سعيد بن المسيب يصلي في نعليه.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرت عن عبد الله بن صالح عن ليث بن سعد عن يحيى بن سعيد قال: كان عبد الله بن عمر إذا سئل عن الشيء يشكل عليه قال: سلوا سعيد بن المسيب فإنه قد جالس الصالحين.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرت عن عبد الله بن صالح عن ليث بن سعد عن يحيى بن سعيد قال: أدركت الناس يهابون الكتب ولو كنا نكتب يومئذ لكتبنا من علم سعيد ورأيه شيئا كثيرا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرت عن عبد الله بن صالح عن ليث بن سعد عن يحيى بن سعيد قال: كان سعيد بن المسيب إذا مر بالمكتب قال للصبيان: هؤلاء الناس بعدنا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حرملة قال: رأيت سعيد بن المسيب في مرضه يصلي مضطجعا مستلقيا فيومئ برأسه إلى صدره آئما ولا يرفع إلى رأسه شيئا. وقال سعيد: المريض إذا لم يستطع الجلوس أومأ آئما ولم يرفع إلى رأسه شيئا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثني سليمان بن بلال قال: حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال: دخلت على سعيد بن المسيب وهو شديد المرض وهو يصلي الظهر وهو مستلق يومىء آئما فسمعته يقرأ ب الشمس وضحاها.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان. يعني الثوري. عن عبد الرحمن بن حرملة قال: كنت مع سعيد بن المسيب في جنازة فقال رجل: استغفروا لها. فقال: ما يقول راجزهم. قد حرجت على أهلي أن يرجز معي راجزهم وأن يقولوا مات سعيد بن المسيب. حسبي من يقبلني إلى ربي وأن يمشوا معي بمجمر. فإن أكن طيبا فما عند الله أطيب من طيبهم.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا أبو مطيع البلخي الحكم بن عبد الله عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب بمثله.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: أوصيت أهلي إذا حضرني الموت بثلاث: ألا يتبعني راجز ولا نار وأن يعجل بي فإن يكن لي عند ربي خير فهو خير مما عندكم.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي قال: أخبرنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم قال: قال سعيد بن المسيب في مرضه الذي مات فيه: إذا ما مت فلا تضربوا على قبري فسطاطا. ولا تحملوني على قطيفة حمراء. ولا تتبعوني بنار. ولا تؤذنوا بي أحدا. حسبي من يبلغني ربي ولا يتبعني راجزهم هذا.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدثني أبي عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي قال: اشتكى سعيد بن المسيب فاشتد وجعه فدخل عليه نافع بن جبير بن مطعم يعوده فأغمي عليه فقال نافع بن جبير بن مطعم: وجهوا فراشه إلى القبلة. ففعلوا فأفاق فقال: من أمركم أن تحولوا فراشي إلى القبلة. أنافع بن جبير أمركم؟ فقال نافع: نعم. فقال له سعيد: لئن لم أكن على القبلة والملة لا ينفعني توجيهكم فراشي.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين عن خالد بن إلياس عن نافع بن جبير بن مطعم قال: دخلت على سعيد بن المسيب وهو مضطجع على فراشه فقلت لمحمد ابنه: حول فراشه فاستقبل به القبلة. فقال: لا تفعل. عليها ولدت وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالا: حدثنا ابن أبي ذئب عن أخيه المغيرة بن عبد الرحمن أنه دخل مع أبيه على سعيد بن المسيب وقد أغمي عليه فوجه إلى القبلة. فلما أفاق قال: من صنع هذا بي؟ ألست أمرأ مسلما وجهي إلى الله حيثما كنت؟

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن محمد بن سعيد أن سعيد بن المسيب حين ثقل عند الوفاة حرف إلى القبلة فأفاق فقال: من حول فراشي؟ فسكت القوم فقال: هذا عمل نافع بن جبير. أولست على الإسلام حيث كنت؟

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن قيس الزيات عن زرعة بن عبد الرحمن قال: شهدت سعيد بن المسيب يوم مات يقول: يا زرعة إني أشهدك على ابني محمد لا يؤذنن بي أحدا. حسبي أربعة يحملوني إلى ربي ولا تتبعني صائحة تقول في ما ليس في.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد قال: لما حضر سعيد بن المسيب الموت ترك دنانير فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أتركها إلا لأصون بها حسبي وديني.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: شهدت سعيد بن المسيب يوم مات فرأيت قبره قد رش عليه الماء.

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: مات سعيد بن المسيب بالمدينة سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك وهو ابن خمس وسبعين سنة. وكان يقال لهذه السنة التي مات فيها سعيد سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها.

قالوا: وكان سعيد بن المسيب جامعا ثقة كثير الحديث ثبتا فقيها مفتيا مأمونا ورعا عاليا رفيعا.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 89

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر وتوفي بالمدينة، قال يحيى بن سعيد: سنة أحد أو اثنتين وتسعين، وقال الواقدي: سنة أربع وتسعين، وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها. قال المدائني ويحيى بن معين: سنة خمس ومائة.
وقال ابن عمر لرجل سأله عن مسألة: ايت ذاك فسله، يعني سعيدا، ثم ارجع إلي وأخبرني، ففعل ذلك فأخبره فقال: ألم أخبرك أنه أحد العلماء؟ وقال ابن عمر لأصحابه: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لسره. وقال سعيد: ما بقي أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل قضاء قضاه أبو بكر وكل قضاء قضاه عمر - وأحسبه قال وعثمان - مني.
وقال الزهري: أخذ سعيد علمه عن زيد بن ثابت وجالس ابن عباس وابن عمر وسعد بن أبي وقاص ودخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: عائشة وأم سلمة، وسمع عثمان وعليا وصهيبا ومحمد بن مسلمة وجل روايته في المسند عن أبي هريرة - وكان زوج ابنته - وسمع من أصحاب عمر وعثمان، وكان يقال: ليس أحد أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه، وكان يقال له راوية عمر. وقال القاسم بن محمد: هو سيدنا وأعلمنا، وقال قتادة: ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد من العلماء إلا وجدت له عليه فضلا غير أنه كان إذا أشكل عليه شيء كتب إلى سعيد بن المسيب يسأله. وقال علي بن الحسين: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفضلهم في رأيه. وسئل الزهري ومكحول: من أفقه من أدركتما؟ فقالا: سعيد بن المسيب.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما مات العبادلة: عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي: فقيه مكة عطاء، وفقيه اليمن طاوس، وفقيه اليمامة يحيى ابن أبي كثير، وفقيه البصرة الحسن، وفقيه الكوفة إبراهيم النخعي، وفقيه الشام مكحول، وفقيه خراسان عطاء الخراساني، إلا المدينة فإن الله تعالى خصها بقرشي فقيه غير مدافع: سعيد بن المسيب.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 57

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي أبو محمد القرشي كان مولده لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب وكان من سادات التابعين فقها وورعا وعبادة وفضلا وزهادة وعلما وقد قيل انه كان فيمن أصلح بين عثمان وعلى مات سنة ثلاث وتسعين

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 105

سعيد بن المسيب
..

  • دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 126

ابن المسيب
سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي. م سنة 94 هـ رحمه الله تعالى.
كان من أعلم الناس بالنسب هو وابنه محمد. يأتي.

  • دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 24

سعيد بن المسيب بن حزن، أبو محمد، القرشي.
قال أبو نعيم: مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
وقال علي، عن أبي داود، عن شعبة، عن إياس بن معاوية: قال لي ابن المسيب: ممن أنت؟ قلت: من مزينة، قال: إني لأذكر يوم نعى عمر بن الخطاب النعمان بن مقرن، على المنبر.
وقال سليمان بن حرب: حدثنا سلام بن مسكينٍ، عن عمران بن عبد الله الخزاعي، عن ابن المسيب: أنا أصلحت بين علي، وعثمان، رضي الله عنهما، قلت لعلي: أمير المؤمنين، وقلت لعثمان: إنه علي، ولو شئت أن أقول ما قالا لفعلت.
وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن ابن المسيب، قال: أنا أصلحت بين علي، وعثمان.
وقال عبيد: حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن إسحاق، قال: سمعت مكحولاً يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أعلم من ابن المسيب.
وقال ابن المنذر: حدثني أبو بكر بن أبي أويس، حدثني سليمان، عن ابن حرملة، سمعت ابن المسيب: حججت أربعين حجةً.
وقال ابن عفير: حدثني سليمان بن بلالٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، قال: كان ابن المسيب لا يكاد يفتي فتيا، ولا يقول شيئاً إلا قال: اللهم سلمني، وسلم مني.
وقال أبو نعيم: حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن ابن المسيب: ما بقي أحدٌ أعلم بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، مني.
وقال مالكٌ: دخل أبو بكر بن عبد الرحمن، وعكرمة بن عبد الرحمن على ابن المسيب السجن، وكان ضرب ضرباً شديداً، فقال: أتريانني ألعب بديني كما لعبتما بدينكما.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 3- ص: 1

سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي أبو محمد المدني سيد التابعين ولد لسنتين مضتا وقيل لأربع من خلافة عمر
قال محمد بن يحيى بن حبان كان رأس من بالمدينة في دهره المقدم عليهم في الفتوى سعيد ويقال فقيه الفقهاء
وقال قتادة ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام منه وكذا قال مكحول والزهري وسليمان بن موسى وعنه إن كنت لأرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد
وقال أحمد بن حنبل أفضل التابعين سعيد بن المسيب قيل له فعلقمة والأسود قال سعيد وعلقمة والأسود
وقال يحيى بن سعيد كان أحفظ الناس لأحكام عمر وأقضيته كان يسمى رواية عمر وقال أبو حاتم ليس في التابعين أنبل منه وهو أثبتهم في أبي هريرة مات سنة أربع وتسعين وقيل ثلاث

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 25

سعيد بن المسيب بن حزن الإمام أبو محمد المخزومي
أحد الأعلام وسيد التابعين عن عمر وعثمان وسعد وعنه الزهري وقتادة ويحيى بن سعيد ثقة حجة فقيه رفيع الذكر رأس في العلم والعمل عاش تسعا وسبعين سنة مات 94 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم بن يقظة بن مرة
بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي المديني أبو محمد كان ختن أبي هريرة على ابنته واعلم الناس بحديثه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب وروي عنه أنه قال أصلحت بين علي وعثمان ولو شئت أن أقول ما قالا لفعلت كان ممن جلة فقهاء التابعين ونساكهم وخيارهم وأعلم من بقي منهم بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم
مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين وقيل إنه مات سنة خمس وقال عمرو بن علي مات سنة أربع وتسعين
روى عن أبي هريرة في الإيمان وغيره وأبيه المسيب بن حزن في الإيمان والجهاد وعبد الله بن زيد بن عاصم وعثمان بن أبي العاص في الصلاة وعبد الله بن عمر في الجنائز والأشربة وحكيم بن حزام في الزكاة وعبد الله بن عمرو بن العاص في الصوم وعائشة في الحج والفضائل والإفك وعثمان بن عفان في الحج وعلي بن أبي طالب في الحج وسعد بن أبي وقاص في النكاح والفضائل وأبي سعيد الخدري في البيوع ومعمر بن عبد الله في البيوع وعبد الله بن عباس في الهبة وأم سلمة في الضحايا ومعاوية بن أبي سفيان في اللباس وأم شريك في الحيوان وصفوان بن أبي أمية في خلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبي موسى الأشعري في الفضائل وعامر بن سعد في الفضائل وحسان بن ثابت في الفضائل وقيل عن أبي هريرة أن حسان
روى عنه الزهري وداود بن أبي هند في الإيمان وعمرو بن مرة في الصلاة وقتادة ويونس بن يوسف وعبد المجيد بن سهيل ويحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو بن عطاء ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وبكير بن الأشج وطارق بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن حميد الزهري وعمرو بن مسلم وقيل عمر بن مسلم وعبد الخالق بن سلمة وعبد الحميد بن جبير بن شيبة وشريك بن أبي نمر

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

سعيد بن المسيب سيد أهل وقته

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 33

(ع) سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي، أبو محمد المدني سيد التابعين.
قال المزي: روى عن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعائشة، وعثمان وبلال، وأبي ثعلبة الخشني. انتهى [ق 95 / ب] وهو مشعر عنده بالاتصال، وفي كتاب أبي محمد بن أبي حاتم: عن إسحاق بن منصور، قلت ليحيى بن معين: يصح لسعيد بن المسيب سماع من عمر بن الخطاب؟
قال: لا. وسمعت أبي يقول: سعيد عن عمر مرسل، يدخل في المسند على المجاز. قال سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد قد رأى عمر صغيرا، قلت ليحيى: هو يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر فقال يحيى: ابن ثمان سنين يحفظ شيئا، قال: إن هؤلاء يقولون إنه أصلح بين علي وعثمان، قال: هذا باطل، ولم يثبت له السماع من عمر: ثنا علي بن الحسين: ثنا أحمد بن حنبل. ثنا سفيان: عن يحيى إن شاء الله تعالى. قال: سمعت سعيدا يقول
ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر، قال عبد الرحمن: سمعت أبي وقيل له يصح لسعيد سماع من عمر؟ قال: لا إلا رؤية على المنبر ينعي النعمان بن مقرن.
وفي تاريخ أبي زرعة النصري الدمشقي: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، عن يحيى بن حسان، عن ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، قال: سألت سعيدا سمعت من عمر شيئا قال: لا. قال: وحدثني عبد الرحمن، عن الحارث بن سفيان، عن ابن وهب، عن مالك، قال: لم يسمع من عمر ولكنه حفظ علمه وأموره قال: وسألت أحمد بن حنبل، عن حديث حدثنيه محمد بن أبي أسامة، عن ضمرة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم، كل ما ردت عليك قوسك، فقال: ما لسعيد وأبي ثعلبة ولم يعجبه، وقال: ليس هذا بشيء، قال أبو زرعة: وأصل هذا الحديث بالشام، عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب حدثنيه محمود بن خالد عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي.
وذكر ابن أبي شيبة في «المصنف» عن قتادة: والله ما حدثنا الحسن، وسعيد بن المسيب، عن بدري مشافهة إلا سعيد، عن سعد، وكذا ذكره مسلم في مقدمة كتابه الصحيح. قال البرقي: كأنه يريد بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما إدراكه عثمان وعليا، ونحوهم فلا شك فيه، ولكن ليس يحفظ رواية عنهم مرفوعة، إلا شيئا عن علي ليس فيه سماع.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن أحمد: ثنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت مالكا قال: يحيى أو حدثني به ثقة قال: لم يسمع سعيد من زيد ثابت. قال: وسمعت أبي يقول: سعيد عن عائشة رضي الله عنها إن كان شيء فمن وراء الستر. انتهى. وأما روايته عن بلال، فيقتضي أن تكون مرسلة لأن ابن أبي حاتم قال: إن مولد سعيد على
المشهور سنة خمس عشرة، وبلال توفي سنة ثماني عشرة وقيل سنة عشرين بالشام، وأيا ما كان فلا يمكن سماعه منه بوجه من الوجوه لا سيما وليس بلديه.
وفي «العلل الكبير» لعلي بن المديني: لم يسمع سعيد من عمرو بن العاص شيئا.
وفي «المجالسة» للدينوري: ثنا ابن قتيبة: ثنا عبد الرحمن، عن عمه الأصمعي عن طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، أن سعيد بن المسيب، قال: إني لفي الأغيلمة الذين يجرون جعدة إلى عمر بن الخطاب حتى ضربه- يعني – جعدة المنزل فيه بطفلين جعده (و) معقل الذود الطواري.
وفي «الطبقات» لمحمد بن (جرير) الطبري: قال يزيد بن يزيد: كان سعيد من أعلم الناس، وعن مالك: بلغني أنه كان يقال له: رواية عمر، وقال عبد الرحمن بن [ق 95 / ب] زيد بن أسلم، كان () أهل المدينة (عن) مدافع، وقال سعيد: مررت بعبد الله بن عمر بن الخطاب، فسلمت، ومضيت فالتفت إلى أصحابه، وقال: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لسره.
وفي أحكام عبد الحق الكبرى: تكلموا في سماع سعيد من صفوان بن المعطل، وذلك أنه توفي في أيام عمر بن الخطاب.
ولما ذكر البيهقي في «سننه الكبرى» حديث سعيد، عن عبد الله بن زيد في الأذان، قال: هو مرسل: لم يسمع سعيد منه شيئا.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: ثنا أحمد: ثنا ابن مهدي: سمعت مالكا قال: قال سعيد: إن كنت لأسير الأيام في طلب الحديث الواحد، وثنا
إبراهيم بن المنذر: ثنا عمرو بن عثمان: ثنا أفلح بن حميد قال: رأيت سعيدا وقد شعث وجهه السياط حين ضربه هشام بن إسماعيل قال أبو بكر: وسمعت ابن معين يقول: مات سنة خمس ومائة، وكذا ذكره ابن المديني.
وفي الكلاباذي: قال يحيى بن بكير: مات سنة خمس، أو أربع وتسعين، وقال أبو بكر بن أبي شيبة عنه: بلغت ثمانين سنة وإن أخوف ما أخاف علي النساء.
وقال البزار في «مسنده»: عند سعيد نحو من أحد وستين صحابيا.
وفي كتاب «الثقات» لابن حبان: أمه بنت عثمان بن حكيم السلمية وكان سعيد من سادات التابعين فقها ودينا وورعا، وعلما وعبادة، وفضلا وكان أفقه أهل الحجاز، وأعبر الناس برؤيا، وكان أبوه يتجر في الزيت، ما نودي بالصلاة أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد ينتظرها فلما بايع عبد الملك للوليد ولسليمان من بعده أبى ذلك ولم يبايع، فقال له عبد الرحمن بن عبد القاري:
إنك تصلي بحيث يراك هشام فلو غيرت مقامك حتى لا يراك فقال سعيد إني لم أكن أغير مقاما قمته منذ أربعين سنة، قال فتخرج معتمرا قال لم أكن لأجهد بدني، وأنفق مالي، بما ليس لي فيه نية، قال: فتبايع، فقال: أرأيتك إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي؟! وأبى فكتب هشام إلى عبد الملك فقال له: ما دعاك إلى سعيد، ما كان علينا منه ما نكره، فأما إذ فعلت فادعه فإن بايع وإلا فاضربه ثلاثين سوطا (وأوقفه للناس فدعاه هشام فأباه وقال: لست أبايع لاثنين فضربه ثلاثين سوطا ثم) ألبسه ثيابا من شعر، وأمر به فطيف به حتى بلغوا الحناطين ثم رده وأمر به إلى السجن فقال سعيد: لولا ظننت أنه القتل ما لبسته، قلت: أستر عورتي عند الموت، وقيل: إنه مات سنة خمس ومائة.
وفي طبقات ابن سعد: ولد سعيد محمدا، وسعيدا، وإلياس، وأم عثمان، وأم عمرو، وفاختة، ومريم. وعن علي بن زيد: ولد سعيد بعد أن استخلف عمر بأربع سنين، ومات وهو ابن أربع وثمانين، وعن محمد ابنه: مات وله اثنتان وسبعون سنة، قال محمد بن عمر: لم أر أهل العلم يصححون سماعه من عمر، وإن كانوا قد رووه، وقال ابن أبي الحويرث: شهدت محمد بن جبير يستفتيه، وقال علي بن الحسين: سعيد أعلم الناس بما تقدمهم من الآثار، وأفقههم في رأيه، وكان عمر بن عبد العزيز لا يقضي بقضاء حتى يسأل سعيدا فأرسل إليه يوما إنسانا يسأله فدعاه فلما دخل عليه، قال له عمر: أخطأ الرسول: إنما أرسلناه يسألك في مجلسك. ولما استعمل عبد الله بن الزبير جابر بن الأسود على المدينة، دعا الناس إلى البيعة لابن الزبير فقال سعيد: لا حتى يجتمع الناس، فضربه ستين سوطا فبلغ ذلك ابن الزبير، فأرسل إلى جابر يلومه، وكان جابر تزوج الخامسة قبل أن تنقضي عدة الرابعة فصاح به سعيد [ق 96 / ب] والسياط تأخذه والله ما ربعت على كتاب الله لأنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة، وما هي إلا ليال فاصنع ما بدا لك فسوف يأتيك ما تكره، فما مكث إلا يسيرا حتى قتل ابن الزبير، قال محمد بن عمر: وكان أخذ التعبير عن أسماء، وأسماء عن أبيها أبي بكر، رضي الله عنه، وضربه هشام ستين سوطا، وقال أبو يونس القوي: دخلت مسجد المدينة فإذا سعيد جالس وحده فقلت ما شأنه، قالوا: نهي أن يجالسه أحد وكان له في بيت المال بضع وثلاثون ألفا عطاء، فكان يدعى إليها فيأبى ويقول: لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله تعالى بيني وبين بني مروان، ولما حج عبد الملك وقف على باب المسجد ودعاه فأبى أن يأتيه مرتين فقال عبد الملك: يرحم الله أبا محمد أبى إلا صلابة، فلما استخلف الوليد قدم المدينة ودخل المسجد رأى شيخا عليه الناس فسأل عنه، فقالوا: سعيد، فأرسل إليه فأبى أن يأتيه فهم به فقال له جلساؤه يا أمير المؤمنين فقيه أهل المدينة وشيخ قريش وصديق أبيك، ولم يطمع ملك قبلك أن يأتيه وما زالوا به حتى أضرب عنه.
(وفي كتاب «الزهد» لأحمد: حج سعيد أربعين حجة. وذكره المرادي في جملة الأضراء).
وقال عثمان بن حكيم: سمعت سعيدا يقول: ما سمعت تأذينا في أهلي منذ ثلاثين سنة، وفي رواية عبد الرحمن بن حرملة ما لقيت الناس منصرفين من صلاة منذ أربعين سنة.
وعن عمران بن عبد الله، ما فاتته صلاة الجماعة منذ أربعين سنة ولا نظر في أقفائهم وكان يكثر الاختلاف إلى السوق، وقال: ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلي إلا أني آتي بنتا لي فأسلم عليها أحيانا.
وقال عبيد بن نسطاس: رأيت سعيدا يعتم بعمامة سوداء ثم يرسلها خلفه ورأيت عليه إزارا وطيلسانا وخفين.
وعن محمد بن هلال أنه رأى سعيدا يعتم وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء لها علم أحمر يرخيها وراءه شبرا، وعن شعيب ابن الحبحاب قال: رأيت عليه برنس أرجوان.
وعن إسماعيل: كان سعيد يلبس طيلسانا عليه إزار ديباج وقال أبو معشر رأيت عليه الخز.
قال محمد ابن عمر: وكان لا يخضب وكان يصفر لحيته وكان ابن عمر إذا سئل عن شيء يشكل عليه قال: سلوا سعيدا فإنه قد جالس الصالحين، وكان سعيد جامعا ثقة كثير الحديث ثبتا فقيها مفتيا مأمونا ورعا عاليا رفيعا.
وذكر جعفر بن محمد الخواص الخلدي عن محمد بن يونس بن موسى: ثنا أبو عاصم سلام عن علي بن زيد قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة سمعت سعيدا يقول: يا أيها الناس اجعلوا نصب دعائكم لأمير المؤمنين بالسلامة والعافية حتى يسلم لكم دينكم ودنياكم.
وفي كتاب «المنتجالي»: مدني تابعي حج أربعين حجة، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو فقيه أهل المدينة، غير مدافع، وعن يزيد أنه كان يسرد الصوم.
وقال ابن قتيبة: لم يزل سعيدا مهاجرا لأبيه لم يكلمه حتى مات، وكان أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس لرؤيا، وضرب لما أبى من المبايعة مائة سوط وحلقت رأسه ولحيته، وقال قتادة: مات يوم مات وهو خير الأئمة.
وقال مالك: ما كان قلبه إلا من حديد.
ولما حج الوليد سلم على سعيد، فقال: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، فسر الوليد بذلك، وقال عبد الملك اليربوعي سمعته ينشد بين القبر والمنبر:

ثم يقول: ما شاء الله، ولما أراد مسرف قتله شهد مروان، وعمرو بن عثمان أنه مجنون فخلى سبيله.
وفي «رجال سعيد» لمسلم بن الحجاج: روى عن: طلحة بن عبيد الله، والمقداد بن الأسود، وأسامة بن زيد، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن سلام، ورافع بن خديج، وعقبة بن عامر الجهني، وكعب الحبر، ومروان بن الحكم، قال: وروى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث، والقعقاع بن حكيم، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومسلم بن يسار الأنصاري، وعبيد بن سلام (وبعجزة) بن عبد الله، وقارظ وكثير ابن عبد الرحمن الصنعاني، وعمران بن بشير بن محرز، وبكير بن أبي الفرات، وأبو الليث
مولى بني حطمة، والوليد بن عمرو، ويزيد بن الأخنس، وعبد الواحد بن أبي البداح، وزيد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة وشيبة بن وضاح، ومحمد بن نضله، والقاسم بن عباس، والمطلب بن [ق 98 / أ] السائب بن أبي (ودا)، وعمر ابن عبد الله بن رافع، وعثمان بن محمد بن الأخنس، والمسور بن رفاعة القرظي، والمطلب بن عبد الله، وابن جرهد وعمرو بن عبد الرحمن القرشي، ومحمد بن عبد الرحمن الدؤلي، وعبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، وعثمان بن فلان ووهب بن وهب وإسحاق بن سلم، وبرد مولى ابن المسيب، وعطاء مولى عمر بن عبد العزيز، وحشرة مولى ابن المسيب، والمغيرة بن أبي الحسن، وعمارة بن صياد، وموسى بن ميسرة، وعمر بن عبيد الله الأنصاري، وعلقمة بن أبي علقمة، وربيعة الرازي، ورزيق بن حكيم، وموسى بن عقبة، وإبراهيم بن عقبة، والعلاء بن عبد الرحمن، وعبد الله بن دينار، مولى ابن عمر، وعبد ربه بن سعيد، وسلمة بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وسليمان ابن سحيم، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وحميد بن عبد الرحمن المؤذن، ومحمد بن عبد الله بن أبي مريم، وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، وعثمان بن أبي عثمان، ويحيى بن صالح، وعبد الله بن أبي لبيد، ومسلم بن أبي مسلم الخياط، وداود بن قيس الفراء، وأبو سليمان (بن سعيد بن جبير) بن مطعم، وموسى بن عبيدة، ومحمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وعبد الله ابن يزيد الهذلي، وداود بن صالح التمار، وذكر جماعة آخرين.
وفي تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني: ثنا محمد بن عبد الرحمن: ثنا ابن سواء: ثنا همام، عن قتادة، قال: مات سعيد بن المسيب سنة سبع وثمانين.
وفي كتاب «المثالب» للهيثم: كانت مارية الهموم من ذوات الرايات، وهي جدة سعيد بن المسيب فلذلك قال فيه عثمان بن الحويرث.
وفي كتاب «المفجعين»: لما احتضر سعيد كان له ثمانون دينارا فجعلها في يده وجعل يقول: اللهم إنما كنت أصون بها دمي وعرضي.
وفي كتاب «التمهيد» لأبي عمر: مر سعيد بالأخضر الجدلي، وهو ينشد:
فضرب برجله وقال:
قال أبو عمر: فكانوا يرون أن الشعر لسعيد، قال أبو عمر: ونحفظ له أبياتا كثيرة.
وفي كتاب الزبير: ذكر سعيد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض، فقال: أجلسوني فإني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع.
وأخبار سعيد وفضائله كثيرة اقتصرنا منها على هذه النبذة، والله الموفق.
وفي شيوخ أبي عبد الله الحاكم:

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1

سعيد بن المسيب أبو عثمان الشيرازي.
ذكرناه فائدة لا تمييزا.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة المخزومي القرشي
كنيته أبو محمدٍ ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر وأم سعيد بن المسيب بنت عثمان بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمي وكان من سادات التابعين فقهاً وديناً وورعاً وعلماً وعبادةً وفضلا وكان أبوه يتجر في الزيت وكان سعيدٌ سيد التابعين وأفقه أهل الحجاز وأعبر الناس للرؤيا ما نودي بالصلاة أربعين سنةً إلا وسعيدٌ في المسجد ينتظرها ويقال أنه ممن أصلح بين عثمان وعلي فلما بويع عبد الملك وبايع للوليد ولسليمان من بعده وأخذ البيعة من الناس أبى سعيدٌ ذلك فلم يبايع فقال له عبد الرحمن بن عبدٍ القاري إنك تصلي بحيث يراك هشام بن إسماعيل فلو غيرت مقامك حتى لا يراك وكان هشامٌ والياً على المدينة لعبد الملك فقال سعيدٌ إني لم أغير مقاماً قمته منذ أربعين سنةً قال فاخرج معتمراً قال لم أكن لأجهد بذلي وأنفق مالي في شيءٍ ليس لي فيه نيةٌ قال فبايع إذاً قال أرأيتك إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي وأبى أن يبايع فكتب هشام بن إسماعيل إلى عبد الملك فكتب عبد الملك إليه ما دعاك إلى سعيد بن المسيب ما كان علينا منه شيءٌ نكرهه فأما إذا فعلت فادعه فإن بايع وإلا فاضربه ثلاثين سوطاً وأوقفه للناس فدعاه هشامٌ فأباه
وقال لست أبايع لاثنتين فضربه ثلاثين سوطاً ثم ألبسه ثياباً من شعرٍ وأمر به فطيف به حتى بلغوا به الحناطين ثم ردده وأمر به إلى السجن فقال سعيدٌ لولا أني ظننت أنه القتل ما لبسته قلت أستر عورتي عند الموت مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء من كثرة من مات من الفقهاء فيها وقد قيل إنه مات سنة خمس ومائةٍ

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1

سعيد بن المسيب بن حزن
مدني تابعي ثقة وكان رجلاً صالحا فقيهاً وكان لا يأخذ العطاء وكانت له بضاعة أربعمائة دينار وكان يتجر بها في الزيت وكان أعور حدثنا العلاء بن عبد الجبار ثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت وإذا أمسك عنه تكلم

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

سعيد بن المسيب، أبو عثمان، الشيرازي، ثم النيسابوري.
حدث عن: أبي روق الهراني.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
قلت: [مجهول الحال].
’’مختصر تاريخ نيسابور’’ (43/ أ)، ’’المتفق والمفترق’’ (2/ 1066).

  • دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1

سعيد بن المسيب (ع)
الإمام، شيخ الإسلام، وفقيه المدينة، وسيد التابعين، أبو محمد المخزومي.
ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر.
وسمع من عمر شيئاً وهو يخطب، وسمع من عثمان، وزيد بن ثابت، وعائشة، وسعدٍ، وأبي هريرة - وكان زوج ابنته - وخلقٍ.
وكان واسع العلم، فقيه النفس، قوالاً بالحق.
قال ابن عمر: هو - والله - أحد المفتين.
وقال قتادة: ما رأيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيب. وكذا قال الزهري، ومكحولٌ، وغيرهم.
وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً من سعيد، هو عندي أجل التابعين.
وكان سعيدٌ يسرد الصوم، وحج أربعين حجةً.
وكان لا يقبل جوائز السلطان، وله أربع مئة دينار يتجر فيها في الزيت وغيره.
ومراسيله صحيحة، قاله أحمد بن حنبل وغيره.
ومناقبه كثيرةً رضي الله عنه.
وقد اختلفوا في وفاته على أقوال، فأقواها سنة أربعٍ وتسعين، وقيل: سنة إحدى أو اثنتين، وقيل: سنة تسعٍ وثمانين. وقال ابن المديني، وابن معين، والمدائني: سنة خمسٍ ومئة وهو أضعفها، وإن كان الحاكم قد قال: أكثر أئمة الحديث على هذا.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

سعيد بن المسيب

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

سعيد بن المسيب

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

سعيد بن المسيب
وهو ابن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي أبو محمد روى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص روى عنه الزهري وقتادة ويحيى بن سعيد الأنصاري سمعت أبي يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن نا الربيع بن سليمان المرادي قال نا ابن وهب أخبرني أسامة يعني ابن زيد أن نافعاً حدثه قال: قال ابن عمر: سعيد بن المسيب هو والله أحد المفتيين حدثنا عبد الرحمن أنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أنا عبد الله بن وهب قال: حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب أنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير يتعلم منه الأنساب وغير ذلك فسأله يوماً عن شيء من الفقه فقال: إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب قال ابن شهاب: فجالسته سبع حجج وأنا لا أظن أن أحداً عنده علم غيره حدثنا عبد الرحمن قال: قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب قال: أخبرني عطاف بن خالد عن رجل من أهل الشام عن رجل من صلحاء أهل الشام قال سألت القاسم بن محمد عن شيء فقال: هل سألت أحداً غيري قلت: نعم سعيد بن المسيب فقال سعيد: أفقهنا وأخيرنا حدثنا عبد الرحمن أنا العباس بن يزيد العبدي فيما كتب إلي قال: قال يحيى بن سعيد يعني القطان قال قتادة: ما رأيت أحداً قط أعلم بالحلال والحرام من سعيد بن المسيب حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال نا إبراهيم بن المنذر قال: سمعت معاذ بن هشام يحدث عن أبيه عن قتادة قال: ما رأيت أعلم من سعيد بن المسيب ولا أجدر أن يتبع: فلان عن فلان يعني يسند كل حديث حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: سمعت مكحولاً يقول: طبقت الأرضين كلها في طلب العلم فما لقيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيب حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عوف الحمصي نا مروان يعني بن محمد الطاطري نا سعيد يعني ابن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: كان سعيد بن المسيب أفقه التابعين حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا دحيم نا سهل بن هاشم عن الأوزاعي قال سئل مكحول والزهري: من أفقه من أدركتما؟ قالا: سعيد بن المسيب حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن نا ابن عفير قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن شهاب قال: كنت أطلب العلم من ثلاثة من سعيد بن المسيب وكان أفقه الناس حدثنا عبد الرحمن نا عمر بن شبة حدثني هارون بن عبد الله أبو يحيى الزهري قال: قال مالك ما استوحش سعيد بن المسيب إلى أحد قط خالفه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال: سمعت أبا طالب قال: قلت لأحمد بن حنبل: سعيد بن المسيب؟ فقال: ومن كان مثل سعيد بن المسيب؟ ثقة من أهل الخير قلت سعيد عن عمر حجة قال: هو عندنا حجة قد رأى عمر وسمع منه إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟ حدثنا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن سعيد بن المسيب فقال: مديني قرشي ثقة إمام.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1