سعيد بن حكم سعيد بن حكم أبو عثمان الأموي: أمير أندلسي كان من أهل طبيرة غربي الأندلس. وجال بها وبافريقية ودخل جزيرة منورقة واختل أمر الموحدين بها وبغيرها، فتولى رياستها وعلا قدره. وكان بعيد الهمة، عارفا بالحديث وقرض الشعر إلا أنه شديد القسوة مستهين بالدماء. وطالت رياسته نحو خمسين عاما. وتوفي بمنورقة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 93
سعيد بن حكم بن عمر بن حكم القرشي أبو عثمان
أصله من طبيرة بغرب الأندلس وبها ولد وكان بإفريقية لما خاف من والي إشبيلية ثم قدم على ميورقة قبل أن يدخلها الروم عنوة في منتصف صفر سنة سبع وعشرين وستمائة بيسير فقدم منها عاملا على منورقة إلى أن تغلب على قاضيها أبي عبد الله محمد بن أحمد بن هشام وقد صارت إليه رئاستها في قصة طويلة وانفرد بضبطها من ثاني عيد الفطر سنة إحدى وثلاثين وستمائة إلى وقتنا هذا وأخرج ابن هشام وابنه ثم استرجعهما فكان ذلك آخر العهد بهما، ودعي بالرئيس وشارط الروم على متاركته وبت مساكنته بإتاوة لم يخل بحملها إليهم في كل سنة فامتد مهله وحمدت سيرته وكثر الانتفاع به في جزيرته حتى يممت منتجعاً وصارت للمنقطع به مفزعاً وأما العناة فكأنما فكهم عليه دين هذا ولا ورق بنواحيه يتسع فيه ولا عين
وكثير من الأدباء استرقهم بإعتاقهم فنوهت بصنيعه أمداحهم وآخرون ركبوا إليه ثبج البحر ففازت بجميل اصطناعه قداحهم وبالجملة فالجود المحض صناعته والأدب الغض بضاعته ومن شعره
أما الهوى فسجيتي إضماره | لولا الدموع لما فشت أسراره |
ما عيل بالكتمان صبري إنما | عظم الغرام فضاق عنه قراره |
ينهل دمعي ما تشب جوانحي | والغصن يندي إذ تأجج ناره |
جمحت جياد الحب بي حتى أتت | مضمار قيس والردى مضماره |
لله غصن ناعم قلبي له | مثوى غدا بردا عليه أواره |
أظمأته بالعتب ثم سقيته | دمعي فأصبح والرضا إثماره |
نقط المداد على برود الكاتب | كالخال في خد الفتاة الكاعب |
لا شيء يحسن بالمداد كثوبه | إن المداد لوشي ثوب الكاتب |
إني لأعجب من ملوك أصبحوا | وهم موالٍ أعبد الشهوات |
الأطيبان مرادهم ومرادهم | أرب الفروج وإربة اللهوات |
لو وقفوا وقفوا اجتماعهم على | نفي الهوى فضلا عن الخلوات |
مرت سنون وهم ملاك للورى | يا ليتهم مروا مع السنوات |
ما نحن إلا في فلاة للردى | فلتحذر الشهوات في الفلوات |
دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 2- ص: 2