الجهنية سعدى بنت الشمردل الجهنية: شاعرة من بني جهينة. لعلها جاهلية اشتهرت بقصيدة في رثاء أخ لها قتله بنو ’’بهز’’ من سليم بن منصور، أولها:
أمن الحوادث والمنون أروع | وأبيت ليلى كله لا أهجع |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 89
سعدي بنت الشمردل الجهنية ترجمتها
لم تعرف لها ترجمة ولاسيما بتعد المدعوين بالشمردل في الجاهلية والإسلام.
المناسبة
قالت سعدى ترثي أخاها أسعد بن الشمردل: (من الكامل)
أمن الحوادث والمنون أروع | وأبيت ليلي كله لا أهجع |
وأبيت مجلبة أبكي أسعدا | ولمثله تبكي العيون وتهمع |
وتبين العين الطليحة أنها | تبكي من الجزع الدخيل وتدمع |
ولقد بدا لي قبل فيما قد مضى | وعلمت ذاك لو أن علما ينفع |
أن الحوادث والمنون كلاهما | لا يعتبان ولو بكى من يجزع |
ولقد علمت بأن كل مؤخر | يوما سبيل الأولين سيتبع |
ولقد علمت لو أن علما نافع | أن كل حي ذهب فمودع |
أفليس فيمن قد مضى لي عبرة | هلكوا وقد أيقنت أن لن يرجعوا |
ويل أم قتلى بالرصاف لو أنهم | باعوا الرجاء لقومهم أو متعوا |
كم من جميع الشمل ملتئم الهوى | كانوا كذلك قبلهم فتصدعوا |
فلتبك أسعد فتية بسباسب | أقووا وأصبح رأدهم يتمرع |
جاد ابن مجدعة الكمي بنفسه | ولقد يرى أن المكر الأشنع |
ويل أمه رجلا يليذ بظهره | إبلا ونسال الفيافي أروع |
يرد المياه حضيرة ونغيضة | ورد القطاة إذا اسمأل التبع |
وبه إلى أخرى الصاحب تلفت | وبه إلى المكروب جري زعزع |
ويكبر القدح العنود ويعتلي | بألى الصحاب إذا أصاب الوعوع |
سباق عادية ورأس سرية | ومقاتل بطل وداع مسمع |
غدرت به بهز فأصبح جدها | يعلو وأصبح جد قومي يخشع |
أجعلت أسعد للرمال دريئة | هبلتك أمك أي جرد ترقع |
يا مطعم الركب الجياع إذا هم | حثوا المطي إلى القرى وتسرعوا |
وتجاهدوا سيرا فبعض مطيهم | حسرى مخلفة وبعض ظلع |
جواب أودية بغير صحابة | كشاف داوي الظلام مشيع |
فجرى على إثر الذي هو قبله | وهي المنايا والسبيل المهيع |
هذا اليقين فكيف أنسى فقده | إن رب دهر أو نبابي مضجع |
إن تأته بعد الهدوء لحاجة | تدعو يجبك لها نجيب أروع |
متحلب الكفين أميث بارع | أنف طوال الساعدين سميذع |
سمح إذا ما الشول حارد رسلها | واستروح المرق النساء الجوع |
من بعد أسعد إن فجعت بيومه | والموت مما قد يريب ويفجع |
فودت لو قبلت بأسعد فدية | مما يضن به المصاب الموجع |
غادرته يوم اللقاء مجدلا | خبر لعمرك يوم ذلك أشنع |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 59