الغساني سعيد بن محمد الغساني، أبو عثمان، ويقال له ابن الحداد: مناظر، قوي الحجة فيعلوم الدين واللغة. من أهل القيروان كان كثير الرد على أهل البدع والمخالفين للسنة. واشتهر بجدله مع بعض علماء الدولة الفاطمية (العبيدية) في بدء قيامها. وله في ذلك أخبار وتصانيف.
من كتبه ’’توضيح المشكل في القرآن’’ منه قطعة مخطوطو في جامع القيروان، و (معاني الأخبار - خ) قطعة منه في القيروان أيضا، و (المجالس’’ وهي مناظرات في فنون من العلم أورد منها الخشني في ’’طبقات علماء إفريقية’’ أربعة وفي الجزء الثاني (المخطوط) من رياض النفوس للمالكي نتف منها. و (الأمالي) و (المقالات) و (الإستواء) و (عصمة النبيين’’ وكان آنس الفقهاء مجلسا وأغزرهم خبرا؛ مذهبه النظر والقياس والإجتهاد، لا يقلد أحدا، ويقول: إنما أدخل كثيرا من الناس إلى التقليد نقص العقول ووناء الهمم. وله نظم أكثره في ابن أخ له أسر، وفيولد له مات. قال ابن قاضي شهبة، في وفيات سنة 302 بعد أن عرفه بالمالكي المقرئ الإمام المجتهد: إلا أنه كان يحط على المالكية ويسمي المدونة ’’المدودة’’ فسبه المالكية وقاموا عليه، ثم اغتفروا له ذلك وأحبوه لما ناظر الشيعي داعي بني عبيد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 100
ابن الحداد سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد الغساني القيرواني، أبو عثمان، من علماء اللغة والفقه، والكلام، والجدل، مع قوة العارضة، وحضور البديهة.
صحب الإمام سحنون، وكان يطربه جدا، ويذهب في الثناء عليه كل مذهب، وسمع من غيره من شيوخ القيروان كأبي سنان يزيد بن سنان الأزدي، ورحل إلى طرابلس فسمع الحديث من أبي الحسن الكوفي، وسمع منه ابنه عبد الله، وأبو العرب التميمي وأحمد بن موسى التمار.
ولم تكن له رحلة إلى المشرق لقلة ذات يده، وإنما اثرى في شيخوخته بعد موت أحد أقاربه في صقلية وإرثه منه مالا جليلا.
وكان قليل الاشتغال بجمع الرواية والكتب، وكان يقول: إنما هو النظر والخبر، ولو دخلت المشرق ما كانت لي به حاجة غير الخبر.
مال إلى مذهب الشافعي من غير تقليد بل كثيرا ما كان يخالفه، بل كان مائلا إلى الاجتهاد، قال الخشني: «وكان مذهبه النظر والقياس والاجتهاد، لا يتحلى بتقليد أحد من العلماء، ويقول: إنما أدخل كثيرا من الناس إلى التقليد نقص العقول ودناءة الهمم، وكان يقول: القول بلا علة تعبد، والتعبد لا يكون إلا من المعبود وكان يقول: كيف يسع مثلي ممن آتاه الله فهما أن يقلد أحدا من العلماء بلا حجة ظاهرة».
وكان مبغوضا من المالكية على عهد الأغالبة، إذ نقل عنه أنه كان يسمى «المدونة المدودة»، حتى هجره أصحاب سحنون، واغروا به القاضي ابن طالب فهم به، ثم نشأت بينهما صحبة فكان له على بر، ومع هذا
قيل إنه كان معظما للإمام مالك، يسيء الرأي في الإمام أبي حنيفة وأصحابه، حتى روي عنه أنه قال: «تذكرت بقلبي مسائل لأبي حنيفة ركب فيها المحال اضطرارا نحو أربعمائة مسألة».
وكان فصحيا مفوها يمتلك المجلس بفصاحته وغزارة محفوظه، قال الخشني: «وكان أبو عثمان آنس الفقهاء مجلسا، وأغزرهم خبرا».
ولما زالت الدولة الأغلبية، وحلت محلها الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية، حاول رجالها إفحام فقهاء القيروان، وإظهار عجزهم، وإسقاط مكانتهم لدى الجماهير عن طريق مجالس الجدل والمناظرة، بعد حملة مروعة من الاضطهاد، والتنكيل، فتصدى لهم سعيد بن الحداد، ودارت بينه وبين أبي العباس المخطوم شقيق الداعي أبي عبد الله الشيعي الصنعاني نحو من أربعين مجلسا احتفظ لنا الخشني بأربعة مجالس منها.
وقد أظهر أبو عثمان في هذه المجالس التفوق والشفوف على مناظريه، فافحمهم وكشف عن تمويهاتهم، وأعانه على ذلك قوة عارضة، وبصره الجيد باللغة وإتقانه لأساليب الجدل والمناظرة، واطلاعه على المذاهب والنحل، فذب عن السنة، وقاوم زيغ وانحراف المذهب الاسماعيلي الباطني، حتى شبهه أهل القيروان بالإمام أحمد بن حنبل أيام المحنة.
وكان له قبل ذلك مناظرات مع المعتزلة القائلين بخلق القرآن كالقاضي عبد الله بن هارون الكوفي، وعبد الله بن الأشج، وسليمان بن الفراء.
وكان له مع الحنفية جولات ومراجعات قال الزبيدي: وكان العراقيون (أي اتباع الإمام أبي حنيفة) يوجهون إليه من تلاميذهم من يعنته ويسأله فحدثني بعض أهل القيروان قال: أتوه يوما فألفوه في الحمام فلقوه وهو خارج فقالوا له: اعزك الله كيف وجدت الحمام؟ فقال: غاية في الطيب فقالوا: أمن جهة الذوق وجدت طيبه أصلحك الله؟ فقال لهم:
يا حثالة الزنادقة، واخوان المدابير، وتلاميذ الملحدين أرأيتم قوله عز وجل
«حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بريح طيبة (سورة يونس الآية 22) أمن قبل الذوق وجد طيب الريح»؟
وله نظم كثير في ابن أخ له أسر، وفي ولد له مات، ولم يصلنا من هذا الشعر شيء، توفي في رجب وقيل في ذي القعدة، ولما مات خرج البريد سحرا يبشر أمير بني عبيد ودفن بمقبرة باب سلم ورثي بأشعار كثيرة.
مؤلفاته:
1) كتاب الاستواء.
2) كتاب الاستيعاب
3) كتاب الامالي.
4) توضيح المشكل في القرآن، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس.
5) رد على الشافعي، قال الخشني: «وله رد على الشافعي في كتاب لم يظهر على أيدي الناس، وأراه لم يأخذ نسخته، وكان مقدار تأليفه على الشافعي شقتين، كل شقة منها تسمى ثلث قرطاس فملأها ظهرا وبطنا».
6) العبادة الكبرى والصغرى.
7) كتاب عصمة النبيين.
8) كتاب المقالات، رد على أهل المذاهب أجمعين.
9) معاني الأخبار، منه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس، وله كتب أخرى لم تصلنا أسماؤها.
المصادر والمراجع:
- الاعلام 3/ 154، 10/ 98.
- أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي لمحمد الفاضل بن عاشور ص 37 - 43.
- انباه الرواة 2/ 53.
- البيان المغرب 1/ 20.
- بغية الوعاة 1/ 589.
- تراجم اغلبية مستخرجة من مدارك القاضي عياض للأستاذ محمد الطالبي، ص 363.
- طبقات علماء افريقية للخشني 201 - 205، 257 - 273 (مجالس مناظراته).
- طبقات اللغويين والنحويين للزبيدي 261 - 262.
- مرآة الجنان 1/ 214، 217، 258 - 263.
- بلاد البربر الشرقية على عهد الزبيريين (بالفرنسية) 715.
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 2- ص: 105
ابن الحداد القيرواني سعيد بن محمد، أبو عثمان، المعروف بابن الحداد القيرواني. كان عالما باللغة والعربية، وكان الجدل يغلب عليه. مات شهيدا سنة أربع مائة في بعض الوقائع، وكان له في أول دخول الشيعة إلى القيروان مقامات محمودة، ناضل فيها عن الدين وذب عن السنة حتى شبهه الناس بأحمد بن حنبل أيام المحنة، وكان يناظرهم ويقول: قد أربيت على التسعين وما لي إلى العيش حاجة! وذلك أنهم لما ملكوا أظهروا تبديل الشريعة والسنن، وبدروا إلى رجلين من أصحاب سحنون وقتلوهما وعروا أجسادهما ونودي عليهما: هذا جزاء من يذهب مذهب مالك. وله من الكتب: كتاب توضيح المشكل في القرآن، كتاب المقالات رد فيه على المذاهب جميعها، كتاب الاستيعاب، كتاب الأمالي، كتاب عصمة الأنبياء، كتاب الاستواء في الاحتجاج على الملاحدة، كتاب العبارة الكبرى، كتاب العبارة الصغرى.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
سعيد بن محمد الغساني أبو عثمان المعروف بابن الحداد القيرواني: كان عالما بالعربية واللغة، وكان الجدل غالبا عليه، مات في سنة أربعمائة شهيدا في بعض الوقائع. وكان له في أول دخول الشيعة إلى القيروان مقامات محمودة ناضل فيها عن الدين وذب عن السنن حتى شبهه الناس بأحمد بن حنبل أيام المحنة. وكان يناظرهم ويقول: قد أربيت على التسعين، وما بي إلى العيش من حاجة، وذلك أنهم لما ملكوا البلد أظهروا تبديل الشرائع والسنن وبدروا إلى رجلين من أصحاب سحنون قتلوهما وعروا أجسادهما ونودي عليهما: هذا جزاء من ذهب مذهب مالك.
وله من الكتب: كتاب توضيح المشكل في القرآن. كتاب المقالات رد فيه على المذاهب جميعها. كتاب الاستيعاب. كتاب الأمالي. كتاب عصمة الأنبياء .
كتاب العبادة الكبرى. كتاب العبادة الصغرى. كتاب الاستواء والاحتجاج على الملاحدة.
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1373
ابن الحداد الإمام، شيخ المالكية، أبو عثمان، سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد المغربي، صاحب سحنون، وهو أحد المجتهدين، وكان بحرا في الفروع، ورأسا في لسان العرب، بصيرا بالسنن.
وكان يذم التقليد ويقول: هو من نقص العقول، أو دناءة الهمم.
ويقول: ما للعالم وملاءمة المضاجع.
وكان يقول: دليل الضبط الإقلال، ودليل التقصير الإكثار.
وكان من رؤوس السنة.
قال ابن حارث: له مقامات كريمة، ومواقف محمودة في الدفع عن الإسلام، والذب عن السنة، ناظر فيها أبا العباس المعجوقي أخا أبي عبد الله الشيعي الداعي إلى دولة عبيد الله، فتكلم ابن الحداد ولم يخف سطوة سلطانهم، حتى قال له: ولده أبو محمد: يا أبة! اتق الله في نفسك ولا تبالغ. قال: حسبي من له غضبت، وعن دينه ذببت.
وله مع شيخ المعتزلة الفراء مناظرات بالقيروان، رجع بها عدد من المبتدعة.
وقيل: إنه صنف في الرد على ’’المدونة’’ وألف أشياء.
قال أبو بكر بن اللباد: بينا سعيد بن الحداد جالس أتاه رسول عبيد الله -يعني: المهدي - قال: فأتيته وأبو جعفر البغدادي واقف، فتكلمت بما حضرني، فقال: اجلس. فجلست،
فإذا بكتاب لطيف، فقال لأبي جعفر: اعرض الكتاب على الشيخ. فإذا حديث غدير خم. قلت: وهو صحيح، وقد رويناه.
فقال عبيد الله: فما للناس لا يكونون عبيدنا؟ قلت: أعز الله السيد، لم يرد ولاية الرق، بل ولاية الدين. قال: هل من شاهد؟ قلت قال الله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله}، فما لم يكن لنبي الله لم يكن لغيره. قال: انصرف لا ينالك الحر. فتبعني البغدادي، فقال: اكتم هذا المجلس.
وقال موسى بن عبد الرحمن القطان: لو سمعتم سعيد بن الحداد في تلك المحافل -يعني: مناظرته للشيعي- وقد اجتمع له جهارة الصوت، وفخامة المنطق، وفصاحة اللسان، وصواب المعاني، لتمنيتم أن لا يسكت.
وقيل: إن ابن الحداد تحول شافعيا من غير تقليد، ولا يعتقد مسألة إلا بحجة. وكان حسن البزة، لكنه كان يتقوت باليسير، ولم يحج، وكان كثير الرد على الكوفيين.
وقيل: إنه سار لتلقي أبي عبد الله الشيعي، فقال له: يا شيخ! بم كنت تقضي؟ فقال إبراهيم بن يونس: بالكتاب والسنة. قال: فما السنة؟ قال: السنة السنة. قال ابن الحداد: فقلت للشيعي: المجلس مشترك أم خاص؟ قال: مشترك. فقلت: أصل السنة في كلام العرب المثال، قال الشاعر:
تريك سنة وجه غير مقرفة | ملساء ليس بها خال ولا ندب |
بعد سبعين حجة وثمان | قد توفيتها من الأزمان |
يا خليلي قد دنا الموت مني | فابكياني -هديتما- وانعياني |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 126
سعيد بن محمد، أبو عثمان الغساني
كان أستاذا في الفنون، مقدما في اللغة والنحو والجدل، دقيق النظر جدا، ثابت الحجة، شديد العارضة، حاضر الجواب، صحيح الخاطر، له كتب كثيرة جليلة منها: ’’توضيح المشكل في القرآن’’ وكتاب ’’الاستيعاب’’ وكتاب ’’الأمالي’’ وكتاب ’’عصمة المسلمين’’ وكتاب ’’العبادة الكبرى والصغرى’’ وكتاب ’’الاستواء’’ وغير ذلك
جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 24
دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 146
سعيد بن محمد الغسّانيّ أبو عثمان، يعرف بابن الحدّاد، القيروانيّ.
كان عالما باللّغة وعلم الأدب، دقيق النظر، سديد العارضة. مات بعد الأربع مائة شهيدا.
وله كتب، منها: كتاب توضيح المشكل في القرآن، وكتاب المقالات: ردّ فيه على المذاهب جميعها، وكتاب الاستيعاب، وكتاب الأمالي، وكتاب عصمة الأنبياء، وكتاب العبادة الكبرى، وكتاب العبادة الصّغرى، وكتاب الاستواء، وكتاب الاحتجاج على الملاحدة، وكتاب الردّ على السّنة.
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 382