سعد بن أبي وقاص سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري، أبو إسحاق: الصحابي الأمير، فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم عمر للخلافة، وأول الستة الذين عينهم عمر للخلافة، وأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ويقال له فارس الإسلام. أسلم وهو ابن 17 سنة، وشهد بدرا، وافتتح القادسية، ونزل أرض الكوفة فجعلها خططا لقبائل العرب، وشهد بدرا، وافتتح القادسية، ونزل أرض الكوفة فجعلها خططا لقبائل العرب، وابتنى بها دارا فكثرت الدور فيها. وظل واليا عليها مدة عمر بن الخطاب وأقره عثمان زمنا، ثم عزله فعاد إلى المدينة، فأقام قليلا وفقد بصره. وقالوا في وصفه: ’’كان قصيرا دحداحا، ذا هامة، شنن الأصابع، جعد الشعر’’ مات في قصره بالعقيق (على عشرة أميال من المدينة) وحمل إليها. له في كتب الحديث 271 حديثا، ولعبد الحميد السحار كتاب ’’سعد بن أبي وقاص - ط).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 87

سعد ابن أبي وقاص يأتي بعنوان سعد ابن أبي وقاص مالك بن أهيب.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 220

سعد ابن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف ابن زهرة ابن كلاب القرشي الزهري أبو إسحاق
توفي سنة 55 أو 58 أو54 وهو ابن 74 أو 83 سنة.
في الاستيعاب أسلم بعد ستة وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد وهو أحد الستة أصحاب الشورى وأحد العشرة (أصحاب بيعة الشجرة) وهو الذي كوف الكوفة في خلافة عمر وكان ممن لزم بيته في الفتنة فطمع معاوية فيه وفي عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة فكتب إليهم يدعوهم إلى عونه والطلب بدم عثمان فأجابه كل واحد منهم ينكر عليه مقالته ويعرفه أنه ليس بأهل لما يطلبه وفي كتاب سعد لمعاوية قوله من أبيات:

قال أبو عمر سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بيعته ونصرته فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل ’’اه’’. وكان ممن قعد عن بيعته لما بويع بالخلافة سعد وعبد الله بن عمر فلم يجبرهما على البيعة ولذلك لم يعطهما علي عليه السلام من الفيء أما قعود سعد عن القتال مع علي عليه السلام بزعم أنها فتنة فليس معذورا فيه فإنه مخالفة لقوله تعالى: {فقاتلوا التي تبغي} ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ’’علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار’’ ولذلك قاتل مع علي عليه السلام ابن أخي سعد هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص وابنه عبد الله بن هاشم وبالغا في إخلاص الولاء فقتل هاشم معه يوم صفين وأراد معاوية الانتقام من عبد الله بعد الأمان العام كما يأتي في ترجمتهما. وقال معاوية لسعد ابن أبي وقاص: ما منعك أن تسب عليا قال: أما ذكرت له خصالا فلن أسبه وذكرها ولا يحضرني الآن محل هذا الخبر.
ذكر الشيخ في رجاله سعد ابن أبي وقاص في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال الكشي: وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني حدثني جعفر بن محمد المدائني عن موسى ابن القاسم العجلي عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه قال: كتب علي صلوات الله عليه وآله إلى والي المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفيء شيئا فأما أسامة بن زيد فإني فد عذرته في اليمين التي كانت عليه ’’اه’’. ومر في ترجمة أسامة أنهلا عذر له بتلك اليمين والله أعلم ماذا أراد أمي المؤمنين عليه السلام بذلك.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 226

سعد بن مالك القرشي (ب د ع) سعد بن مالك، وهو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن وهيب وقيل: أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الزهري، يكنى أبا إسحاق، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، وقيل: حمنة بنت أبي سفيان بن أمية.
أسلم بعد ستة، وقيل بعد أربعة، وكان عمره لما أسلم سبع عشرة سنة. روى عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلاة، وهو أحد الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأحد العشرة سادات الصحابة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين أخبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى يوم أحد بلاء عظيما، وهو أول من أراق دما في سبيل الله، وأول من رمى بسهم في سبيل الله.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بن سعد، قال: أخبرنا أبو علي قراءة عليه، وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الجابري، أخبرنا محمد بن أحمد بن المثنى، أخبرنا جعفر بن عوف، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: سمعت سعد يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، والله إن كنا لنغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين، لقد خبت إذا وضل عملي، وكان ناس من أهل الكوفة شكوه إلى عمر بن الخطاب، فعزله عن الكوفة، وكان أكثرهم شكوى منه رجل من بني أسد.
وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران وغير واحد، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد ابن عيسى قال: حدثنا أبو كريب، وأبو سعيد الأشج قالا: أخبرنا أبو أمامة، عن مجالد، عن عامر، عن جابر، قال: أقبل سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خالي فليرني امرؤ خاله، وإنما قال هذا لأن سعدا زهري، وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم زهرية، وهو ابن عمها، فإنها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، يجتمعان في عبد مناف، وأهل الأم أخوال.
وأخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم، وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فاقتتلوا، فضرب سعد رجلا من المشركين بلحي جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الإسلام.
واستعمل عمر بن الخطاب سعدا على الجيوش الذين سيرهم لقتال الفرس، وهو كان أميرا لجيش الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبجلولاء أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى بالعراق، وهو الذي بنى الكوفة، وولى العراق، ثم عزله، فلما حضرت عمر الوفاة جعله أحد أصحاب الشورى، وقال: إن ولي سعد الإمارة فذاك، وإلا فأوصي الخليفة بعدي أن يستعمله، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، فولاه عثمان الكوفة ثم عزله، واستعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
أخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا رجاء ابن محمد العدوي، أخبرنا جعفر بن عوف، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم استجب لسعد إذا دعاك. وكان لا يدعو إلا استجيب له، وكان الناس يعلمون ذلك منه ويخافون دعاءه. قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا الحسن بن الصباح البزار أخبرنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد ويحيى بن سعيد، سمعا ابن المسيب يقول: قال علي بن أبي طالب: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وأمه لأحد إلا لسعد بن أبي وقاص، قال له يوم أحد: ارم فداك أبي وأمي، ارم أيها الغلام الحزور. وقد روى أنه جمعهما للزبير بن العوام أيضا، قال الزهري: رمى سعد يوم أحد ألف سهم.
ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة، ولم يكن مع أحد من الطوائف المتحاربة، بل لزم بيته، وأراده ابنه عمر وابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص أن يدعو إلى نفسه، بعد قتل عثمان، فلم يفعل، وطلب السلامة، فلما اعتزل طمع فيه معاوية، وفي عبد الله بن عمر، وفي محمد بن مسلمة، فكتب إليهم يدعوهم إلى أن يعينوه على الطلب بدم عثمان، ويقول: إنكم لا تكفرون ما ما أتيتموه من خذلانه إلا بذلك، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به، وكتب إليه سعد أبيات شعر:

وقلت له:
وروت عنه ابنته عائشة أنه قال: رأيت في المنام، قبل أن أسلم، كأني في ظلمة لا أبصر شيئا إذ أضاء لي قمر، فاتبعته، فكأني أنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وإلى علي بن أبي طالب، وإلى أبي بكر، وكأني أسألهم: متى انتهيتم إلى ها هنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته في شعب أجياد، وقد صلى العصر، فأسلمت، فما تقدمني أحد إلا هم.
وروى داود ابن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي أن سعد بن أبي وقاص قال: نزلت هذه الآية في {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} قال: كنت رجلا برا بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الدين الذي أحدثت؟
لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي. فقال: لا تفعلي يا أمه، فإني لا أدع ديني، قال: فمكثت يوما وليلة لا تأكل، فأصبحت وقد جهدت، فقلت: والله لو كانت لك ألف نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما تركت ديني هذا لشيء. فلما رأت ذلك أكلت وشربت، فأنزل الله هذه الآية.
قال أبو المنهال: سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معديكرب عن خبر سعد بن أبي وقاص فقال: متواضع في خبائه، عربي في نمرته، أسد في تاموره، يعدل في القضية، ويقسم بالسوية، ويبعد في السرية، ويعطف علينا عطف الأم البرة، وينقل إلينا حقنا نقل الذرة.
وروى سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، روى عنه بن عمر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، والسائب بن يزيد، وعائشة، وبنوه عامر، ومصعب، ومحمد، وإبراهيم، وعائشة أولاد سعد، وابن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وقيس ابن أبي حازم، وغيرهم.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، أخبرنا عبد الله بن يزيد، أخبرنا صدقة، عن عياض بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: قلت لأبي: يا أبه، إني أراك تصنع بهذا الحى من الأنصار شيئا ما تصنعه بغيرهم، فقال: أي بني، هل تجد في نفسك من ذلك شيئا؟ قال: لا، ولكن أعجب من صنيعك! قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق. وتوفي سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين، قاله الواقدي، وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: مات سنة ثمان وخمسين، وقال الزبير، وعمرو بن علي، والحسن بن عثمان: توفي سعد سنة أربع وخمسين وقال إسماعيل بن محمد بن سعد: كان سعد آدم طويلا، أفطس، وقيل: كان قصيرا دحداحا غليظا، ذا هامة، شثن الأصابع، قالته ابنته عائشة.
وتوفي بالعقيق على سبعة أميال من المدينة، فحمل على أعناق الرجال إلى المدينة فأدخل المسجد فصلى عليه مروان، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابنه عامر: كان سعد آخر المهاجرين موتا، ولما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فقال: كفنونى فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر، وهي علي، وإنما كنت أخبؤها لهذا.
أخرجه الثلاثة.
حازم: بالحاء المهملة، والزاي.
الحبلة: ثمر السمر، وقيل: ثمر العضاه، يشبه اللوبياء.
التامور: عرين الأسد، وهو بيته الذي يأوى إليه.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 473

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 452

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 214

سعد بن مالك بن أهيب ويقال له ابن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أبو إسحاق، بن أبي وقاص: أحد العشرة وآخرهم موتا، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا. روى عنه بنوه: إبراهيم، وعامر، ومصعب، وعمر، ومحمد، وعائشة، ومن الصحابة: عائشة، وابن عباس، وابن عمر، وجابر بن سمرة، ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة، والأحنف، وآخرون.
وكان أحد الفرسان، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو أحد الستة أهل الشورى.
وقال عمر: إن أصابته الإمرة فذاك وإلا فليستعن به الوالي، وكان رأس من فتح العراق، وولى الكوفة لعمر وهو الذي بناها، ثم عزل ووليها لعثمان.
وكان مجاب الدعوة مشهورا بذلك.
مات سنة إحدى وخمسين. وقيل ست. وقيل سبع. وقيل ثمان. والثاني أشهر. وقد قيل: إنه مات سنة خمس. وقيل سنة أربع.
وقع في «صحيح البخاري» عنه أنه قال: لقد مكثت سبعة أيام وإني لثالث الإسلام.
وقال إبراهيم بن المنذر: كان هو وطلحة والزبير وعلى عذار عام واحد، أي كان سنهم واحدا.
وروى الترمذي، من حديث جابر، قال: أقبل سعد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا خالي فليرني امرؤ خاله».
وقال ابن إسحاق في «المغازي»: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يستخفون بصلاتهم، فبينا سعد في شعب من شعاب مكة في نفر من الصحابة إذ ظهر عليهم المشركون، فنافروهم وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فضرب سعد رجلا من المشركين بلحي جمل، فشجه، فكان أول دم أريق في الإسلام.
وروى الترمذي، من حديث قيس بن أبي حازم، عن سعد- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم استجب لسعد إذا دعاك».
فكان لا يدعو إلا استجيب له.
وروينا في مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا من طريق جرير عن مغيرة عن أبيه، قال: كانت امرأة قامتها قامة صبي، فقالوا: هذه ابنة سعد غمست يدها في طهورها، فقال: قطع الله يديك فما شبت بعد.
ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولزم بيته.
وروى الشيخان والترمذي والنسائي من حديث عائشة، قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أرق فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني إذ سمعنا صوت السلاح، فقال: «من هذا»؟ قال: أنا سعد، فقام، وفي رواية: ودعا له.
مات سعد بالعقيق، وحمل إلى المدينة، فصلى عليه في المسجد. وقال الواقدي: أثبت ما قيل في وقت وفاته أنها سنة خمس وخمسين، وقال أبو نعيم: مات سنة ثمان وخمسين.
قال الزبير: هو الذي فتح مدائن كسرى، وكان مستجاب الدعوة، وهو الذي تولى الكوفة، واعتزل الفتنة، وجاءه ابن أخيه هاشم بن عتبة، فقال: هاهنا مائة ألف سيف يرونك أحق بهذا الأمر، فقال: أريد منها سيفا واحدا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا، وإذا ضربت به الكافر قطع.
وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند جيد عن أبي إسحاق، قال: كان أشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: عمر، وعلي، والزبير، وسعد.
وروينا في مسند أبي يعلى، من طريق شريك بن أبي نمر، أخو بني عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقهم اشترى أرضا ميتة ثم خرج واعتزل فيها بأهله على ما قال.
وكان سعد من أحد الناس بصرا، فرأى ذات يوم شيئا يزول، فقال لمن معه: ترون شيئا؟ قالوا: نرى شيئا كالطائر. قال: أرى راكبا على بعير، ثم جاء بعد قليل عم سعد على بختي، فقال سعد: اللهم إنا نعوذ بك من شر ما جاء به.
وقال عمر في وصيته: إن أصابت الإمرة سعدا فذاك، وإلا فليستعن به الذي يلي الأمر، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.
وكان عمر أمره على الكوفة سنة إحدى وعشرين، ثم لما ولي عثمان أمره عليها، ثم عزله بالوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين.
وقال الزبير بن بكار: حدثني ابن أبي أويس، عن جابر عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فنزعت له بسهم فأصيبت جبهته فوقع وانكشفت عورته، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسماه الواقدي، في روايته: حبان بن العرقة، وزاد أنه رمى بسهم فأصاب ذيل أم أيمن، وكانت جاءت تسقي الجرحى، فضحك منها فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد سهما فوقع السهم في نحر حبان فوقع مستلقيا وبدت عورته، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «استعاذ لها سعد».
وقال أبو العباس السراج في «تاريخه»: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا أبو النضر، عن مبارك بن سعيد، عن عبد الله بن بريدة عمن حدثه عن جرير أنه مر بعمر، فسأله عن سعد بن أبي وقاص، فقال: تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة، هو لهم كالأم البرة، يجمع لهم كما تجمع الذرة، أشد الناس عن الباس، وأحب قريش إلى الناس.
وقال الزبير: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، قال: كان سعد في جيش عبيدة بن الحارث حين بعثه رسول الله إلى رابغ يلقى عير قريش فتراموا بالنبل، وكان سعد أول من رمى بسهم في سبيل الله، قال: فحدثني محمد بن بجاد بن موسى، عن سعد، قال: قال سعد في ذلك:

قال: وزاد فيها:
وأخرجه يونس بن بكير في «زياداته» عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري بنحوه، وفيه الأبيات الثلاثة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 61

سعد بن أبي وقاص هو سعد بن مالك. مضى.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 74

أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 10

سعد بن أبي وقاص أحد العشرة رضي الله عنهم سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب، ويقال: وهيب، ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة، هو أبو إسحاق القرشي الزهري، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى، وأحد متقدمي الإسلام. شهد بدرا والمشاهد بعدها، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله، أسر يوم بدر أسيرين وثبت يوم أحد، وكان من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مستجاب الدعوة، ويقال له فارس الإسلام، وكان مقدم الجيوش في فتح العراق، وهاجر إلى المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، عن الزهري قال: قتل سعد يوم أحد بسهم رمى به فرموا به فأخذه سعد الثانية فقتل فرموا به فرمى به سعد الثالثة فقتل، فعجب الناس من فعله. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه ابن عمر وابن عباس وجابر بن سمرة وعائشة أم المؤمنين وبنوه عامر ومصعب ومحمد وإبراهيم وعمر وعائشة بنو سعد وغيرهم، وروى له الجماعة. وتوفي سنة خمس وخمسين على الأصح. وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس. وشهد غزوة أسامة إلى أرض البلقاء، وروى خطبة عمر بالجابية. قال الحافظ ابن عساكر: وأظنه لم يشهدها، وشهد أذرح يوم الحكمين، ووفد على معاوية، وكان عمر قد ولاه قتال فارس، ففتح مدائن كسرى، وهو صاحب وقعة القادسية، وكوف الكوفة ونفى الأعاجم وولي الكوفة لعمر وعثمان، واعتزل اختلاف الناس بعد قتل عثمان وأمر أهله أن لا يخبروه من أخبار الناس شيئا حتى تجتمع الأمة على إمام. وعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه بمكة وقال له: لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون، فكان كما قال صلى الله عليه وسلم: انتفع به المسلمون وضر به المشركون. قال الزبير بن بكار: وذكر بعض أهل العلم أن ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص جاءه فقال: ههنا مائة ألف سيف يرون أنك أحق الناس بهذا الأمر! فقال: أريد من مائة ألف سيف سيفا واحدا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا وإذا ضربت به الكافر قطع! فانصرف من عنده إلى علي. فكان من أصحابه. وكان معه يوم الفتح إحدى رايات المهاجرين الثلاث، وقال موسى بن طلحة: كان علي والزبير وطلحة وسعد عذار عام واحد، أي: أسنانهم متقاربة في عام واحد.
قال سعد: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة، وقال: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في وجهي شعرة، ولقد شهدت بدرا وما في وجهي إلا شعرة واحدة، ولقد مكث سبعة أيام وإني لثلث الإسلام، وفي رواية: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه. وقال: رأيت في المنام قبل أن أسلم بثلاث كأني في ظلمة لا أبصر شيئا إذا أضاء لي قمر فاتبعته فكأني أنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة وأبي بكر، وكأني أسألهم: متى انتهيتم إلى ههنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام مستخفيا فلقيته في شعب أجياد فأسلمت، فما تقدمني أحد إلا هم، وقال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد قبلي، ولقد رأيته وإنه ليقول لي: ارم يا سعد فداك أبي وأمي، وإني لأول المسلمين رمى المشركين بسهم، قال سعد: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} نزلت في ستة أنا وابن مسعود منهم.
وكان المشركون قالوا له: أتدني هؤلاء؟! رواه مسلم. وقال: نزلت في أربع آيات: الأنفال {وصاحبهما في الدنيا معروفا} والوصية والخمر. وقال: اشتكيت بمكة فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فذكر الحديث في الوصية، قال: ووضع يده على جبهتي فمسح وجهي وصدري وبطني وقال: اللهم اشف سعدا وأتم له هجرته، فما زلت يخيل إلي بأني أجد برد يده على كبدي حتى الساعة.
وقال ابن عبد البر: قدم جرير يعني ابن عبد الله البجلي على عمر بن الخطاب من عند سعد بن أبي وقاص، فقال له: كيف تركت سعدا في ولايته؟ فقال له: تركته أكرم الناس مقدرة وأحسنهم معذرة وهو لهم كالأم البرة يجمع لهم كما تجمع الذرة مع أنه ميمون الأثر مرزوق الظفر أشد الناس عند البأس وأحب قريش إلى الناس. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم، استجب لسعد إذا دعاك! فكان من دعائه أن دعا على الكاذب من أهل الكوفة بقوله إنه كان لا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية ولا يسير بالسرية، فقال سعد: اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره وأطل عمره وعرضه للفتن! قال عبد الملك بن عمير: فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك، فإذا سئل: كيف أنت؟ يقول: كبير مفتون أصابتني دعوة سعد. وفي رواية قال: فما مات حتى عمي، وكان يلتمس الجدارات وافتقر حتى سأل الناس، وأدرك فتنة المختار بن أبي عبيد فقتل فيها.
ومن ذلك أن سعدا أصابه في حرب القادسية جراح فلم يشهد يوم فتحها، فقال رجل من بجيلة:

فقال سعد: اللهم! اكفنا يده ولسانه! فجاءه سهم غرب فأصابه فخرس ويبست يده جميعا. ومن ذلك دعاؤه على الذي سمعه يسب عليا وطلحة والزبير، فنهاه فلم ينته وقال: يتهددني كما يتهددني نبي. فقال سعد: اللهم! إن كنت تعلم أن هذا الرجل سب أقواما قد سلف لهم منك سابقة أسخطك سبه إياهم. فأره اليوم آية تكون آية للعالمين، فخرجت ناقة نادة فخبطته حتى مات. ومن ذلك دعاؤه على امرأة كانت تطلع عليه فنهاها فلم تنته، فقال: شاه وجهك فعاد وجهها في قفاها. وعن سعيد بن المسيب قال: خرجت جارية لسعد وعليها قميص جديد فكشفتها الريح فشد عليها عمر بالدرة وجاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرة فذهب سعد يدعو على عمر فناوله الدرة وقال: اقتص! فعفا عن عمر. قال الزبير: كان سعد قد اعتزل آخر عمره في قصر بناه بطرف حمراء الأسد واتخذها أرضا، ومات بها وحمل إلى المدينة فدفن بها.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

سعد بن أبي وقاص: "ع"

واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي.

الأمير أبو إسحاق القرشي الزهري المكي أحد العشرة وأحد السابقين الأولين وأحد من شهد بدرا والحديبية وأحد الستة أهل الشورى.

روى جملة صالحة من الحديث، وله في "الصحيحين" خمسة عشر حديثا وانفرد له البخاري بخمسة أحاديث ومسلم بثمانية عشر حديثا.

حدث عنه بن عمر وعائشة وابن عباس والسائب بن يزيد وبنوه عامر وعمر ومحمد ومصعب وإبراهيم وعائشة وقيس بن أبي حازم وسعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وعمر بن ميمون والأحنف بن قيس وعلقمة بن قيس وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ومجاهد وشريح بن عبيد الحمصي وأيمن المكي وبشر بن سعيد وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو صالح ذكوان وعروة بن الزبير، وخلق سواهم.

أخبرنا محمد بن عبد السلام بن المطهر التميمي، أنبأنا عبد المعز بن محمد في كتابه، أنبأنا تميم بن أبي سعيد، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن أبي عون سمعت جابر بن سمرة قال: قال عمر لسعد: قد شكوك في كل شيء حتى في الصلاة قال أما أنا فإني أمد في الأولين وأحذف في الأخريين وما آلوا ما اقتديت به من صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذاك الظن بك أو كذاك الظن بك.

أبو عون الثقفي: هو محمد بن عبيد الله متفق عليه.

وبه إلى أبي يعلى، حدثنا زهير، حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد، حدثني والدي، عن أبيه قال مررت بعثمان في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام فأتيت عمر فقلت يا أمير المؤمنين! هل حدث في الإسلام شيء؟ قال وما ذاك؟ قلت إني مررت بعثمان آنفا فسلمت فلم يرد علي فأرسل عمر إلى عثمان فأتاه فقال ما يمنعك أن تكون رددت على أخيك السلام؟ قال ما فعلت قلت بلى حتى حلف وحلفت ثم إنه ذكر فقال بلى فأستغفر الله وأتوب إليه إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا والله ما ذكرتها قط إلا يغشى بصري وقلبي غشاوة فقال سعد فأنا أنبئك بها إن رسول الله ذكر لنا أول دعوة ثم جاءه أعرابي فشغله ثم قام رسول الله فاتبعته فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض فالتفت إلي فالتفت فقال: "أبو إسحاق"؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: "فمه"؟ قلت: لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فقال: "نعم دعوة ذي النون: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، فإنها لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".

أخرجه الترمذي من طريق الفريابي، عن يونس.

بن وهب، حدثني أسامة بن زيد الليثي، حدثني بن شهاب أن عبد الرحمن بن المسور قال خرجت مع أبي وسعد وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث عام أذرح فوقع الوجع بالشام فأقمنا بسرغ خمسين ليلة ودخل علينا رمضان فصام المسور وعبد الرحمن وأفطر سعد وأبى أن يصوم فقلت له يا أبا إسحاق! أنت صاحب رسول الله صلى الله عيه وسلم وشهدت بدرا وأنت تفطر وهما صائمان؟ قال: أنا أفقه منهما.

بن جريح، حدثني زكريا بن عمرو أن سعد بن أبي وقاص وفد على معاوية فأقام عنده شهرا يقصر الصلاة وجاء شهر رمضان فأفطره منقطع.

شعبة وغيره، عن حبيب بن أبي ثابت سمعت عبد الرحمن بن المسور قال كنا في قرية من قرى الشام يقال لها عمان ويصلي سعد ركعتين فسألناه فقال أنا نحن أعلم.

بن عيينة، عن عمرو قال شهد سعد وابن عمر الحكمين.

بن عيينة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد قلت يا رسول الله من أنا؟ قال سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة من قال غير هذا فعليه لعنة الله.

قال ابن سعد وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

قال ابن مندة أسلم سعد بن سبع عشرة سنة وكان قصيرا دحداحا شثن الأصابع غليظا ذا هامة توفي بالعقيق في قصره على سبعة أميال من المدينة وحمل إليها سنة خمس وخمسين.

الواقدي، عن بكير بن مسمار، عن عائشة بنت سعد قالت كان أبي رجلا قصيرا دحداحا غليظا ذا هامة شثن الأصابع أشعر يخضب بالسواد.

وعن إسماعيل بن محمد بن سعد قال كان سعد جعد الشعر أشعر الجسد آدم أفطس طويلا.

يعقوب بن محمد الزهري، أنبأنا إسحاق بن جعفر وعبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن جعفر بن المسور، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال رد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمير بن أبي وقاص، عن بدر استصغره فبكى عمير فأجازه فعقدت عليه حمالة سيفه ولقد شهدت بدرا وما في وجهي شعرة واحدة أمسحها بيدي.

جماعة، عن هاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيب سمعت سعدا يقول ما أسلم أحدا في اليوم الذي أسلمت ولقد مكثت سبع ليال وإني لثلث الإسلام.

وقال يوسف بن الماجشون سمعت عائشة بنت سعد تقول مكث أبي يوما إلى الليل وإنه لثلث الإسلام.

إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال قال سعد بن مالك ما جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبويه لأحد قبلي ولقد رأيته ليقول لي يا سعد ارم فذاك أبي وأمي! وإني لأول المسلمين رمى المشركين بسهم ولقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سابع سبعة ما لنا طعام إلا ورق السمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام لقد خبت إذن وضل سعيي.

متفق عليه رواه جماعة، عن إسماعيل.

وروى المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد وإنه من أحوال النبي -صلى الله عليه وسلم.

حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع له أبويه قال كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال رسول الله: "ارم فداك أبي وأمي" فنزعت بسهم ليس فيه نصل فأصبت جبهته فوقع وانكشفت عورته فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه.

عبد الله بن مصعب: حدثنا موسى بن عقبة، عن بن شهاب قال قتل سعد يوم أحد بسهم رمي به فقتل فرد عليهم فرموا به فأخذه سعد فرمى به الثانية فقتل فرد عليهم فرمى به الثالثة فقتل فعجب الناس مما فعل. إسناده منقطع.

ابن إسحاق: حدثني صالح بن كيسان، عن بعض آل سعد، عن سعد أنه رمى يوم أحد قال: فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يناولني النبل ويقول: "ارم فداك أبي وأمي" حتى إنه ليناولني السهم ما له من نصل فأرمي به.

قال ابن المسيب: كان جيد الرمي سمعته يقول: جمع لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبويه يوم أحد.

أخرجه البخاري، وقد ساقه الحافظ ابن عساكر من بضعة عشر وجها. وساق حديث ابن أبي خالد، عن قيس من سبعة عشر طريقا بألفاظها وبمثل هذا كبر تاريخه وساق حديث عبد الله بن شداد، عن علي ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع أبويه لأحد غير سعد من ستة عشر وجها رواه: مسعر، وشعبة، وسفيان، عن سعد بن إبراهيم عنه.

ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن بن المسيب قال: قال علي: ما سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع أبويه لأحد غير سعد. تفرد به بن عيينة.

وقد رواه: شعبة وزائدة وغيرهما، عن يحيى بن سعيد، عن سعد وهو أصح.

ابن زنجويه: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن عائشة بنت سعد سمعتها تقول أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله يوم أحد بالأبوين.

الأعمش، عن إبراهيم قال عبد الله بن مسعود لقد رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس في الرجال رواه بعضهم، عن الأعمش فقال، عن إبراهيم، عن علقمة.

يونس بن بكير، عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن الزهري قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية فيها سعد بن أبي وقاص إلى جانب من الحجاز يدعى: رابغ، وهو من جانب الجحفة، فانكفأ المشركون على المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه، فكان هذا أول قتال في الإسلام فقال سعد:

وفي البخاري لمروان بن معاوية: أخبرني هاشم بن هاشم سمعت سعيد بن المسيب سمعت سعدا يقول نثل لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنانته يوم أحد وقال: "ارم! فداك أبي وأمي".

أنبأنا به أحمد بن سلامة، عن بن كليب، أنبأنا بن بيان، أنبأنا بن مخلد، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا مروان فذكره.

القعنبي، وخالد بن مخلد قالا: حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عائشة قالت أرق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فقال: "ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة" قالت: فسمعنا صوت السلاح فقال رسول الله من هذا؟ قال سعد بن أبي وقاص أنا يا رسول الله جئت أحرسك فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى سمعت غطيطه.

أبو بكر الحنفي عبد الكبير: حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد أن أباه سعدا كان في غنم له فجاء ابنه عمر فلما رآه قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب فلما انتهى إليه قال يا أبة أرضيت أن تكون أعرابيا في غنمك والناس يتنازعون في الملك بالمدينة فضرب

صدر عمر وقال: اسكت فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله -عز وجل- يحب العبد التقي، الغني، الخفي".

روح والأنصاري واللفظ له، أنبأنا ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود، عن عامر بن سعد قال: قال سعد: لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك يوم الخندق حتى بدت نواجذه كان رجل معه ترس وكان سعد راميا فجعل يقول كذا يحوي بالترس ويغطي جبهته فنزع له سعد بسهم فلما رفع رأسه رماه فلم يخط هذه منه يعني جبهته فانقلب وأشال برجله فضحك رسول الله من فعله حتى بدت نواجذه.

يحيى القطان وجماعة، عن صدقة بن المثنى، حدثني جدي رياح بن الحارث أن المغيرة كان في المسجد الأكبر، وعنده أهل الكوفة، فجاء رجل من أهل الكوفة، فاستقبل المغيرة فسب وسب. فقال سعيد بن زيد: من يسب هذا يا مغيرة؟ قال يسب علي بن أبي طالب قال يا مغير بن شعيب يا مغير بن شعيب؟ إلا تسمع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسبون عندك ولا تنكر ولا تغير فأنا أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإني لم أكن أروي عنه كذبا إنه قال: "أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن في الجنة وسعد بن مالك في الجنة" وتاسع المؤمنين في الجنة ولو شئت أن أسميه لسميته فضج أهل المسجد يناشدونه يا صاحب رسول الله من التاسع؟ قال ناشدتموني بالله والله عظيم أنا هو والعاشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والله لمشهد شهده رجل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل من عمل أحدكم ولو عمر ما عمر نوح.

أخرجه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، من طريق صدقة.

شعبة، عن الحر: سمعت رجلا يقال له عبد الرحمن بن الأخنس قال: خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي فقام سعيد بن زيد فقال: ما تريد إلى هذا؟ أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "عشرة في الجنة رسول الله في الجنة وأبو بكر في الجنة.... " الحديث.

الحر: هو ابن الصياح.

عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله، حدثنا الحر بنحوه.

بن أبي فديك: حدثنا موسى بن يعقوب، عن عمر بن سعيد بن سريج أن عبد الرحمن بن حميد حدثه، عن أبيه حميد بن عبد الرحمن، حدثني سعيد بن زيد في نفر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة.... " وسمى فيهم أبا عبيدة.

ابن عيينة، عن سعير بن الخمس، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال رسول الله: "عشرة من قريش في الجنة: أبو بكر...." ثم سمى العشرة.

أخبرنا ابن أبي عمر وجماعة إذنا قالوا، أنبأنا حنبل، أنبأنا هبة الله، أنبأنا ابن المذهب، حدثنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم قال: خطب المغيرة فنال من علي فخرج سعيد بن زيد فقال: إلا تعجب من هذا يسب عليا أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا كنا على حراء أو أحد فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اثبت حراء أو أحد! فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد" فسمى النبي وأبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير وسعدا وعبد الرحمن وسمى سعيدا نفسه رضوان الله عليهم وله طرق.

ومنها: عاصم بن علي، حدثنا محمد بن طلحة، عن أبيه، عن هلال بن يساف، عن سعيد نفسه وقال: "اسكن حراء".

أخبرنا ابن أبي الخير، أنبأنا عبد الغني الحافظ في كتابه إلينا، أنبأنا المبارك بن المبارك السمسار، أنبأنا النعالي، أنبأنا أبو القاسم بن المنذر، أنبأنا إسماعيل الصفار، حدثنا الدقيقي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، عن يزيد بن الهاد، عن أبي بكر بن حزم قال: جاءت أروى بنت أويس إلى محمد بن عمرو بن حزم فقالت: إن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قد بنى ضفيرة في حقي فائته فكلمه فوالله لئن لم يفعل لأصيحن به في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لها لا تؤذي صاحب رسول الله! ما كان ليظلمك ما كان ليأخذ لك حقا. فخرجت فجاءت عمارة بن عمرو وعبد الله بن سلمة فقالت لهما ائتيا سعيد بن زيد فإنه قد ظلمني وبنى ضفيرة في حقي فوالله لئن لم ينزع لأصيحن به في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرجا حتى أتياه في أرضه بالعقيق فقال لهما ما أتى بكما؟ قالا جاء بنا أروى زعمت أنك بنيت ضفيرة في حقها وحلفت بالله لئن لم تنزع لتصيحن بك في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحببنا أن نأتيك ونذكرك بذلك. فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أخذ شبرا من الأرض بغير حق طوقه يوم القيامة من سبع أرضين" لتأتين فلتأخذ ما كان لها من حق اللهم إن كانت كذبت علي فلا تمتها حتى تعمي بصرها وتجعل منيتها فيها. ارجعوا فأخبروها بذلك فجاءت فهدمت الضفيرة وبنت بيتا فلم تمكث إلا قليلا حتى عميت وكانت تقوم من الليل ومعها جارية تقودها فقامت ليلة ولم توقظ الجارية فسقطت في البئر فماتت.

هذا يؤخر إلى ترجمة سعيد بن زيد.

أحمد في مسنده، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن سعد قال: رأيت رجلين، عن يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويساره يوم أحد عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد.

الثوري: عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود قال: اشتركت أنا وسعد وعمار يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمة فجاء سعد بأسيرين ولم أجئ أنا وعمار بشيء.

شريك: عن أبي إسحاق قال أشد الصحابة أربعة عمر وعلي والزبير وسعد.

أبو يعلى في "مسنده": حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الله بن قيس الرقاشي، حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال كنا جلوسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة" فطلع سعد بن أبي وقاص.

رشدين بن سعد، عن الحجاج بن شداد، عن أبي صالح الغفاري، عن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة" فدخل سعد بن أبي وقاص.

ابن وهب: أخبرني حيوة، أخبرنا عقيل، عن ابن شهاب، حدثني من لا أتهم، عن أنس قال بينا نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فاطلع سعد.

الثوري، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد {ولا تطرد الذين يدعون ربهم}، قال نزلت في ستة: أنا وابن مسعود منهم.

مسلمة بن علقمة: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي عثمان أن سعدا قال نزلت هذه الآية في {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}، قال كنت برا بأمي فلما أسلمت قالت: يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال: يا قاتل أمه قلت: لا تفعلي يا أمه إني لا أدع ديني هذا لشيء. فمكثت يوما لا تأكل ولا تشرب وليلة، وأصبحت وقد جهدت فلما رأيت ذلك قلت يا أمه! تعلمين -والله- لو كان لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني إن شئت فكلي أو لا تأكلي.

فلما رأت ذلك أكلت.

رواه أبو يعلى في مسنده.

مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل سعد بن مالك فقال رسول الله: "هذا خالي فليرني امرؤ خاله".

قلت لأن أم النبي -صلى الله عليه وسلم- زهرية وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ابنة عم أبي وقاص.

يحيى القطان، عن الجعد بن أوس حدثتني عائشة بنت سعد قالت: قال سعد: اشتكيت بمكة فدخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعودني فمسح وجهي وصدري وبطني وقال: "اللهم اشف سعدا" فما زلت يخيل إلي أني أجد برد يده -صلى الله عليه وسلم- على كبدي حتى الساعة.

أخرجه البخاري والنسائي.

أحمد في "مسنده"، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا معان بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرنا ورققنا فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء فقال: يا ليتني مت فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا سعد أتتمنى الموت عندي"؟ فردد ذلك ثلاث مرات ثم قال: "يا سعد! إن كنت خلقت للجنة فما طال عمرك أو حسن من عملك فهو خير لك".

محمد بن الوليد البسري: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، عن قيس أخبرني سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك".

رواه جعفر بن عون، عن إسماعيل، عن قيس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله.

عبد الرحمن بن مغراء، عن سعيد بن المرزبان، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم أحد: "اللهم استجب لسعد" ثلاث مرات.

ابن وهب: حدثني أبو صخر، عن يزيد بن قسيط، عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد إلا تأتي ندعو الله تعالى فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال يا رب! إذا لقينا العدو غدا، فلقني رجلا شديدا بأسه، شديدا

حرده، أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمن عبد الله. ثم قال: اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده، فأقاتله ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدا قلت لي: يا عبد الله! فبم جدع أنفك وأذناك؟ فأقول: فيك وفي رسولك. فتقول: صدقت.

قال سعد: كانت دعوته خيرا من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط.

أبو عوانة، وجماعة: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر، فقالوا: إنه لا يحسن أن يصلي. فقال سعد: أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلاتي العشي، لا أخرم منها، أركد في الأوليين، وأحذف في الأخريين. فقال عمر: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق. فبعث رجالا يسألون عنه بالكوفة، فكانوا لا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة إلا قالوا خيرا، حتى أتوا مسجدا لبني عيسى، فقال رجل يقال له: أبو سعدة: أما إذ نشدتمونا بالله، فإنه كان لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوبة، ولا يسير بالسرية. فقال سعد: اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك، فإذا سئل كيف أنت؟ يقول: كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. متفق عليه.

محمد بن جحادة: حدثنا الزبير بن عدي، عن مصعب بن سعد: أن سعدا خطبهم بالكوفة، فقال: يا أهل الكوفة! أي أمير كنت لكم؟ فقام رجل، فقال: اللهم إن كنت ما علمتك لا تعدل في الرعية، ولا تقسم بالسوية، ولا تغزو في السرية، فقال سعد: "اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره"، وعجل فقره، وأطل عمره، وعرضه للفتن.

قال: فما مات حتى عمي، فكان يلتمس الجدرات، وافتقر حتى سأل، وأدرك فتنة المختار، فقتل فيها.

عمروبن مرزوق: حدثنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيب، قال: خرجت جارية لسعد، عليها قميص جديد، فكشفتها الريح، فشد عمر عليها بالدرة، وجاء

سعد ليمنعه، فتناوله بالدرة، فذهب سعد يدعو على عمر، فناوله الدرة، وقال: اقتص. فعفا عن عمر.

أسد بن موسى: حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا إسماعيل، عن قيس، قال: كان لابن مسعود على سعد مال، قال له ابن مسعود: أد المال. قال: ويحك ما لي ولك؟ قال: أد المال الذي قبلك. فقال سعد: والله إني لأراك لاق مني شرا، هل أنت إلا ابن مسعود، وعبد بني هذيل. قال: أجل والله! وإنك لابن حمة. فقال لهما هاشم بن عتبة: إنكما صاحبا رسول اله صلى الله عليه وسلم ينظر إليكما الناس. فطرح سعد عودا كان في يده، ثم رفع يده، فقال: اللهم رب السماوات! فقال له عبد الله: قل قولا ولا تعلن. فسكت، ثم قال سعد: أما والله لولا اتقاء الله لدعوت عليك دعوة لا تخطئك.

رواه ابن المديني، عن سفيان، عن إسماعيل، وكان قد أقرضه شيئا من بيت المال.

ومن مناقب سعد أن فتح العراق كان على يد سعد، وهو كان مقدم الجيوش يوم وقعة القادسية، ونصر الله دينه. ونزل سعد بالمدائن، ثم كان أمير الناس يوم جلولاء، فكان النصر على يده، واستأصل الله الأكاسرة.

فروى زياد البكائي، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، قال: قال ابن عم لنا يوم القادسية:

فلما بلغ سعدا قال اللهم اقطع عني لسانه ويده فجاءت نشابة أصابت فاه فخرس ثم قطعت يده في القتال وكان في جسد سعد قروح فأخبر الناس بعذره، عن شهود القتال.

وروى نحوه سيف بن عمر، عن عبد الملك.

هشيم، عن أبي مسلم، عن مصعب بن سعد أن رجلا نال من علي فنهاه سعد فلم ينته فدعا عليه فما برح حتى جاء بعير ناد فخبطه حتى مات.

ولهذه الواقعة طرق جمة، رواها ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة". وروى نحوها الزبير بن بكار، عن إبراهيم بن حمزة، عن أبي أسامة، عن ابن عون، عن محمد بن محمد الزهري، عن عامر بن سعد وحدث بها أبو كريب، عن أبي أسامة ورواها ابن حميد، عن ابن المبارك، عن ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود.

وقرأتها على عمر بن القواس، عن الكندي، أنبأنا أبو بكر القاضي، أنبأنا أبو إسحاق البرمكي حضورا، أنبأنا ابن ماسي، أنبأنا أبو مسلم، حدثنا الأنصاري، حدثنا بن عون وحدث بها ابن علية، عن محمد بن محمد.

ورواها ابن جدعان، عن ابن المسيب: أن رجلا كان يقع في علي وطلحة والزبير فجعل سعد ينهاه ويقول لا تقع في إخواني فأبى فقام سعد وصلى ركعتين ودعا فجاء بختي يشق الناس فأخذه بالبلاط فوضعه بين كركرته والبلاط حتى سحقه فأنا رأيت الناس يتبعون سعدا يقولون هنيئا لك يا أبا إسحاق! استجيبت دعوتك.

قلت: في هذا كرامة مشتركة بين الداعي والذين نيل منهم.

جرير الضبي، عن مغيرة، عن أمه قالت زرنا آل سعد فرأينا جارية كأن طولها شبر قلت من هذه؟ قالوا ما تعرفينها؟ هذه بنت سعد غمست يدها في طهوره فقال قطع الله قرنك فما شبت بعد.

وروى عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف أن امرأة كانت تطلع على سعد فينهاها فلم تنته فاطلعت يوما وهو يتوضأ فقال شاه وجهك فعاد وجهها في قفاها.

مينا: متروك.

حاتم بن إسماعيل:، حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن جده قال دعا سعد بن أبي وقاص فقال يا رب! بني صغار فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة.

قال خليفة بن خياط: وفي سنة خمس عشرة وقعة القادسية وعلى المسلمين سعد وفي سنة إحدى وعشرين شكا أهل الكوفة سعدا أميرهم إلى عمر، فعزله.

وقال الليث بن سعد: كان فتح جلولاء سنة تسع عشرة افتتحها سعد بن أبي وقاص.

قلت: قتل المجوس يوم جلولاء قتلا ذريعا فيقال بلغت الغنيمة ثلاثين ألف ألف درهم.

وعن أبي وائل، قال: سميت جلولاء فتح الفتوح.

قال الزهري: لما استخلف عثمان عزل، عن الكوفة المغيرة وأمر عليها سعدا.

وروى: حصين، عن عمرو بن ميمون، عن عمر أنه لما أصيب جعل الأمر شورى في الستة وقال من استخلفوه فهو الخليفة بعدي وإن أصابت سعدا وإلا فليستعن به الخليفة بعدي فإنني لم أنزعه يعني، عن الكوفة من ضعف ولا خيانة.

ابن علية: حدثنا أيوب، عن محمد قال: نبئت أن سعدا قال ما أزعم أني بقميصي هذا أحق مني بالخلافة جاهدت وأنا أعرف بالجهاد ولا أبخع نفسي إن كان رجلا خيرا مني لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان فيقول هذا مؤمن وهذا كافر.

وتابعه معمر، عن أيوب.

أخبرنا أبو الغنائم القيسي وجماعة كتابة قالوا، أنبأنا حنبل، أنبأنا هبة الله، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا كثير بن زيد، عن المطلب، عن عمر بن سعد، عن أبيه أنه جاءه ابنه عامر فقال: أي بني! أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا؟ لا والله حتى أعطى سيفا إن ضربت به مسلما نبا عنه وإن ضربت كافرا قتله سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله يحب الغني الخفي التقي".

الزبير: حدثنا محمد بن الضحاك الحزامي، عن أبيه قال قام علي على منبر الكوفة فقال حين اختلف الحكمان لقد كنت نهيتكم، عن هذه الحكومة فعصيتموني فقام إليه فتى آدم فقال: إنك والله ما نهيتنا بل أمرتنا وذمرتنا، فلما كان منها ما تكره برأت نفسك ونحلتنا ذنبك فقال علي -رضي الله عنه- ما أنت وهذا الكلام قبحك الله! والله لقد كانت الجماعة فكنت فيها خاملا فلما ظهرت الفتنة نجمت فيها نجوم قرن الماعز ثم التفت إلى الناس فقال: لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر والله لئن كان ذنبا إنه لصغير مغفور ولئن كان حسنا إنه لعظيم مشكور.

أبو نعيم: حدثنا أبو أحمد الحاكم، حدثنا ابن خزيمة، حدثنا عمران بن موسى، حدثنا عبد الوارث، حدثنا محمد بن جحادة، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن حسين بن خارجة الأشجعي قال: لما قتل عثمان أشكلت علي الفتنة فقلت: "اللهم أرني من الحق

أمرا أتمسك به. فرأيت في النوم الدنيا والآخرة بينهما حائط فهبطت الحائط فإذا بنفر فقالوا نحن الملائكة قلت فأين الشهداء؟ قالوا اصعد الدرجات فصعدت درجة ثم أخرى فإذا محمد وإبراهيم صلى الله عليهما وإذا محمد يقول لإبراهيم: استغفر لأمتي قال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم اهراقوا دماءهم وقتلوا إمامهم إلا فعلوا كما فعل خليلي سعد؟

قال: قلت: لقد رأيت رؤيا فأتيت سعدا فقصصتها عليه فما أكثر فرحا وقال: قد خاب من لم يكن إبراهيم عليه السلام خليله قلت: مع أي الطائفتين أنت؟ قال: ما أنا مع واحد منهما قلت: فما تأمرني؟ قال: هل لك من غنم؟ قلت: لا قال: فاشتر غنما فكن فيها حتى تنجلي.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو محمد بن قدامة، أنبأنا هبة الله بن الحسن، أنبأنا عبد الله بن علي الدقاق، أخبرنا علي بن محمد، أنبأنا محمد بن عمرو، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: "مرضت عام الفتح مرضا أشفيت منه فأتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعودني فقلت يا رسول الله! إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنة أفأوصي بمالي كله؟ قال: "لا" قلت: فالشطر قال: "لا" قلت: فالثلث قال: "والثلث كثير إنك أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس لعلك تؤخر على جميع أصحابك وإنك لن تنفق نفقة تريد بها وجه الله إلا أجرت فيها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك" قلت: يا رسول الله إني أرهب أن أموت بأرض هاجرت منها قال: "لعلك أن تبقى حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة" يرثي له أنه مات بمكة.

متفق عليه من طرق، عن الزهري.

وعن علي بن زيد، عن الحسن قال لما كان الهيج في الناس جعل رجل يسأل، عن أفاضل الصحابة فكان لا يسأل أحدا إلا دله على سعد بن مالك.

وروى: عمر بن الحكم، عن عوانة قال دخل سعد على معاوية فلم يسلم عليه بالإمرة فقال معاوية لو شئت أن تقول غيرها لقلت قال فنحن المؤمنون ولم نؤمرك فإنك معجب بما أنت فيه والله ما يسرني أني على الذي أنت عليه وأني هرقت محجمة دم.

قلت: اعتزل سعد الفتنة فلا حضر الجمل ولا صفين ولا التحكيم ولقد كان أهلا للإمامة كبير الشأن -رضي الله عنه.

روى نعيم بن حماد، حدثنا ابن إدريس، عن هشام، عن ابن سيرين: أن سعد بن أبي وقاص طاف على تسع جوار في ليلة، ثم استيقظت العاشرة لما أيقظها، فنام هو، فاستحيت أن توقظه.

حماد بن سلمة، عن سماك، عن مصعب بن سعد أنه قال: كان رأس أبي في حجري وهو يقضي فبكيت فرفع رأسه إلي فقال: أي بني ما يبكيك؟ قلت: لمكانك وما أرى بك قال: لا تبك فإن الله لا يعذبني أبدا وإني من أهل الجنة.

قلت: صدق والله فهنيئا له.

الليث: عن عقيل، عن الزهري: أن سعد بن أبي وقاص لما احتضر، دعا بخلق جبة صوف فقال: كفنوني فيها فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر وإنما خبأتها لهذا اليوم.

ابن سعد: أنبأنا محمد بن عمر، حدثنا فروة بن زييد، عن عائشة بنت سعد قالت: أرسل أبي إلى مروان بزكاته خمسة آلاف، وترك يوم مات مائتي ألف وخمسين ألفا.

قال الزبير بن بكار: كان سعد قد اعتزل في آخر عمره في قصر بناه بطرف حمراء الأسد.

وعن أم سلمة أنها قالت: لما مات سعد، وجيء بسريره فأدخل عليها جعلت تبكي وتقول: بقية أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

النعمان بن راشد: عن الزهري، عن عامر بن سعد قال: كان سعد آخر المهاجرين وفاة.

قال المدائني وأبو عبيدة وجماعة: توفي سنة خمس وخمسين.

وروى نوح بن يزيد، عن إبراهيم بن سعد: أن سعدا مات وهو ابن اثنتين وثمانين سنة في سنة ست وخمسين وقيل: سنة سبع.

قال أبو نعيم الملائي: سنة ثمان وخمسين وتبعه قعنب بن المحرز والأول هو الصحيح.

وقع له في "مسند بقي بن مخلد": مئتان وسبعون حديثا فمن ذاك في الصحيح ثمانية وثلاثون حديثا.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 66

سعد بن أبي وقاص قال أبو نعيم رحمه الله: وأما سعد بن أبي وقاص فقديم السبق، بدء أمره مقاساة للشدة، واحتمال الضيقة، وهو مع الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة هون عليه تحمل الأثقال، ومفارقة العشيرة والمال، لما باشر قلبه من حلاوة الإقبال، ونصر على الأعداء بالمقاتلة والنضال، وخص بالإجابة في المسألة والابتهال، ثم ابتلي في حالة الإمارة والسياسة، وامتحن بالحجابة والحراسة، ففتح الله على يديه السواد والبلدان، ومنح عدة من الإناث والذكران، ثم رغب عن العمالة والولاية، وآثر العزلة والرعاية، وتلافى ما بقي من عمره بالعناية، فهو قدوة من ابتلي في حاله بالتلوين، وحجة من تحصن بالوحدة والعزلة من التفتين، إلى أن تتضح له الشبهة بالحجج والبراهين’’
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى، ثنا يحيى بن أبي زائدة، حدثني هاشم بن هاشم، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: قال سعد: «ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت سعدا، يقول: «لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى يضع أحدنا كما تضع الشاة»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، قال: «رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن فيه لاختصينا»
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا إبراهيم بن يحيى بن هانئ، وثنا محمد بن محمد بن إسحاق، ثنا بكر بن أحمد بن مقبل، ثنا محمد بن يزيد الإسقاطي، ثنا إبراهيم بن يحيى بن هانئ، ثنا أبي، ثنا موسى بن عقبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم سدد رميته، وأجب دعوته» قال أبو نعيم: سقط عن رواية الترمذي، موسى بن عقبة
حدثنا محمد بن عاصم، ثنا الحسين بن أبي معشر، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني صالح بن كيسان، عن بعض، آل سعد، عن سعد قال: «كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدته، فلما أصابنا البلاء اعترفنا لذلك ومرنا عليه وصبرنا له، ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه بمكة خرجت من الليل أبول، وإذا أنا أسمع بقعقعة شيء تحت بولي، فإذا قطعة جلد بعير، فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها فوضعتها بين حجرين، ثم استففتها وشربت عليها من الماء، فقويت عليها ثلاثا»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا العباس بن الفضل، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا الحسن، قال: خطب عتبة بن غزوان - فكان أول أمير خطب على منبر البصرة -: ’’ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، غير أني التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، قال: فما بقي من الرهط السبعة إلا أمير على مصر من الأمصار’’
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا جرير، عن مغيرة الضبي، عن رجل، من بني عامر قال: ثنا مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأنا في فتنة السراء لأخوف عليكم مني في فتنة الضراء، إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وإن الدنيا حلوة خضرة»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: جاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وهو بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، ولم يكن له يومئذ إلا ابنة واحدة فقال: يا رسول الله أوصي بمالي كله، قال: «لا، الثلث، والثلث كثير، ولعل الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا بكر بن مسمار، عن عامر بن سعد، سمعه يخبر عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل يحب العبد التقي الخفي الغني»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عن عمر بن سعد، عن أبيه، أنه قال لي: يا بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا؟ لا والله حتى أعطى سيف إن ضربت به مؤمنا نبا عنه، وإن ضربت به كافرا قتله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يحب الغني الخفي التقي»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا عبد الله بن بشر، عن أيوب السختياني، قال: ’’اجتمع سعد بن أبي وقاص وابن مسعود وابن عمر وعمار بن ياسر، فذكروا الفتنة، فقال سعد: «أما أنا فأجلس، في بيتي، ولا أدخل فيها»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: قيل لسعد بن أبي وقاص: ألا تقاتل، فإنك من أهل الشورى، وأنت أحق بهذا الأمر من غيرك؟ فقال: لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان، يعرف المؤمن من الكافر، فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد’’
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا شعبة، أخبرني يحيى بن حصين، قال: سمعت طارقا يعني ابن شهاب، يقول: كان بين خالد وسعد كلام، فذهب رجل يقع في خالد عند سعد، فقال: «مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 92

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 92

سعد بن أبي وقاص وذكر سعد بن أبي وقاص في أهل الصفة مستدلا بقوله: فينا نزلت: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} [الأنعام: 52]، الآية، وقد تقدم ذكرنا له في السابقين المهاجرين، يكنى أبا إسحاق، توفي بالمدينة بالعقيق
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، وهشام، وحماد بن سلمة، كلهم عن عاصم ابن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال: «الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، حتى يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر ذلك - أو حسب ذلك - فما يبرح البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، سمعه يخبر عن أبيه، سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يحب العبد التقي الغني الحفي»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 368

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 368

سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف
ابن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، يكنى أبا إسحاق، كان سابع سبعة في الإسلام اسلم بعد ستة.
قال الواقدي: حدثني سلمة، عن عائشة بنت سعد، عن سعد، قال: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة. وروي عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلوات.
وشهد بدرا، والحديبية، وسائر المشاهد، وهو أحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.
وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وكان مجاب الدعوة مشهورا بذلك، تخاف دعوته وترجى، لا يشك في إجابتها عندهم، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: اللهم سدد سهمه، وأجب دعوته. وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وذلك في سرية عبيدة بن الحارث، وكان معه يومئذ المقداد بن عمرو، وعتبة بن غزوان.
ويروى أن سعدا قال في معنى أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل:

وجمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وللزبير أبويه، فقال لكل واحد منهما، فيما روى عنه صلى الله عليه وسلم: ارم، فداك أبي وأمي. ولم يقل ذلك لأحد غيرهما فيما يقولون، والله أعلم.
روى ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: اللهم أجب دعوته، وسدد رميته. وروى يحيى القطان قال: حدثنا مجالد، قال: حدثنا عامر، عن جابر بن عبد الله، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل سعد فقال: أنت خالي. وروى وكيع، عن إسماعيل بن قيس، قال: سمعت سعدا يقول: أنا أول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله في الغزو عند القتال.
وكان أحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازيه، وهو الذي كوف الكوفة ولقى الأعاجم، وتولى قتال فارس، أمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ذلك، ففتح الله على يده أكثر فارس، وله كان فتح القادسية وغيرها، وكان أميرا على الكوفة، فشكاه أهلها، ورموه بالباطل، فدعا على الذي واجهه بالكذب عليه دعوة ظهرت فيه إجابتها، والخبر بذلك مشهور تركت ذكره لشهرته.
وعزله عمر، وذلك في سنة إحدى وعشرين حين شكاه أهل الكوفة، وولى عمار بن ياسر الصلاة، وعبد الله بن مسعود بيت المال، وعثمان بن حنيف مساحة الأرض، ثم عزل عمارا، وأعاد سعدا على الكوفة ثانية، ثم عزله وولى جبير بن مطعم، ثم عزله قبل أن يخرج إليها، وولى المغيرة بن شعبة، فلم يزل عليها حتى قتل عمر رضي الله عنه، فأقره عثمان يسيرا ثم عزله، وولى سعدا، ثم عزله، وولى الوليد بن عقبة.
وقد قيل: إن عمر لما أراد أن يعيد سعدا على الكوفة أبى عليه وقال: أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن أن أصلي! فتركه. فلما طعن عمر جعله أحد أهل الشورى. وقال: إن وليها سعد فذاك وإلا فليستعن به الوالي، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.
ورامه ابنه عمر بن سعد أن يدعو لنفسه بعد قتل عثمان فأبى، وكذلك رامه أيضا ابن أخيه هاشم بن عتبة، فلما أبى عليه صار هاشم إلى علي رضي الله عنه.
وكان سعد ممن قعد ولزم بيته في الفتنة، وأمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام، فطمع فيه معاوية، وفي عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان ويقول لهم: إنهم لا يكفرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك، ويقول: إن قاتله وخاذله سواء، في نثر ونظم كتب به إليهم تركت ذكره، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك، وينكر مقالته، ويعرفه بأنه ليس بأهل لما يطلب، وكان في جواب سعد بن أبي وقاص له:
قال أبو عمر: سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بيعته، ونصرته والقيام معه، فقال: أولئك قوم خذلوا الحق، ولم ينصروا الباطل. ومات سعد بن أبي وقاص في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة، وحمل إلى المدينة على أعناق الرجال، ودفن بالبقيع، وصلى عليه مروان ابن الحكم.
واختلف في وقت وفاته، فقال الواقدي: توفي سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة. وقال أبو نعيم: مات سعد بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين.
وقال الزبير، والحسن بن عثمان، وعمرو بن علي الفلاس: توفي سعد بن أبي وقاص سنة أربع وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة. وقال الفلاس: وهو ابن أربع وسبعين سنة. وذكر أبو زرعة، عن أحمد بن حنبل قال: توفي سعد بن أبي وقاص، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة في إمارة معاوية بعد حجته الأخرى.
واختلف في صفته اختلافا كثيرا متضادا، فلم أذكرها لذلك. وروى الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أن سعد بن أبي وقاص لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فقال: كفنوني فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي علي، وإنما كنت أخبؤها لذلك.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 606

سعد بن أبي وقاص. واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ويكنى أبا إسحاق. وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
قال: أخبرنا محمد بن سليم العبدي قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد قال: [قلت يا رسول الله من أنا؟ قال: أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة من قال غير ذلك فعليه لعنة الله].
قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا يحيى بن سعيد القطان عن
مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: [أقبل سعد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس فقال: هذا خالي فليربإ امرأ خاله].
قالوا: وكان لسعد بن أبي وقاص من الولد إسحاق الأكبر وبه كان يكنى. درج.
وأم الحكم الكبرى وأمهما ابنة شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة. وعمر قتله المختار. ومحمد بن سعد قتل يوم دير الجماجم قتله الحجاج. وحفصة وأم القاسم وأم كلثوم وأمهم ماوية بنت قيس بن معدي كرب بن أبي الكيسم بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية من كندة وعامر وإسحاق الأصغر وإسماعيل وأم عمران وأمهم أم عامر بنت عمرو بن عمرو بن كعب بن عمرو بن زرعة بن عبد الله بن أبي جشم بن كعب بن عمرو من بهراء وإبراهيم وموسى وأم الحكم الصغرى وأم عمرو وهند وأم الزبير وأم موسى وأمهم زبد وزعم بنوها أنها ابنة الحارث بن يعمر بن شراحيل بن عبد عوف بن مالك بن جناب بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. ومصعب بن سعد وأمه خولة بنت عمرو بن أوس بن سلامة بن غزية بن معبد بن سعد بن زهير بن تيم الله بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل وعبد الله الأصغر وبجير واسمه عبد الرحمن وحميدة وأمهم أم هلال بنت ربيع بن مري بن أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن حارثة بن خارجة بن سعد بن مذحج وعمير بن سعد الأكبر. هلك قبل أبيه. وحمنة وأمهما أم حكيم بنت قارظ من بني كنانة حلفاء بني زهرة. وعمير الأصغر وعمرو وعمران وأم عمرو وأم أيوب وأم إسحاق وأمهم سلمى بنت خصفة بن ثقف بن ربيعة من تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة وصالح بن سعد كان نزل الحيرة لشر وقع بينه وبين أخيه عمر بن سعد ونزلها ولده ثم نزلوا رأس العين. وأمه طيبة بنت عامر بن عتبة بن شراحيل بن عبد الله بن صابر بن مالك بن الخزرج بن تيم الله من النمر بن قاسط. وعثمان ورملة وأمهما أم حجير. وعمرة وهي العمياء تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وأمها امرأة من سبي العرب. وعائشة بنت سعد.
ذكر إسلام سعد بن أبي وقاص:
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال: ما أسلم رجل قبلي إلا رجل أسلم في اليوم الذي أسلمت فيه. ولقد أتى علي يوم وإني لثلث الإسلام.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه قال: كنت ثالثا في الإسلام.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد عن المهاجر بن مسمار عن سعد قال: لقد أسلمت يوم أسلمت وما فرض الله الصلوات.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سلمة بن بخت عن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول وأسلمت وأنا ابن سبع عشرة سنة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد عن أبيه قال: لما هاجر سعد وعمير ابنا أبي وقاص من مكة إلى المدينة نزلا في منزل لأخيهما عتبة بن أبي وقاص كان بناه في بني عمرو بن عوف وحائط له. وكان عتبة أصاب دما بمكة فهرب فنزل في بني عمرو بن عوف وذلك قبل بعاث.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة قال: منزل سعد بن أبي وقاص بالمدينة خطة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمد عن أبيه قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سعد بن أبي وقاص ومصعب بن عمير.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وعبد الواحد بن أبي عون قالا: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سعد بن أبي وقاص وسعد بن معاذ.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن إسماعيل بن محمد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه أنه كان مع حمزة بن عبد المطلب في سريته التي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها.
ذكر أول من رمى بسهم في سبيل الله:
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عمرو بن سلمة بن أبي بريد عن عمه عن سعد بن أبي وقاص قال: أنا أول من رمى في الإسلام بسهم. خرجنا مع عبيدة بن الحارث ستين راكبا سرية.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت سعدا يقول إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله.
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد قالوا: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول والله إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله. ولقد كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر. حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط. ثم أصبحت بنو أسد يعزرونني عن الدين لقد خبت إذا وضل عمليه. قال ابن نمير: وضل عملي.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبيد والفضل بن دكين عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن مالك.
قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: أخبرنا شعبة عن عاصم عن أبي عثمان عن سعد بن مالك قال: وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله.
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: أخبرنا الأعمش عن إبراهيم قال قال عبد الله: لقد رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس في الرجال.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن أبي وقاص في سرية إلى الخرار فخرج في عشرين راكبا يعترض لعير قريش فلم يلق أحدا.
ذكر جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - لسعد أبويه بالفداء:
[قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي بن أبي طالب قال: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا فإني سمعته يقول يوم أحد: ارم سعد فداك أبي وأمي].
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعد عن سعيد بن المسيب قال:
سمعت سعد بن أبي وقاص يذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع له أبويه يوم أحد.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب سمعت عائشة بنت سعد تقول: أبي والله الذي جمع له النبي - صلى الله عليه وسلم - الأبوين يوم أحد.
[قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن بجاد من ولد سعد بن أبي وقاص أنه سمع عائشة بنت سعد تذكر عن أبيها سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له يوم أحد: فدى لك أبي وأمي].
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن بجاد عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد بن أبي وقاص أنه قال:

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: نبئت [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لسعد بن مالك: اللهم استجب له إذا دعاك].
قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن سعد قال: لقد شهدت بدرا وما في وجهي غير شعرة واحدة أمسها ثم أكثر الله لي بعد من اللحى. يعني أولادا كثيرا.
قالوا: وشهد سعد بدرا وأحدا وثبت يوم أحد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولى الناس. وشهد الخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة. وكانت معه يومئذ إحدى رايات المهاجرين الثلاث. وشهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: أخبرنا ليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن نفر قد سماهم أن سعدا كان يخضب بالسواد.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: أخبرنا عبد العزيز بن المطلب عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يصبغ بالسواد.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني بكير بن مسمار عن عائشة بنت سعد قالت: كان أبي رجلا قصيرا. دحداحا. غليظا. ذا هامة. شثن الأصابع. أشعر. وكان يخضب بالسواد.
قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: أخبرنا عبد الله بن عمر عن وهب بن كيسان قال: رأيت سعد بن أبي وقاص يلبس الخز.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن أبي سعد سعيد بن المرزبان عن عمرو بن
ميمون قال: أمنا سعد في مستقة.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن حكيم بن الديملي أن سعدا كان يسبح بالحصى.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يلبس خاتما من ذهب.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا قيس بن الربيع عن عمران بن موسى بن طلحة قال: أخبرني محمد بن إبراهيم بن سعد عن أبيه أن سعدا كان في يده خاتم من ذهب.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن سعد أنه كان إذا أراد أن يأكل الثوم بدا.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن محمد قال: نبئت أن سعدا كان يقول: ما أزعم أني بقميصي هذا أحق مني بالخلافة. قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد ولا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني. لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان فيقول هذا مؤمن وهذا كافر.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شعبة عن يحيى بن الحصين قال:
سمعت الحي يتحدثون أن أبي قال لسعد: ما يمنعك من القتال؟ قال: حتى تجيئوني بسيف يعرف المؤمن من الكافر.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: أخبرنا حماد بن زيد قال:
أخبرنا يحيى بن سعيد عن السائب بن يزيد أنه صحب سعد بن أبي وقاص من المدينة مكة قال: فما سمعته يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثا حتى رجع.
أخبرنا يحيى بن عباد قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرنا سعد عن خالته أنهم دخلوا على سعد بن أبي وقاص فسئل عن شيء فاستعجم فقال: إني أخاف أن أحدثكم واحدا فتزيدوا عليه المائة.
ذكر وصية سعد رحمه الله:
[قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري بن سعد عن سعد قال: مرضت مرضا أسقيت منه على الموت فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني فقلت: يا رسول الله لي مال
كثير وليس من يرثني إلا ابنتي أفأوصي بثلثي مالي؟ قال: لا. قلت: فالشطر؟ قال:
لا. قلت: فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير. إنك أن تترك ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس. إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك. ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون. اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم. لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن مات بمكة].
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: أخبرنا سفيان عن سعد عن عامر بن سعد عن سعد قال: جاءني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني وأنا بمكة وهو يكره أن أموت بالأرض التي هاجرت منها. فقال: يرحم الله ابن عفراء! فقلت:
[يا رسول الله أوصي بمالي كله؟ قال: لا. قلت: فالشطر؟ قال: لا. قلت:
الثلث. قال: الثلث والثلث كثير. إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم. وإنك مهما أنفقت على أهلك من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك. وعسى الله أن يرفعك فينتفع بك قوم ويضر بك آخرون. قال ولم يكن له يومئذ إلا ابنة].
[قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: أخبرنا أيوب عن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن عن ثلاثة من ولد سعد عن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
دخل عليه يعوده وهو مريض وهو بمكة فقال: يا رسول الله لقد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة فادع الله أن يشفيني. فقال: اللهم اشف سعدا. اللهم اشف سعدا. اللهم اشف سعدا! فقال: يا رسول الله إن لي مالا كثيرا وليس لي وارث إلا ابنة أفأوصي بمالي كله؟ قال: لا. قال: أفأوصي بثلثيه؟ قال:
لا. قال: أفأوصي بنصفه؟ قال: لا. قال: أفأوصي بثلثه؟ قال: الثلث والثلث مثير. إن نفقتك من مالك لك صدقة. وإن نفقتك على عيالك لك صدقة. وإن نفقتك على أهلك لك صدقة. وإنك أن تدع أهلك بعيش. أو قال بخير. خير من أن تدعهم يتكففون الناس].
[قال أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا همام بن يحيى قال: أخبرنا قتادة عن يونس بن جبير عن محمد بن سعد عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه وهو بمكة وهو يريد أن يوصي. قال فقلت: إنه ليس لي إلا ابنة واحدة أفأوصي بمالي كله؟ قال:
لا. قال: أفأوصي بالنصف؟ قال: لا. قال: أفأوصي بالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عمرو بن القاري عن أبيه عن جده عمرو بن القاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قدم فخلف سعدا مريضا حيث خرج إلى حنين. فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه وهو وجع مغلوب. [فقال: يا رسول الله إن لي مالا وإني أورث كلالة أفأوصي بمالي أو أتصدق به؟ قال: لا. قال: أفأوصي بثلثيه؟ قال: لا. قال: أفأوصي بشطره؟ قال: لا. قال: أفأوصي بثلثه؟ قال: نعم وذلك كثير أو كبير. قال: أي رسول الله. أميت أنا بالدار التي خرجت منها مهاجرا؟ قال: إني لأرجو أن يرفعك الله فينكأ بك أقواما وينتفع بك آخرون. يا عمرو بن القاري إن مات سعد بعدي فهاهنا ادفنه نحو طريق المدينة. وأشار بيده هكذا].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن محمد عن عبد الرحمن الأعرج قال: خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سعد بن أبي وقاص رجلا فقال: [إن مات سعد بمكة فلا تدفنه بها].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سفيان بن عيينة عن محمد بن قيس عن أبي بردة بن أبي موسى قال: قال سعد بن أبي وقاص للنبي. ص: [أتكره أن يموت الرجل في الأرض التي هاجر منها؟ قال: نعم].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن سعد بن أبي وقاص قال: مرضت فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يعودني فوضع يده بين ثديي فوجدت بردها على فؤادي ثم قال: إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب. فمره فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب قالا: أخبرنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال: كان رأس أبي في حجري وهو يقضي. قال فدمعت عيناي فنظر إلي فقال: ما يبكيك أي بني؟ فقلت: لمكانك وما أرى بك. قال: فلا تبك علي فإن الله لا يعذبني أبدا وإني من أهل الجنة. إن الله
يدين المؤمنين بحسناتهم ما عملوا لله. قال: وأما الكفار فيخفف عنهم بحسناتهم فإذا نفدت قال ليطلب كل عامل ثواب عمله ممن عمل له.
ذكر موت سعد ودفنه:
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا مالك بن أنس أنه سمع غير واحد يقول: إن سعد بن أبي وقاص مات بالعقيق فحمل إلى المدينة ودفن بها.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن محمد ابن عبد الله ابن أخي ابن شهاب أنه سأل ابن شهاب هل يكره أن يحمل الميت من أرض إلى أرض؟ قال: فقد حمل سعد بن أبي وقاص من العقيق إلى المدينة.
قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن يونس بن يزيد قال: سئل ابن شهاب هل يكره أن يحمل الميت من قرية إلى قرية؟ فقال: قد حمل سعد بن أبي وقاص من العقيق إلى المدينة.
ذكر الصلاة على سعد. وكيف حملت جنازته:
قال أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: أخبرنا موسى بن عقبة عن عبد الواحد عن عباد بن عبد الله بن الزبير يحدث عن عائشة أنه لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يمروا بجنازته في المسجد. ففعلوا فوقف به على حجرهن فصلين عليه وخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد. فبلغهن أن الناس عابوا ذلك وقالوا: ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد. فبلغ ذلك عائشة فقالت: ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به. عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد وما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل بن بيضاء إلا في جوف المسجد.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: أخبرنا فليح بن سليمان عن صالح بن عجلان ومحمد بن عباد بن عبد الله عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أمرت بجنازة سعد أن يمر بها عليها في المسجد فبلغها أن قد قيل في ذلك. فقالت: ما أسرع الناس إلى القول. والله ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد. قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا خالد بن إلياس عن صالح بن يزيد مولى الأسود قال: كنت عند سعيد بن المسيب فمر عليه علي بن حسين فقال:
أين صلي على سعد بن أبي وقاص؟ قال: شق به المسجد إلى أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -
أرسلن إليهم إنا لا نستطيع أن نخرج إليه نصلي عليه. فدخلوا به فقاموا على رؤوسهن فصلين عليه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا بكير بن مسمار وعبيدة بنت نابل عن عائشة بنت سعد قالت: مات أبي. رحمه الله. في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة فحمل إلى المدينة على رقاب الرجال وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة. وذلك في سنة خمس وخمسين. وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة.
قال محمد بن عمر: وهذا أثبت ما روينا في وقت وفاته. وقد روى سعد عن أبي بكر وعمر.
قال محمد بن سعد: وقد سمعت غير محمد بن عمر ممن قد حمل العلم ورواه يقول مات سعد سنة خمسين فالله أعلم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا فروة بن زبير عن عائشة بنت سعد قالت: أرسل سعد بن أبي وقاص إلى مروان بن الحكم بزكاة عين ماله خمسة آلاف درهم. وترك سعد يوم مات مائتي ألف وخمسين ألف درهم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن أبيه وعمه عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر قاسم سعد بن أبي وقاص ماله حين عزله عن العراق.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 101

سعد بن أبي وقاص. واسمه مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. ويكنى أبا إسحاق وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي. وقد شهد بدرا وهو الذي افتتح القادسية ونزل الكوفة وخطها خططا لقبائل العرب وابتنى بها دارا. ووليها لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان. ثم عزل عنها ووليها بعده الوليد بن عقبة بن أبي معيط ورجع سعد إلى المدينة فمات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة فحمل إلى المدينة على رقاب الرجال فدفن بالبقيع. وذلك سنة خمس وخمسين. وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة لمعاوية. وكان سعد يوم مات ابن بضع وسبعين سنة. وكان قد ذهب بصره.
هكذا قال محمد بن عمر في وقت وفاته. وقال غيره: توفي سنة خمسين. وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 92

سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب كنيته أبو إسحاق مات في قصره بالعقيق وحمل على اعناق الرجال إلى المدينة سنة خمس وخمسين وقد قيل سنة ثمان وخمسين وصلى عليه مروان بن الحكم وكان عليها لمعاوية وله يوم مات أربع وستون سنة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 26

سعد بن أبي وقاص، هو سعد بن مالك بن وهيب، ويقال: أهيب، أبو إسحاق، القرشي، الزهري.
شهد بدراً.
وقال إبراهيم بن موسى: عن ابن أبي زائدة، أخبرني هاشم بن قاسم، سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعداً: ما أسلم أحدٌ إلا في اليوم الذي أسلمت، ومكثت سبعة أيامٍ وإني لثلث الإسلام.
حدثني أحمد بن أبي الطيب، حدثني يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص: توفي سعد بن أبي وقاص في أيام بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1

سعد بن أبي وقاص
...

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 14

سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري
فارس الإسلام وأحد العشرة عنه بنوه إبراهيم وعمر ومحمد وعامر ومصعب وعائشة أسلم سابع سبعة ومناقبه جمة توفي 55 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

سعد بن أبي وقاص واسمه مالك بن وهيب ويقال أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أبو إسحاق القرشي الزهري المديني
شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ولاه عمر وعثمان الكوفة ومات بالمدينة قال عمرو بن علي مات سنة خمس وخمسين وصلى عليه مروان وأسلم وهو ابن تسع عشرة ومات وهو ابن أربع وسبعين وقال أبو نعيم مات في سنة ثمان وخمسين
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن خولة بنت حكيم السلمية في الدعاء
روى عنه أبو عثمان النهدي في الإيمان وعامر بن سعد ومحمد بن سعد وجابر بن سمرة في الصلاة ومصعب بن سعد وغنيم بن قيس وأبو عبد الله دينار القراظ وسعيد بن المسيب في النكاح والفضائل ومالك بن أوس في الجهاد وابنه إبراهيم بن سعد وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وشريح بن هانئ أبو عثمان النهدي وبسر بن سعيد وقيس بن أبي حازم

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

سعد بن أبي وقاص مالك بن وهب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب الأمير أبو إسحاق الزهري هازم جيوش كسرى وفاتح العراق وأول من رمى بسهم في سبيل الله

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 18

(ع) سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب، ويقال: وهيب القرشي أبو إسحاق الزهري أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «الطبقات» تأليفه: أمه حمنة بنت أبي سفيان أمية بن عبد شمس، وكان جعد الشعر أشعر الجسد آدم طويل أفطس.
في رواية ابنته عائشة: كان قصيرا دحداحا غليظا ذا هامة شثن الأصابع، وكان هو وعلي بن أبي طالب والزبير وطلحة عذار عام واحد، وتوفي في عشر سنين بقين من أيام معاوية بن أبي سفيان.
وفي «تاريخ البخاري»: وقال إبراهيم بن موسى عن ابن أبي زائدة: أخبرني هاشم بن (هاشم) عن ابن المسيب قال: سمعت سعدا يقول: ما أسلم أحدا إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ومكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام.
وعن أبي بكر بن حفص: مات بعدما مضى من إمارة معاوية عشر سنين، وفي كتاب ابن سعد قلت: يا رسول الله من أنا؟ قال: «سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، من قال غير ذلك فعليه لعنة الله».
وله من الولد: إسحاق ومحمد، وعمر، وعامر، وإسحاق الأصغر، وإسماعيل، وإبراهيم، وموسى، وعبد الله، ومصعب، وعبد الله الأصغر، وبجير، واسمه عبد الرحمن، وعمير وعمران، وعمرو، وصالح، وعمير
الأصغر، وعثمان، وكان سعد يصبغ بالسواد، ويلبس الخز وخاتما من ذهب، ويسبح بالحصا، ومات سنة خمس وخمسين وهو يومئذ ابن بضع وسبعين سنة، قال محمد بن عمرو: هذا أثبت ما روينا في وقت وفاته.
قال ابن سعد: وسمعت غير محمد ممن قد حمل العلم ورواه يقول: مات سعد سنة خمسين، وترك يوم مات مائتي ألف وخمسين ألف درهم، وكان عمر لما عزله قاسمه ماله، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير، وقيل سعد بن معاذ.
وفي كتاب «الاستيعاب»: أسلم بعد سنة، وهو الذي كوف الكوفة، ولما قعد عن إجابة علي طمع فيه معاوية فكتب إليه سعد:

وقال الزبير بن أبي بكر، والفلاس، والحسن بن عثمان: توفي سنة أربع وخمسين.
وذكر أبو العباس [ق 75 / أ] في كتاب «المفجعين» تأليفه: لما جعل عمر الشورى قالوا: إن نحب أن تقول فيهم قولا نريد أن تدبر برأيك فيهم.
قال: أفعل، لا يمنعني من سعد بن أبي وقاص إلا فظاظته وعنفه، وذكر الخمسة الباقين.
وفي كتاب أبي نعيم: أسلم بعد أربعة، وقال الزهري: رمى سعد يوم أحد ألف سهم.
وعن عائشة ابنته قالت: حدثني أبي قال: رأيت قبل أن أسلم كأني في ظلمة لا أبصر شيئا، إذ أضاء لي قمر فاتبعته، فكأني أنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر، وكأني أسألهم متى انتهيتم إلى هاهنا؟ قالوا: الساعة. فلما استيقظت بلغني أن رسول الله يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته في شعب أجياد وقد صلى العصر فأسلمت فما تقدمني أحد إلا هم، وفيه نزل قوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا). انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن صلاة العصر لم تفرض إلا بعد إسلامه بدهر، اللهم إلا أن يكون أراد أنه صلى صلاة في وقت العصر الآن.
وفي كتاب العسكري: وهو أخو عتبة، وعمير، وعامر، ومات سعد وله بضع وثمانون سنة.
وفي كتاب ابن حبان: أربع وسبعون.
وفي كتاب البغوي: كان معرور الأنف، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمار بن ياسر، وكان آخر المهاجرين وفاة.
وفي «تاريخ أبي بشر الدولابي»: كان يوم مات ابن سبع وثمانين، كذا هو في نسخة كتبت عنه، قال: وقيل: وهو ابن ثلاث وثمانين، وفي «تاريخ ابن عساكر»: وهو ابن اثنتين وثمانين، وذكر أبو الحسن المرادي في كتاب «الزمنى من الأشراف» تأليفه: أنه عمي قبل وفاته رضي الله عنه.
وفي كتاب «الزهد» لأحمد بن حنبل: لما حضره الموت دعا بخلق جبة له من صوف فقال: كفنوني فيها فإني كنت لقيت المشركين يوم بدر وهي علي، إنما كنت أخبئها لهذا اليوم.
وقال أبو نعيم: من أسمائه سابع سبعة، وثالث الإسلام والمفدا بالأبوين والمجاب الدعوة، والحارس، والخال، توفي سنة ثمان وخمسين.
وقال أبو زكريا ابن منده: هو آخر البدريين.
وأخباره كثيرة، اقتصرنا منها على ما اشتهر، والله تعالى الموفق.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1

سعد بن أبي وقاص
واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب شهد بدراً يكنى أبا إسحاق جمع له النبي صلى الله عليه وسلم أبويه رضي الله عنه وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله وافتتح القادسية واختط الكوفة وكان أميرا عليها

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

سعد بن أبي وقاص سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب
حدثنا علي بن محمد، نا أبو الوليد، نا سلام بن أبي مطيع قال: سمعت معمراً، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى قوماً ومنع آخرين قال: قلت: يا رسول الله أعطيت فلاناً وفلاناً ومنعت فلاناً وهو مؤمنٌ، قال: «لا تقل مؤمنٌ ولكن قل مسلمٌ» قال ابن شهاب: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا أبو الوليد بن صالح، نا أبو زيد، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرامٌ» فذكرته لأبي بكرة فقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

سعد بن أبي وقاص (ع)
الأمير، أبو إسحاق الزهري، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأول من رمى بسهم في سبيل الله.
كان مجاب الدعوة، واعتزل الفتنة، فلم يقاتل مع علي ولا معاوية.
توفي سنة خمسٍ وخمسين. رضي الله عنه.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب، وقيل وهيب، ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أبو إسحاق:
أحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وتوفى وهو عنهم راض، وأحد الستة
الذين جعل عمر - رضي الله عنه - الخلافة فيهم شورى، وأحد الأربعة من الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة بعد عثمان بن عفان - رضي الله عنهم - وأحد الرجلين اللذين جمع لهما النبي صلى الله عليه وسلم بين أبويه، لرميهما بين يديه، وأحد الفرسان الشجعان من قريش، الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره.
أسلم بعد ستة، فكان سبع الإسلام، ذكره ابن عبد البر وغيره، وقيل: بعد أربعة.
ذكره ابن الأثير، وقال: روت عنه ابنته عائشة أنه قال: رأيت في المنام قبل أن أسلم، كأنى في ظلمة لا أبصر شيئا، إذ أضاء لي قمر، فاتبعته، فكأنى أنظر إلى من سبقنى إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وإلى علي بن أبي طالب، وإلى أبي بكر - رضي الله عنهم - وكأنى أسائلهم: متى انتهيتم إلى هاهنا؟ قالوا: الساعة. وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته في شعب أجياد، قد صلى العصر فأسلمت، فما تقدمنى أحدا إلا هم. انتهى.
وقال ابن المسيب، عن سعد: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإنى لثالث الإسلام. انتهى. نقله الحافظ ابن حجر وهو يدل على أنه أسلم بعد اثنين، والله أعلم.
وكان عمره لما أسلم، سبع عشرة سنة، كذا ذكره غير واحد من المتأخرىن، منهم: ابن الأثير والنووي، وجزم بأنه أسلم بعد أربعة.
ونقل ابن عبد البر، عن الواقدي، عن سلمة، عن عائشة بنت سعد، عن سعد قال: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة، كذا وجدته في الاستيعاب، التاء مقدمة على السين وفوقها نقطتان، ولعل ذلك تصحيف من الناسخ، فإني رأيته في تذهيب الكمال بتقديم السين، ورأيته في نسخة من مختصره للذهبي، بتقديم التاء. والله أعلم.
قال ابن عبد البر: وروى عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلوات. ثم قال: وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله عزوجل، وذلك في سرية عبيدة بن الحارث، وذكر له شعرا في ذلك، منه [من الوافر]:

انتهى. وهو أول من أراق دما في سبيل الله تعالى؛ لأن ابن إسحاق قال في رواية يونس بن بكير: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا صلوا ذهبوا إلى الشعاب، فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شعب من شعاب مكة، ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم
وعابوا عليهم دينهم، حتى قاتلوهم فاقتتلوا، فضرب سعد رجلا من المشركين بلحى جمل فشجه، فكان أول دم أهريق في الإسلام. انتهى.
وهو آخر المهاجرين موتا على ما قال ابنه عامر، فيما نقله عن ابن الأثير. وهو آخر العشرة - رضي الله عنهم - موتا. وهو الذي كوف الكوفة، وهذان الأمران مشهوران من خبره.
وروى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أباه وأمه لأحد، إلا لسعد بن أبي وقاص، قال له يوم أحد: ارم فداك أبي وأمى، ارم أيها الغلام الحزور. وهذا في الترمذي بهذا اللفظ .
وفى الصحيحين بمعناه، وقد شارك سعدا في هذه الفضيلة الزبير بن العوام - رضي الله عنه.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم، جمع له بين أبويه، يوم بنى قريظة وهذا في الصحيحين أيضا، من حديث عبد الله بن الزبير عن أبيه، قال الزهري: رمى سعد يوم أحد ألف سهم. انتهى.
وكان سعد رضي الله عنه، مسددا في رميه، مجابا في دعائه؛ لأنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم أجب دعوته وسدد رميته».
رواه ابن عيينة، عن إسماعيل بن خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد، فذكره.
وفى الترمذي عن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم استجب لسعد إذا دعاك» انتهى.
ولسعد - رضي الله عنه - أخبار مشهورة في إجابة دعائه.
وفى الترمذي عن جابر - رضي الله عنه - قال: أقبل سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا خالى فليرينى امرؤ خاله» انتهى.
قال ابن الأثير: وإنما قال هذا؛ لأن سعدا زهري، وأم النبي صلى الله عليه وسلم زهرية، وهو ابن عمها، فإنها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، يجتمعان في عبد مناف بن زهرة، وأهل الأم الأخوال. انتهى.
ولسعد - رضي الله عنه - أحاديث كثيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر النووي عددها فقال: روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتان وسبعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على خمسة عشر، وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بثمانية عشر. روى له الجماعة. وقال النووي: وهو من المهاجرين الأولين، هاجر إلى المدينة قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان يقال له فارس الإسلام. انتهى.
شهد سعد - رضي الله عنه - مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وسائر المشاهد، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم على سرية الخرار، وأمره عمر - رضي الله عنه - على الجيوش التي أنفذها لقتال الفرس، ففتح القادسية، وجلولاء، ومدائن كسرى. وكان بعضهم يسمى جلولاء فتح الفتوح، وسميت جلولاء، لما تجللها من الشر، وبلغت الغنائم عشر ألف ألف، وقيل ثلاثين ألف ألف. وكلام ابن الأثير يقتضى أنه ولى العراق لعمر - رضي الله عنه - وفيما ذكره إيضاح لما ذكرناه من خبره وغير ذلك. فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة، قال: واستعمل عمر بن الخطاب سعدا على الجيوش الذين سيرهم لقتال الفرس، وهو كان أمير الجيش، الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبجلولاء. أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء وهزموهم، هو الذي فتح المدائن - مدائن كسرى - بالعراق. وهو الذي بنى الكوفة وولى العراق، ثم عزله. ولما حضرت عمر - رضي الله عنه - الوفاة، جعله أحد أصحاب الشورى، وقال: إن ولى سعد الإمارة فذاك، وإلا فأوصى الخليفة بعدي أن يستعمله، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة. فولاه عثمان - رضي الله عنه - الكوفة ثم عزله، واستعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط. انتهى.
ولم يذكر ابن عبد البر لسعد بن أبي وقاص ولاية إلا الكوفة. ولم يذكر أن عمرا أوصى باستعماله، وإنما ذكر وصيته بالاستعانة به. وفيما ذكره نكت من خبره يحسن
ذكرها، لتأييدها لما سبق، وبعضها لم يسبق، قال: وكان أحد الفرسان الشجعان من قريش، الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازيه، وهو الذي كوف الكوفة، ونفى الأعاجم، وتولى قتال فارس، أمره على ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ففتح الله على يديه أكثر فارس. وله كان فتح القادسية وغيرها. وكان أميرا على الكوفة، فشكاه أهلها، ورموه بالباطل، فدعا على الذي واجهه بالكذب، دعوة ظهرت عليه إجابتها. والخبر بذلك مشهور، تركت ذكره لشهرته.
وعزله عمر - رضي الله عنه - وذلك في سنة إحدى وعشرين، حين شكاه أهل الكوفة، وولى عمار بن ياسر الصلاة، وعبد الله بن مسعود بيت المال، وعثمان بن حنيف مساحة الأرض، ثم عزل عمارا، وأعاد سعدا على الكوفة ثانية، ثم عزله وولى جبير بن مطعم، ثم عزله قبل أن يخرج إليها، وولى المغيرة بن شعبة، فلم يزل عليها، حتى قتل عمر - رضي الله عنه - فأقره عثمان يسيرا، ثم عزله وولى سعدا، ثم عزله وولى الوليد بن عقبة. وقد قيل: إن عمر - رضي الله عنه - لما أراد أن يعيد سعدا على الكوفة، أبي عليه، وقال: أتأمرنى أن أعود إلى قوم يزعمون أنهم يحسنون، وإنني لا أحسن أصلي، فتركه، فلما طعن عمر - رضي الله عنه - وجعله أحد الشورى، قال: إن وليها سعد فذاك، وإلا فليستعن به الوالى، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة. ورامه عمر بن سعد - ابنه - أن يدعو إلى نفسه بعد قتل عثمان - رضي الله عنه - فأبى، وكذلك رامه ابن أخيه أيضا هاشم بن عتبة، فلما أبي عليه، صار هاشم إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكان سعد ممن قعد ولزم بيته في زمن الفتنة، وأمر أهله ألا يخبروه بشيء من أخبار الناس، حتى تجتمع الأمة على إمام، فطمع معاوية فيه، وفي عبد الله بن عمر، وفي محمد بن مسلمة، فكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان - رضي الله عنه، يقول لهم: إنهم لا يكفرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك، ويقول: إن قاتله وخاذله سواء، في نظم ونثر كتب به إليهم، تركت ذكره، فأجابه كل واحد منهم، يرد عليه ما جاء به من ذلك، وينكر عليه مقالته، ويعرفه أنه ليس بأهل لما يطلبه. وكان في جواب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه [من الوافر]:
قال أبو عمر: سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن الذين تعذروا عن بيعته والقيام معه. فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل. انتهى.
وقال ابن الأثير: قال أبو المنهال: سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معدي كرب، عن خبر سعد بن أبي وقاص، فقال: متواضع في خبائه، عربي في نمرته، أسد في تامورته، يعدل في القضية، ويقسم بالسوية، ويبعد في السرية، ويعطف علينا عطف الأم البرة، وينقل إلينا حقنا نقل الذرة. انتهى.
قال ابن الأثير: التامور: عرين الأسد، وهو بيته الذي يأوى إليه. انتهى.
ومن أخبار سعد رضي الله عنه في إجابة دعائه، أن بعض أهل الكوفة شكوه إلى عمر رضي الله عنه، وقالوا: لا يحسن يصلى، فبعث عمر رضي الله عنه رجالا يسألون عنه في مجالس الكوفة، فكانوا لا يأتون مجلسا إلا أثنوا خيرا، وقالوا معروفا، حتى أتوا مسجدا من مساجدهم، فقام رجل يقال له أبو سعدة فقال: اللهم إذ سألتمونا، فإنه كان لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسرية. فقال سعد رضي الله عنه: اللهم إن كان كاذبا، فأعم بصره، وأطل فقره، وعرضه للفتن. قال عبد الملك - وهو ابن عمير راوي هذا الحديث - عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته يتعرض للإماء في السكك، فإذا قيل له: كيف أنت يا أبا سعدة؟ قال: كبير فقير مفتون، أصابتنى دعوة سعد. انتهى.
واسم أبي سعدة: أسامة بن قتادة، فيما قال الخطيب. وهذا الحديث في الصحيحين وغيرهما.
ومنها أن امرأة كانت تطلع على سعد، فنهاها فلم تنته، فاطلعت يوما وهو يتوضأ فقال: شاه وجهك، فعاد وجهها في قفاها.
ومنها أنه نهى ابنة له عن الخروج مع زوجها إلى الشام، فلم تنته، فقال سعد: اللهم لا تبلغها ما تريد، فأدركها الموت في الطريق.
ومنها أنه نهى رجلا عن نيله من على، رضي الله عنه، فلم ينته، وخوفه بالدعاء عليه، فلم ينته، فدعا عليه، فما برح حتى جاء بعير ناد أو ناقة نادة، فخبطته حتى مات.
ومنها أن ابنه عمر، ضرب غلاما لأبيه سعد، حتى سال دمه على عقبه، فقال سعد: اللهم اقتل عمر وأسل دمه على عقبه، فقتل المختار عمر بن سعد. وهذه الأخبار رويناها
فى «مجابى الدعوة» لابن أبي الدنيا، وذكرنا أكثرها بالمعنى والاختصار.
قال ابن عبد البر: وروى الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - لما حضره الموت، دعا بخلق، جبة له من صوف، فقال: كفنونى فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي على. وإنما كنت أخبؤها لهذا اليوم، فكفن فيها.
وقال ابن عبد البر: ومات سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في قصره بالعقيق، على عشرة أميال من المدينة، وحمل إلى المدينة على رقاب الرجال، ودفن بالبقيع، وصلى عليه مروان بن الحكم. انتهى.
وقد اختلف في تاريخ موته، فقيل سنة خمس وخمسين، نقله ابن عبد البر وابن الأثير عن الواقدي. ونقله صاحبنا الحافظ ابن حجر، عن إبراهيم بن المنذر، وابن سعد، وأبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد.
وقيل سنة أربع وخمسين، نقله ابن عبد البر، عن الزبير والحسن بن عثمان وعمرو بن علي الفلاس. وقيل سنة ثمان وخمسين، نقله ابن عبد البر، عن أبي سعد، على ستة أقوال. ونقله ابن الأثير عن أبي نعيم الفضل بن دكين. وقيل توفى سنة إحدى وخمسين. وقيل سنة سبع وخمسين. حكى هذه الأقوال الثلاثة المزي في التهذيب ولم يعزها. وذكر أن القول بوفاته سنة خمس وخمسين هو المشهور، ولم يذكر في وفاته القول بأنها في سنة أربع وخمسين.
واختلف في سنة على أربعة أقوال، فقيل توفى وهو ابن أربع وسبعين، قاله الفلاس. وقيل توفى وهو ابن ثلاث وثمانين، ذكره أبو زرعة، عن أحمد بن حنبل. نقل هذين القولين، ابن عبد البر والمزي، إلا أن المزي لم يعز واحدا منهما. وقيل توفى وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. نقله المزي ولم يعزه. وقيل توفى وهو ابن ثلاث وسبعين، نقله الحافظ ابن حجر، وكلامه يوهم أن المزي ذكره. ولم أره في كتابه، وإنما فيه بعد الأقوال في تاريخ وفاته: وهو ابن بضع وسبعين، وقيل أربع وسبعين. انتهى.
والبضع لا يلتزم الثلاث وإن صدق عليها، والله أعلم.
واختلف في صفته، فقال ابن الأثير: قال إسماعيل بن محمد: كان سعد آدم طوالا أفطس. وقيل: كان قصيرا دحداحا غليظا، ذا هامة، شثن الأصابع، قالته ابنته عائشة. انتهى.
ونقل القول الأخير في صفته، الحافظ ابن حجر عن إبراهيم بن المنذر، وزاد فى
آخره: وكان هو وعلى وطلحة والزبير رضي الله عنهم عذار يوم واحد. انتهى.
واختلف فيما بين العقيق والمدينة، فقيل عشرة أميال، وقيل سبعة، حكاهما النووي، ولم يعزهما. وعلى الأول اقتصر ابن عبد البر، وعلى الثاني اقتصر ابن الأثير، وقال: فأدخل المسجد، فصلى عليه مروان، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1

سعد بن مالك وهو سعد بن أبي وقاص بن وهيب
ويقال ابن أهيب أبو إسحاق الزهري القرشي مديني شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابن عمر وجابر بن سمرة وسعيد بن المسيب سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1