سعد بن معاذ سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس، الأوسي الأنصاري: صحابي، من الأبطال. من أهل المدينة كانت له سيادة الأوس وحمل لواءهم يوم بدر وشهد أحدا، فكان ممن ثبت فيها. وكان من أطول الناس وأعظمهم جسما. ورمى بسهم يوم الخندق، فمات من أثر جرحه ودفن بالبقيع، وعمره سبع وثلاثون سنة. وحزن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث: (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 88
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس ابن زيد ابن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج ابن الثبيت الثبيت واسمه عمرو بن مالك ابن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهل.
توفي سنة خمس من الهجرة بعد الخندق بشهر وبعد قريظة بليال (كنيته) أبو عمرو.
أمه كبشة بنت رافع لها صحبة.
في منهج المقال سعد بن معاذ هو أبو عمرو سيد الأوس بدري كبير القدر ’’اه’’. وذكره الشيخ في رجاله قي أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال المجلسي: ورد له في تفسير الإمام العسكري مدائح وفضائل جمة أوردت بعضها في باب حب الأئمة من بحار الأنوار ’’اه’’. ونقل في الباب المذكور من أواخر المجلد السابع عن تفسير الإمام العسكري عليه السلام حديثا يتضمن أن سعد بن معاذ كان جالسا مع أصحاب له فمر به علي بن أبي طالب عليه السلام فوثب إليه قائما حافيا حاسرا وأخذ بيده فقبلها وقبل رأسه وصدره وما بين عينيه وقال: بأبي أنت وأمي يا شقيق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمك لحمه ودمك دمه وعلمك من علمه وحلمك من حلمه وعقلك من عقله ’’الحديث’’.
وفي أسد الغابة والإصابة: سعد بن معاذ إلى أخر نسبه المذكور في صدر الترجمة وفي الاستيعاب قريب منه وفيه أيضا أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية على يدي مصعب بن عمير وفي أسد الغابة أسلم على يد مصعب ابن عمير لما أرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة يعلم المسلمين فلما أسلم قال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام وفي الاستيعاب شهد بدرا وأحدا والخندق ورمي يوم الخندق يسهم فعاش شهرا ثم انتفض جرحه رماه حبان ابن العرقة وقال: خذها وأنا ابن العرقة وهي أمه سميت بذلك لطيب ريحها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ’’عرق الله وجهه في النار’’ وفي أسد الغابة أنه هو الذي قال ذلك وفي الاستيعاب عن جابر أنه رمى فقطعوا أكحله فقال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني في بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطرت منه قطرة حتى نزل بنو قريظة على حكمه أن يقتل رجالهم ويسبى نساؤهم وذريتهم يستعين به المسلمون فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ’’أصبت حكم الله فيهم’’ وكانوا أربعمائة وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ’’لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات’’ فلما فرغ من قتلهم أنفتق عرقه فمات. وفي أسد الغابة بسنده أنه لما أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليحكم أقبل على حمار فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ’’قوموا إلى سيدكم’’ فلما حكم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ’’حكمت بحكم الملك’’ ’’اه’’. وفي الاستيعاب كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد ابن معاذ فكان يعوده في كل يوم حتى توفي.
وفي أسد الغابة ندبته أمه فقالت:
#ويل أم سعد سعدا
#براعة ونجدا
#ويل أم سعد سعدا
#صرامة وجدا
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ’’كل نادبة كاذبة إلا نادية سعد’’ وفي الإصابة بسنده فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ’’لا تزيدي على هذا كان والله ما علمت حازما وفي أمر الله قويا’’ وفي الاستيعاب قال صلى الله عليه وآله وسلم في حلة رآها سيراء لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الحنة خير منها وهو حديث وقالوا لو نجا أحد من ضغطة القبر نجا منها سعد بن معاذ وعن ابن عباس قال سعد ابن معاذ: ثلاث أنا فيهن رجل يعني كما ينبغي وما سوى ذلك فإنه رجل من الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثا قط إلا علمت أنه حق من الله (قال المؤلف) هذا شأن كل مسلم فلا ينبغي لسعد أن يقول أنا فيه رجل. ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول ويقال لها حتى انصرف عنها قال سعيد بن المسيب هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي ’’اه’’. (الاستيعاب) وكان سبب شدته على بني قريظة أنهم كانوا قد وازروا قريشا على قتال المسلمين. وروى الصدوق في العلل والشيخ في الآمالي بسنديهما عن الصادق عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيل له أن سعد بن معاذ قد مات فقام هو وأصحابه فحمل أمر بغسله فغسل على عضادة الباب فلما كفن وحمل على سريره تبعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرته مرة حتى انتهى به إلى القبر فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحده وسوى عليه اللبن وجعل يقول: ناولوني ترابا رطبا يسد به بين اللبن فلما فرغ وحثا عليه التراب وسوى قبره قال: إني لأعلم أنه سيبلى ويصل إليه البلى ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أن يحكمه ’’الحديث’’. وفي أسد الغابة مقاماته في الإسلام مشهورة كبيرة فلو يكن إلا يوم بدر فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استشار الناس يومئذ وكان يريد الأنصار لأنهم عدد الناس فقال سعد ابن معاذ والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قال: أجل قال سعد: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به الحق وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يرينا فيك ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقوله: ونشطه ذلك للقاء الكفار ’’اه’’. وفي الإصابة كان أحد السعود الذين استشارهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما طلب منه الحارث الغطفاني ثلث تمر المدينة يوم الأحزاب.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 230
سعد بن معاذ (ب د ع) سعد بن معاذ بن النعمان بن أمري القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت، واسمه: عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم الأشهلي، أبو عمرو، وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة.
أسلم على يد مصعب بن عمير، لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعلم المسلمين، فلما أسلم قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا. فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، وشهد بدرا، لم يختلفوا فيه، وشهد أحدا، والخندق.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن سهل، عن عائشة أنها كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين خرجوا إلى الخندق قد رفعوا الذراري، والنساء في الحصون، مخافة عليهم من العدو، قالت عائشة: فمر سعد بن معاذ، عليه درع له مقلصة قد خرجت منها ذراعه، وفي يده حربة، وهو يقول:
لبث قليلا يلحق الهيجا حمل | لا بأس بالموت إذا حان الأجل |
ويل أم سعد سعدا | براعة ونجدا |
ويل أم سعد سعدا | صرامة وجدا |
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 477
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 461
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 221
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي، سيد الأوس. وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة، ويكنى أبا عمرو.
شهد بدرا باتفاق، ورمي بسهم يوم الخندق، فعاش بعد ذلك شهرا، حتى حكم في بني قريظة، وأجيبت دعوته في ذلك، ثم انتقض جرحه، فمات، أخرج ذلك البخاري، وذلك سنة خمس.
وقال المنافقون لما خرجت جنازته: ما أخفها! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة حملته».
وفي الصحيحين وغيرهما من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ».
وروى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر.
وذكر ابن إسحاق أنه لما أسلم على يد مصعب بن عمير قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا، فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام.
وروى ابن إسحاق في قصة الخندق عن عائشة، قالت: كنت في حصن بني حارثة وأم سعد بن معاذ معي، فمر سعد بن معاذ وهو يقول:
لبث قليلا يلحق الهيجا حمل | ما أحسن الموت إذا حان الأجل |
ويل أم سعد سعدا | حزامة وجدا وسيدا سد به مسدا |
ويل أم سعد سعدا | حزامة وجدا |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 70
الأنصاري سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس أبو عمرو الأنصاري الأشهلي، أمه كبشة بنت رواح، لها صحبة، أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية على يدي مصعب بن عويمر، وشهد بدرا وأحدا والخندق، ورمي يوم الخندق بسهم فعاش شهرا ثم انتقض جرحه فمات منه والذي رماه حيان بن العرقة وقال: خذوها وأنا ابن العرقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرق الله وجهه بالنار! وكان رسول الله قد أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد بن معاذ، وكان يعوده في كل يوم حتى توفي سنة خمس من الهجرة بعد الخندق بشهر وبعده قريظة بليال. وقيل رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعت أكحله فسحمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتفخت يده ونزفه الدم، فلما رأى ذلك قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني في بني قريظة فاستمسك عرقه، فما قطر قطرة حتى نزل بنو قريظة على حكمه، فكان حكمه فيهم أن تقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذريتهم يستعين به المسلمون! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبت فيهم حكم الله. وكانوا أربع مائة. فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات. وعن حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزل من الملائكة سبعون ألفا ما وطئوا الأرض. ومن حديث أنس بن مالك قال: لما حملنا جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته! وكان رجلا طويلا ضخما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة حملته. وقالت عائشة: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منهم: سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، وروي عرش الرحمن، وهو حديث مروي من وجوه كثيرة متواترة؛ رواه جماعة من الصحابة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة رآها سيراء: لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها. وهو حديث ثابت. وقال: لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا منها سعد بن معاذ. وقيل إن جبريل نزل في جنازته معتجرا بعمامة من إستبرق وقال: يا نبي الله! من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش؟! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا يجر ثوبه، فوجد سعدا قد قبض. فقال رجل من الأنصار:
وما اهتز عرش الله في وموت هالك | علمنا به إلا لسعد أبي عمرو |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
سعد بن معاذ ابن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
السيد الكبير، الشهيد، أبو عمرو الأنصاري، الأوسي، الأشهلي، البدري الذي اهتز العرش لموته. ومناقبه مشهورة في الصحاح وفي السيرة وغير ذلك وقد أوردت جملة من ذلك في ’’تاريخ الإسلام’’ في سنة وفاته.
نقل ابن الكلبي، عن عبد الحميد بن أبي عيسى بن جبر، عن أبيه أن قريشا سمعت هاتفا على أبي قبيس يقول:
فإن يسلم السعدان يصبح محمد | بمكة لا يخشى خلاف المخالف |
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا | ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف |
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا | على الله في الفردوس منية عارف |
فإن ثواب الله للطالب الهدى | جنان من الفردوس ذات رفارف |
لبث قليلا يشهد الهيجا حمل | لا بأس بالموت إذا حان الأجل |
ويل أمك سعدا | حزامة وجدا |
ويل ام سعد سعدا | حزامة وجدا |
وما اهتز عرش الله من موت هالك | سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 171
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت وهو عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا عمرو. وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة، أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية، على يدي مصعب بن عمير، وشهد بدر، وأحدا، والخندق، ورمى يوم الخندق بسهم فعاش شهرا ثم انتقض جرحه فمات منه.
والذي رماه بالسهم حبان بن العرقة، وقال: خذها وأنا ابن العرقة،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرق الله وجهه في النار. والعرقة هي قلابة بنت سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص، وهذا حبان ابنها هو ابن عبد مناف بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي.
وقيل: إن العرقة تكنى أم فاطمة، وإنما قيل لها العرقة لطيب ريحها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد بن معاذ، وكان يعوده في كل يوم حتى توفي سنة خمس من الهجرة، وكان موته بد الخندق بشهر، وبعد قريظة بليال، كذلك رواه سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وروى الليث بن سعد عن أبي الزبير، عن جابر، قال: رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ، فقطعوا أكحله، فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتفخت يده ونزفه الدم، فلما رأى ذلك قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني في بني قريظة، فاستمسك عرقه، فما قطر قطرة حتى نزل بنو قريظة على حكمه، وكان حكمه فيهم أن تقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم وذريتهم، فيستعين بها المسلمون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبت حكم الله فيهم، وكانوا أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات.
وروى من حديث سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفا ما وطئوا الأرض قبل. وروى من حديث أنس بن مالك قال: لما حملنا جنازة سعد بن معاذ
قال المنافقون: ما أخف جنازته، وكان رجلا طوالا ضخما! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة حملته. وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أحد من المسلمين أفضل منهم: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ، وروي عرش الرحمن، وهو حديث روي من وجوه عدة كثيرة متواترة، رواها جماعة من الصحابة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة رآها تشترى: لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها. وهو حديث ثابت أيضا.
وقال له صلى الله عليه وسلم- إذ حكم في بني قريظة بقتل المقاتلة وسبى الذرية: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات: وقال صلى الله عليه وسلم: لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا منها سعد بن معاذ. حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو قرة محمد ابن حميد، حدثنا سعيد بن تليد، حدثنا محمد بن فضالة، عن أبي طاهر عبد الملك ابن محمد بن أبي بكر، عن عمه عبد الله بن أبي بكر، قال: مات سعد بن معاذ من جرح أصابه يوم الخندق شهيدا. قال: وبلغني أن جبرئيل عليه السلام نزل في جنازته معتجرا بعمامة من إستبرق، وقال: يا نبي الله، من هذا الذي
فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه، فوجد سعدا قد قبض، وقال رجل من الأنصار:
وما اهتز عرش الله من موت هالك | سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 602
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
ويكنى أبا عمرو. وأمه كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر. وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وهي من المبايعات. وكان لسعد بن معاذ من الولد عمرو وعبد الله وأمهما هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وهي من المبايعات خلف عليها سعد بعد أخيه أوس بن معاذ. وهي عمة أسيد بن حضير بن سماك. وكان لعمرو بن سعد بن معاذ من الولد تسعة نفر وثلاث نسوة منهم عبد الله بن عمرو قتل يوم الحرة. ولسعد بن معاذ اليوم عقب.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: كان إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير على يد مصعب بن عمير العبدري. وكان مصعب قدم المدينة قبل السبعين أصحاب العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الإسلام ويقرئهم القرآن بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم سعد بن معاد لم يبق في بني عبد الأشهل أحد إلا أسلم يومئذ فكانت دار بني عبد الأشهل أول دار من الأنصار أسلموا جميعا رجالهم ونساؤهم. وحول سعد بن معاذ مصعب بن عمير وأبا أمامة أسعد بن زرارة إلى داره فكانا يدعوان الناس إلى الإسلام في دار سعد بن معاذ. وكان سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة ابني خالة. وكان سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير يكسران أصنام بني عبد الأشهل.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وعن ابن أبي عون قالا: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص. قال وأما محمد بن إسحاق فقال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وأبي عبيدة بن الجراح فالله أعلم أي ذلك كان.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن قدامة عن عمر بن الحصين قال: كان لواء الأوس يوم بدر مع سعد بن معاذ. وشهد سعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
أحد وثبت معه حين ولى الناس. وشهد الخندق.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا إسماعيل بن مسلم العبدي قال: أخبرنا أبو المتوكل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ذكر الحمى فقال: من كانت به فهي حظه من النار. فسألها سعد بن معاذ ربه فلزمته فلم تفارقه حتى فارق الدنيا.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده عن عائشة قالت: خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس فسمعت وئيد الأرض ورائي. تعني حس الأرض. فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه. فجلست إلى الأرض. قالت فمر سعد وهو يرتجز ويقول:
لبث قليلا يدرك الهيجا حمل | ما أحسن الموت إذا حان الأجل! |
قالت وعليه درع قد خرجت منه أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد. وكان سعد من أطول الناس وأعظمهم. قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين وفيهم عمر بن الخطاب. رحمه الله. وفيهم رجل عليه تسبغة له.. تعني المغفر. قالت فقال لي عمر: ما جاء بك؟ والله إنك لجرئة. وما يؤمنك أن يكون تحوز أو بلاء؟ قالت فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت ساعتئذ فدخلت فيها.
قالت فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله. قالت فقال: ويحك يا عمر إنك قد أكثرت منذ اليوم. وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله؟ قالت ويرمي سعدا رجل من المشركين من قريش يقال له ابن العرقة بسهم فقال: خذها وأنا ابن العرقة! فأصاب أكحله فدعا الله سعد فقال: اللهم لا تمتني حتى تشفيني من قريظة. وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية. قالت فرقأ كلمه. تعني جرحه. وبعث الله. تبارك وتعالى. الريح على المشركين فكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا. فلحق أبو سفيان بمن معه بتهامة. ولحق عيينة بمن معه بنجد. ورجعت قريظة فتحصنوا في صياصيهم. ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمر بقبة فضربت على سعد بن معاذ في المسجد. قالت فجاءه جبريل صلى الله عليه وسلم وعلى ثناياه النقع فقال: أقد وضعت السلاح؟ فو الله ما وضعت الملائكة السلاح بعد. اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم. قالت فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل. قالت فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم
على بني غنم وهم جيران المسجد فقال لهم: من مر بكم؟ قالوا: مر بنا دحية الكلبي. وكان دحية تشبه لحيته وسنة وجهه بجبريل. ع. قالت فأتاهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة. فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح. فقالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ. فقال لهم رسول الله: انزلوا على حكم سعد بن معاذ. فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فحمل على حمار عليه إكاف من ليف وحف به قومه فجعلوا يقولون: يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكابة ومن قد علمت. ولا يرجع إليهم شيئا. حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال: قد أنى لي أن لا أبالي في الله لومة لائم. قال ابن سعد: فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال: قوموا إلى سيدكم فأنزلوه. فقال عمر: سيدنا الله. فقال: أنزلوه. فأنزلوه فقال له رسول الله. ص: احكم فيهم].
قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم. [فقال رسول الله. ص: لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله]. قالت ثم دعا الله سعد فقال: اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها. وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك. قالت فانفجر كلمه وقد كان برأ حتى ما يرى منه شيء إلا مثل الخرص. ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر. قالت فو الذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي. وكانوا كما قال رحماء بينهم. قال فقلت: فكيف كان رسول الله يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو أخذ بلحيته.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه ملك. أو قال جبريل. حين استيقظ فقال: من رجل من أمتك مات الليلة استبشر بموته أهل السماء؟ قال: لا أعلم إلا أن سعدا أمسى دنفا. ما فعل سعد؟ قالوا: يا رسول الله قد قبض. وجاءه فاحتملوه إلى ديارهم. قال فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم خرج ومعه الناس فبت الناس مشيا حتى إن شسوع نعالهم لتنقطع من أرجلهم وإن أرديتهم لتقع عن عواتقهم. فقال له رجل: [يا رسول الله قد بتت الناس. قال فقال: إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة].
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زيد عن زيد بن أسلم
عن عائشة قالت: رئي سعد بن معاذ في بعض تلك المواطن وعلى عاتقه الدرع وهو يقول: لا بأس بالموت إذا حان الأجل قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال: رمي سعد بن معاذ في أكحله فلم يرقأ الدم حتى جاء النبي. ع. فأخذ بساعده فارتفع الدم إلى عضده. قال فكان سعد يقول: اللهم لا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة. قال فنزلوا على حكمه [فقال النبي. ص: احكم فيهم. فقال: إني أخشى يا رسول الله أن لا أصيب فيهم حكم الله. ثم قال: احكم فيهم. قال فحكم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم. فقال رسول الله. ص: أصبت فيهم حكم الله]. ثم عاد الدم فلم يرقأ حتى مات. رضي الله عنه.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: لما كان يوم قريظة [قال رسول الله. ص: ادعوا سيدكم يحكم في عبيده. يعني سعد بن معاذ. فجاء فقال له: احكم. فقال: أخشى ألا أصيب فيهم حكم الله. قال: احكم. فحكم فقال: أصبت حكم الله ورسوله].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد وهشام أبو الوليد الطيالسي قالوا: أخبرنا شعبة قال: أنبأني سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري أن أهل قريظة لما نزلوا على حكم سعد بن معاذ أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء على حمار [فلما دنا قال رسول الله. ص: قوموا إلى سيدكم. أو إلى خيركم. فقال: يا سعد إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك. قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم. فقال: لقد حكمت فيهم بحكم الملك. قال عفان: الملك. وقال يحيى وأبو الوليد: الملك. وقول عفان أصوب].
قال: حدثنا يحيى بن عباد وسليمان بن حرب قالا: أخبرنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أن بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله. ع. إلى سعد بن معاذ فأتي به محمولا على حمار وهو مضنى من جرح أصابه في الأكحل من يده يوم الخندق. قال فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أشر علي في هؤلاء. قال: إني أعلم أن
الله قد أمرك فيهم بأمر أنت فاعل ما أمرك الله به. قال: أجل. ولكن أشر علي فيهم.
فقال: فقال: لو وليت أمرهم قتلت مقاتلتهم وسبيت ذراريهم وقسمت أموالهم. [فقال رسول الله. ص: والذي نفسي بيده لقد أشرت علي فيهم بالذي أمرني الله به].
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أصيب سعد يوم الخندق. رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة. رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب. ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو ينفض رأسه من الغبار فقال: قد وضعت السلاح. والله ما وضعناه. اخرج إليهم. [فقال رسول الله. ص: فأين؟ قال: هاهنا. وأشار إلى بني قريظة. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم].
قال عبد الله بن نمير فأخبرنا هشام بن عروة قال: فأخبرني أبي أنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ. قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وتسبى الذرية والنساء وتقسم أموالهم.
قال عبد الله بن نمير فأخبرنا هشام بن عروة قال: قال أبي فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لقد حكمت فيهم بحكم الله].
قال: أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال: حدثني محمد بن صالح التمار عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قال: سمعت عامر بن سعد يحدث عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال: لما حكم سعد بن معاذ في بني قريظة أن تقتل من جرت عليه المواسي وأن تقسم أموالهم وذراريهم [قال رسول الله. ص: لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سموات].
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن سعدا كان قد تحجر كلمه للبرء. قالت فدعا سعد فقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه. اللهم فإني أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه. اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم. فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك.
وإن كنت قد وضعت الحرب فيما بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتي فيها. قال ففجر
من ليلته. قال فلم يرعهم. ومعهم في المسجد أهل خيمة من بني غفار. إلا الدم يسيل إليهم فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الدم الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد جرحه يعدو دما فمات منها. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني معاذ بن محمد عن عطاء بن أبي مسلم عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما انفجرت يد سعد بالدم قام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقه والدم ينفح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته لا يريد أحد أن يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الدم إلا ازداد منه رسول الله قربا حتى قضى.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل من الأنصار قال: لما قضى سعد في بني قريظة ثم رجع انفجر جرحه. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخذ رأسه فوضعه في حجره وسجي بثوب أبيض إذا مد على وجهه خرجت رجلاه. وكان رجلا أبيض جسيما. [فقال رسول الله. ص: اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا]. فلما سمع سعد كلام رسول الله فتح عينيه ثم قال: السلام عليك يا رسول الله. أما إني أشهد أنك رسول الله. [فلما رأى أهل سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع رأسه في حجره ذعروا من ذلك فذكر ذلك لرسول الله. ص: إن أهل سعد لما رأوك وضعت رأسه في حجرك ذعروا من ذلك. فقال: استأذن الله من ملائكته عددكم في البيت ليشهدوا وفاة سعد]. قال وأمه تبكي وهي تقول:
ويل أمك سعدا | حزامة وجدا |
فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد؟ فقال رسول الله. ص: [دعوها فغيرها من الشعراء أكذب].
أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمرو بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة. وكانت تداوي الجرحى. فكان النبي. ع. إذا مر به يقول: كيف أمسيت؟ وإذا أصبح قال: كيف أصبحت؟ فيخبره. حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها فثقل فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم. وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يسأل عنه. وقالوا قد انطلقوا به. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا. فشكا ذلك إليه أصحابه: يا رسول الله أتعبتنا في المشي. [فقال: إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة.] فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت وهو يغسل وأمه تبكيه وهي تقول:
ويل أم سعد سعدا | حزامة وجدا |
[فقال رسول الله. ص: كل نائحة تكذب إلا أم سعد]. ثم خرج به. قال يقول له القوم أو من شاء الله منهم: يا رسول الله ما حملنا ميتا أخف علينا من سعد. فقال: [ما يمنعكم من أن يخف عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا. قد سمى عدة كثيرة لم أحفظها. لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم].
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سليمان بن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي سفيان عن سلمة بن أسلم بن حريس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على الباب نريد أن ندخل على أثره فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في البيت أحد إلا سعد مسجى. قال فرأيته يتخطى فلما رأيته وقفت. وأومأ إلي: قف. فوقفت ورددت من ورائي. وجلس ساعة ثم خرج فقلت: يا رسول الله ما رأيت أحدا وقد رأيتك تتخطى. [فقال رسول الله. ص: ما قدرت على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه فجلست. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هنيئا لك يا أبا عمرو.
هنيئا لك أبا عمرو. هنيئا لك أبا عمرو].
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه قال: فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم سعد تبكي وهي تقول:
ويل أم سعد سعدا | جلادة وجدا |
فقال عمر بن الخطاب: مهلا يا أم سعد لا تذكري سعدا. فقال النبي ص: [مهلا يا عمر فكل باكية مكذبة إلا أم سعد ما قالت من خير فلم تكذب].
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: أخبرنا ليث بن سعد قال: أخبرنا أبو الزبير عن جابر قال: رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه رسول الله بالنار فانتفخت يده فنزفه. فحسمه أخرى.
أخبرنا عفان بن مسلم وكثير بن هشام قالا: أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ من رميته.
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شعبة قال: حدثني سماك قال: سمعت عبد الله بن شداد يقول: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال: جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن سعد بن إبراهيم قال: لما أخرج سرير سعد قال ناس من المنافقين: ما أخف جنازة سعد. أو سرير سعد. فقال رسول الله. ص: [لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد أو سرير سعد ما وطئوا الأرض قبل اليوم].
قال: وحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغسل فقبض ركبته فقال رسول الله ص: [دخل ملك فلم يكن له مكان فأوسعت له.] قال وأمه تبكي وهي تقول:
ويل أم سعد سعدا | براعة ونجدا |
بعد أياد يا له ومجدا | مقدما سد به مسدا |
[فقال رسول الله. ص: كل البواكي يكذبن إلا أم سعد].
قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: أخبرنا أبي قال: سمعت الحسن قال: لما مات سعد بن معاذ. وكان رجلا جسيما جزلا. جعل المنافقون وهم يمشون خلف سريره يقولون: لم نر كاليوم رجلا أخف. وقالوا: أتدرون لم ذلك؟ ذاك لحكمه في بني قريظة. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: [والذي نفسي بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره].
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع قال: بلغني أنه شهد سعد بن معاذ سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض. [وقال رسول الله ص: لقد ضم صاحبكم ضمة ثم فرج عنه].
أخبرنا إسماعيل بن أبي مسعود قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: [قال رسول الله. ص: لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماوات وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك ولقد ضم ضمة ثم أفرج عنه]. يعني سعد بن معاذ.
أخبرنا شبابة بن سوار قال: أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري قال: لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا قال: [لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد. ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول].
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم [قال وهو قائم عند قبر سعد: لقد ضغط ضغطة أو همز همزة لو كان أحد ناجيا منها بعمل لنجا منها سعد].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: أخبرنا حماد بن زيد قال: أخبرنا ميمون أبو حمزة عن إبراهيم النخعي أن النبي. ع. مد على قبر سعد ثوبا أو مد وهو شاهد.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي أمام جنازة سعد بن معاذ.
أخبرنا محمد بن عمر عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن شيوخ من بني عبد الأشهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد بن معاذ من بيته بين العمودين حتى خرج به من الدار. قال محمد بن عمر: والدار تكون ثلاثين ذراعا.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سعيد بن محمد بن أبي زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال: كنت أنا ممن حفر لسعد قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا قترة من تراب حتى انتهينا إلى اللحد.
قال ربيح: ولقد أخبرني محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حسنة قال: أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حسنة أن رجلا أخذ قبضة من تراب قبر سعد يوم دفن ففتحها بعد فإذا هي مسك.
رجع الحديث إلى حديث أبي سعيد الخدري قال: فطلع علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد فرغنا من حفرته ووضعنا اللبن والماء عند القبر وحفرنا له عند دار عقيل اليوم. وطلع رسول الله علينا فوضعه عند قبره ثم صلى عليه. فلقد رأيت من الناس ما ملأ البقيع.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن الحصين بن عبد الرحمن عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال: لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر: الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن الحضير وأبو نائلة سلكان بن سلامة وسلمة بن سلامة بن وقش. ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على قدميه. فلما وضع في قبره تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبح ثلاثا فسبح المسلمون ثلاثا حتى ارتج البقيع. ثم كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا وكبر أصحابه ثلاثا حتى ارتج البقيع بتكبيره.
فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقيل له: يا رسول الله رأينا بوجهك تغيرا وسبحت ثلاثا. [قال: تضايق على صاحبكم قبره وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها ثم فرج الله عنه]. قال محمد بن عمر: فحدثني غير إبراهيم بن الحصين أن سعدا غسله الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن حضير. وسلمة بن سلامة بن وقش يصب الماء. ورسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر. فغسل بالماء الغسلة الأولى. والثانية بالماء والسدر. والثالثة بالماء والكافور. ثم كفن في ثلاثة أثواب صحارية أدرج فيها إدراجا وأتي بسرير كان عند النبيط يحمل عليه الموتى فوضع على السرير فرئي رسول الله يحمله بين عمودي سريره حين رفع من داره إلى أن خرج.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن الحصين وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة القرظي قال: جاءت أم سعد بن معاذ تنظر إلى سعد في اللحد فردها الناس. فقال رسول الله. ص: دعوها. فأقبلت حتى نظرت إليه وهو في اللحد قبل أن يبنى عليه اللبن والتراب قالت: احتسبتك عند الله. وعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره وجلس ناحية. وجعل المسلمون يردون تراب القبر ويسوونه. وتنحى رسول الله فجلس حتى سوي على قبره ورش عليه الماء. ثم أقبل فوقف عليه فدعا له ثم انصرف.
أخبرنا خالد بن مخلد وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قالا: أخبرنا محمد بن موسى بن أبي عبيد الله مولى الفطريين قال: أخبرنا معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي قال: دفن سعد بن معاذ إلى أس دار عقيل بن أبي طالب.
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت: ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه. أو أحدهما. من سعد بن معاذ.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عتبة بن جبيرة عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: كان سعد بن معاذ رجلا أبيض. طوالا.
جميلا. حسن الوجه. أعين. حسن اللحية. فرمي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة فمات من رميته تلك وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة. فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع.
أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر قال: اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا. قال إنما يعني السرير. قال إنما تفسخت أعواده. قال ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره فاحتبس فلما خرج قيل له: يا رسول الله ما حبسك؟ [قال: ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه].
أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: [قال رسول الله. ص: لقد اهتز عرش الله لموت سعد بن معاذ].
أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأنصاري وروح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالوا: أخبرنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: [قال رسول الله. ص: لقد اهتز العرش لموت سعد].
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت: قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة. وكان غلمان الأنصار يتلقون أهليهم. فلقوا أسيد بن الحضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي. فقلت: غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم ما لك وأنت تبكي على امرأة؟ قالت فكشف رأسه وقال: صدقت. لعمري ليحقن أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال. قالت: قلت وما قال له رسول الله. ص؟ قال: [لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ]. قالت: وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسحاق بن راشد
عن امرأة من الأنصار يقال لها أسماء بنت يزيد بن السكن [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأم سعد بن معاذ: ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك بأن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش؟].
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سليمان التيمي عن الحسن قال: [قال رسول الله. ص: لقد اهتز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ فرحا به]. قال: قوله فرحا به تفسير من الحسن.
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه عن حذيفة قال: [لما مات سعد بن معاذ قال رسول الله. ص: اهتز العرش لروح سعد بن معاذ].
أخبرنا حفص بن عمر الحوضي وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لؤي قالا: أخبرنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جدته رميثة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لفعلت. وهو يقول لسعد بن معاذ يوم مات: [اهتز له عرش الرحمن].
أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: أخبرنا يزيد بن الأصم قال: لما توفي سعد بن معاذ وحملت جنازته [قال النبي. ص: لقد اهتز العرش لجنازة سعد بن معاذ].
أخبرنا وكيع بن الجراح قال: أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي. ع. أتي بثوب حرير فجعل أصحابه يتعجبون من لينه [فقال رسول الله. ص: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا].
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فجعلنا نلمسه ونتعجب منه. [فقال رسول الله: أيعجبكم هذا؟ قلنا: نعم. قال: فمناديل سعد في الجنة أحسن من هذا]. قال عبيد الله: وألين. وقال الفضل: أو ألين.
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: دخلت على أنس بن مالك. وكان واقد من أعظم الناس وأطولهم.
فقال لي: من أنت؟ قال قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ. قال فقال: إنك بسعد لشبيه. ثم بكى وأكثر البكاء. ثم قال: يرحم الله سعدا. كان سعد من أعظم الناس وأطولهم. ثم قال: بعث رسول الله جيشا إلى أكيدر دومة فبعث إلى رسول الله بجبة من ديباج منسوجا بالذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يمسحونها وينظرون إليها فقال [رسول الله. ص: أتعجبون من هذه الجبة؟ فقالوا: يا رسول الله ما رأينا قط أحسن منها. قال: فو الله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون].
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 320
سعد بن معاذ أبو عمرو سيد الأوس
بدري كبير القدر له شيء في البخاري خ
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
سعد بن معاذ سيد الأوس
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 21
(خ) سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي أبو عمرو المدني سيد الأوس.
قال الكلاباذي: يكنى أبا إسحاق، وقيل: أبو عمرو.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: هو أول من ضحك الله تعالى له، ووجد النبي صلى الله عليه وسلم لفقده وجدا شديدا، ومات في شوال، ولما انفجر جرحه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه، فجعل الدم يسيل على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر فقال: وا انكسار ظهراه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه يا أبا بكر، فجاء عمر فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولما انصرف صلى الله عليه وسلم جعلت دموعه تنحدر علي لحيته ويده في لحيته صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب أبي عمر: نزل جبريل صلى الله عليه وسلم معتجرا بعمامة من إستبرق، وقال: يا نبي الله من هذا الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه، فوجد سعدا قد قبض، فقال رجل من الأنصار – قيل هو حسان:
وما اهتز عرش الله من موت هالك | علمنا به إلا لسعد أبي عمرو |
ويل أم سعد سعدا | براعة ونجدا |
ويل أم سعد سعدا | صرامة وجدا |
أروني سعد كالسعود التي سمت | بمكة من أولاد عمرو بن عامر |
هم بايعوا الرحمن ثم وفوا له | بما ضاق عنه كل باد وحاضر |
أقاموا قناة الدين حتى تمكنت | نواحيها بالمرهنات البواتر |
بأسيافنا دانت | يقيم على نهج الهدى كل حائر |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج
بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث بدري كنيته أبو عمرو الأوسي الأنصاري مات بالمدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد قريظة وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
سعد بن معاذ الأنصاري
حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز، نا عمر بن شبة، نا يحيى بن أبي بكير، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود، أن سعد بن معاذ قال لأمية بن خلف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إنه قاتلك»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
سعد بن معاذ
ويقال أبو عمرو الأوسي الأنصاري المدني بدري شهد بدراً مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1