سعيد بن جبير سعيد بن جبير الأسدي، بالولاء، الكوفي، أبو عبد الله: تابعي، كان أعلمهم على الإطلاق وهو حبشي الأصل من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد. أخذ العلم عن عبد الله بن عباس وابن عمر. ثم كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه قالك أتسألونني وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني سعيدا. ولما خرج عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث، على عبد الملك بن مروان كان سعيد معه إلى أن قتل عبد الرحمن فذهب سعيدا إلى مكة فقبض عليه واليها (خالد القسري) وأرسله إلى الحجاج، فقتله بواسط. قال الإمام أحمد بن حنبل: قتل الحجاج سعيدا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه. وفي آخر ترجمته في وفيات الأعيان، أنه كان يلعب بالشطرنج استدبارا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 93
ابن جبير اسمه سعيد بن جبير.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 262
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي أبو عبد الله وقيل أبو محمد
قال ابن خلكان قتل في شعبان سنة 95 أو 94 بواسط وله 49 سنة ودفن في ظاهرها وقبره يزار بها ’’اه’’ وجبير في الخلاصة بالجيم المضمومة.
أقوال العلماء فيه
في الكشي في سعيد بن المسيب قال الفضل بن شاذان لم يكن في زمن علي بن الحسين عليهما السلام في أول أمره إلا خمسة أنفس: سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب ومحمد ابن جبير بن مطعم ويحيى ابن أم الطويل وأبو خالد الكابلي. وقال أيضا: سعيد بن جبير حدثني أبو المغيرة حدثني الفضل عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين عليهما السلام وكان علي عليه السلام يثني عليه وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر وكان مستقيما. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين عليه السلام فقال سعيد بن جبير أبو محمد مولى بني والبة أصله الكوفة نزل مكة تابعي وعن المناقب أنه عده من أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام وقال: كان يسمى جهبذ العلماء ويقرأ القرآن في ركعتين وقتل وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه. وفي الخلاصة سعيد بن جبير ثم نقل كلام الفضل المتقدم ثم قال: وكان حزن أوصى إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: روى الكشي عن سعيد بن المسيب مدحا في مولانا زين العابدين عليه السلام عن سعيد بن جبير حدثني أبو المغيرة إلى قوله وكان مستقيما ’’اه’’ وقال الكشي قس ترجمة سعيد بن المسيب قال الفضل بن شاذان: لم يكن في زمن علي بن الحسين عليهما السلام في أول أمره إلا خمسة أنفس وعد منهم سعيد ابن جبير وسعيد بن المسيب وقال: رباه أمير المؤمنين عليه السلام وكان حر بن حرة جد سعيد أوصى إلى أمير المؤمنين عليه السلام وعن حاشية الشهيد الثاني على الخلاصة أنه قال: حزن هذا جد سعيد بن المسيب على ما ذكره جماعة منهم الضغاني في باب من غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسمه من الصحابة وسماه سهلا إلى أن قال: وكان حقه أن يذكر في باب سعيد ابن المسيب شاهدا على تعلق سعيد بن المسيب بأهل البيت عليهم السلام فذكره هنا ليس بجيد ولكنه تبع الكشي وجماعة في هذا الترتيب وسيأتي في باب الميم أن المسيب ابن حزن هو الذي أوصى إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
قال المؤلف: قد سمعت أن الكشي والشهيد الثاني سمياه حزن واستشهد عليه ويمكن كون إبدال حزن بحر ابن حرة من خطأ النساخ أما كلام الخلاصة ففيه خطأ يمكن أن يكون سمي جد سعيد بن المسيب وقول الشهيد الثاني تبع الكشي وجماعة في هذا الترتيب فيه أن الكشي لم يجعل حزن أو حر بن حرة جدا لسعيد بن جبير بل جعله جدا لسعيد بن المسيب وفي تاريخ ابن خلكان أبو عبد الله وقيل أبو محمد سعيد بن جبير الأسدي بالولاء مولى بني والبة ابن الحارث بطن من بني أسد بن خزيمة كوفي أحد أعلام التابعين وكان أسود قال له ابن عباس: أحدث وأنت ها هنا فقال: أليس من نعمة الله عليك أن يحدث وأنا شاهد فأن أصبت فذاك وإن أخطأت علمتك وكان لا يستطيع أن يكتب مع ابن عباس في الفتيا فلما عمي ابن عباس كتب فبلغه ذلك فغضب قال وقال ابن إياس قال لي سعيد في رمضان أمسك علي القرآن فما قام من مجلسه حتى ختمه وقال سعيد: قرأت القرآن في ركعة في البيت الحرام قال إسماعيل بن عبد الملك: كان يومئذ في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله بن مسعود وليلة بقراءة زيد بن ثابت وليلة بقراءة غيرهم هكذا أبدا وسأله رجل أن يكتب له تفسير القرآن فغضب وقال: لأن يسقط شقي أحب إلي من ذلك وقال خصيف: كان من أعلم التابعين بالطلاق سعيد ابن المسيب وبالحج عطاء وبالحلال والحرام طاووس وبالتفسير أبو الحجاج مجاهد بن جبير وأجمعهم ذلك كله سعيد ابن جبير وكان سعيد في أول أمره كاتبا لعبد الله بن عتبة ابن مسعود ثم كتب لأبي بردة ابن أبي موسى الأشعري وذكره أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان فقال: دخل أصبهان وأقام بها مدة ثم ارتحل عنها إلى العراق وسكن قرية سنبلان وروى محمد بن حبيب أن سعيد بن جبير كان بأصبهان يسألونه عن الحديث فلا يحدث فلما رجع إلى الكوفة حدث فقيل له: يا أبا محمد كنت بأصبهان لا تحدث وأنت بالكوفة تحدث فقال: انشر بزك حيث يعرف ’’اه’’. وقال أحمد بن حنبل قتل الحجاج سعد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه ’’اه’’. وعن تقريب ابن حجر سعيد ابن جبير الأسدي مولاهم الكوفي ثقو ثبت فقيه من الثالثة وعن مختصر الذهبي سعيد بن جبير الوالبي مولاهم أبو محمد ويقال أبو عبد الله أحد الأعلام ’’اه’’. وعن المقدسي أنه كان فقيها ورعا أحد أعلام التابعين روى عن ابن عباس وأخذ العلم عنه وروى عنه ابنه عبد الله والحكم بين عيينة.
من أخباره
ما ذكره ابن خلكان قال: رأى عبد الملك بن مروان في منامه كأن قد بال في المحراب أربع مرات فوجه على سعيد ابن جبير من يسأله فقال: يملك من ولده لصلبه أربعة فكان كما قال فملك من ولده لصلبه الوليد وسليمان ويزيد وهاشم ’’اه’’. وكأن سعيدا استفاد من بوله في المحراب أربع مراتالذي هو محرم أنه يملك من ولده لصلبه أربعة يستبيحون المحرمات.
التمييز
مر عن المقدسي أنه روى عن سعيد بن جبير ابنه عبد الله والحكم بن عيينة. وعن جامع الرواة أنه نقل رواية عبد الله بن الحكم عن أبيه عنه ورواية ثابت ابن أبي صفية عنه في مشيخة الفقيه في طريق النعمان بن سعد.
خبره معه الحجاج وقتله
قال ابن خلكان: كان سعيد بن جبير مع عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث بن قيس لما خرج علي عبد الملك ابن مروان فلما قتل عبد الرحمن وانهزم أصحابه من دير الجماجم هرب فلحق بمكة وكان واليها يومئذ خالد بن عبد الله القسري فأخذه وبعث به إلى الحجاج بن يوسف الثقفي مع إسماعيل بن واسط البجلي فقال له الحجاج: ما اسمك؟ قال: سعيد بن جبير. قال: بل أنت شقي بن كسير، قال: بل كانت أمي أعلم باسمي منك، قال: شقيت أمك وشقيت أنت، قال: الغيب يعلمه غيرك، قال: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها قال: فما قولك في محمد؟ قال: نبي الرحمة وإمام الهدى قال: فما قولك في علي أهو في الجنة أو هو في النار؟ قال: لو دخلتها لغرفت من فيها عرفت أهلها، قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل قال: فأيهم أعجب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي قال: فأيهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم. قال: أحب أن تصدقني قال: إن لم أجبك لن أكذبك قال: فما بالك لم تضحك قال: وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار قال: فما بالنا نضحك؟ قال: لم تستو القلوب ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يديه فقال سعيد: أن كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا. ثم دعا الحجاج بالعود والناي فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي بكى سعيد، فقال: ما يبكيك هو اللعب؟ قال سعيد هو الحزن أما النفخ فذكرني يوما عظيما يوم النفخ في الصور وأما العود فشجرة قطعت في غير حق وأما الأوتار فمن الشاة تبعث معها يوم القيامة. قال الحجاج: ويلك يا سعيد قال: لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة، قال الحجاج: اختر يا سعيد أي قتلة تقتلك قال: اختر لنفسك يا حجاج فو الله لا تقلتني قتلة إلا قتلتك الله مثلها في الآخرة، قال: أفتريد أن أعفو عنك؟ قال: إن كان العفو فمن الله وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج بذلك فرده وقال: ما أضحكك؟ قال: عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك، فأمر بالنطع فبسط وقال: اقتلوه فقال سعيد وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين قال: وجهوا به لغير القبلة قال سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله قال: كبوه لوجهه قال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنهل نخرجكم تارة أخرى قال الحجاج: أذبحوه قال سعيد: أما أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة ثم قال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي. وكان قتله في شعبان سنة 95 ومات الحجاج بعده بستة أشهر ولم يسلطه الله تعالى بعده على قتل أحد إلى أن مات. وقيل للحسن البصري إن الحجاج قد قتل سعيد ابن جبير، فقال: اللهم ائت على فاسق ثقيف والله لو أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبهم الله عز وجل في النار. ويقال: إن الحجاج لما حضرته الوفاة كان يغيب ثم يفيق ويقول: ما لي ولسعيد بن جبير وقيل إنه في مدة مرضه كان إذا نام رأى سعيد بن جبير آخذا بمجامع ثوبه ويقول له: يا عدو الله فيم قتلتني فيستيقظ مذعورا ويقول: ما لي ولسعيد بن جبير. وكان سعيد يقول: يوم أخذ وشى بي واش في بلد الله الحرام أكله إلى الله تعالى يعني خالدا القسري بن عبد الله وقيل إن الحجاج قال له: لما احضر إليه أما قدمت الكوفة ليس بها إلا عربي فجعلتك إماما؟ قال: بلى قال: أما وليتك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة ابن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك قال: بلى قال: أما جعلتك في سماري وكلهم رؤوس العرب قال: بلى قال: أما أعطيتك مائة ألف درهم تفرقها في أهل الحاجة في أول ما رأيتك ثم لم أسألك عن شيء منها قال: بلى قال: فما أخرجك علي قال: بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث فغضب الحجاج ثم قال: أما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك من قبل والله لأقتلنك يا حرسي اضرب عنقه فضرب عنقه ’’اه’’ ابن خلكان. وفي هذا الخبر الأخير ما يلفت النظر من وجوه (أولا) منافاته لما مر لا سيما القول بأن سبب قتله موالاته للسجاد (ثانيا) متى كان الحجاج يهاب أهل الكوفة فلا يولي القضاء إلا من يريدون (ثالثا) كيف يعتذر سعيد بهذا العذر الفاسد ولا يعتذر بما ما اعتذر به الشعبي من قوله كانت فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أشقياء ولكن الصواب أن قتله كان لولائه أهل البيت والعفو عن الشعبي كان لولائه بني أمية وانحرافه عن أهل البيت.
هل له تأليف
يدل عدم ذكر النجاشي له على أنه لا مؤلف له لأنه لا يذكر إلا المؤلفين ولكن عن ملحقات الصراح أن له تفسيرا مسندا إلى أبي بكر بن عياش راوي عاصم في القراءة عن ابن حصين عن سعيد وينافيه ما مر من قوله لأن يسقط شقي أحب إلي من أن أكتب تفسير القرآن والله أعلم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 234
التابعي سعيد بن جبير بن هشام. توفي شهيدا قتله الحجاج سنة خمس وتسعين للهجرة، وهو أبو عبد الله الأسدي الوالي مولاهم الكوفي، أحد الأئمة الأعلام، سمع ابن عباس وعدي بن حاتم وابن عمر وعبد الله بن مغفل وعن أبي موسى الأشعري عند النسائي وذلك منقطع، وروى عن أبي هريرة وعائشة وفيه نظر، وروى له الجماعة. وروي أنه كان أسود اللون، خرج مع ابن الأشعث على الحجاج، وتنقل في النواحي اثنتي عشرة سنة، ثم إنه وقعوا به وأحضروه، فقال: يا شقي بن كسير، وأخذ يعاتبه، ثم ضرب عنقه وقبره بواسط ظاهر يزار، روي أن الحجاج رئي في النوم فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتلة وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة، وقال سعيد: قرأت القرآن في ركعة في البيت الحرام. وقال إسماعيل بن عبد الملك: كان سعيد بن جبير يؤمنا في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود وليلة بقراءة زيد بن ثابت وليلة بقراءة غيره، هكذا أبدا، وسأله رجل أن يكتب له تفسير القرآن فغضب وقال: لأن يسقط شقي أحب إلي من ذلك. وقال خصيف: كان أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيب وبالحج عطاء وبالحلال والحرام طاؤوس وبالتفسير أبو الحجاج مجاهد بن جبر وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير. وكان سعيد أول أمره كاتبا لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وكان سعيد مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس لما خرج على عبد الملك بن مروان، فلما قتل عبد الرحمن وانهزم أصحابه من دير الجماجم هرب فلحق بمكة، وكان واليها خالد بن عبد الله القسري، فأخذه وبعث به إلى الحجاج، فلما حضر بين يديه فقال: أما قدمت الكوفة وليس يؤم بها إلا أعرابي فجعلتك إماما؛ قال بلى، قال: أما وليتك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك؟ قال: بلى. قال: أما جعلتك في سماري وكلهم رؤوس العرب؟ قال: بلى، قال: أما أعطيتك مائة ألف درهم تفرقها على أهل الحاجة في أول ما رأيتك؛ ثم أم أسألك عن شيء منها؟ قال: فما أخرجك علي؟ قال: بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث! فغضب الحجاج وقال: أفما كان لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان في عنقك بيعة من قبل؟ والله لأقتلنك! يا حرسي اضرب عنقه! ولما قتله سال منه دم كثير فاستدعى الحجاج الأطباء وسألهم عنه وعمن كان قتله فإنهم كان يسيل منهم دم قليل، قالوا: هذا قتلته ونفسه معه والدم يتبع النفس، ومن كنت تقتله غيره كانت نفسه تذهب من الخوف فلذلك قل دمهم، وحكى أبو إسحاق الشيرازي في كتاب ’’المهذب’’ أن سعيد بن جبير كان يلعب الشطرنج استدبارا.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
سعيد بن جبير، أبو عبد الله: مولى والبة من بني أسد. وكان أسود اللون.
كتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسى الأشعري وهو على القضاء وبيت المال بالكوفة. وخرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث.
ولما انهزم ابن الأشعث من دير الجماجم هرب سعيد بن جبير إلى مكة، فأخذه عبد الله القسري، وكان واليا للوليد بن عبد الملك على مكة، فبعثه إلى الحجاج بن يوسف. فلما رآه الحجاج قال له: اختر أي قتلة شئت. فقال سعيد: بل أنت اختر لنفسك فإن القصاص أمامك. فقال له الحجاج: يا شقي بن كسير، ألم أقدم إلى الكوفة ولم يؤم بها إلا عربي فجعلتك إماما؟ قال: بلى. قال: أو لم أولك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا، لا يصلح للقضاء إلا العربي، فاستقضيت أبا بردة وأمرته ألا يقطع أمرا دونك؟ قال: بلى. قال: أو ما جعلتك من سماري؟ قال: بلى. قال:
أو ما أعطيتك من المال كذا وكذا تفرقه في ذي الحاجة، ثم لم أسألك عن شيء منه؟
قال: بلى. قال: فما أخرجك علي؟ قال: بيعة كانت لابن الأشعث في عنقي.
قال: فغضب الحجاج، ثم قال: أما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك قبله؟ والله لأقتلنك، فقتله سنة أربع وتسعين في أيام الوليد.
وكان أخذ القراءة عن عبد الله بن عياش. وروي أنه لما دخل على الحجاج، وأمر بقتله بكى ابن لسعيد صغير، فقال له سعيد: لا تبك، فما بقاء أبيك بعد خمس وستين سنة؛ ونظر إلى جموع الحجاج وخيله ورجله فأنشأ يقول:
يا دولة الجور قد طالت لياليها | وطال تعذيبنا من فسق واليها |
يسار فينا بما لو سير في جزر | لاشتد محمية منها لواليها |
فلا نحامي على دين فننصره | ولا نحامي على دنيا فنحويها |
فلو شركناهم في لين عيشهم | لقلت دنيا وقوم أترفوا فيها |
لكنهم صرفوا عنا لذاذتها | وألبسونا بلايا لست أحصيها |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1363
سعيد بن جبير: "ع"
ابن هشام، الإمام، الحافظ، المقرئ، المفسر، الشهيد، أبو محمد -ويقال: أبو عبد الله الأسدي، الوالبي مولاهم الكوفي، أحد الأعلام.
روى عن: ابن عباس -فأكثر وجود- وعن: عبد الله بن مغفل، وعائشة، وعدي بن حاتم، وأبي موسى الأشعري في "سنن النسائي"، وأبي هريرة، وأبي مسعود البدري -وهو مرسل- وعن: ابن عمر وابن الزبير، والضحاك بن قيس، وأنس، وأبي سعيد الخدري.
وروى عن التابعين؛ مثل: أبي عبد الرحمن السلمي، وكان من كبار العلماء.
قرأ القرآن على ابن عباس. قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء، وطائفة.
وحدث عنه: أبو صالح السمان، وآدم بن سليمان والد يحيى، وأشعث بن أبي الشعثاء، وأيوب السختياني، وبكير بن شهاب، وثابت بن عجلان، وأبو المقدام ثابت بن هرمز، وجعفر بن أبي المغيرة، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وحبيب بن أبي ثابت، وحبيب بن أبي عمرة، وحسان بن أبي الأشرس، وحصين، والحكم، وحماد، وخصيف الجزري، وذر الهمداني، وزيد العمي، وسالم الأفطس، وسلمة بن كهيل، وسليمان بن أبي المغيرة، وسليمان الأحول، وسليمان الأعمش، وسماك بن حرب، وأبو سنان ضرار بن مرة، وطارق بن عبد الرحمن، وطلحة بن مصرف، وأبو سنان طلحة بن نافع، وأبو حريز، عبد الله بن حسين، وابنه؛ عبد الله بن سعيد، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وعبد الكريم الجزري، وعبد الكريم أبو أمية البصري، وابنه عبد الملك بن سعيدن، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعبد الملك بن ميسرة، وعثمان بن حكيم، وعثمان بن أبي سليمان، وعثمان بن قيس، وعدي بن ثابت، وعزرة بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، وعكرمة بن خالد، وعلي بن بذيمة، وعمار الدهني وعمرو بن دينار، وعمرو بن سعيد البصري، وعمرو بن عمرو المدني، وعمرو بن مرة، وعمرو بن هرم، وفرقد السبخي، وفضيل بن عمرو الفقيمي، والقاسم بن أبي أيوب، والقاسم بن أبي بزة، وكثير بن كثير بن المطلب، وكلثوم بن جبر، ومالك بن دينار، ومجاهد -رفيقه- ومحمد بن سوقة، ومحمد بن أبي محمد، والزهري، ومحمد بن واسع، ومسعود بن مالك، ومسلم البطين، والمغيرة بن النعمان، ومنصور بن حيان، ومنصور بن المعتمر، والمنهال بن عمرو، وموسى بن أبي عائشة، وأبو شهاب الحناط، الأكبر موسى بن نافع، وميمون بن مهران، وهشام بن حسان، وهلال بن خباب، ووبرة بن عبد الرحمن، ووهب بن مأنوس، وأبو هبيرة يحيى بن عباد، ويحيى بن ميمون أبو المعلى العطار، ويعلي بن الحكيم، ويعلى بن مسلم وأبو إسحاق السبيعي، وأبو حصين الأسدي، وأبو الزبير المكي، وأبو الصهباء الكوفي، وأبو عون الثقفي، وأبو هاشم الرماني، وخلق كثير.
روى ضمرة بن ربيعة، عن أصبغ بن زيد قال: كان لسعيد بن جبير ديك، كان يقوم من الليل بصياحه، فلم يصح ليلة من الليالي حتى أصبح، فلم يصل سعيد تلك الليلة، فشق عليه فقال: ما له قطع الله صوته؟! فما سمع له صوت بعد. فقالت له أمه: يا بني لا تدع على شيء بعدها.
قال أبو الشيخ: قدم سعيد أصهبان زمن الحجاج، وأخذوا عنه.
وعن عمر بن حبيب، قال: كان سعيد بن جبير بأصبهان لا يحدث، ثم رجع إلى الكوفة فجعل يحدث. فقلنا له في ذلك فقال: انشر بزك حيث تعرف.
قال عطاء بن السائب: كان سعيد بن جبير بفارس، وكان يتحزن، يقول: ليس أحد يسألني عن شيء. وكان يبكينا، ثم عسى أن لا يقوم حتى نضحك.
شعبة، عن القاسم بن أبي أيوب: كان سعيد بن جبير بأصبهان، وكان غلام مجوسي يخدمه، وكان يأتيه بالمصحف في غلافه.
قال القاسم بن أبي أيوب: سمعت سعيدا يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.
أنبأنا أحمد بن أبي الخير، عن اللبان أنبأنا الحداد، وأنبأنا أبو نعيم، حدثنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا سعيد بن أبي الربيع السمان، حدثنا أبو عوانة، عن إسحاق، مولى عبد الله بن عمر، عن هلال بن يساف، قال: دخل سعيد بن جبير الكعبة، فقرأ القرآن في ركعة.
الحسن بن صالح، عن وقاء بن إياس، قال: كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان وكانوا يؤخرون العشاء.
قلت: هذا خلاف السنة، وقد صح النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث.
يزيد: أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير: أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين.
يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ -يعني: سعيد بن جبير.
قال ابن مهدي، عن سفيان، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: لقد مات سعيد بن جبير، وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه.
وقال ضرار بن مرة، عن سعيد بن جبير، قال: التوكل على الله جماع الإيمان وكان يدعو: اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك.
أبو عوانة عن هلال بن خباب، قال: خرجت مع سعيد بن جبير في رجب، فأحرم من الكوفة بعمرة، ثم رجع من عمرته، ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة، وكان يحرم في كل سنة مرتين؛ مرة للحج ومرة للعمرة.
ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: إنه الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك، فلتلك الخشية، والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله، فقد ذكره، ومن لم يطعه، فليس بذاكر، وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن.
وروي عن حبيب بن أبي ثابت: قال لي سعيد بن جبير: لأن أنشر علمي، أحب إلي من أن أذهب به إلى قبري.
قال هلال بن خباب: قلت لسعيد بن جبير: ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم.
وقال عمرو بن ذر: كتب سعيد بن جبير إلى أبي كتابا أوصاه بتقوى الله، وقال: إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة | ، فذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره. |
أحمد: حدثنا معتمر، عن الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز: أن سعيد بن جبير قال: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر -تعجبه العبادة- ويقول: أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة.
عباد بن العوام: أنبأنا هلال بن خباب: خرجنا مع سعيد بن جبير في جنازة، فكان يحدثنا في الطريق، ويذكرنا حتى بلغ، فلما جلس، لم يزل يحدثنا حتى قمنا فرجعنا وكان كثير الذكر لله.
وعن سعيد، قال: وددت الناس أخذوا ما عندي، فإنه مما يهمني.
أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين قال: أتيت سعيد بن جبير بمكة، فقلت: إن هذا الرجل -قادم- يعني: خالد بن عبد الله- ولا آمنه عليك، فأطعني، واخرج. فقال: والله لقد فررت حتى استحيت من الله. قلت: إني لأراك كما سمتك أمك سعيدا. فقدم خالد مكة فأرسل إليه، فأخذه.
أحمد: حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا أمية بن شبل عن عثمان بن بوذويه، قال: كنت مع وهب وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل بن عامر، فقال له وهب: يا أبا عبد الله، كم لك منذ خفت من الحجاج؟ قال: خرجت عن امرأتي وهي حامل، فجاءني الذي في بطنها، وخرج وجهه. فقال وهب: إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء، وإذا أصابه رخاء عده بلاء.
قال سالم بن أبي حفصة: لما أتي الحجاج بسعيد بن جبير، قال: أنا سعيد بن جبير. قال: أنت شقي بن كسير، لأقتلنك. قال: فإذا أنا كما سمتني أمي. ثم قال: دعوني أصل ركعتين، قال: وجهوه إلى قبلة النصارى. قال {فأينما تولوا فثم وجه الله} وقال: إني أستعيذ منك بما عاذت به مريم. قال: وما عاذت به؟ قال: قالت: {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا}.
رواها ابن عيينة، عن سالم. ثم قال ابن عيينة: لم يقتل بعد سعيد إلا رجلا واحدا.
وعن عتبة مولى الحجاج، قال: حضرت سعيدا حين أتى به الحجاج بواسط، فجعل الحجاج يقول: ألم أفعل بك؟! ألم أفعل بك؟! فيقول: بلى. قال: فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا؟ قال: بيعة كانت علي يعني: لابن الأشعث- فغضب الحجاج، وصفق بيديه، وقال: فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى. وأمر به، فضربت عنقه.
وقيل: لو لم يواجهه سعيد بن جبير بهذا، لاستحياه كما عفا عن الشعبي لما لاطفه في الاعتذار.
حامد بن يحيى البلخي: حدثنا حفص أبو مقاتل السمرقندي، حدثنا عون بن أبي شداد: بلغني أن الحجاج لما ذكر له سعيد بن جبير، أرسل إليه قائدا يسمى المتلمس بن أحوص في عشرين من أهل الشام، فبينما هم يطلبونه، إذا هم براهب في صومعته، فسألوه عنه؟ فقال: صفوه لي. فوصفوه فدلهم عليه، فانطلقوا فوجدوه ساجدا يناجي بأعلى صوته، فدنوا وسلموا فرفع رأسه فأتم بقية صلاته، ثم رد عليهم السلام، فقالوا: إنا رسل الحجاج إليك، فأجبه. قال: ولا بد من الإجابة؟ قالوا: لابد. فحمد الله، وأثنى عليه، وقام معهم، حتى انتهى إلى دير الراهب، فقال الراهب: يا معشر الفرسان أصبتم صاحبكم قالوا: نعم، فقال: اصعدوا، فإن اللبوة والأسد يأويان حول الدير. ففعلوا وأبى سعيد أن يدخل، فقالوا: ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا. قال: لا، ولكن لا أدخل منزل مشرك أبدا. قالوا: فإنا لا ندعك، فإن السباع تقتلك. قال لا ضير، إن معي ربي يصرفها عني، ويجعلها حرسا تحرسني. قالوا: فأنت من لأنبياء؟ قال: ما أنا من الأنبياء، ولكن عبد من عبيد الله مذنب. قال الراهب: فليعطني ما أثق به على طمأنينة. فعرضوا على سعيد أن يعطي الراهب ما يريد قال: إني أعطي العظيم الذي لا شريك له، لا أبرح مكاني حتى أصبح -إن شاء الله- فرضي الراهب بذلك، فقال لهم: اصعدوا، وأوتروا القسي، لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح، فإنه كره الدخول في الصومعة لمكانكم. فلما صعدوا، وأوتروا القسي، إذا هم بلبوة قد أقبلت، فلما دنت من سعيد، تحككت به، وتمسحت به ثم ربضت قريبا منه وأقبل الأسد يصنع كذلك. فلما رأى الراهب ذلك، وأصبحوا، نزل إليه، فسأله عن شرائع دينه، وسنن رسوله، ففسر له سعيد ذلك كله، فأسلم، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه، ويقبلون يديه ورجليه، ويأخذون التراب الذي وطئه، فيقولون: يا سعيد حلفنا الحجاج بالطلاق، والعتاق، إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه، فمرنا بما شئت. قال: امضوا لأمركم، فإني لائذ بخالقي، ولا راد لقضائه. فسارو حتى بلغوا واسط، فقال سعيد: قد تحرمت بكم وصحبتكم، ولست أشك أن أجلي قد حضر، فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت، وأستعد لمنكر ونكير، وأذكر عذاب القبر، فإذا أصبحتم، فالميعاد بيننا المكان الذي تريدون. فقال بعضهم: لا تريدون أثرا بعد عين. وقال بعضهم: قد بلغتم أمنكم، واستوجبتم جوائز الأمير، فلا تعجزوا عنه. وقال بعضهم: يعطيكم، ما أعطى الراهب، ويلكم! أما لكم عبرة بالأسد، ونظروا إلى سعيد قد دمعت عيناه، وشعث رأسه، واغبر لونه، ولم يأكل، ولم يشرب، ولم يضحك، منذ يوم لقوه وصحبوه فقالوا: يا خير أهل الأرض ليتنا لم نعرفك، ولم نسرح إليك، الويل لنا ويلا طويلا، كيف ابتلينا بك اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر، فإنه القاضي الأكبر، والعدل الذي لا يجور. قال: ما أعذرني لكم وأرضاني لما سبق من علم الله في. فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة قال كفيله: أسألك بالله لما زودتنا من دعائك وكلامك فإنا لن نلقى مثلك أبدا ففعل ذلك فخلوا سبيله فغسل رأسه ومدرعته وكساءه، وهم محتفون الليل كله، ينادون بالويل واللهف. فلما انشق عمود الصبح، جاءهم سعيد فقرع الباب، فنزلوا وبكوا معه وذهبوا به إلى الحجاج، وآخر معه، فدخلا، فقال الحجاج: أتيتموني بسعيد بن جبير؟ قالوا: نعم، وعاينا منا العجب. فصرف بوجهه عنهم، فقال: أدخلوه علي. فخرج المتلمس، فقال لسعيد: أستودعك الله وأقرأ عليك السلام فأدخل عليه فقال: ما اسمك؟ قال: سعيد بن جبير. قال: أنت شقي بن كسير. قال: بل أمي كانت أعلم باسمي منك. قال: شقيت أنت، وشقيت أمك. قال: الغيب يعلمه غيرك. قال: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها. قال: فما قولك في محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نبي الرحمة، إمام الهدى قال: فما قولك في علي في الجنة هو أم في النار قال: لو دخلتها فرأيت أهلها، عرفت. قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل قال: فأيهم أعجب إليك قال: أرضاهم لخالقي. قال: فأيهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عنده. قال: أبيت أن تصدقني. قال: إني لم أحب أن أكذبك. قال: فما بالك لم تضحك؟ قال: لم تستو القلوب.
قال: ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والياقوت والزبرجد، فجمعه بين يدي سعيد، فقال: إن كنت جمعته لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا. ثم دعا الحجاج بالعود والناي، فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي، بكى، فقال الحجاج: ما يبكيك؟ هو اللهو. قال: بل هو الحزن، أما النفخ فذكرني يوم نفخ الصور، وأما العود فشجرة قطعت من غير حق، وأما الأوتار فأمعاء شاة يبعث بها معك يوم القيامة فقال الحجاج: ويلك يا سعيد! قال: الويل لمن زحزح عن الجنة، وأدخل النار. قال: اختر أي قتلة تريد أن أقتلك؟ قال: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة، إلا قتلتك قتلة في الآخرة. قال: فتريد أن أعفوا عنك؟ قال: إن كان العفو، فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. قال: اذهبوا به، فاقتلوه. فلما خرج من الباب، ضحك، فأخبر الحجاج بذلك، فأمر برده، فقال: ما أضحكك؟ قال: عجبت من جرأتك على الله، وحلمه عنك! فأمر بالنطع، فبسط، فقال: اقتلوه. فقال: {إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض}. قال: شدوا به لغير القبلة. قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله}. قال: كبوه لوجهه قال: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم}. قال: اذبحوه قال: إني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة. ثم دعا الله سعيد، وقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي. فذبح على النطع.
وبلغنا: أن الحجاج عاش بعده خمس عشر ليلة، وقعت في بطنه الأكلة، فدعا بالطبيب لينظر إليه فنظر إليه ثم دعا بلحم منتن، فعلقه في خيط، ثم أرسله في حلقه، فتركه ساعة ثم استخرجه وقد لزق به من الدم فعلم أنه ليس بناج.
هذه حكاية منكرة، غير صحيحة. رواها أبو نعيم في "الحلية" فقال: حدثنا أبي، حدثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف، أخبرني أبو أمية محمد بن إبراهيم كتابة، حدثنا حامد بن يحيى.
هارون الحمال: حدثنا محمد بن مسلمة المخزومي، حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن كاتب الحجاج قال مالك -هو أخ لأبي سلمة الذي كان على بيت المال- قال: كنت أكتب للحجاج وأنا يومئذ غلام يستخفني ويستحسن كتابتي، وأدخل عليه بغير إذن، فدخلت عليه يوما بعدما قتل سعيد بن جبير وهو في قبة له، لها أربع أبواب، فدخلت عليه مما يلي ظهره، فسمعته يقول: مالي ولسعيد بن جبير فخرجت رويدا وعلمت أنه إن علم بي قتلني فلم ينشب قليلا حتى مات.
أبو حذيفة النهدي: حدثنا سفيان عن عمر، بن سعيد بن أبي حسين، قال: دعا سعيد بن جبير حين دعي للقتل، فجعل ابنه يبكي، فقال: ما يبكيك؟! ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة.
ابن حميد: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد، قال: قحط الناس في زمان ملك من ملوك بني إسرائيل ثلاث سنين، فقال الملك: ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه. قالوا: كيف تقدر على أن تؤذيه وهو في السماء وأنت في الأرض؟! قال: أقتل أوليائه من أهل الأرض، فيكون ذلك أذى له. قال فأرسل الله عليهم السماء.
وروى أصبغ بن زيد، عن القاسم الأعرج، قال: كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش.
وروي عن ابن شهاب، قال: كان سعيد بن جبير يؤمنا، يرجع صوته بالقرآن.
وروى الثوري، عن حماد، قال: قال سعيد: قرأت القرآن في ركعتين في الكعبة.
جرير الضبي، عن أشعث بن إسحاق، قال: كان يقال سعيد بن جبير جهبذ العلماء.
ابن عيينة عن أبي سنان عن سعيد بن جبير قال: لدغتني عقرب، فأقسمت علي أمي أن أسترقي، فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ، وكرهت أن أحنثها.
جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، قال: قال سعيد بن جبير: ما رأيت أرعى لحرمة هذا البيت ولا أحرص عليه من أهل البصرة لقد رأيت جارية ذات ليلة تعلقت بأستار الكعبة تدعو وتضرع وتبكي حتى ماتت.
إسنادها صحيح.
محمد بن حميد الرازي: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: لما أهبط الله آدم إلى الأرض، كان فيها نسر وحوت لم يكن غيرهما فلما رأى النسر آدم وكان يأوي إلى الحوت يبيت عنده فقال: يا حوت لقد أهبط اليوم إلى الأرض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيديه قال لئن كنت صادقا مالي في البحر منه منجى ولا لك في البر.
وروي عن سعيد بن جبير، قال: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي.
وعنه، قال: إنما الدنيا جمع من جمع الآخرة.
رواه ضمرة بن ربيعة، عن هشام، عنه.
قال ابن فضيل، عن بكير بن عتيق، قال: سقيت سعيد بن جبير شربة من عسل في قدح، فشربها، ثم قال: والله لأسألن عنه. قلت: لم؟ قال: شربته، وأنا أستلذه.
وعن خلف بن خليفة، عن أبيه، قال: شهدت مقتل سعيد، فلما بان رأسه، قال لا إله إلا الله لا إله إلا الله ولم يتم الثلاثة.
همام بن يحيى، عن محمد بن جحادة، عن أبي معشر، عن سعيد بن جبير، قال: رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد لي ذؤابة، فقال: يا غلام! إنه لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام، فإذا صلى الإمام، فصل بعدها ركعتين، وأطل القراءة.
شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: ابن عباس لسعيد بن جبير: حدث قال: أحدث وأنت ها هنا؟! قال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد، فإن أصبت فذاك وإن أخطأت علمتك.
يعقوب القمي، عن جعفر بن المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: ربما أتيت ابن عباس فكتبت في صحيفتي حتى أملأها، وكتبت في نعلي حتى أملأها، وكتبت في كفي.
قال جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس بعدما عمي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه يقول: تسألوني وفيكم ابن أم دهماء! يعني: سعيد بن جبير.
وقال أيوب السختياني، عن سعيد بن جبير، قال: كنت أسأل ابن عمر في صحيفة، ولو علم بها، كانت الفيصل بيني وبينه.
الثوري، عن أسلم المنقري، عن سعيد بن جبير، قال: سأل رجل ابن عمر عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير، فإنه أعلم بالحساب مني، وهو يفرض فيها ما أفرض.
عبد الواحد بن زياد: حدثنا أبو شهاب، قال: كان يقص لنا سعيد بن جبير كل يوم مرتين، بعد الفجر وبعد العصر.
قيس بن الربيع، عن الصعب بن عثمان، قال: قال سعيد بن جبير: ما مضت علي ليلتان منذ قتل الحسين إلا أقرأ فيها القرآن، إلا مريضا أو مسافرا.
إسرائيل، عن أبي الجحاف، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير: أنه كان لا يدع أحدا يغتاب عنده.
أبو نعيم: حدثنا إسماعيل بن عبد الملك، قال رأيت سعيد بن جبير يصلي في الطاق، ولا يقنت في الصبح ويعتم، ويرخي لها طرفا من ورائه شبرا.
قلت: الطاق، هو المحراب.
قال هلال بن خباب: رأيت سعيد بن جبير أهل من الكوفة.
قال محمد بن سعد: كان الذي قبض على سعيد بن جبير:والي مكة خالد بن عبد الله القسري فبعث به إلى الحجاج، فأخبرنا يزيد، عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: سمع خالد بن عبد الله صوت القيود، فقال: ما هذا؟ قيل: سعيد بن جبير، وطلق بن حبيب، وأصحابهما يطوفون بالبيت. فقال اقطعوا عليهم الطواف.
وأنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا الربيع بن أبي صالح، قال: دخلت على سعيد بن جبير حين جيء به إلى الحجاج فبكى رجل فقال سعيد: ما يبكيك قال: لما أصابك. قال: فلا تبك كان في علم الله أن يكون هذا، ثم تلا: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}.
حماد بن زيد، عن أيوب: سئل سعيد بن جبير عن الخضاب بالوسمة، فكرهه، وقال: يكسو الله العبد النور في وجهه ثم يطفئه بالسواد.
الحسين بن حميد بن الربيع: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، قال: رأيت سعيدا بمكة، فقلت: إن هذا قادم -يعني: خالد بن عبد الله- ولست آمنه عليك. قال: والله لقد فررت حتى استحييت من الله.
قلت: طال اختفاؤه، فإن قيام القراء على الحجاج كان في سنة اثنتين وثمانين، وما ظفروا بسعيد إلى سنة خمس وتسعين؛ السنة التي قلع الله فيها الحجاج.
قال أبو بكر بن عياش: فأخبرني يزيد بن أبي زياد، قال: أتينا سعيدا، فإذا هو طيب النفس، وبنته في حجره، فبكت وشيعناه إلى الجسر، فقال الحرس له: أعطنا كفيلا، فإنا نخاف أن تغرق نفسك قال: فكنت فيمن كفل به. قال أبو بكر: فبلغني أن الحجاج قال: ائتوني بسيف عريض.
قال سليمان التيمي: كان الشعبي يرى التقية، وكان ابن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أتى بالرجل -يعني ممن قام عليه- قال له: أكفرت بخروجك علي، فإن قال: نعم خلى سبيله فقال لسعيد أكفرت؟ قال: لا. قال: اختر أي قتلة أقتلك؟ قال: اختر أنت، فإن القصاص أمامك.
أبو نعيم: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: قلت لسعيد بن جبير: ما تقول للحجاج؟ قال: لا أشهد على نفسي بالكفر.
ابن حميد: حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر: عن سعيد بن جبير، قال: "إن في النار لرجلا ينادي قدر ألف عام: يا حنان يا منان فيقول: يا جبريل أخرج عبدي من النار قال فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب: {إنها عليهم مؤصدة}، فيقول: يا جبريل ارجع ففكها، فأخرج عبدي من النار فيفكها، فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما".
إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان نبي الله سليمان إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بين يديه، فقال لها: ما اسمك قالت: الخرنوب. قال: لأي شيء أنت؟ فقالت: لخراب هذا البيت. فقال: اللهم عم عليهم موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب. قال: فنحتها عصا يتوكأ عليها، فأكلتها الأرضة، فسقطت، فخر، فحزروا أكلها الأرضة، فوجدوا حولا، فتبينت الإنس أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين -وكان ابن عباس يقرؤها هكذا- فشكرت الجن الأرضة، فكانت تأتيها بالماء حيث كانت.
قرأته على إسحاق بن أبي بكر، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد التيمي،
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، حدثنا إبراهيم بن طهمان.
إسناده حسن.
أخبرنا يحيى بن أحمد الجذامي، ومحمد بن حسين الفوي، قالا: أنبأنا محمد بن عماد، أنبأنا عبد الله بن رفاعة، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا شعيب بن عبد المنهال، حدثنا أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي، حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا عمرو بن خالد، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة".
هذا حديث حسن غريب، أخرجه: أبو داود والنسائي، من طريق عبد الله الرقي.
قال خلف بن خليفة، عمن حدثه: إن سعيد بن جبير لما ندر رأسه، هلل ثلاث مرات يفصح بها.
يحيى بن حسان التنيسي: حدثنا صالح بن عمر، عن داود بن أبي هند، قال: لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: ما أراني إلا مقتولا وسأخبركم: إني كنت أنا وصاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء، ثم سألنا الله الشهادة، فكلا صاحبي رزقها، وأنا أنتظرها. قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء.
قلت: ولما علم من فضل الشهادة، ثبت للقتل، ولم يكترث، ولا عامل عدوه بالتقية المباحة له رحمه الله تعالى.
أحمد بن داود الحراني: حدثنا عيسى بن يونس، سمعت الأعمش يقول: لما جيء بسعيد بن جبير، وطلق بن حبيب، وأصحابهما دخلت عليهم السجن، فقلت: جاء بكم شرطي أو جليويز من مكة إلى القتل، أفلا كتفتموه وألقيتموه في البرية؟! فقال سعيد: فمن كان يسقيه الماء إذا عطش.
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: حدثنا أبي سمعت مالكا يقول: حدثني ربيعة، عن سعيد بن جبير: وكان سعيد من العباد العلماء، قتله الحجاج، وجده في الكعبة وناسا فيهم طلق بن حبيب، فسار بهم إلى العراق فقتلهم عن غير شيء تعلق عليهم بهإلا العبادة، فلما قتل سعيد بن جبير، خرج منه دم كثير حتى راع الحجاج، فدعا طبيبا، قال له: ما بال دم هذا كثير؟ قال: إن أمنتني أخبرتك فأمنه، قال: قتلته ونفسه معه.
عبد السلام بن حرب، عن خصيف، قال: كان أعلمهم بالقرآن: مجاهد وأعلمهم بالحج: عطاء وأعلمهم بالحلال والحرام: طاوس وأعلمهم بالطلاق: سعيد بن المسيب وأجمعهم لهذه العلوم: سعيد بن جبير.
أبو أسامة، عن الأعمش، حدثني مسعود بن الحكم، قال: قال: لي علي بن الحسين: أتجالس سعيد بن جبير؟ قلت: نعم قال لأحب مجالسته وحديثه ثم أشار نحو الكوفة، وقال: إن هؤلاء يشيرون إلينا بما ليس عندنا.
جرير، عن أشعث بن إسحاق، قال: كان يقال: سعيد بن جبير جهبذ العلماء.
الأصبغ بن زيد، قال: كنت إذا سألت سعيد بن جبير عن حديث فلم يرد أن يحدثني قال: كيف تباع الحنطة؟
محمد بن أحمد بن البراء: حدثنا علي بن المديني، قال: ليس في أصحاب ابن عباس مثل سعيد بن جبير. قيل: ولا طاووس؟ قال: ولا طاووس، ولا أحد.
وكان قتله في شعبان، سنة خمس وتسعين، ومن زعم أنه عاش تسعا وأربعين سنة لم يصنع شيئا، وقد مر قوله لابنه: ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين فعلى هذا يكون مولده في خلافة أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أخبرنا يوسف بن أحمد، وعبد الحافظ بن بدران، قالا: أنبأنا موسى بن عبد القادر، أنبأنا سعيد بن أحمد، أنبأنا علي بن أحمد بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرم: "استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك".
وبه إلى المخلص، حدثنا عبد الله البغوي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا يعقوب القمي، حدثنا جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سلونا، فإنكم لن تسألونا عن شيء إلا وقد سألنا عنه. فقال رجل: أفي الجنة غناء؟ قال: فيها أكمات من مسك عليهن جوار يحمدن الله -عز وجل- بأصوات لم تسمع الآذان بمثلها قط.
أخبرنا المسلم بن محمد، وابن أبي عمر كتابة، أن عمر بن محمد أخبرهم، أنبأنا هبة الله بن محمد، أنبأنا محمد بن محمد، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن شداد حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن حبيب عن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم: "إني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا".
هذا حديث نظيف الإسناد، منكر اللفظ. وعبد الله: وثقه ابن معين، وخرج له مسلم.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 186
سعيد بن جبير قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الفقيه البكاء، والعالم الدعاء، السعيد الشهيد، السديد الحميد: أبو عبد الله جبير بن سعيد. وقيل: إن التصوف التحقق في التوكل، والتشوق في التنقل
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا مسلم بن قتيبة، ثنا الأصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب الأعرج، قال: «كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أحمد الدورقي، ثنا مسلم بن قتيبة، قال: ثنا أصبغ بن زيد، عن القاسم الأعرج، قال: «كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، قال: «كان سعيد بن جبير ربما أبكانا»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا أصبغ بن زيد، ثنا القاسم بن أبي أيوب، قال: سمعت سعيد بن جبير " يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} [البقرة: 281] الآية "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن سنان قالا: ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن سعيد بن عبيد، قال: كان سعيد بن جبير إذا أتى على هذه الآية {فسوف يعلمون. إذ الأغلال في أعناقهم [ص:273] والسلاسل يسحبون. في الحميم} [غافر: 71] رجع فيها ورددها مرتين أو ثلاثا "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا وهب بن إسماعيل الأسدي، قال: قيل لورقاء يعني ابن إياس: كان سعيد بن جبير يصنع كما يصنع هؤلاء الأئمة اليوم، يطربون أو يرددون؟ قال: " معاذ الله، إلا أنه كان إذا مر على مثل هذه الآية في حم المؤمن {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون} [غافر: 71] مدها شيئا "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني شريح بن يونس، ثنا محبوب بن محرز أبو محرز بياع القوارير بالكوفة ثقة، عن ابن شهاب، قال: «كان سعيد بن جبير يؤمنا يرجع صوته بالقرآن»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سعيد بن أبي الربيع أبو بكر السمان، ثنا أبو عوانة، عن إسحاق مولى عبد الله بن عمر بن هلال بن يساف قال: «دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة»
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو العباس، ثنا حاتم بن الليث الجوهري، ثنا أبو نعيم، ثنا الحسن بن صالح، عن ورقاء، قال: «كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير: «أنه كان يختم القرآن في ليلتين»
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبد الله بن يونس، ثنا يعقوب، عن جعفر يعني ابن أبي المغيرة قال: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: «أليس فيكم ابن أم الدهماء؟»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، ثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، قال: كان يقال: «سعيد بن جبير جهبذ العلماء»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا طاهر بن أبي أحمد، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: «لقد مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا يحيى بن حسان، ثنا صالح بن عمرو، عن داود بن أبي هند، قال: لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: «ما أراني إلا مقتولا، وسأخبركم، إني كنت أنا وصاحبين لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء، ثم سألنا الله الشهادة، فكلا صاحبي رزقها، وأنا انتظرها». قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء
حدثنا أبو أحمد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو همام، ثنا ضمرة، ثنا أصبغ بن زيد، قال: كان لسعيد بن جبير ديك يقوم إلى الصلاة إذا صاح، فلم يصح ليلة من الليالي فأصبح سعيد ولم يصل، قال: فشق ذلك عليه. فقال له: «ما له، قطع الله صوته». قال: فما سمع ذاك الديك يصيح بعدها. فقالت له أمه: أي بني، لا تدع على شيء بعدها
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ح وحدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسين بن الأسود العجلي، قالوا: ثنا محمد بن فضيل، ثنا ضرار بن مرة الشيباني، عن سعيد بن جبير، قال: «التوكل على الله جماع الإيمان»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ح. وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بشر الصفار، ثنا محمد بن عبدك الرازي، ثنا إسحاق بن سليمان، قال: سمعت أبا سنان يحدث، عن سعيد بن جبير: أنه كان يدعو: «اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبو كريب، ح. وحدثني أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا واصل بن عبد الأعلى، ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، قال: أتيت سعيد بن جبير بمكة فقلت: إن هذا الرجل قادم، يعني خالد بن عبد الله، ولا آمنه عليك، فأطعني واخرج. فقال: «والله لقد فررت حتى استحييت من الله». قلت: والله إني [ص:275] لأراك كما سمتك أمك سعيدا. قال: فقدم مكة فأرسل إليه فأخذه. زاد واصل في حديثه، قال: فأخبرني يزيد أبو عبد الله قال: أتينا سعيد بن جبير حين جيء به فإذا هو طيب النفس، وبنية له في حجره، فنظرت إلى القيد فبكت، قال: فتبعناه إلى باب الجسر، فقال له الحرس: أعطنا كفلاء، فإنا نخاف أن تغرق نفسك. قال يزيد: فكنت فيمن تكفل به
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا أحمد بن منصور، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن عمرو بن سعيد، قال: دعا سعيد بن جبير ابنه حين دعي ليقتل، فجعل ابنه يبكي، فقال: «ما يبكيك، ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبو كامل الفضل بن الحسين، ثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، قال: «خرجت مع سعيد بن جبير في أيام مضين من رجب، فأحرم من الكوفة بعمرة ثم رجع من عمرته، ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة، وكان يخرج كل سنة مرتين، مرة للحج، ومرة للعمرة»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا هناد بن السري، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن عمرو بن سعيد بن أبي حسين، قال: أخبرني كثير بن تميم الداري، قال: كنت جالسا مع سعيد بن جبير فطلع عليه ابنه عبد الله بن سعيد وكان به من الفقه، فقال: " إني لأعلم خير حالاته. فقال: وما هو؟ قال: أن يموت فأحتسبه "
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن حميد الأعرج، قال: أقبل ابن لسعيد بن جبير، فقال: «إني لأعلم خير خلة فيه، أن يموت فأحتسبه»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان، عن أبي سنان، عن سعيد بن جبير، قال: «لدغتني عقرب فأقسمت علي أمي أن أسترقي، فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ، وكرهت أن أحنثها»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم البالسي بها، ثنا أحمد بن مسعود، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا صالح [ص:276] بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقول: «لأن أؤتمن على بيت من الدر أحب إلي من أن أؤتمن على امرأة حسناء»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن محمد الجمال، ثنا عباس، ثنا يحيى، ثنا وكيع، ثنا عمر بن ذر، قال: قرأت كتاب سعيد بن جبير: «اعلم أن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة»
حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي، ثنا جعفر الفريابي، ثنا محمد بن الحسن البلخي، ثنا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: «إن الخشية أن تخشى الله تعالى حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية، والذكر طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكره، ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وقراءة القرآن»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا محمد بن الحسين البرجلاني، ثنا وهب بن جرير، حدثني أبي، عن يعلى بن حكيم، قال: قال سعيد بن جبير: «ما رأيت أرعى لحرمة هذا البيت ولا أحرص عليه من أهل البصرة، لقد رأيت جارية ذات ليلة تعلقت بأستار الكعبة، فجعلت تدعو وتبكي وتتضرع حتى ماتت»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، قال: قلت لسعيد بن جبير: ما علامة هلاك الناس؟ قال: «إذا ذهب أو هلك علماؤهم»
حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا جرير، عن أشعث القمي، ويعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: " قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: أينام ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله. فقالوا: أيصلي ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله. فقالوا: فهل يصبغ ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله، فأوحى الله تعالى إليه: إن بني إسرائيل سألوك أينام ربك، فخذ زجاجتين فضعهما على كفيك ثم قم الليل، قال: ففعل موسى عليه السلام، فلما ذهب من الليل [ص:277] نعس موسى عليه السلام فوقع لركبتيه فقام، فلما أدبر الليل نعس موسى أيضا، فوقع لركبتيه فوقعت الزجاجتان فانكسرتا، فقال عز وجل: لو نمت لوقعت السموات على الأرض، ولهلك كل شيء كما هلكتا هاتان ". قال أشعث عن جعفر عن سعيد: وفيه نزلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم} [البقرة: 255]. قال: وسألوك: أيصبغ ربك؟ فأنا أصبغ الألوان كلها الأحمر، والأبيض، والأسود، وسألوك: أيصلي ربك، فإني أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي، فذلك صلاتي "
حدثنا أبي ومحمد بن أحمد، في جماعة قالوا: ثنا الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، ثنا يعقوب بن عبد الله أبو الحسن القمي، ثنا جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فمر رجل من المسلمين على رجل من المنافقين، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: يصلي وأنت جالس. فقال: امض لعملك إن كان لك عمل. فقال: ما أظن إلا سيمر عليك من ينكر عليك، فمر عليه عمر بن الخطاب فقال له: يا فلان، إن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس. فقال له مثلها، فقال: هذا من عملي، فوثب عليه فضربه حتى انبهر ثم دخل المسجد فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه عمر فقال: يا نبي الله، مررت على فلان آنفا وأنت تصلي فقلت له: النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس. فقال: مر إلى عملك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فهلا ضربت عنقه؟» فقام عمر مسرعا فقال: «ارجع، فإن غضبك عز، ورضاك حكم، إن لله تعالى في السموات السبع ملائكة يصلون له غنى عن صلاة فلان». قال عمر: وما صلاتهم يا رسول الله؟ قال: فلم يرد عليه شيئا، فأتاه جبريل فقال: يا نبي الله، سألك عمر عن صلاة أهل السماء؟ فقال: «نعم» فقال: اقرأ على عمر السلام، وأخبره أن أهل سماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة، ويقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة، يقولون: سبحان ذي العزة والجبروت، وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة، يقولون [ص:278]: سبحان الحي الذي لا يموت "
حدثنا أبي ومحمد بن أحمد، قالا: ثنا الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، قال: ثنا يعقوب بن عبد الله، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: " لما أهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر في البر وحوت في البحر، ولم يكن في الأرض غيرهما، فلما رأى النسر آدم وكان يأوي إلى الحوت ويبيت عنده كل ليلة، قال: يا حوت، لقد أهبط اليوم إلى الأرض شيء يمشي على رجليه، ويبطش بيديه. فقال له الحوت: لئن كنت صادقا فمالي في البحر منه ملجأ، ولا لك في البر منه مهرب "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا الحسين المروزي، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا يعقوب بن عبد الله، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: " بينما موسى عليه السلام جالس عند فرعون إذ نق ضفدع، فقال موسى عليه السلام: ماذا يصيبكم؟ فقالوا: وما عسى أن يكون هذا، وإذا قال: فأرسل عليهم الضفادع، قال: فإن كان الرجل منهم ليلبس ثوبه فيجده ممتلئا ضفادع، وأرسل عليهم الدم، فإن كان الرجل ليستقي من بئره ونهره، فإذا صار في جرته صار دما عبيطا، فقالوا: يا موسى، ادع لنا ربك أن يكشف عنا ونحن نؤمن بك، فدعا الله فكشفه عنهم فلم يؤمنوا، قال: فكان فرعون أوفاهم، قال لبني إسرائيل اذهبوا معه ". حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الوليد بن أبان، ثنا يونس بن حبيب، ثنا عامر، ثنا يعقوب، نحوه وزاد: «كان الرجل منهم لا يستطيع الكلام حتى تثب الضفدع في فيه»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، قال: ثنا الهيثم بن جميل، ثنا يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: " كان الله سبحانه يبعث ملك الموت إلى الأنبياء عيانا، فبعثه إلى إبراهيم عليه السلام ليقبضه، فدخل دار إبراهيم عليه السلام في صورة رجل شاب جميل الوجه، وكان إبراهيم عليه السلام رجلا غيورا، فلما دخل عليه حملته الغيرة على [ص:279] أن قال له: يا عبد الله، من أدخلك داري؟ قال: أدخلنيها ربها، فعرف إبراهيم عليه السلام أن هذا الأمر حدث، قال: يا إبراهيم، إني أمرت بقبض روحك. فقال: أمهلني يا ملك الموت حتى يدخل إسحاق، فأمهله، فلما دخل إسحاق قام إليه فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، فرق لهما ملك الموت فرجع إلى ربه عز وجل فقال: يا رب، خليلك جزع من الموت، قال: يا ملك الموت فأت خليلي في منامه فاقبضه. قال: فأتاه في منامه فقبضه "
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا أحمد بن مطهر المصيصي، ثنا موسى بن داود، قال: ثنا حبان بن علي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قال: " إن الله تعالى ليرحم يوم القيامة حتى يقول: من كان مسلما فليدخل الجنة "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن يزيد، ثنا يحيى بن اليمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، أنه قيل له: من أعبد الناس؟ قال: «رجل اجترح من الذنوب، فكلما ذكر ذنوبه احتقر عمله»
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني الوليد بن شجاع، ثنا مخلد بن حسين، عن هشام بن حسان، قال: قال سعيد بن جبير: «إني لأزيد في صلاتي من أجل ابني هذا». قال مخلد: قال هشام: رجاء أن يحفظ فيه
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله، حدثني الوليد، ثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان، عن نصار بن عقبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قال: «إني لأزيد في صلاتي لولدي»
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا شعيب بن حرب، ثنا سفيان، عن رجل، عن سعيد، قال: «لو فارق ذكر الموت قلبي خشيت أن يفسد علي قلبي»
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا هارون بن معروف، ثنا ضمرة [ص:280]، عن هشام، قال: قال سعيد بن جبير: «إنما الدنيا جمعة من جمع الآخرة»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا زياد بن أيوب، ثنا عباد بن العوام أبو سهل، أخبرني هلال بن خباب، قال: " خرجنا مع سعيد بن جبير في جنازة، قال: فكان يحدثنا في الطريق ويذكرنا حتى بلغ، فلما بلغ جلس فلم يزل يحدثنا حتى قمنا فرجعنا، وكان كثير الذكر لله عز وجل "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أبي سنان، عن سعيد بن جبير، قال: " لقيني راهب فقال: يا سعيد، في الفتنة يتبين من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، عن عمر بن ذر، قال: كتب سعيد بن جبير إلى أبي كتابا أوصاه فيه بتقوى الله، وقال: «يا أبا عمر، إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة». وذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا أبو شهاب موسى بن نافع الكوفي الأسدي قال: ذكرت لسعيد بن جبير إني تركت بالكوفة ناسا يوترون قبل أن يناموا مخافة أن لا يستيقظوا للوتر، فيرزقهم الله قياما من الليل فيصلون شفعا ما بدا لهم، ثم يعيدون وترهم. فقال: «هذا من البدع، إذا أنت أوترت قبل أن تنام ثم رزقك الله قياما بعد وترك فصل شفعا ما بدا لك، ولا تعد وترك، واكتف بالذي كان»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا أبو شهاب موسى بن نافع قال: دخلت على سعيد بن جبير بمكة وقد أخذه صداع شديد، فقال له رجل ممن عنده: هل لك أن نأتيك برجل يرقيك من هذه الشقيقة؟ قال: «لا حاجة لي في الرقى»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد، ثنا أبو شهاب، قال: «رأيت سعيد بن جبير انقطع شسعه فخلع نعله الأخرى وهو [ص:281] يطوف، فلما رآه القوم خلعوا نعالهم»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى} [الأعراف: 169] قال: يعملون بالذنوب ويقولون سيغفر لنا، {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} [الأعراف: 169] قال: «الذنوب»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن خصيف، قال: رأيت سعيد بن جبير صلى ركعتين خلف المقام قبل صلاة الصبح، قال: فأتيته فصليت إلى جنبه وسألته عن آية من كتاب الله فلم يجبني، فلما صلى الصبح قال: «إذا طلع الفجر فلا تتكلم إلا بذكر الله حتى تصلي الصبح»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا معتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن أبي جرير، أن سعيد بن جبير قال: «لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر»، تعجبه العبادة ويقول: «أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة»
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن زربي، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقول: «ما زال البلاء بأصحابي حتى رأيت أن ليس لله في حاجة، حتى نزل بي البلاء»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن بكير بن عتيق، قال: سقيت سعيد بن جبير شربة من عسل في قدح، فشربها ثم قال: «والله لأسألن عن هذا». قال: فقلت له: لمه؟ فقال: «شربته وأنا أستلذه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن سوقة، عن سعيد بن جبير، قال: «من إضاعة المال أن يرزقك الله حلالا فتنفقه في معصية الله»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا هناد، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مسلم البطين، قال: قلت لسعيد بن جبير: الشكر أفضل أم الصبر؟ قال: «الصبر والعافية أحب إلي»
حدثنا أبي ومحمد بن أحمد، قالا: ثنا الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، ثنا يعقوب، عن جعفر، قال: سألنا سعيد بن جبير عن أولاد المؤمنين، قال: «هم مع خير آبائهم، فإن كان الأب خيرا من الأم فهو مع الأب، وإن كانت الأم خيرا من الأب فهو مع الأم»
حدثنا أبي ومحمد بن أحمد، قالا: ثنا الحسن، ثنا محمد بن حميد، ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، قال: " قحط الناس في زمن ملك من ملوك بني إسرائيل ثلاث سنين، فقال الملك: ليرسلن الله علينا السماء أو لنؤذينه. فقال له جلساؤه: كيف تقدر على أن تؤذيه أو تغيظه وهو في السماء وأنت في الأرض، قال: أقتل أولياءه من أهل الأرض فيكون ذلك أذى له، فأرسل الله عليهم السماء "
حدثنا أبي ومحمد، قالا: ثنا الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، قال: " أهبط إلى آدم ثور أحمر، فكان يحرث ويمسح العرق عن جبينه ويقول لك قال الله {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} [طه: 117] فكان ذلك شقاؤه "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا محمد بن العلاء، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا أبو الجنيد، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: " كان آدم يعمل على ثور ويمسح العرق عن جبينه، ويقول لحواء: أنت عملت بي هذا، فليس من ولد آدم من أحد يعمل على ثور إلا قال: حواء دخلت عليه من قبل آدم، قال: ولما أهبط آدم بعث إليه ثورا أبلق فجعل يعمل عليه، فقال: هذا ما وعدني ربي، فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى "
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: «وددت أن الناس أخذوا ما عندي من العلم؛ فإنه مما يهمني»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا الحكم بن موسى، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد، قال: «كنت أسمع الحديث من ابن عباس، فلو أذن لي لقبلت رأسه»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال: «كان عمر آدم ألف سنة، فجعل لداود أربعين سنة والأقلام رطبة تجري»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا أبي، ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قال: " لما أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج قال: إن الله قد بنى بيتا، وإنه يأمركم أن تحجوه. قال: فأجابه كل شيء من البنيان، من حجر، أو شجر، أو مدر "
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا أبي، ثنا جرير، عن عبد الله بن عثمان بن خيثمة، عن سعيد بن جبير، قال: «الكبش الذي فدي به إسحاق القربان الذي قربه ابن آدم فتقبل منه»
حدثنا محمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا أبي، ثنا جرير، عن يعقوب، عن سعيد بن جبير، قال: «الكبش الذي فدي به إسحاق ارتعى في الجنة، وكان عليه عهد أحمر»
آثاره في التفسير
حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن خالد، ثنا يحيى بن يمان، ثنا أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال: قرئت عند النبي صلى الله عليه وسلم {يا أيتها النفس المطمئنة} [الفجر: 27]، فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: إن هذا لحسن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إن ملك [ص:284] الموت ليقولها لك عند الموت»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني الوليد بن شجاع، ثنا عمار بن محمد، ثنا الأعمش، ح. وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، ثنا مالك بن مغول، قالا: ثنا الربيع بن أبي راشد، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة} [العنكبوت: 56] قال: «إذا عمل في أرض بالمعاصي فاخرجوا»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني علي بن جعفر بن زياد الأحمر، ثنا كادح بن جعفر، عن ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل: {اذكروني أذكركم} قال: «اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي»
حدثنا أحمد، ثنا عبد الله، ثنا علي، ثنا كادح، عن ابن لهيعة، عن عطاء، عن سعيد، في قوله تعالى {وتخر الجبال هدا} [مريم: 90] قال: «تتابع بعضها على بعض»
حدثنا أحمد، ثنا عبد الله، ثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {أولي الأيدي والأبصار} [ص: 45] قال: " الأيدي: القوة في العمل، والبصر: فيما هم فيه من أمر دينهم "
وبإسناده عن سالم، عن سعيد، في قوله تعالى {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} [الواقعة: 19] قال: «لا تصدع رءوسهم، ولا تنزف عقولهم»
وبه عن سعيد، في قوله تعالى {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} [المؤمنون: 60] قال: «يعطون ما يعطون وقلوبهم وجلة، يخافون ما بين أيديهم من الموقف والحساب»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أسباط، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {ونكتب ما قدموا وآثارهم} [يس: 12] قال: «ما سنوا»
حدثنا عبد الله، ثنا محمد، ثنا أبو بكر، ثنا يحيى بن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله تعالى {وما هو بالهزل} [الطارق: 14] قال: «باللعب»
حدثنا أبي ومحمد بن أحمد، قالا: ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن حميد، ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، قال: نزلت {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} [الفرقان: 68] في وحشي وأصحابه، قالوا: كيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الأوثان، وقتلنا [ص:285] المؤمنين، ونكحنا المشركات فأنزل الله تعالى فيهم: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان: 70] فأبدلهم الله بعبادة الأوثان عبادة الله، وأبدلهم بقتال المسلمين قتال المشركين، وأبدلهم بنكاح المشركات نكاح المؤمنات "
وبه عن سعيد، قال: " إن في النار لرجلا أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام: يا حنان يا منان، فيقول رب العزة لجبريل: يا جبريل، أخرج عبدي من النار، فيأتيها فيجدها مطبقة، فيرجع فيقول: يا رب {إنها عليهم مؤصدة} [الهمزة: 8] فيقول: يا جبريل، ارجع ففكها فأخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما "
وبإسناده عن جعفر، وهارون بن عنترة، عن سعيد قال: " إذا جاع أهل النار، وقال هارون: إذا عام أهل النار، استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختلست جلودهم ووجوههم، ولو أن مارا يمر بهم يعرفهم لعرف جلودهم ووجوههم فيها، ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون، فيغاثوا بماء كالمهل، وهو الذي قد انتهى حره، فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود، ويصهر به ما في بطونهم، يمشون وأمعاؤهم تتساقط وجلودهم، ثم يضربون بمقامع من حديد، فيسقط كل عضو على حياله، يدعون بالثبور "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا يحيى بن يمان، ثنا الثوري، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {لولا أن رأى برهان ربه} [يوسف: 24] قال: «رأى صورة فيها وجه يعقوب عاضا على أصبعه، فدفع في نحره فخرجت شهوته من أنامله، فكل ولد يعقوب ولد له اثنا عشر ولدا، إلا يوسف فإنه نقص من ذلك بتلك الشهوة، فولد له أحد عشر»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ح. وحدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا محمد بن أبي عبد الله الحضرمي، قالا: ثنا النضر بن سعيد أبو صهيب الحارثي، ثنا الحسن بن محمد بن عثمان بن بنت الشعبي، ثنا شريك، أو سفيان، عن سالم، عن سعيد، في قوله تعالى {على فرش [ص:286] بطائنها من إستبرق} [الرحمن: 54] قال: «ظواهرها من نور جامد»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو العباس الجمال، ثنا الحسن بن هارون النيسابوري، ثنا عبدان بن عثمان، ثنا أبي، عن شعبة، عن سفيان الثوري، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن سعيد، في قوله تعالى {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} [القلم: 43] قال: «الصلاة في الجماعة»
حدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو هشام الرفاعي، أنبأنا يحيى بن يمان، ثنا أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال: " قالت اليهود لموسى: أيخلق ربك خلقا ثم يعذبهم؟ فأوحى الله إليه يا موسى، ازرع، قال: قد زرعت، قال: احصد، قال: قد حصدت، قال: دس، قال: قد دست، قال: ذر. قال: قد ذريت، قال: فما بقي؟ قال: فما بقي شيء فيه خير. قال: كذلك لا أعذب من خلقي إلا من لا خير فيه "
حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا محمد بن أحمد الغازي، ثنا عباد الرواجني، ثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {وقربناه نجيا} [مريم: 52] قال: «أردفه جبريل حتى سمع صرير القلم والتوراة تكتب له»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، ثنا جرير، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، قال: " لما خلق الله تعالى آدم نفخ الروح في رأسه قبل جسده فعطس، فقال: الحمد لله رب خلقني، فقال الله له: يرحمك الله "
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد، ثنا سفيان بن بشر، ثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد، قال: «لما نفخ الله في آدم الروح لم يبلغ رجليه حسا حتى استجاع، فأهوى إلى عنقود من عنب الجنة فأكل منه». وقرأ سعيد {خلق الإنسان من عجل} [الأنبياء: 37]
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: «لولا أصوات الروم لسمعتم وجبة الشمس حين تقع»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا الفضل بن أحمد الرازي، ثنا أبو حاتم، ثنا محمد بن صدقة الحمصي، ثنا أبو داود، ثنا زهير بن محمد، عن أبي هرمز، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {وكان أبوهما صالحا} [الكهف: 82] قال: «كان يؤدي الأمانات والودائع إلى أهلها، فحفظ الله تعالى له كنزه حتى أدرك ولداه فاستخرجا كنزهما»
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، ثنا عمران بن عبد الرحيم، ثنا الحسن بن حفص، ثنا سفيان، عن حماد، عن سعيد بن جبير، قال: «نخل الجنة كربها ذهب أحمر، وجذوعها زمرد أخضر، وسعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطعاتهم وحللهم، وثمرها أمثال القلال والدلاء، أحلى من العسل، وألين من الزبد، ليس له عجم»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد في قوله تعالى: {فيهما عينان نضاختان} [الرحمن: 66] قال ينضخان بألوان الفاكهة
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن اليمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال: كان يقال: «طول الرجل من أهل الجنة تسعون ميلا، وطول المرأة ثمانون ميلا، وجلستها جريب، وإن شهوته لتجري في جسده سبعين عاما يجد لذتها». حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا يحيى بن يمان، مثله. وقال: سبعون ميلا وثلاثون ميلا
حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد، ثنا جعفر الفريابي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض} [الأنبياء: 105] قال: " الزبور: القرآن، والذكر: التوراة، والأرض: الجنة "
حدثنا عبد الله، ثنا جعفر، ثنا قتيبة، ثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105] قال: «أرض الجنة»
حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسن الرملي، ثنا زيد بن وهب، ثنا [ص:288] يحيى بن يمان، ثنا أشعث، عن سعيد، في قوله تعالى {قدروها تقديرا} [الإنسان: 16] قال: «قدر ربهم»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا داود بن عمرو، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد، في قوله تعالى {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} [القصص: 24] قال: «إنه يومئذ لفقير إلى شق تمرة»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى العدوي، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا عمر بن عبيد عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف: 110] قال: «لا يرائي بعبادة ربه أحدا»
حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد، ثنا إسماعيل، ثنا أسباط، عن مطرف، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الفرقان: 43] قال: «كان أهل الجاهلية يعبدون الحجر، فإذا رأوا حجرا أحسن منه أخذوه وتركوا الأول»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو العباس بن قتيبة، ثنا يزيد بن خالد، ثنا يحيى بن يمان، ثنا أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله تعالى {أمثلهم طريقة} [طه: 104] قال: «أوفاهم عقلا»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو العباس بن قتيبة، ثنا يزيد بن خالد، ثنا يحيى بن يمان، ثنا أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله تعالى {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} [المطففين: 7] قال: «تحت خد إبليس»
وعن سعيد، في قوله تعالى {إلا من ضريع} [الغاشية: 6] قال: «من حجارة»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر، ثنا يحيى بن يمان، ثنا سفيان، عن سلمة، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى {فسحقا لأصحاب السعير} [الملك: 11] قال: «واد في جهنم»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو معمر، ثنا هشيم، عن حصين، عن سعيد، في قوله تعالى {لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون} [النحل: 62] قال: «محبوسون في النار ومنسيون فيها»
حدثنا علي بن هارون، ثنا أبو معشر الدارمي، ثنا محمد بن المنهال، ثنا [ص:289] عبد الواحد بن زياد، ثنا الربيع بن أبي مسلم، قال: دخلت على سعيد بن جبير حين جيء به إلى الحجاج وهو موثوق فبكيت، فقال لي: «ما يبكيك؟» قلت: الذي أرى بك، قال: «فلا تبك، إن هذا كان في علم الله عز وجل أن يكون»، ثم قرأ {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [الحديد: 22] الآية
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال: " بعث موسى وهارون عليهما السلام ابني هارون بقربان يقربانه، فقالا: أكلته النار، وكذبا، فأرسل الله تعالى عليهما نارا فأكلتهما، قال: فأوحى الله تعالى إليهما هكذا أفعل بأوليائي، فكيف بأعدائي؟ "
حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن خالد، ثنا يحيى بن يمان، ثنا أشعث، عن جعفر، عن سعيد، قال: «من عطس عنده أخوه المسلم فلم يشمته كان دينا يأخذه به يوم القيامة»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا مسعر، عن سليمان الشيباني، عن سعيد: أنه سئل عن القبلة للصائم، قال: " قيل: فإنه لبريد سوء "
حدثنا محمد، ثنا بشر، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا إسماعيل بن عبد الملك، قال: سألت سعيد بن جبير عن فريضة من فرائض الجد، فقال: " يا ابن أخي، إنه كان يقال: من أحب أن يتجرأ على جراثيم جهنم فليتجرأ على فرائض الجد "
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا ابن علية، عن أيوب، قال: قام سعيد بن جبير يوما من مجلسه فسألته عن حديث، فقال: «ليس كل حين أحلب فأشرب»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا أمية بن شبل، عن عثمان بن مردويه، قال: كنت مع وهب [ص:290] بن منبه وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل ابن عامر. فقال وهب لسعيد: أبا عبد الله، كم لك منذ خفت من الحجاج؟ قال: «خرجت عن امرأتي وهي حامل، فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه». فقال له وهب: «إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء , وإذا أصابه رخاء عده بلاء»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن أحمد بن خلف، ثنا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة، قال: لما أتى سعيد بن جبير الحجاج قال: أنت شقي بن كسير. قال: «أنا سعيد بن جبير». قال: لأقتلنك. قال: «أنا إذا كما سمتني أمي». ثم قال: «دعوني أصلي ركعتين». قال: وجهوه إلى قبلة النصارى. قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115]. ثم قال: «إني أستعيذ منك بما عاذت به مريم». قال: وما عاذت به مريم. قال: قالت: {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} [مريم: 18] قال سفيان: «لم يقتل بعد سعيد بن جبير إلا رجلا واحدا»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث، ثنا سعيد بن هشيم، حدثني أبي، حدثني عتبة مولى الحجاج قال: " حضرت سعيد بن جبير حين أتى به الحجاج بواسط، فجعل الحجاج يقول له: ألم أفعل بك، ألم أفعل بك؟ فيقول: «بلى». فيقول: فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا؟ قال: «بيعة كانت علي». فغضب الحجاج وصفق بيديه، وقال: فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى أن تفي بها. وأمر به فضربت عنقه "
حدثنا أبو حامد، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو معمر، ثنا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن أبيه، قال: «لما أتى سعيد بن جبير الحجاج فأمر بضرب عنقه، وجد في إزاره صرة فيها دراهم، فاختصم فيها الذي جاء به والذي ضرب عنقه، فقضى به الحجاج للذي ضرب عنقه»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن سعد الزهري، ثنا هارون بن معروف، ثنا ضمرة، عن عبد الله بن شوذب، قال: " لما أمر الحجاج بسعيد بن جبير أن يقتل استقبل القبلة، فنادى الحجاج من مجلسه: اصرفوه اصرفوه. قال: فصرف عن القبلة "
حدثنا أبو حامد، ثنا محمد، ثنا الحسن بن عبد العزيز، ثنا سنيد، عن خلف بن [ص:291] خليفة، عن أبيه، قال: " شهدت مقتل سعيد بن جبير، فلما بان رأسه قال: «لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، ثم قالها الثالثة فلم يتمها»
حدثنا أبو حامد، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا هارون بن عبد الله، ثنا محمد بن سلمة بن هشام بن إسماعيل أبو هشام المخزومي، ثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن كاتب للحجاج يقال له يعلى، قال مالك: وهو أخ لأم سلمة الذي كان على بيت المال قال: " كنت أكتب للحجاج وأنا يومئذ غلام حديث السن يستخفني ويستحسن كتابتي، فأدخل عليه بغير إذن، فدخلت عليه يوما بعدما قتل سعيد بن جبير وهو في قبة لها أربعة أبواب، فدخلت عليه مما يلي ظهره، فسمعته يقول: «ما لي ولسعيد بن جبير». فخرجت رويدا وعلمت أنه إن علم بي قتلني، فلم ينشب الحجاج بعد ذلك إلا يسيرا "
حدثنا أبي، ثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف، أخبرني أبو أمية محمد بن إبراهيم في كتابه إلي قال: ثنا حامد بن يحيى، ثنا حفص أبو مقاتل السمرقندي، ثنا عون بن أبي شداد العبدي، قال: بلغني أن الحجاج بن يوسف لما ذكر له سعيد بن جبير أرسل إليه قائدا من أهل الشام من خاصة أصحابه يسمى المتلمس بن الأحوص ومعه عشرون رجلا من أهل الشام من خاصة أصحابه، فبينما هم يطلبونه إذا هم براهب في صومعة له فسألوه عنه، فقال الراهب: صفوه لي. فوصفوه له، فدلهم عليه، فانطلقوا فوجدوه ساجدا يناجي بأعلى صوته، فدنوا منه فسلموا عليه، فرفع رأسه فأتم بقية صلاته ثم رد عليهم السلام، فقالوا: إنا رسل الحجاج إليك، فأجبه. قال: «ولابد من الإجابة». قالوا: لابد من الإجابة. فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه، ثم قام فمشى معهم حتى انتهى إلى دير الراهب، فقال الراهب: يا معشر الفرسان، أصبتم صاحبكم؟ قالوا: نعم. فقال لهم: اصعدوا الدير، فإن اللبوة والأسد يأويان حول الدير فعجلوا الدخول قبل المساء، ففعلوا ذلك وأبى سعيد أن يدخل الدير. فقالوا: ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا قال: لا، ولكن لا أنزل منزل مشرك أبدا. قالوا: فإنا لا ندعك، فإن السباع تقتلك. قال سعيد: «لا ضير، إن معي ربي فيصرفها عني، ويجعلها حرسا حولي يحرسونني من كل سوء إن شاء الله». قالوا: فأنت من [ص:292] الأنبياء. قال: «ما أنا من الأنبياء، ولكن عبد من عبيد الله خاطئ مذنب». قال الراهب: فليعطني ما أثق به على طمأنينته. فعرضوا على سعيد أن يعطي الراهب ما يريد، قال سعيد: «إني أعطي العظيم الذي لا شريك له، لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله». فرضي الراهب ذلك، فقال لهم: اصعدوا وأوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح، فإنه كره الدخول علي في الصومعة لمكانكم، فلما صعدوا وأوتروا القسي إذا هم بلبوة قد أقبلت، فلما دنت من سعيد تحاكت به وتمسحت به ثم ربضت قريبا منه، وأقبل الأسد وصنع مثل ذلك، فما رأى الراهب ذلك وأصبحوا نزل إليه فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ففسر له سعيد ذلك كله، فأسلم الراهب وحسن إسلامه، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه، ويقبلون يديه ورجليه، ويأخذون التراب الذي وطئه بالليل فصلوا عليه، فيقولون: يا سعيد، قد حلفنا الحجاج بالطلاق والعتاق إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه، فمرنا بما شئت. قال: «امضوا لأمركم، فإني لائذ بخالقي، ولا راد لقضائه». فساروا حتى بلغوا واسطا، فلما انتهوا إليها قال لهم سعيد: «يا معشر القوم، قد تحرمت بكم وصحبتكم، ولست أشك أن أجلي قد حضر، وأن المدة قد انقضت، فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت، وأستعد لمنكر ونكير، وأذكر عذاب القبر وما يحثى علي من التراب، فإذا أصبحتم فالميعاد بيني وبينكم الموضوع الذي تريدون». قال بعضهم: لا نريد أثرا بعد عين. وقال بعضهم: قد بلغتم أملكم، واستوجبتم جوائزكم من الأمير، فلا تعجزوا عنه. فقال بعضهم: يعطيكم ما أعطى الراهب، ويلكم أما لكم عبرة بالأسد كيف تحاكت به وتمسحت به وحرسته إلى الصباح؟ فقال بعضهم: هو علي أدفعه إليكم إن شاء الله. فنظروا إلى سعيد قد دمعت عيناه، وشعث رأسه، واغبر لونه، ولم يأكل، ولم يشرب، ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحبوه، فقالوا بجماعتهم: يا خير أهل الأرض، ليتنا لم نعرفك ولم نسرح إليك، الويل لنا ويلا طويلا، كيف ابتلينا بك، اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر، فإنه القاضي الأكبر، والعدل الذي [ص:293] لا يجور. فقال سعيد: «ما أعذرني لكم وأرضاني لما سبق من علم الله تعالى في». فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة والكلام بما بينهم قال كفيله: أسألك بالله يا سعيد لما زودتنا من دعائك وكلامك، فإنا لن نلقى مثلك أبدا، ولا نرى أنا نلتقي إلى يوم القيامة. قال: ففعل ذلك سعيد فخلوا سبيله فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم مختفون الليل كله ينادون بالويل واللهف، فلما انشق عمود الصباح جاءهم سعيد بن جبير فقرع الباب، فقالوا: صاحبكم ورب الكعبة، فنزلوا إليه وبكوا معه طويلا، ثم ذهبوا به إلى الحجاج وآخر معه، فدخلا إلى الحجاج، فقال الحجاج: أتيتموني بسعيد بن جبير؟ قالوا: نعم. وعاينا منه العجب. فصرف بوجهه عنهم، قال: أدخلوه علي. فخرج الملتمس فقال لسعيد: استودعتك الله، وأقرأ عليك السلام، قال: فأدخل عليه، قال له: ما اسمك؟ قال: سعيد بن جبير. قال: أنت الشقي بن كسير. قال: بل كانت أمي أعلم باسمي منك. قال: شقيت أنت وشقيت أمك، قال: الغيب يعلمه غيرك. قال: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى. قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها. قال: فما قولك في محمد؟ قال: نبي الرحمة، إمام الهدى عليه الصلاة والسلام. قال: فما قولك في علي، في الجنة هو أو في النار؟ قال: لو دخلتها رأيت أهلها عرفت من بها. قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل. قال: فأيهم أعجب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي. قال: فأيهم أرضى للخالق. قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم. قال: أبيت أن تصدقني. قال: إني لم أحب أن أكذبك. قال: ما بالك لم تضحك؟ قال: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين، والطين تأكله النار. قال: ما بالنا نضحك؟ قال: لم تستو القلوب. قال: ثم أمر باللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يدي سعيد بن جبير، فقال له سعيد: إن كنت جمعت هذه لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا، ثم دعا الحجاج بالعود والناي فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي بكى سعيد بن جبير فقال له: ما يبكيك [ص:294] هو اللهو؟ قال سعيد: بل هو الحزن، أما النفخ فقد ذكرني يوما عظيما يوم ينفخ في الصور، وأما العود فشجرة قطعت في غير حق، وأما الأوتار فإنها معاء الشاء يبعث بها معك يوم القيامة. فقال الحجاج: ويلك يا سعيد. فقال سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار. قال الحجاج: اختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك؟ قال: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة. قال: أفتريد أن أعفو عنك. قال: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. قال: اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرج من الباب ضحك، فأخبر الحجاج بذلك فأمر برده فقال: ما أضحكك؟ قال: عجبت من جراءتك على الله وحلم الله عنك. فأمر بالنطع فبسط، فقال: اقتلوه. قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين. قال: شدوا به لغير القبلة. قال سعيد: أينما تولوا فثم وجه الله. قال: كبوه لوجهه. قال سعيد: {منها خلقناكم، وفيها نعيدكم، ومنها نخرجكم تارة أخرى} [طه: 55]. قال الحجاج: اذبحوه. قال سعيد: أما إني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة، ثم دعا سعيد الله فقال: «اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي». فذبح على النطع رحمه الله. قال: وبلغنا أن الحجاج عاش بعده خمسة عشر ليلة ووقع الأكلة في بطنه، فدعا بالطبيب لينظر إليه، ثم دعا بلحم منتن فعلق في خيط ثم أرسله في حلقة فتركها ساعة، ثم استخرجها وقد لزق به من الدم، فعلم أنه ليس بناج، وبلغنا أنه كان ينادي بقية حياته: «مالي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي»
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، وأحمد بن محمد بن موسى، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف، ثنا إبراهيم بن يزيد الصفار، ثنا حوشب، عن الحسن، قال: " لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير، قال: أنت الشقي ابن كسير؟ قال: «بل أنا سعيد بن جبير». قال: بل أنت الشقي ابن كسير. قال: كانت أمي أعرف باسمي منك. قال: ما تقول في محمد؟ قال: «تعني النبي صلى الله [ص:295] عليه وسلم؟» قال: نعم. قال: «سيد ولد آدم، النبي المصطفى، خير من بقي وخير من مضى». قال: فما تقول في أبي بكر؟ قال: «الصديق، خليفة رسول الله، مضى حميدا، وعاش سعيدا، مضى على منهاج نبيه صلى الله عليه وسلم، لم يغير ولم يبدل». قال: فما تقول في عمر؟ قال: «عمر الفاروق، خيرة الله، وخيرة رسوله، مضى حميدا على منهاج صاحبيه، لم يغير ولم يبدل». قال: فما تقول في عثمان؟ قال: «المقتول ظلما، المجهز جيش العسرة، الحافر بئر رومة، المشتري بيته في الجنة، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه، زوجه النبي بوحي من السماء». قال: فما تقول في علي؟ قال: «ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من أسلم، وزوج فاطمة، وأبو الحسن والحسين». قال: فما تقول في معاوية؟ قال: شغلتني نفسي عن تصريف هذه الأمة وتمييز أعمالها. قال: فما تقول؟ قال: «أنت أعلم ونفسك». قال: بت بعلمك. قال: «إذا يسوءك ولا يسرك». قال: بت بعلمك. قال: «اعفني». قال: لا عفا الله عني إن أعفيتك. قال: «إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى، ترى من نفسك أمورا تريد بها الهيبة وهي تقحمك الهلكة، وسترد غدا فتعلم». قال: أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحدا قبلك، ولا أقتلها أحدا بعدك. قال: «إذا تفسد علي دنياي، وأفسد عليك آخرتك». قال: يا غلام، السيف والنطع. قال: فلما ولى ضحك. قال: أليس قد بلغني أنك لم تضحك؟ قال: «وقد كان ذلك». قال: فما أضحكك عند القتل؟ قال: «من جراءتك على الله، ومن حلم الله عنك». قال: يا غلام، اقتله. فاستقبل القبلة وقال: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين». فصرف وجهه عن القبلة. قال: «فأينما تولوا فثم وجه الله». قال: اضرب به الأرض. قال: «منها خلقناكم، وفيها نعيدكم، ومنها نخرجكم تارة أخرى». قال: اذبح عدو الله، فما أنزعه لآيات القرآن منذ اليوم ". أسند سعيد بن جبير عن جماعة من الصحابة منهم: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري [ص:296]، وعبد الله بن المغفل المزني، وعن عدي بن حاتم، وأبي هريرة، وغيرهم، وأكثر روايته عن ابن عباس
حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا عبد الواحد بن غياث، قال: ثنا عمارة بن زاذان، قال: حدثني أبو الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه قال: «نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أقول نهاكم، عن التختم بالذهب، وركوب الأرجوان، وأن أقرأ القرآن راكعا وساجدا»
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، قال: ثنا محمد بن زكرياء، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا بحر بن كثير، قال: ثنا ابن ساج، عن سعيد بن جبير، عن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أفواهكم طرق القرآن فطهروها بالسواك». غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من حديث بحر، وحديث أبي الصهباء عن سعيد تفرد به عمارة
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال: ثنا أبو شعيب الحراني، قال: ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: خرجنا مع ابن عمر نمشي فمررنا على فتية من قريش يرمون دجاجة قد نصبوها غرضا وهي حية، فلما رأوه تفاروا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ والله ما أحب أني فعلت هذا ولي الدنيا وما فيها أعمر فيها عمر نوح؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أراه قال: «يلعن من مثل بالحيوان». غريب من حديث زيد. ورواه عن المنهال الأعمش، والثوري، وشعبة مختصرا، ولم يذكروا قول ابن عمر. ورواه هشيم، وأبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، ورواه العلاء بن المسيب عن الفضل بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، ورواه معان بن رفاعة، عن محمد بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وهو غريب. حدثناه سليمان بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، قال: ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال: ثنا معان بن رفاعة [ص:297]، عن محمد، به. ورواه عدي بن ثابت، وأبو إسحاق السبيعي، وسالم بن عجلان الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، قال: ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، قال، ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، قال: سمعت ابن عمر، يقول: «حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر»، فأتيت ابن عباس فقلت: ألا تسمع ما يقول ابن عمر؟ قال: «حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر». قال: صدق ابن عمر. قلت: فأي شيء الجر؟ قال: «كل شيء يصنع من مدر». رواه همام بن يحيى عن يعلى بن حكيم مثله، ورواه أيوب السختياني وأبو بكر الهذلي عن سعيد بن جبير مثله. حديث المثلة بالحيوان وحديث نبيذ الجر متفق على صحتهما
حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان البصري ويوسف بن يعقوب النجيرمي قالا: ثنا الحسن بن المثنى، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا فرقد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ادهن بزيت غير مقتت». تفرد به حماد عن فرقد
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال: ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، قال: ثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، قال: ثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر». غريب من حديث سعيد، تفرد به عنه يعلى
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال: ثنا محمد بن يوسف بن الطباع، قال: ثنا سنيد بن داود، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، ح. وحدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، وإبراهيم بن عبد الله، قالا: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا أسباط بن محمد، وأبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقول: " كان ذو الكفل من [ص:298] بني إسرائيل، لا يتورع عن شيء، فهوى امرأة فراودها عن نفسها وأعطاها ستين دينارا، فلما جلس منها بكت وارتعدت، فقال لها: ما لك. فقالت: والله إني لم أعمل هذا العمل قط، وما عملته إلا من الحاجة. قال: فندم ذو الكفل وقام من غير أن يكون منه شيء، وأدركه الموت من ليلته، فلما أصبح وجد على بابه مكتوب: إن الله تعالى قد غفر لذي الكفل ". غريب من حديث سعيد لم يروه عنه إلا الأعمش، ولا عنه إلا أبو بكر بن عياش وأسباط. ورواه غيرهما عن الأعمش، فقال بدل سعيد: عن سعد مولى طلحة
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، أحسبه قد رفعه قال: «المرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها كالمرابط في سبيل الله، فإن ماتت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد». غريب من حديث سعيد، تفرد به قيس وحدث به عبد الله بن المبارك عن قيس
حدثناه أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا حبان بن موسى عن ابن مبارك عن قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، أراه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للمرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها من الأجر كالمرابط في سبيل الله، فإن هلكت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ح وحدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال: ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن عبد العزيز، قالوا: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: «يا جبريل، ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟» قال: فنزلت {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا} [مريم: 64] الآية غريب من حديث سعيد وذر، تفرد به عنه ابنه عمر بن ذر، وهو حديث صحيح متفق على صحته
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو [ص:299] داود، قال: ثنا شعبة، ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا سفيان الثوري، قالا: عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة». قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله في سبيل الله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء». صحيح متفق عليه من حديث الأعمش. ورواه سلمة بن كهيل، ومخول، وحبيب بن أبي عمرة عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، ورواه عن سعيد جماعة منهم: أبو إسحاق السبيعي، والحكم بن عتيبة، والأعمش أيضا، والقاسم بن أبي أيوب، ومطر الوراق، وأبو جرير
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا سفيان، عن منصور بن المعتمر، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعوذ حسنا وحسينا، يقول: «أعوذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة». رواه موسى بن أعين عن سفيان مثله، ورواه الأعمش، ومنصور، وزيد بن أبي أنيسة عن المنهال مثله
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا عتبة بن عبد الله، قال: ثنا أبو غانم السعدي يونس بن نافع، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اغسلوا المحرم في ثوبيه الذي أحرم فيهما، واغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسوه بطيب، ولا تخمروا رأسه؛ فإنه يبعث يوم القيامة محرما ملبيا». رواه عن عمرو: سفيان، وشعبة، ومسعر، وابن عيينة، وابن جريج، وأبو أيوب الإفريقي، وابن أبي ليلى، وحجاج، وابن أبي مريم، وأشعث بن سوار، وأبان بن صالح، وقتادة , وأبان بن يزيد العطار، ومطر الوراق، وعمر بن عامر، وحماد بن زيد، ومحمد بن مسلم الطائفي، وعمرو بن الحارث، ومعقل بن [ص:300] عبيد الله، وقيس بن سعد، وشبل بن عباد، وعبد الوهاب بن مجاهد، ومقاتل بن سليمان. ورواه عن سعيد غير عمرو وابن مجاهد جماعة منهم: حبيب بن أبي ثابت
حدثناه محمد بن عمرو بن سلم، قال: ثنا الحسن بن سهل بن سعيد، والسكري من أصله، وما كتبته إلا عنه، قال: ثنا يحيى بن غيلان قال: ثنا عبد الله بن بزيع، عن الحسن بن عمارة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رجلا وقع عن راحلته فوقص، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تخمروا رأسه؛ فإنه يبعث يلبي». صحيح متفق عليه من حديث سعيد بن جبير. ورواه عن سعيد: الحكم، وحماد بن أبي سليمان، وعطاء بن السائب، وفضيل بن عمرو، ومعن الكندي، وأبو بشر جعفر بن إياس، وأيوب السختياني، وقتادة، ومطر، وحسام بن مصك، وأبو الزبير، وإبراهيم بن حمزة، والقاسم بن أبي برة، وعبد الكريم الجزري، وسالم الأفطس. ورواه عن ابن عباس غير سعيد: عطاء، وطاوس، ومجاهد، وأبو الشعشاع
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن حيان المازني، قال: ثنا أبو الوليد الطيالسي، ح. وحدثنا معاذ بن المثنى، قال: ثنا مسدد، ح. وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة، قال: ثنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: ثنا شيبان بن فروخ، قالوا: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: مالكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا من أمر حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما حال بينهم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا [ص:301] نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وأصحابه بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا، قالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، {فقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا} [الجن: 2]، فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن وإنما أوحى إليه قول الجن. صحيح متفق عليه. أخرجه البخاري عن مسدد، عن أبي عوانة
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، قال: ثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: ثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: ثنا أبي، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به». صحيح ثابت من حديث سعيد ومسلم وإسماعيل، تفرد به حفص بن غياث
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا سعيد بن عروبة، عن علي بن الحكم، عن ميمون بن مهران، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نهى عن كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير: ". غريب من حديث ميمون عن سعيد، تفرد به سعيد عن علي بن الحكم وهو البناني البصري
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إبراهيم بن إسحاق الضبي قال: ثنا قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك، ولو لقيتني بملء الأرض خطايا لقيتك بمثلها مغفرة، ما لم تشرك بي شيئا، ولو بلغت خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ". غريب من حديث حبيب عن سعيد، لم نكتبه إلا من حديث قيس عنه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا جبارة بن المغلس، قال: ثنا قيس بن الربيع، قال: ثنا عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه». ثم قرأ {والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} قال: «ما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين» غريب من حديث عمرو وسعيد تفرد به عنه قيس بن الربيع
حدثنا القاضي أبو أحمد، قال: ثنا عبد الله بن الصباح، قال: ثنا عبد الله بن عمرو بن أبان، قال: ثنا زياد بن عبد الله، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيصبغ ربك؟ قال: «نعم، صبغا لا ينقض، أحمر، وأصفر، وأبيض»
حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، قال: ثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال: ثنا محمد بن الصلت، قال: ثنا أبو كدينة يحيى بن المهلب، عن حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي الأمم، فكان النبي يمر معه القوم، والنبي يمر معه الواحد والاثنان». غريب من حديث سعيد وحصين، لم نكتبه إلا من حديث أبو كدينة
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن حصين، قال: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: ثنا إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي وكان ثقة، قال: ثنا عاصم بن مضرس النصري من بني نصر بن معاوية قال: ثنا جبلة بن سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الأذان الأول ليتيسر أهل الصلاة لصلاتهم، فإذا سمعتم الأذان فأسبغوا الوضوء، وبادروا التكبيرة الأولى؛ فإنها فرع الصلاة وتمامها، ولا تبادروا الإمام بركوع ولا سجود»
حدثنا أبي قال: ثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، بالكوفة قال: ثنا جبارة بن المغلس، قال: ثنا أيوب، عن جابر، عن مسلم الأعور، عن سعيد بن جبير [ص:303]، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسح للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم وليلة». غريب من حديث سعيد عن ابن عباس، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، قال: ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال: ثنا سريج بن النعمان، قال: ثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة: النبي، والصديق، والشهيد، والمولود، ورجل يزور أخاه في ناحية المصر، لا يزوره إلا لله ". غريب من حديث سعيد، تفرد به عنه أبو هاشم وهو يحيى بن دينار الواسطي. ورواه سعيد بن زيد أخو حماد، عن عمرو بن خالد، عن أبي هاشم حدثناه سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا محمد بن أبي نعيم، قال: ثنا سعيد بن زيد، عن عمرو بن خالد، عن أبي هاشم، به
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، ح. وحدثنا جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي، قال: ثنا أبو حصين الوادعي، قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للموت فزعا، فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم اكتبه في المحسنين، واجعل كتابه في عليين، وأخلف على عقبه في الآخرين، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده ". غريب من حديث سعيد، تفرد به قيس عن أبي هاشم. ورواه موسى بن داود الضبي عن قيس مثله حدثناه سليمان بن أحمد، قال: ثنا فضيل بن محمد الملطي، قال: ثنا موسى بن داود، قال: ثنا قيس، به
حدثنا أبو بكر بن خلاد، وأحمد بن جعفر بن مالك، قالا: ثنا محمد بن يونس بن موسى، قال: ثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصفري، قال: ثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:304]: «أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر». غريب من حديث سعيد وطلحة ومالك، لم نكتبه إلا من حديث أبي عبيدة
حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا محمد بن يونس الشامي، قال: ثنا أبو عامر العقدي، قال: ثنا رباح بن أبي معروف، قال: ثنا سعيد بن عجلان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما: " ألا أخبركما بمثلكما في الملائكة ومثلكما في الأنبياء مثلك يا أبا بكر في الملائكة مثل ميكائيل، ينزل بالرحمة، ومثلك في الأنبياء مثل إبراهيم قال: {من تبعني فإنه مني، ومن عصاني فإنك غفور رحيم}. ومثلك يا عمر في الملائكة مثل جبريل عليه السلام، ينزل بالشدة والبأس والنقمة على أعداء الله، ومثلك في الأنبياء كمثل نوح عليه السلام، قال: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا. إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا} [نوح: 27] الآية. غريب من حديث سعيد بن جبير تفرد به رباح عن ابن عجلان
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان نبي الله سليمان بن داود إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بين يديه فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرنوب. قال: لأي شيء أنبت؟ قالت: لخراب هذا البيت. قال سليمان: اللهم عم على الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب، قال: فنحتها عصى يتوكأ عليها، فأكلتها الأرضة فسقطت، فخر، فحذروا أكلها الأرضة فوجدوه حولا، فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين «. فكان ابن عباس يقرؤها هكذا، فشكرت الجن الأرضة فكانت تأتيها بالماء حيث كانت». غريب من حديث سعيد تفرد به عطاء
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو نعيم، قال [ص:305]: ثنا عبد الله بن الوليد العجلي، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا أبا القاسم، نسألك عن أشياء إن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك وآمنا بك. قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على نفسه. قالوا: الله على ما نقول وكيل. قالوا: أخبرنا عن علامة النبي. قال: «تنام عيناه ولا ينام قلبه». قالوا: فأخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف نذكر؟ قال: «يلتقي الماءان، فإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنثت، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت». قالوا: صدقت. قالوا: فأخبرنا عن الرعد، قال: «هو ملك من الملائكة موكل بالسحاب، يصرفه حيث شاء الله». قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: «زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره». قالوا: صدقت. قالوا: فأخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه. قال: «كان يسكن البدو فاشتكى، فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها؛ فلذلك حرمها». قالوا: صدقت. قالوا: فأخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة، فإنه ليس من نبي إلا ويأتيه ملك من الملائكة بالرسالة والوحي، فمن صاحبك، فإنما بقيت هذه؟ قال: «جبريل». قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال، ذاك عدونا، لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالقطر تابعناك. فأنزل الله تعالى {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله} [البقرة: 97] الآية. غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا منجاب بن الحارث، قال: ثنا إبراهيم بن يوسف، قال: ثنا زياد بن عبد الله، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تعالى لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، لله فيه في كل يوم ثلاث مائة وستون لحظة، يخلق ويرزق، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء». غريب من حديث سعيد وابنه عبد الملك، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنا [ص:306] الحسن بن الربيع، قال: ثنا أبو الأحوص، عن عمار بن زريق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم، ولم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل إلا اليوم " فسلم فقال: أبشر بسورتين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ بحرف منها إلا أوتيته ". حديث صحيح ثابت. أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه. تفرد به عمار بن زريق عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجيء الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق». غريب من حديث سعيد، تفرد به ابن خثيم
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق». غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا الحسن بن علي بن زياد، وعبيد الله بن محمد العمري، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن المبارك الصنعاني، قالوا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: ثنا زفر بن عبد الرحمن بن أردن، عن محمد بن سليمان بن والبة، عن سعيد بن جبير، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة [ص:307] حتى يظهر الفحش، والبخل، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن، وتهلك الوعول، وتظهر التخوت». قال: يا رسول الله، وما الوعول، وما التخوت؟ قال: الوعول وجوه الناس، والتخوت الذين كانوا تحت أقدام الناس ". غريب من حديث سعيد، تفرد به زفر
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال: ثنا محمد بن حمزة بن نصير السامري، بالأهواز قال: ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: ثنا أبو عبيدة الحداد، قال: ثنا هشام بن حسان، عن محمد بن شبيب، عن جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيه رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه». غريب من حديث سعيد، تفرد به أبو عبيدة عن هشام
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، قال: ثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، قال: ثنا محمد بن طريف، قال: ثنا زياد بن الحسن بن فرات، عن أبيه، عن جده فرات، عن سعيد بن جبير، قال: كتب ابن عتبة إلى عبد الله بن الزبير يستفتيه في الجد، قال: فقرأت كتابه إليه: أما بعد، فإنك كتبت إلي تستفتيني في الجد، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو كنت متخذا خليلا دون ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي في الدين، وصاحبي في الغار» وإن أبا بكر كان ينزله بمنزلة الوالد، وإن أحق ما اقتدينا به قول أبي بكر ". غريب من حديث سعيد بن جبير، وفرات القزاز، تفرد به محمد بن طريف
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا الهيثم بن خلف، قال: ثنا محمد بن جميل، قال: ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشقى الناس ثلاثة: عاقر ناقة ثمود، وابن آدم الذي قتل أخاه، ما سفك على الأرض [ص:308] من دم إلا لحقه منه؛ لأنه أول من سن القتل ". غريب من حديث سعيد لم نكتبه إلا من حديث سلمة
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، قال: ثنا يوسف القاضي، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن زيد، ح. وحدثنا علي بن هارون، قال: ثنا جعفر الفريابي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا عبد الوهاب الثقفي، قالا: ثنا أيوب السختياني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن المغفل، أنه كان جالسا وإلى جنبه ابن أخ له فحذف، فنهاه وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها وقال: «إنها لا يصاد بها صيد، ولا ينكى بها عدو، وإنه يكسر السن، ويفقأ العين». قال: فعاد ابن أخيه فحذف، ثم قال: أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها ثم تحذف، لا أكلمك أبدا. رواه شعبة، ومعمر، وسفيان بن عيينة، وابن علية في آخرين عن أيوب. وهو حديث صحيح متفق عليه
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، قال: سمعت سعيد بن جبير، يحدث عن أبي موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار». رواه ابن المبارك عن شعبة مثله، ورواه أبو عوانة عن أبي بشر مثله
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، وهشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عدي بن حاتم، قال: قلت: يا رسول الله، أرمي الصيد وأجده من الغد فيه سهمي. قال: «إذا وجدت فيه سهمك، وعلمت أنه قتله، ولم تر فيه أثر سبع، فكل». رواه شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن سعيد، نحوه
حدثناه عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا أبو زرعة الدمشقي، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا شعبة، عن عبد الملك بن [ص:309] ميسرة، قال: سمعت سعيد بن جبير، يحدث عن عدي بن حاتم، قال: قلت: يا رسول الله، إني أرمي الصيد فأطلبه فلا أجده إلا بعد ليلة، قال: «إذا رأيت سهمك فيه، ولم يأكل منه سبع، فكل». اللفظ لآدم
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا سليمان بن حرب، ح. وحدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر قال: ثنا محمد بن غالب تمتام قال: ثنا عارم، ومسدد، وسهل بن محمود، قالوا: ثنا حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: ننشدك الله فينا، فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا ". غريب من حديث سعيد، تفرد به حماد عن أبي الصهباء
حدثنا جعفر بن محمد الأحمسي، قال: ثنا أبو حصين الوادعي، قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، قالت: «كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي فيه». غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من حديث مندل
حدثنا أبي قال: ثنا جعفر بن عمر بن القاسم النهاوندي، قال: ثنا محمد بن حميد، قال: ثنا نعيم بن ميسرة أبو عمرو النحوي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن جبير، قال: قالت عائشة: " لا تسبوا حسان بن ثابت؛ فإنه قد أعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ويديه. فقيل لها: أليس ممن أعد الله له كذا وكذا؟ فقالت: كفى به عذابا ذهاب بصره ". غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من حديث نعيم
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 4- ص: 272
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 4- ص: 272
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي. مولى بني والية بن الحارث من بني أسد، كنيته أبو عبد الله، وكان فقيها ورعا من الطبقة الثالثة، قرأ القرآن على ابن عباس، وقرأ عليه أبو عمرو، والمنهال بن عمرو، وقد حدث عن ابن عباس، وعدي بن حاتم، وابن عمر، وعبد الله بن مغفل، وأبي هريرة.
وروايته عن عائشة، وأبي موسى، ونحوهما، مرسلة.
روى عنه الحكم، وأيوب، وجعفر بن أبي المغيرة، ومحمد بن سوقة، والأعمش، وخلق كثير.
وعن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال لسعيد بن جبير: جهبذ العلماء، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يا أهل الكوفة تسألوني وفيكم سعيد ابن جبير؟ خرج سعيد مع ابن الأشعث على الحجاج ثم اختفى، وتنقل في النواحي، ثم أتى به الحجاج فقتله سنة خمس وسبعين ومائة.
وعن الثوري عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: دعا سعيد بن جبير ابنه حين دعي ليقتل، فبكى، فقال: ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ ومات الحجاج بعده بستة أشهر، ولم يقتل بعده أحدا، ومات الحجاج في شوال.
وكان سعيد من سادات التابعين، علما، وفضلا، وصدقا، وعبادة.
وروى عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه قال: مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه.
وقال إسماعيل بن عبد الملك: كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان، فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود، وليلة بقراءة زيد.
وعن هلال بن يساف قال: دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة، وقيل: إنه كان يختم في كل ليلتين.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 188
سعيد بن جبير. ويكنى أبا عبد الله مولى لبني والبة بن الحارث من بني أسد ابن خزيمة.
قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي وعفان بن مسلم وأبو الوليد الطيالسي قالوا: أخبرنا شعبة قال: وأخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو الربيع السمان.
جميعا عن أبي بشر جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير. قال: قال لي ابن عباس: ممن أنت؟ قلت: من بني أسد. قال من عربهم أو من مواليهم؟ قلت: لا بل من مواليهم.
قال: فقل أنا ممن أنعم الله عليه من بني أسد.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا همام بن يحيى عن محمد بن جحادة عن أبي معشر عن سعيد بن جبير قال: رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولي ذؤابة فقال: يا غلام. أو يا غليم. إنه لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الإمام فصل بعدها ركعتين وأطل القراءة.
قال محمد بن سعد: وقد روى أيضا سعيد بن جبير عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا شعبة عن سليمان عن مجاهد قال: قال ابن عباس لسعيد بن جبير: حدث. فقال: أحدث وأنت هاهنا؟ فقال: أوليس من نعمة الله عليك أن تتحدث وأنا شاهد فإن أصبت فذاك وإن أخطأت علمتك؟.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا عبد الله بن معدان قال:
حدثني الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه كان يسائل ابن عباس قبل أن يعمى فلم يستطع أن يكتب معه. فلما عمي ابن عباس كتب. فبلغه ذلك فغضب.
قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله قال: حدثنا جعفر ابن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: ربما أتيت ابن عباس فكتبت في صحيفتي حتى أملأها وكتبت في نعلي حتى أملأها وكتبت في كفي. وربما أتيته فلم أكتب حديثا حتى أرجع. لا يسأله أحد عن شيء.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا عمرو بن أبي المقدام عن مؤذن بني وادعة قال: دخلت على عبد الله بن عباس وهو متكئ على مرفقة من حرير.
وسعيد بن جبير عند رجليه وهو يقول له: انظر كيف تحدث عني فإنك قد حفظت عني حديثا كثيرا.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا يعقوب القمي عن جعفر ابن أبي المغيرة قال: كان ابن عباس بعد ما عمي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه قال:
تسألوني وفيكم ابن أم دهماء؟.
قال يعقوب: يعني سعيد بن جبير.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال:
حدثنا أبو حصين قال: سألت سعيد بن جبير قلت: أكل ما أسمعك تحدث سألت عنه ابن عباس؟ فقال: لا. كنت أجلس ولا أتكلم حتى أقوم. فيتحدثون فأحفظ.
قال: أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب الضبي قال: حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال: كنت آتي ابن عباس فأكتب عنه.
قال: أخبرنا أبو عاصم النبيل عن عبد الله بن مسلم بن هرمز قال: كان سعيد بن جبير يكره كتاب الحديث.
قال: أخبرنا عفان قال: حدثنا شعبة عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: كنت أسأل ابن عمر في صحيفة ولو علم بها كانت الفيصل بيني وبينه. قال فسألته عن الإيلاء فقال: أتريد أن تقول قال ابن عمر. وقال ابن عمر؟ قال قلت: نعم ونرضى بقولك ونقنع. قال يقول في ذلك الأمراء.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا أيوب عن سعيد بن جبير قال: كنا إذا اختلفنا بالكوفة في شيء كتبته عندي حتى ألقى ابن عمر فأسأله عنه.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وقبيصة بن عقبة قالا: حدثنا سفيان عن أسلم المنقري عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني وهو يفرض منها ما أفرض.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا إسرائيل عن ثوير عن سعيد بن جبير قال: كان نقش خاتمي عز ربي واقتدر. قال فقرأه ابن عمر فنهاني عنه فمحوته وكتبت: سعيد بن جبير.
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش عن مسعود بن مالك قال:
[قال لي علي بن حسين: ما فعل سعيد بن جبير؟ قال قلت: صالح. قال: ذاك رجل كان يمر بنا فنسائله عن الفرائض وأشياء مما ينفعنا الله بها. إنه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء. وأشار بيده إلى العراق].
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا كامل عن حبيب قال: كان أصحاب سعيد بن جبير يعذلونه يحدث فقال: إني أحدثك وأصحابك أحب إلي من أن أذهب به معي إلى حفرتي.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب قال: قال سعيد بن جبير ما يأتيني أحد يسألني.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: حدث سعيد بن جبير بحديث. قال فتبعته أستعيده فقال: ليس كل حين أحلب فأشرب.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب قال: أتيت سعيد بن جبير فقال لي: أزهد الناس؟ كان يجيئني إلى هذه الساعة كذا وكذا يسألونني.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا أبو شهاب قال: كان سعيد بن جبير يقص لنا كل يوم مرتين بعد صلاة الفجر وبعد العصر.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة عن أبي حسان عن سعيد بن جبير أن امرأة كتبت إلى ابن عباس بعد ما ذهب بصره. قال فدفع الكتاب إلى ابنه فلبس. قال فدفع الصحيفة إلي فقرأتها عليه فقال لابنه: ألا هذرمتها كما هذرمها الغلام المضري.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد ابن جبير أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان عن حماد قال: قال سعيد بن جبير: قرأت القرآن في ركعة في الكعبة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا الحسن بن صالح عن وفاء قال: كان سعيد بن جبير يجيء فيما بين المغرب والعشاء فيقرأ القرآن في رمضان.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا قيس بن الربيع عن الصعب بن عثمان قال: قال سعيد بن جبير: ما مضت علي ليلتان منذ قتل الحسين إلا أقرأ فيهما القرآن إلا مسافرا أو مريضا.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أبو هاشم عن سعيد بن جبير قال: إني لأقرأ عامة حزبي وإن الإمام ليخطب يوم الجمعة.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا أبو شهاب قال: كان سعيد بن جبير يصلي بنا في رمضان فكان يرجع فربما أعاد الآية مرتين.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب قال: قال سعيد بن جبير لرجل: ما الذي أحدثتم بعدي؟ قال: لم نحدث بعدك شيئا. قال:
بلى. الأعمى وابن الصيقل يغنيانكم بالقرآن.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن سعيد بن عبيد قال: رأيت سعيد بن جبير يؤمهم فسمعته يردد هذه الآية: {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون} غافر: 71.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا أبو شهاب قال: كان سعيد بن جبير يصلي بنا العتمة في رمضان ثم يرجع فيمكث هنيهة ثم يرجع فيصلي بنا ست ترويحات ويوتر بثلاث ويقنت بقدر خمسين آية.
قال: أخبرنا يوسف بن الغرق قال: أخبرنا جويرية بن بشير عن سعيد بن حماد عن سعيد بن جبير أنه كان إذا ختم السورة في صلاته تطوعا قال: صدق الصادق البار.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا إسرائيل عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير قال: لأن أضرب على رأسي أسواطا أحب إلي من أن أتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا جرير عن حبيب بن أبي عمرة قال:
كلمت سعيد بن جبير بعد مطلع الفجر فلم يكلمني.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان قال: أنبأني من رأى سعيد بن جبير يقبل ابنه وهو رجل.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أنه كان إذا فرغ من طعامه قال: اللهم أشبعت وأرويت فهننا ورزقت فأكثرت وأطيبت فزدنا.
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: حدثنا أبو حمزة مولى يزيد بن المهلب قال: كنت أصلي إلى جانب سعيد بن جبير. وكان إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} الفاتحة: 7 قال سعيد: اللهم اغفر لي. آمين. قال وكان إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده قال سعيد: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرضين السبع وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد. قال فربما لم يزل يتكلم بهذا حتى يهوي إلى السجود فيقول: الله أكبر.
قال: أخبرنا الوليد بن الأغر المكي قال: حدثنا عتاب بن بشير عن سالم. يعني الأفطس. أن سعيد بن جبير عق عن نفسه بعد ما كان رجلا.
قال: أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال: حدثنا جبلة بن سليمان الوالبي الكوفي قال: رأيت سعيد بن جبير يعتكف في مسجد قومه.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا إسرائيل عن أبي الجحاف عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير أنه كان لا يدع أحدا يغتاب عنده أحدا. يقول: إن أردت ذلك ففي وجهه.
قال: أخبرنا سعيد بن عامر عن همام عن ليث أن سعيد بن جبير أبصر درة فلم يأخذها.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا حميد بن عبد الله الأصم قال:
سمعت عبد الملك بن سعيد بن جبير قال: قال أبي: أظهر اليأس مما في أيدي الناس فإنه عناء. وإياك وما يعتذر منه فإنه لا يعتذر من خير.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا مندل عن جعفر بن أبي المغيرة قال:
رأيت سعيد بن جبير اكتحل وهو صائم. قال ورأيت سعيد بن جبير يصلي في سيف.
ليس عليه رداء غيره.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت سعيد بن جبير يصلي في الطاق ولا يقنت في الصبح. قال وكان يعتم ويرخي لها طرفا شبرا من ورائه.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان عن هلال بن خباب قال: رأيت سعيد بن جبير أهل من الكوفة.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال: رأيته يطوف يمشي على هينته.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن مسلم البطين قال: قيل لسعيد بن جبير: الشكر أفضل أم الصبر؟ قال: الصبر والعافية أحب إلي.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا حزم قال: حدثنا هلال بن خباب
قال: لقيت سعيد بن جبير بمكة فقلت: من أين هلاك الناس؟ قال: من قبل علمائهم.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن سعيد بن جبير قوله إن أرضي واسعة.
قال: إذا عمل فيها بالمعاصي فاخرجوا.
قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد عن أبي يونس القزي قال: قلت لسعيد بن جبير قول الله تبارك وتعالى: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان} النساء: 98. قال: كان ناس بمكة مظلومين. أو قال مقهورين. قال قلت: لقد جئتك من عند قوم هكذا. يعني زمن الحجاج. قال: يا ابن أخ لقد حرصنا وجهدنا وأبى الله أن يكون إلا ما أراد.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن إسماعيل.
يعني ابن سالم. عن حبيب بن أبي ثابت أن سعيد بن جبير استعمله مطر بن ناجية في فتنة ابن الأشعث على مأصري الكوفة على الصدقة والعشور.
قال حبيب: فركب وركبت معه حتى إذا انتهينا إلى المأصر أتانا رجل كان ينحت السفن قبل ذلك لمن كان قبله فدخل السفينة ومعه محسة. فقال له سعيد بن جبير: إليك إليك. فأخرجه. ثم نظر سعيد بن جبير وهو أول ما ركب إليه فمن تقدم له يومئذ بيع من أهل الذمة فلم يرزه شيئا ولم يكن يرى أن عليهم عشورا. ونظر من كان من أهل الإسلام فأخذ منهم صدقة ما كان معهم.
قال محمد بن سعد قالوا: وكان سعيد بن جبير فيمن خرج من القراء على الحجاج بن يوسف. وشهد دير الجماجم.
قال: أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن الزبرقان الأسدي قال: سألت سعيد بن جبير في الجماجم فقلت له: إني مملوك ومولاي مع الحجاج. أفتخاف علي إن قتلت أن يكون علي وزر؟ قال: لا. قاتل فإن مولاك لو كان هاهنا قاتل بنفسه وبك.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا عمارة بن زاذان عن أبي الصهباء قال: قال سعيد بن جبير. وذكر له أن الحسن يقول إن التقية في الإسلام. فقال سعيد: لا تقية في الإسلام. قال فظننت أنه ابتلي وأخذ من قابل.
قال محمد بن سعد: وكان سعيد لما انهزم أصحاب ابن الأشعث من دير
الجماجم هرب فلحق بمكة.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل وسليمان بن حرب قالا: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين قال: كان سعيد بن جبير حائنا. إنه فعل ما فعل ثم أتى مكة يفتي الناس.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثني حفص بن خالد قال: حدثني من سمع سعيد بن جبير يقول يوم أخذ: وشى بي واش في بلد الله الحرام أكله إلى الله.
قال محمد بن سعد: وكان الذي أخذ سعيد بن جبير خالد بن عبد الله القسري.
وكان والي الوليد بن عبد الملك على مكة. فبعث به إلى الحجاج.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثني عبد الله بن مروان عن شريك عن هشام الدستوائي قال: رأيت سعيد بن جبير يطوف بالبيت مقيدا ورأيته دخل الكعبة عاشر عشرة مقيدين.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سمع خالد ابن عبد الله صوت القيود فقال: ما هذا؟ فقيل له: سعيد بن جبير وطلق بن حبيب وأصحابهما يطوفون بالبيت. فقال: اقطعوا عليهم الطواف.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا الربيع بن أبي صالح قال: دخلت على سعيد بن جبير حين جيء به إلى الحجاج. قال فبكى رجل من القوم فقال سعيد:
ما يبكيك؟ قال: لما أصابك. قال: فلا تبك. كان في علم الله أن يكون هذا. ثم قرأ: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} الحديد: 22.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: سمعت شيخا يذكر أنه كان جالسا عند الحجاج حين أتي بسعيد بن جبير وله ضفران. فكلمه ساعة ثم قال: يا حرسي انطلق به فاضرب عنقه. فانطلق به فقال: دعني أصلي ركعتين. وتوجه نحو القبلة. فقال الحجاج: ما يقول لك؟ قال: قال دعني أصلي ركعتين. قال: لا إلا إلى المشرق.
فقال سعيد: {أينما تولوا فثم وجه الله} البقرة: 115. ثم مد عنقه فضربها.
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثني أبي قال: سمعت الفضل بن
سويد يحدث. وكان في حجر الحجاج وكان أبوه أوصى إلى الحجاج. قال: بعثني الحجاج في حاجة فقيل قد جيء بسعيد بن جبير. فرجعت لأنظر ما يصنع به. فقمت على رأس الحجاج. فقال له الحجاج: يا سعيد ألم أستعملك؟ ألم أشركك في أمانتي؟ قال: بلى. قال حتى ظننا أنه سيخلي سبيله. قال: فما حملك على أن خرجت علي؟ قال: عزم علي. قال فطار الحجاج شقتين غضبا. قال: هيه أفرأيت لعزيمة عدو الرحمن عليك حقا ولم تر لله ولا لأمير المؤمنين عليك حقا؟ اضربا عنقه.
فضربت عنقه. قال فندر رأسه في قلنسية بيضاء لاطية كانت على رأسه.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: سمعت خلف بن خليفة يذكر عن رجل قال: لما قتل سعيد بن جبير فندر رأسه هلل ثلاثا. مرة يفصح بها وفي الثنتين يقول مثل ذلك فلا يفصح بها.
قال: أخبرنا علي بن محمد عن أبي اليقظان قال: كان سعيد بن جبير يقول يوم دير الجماجم وهم يقاتلون: قاتلوهم على جورهم في الحكم وخروجهم من الدين وتجبرهم على عباد الله وإماتتهم الصلاة واستذلالهم المسلمين. فلما انهزم أهل دير الجماجم لحق سعيد بن جبير بمكة فأخذه خالد بن عبد الله فحمله إلى الحجاج مع إسماعيل بن أوسط البجلي. وكان كريهم زيد بن مسروق أحد بني ضبارى بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع. قال فأدخله على الحجاج إسماعيل بن أوسط فقال له: ألم أقدم العراق فأكرمتك؟ وذكر أشياء صنعها به. قال: بلى. قال: فما أخرجك علي؟ قال:
كانت لابن الأشعث بيعة في عنقي وعزم علي. فغضب الحجاج وقال: رأيت لعدو الله عزمة لم ترها لله ولا لأمير المؤمنين ولا لي. والله لا أرفع قدمي حتى أقتلك وأعجلك إلى النار! ائتوني بسيف رغيب. فقام مسلم الأعور ومعه سيف حنفي عريض فضرب عنقه. فكان الحسن يقول: العجب من سعيد بن جبير. قاتل الحجاج في غير موطن وأمر بقتاله. ثم هرب فأتى مكة فلم يملك نفسه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: كان قتل سعيد بن جبير سنة أربع وتسعين وكان يومئذ ابن تسع وأربعين سنة.
قال: أخبرنا زهير أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن واصل بن سليم عن عبد الله ابن سعيد بن جبير قال: قتل سعيد بن جبير وهو ابن تسع وأربعين سنة.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش أو مغيرة عن إبراهيم أن سعيد بن جبير ذكر له فقال: ذاك رجل شهر نفسه.
وقال أحدهما: قيل لإبراهيم قتل سعيد بن جبير فقال: يرحمه الله ما خلف مثله.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن عمرو بن ميمون ابن مهران عن ميمون بن مهران قال: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا يحتاج إلى سعيد.
قال: وقال عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الواحد عن وقاء بن إياس قال: رأيت عزرة يختلف إلى سعيد بن جبير معه التفسير في كتاب ومعه الدواة يغير.
قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير أنه كان ينكر أن يتكفأ الرجل في صلاته. قال وما رأيته قط يصلي إلا كأنه وتد.
قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن سالم بن أبي حفصة قال: لما أمر الحجاج بقتل سعيد بن جبير قال: دعوني أصلي ركعتين.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا معاوية بن عمار الدهني عن عبد الملك بن عمير قال: قال سعيد بن جبير: لقد رأيته يزاحمني عند ابن عباس.
يعني الحجاج.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن فطر قال: رأيت سعيد بن جبير أبيض اللحية.
أخبرنا عبد الله بن نمير عن فطر قال: رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: كان سعيد بن جبير شديد بياض اللحية.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل ومالك بن إسماعيل قالا: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب قال: سئل سعيد بن جبير عن الخضاب بالوسمة فكرهه وقال: يكسو الله العبد النور في وجهه ثم يطفئه بالسواد!.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت على سعيد بن جبير عمامة بيضاء.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن أبي شهاب موسى بن نافع قال: رأيت سعيد بن جبير يصلي في برنسة لا يخرج يديه منه.
قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا أبو شهاب موسى بن نافع قال: رأيت سعيد بن جبير يسدل في التطوع وعليه ملحفة شقتان ملففة.
قال: أخبرنا وكيع عن إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت على سعيد بن جبير عمامة بيضاء.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي يقول إن سعيد بن جبير كان يحرم في الطيلسان المدبج.
قال عمر: وكان أبي يحرم في الطيلسان المدبج.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 267
سعيد بن جبير بن هشام، مولى والبة بن الحارث من بني أسد: توفي سنة خمس وتسعين. قال سعيد: سأل رجل ابن عمر عن فريضة فقال: سل سعيد بن جبير فإنه يعلم منها ما أعلم ولكنه أحسب مني. وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه يقول: يسألوني وفيهم ابن أم دهماء؟ يعني سعيدا.
وقال خصيف: كان أعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالحلال والحرام طاوس، وأعلمهم بالتفسير مجاهد، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 82
سعيد بن جبير الأسدي الفقيه المحدث المفسر وكان أحد علماء التابعين
أخذ العلم عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر
وقال بعضهم كان أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيب وبالحج عطاء وبالحلال والحرام طاووس وبالتفسير مجاهد وأجمعهم لذلك سعيد بن جبير
توفي سنة خمس وتسعين
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 10
سعيد بن جبير بن هشام مولى بنى والبة بن الحارث من بني أسد كنيته أبو عبد الله من عباد المكيين وفقهاء التابعين قتله الحجاج بن يوسف سنة خمس وتسعين صبرا وله تسع وأربعون سنة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 133
سعيد [د، س] بن جبير.
عن رجل عنده.
رضى عنه عائشة في قيام الليل.
هو الأسود بن يزيد.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 4- ص: 602
سعيد بن جبير
..
دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 127
سعيد بن جبير بن هشام، أبو عبد الله، مولى بني والبة، من بني أسد.
قال أحمد بن سليمان، عن حزم، عن واصل بن سليم، عن عبد الله بن سعيد: قتل سعيد، وهو ابن تسع وأربعين.
قال أبو نعيم: قتل سنة خمس وتسعين.
وقال ابن أبي الأسود، عن ابن مهدي: كان سفيان يقدم سعيدا على إبراهيم في العلم.
سمع أبا مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وأنس، وعن أبي هريرة، سمع منه عمرو بن دينار، وأيوب، وجعفر بن إياس.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 3- ص: 1
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي أبو محمد
أو أبو عبد الله الكوفي
كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول أليس فيكم ابن أم الدهماء يعنيه
وقال عمرو بن ميمون عن أبيه لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه
قتله الحجاج لعنه الله في شعبان سنة اثنتين وتسعين هو ابن تسع وأربعين سنة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 38
سعيد بن جبير الوالبي
مولاهم أبو محمد وأبو عبد الله أحد الأعلام عن ابن عباس وعبد الله بن مغفل وعنه الأعمش وأبو بشر وأمم قتل في شعبان شهيدا 95 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
سعيد بن جبير
عن رجل عن عائشة هو الأسود 427
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الكوفي
مولى بني والبة بن الحارث بن بني أسد كنيته أبو عبد الله وكان فقيها عابدا ورعا فاضلا قتله الحجاج بن يوسف سنة خمس وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة قال عمرو بن علي قتل في آخر سنة أربع وتسعين وهو ابن خمسين سنة إلا نصف سنة
روى عن ابن عباس في الإيمان والصلاة والصوم وغيرها وابن عمر في الصلاة والحج واللعان وغيرها وعبد الله بن مغفل في الذبائح وأبي عبد الرحمن السلمي في الكفارة
روى عنه يعلى بن مسلم وآدم بن سليمان مولى خالد وعمرو بن مرة وأبو الزبير في الصلاة والحج وموسى بن أبي عائشة وأبو بشر جعفر وعبد الملك بن أبي سليمان وحبيب بن أبي ثابت وعبد الله بن عيسى وعمرو بن سعيد ومسلم البطين وعدي بن ثابت ومسعود بن مالك وابنه عبد الله بن سعيد والحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وعمرو بن دينار وأيوب ومنصور بن المعتمر وعمرو بن هرم وابو إسحاق السبيعي وعزرة بن عبد الرحمن وسليمان الأحول وطلحة بن مصرف وسماك بن حرب
وحبيب بن أبي عمرة ويعلى بن حكيم والأعمش والمغيرة بن النعمان والقاسم بن أبي بزة ومنصور بن حيان
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
سعيد بن جبير الشهيد
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 38
(ع) سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله الكوفي.
قال أبو نعيم في «تاريخ أصبهان»: سكن قرية سنبلان، ومصلاه في المسجد المعروف بجلجلة، التميمي، قتله الحجاج سنة أربع وتسعين وهو ابن خمسين سنة، وكذا ذكر قبله ابن سعد، زاد: وهو ابن تسع وأربعين، وذكر عن إبراهيم بن يزيد أنه قال: لما قيل ما خلف بعده مثله.
وقال ميمون بن مهران: ما على ظهر الأرض أحد إلا يحتاج إلى سعيد، وقال له: انظر كيف تحدث عني كأنك قد حفظت عني حديثا كثيرا.
ولما عمي عبد الله أتاه أهل الكوفة للسؤال قال: تسألوني وفيكم ابن أم دهماء، يعني: سعيدا.
وجاء رجل إلى عبد الله بن عمر فسأله عن فريضة، فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني، وهو يفرض فيها ما أفرض.
وقال فطر: رأيته أبيض الرأس واللحية.
وفي قول المزي: روى عن عائشة [ق 78 / ب] وأبي هريرة، وأبي موسى، وعبد الله بن معقل، وعدي بن حاتم. ثم نظر، لقول الآجري: قلت لأبي داود: سمع سعيد بن جبير من عبد الله بن مغفل؟ فقال: لا إنما هو مرسل، يعني حديث الخذف.
قيل لأبي داود: سمع سعيد من عدي بن حاتم؟ فقال: لا أراه. قيل له: سمع من عمرو بن حريث؟ قال: نعم. قلت لأبي داود: مراسيل إبراهيم أو سعد إلى سعيد.
وفي «المراسيل» لعبد الرحمن: أنبا عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال: سئل أبي عما روى سعيد بن جبير عن عائشة على السماع؟ فقال: لا أراه سماعا منها إنما روى عن الثقة عن عائشة.
قال عبد الرحمن: وسئل أبو زرعة سمع ابن جبير من علي؟ فقال: مرسل.
وسمعت أبي يقول: لم يسمع سعيد من عائشة.
وفي «التاريخ الأوسط للبخاري»: عن أبي معشر عن سعيد بن جبير، قال: رأيت عقبة بن عمرو. وثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث نحوه. ثنا يحيى: مات أبو مسعود أيام علي، ولا أحسبه حفظه لأن سعيد بن جبير لم يدرك أيام علي، واسمه عقبة بن عمرو. وقال بعضهم: عامر، ولا يصح عامر.
وفي كتاب أبي العباس: قلت لابن معين: سعيد بن جبير لقي أبا هريرة؟ قال: قد روى هكذا عنه، ولا يصح أنه سمعه منه.
ولما ذكره البخاري قال: سمع من فلان وفلان وعن أبي هريرة.
وقال البزار في كتاب «المسند»: ولا أحسب سعيد بن جبير سمع من أبي موسى الأشعري.
وقال أبو داود الثوري: بلغني عن سفيان الثوري أنه قال: أعلم التابعين سعيد بن جبير.
وفي الكامل: كان سعيدا عبدا لرجل من بني أسد بن خزيمة، فاشتراه سعيد بن العاص في مائة عبد. فأعتقهم جميعا.
وفي الكلاباذي عن الفلاس: قتل آخر سنة أربع وتسعين وهو ابن خمسين سنة إلا نصف سنة. وفي كتاب ابن خلفون عن يحيى بن بكير: قتل سنة أربع وتسعين.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة، وكان يختم القرآن العظيم في كل ليلتين، وكان يبكي حتى عمش، وكان يخرج كل سنة مرتين: مرة للعمرة، ومرة للحج. وآخر (دوره) من الكوفة ثم رجع من عمرته ثم أحرم بالحج في النصف من ذي القعدة، وكان له ديك يوقظه للصلاة فلم يصح ليلة من الليالي فأصبح سعيد ولم يصل فقال ما له قطع الله صوته فما صاح بعدها فقالت له أمه: بني لا تدع على أحد بعد.
وقال ميمون بن مهران: لقد مات سعيد وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو يحتاج إلى سعيد.
وقال ابن حبان إذ ذكره في «الثقات»: كان فقيها عابدا ورعا فاضلا، وكان يكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود حيث كان على قضاء الكوفة، ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسى حيث كان على القضاء بها.
وفي كتاب «أخبار الكتاب» للجاحظ، ومن نسخة كتبت عنه أنقل: كان سعيد بن جبير مع نسكه وزهده وعلمه كاتب عبد الله بن مسعود، ثم كاتب أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري.
وفي كتاب المنتجيلي: لما قيل للحسن قتل الحجاج سعيدا في شعبان سنة أربع وتسعين وسنه تسع وأربعون سنة. قال: اللهم أنت على فاسق ثقيف، والله لو أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتل سعيد لكبهم الله تعالى في النار.
وقال أبو اليقظان: كان أسود. وقال ابن معين: كان له ابنان عبد الله وعبد الملك.
يروي عنهما، وعن قتادة قيل لسعيد: خرجت على [ق 79 / أ] الحجاج؟ قال: نعم. وما خرجت عليه حتى كفر.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: رأيت في كتاب علي: قال يحيى: مرسلات سعيد أحب إلي من مرسلات عطاء ومجاهد.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: عن أشعث، قال: كان يقال سعيد جهبذ العلماء. وعن مجاهد أن ابن عباس قال لسعيد: حدث. قال: أحدث وأنت هنا! قال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد، فإن أخطأت علمتك.
وفي كتاب ابن قانع عن أحمد بن حنبل: مولده سنة ست وأربعين.
وفي «تاريخ البخاري»: كان سفيان يقدم سعيدا على إبراهيم في العلم، وكان أعلم من مجاهد وطاوس، وذكره ابن أبي حاتم.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا أبي، ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسعود بن ملك، قال: قال لي علي بن حسين: تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد، قال: ما حاجتك إليه؟ قلت: أريد أن أسأله عن أشياء.
ثنا ابن الأصبهاني أبنا عبد السلام بن حرب، عن خصيف قال: كان أعلمهم بالطلاق ابن المسيب، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالحلال والحرام طاوس، وأعلمه بالتفسير مجاهد، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير.
وعن يزيد بن أبي زياد، قال: كنت فيمن كفل بنفس سعيد مخافة أن يطرح نفسه في الجسر إذا عبر على الفرات.
وقال أبو عبد الله البرقي في «تاريخه»: أبنا ابن عبد الحكم، قال: سمعت مالكا يحدث قال: حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، وكان سعيد من العباد العلماء قتله الحجاج وجسده في الكعبة، وناسا معه منهم طلق بن حبيب، فسار بهم إلى العراق فقتلهم عن غير شيء يعلو به عليهم إلا العبادة، فلما قتل سعيد خرج منه دم كثير حتى راع الحجاج فدعا طبيبا فسأله فقال: إن أمنتني أخبرتك فأمنه، فقال: قتلته ونفسه معه.
وفي «تاريخ الأطباء» لابن أبي الأصيبعة: اسم الحكيم الذي سأله تياذوق.
وفي «تاريخ الطبري»: لما هرب سعيد من الحجاج ذهب إلى أصبهان، ثم إلى أذربيجان، فطالت بها عليه السنون فاغتم، فلما ولي عثمان بن حيان قيل له: هذا رجل سوء فاظعن، فقال: قد والله فررت حتى استحييت من الله تعالى.
وروى الطبري في «طبقات الفقهاء»: كان عالما عابدا فاضلا بكاء.
وفي «المجالسة»: لما قتل قال الحسن البصري: لقد أطفئ من الله نور ما أصبح على وجه الأرض مثله.
وأخباره كثيرة مشهورة اقتصرنا منها على ما أصلناه من ثناء الناس عليه لأن الإنسان يصف نفس بعبادة وما أشبهها، قال الله تعالى: (ولا تزكوا أنفسكم) ولو أردنا أن نذكر ترجمته في العبادة كما ذكرها المزي من عند أبي نعيم فقط لوجدنا جماعة من العلماء ذكروا من ذلك شيئا كثيرا لكنا آثرنا الإيجاز على العادة والله تعالى الموفق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
في فقهاء قرطبة أيام الأمير الأموي فقيه يسمى:
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1
سعيد بن جبير بن هشامٍ
مولى بني والبة بن الحارث من بني أسد بن خزيمة
يروي عن ابن عمر وابن عباسٍ وجماعةٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه عمرو بن دينارٍ وأيوب والناس كنيته أبو عبد الله وكان فقيهاً عابداً ورعاً فاضلا وكان يكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعودٍ حيث كان على قضاء الكوفة ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسى حيث كان على قضائها ثم خرج مع بن الأشعث في جملة القراء فلما هزم بن الأشعث بدير الجماجم هرب سعيد بن جبيرٍ إلى مكة فأخذه خالد بن عبد الله القسري بعد مدةٍ وكان والياً لعبد الملك على مكة وبعث به إلى الحجاج فقال له الحجاج اختر لنفسك أي قتلةٍ شئت فقال اختره أنت فإن القصاص أمامك فقتله الحجاج بن يوسف سنة خمس وتسعين وهو بن تسع وأربعين سنةً ثم مات الحجاج بعده بأيامٍ وكان مولد الحجاج سنة أربعين ثنا الحسن بن يوسف قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيعٌ قال ثنا سفيان عن حماد بن أبي سليمان قال سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول قرأت القرآن في الكعبة في ليلةٍ أنبأ الصوفي ببغداد قال أنبأ أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا مسلم بن قتيبة قال ثنا الأصبغ بن زيدٍ عن القاسم الأعرج قال كان سعيد بن جبيرٍ يبكي بالليل حتى عمش ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي قال ثنا أبو حاتم بن الليث قال ثنا أبو نعيمٍ قال ثنا الحسن بن طلحة عن وفاء بن إياسٍ قال كان سعيد بن جبيرٍ ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في رمضان قد ذكرت وصف قتله في كتاب الخلفاء في إمارة عبد الملك
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1
سعيد بن جبير أسدى كوفي
تابعي ثقة حدثنا أبو مسلم حدثني أبي عن يحيى بن آدم ثنا معتمر عن مغيرة قال ما كان يفتى الناس بالكوفة قبل الجماجم إلا سعيد بن جبير كان قبل إبراهيم حدثنا يعقوب بن كعب ثنا يحيى بن اليمان العجلي عن أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل قال هذا في العلم
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
سعيد بن جبير (ع)
الوالبي مولاهم، الكوفي، المقرئ الفقيه، أحد الأعلام.
سمع: ابن عباس، وعدي بن حاتم، وابن عمر، وعبد الله بن مغفلٍ، وطائفة.
وعنه: أبو بشر جعفر بن إياس، وأيوب، والأعمش، وخلق.
قتله الحجاج - قاتله الله - في شعبان سنة خمسٍ وتسعين، وله تسعٌ وأربعون سنةً على الأشهر. وقيل: بل عاش بضعاً وخمسين وقيل: كان أسود اللون.
وكان ابن عباس إذا حج أهل الكوفة وسألوه يقول: أليس فيكم سعيد بن جبير؟.
وقيل: إنه قام ليلةً في جوف الكعبة، فقرأ القرآن في ركعة.
وقال ميمون بن مهران: مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا ويحتاج إلى علمه.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، أسد خزيمة، مولاهم، أبو محمد، ويقال أبو عبد الله الكوفي:
روى عن أبي موسى الأشعرى، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدرى، والضحاك بن قيس الفهري، والعبادلة: ابن عباس، وابن الزبير، وابن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن معقل، وعدي بن حاتم، وعائشة الصديقة، وغيرهم.
روى عنه الزهري والأعمش، وعمرو بن دينار، وأيوب السختيانى، وخلق. روى له الجماعة.
وذكره ابن عبد البر في فقهاء مكة، من أصحاب ابن عباس وقال: كان فقيها خيرا نبيلا فاضلا، إلا أنه سكن الكوفة، وهو معدود في الكوفيين. انتهى.
وروى عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال: لقد مات سعيد بن جبير، وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه. انتهى.
وقد أثنى عليه ابن عباس بالعلم؛ لأنه روى عن جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه، يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعنى سعيد بن جبير.
وكان مع ما رزقه من وفور العلم، وافر الحظ في العبادة.
روى عن هلال بن يساف، قال: دخل سعيد الكعبة، فقرأ القرآن في ركعة. وروى الحسن بن صالح عن وفا، قال: كان سعيد بن جبير، يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء، في شهر رمضان. زاد غيره: وكانوا يؤخرون العشاء. وروى عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين، ورويت له كرامات.
منها: أنه قال لديك له: قطع الله صوتك، فما سمع له صوت. وإنما قال له ذلك؛ لأنه كان يقوم من الليل بصياح الديك، فلم يصح في بعض الليالى حتى أصبح. فلم يصل سعيد تلك الليلة، فشق عليه، فقال ما سبق.
ومنها: أن رسل الحجاج لما أخذوه، أتوا به دير راهب، دلهم على سعيد؛ لأن الليل أدركهم، فسألوه أن يصعد معهم فأبى، فتركوه بعد أن التزم لهم أن لا يهرب. وكان يأوى إلى الدير في الليل، لبؤة وأسد، ولأجلهما نام في الدير رسل الحجاج. فلما دنت اللبؤة من سعيد، تحككت به وتمسحت به، ثم ربضت قريبا منه. وأقبل الأسد فصنع مثل ذلك.
ومنها: أن الحجاج حين أمر بذبح سعيد، قال سعيد: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي، فلم يقتل بعده إلا واحدا، على ما قال سفيان بن عيينة.
ومنها: أنه لما بان رأسه قال: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، ثم قالها الثالثة فلم يتمها.
ومنها على ما قيل: إن الحجاج عاش بعده خمس عشرة ليلة، ووقعت الأكلة في بطنه، فدعا بالطبيب لينظر إليه، فنظر إليه، ثم دعا بلحم منتن فعلقه في خيط، ثم أرسله في حلقة، فتركه ساعة ثم استخرجه، وقد لزق به من الدم، فعلم أنه ليس بناج. ويقال إنه كان ينادى بقية حياته: ما لي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلى.
وقد جرى بين سعيد جبير، والحجاج حين أراد قتله، محاورات وسؤالات، قال فيها سعيد للحجاج: إنى لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى، ترى من نفسك أمورا تريد بها الهيبة، وهي تقحمك الهلكة.
ولسعيد - رضي الله عنه - فضائل أخر، منها: أنه تمكن من النجاة من رسل الحجاج فلم يفعل، وفاء بما عاهدهم عليه، وذلك أنهم لما وصلوا به واسط، سألهم أن يدعوه تلك الليلة، ليأخذ أهبة الموت، ويأتيهم إذا أصبحوا بالمكان الذي يريدون، فتوقفوا في ذلك، ثم أجابوه لما رأوا منه من الوفاء، ليلة باتوا بالدير عند الراهب، ولما رأوه من حاله مع اللبؤة والأسد. فلما انشق عمود الصبح، أتاهم فذهبوا به إلى الحجاج، وعرفوه بما رأوه من حاله، فصرف وجهه عنهم.
وآخر أمره أنه ذبح بين يديه، على نطع في شعبان سنة خمس وتسعين من الهجرة، ومات الحجاج في رمضان من السنة المذكورة. وما يقال من أن الحجاج عاش بعد سعيد بن جبير ستة أشهر، فيه نظر. وهذا في تهذيب الكمال. وما ذكرناه من أحواله ذكره المزي في التهذيب. ونقل كثيرا منه عن أبي نعيم الأصبهاني من كتابه «الحلية» إلا قضية الدير فإنها في «مجابى الدعوة» لابن أبي الدنيا، وإلا ما ذكرناه عن ابن عبد البر، فإن المزي لم يذكره.
وذكر المزي خبرا، فيه أن خالدا القسرى قبض على سعيد بن جبير بمكة. وهذا الخبر ذكره المزي عن أبي نعيم، وهو يخالف الخبر الذي ذكره أبو نعيم، في أخذ رسل الحجاج لسعيد بن جبير، وما اتفق له معهم ليلة الدير وليلة قدومهم إلى واسط، والله أعلم بالصواب.
وغالب ما ذكرناه من حاله، هو بالمعنى لا باللفظ، مع الاختصار.
وكان سعيد بن جبير - رضي الله عنه - حين قتل، ابن تسع وأربعين سنة. وفي خبر عنه، ما يقتضى أنه حين قتل، ابن سبع وخمسين سنة، وقيل في سنه وتاريخ قتله غير ما ذكرناه لأن النووي، قال: وقال ابن السمعاني: قتل سنة أربع وتسعين، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، وقال ابن قتيبة: قتل سنة أربع وتسعين، وهو ابن تسع وأربعين سنة. انتهى.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1
سعيد بن جبير أبو عبد الله
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1
سعيد بن جبير أبو عبد الله
وهو ابن جبير بن هشام مولى بني والبة من بني أسد بن خزيمة روى عن عبد الله بن مسعود وابن عمر وأبي هريرة وأنس وابن الزبير روى عنه عمرو بن دينار وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية وأيوب السختياني سمعت أبي يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن الحسين بن أشكاب نا وهب بن جرير نا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال لابن جبير حدث قال: أحدث وأنت شاهد؟ قال: أوليس من نعمة الله عز وجل عليك أن تحدث وأنا شاهد؟ فإن أخطأت علمتك حدثنا عبد الرحمن نا يزيد بن سنان البصري بمصر أنا ابن مهدي نا سفيان عن أسلم عن سعيد بن جبير قال: قال سأل رجل ابن عمر عن فريضة فقال: سل عنها سعيد بن جبير فإنه يعلم منها ما أعلم ولكنه احسب مني حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن يونس نا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة قال كان ابن عباس بعد ما ذهب بصره إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه يقول: أليس فيكم ابن أم دهناء قال يعقوب يعني سعيد بن جبير حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود عن شعبة عن أبي بشر قال: كان سعيد بن جبير أعلم من مجاهد وطاوس وذكر أنه سألهما عن مسألة فأجابا فيها ثم أخبرهما بقول سعيد بن جبير وما احتج فيها فرجعا إلى قوله حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا يحيى بن المغيرة أنا جرير عن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال: سعيد بن جبير جهبذ العلماء حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: سعيد بن جبير ثقة حدثنا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلى نا عثمان بن سعيد الدارمي قال: قلت ليحيى بن معين عكرمة أحب إليك أو سعيد بن جبير؟ فقال: ثقة وثقة ولم يخير قلت فسعيد أو طاوس؟ فقال: ثقات ولم يخير حدثنا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن سعيد بن جبير فقال: كوفي ثقة.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1