سعيد السمان سعيد (أو محمد سعيد) بن محمد بن أحمد السمان: كاتب مترسل له شعر وعناية بالتاريخ. من أهل دمشق. له (الروض النافح فيما ورد على الفتح من المدائح - خ) مجموع شعري، في برلين. وباشر تأليف كتاب في تراجم شعراء عصره، فقام برحلة من أجله، فتوفي قبل إتمامه، وبقي في المسودات، فأثبته المرادي متفرقا في كتابه سلك الدرر. وله ديوان شعر سماه (منائح الأفكار) و (ذيل نفحة الريحانة - خ) كما في بروكلمن، ونظم (المغني) في النحو، وكتب حاشية على الكامل للمبرد. وتوفي في دمشق.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 101
سعيد السمان سعيد بن محمد بن أحمد السمان الشافعي الشدمشقي محلي الطروس برشحات أقلامه ومشفى أوام النفوس ببدائع نثاره ونظامه كان بارعا في اللغو والأدب وغيرهما متضلعا من ذلك عارفا أديبا أريبا ماهرا سميدعا مفننا أحد المجيدين صناعة الأنشاء والنظم وافراد الزمن بالأدب ونظم المعاني وصوغها مع حفظ كلام الله العظيم والمعرفة للألحان وعلم المويسيقى بحسن الصوت والأداء ولد بدمشق في سنة ثمانية عشر ومائة وألف وبها نشأ وقرأ القرآن العظيم على الشيخ ذيب بن المعلى وحفظه واشتغل بطلب العلم على الشيوخ فقرأ على الشيخ أحمد المنيني في النحو وغيره وعلى الشيخ إسماعيل العجلوني والشيخ محمد بن إبراهيم التدمري الطرابلسي نزيل دمشق والشيخ محمد بن عبد الرحمن الغزي مفتي الشافعية وأجازه الاستاذ الشيخ عبد الغني نظما والشيخ أحمد الغزي الدمشقي والشيخ محمد عقيلة المكي وقرأ على الشيخ محمد بن أحمد بن قولاقسز ابن عقيل في النحو والجامي والعصام وقرأ أيضا على الشيخ علي كزبر والشيخ علي الداغستاني نزيل دمشق المختصر وحضره في المطول وتخرج في الأدب على يد الشيخ سعدي بن عبد القادر العمري الدمشقي وتفوق في الأدب واشتهر به ونظم ونثر وأشعاره كلها بليغة وعليها طلاوة في تلاو تهاو ارتحل للروم وإلى حلب والحج ثلاث مرات وإلى مصر وطرابلس الشام وبعلبك وامتدح الأعيان والرؤساء والوزراء بدمشق وغيرها بالقصائد البليغة البديعة وجرى له مع ادباء عصره مطارحات ومراسلات سنيه من دمشق وغيرها وكان ممن يراه الصدود وعذبه هجران الغيد تتجدد صبوته وتطول عشرته لم يزل مولعا في اجتلاء شموس الجمال من مطالع الحسان متهتكا في ذلك وبسبب ذلك تصدر بينه وبين ادباء بلدته وغيرها النوادر واللطائف من المطارحات والمداعبات وخصوصا في صباه فانه كان اذ ذاك ممن شمر للهو عن ساق وأجال طرفه بالتصابي وساق وكان في دمشق منتميا إلى صدرها الرئيس فتح الله بن محمد الدفتري الغلاقنسي ولما بنى مدرسته في محلة القيمرية سنة ست وخمسين ومائة وألف جعله اماما بها وخطيبا وباسمه ألف كتابا فيمن امتدحه من الأدباء من دمشق وغيرها وسماه الروض النافح فيما ورد على الفتح من المدائح وأراد تأليف كتاب يترجم به شعراء عصره وجمع آثارهم وارتحل للبلاد يقصد ذلك وأراد أن يجعله كالنفحة للأمين المحبي والريحانة للشهاب الخفاجي والسلافة لأبن معصوم المكي فلم يتم له ذلك وبقي في المسودات وانتثر وتبدد والمنية عاقته عن نشر هذه الفوائد السنية وله رسائل أدبية وديوان شعره سماه منائح الأفكار في مدائح الأخيار وأخبرني بعض أودائه ورفقائه ان المترجم نظم المغنى في النحو وألف حاشية على الكامل للمبرد وكان من المنتمين لوالدي وأحبابه وأودائه وأخصائه هو وأخوه أحمد وللوالد عليهما كمال الألتفات وله في الوالد مدائح كثيرة فما قاله فيه ممتدحا ومهنيا بمنصب الفتوى بقوله منع الحمى إلى آخره ومن شعره قوله من قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم مطلعها
قفوها إذا شعب الفوير لها عنا | تقضي لبانات الغرام لها عنا |
وهيهات يجديها الوقوف عشية | بدار عفت منها المعالم والمغنى |
أبيت بها طاوي الحشا يستفزني | تجاوب أصداها إذا ما الشجى أنا |
لعلي أرى النادي الذي خيموا به | وجروا على أرجائه للهوى ردنا |
تضوع منه جوه بعبيرهم | وناجى برياهم به الغصن الغصنا |
ونمت عليهم في السرى حيث يمموا | نوافح عن أنفاس دارين أغنتنا |
فكل مقر آنسوا فهو منتدى | وكل حمى حلوا هو الروضة الغنا |
تراهم اذ ما أحدجوها واسأدوا | تطير ارتياحا تقطع السهل والحزنا |
وان ورد وأطاب الغدير وغادروا | به من رحيق الثغر ما فضح الدنا |
وان هيمنت من نحوهم نسمة الصبا | عرفنا برياها سراهم وأيقنا |
أهل بعد ما بانوا يمر بفكرهم | معنى عليه البعد في جوره أخنى |
وهل حققوا مني حنينا مبرحا | يزيد بأشجاني إذا ما الدجى جنا |
وهل عجبوا ان قد أسا الركب عنهم | وبين الحنايا أحكموا لهم كنا |
ولي شاطئ الوادي بشرقي ضارج | حمى سكن لم انتجع دونه حصنا |
كلفت به حتى إذا استحكم الهوى | بحكم الهوى فارقت مأهوله الأهنا |
فما زلت أبكيه وأندب أهله | إلى أن شكا نضوي التباريح والحزنا |
ولي كبد أودعتها في ظلاله | وجسم بأنحاء اللوى لم يزل مضنى |
أكلفه مما يعانيه نهضة | فيقعد بي قسرا يكابد ما أعنا |
وفي كبدي ما في الفضا من تأجج | يسب إذا الحادي بذكراهم غنا |
فما يبتغي مني عذولي وقد رأى | زخارف ما يبديه لم يلج الأذنا |
بعض بنان الراحتين تلهفا | ويصبح من فرط الأسى قارعا سنا |
لترقى بسقط السفح بالسفح مقلة | وتكري به والسهد قد لازم الجفنا |
فأي فتى بالبان شام وميضه | ولم يذر منهل الشؤون به مثنى |
فيا سائرا يطوي الفلا بامونه | ويجعل وادي الحرتين لها بطنا |
إذا استشرفت عيناك كثبان رامة | وذاك النخيل الغض والمنزل الأسنى |
وساق لك المقدور ما كنت طالبا | وبردت ما أروي الفؤاد وما أضنى |
وجئت مقاما ضم أشرف مرسل | وأكرم مبعوث له ربه أدنى |
ومرغت خد الذل في ذلك الثرى | وأذللت دمعا فيضه يخجل المزنا |
فقل يا عريض الجاه وأفاك لائذا | بعلياك من هيضت قوادمه وهنا |
دعني أكابد لوعتي ووجيبي | وأشق في نهج الغرام جيوبي |
وأجيل في تلك المعاهد مقلة | جادت مواطرها بكل صبيب |
وأفك من ربق الاساءة مهجة | ملأت جوانحها شرار لهيب |
مستنجدا صبري الجميل لعله | يتنابني في موقف التأنيب |
لله ليل بت أرصد نجمه | حيران أوصل أنة بنحيب |
مغرورق الأجفان لا ألوي على | عذل ولا أصغي لقول مريب |
والبدر يغري بي الوشاة كأنه | غيران من كلفي وحسن جيبي |
حتى إذا ركضت جحافل فجره | وتبسمت علياه غب قطوب |
وهوت كواكبه تشق بجندها | حجب الظلام وترتمي لغروب |
وعلمت أن لا طارق أطفى به | زفرات وجد في الحشا مشبوب |
فصرمت شيطان المطامع مذريا | دررا تبل محاملي ونجبي |
وطفقت أنتجع الديار مسائلا | رسما ومن لي أن يكون مجيبي |
لا أرعوي النجوى وليس بنافعي | حنقي ولا ذلي يلوم رقيبي |
فأرح مطي عناك من أسأدها | أمؤنبي وأقل من تثريبي |
لا بعد شت الشمل شعب يقتني | طللا ولا قلبي الحمي بربيب |
أين القطين وأين مشتجر القنا | بل أين ذات الأسم والتلقيب |
غالتهم دهم السنين بمكرها | ودعتهم بروائع التشبيب |
ما آن صفوك يا زمان أما كفى | رحل الشباب ولات حين مشيب |
والعمر قد ولى كطيف معقبا | حسرات مفؤد وندب كئيب |
سرعان ما ذهب الصبا وتقلبت | أفياؤه وأتاح فرط لغوب |
فإلى متى الأطماع تعترض الفتى | بكواذب الآمال والترغيب |
أفلم يكن وعظا لديه وزاجرا | وخط المشيب وكثرة التجريب |
من لم يرعه الفجر من صبح الدنا | لم تزد جره روادع الترهيب |
فأفق من الغفلات يا قلبي الذي | أعياه حمل اساءة وذنوب |
كم ذا تعللني ببرق خلب | وتروم مني فعل كل معيب |
ان الليالي لم تزل حركاتها | في الكون ذات تقلب وضروب |
فاحسر نقاب الغي عن وجه الهدى | واخلع جلا الأهواء والتعجيب |
متفيئا ظل الرسالة لأنذا | بحمى الشفيع وجاهه المرهوب |
منع الحمى أهلوه أن ينصدعا | فسقته عن سح السحائب أدمعا |
وصغت مسامعها لسجع حمامة | عند انبلاج الصبح لما رجعا |
يا ويحها ضربت على أغواره | كللا غدا فيها العميد مولعا |
طلل حسبت الركب دون نجوده | مستشرفا تلك الظباء الرتعا |
أبكيه وهو بما حواه آهل | وإليه أشكوه ومن لي لووعا |
كيف النزوع وأهله في مهجتي | شاد والهم بيد الصبابة مربعا |
واستخلصوا مني الفؤاد وما اكتفوا | حتى بجمر الهجر شبوا الأضلعا |
وتمنعوا حيث الأسنة والظبي | يحمون حوزتها إذا الداعي دعا |
وترى الغيارى تستدير عيونها | حذرا وتبتدر العوالي شرعا |
يعدو بها من كل أجرد ضامر | يزري بايماض البروق إذا سعى |
يغنيك عن ضوء الصباح جبينه | ويريك لونا كالدياجرا سفعا |
فمن امتطاه لا يشك بأنه | ركب الغمام وسار فيه مسرعا |
أمؤنبي عن ذكر بانات اللوى | وتولعي فيها وقولي يارعى |
مه لأتفه الا بذكر حديث من | أهواه ان كنت الفتى المتوجعا |
أنا من عرفت غرامه وهيامه | ومن استبد به الجوى وتولعا |
لم يحل لي الا ادكار عهوده | ومديح من حاز المقام الأرفعا |
ومن استظل الدهر في أعتابه | وسعى إليه خاضعا متضرعا |
وأبان حسن ضيغه عن حمله | وأراك في برديه ليثا انزعا |
وسرت عوارفه بآزاق العلى | تدعو فمن يرد الخضم المترعا |
وعلى اسرته يلوح سنا الهدى | حتى تخيله البروق اللمعا |
وببشره يلقاك حين تؤمه | تبغي مراحمه ولن يتمنعا |
فلكفه في كل شخص نعمة | تأبى غواديها بأن تتخشعا |
ولعزمه في كل صعب همة | يجلو بأدناها الملم المجزعا |
فالمجد فيك لقد تعاظم شأنه | حتى بذاتك في الأنام تجمعا |
والفضل شرف اذ غدوت نصيره | والعلم بالغر المنيع تدرعا |
وسمت بعلياك الرفيعة أهله | زهر الكواكب والبدور الطلعا |
وأتت لك الفتيا تجر ذيولها | مدحا وترجوك المقام الأمنعا |
خطبتك وهي دخيلة وتمنعت | كبرا لغيرك في الورى أن تضرعا |
قل لي إذا لم تقبلنها من لها | أتروم مع علياك أن تتضيعا |
فافد فتاويك التي ما قررت | الا من الهندي أمست أقطعا |
وانشر مباحث للهداية ضمنت | تدع الغوى محوقلا مسترجعا |
وأسلم لها أذانت من أكفائها | وذر السوى متضجرا متفجعا |
لله درك من فتى ما زاولت | أفكاره أمرا وأخطى المدعى |
يهب الهبات الغر لا متغيرا | وجها ولو منح البحار تبرعا |
من ذا رأى ندبا تملك بالندى | الصيد الأماجد قبل أن يترعرعا |
أبي لبابك قد نسأت قوافيا | كالزهر أو كالزهر حيث تضوعا |
أبي وأني غرس نعمتك التي | أسقيتني البشرى فأثمرت الدعا |
من ذا يشكك ان لفظت جواهرا | وعلاك أودع مسمعي ما أودعا |
وأبيك لم أبرح أجيل قرائحي | فيما حويت وأطرب المتستمتعا |
حتى إذا استوفيت عمري وانقضى | أجلي ووافيت المكان البلقعا |
أبقيت ما يتلى على اذن الورى | من طيب ذكرك كل دهر موقعا |
فأقبل وقابل بالقبول بضاعتي | المزجاة اذ كنت العزيز المصقعا |
لا فاتك المأمول فيما تبتغي | متمتعا بالدين والدنيا معا |
برح الخفاء فلا الغيور يقيك | كلا ولا بيض الظبي تحميك |
الا الذي من سقم جفنك ينتضي | ونراه يغمد في حشا راعيك |
أيس الهوى من أن يمر بخاطري | ذكر السلو فعاد بي يغريك |
فتحكمي في مهجتي وتهكمي | فيمن غدا بعيونه يفديك |
ان كنت عالمة بما فعل النوى | عند الوداع به فذا يكفيك |
دنف إذا ضرب الدجى أطنابه | وصل الأنين برنة تشجيك |
وإذا انتضى برق العقيق حسامه | هاجت لواعجه بمبسم فيك |
وإذا الهديل تجاوبت أصداؤه | جزعا على ما ناله يبكيك |
ليس الضني بردافا خلعه جوى | حتى رثى لسقامه واشيك |
فإلى م يكتم لوعة في ضمنها | جمر يشب بدمعه المسفوك |
ويرى ركوب الصعب في نهج الهوى | هينا ولا التمويه عن ناديك |
فسلى جوانحه اللواتي صيرت | مثواك هل في ذاك من تشكيك |
كم وقفة دون الكثيب رمى بها | نظرا أطال به التفكر فيك |
حيران من أسف يعض بنانه | حذرا عليك مواقع المأفوك |
لم يثنه عن رشف ذياك اللما | الا اجتناب الظن من أهليك |
حجبوك لا بالرغم عنه ولو دروا | ان الحشا مأواك ما حجبوك |
آنات وصلك لو بأيام الصبا | والروح تشري ما أبي وأبيك |
فترى له في كل قطر في الورى | ذكرا جميلا ليس بالمبتوك |
تعتاض عن سمر الحبيب بنشره | وعن الصبا في ليلها الحلكوك |
خيم على حب الكمال قد انطوى | وأنيل ما يبغي بدون شريك |
وأنامل غراء في تهتانها | سؤل الغنى وراحة الصعلوك |
يجري على أرجائها نيل المنى | لمن التجا لعلائه المسموك |
لا يستطاع من المهابة أن يرى | عند التأمل فيه غير ضحوك |
نسخت بأيديه ونور جبينه | آي العديم وضلة التحليك |
وعنى له وجه الزمان وما أبى | وأجابه باطاعة المملوك |
أقل العثار عثار من فيك احتمى | وأتى بعدن من لدنه وشيك |
اني وان لم أوف قدرك حقه | ببديع نظم كالنضار سبيك |
أنا عندليب في مديحك صادح | بل صادع قلب السوى المتروك |
لي منك وجه بالبشارة مشرق | وأسرة كالشمس وهو دلوك |
فؤاد ملؤه شغف=وجفن غربه يكف | وصبر فل صار مد |
ووجد فوق ما أصف=إلى من اشتكى تلقى | ومالي عنه منصرف |
وبي لو حل أيسره=بصلدنا له التلف | إذا غنى على فنن |
حمام البانة الهتف=أميل كأنني ثمل | لدى الحانات معتكف |
يناجيني ولا عجب=كلانا مغرم دنف | ولكن ا به شجني |
ولا قد شفه الكلف=يبيت معانقا غصنا | حوته الروضة الأنف |
ولي ممن علقت به=نوى يغتال أو صلف | أراعي الزهر مكتئبا |
كأني في السما شغف=وأغدو في الحمى ولها | براني الشوق والأسف |
فهل صب أطارحه=حديثي ان دجى السرف | فطر في لم يذق وسنا |
وقلبي مكلم وجف=سقى عهد الهوى غدق | حكته الأدمع الذرف |
وأياما نهبت بها=حياة عيشها ترف | ومن أهدت لواحظه |
لجسمي السقم منعطف=رشيق ينثني مرحا | بخصر زانه الهيف |
إذا أبدى أسرته=لبدر التم ينخسف | يعاطيني على ظمأ |
رضابا منه ارتشف=بحيت الشمل مجتمع | كضم اللؤلؤ الصدف |
فبلغ يا صبا سحرا=شجونا ليس يتصف | نزولا في الشام فلا |
عراها الصيب الوطف=بلاد لا تماثلها | جنان لا ولا غرف |
بها روض المنى خضل=وزهر اليمن مقتطف | ووادي الربوة الغرا |
للذات الهوى كنف=وكم قد خلت من نزه | ذرى قاسون والشرف |
مقام الأنبياء ومن=بسيماء التقى عرفوا | وان في الجامع الأموي |
صبحا جئت تعتسف=فلا تهمل سلام شج | مشوق شفه اللهف |
وقل صب لقد لعبت=به الأحداث والعجف | بأرض الروم مطرح |
بكف الشوق مختطف=بكى صلد الجماد لما | يلاقي والعدا أسفوا |
إذا هبت شآمية=بها من الفها لطف | همت أجفانه وقضى |
نزاعا وهو يرتجف=وأيم الله ما برحت | به الأطوار تختلف |
فطورا ينثني قلقا=لأحداث الأسى هدف | وطورا يحتسي قدحا |
من الذكرى ويغترف=معانيكم له سمر | وذكراكم له نتف |
فهل تهدي لواعجه=وما عنكم له خلف | وترضيكم أضاعنه |
بدار دأبها السرف=وحتى ما تطارده | دواعي البين لا تقف |
تجنيتم عليه بلا=ذنوب كان يقترف | فصبرا يا فؤاد على |
صروف ليس تنكشف=فقد عز اللقا ومضى | شباب كنت أئتلف |
عليكم ما سرى سحرا=صبا بالشوق يلتحف | سلام جل عن مثل |
غازل الطرف قلبه فاستطاره | ليت من جفنه المريض أجاره |
مغرم بالهوى إذا عن ذكر | من حبيب له أبان اصطباره |
كلما اهتاجه الجوى أخذته | لوعة أوقدت على الحب ناره |
طالما أزعج التشوق منه | مهجة مضمرا بها أسراره |
حاولت لوعة الهوى والتصابي | سلب الروح ان قضى أوطاره |
ويحه آه كم تراع حشاه | من جفون بسقمه اماره |
سامح الله من دماه غزالا | لا عج الشوق في حشاه أثاره |
يا بلي اللحاظ من آل طي | بالقنا السمهري يحمي مزاره |
العس الثغر والمراشف أحوى | يخجل الظبي حين يبدي نفاره |
مذ رنا والدلال يعطف منه | معطفا يزدري الغصون نضاره |
صاح من فرط وجده كل صب | هتك الحب في الهوى أستاره |
يا هلالا رمى القلوب سهاما | من جفون مريضة سحاره |
فاتق الله في فؤاد محب | غازل الطرف قلبه فاستطاره |
إذا رمتك الليالي وهي مظلمة | بحادث واستطالت شوكة الزمن |
فاصبر فكم في مطاوي جنحها فرج | ان لم يجئ وقتها المحتوم لم يكن |
يا صاحب الحزم والرأي الصحيح ومن | يصغي لكل كمال في الورى ويعي |
قالوا المداراة نصف العقل قلت لهم | ان المداراة كل العقل فاستمع |
كن كورد الرياض يزداد نشرا | كلما نالت الأكف جناه |
واحترز أن تكون كالعود صلبا | يحرقوه حتى يفوح شذاه |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 2- ص: 141