دلال الكتب سعد بن علي بن القاسم الأنصاري الخزرجي الحظيري، أبو المعالي: أديب، له شعر عذب، من أهل بغداد. نسبته إلى ’’حظيرة’’ من قراها كان وراقا يبيع الكتب له تصانيف، منها ’’زينة الدهر’’ جعله ذيلا لدمية القصر للباخرزي، و (لمح الملح - خ) رأيت نسخة منه في الأسكوريال ’’465’’ وأشار الميمني - في مذكراته - إلى نسخة أخرى في طوبقبو (الرقم 2344) في 159 ورقة كتبت سنة 742 و (الإعجاز في الأحاجي والألغاز - خ) منه مجلد واحد، و (ديوان شعر’’.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 86
الحظيري الوراق أبو المعالي سعد بن علي.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
الحظيري الوراق سعد بن علي بن القاسم بن علي بن القاسم بن الأنصاري الخزرجي أبو المعالي الحظيري -بالحاء المهملة والظاء المعجمة، الوراق دلال الكتب. كانت لديه معارف وله نظم جيد وأدب كثير. صحب أبا القاسم علي بن أفلح الشاعر وجالس الشريف أبا السعادات الشجري وأبا منصور الجواليقي وأبا محمد ابن الخشاب، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وأحب الخلوة والانقطاع، فخرج سائحا وطاف بلاد الشأم، ثم عاد إلى بغداد وكان وجيها عند أهلها. قال ياقوت في ’’معجم الأدباء’’: وبلغني أنه اتهم في دينه وسعي به أنه يرى رأي الأوائل ونما ذلك عنه، وخشي على مهجته ففارق وطنه وخرج يرى السياحة وتغرب في البلاد مدة حتى سكنت نفسه ومات من يخافه. ثم رجع إلى بغداد وبنى له بظاهر البلد صومعة أقام بها مدة، ثم عاد إلى ما كان عليه من بيع الدفاتر والكتب والتصنيف إلى أن أدركته منيته فمات في صفر سنة ثمان وتسعين مائة -انتهى. قلت: وله من التصانيف ’’كتاب لمح الملح’’ وهو كتاب جمع فيه ما وقع لغيره من الجناس نظما ونثرا، وقد هذبته أنا ونقحته وسميته ’’حرم المرح في تهذيب لمح الملح’’. وما كان له علم بالقافية فإني رأيته يعقد الباب للقافية ويورد فيه ما لا هو أصل فيه، وله ’’كتاب الإعجاز في الأحاجي والألغاز’’، و’’كتاب صفوة الصفوة’’، وهو نظم كله في الحكمة، و’’كتاب زينة الدهر وعصرة أهل العصر’’ ذيله على ’’دمية القصر’’ وله ’’ديوان’’ صغير الحجم إلا أن أكثره مصنوع مجدول تقرأ القصيدة منه على عدة وجوه، ومن نظمه أبيات على أربعة أقسام وتقرأ عرضا وطولا، وهي:
إن سؤلي بدر تم | إن تبدا وهو حسبي |
يا عذولي حين ولى | وتجنى لا لذنب |
ما رثى إذ رام هجري | وجفاني بعد حب |
قلت عج بي بعد عتبي | شف قلبي مل قربي |
قضيب قف بجفن خشف | علاه لما سما هلال |
يذيبني نبت ذي شنيب | وما در ما له حلال |
يفتتني زين خبت ظبي | صدوده كله دلال |
بص نقي غضيض جفن | كدر موعوده المطال |
بورد الخد هيمني حبيب | يقل له المشاكل والضريب |
وألبسني من الأسقام ثوبا | وفي جلبابه غصن رطيب |
سخبت الذيل في حبيه قدما | فليس لما بليت به طبيب |
ندمت على مفارقتي ديارا | يحل بها ففي قلبي ندوب |
يهون على مفارقتي ديارا | بأول شعره عوض قريب |
ها أنا ذا عاري الجلد | أسهرني الذي رقد |
آه لعين نظرت | إلى غزال ذي غيد |
أرتني يا ناظري | صيد الغوال للأسد |
إن الضنى لهجره | يا عاذلي هد الجسد |
حشا حشاي أذناي | نار الغضاحين شرد |
يا غادرا غادرني | على لظى نار تقد |
ألا اصطنعت ناحلا | لا يشتكي إلى أحد |
قلب صب سبا بوجه بديع | تحته قد غصن أيك يميل |
ثاب وجدي إذ رث حبلي | حبه قاتلي فصبر جميل |
وغصن أيك بديع | شافهته بعتابي |
وقلت ويحي من حـ | ـب من سبا برضاب |
بأبي أغيد أذاب فؤادي | إذ تناءى وأظهر الإعراضا |
رشأ بألف الجفاء فإن أقـ | ـبل أبدى لآمليه انقباضا |
صدود سعاد أحدر الدمع مرسلا | وأسأر حرا لم أحاوله أولا |
محللة صدا أراه محرما | محرمة وصلا أراه محللا |
أواصل لا أسلو هواها ملالة | وكم آمل للوصل هام وما بلا |
لها طول صد للمسهد مؤلم | ووصل له طعم أراه معسلا |
أعدد لحسادك حد السلاح | وأورد الآمل ورد السماح |
قل لهذا الغزال إن ظل يجني | أنا أضنى إن خنتني لشقائي |
خاب صب أغراه عتبك في الحـ | ـب ولو ضره بزور البكاء |
صل خليلي حث السلاف إلى كـ | ـل شقيق قضى لحيف الجفاء |
وأدم ذم من يصد ومن يضـ | ـمر زهدا من سائر الأشياء |
وأحط عنك ظلم كل غني | عنك فيه قلى لأهل العلاء |
وأصفر يعجز عن وصفه | إذا رآه الفطن الحاذق |
إذا بدا يصفر لوني له | فليس يدرى أينا العاشق |
كأن خديه والصدغين فوقهما | وقد غدا لعتابي مطرقا خجلا |
تلهبي من لظى قلبي وزفرته | قد دبت النار في خديه فاشتعلا |
ولرب أشقر قال نبت عذاره | يا عاشقيه ليس شقرته عجب |
أيكون طرس الخد من ياقوتة | ويخط فيها الحسن إلا بالذهب |
وأشقر نبت عارضه تاره | كأن شعاع وجنته تلالا |
ودبت فوقه خمر المنايا | ولكن بعدما مسخت نمالا |
يقول لي حين وافى | قد نلت ما ترتجيه |
فما لقلبك قد جا | ء خفقه يشتكيه |
فقلت وصلك عرس | والقلب يرقص فيه |
صبح مشيبي بدا وفارقني | ليل شبابي فصحت وا قلقي |
وصرت أبكي دما عليه ولا | بد لصبح المشيب من شفق |
أقول والليل في امتداد | وأدمع الغيث في انسفاح |
أظن ليلي بغير شك | قد بات يبكي على الصباح |
يقولون القوام يميل جورا | ومولانا رعاياه سوام |
فقلت بذلك زاد إليه قربا | ولولا الميل ما حسن القوام |
وأهيف القد نحيف الشوى | معتدل لم يحو ما فيه وصف |
وهو إذا أنت تأملته | بفطنة اسم وفعل وحرف |
يا فتح يا أشهر كل الورى | باللوم والخسة والكذب |
كم تدعي شيعة آل العبا | واسمك ينبيني عن النصب |
لا غرو أن أثرى الجهول على | نقص وأعدم كل ذي فهم |
إن اليد اليسرى وتفضلها الـ | ـيمنى تفوز بمعلم الكم |
ومذ صح لي جوده بالجاء | تحققت أن مديحي هوس |
كذا الفص ما بان لي خطه | ولا كنت أقراه حتى انعكس |
يا بأبي ظبي غدا ثغره | مثل أقاحي الروض في الابتسام |
لا غرو أن أضحكه مدمعي | قد يضحك الروض بكاء الغمام |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
سعد بن علي بن القاسم بن علي بن القاسم أبو المعالي الأنصاري الحظيري ثم البغدادي المعروف بالوراق دلال الكتب: من أهل الحظيرة وكان قد قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته. كان أديبا فاضلا شاعرا رقيق الشعر وله اليد الباسطة في النظم والنثر. صحب أبا القاسم علي بن أفلح الشاعر، وجالس الشريف أبا السعادات ابن الشجري، وأبا منصور ابن الجواليقي وأبا محمد ابن الخشاب وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وأحب الخلوة والانقطاع فخرج سائحا، وطاف بلاد الشام، ثم عاد إلى بغداد، وكان وجيها عند أهلها. وكان دلالا في الكتب والدفاتر، وبلغني أنه اتهم في دينه وسعي به أنه يرى رأي الأوائل، ونمي ذلك عنه وخشي على مهجته، ففارق وطنه وخرج بزي السياح، وتغرب في البلاد مدة حتى سكنت نفسه، ومات من يخافه ثم رجع إلى بغداد، وبنى له بظاهر البلد صومعة أقام بها مدة، ثم عاد إلى ما كان عليه من بيع الدفاتر والكتب والتصنيف والاشتغال بالعلوم والتأليف إلى أن أدركته منيته فمات على هيئته. وله مصنفات منها: زينة الدهر وعصرة أهل العصر في ذكر لطائف شعراء العصر ذيل به «دمية القصر» للباخرزي الذى جعله ذيلا على «يتيمة الدهر» للثعالبي. وله كتاب لمح الملح وكتاب الايجاز في معرفة الالغاز وديوان شعر.
توفي ببغداد يوم الاثنين خامس عشري صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة.
قرأت بخط الشيخ أبي محمد ابن الخشاب، أنشدني صديقنا الشيخ الزاهد أبو المعالي الحظيري الوراق لنفسه هجوا:
يقول لي الأنقا علام هجوتني | وأبديت لي بعد الصفاء المساويا |
ولو أنني أخفيت عنه عيوبه | ولم أبد ما فيه لما كنت صافيا |
قل لهذا الغزال إن ظل يجني | أنا أضنى إن خنتني لشقائي |
خاب صب أغراه عتبك بالحب | ولو ضره بزور البكاء |
صل خليلي حث السلاف إلي كل | شفيق قضى لحيف الجفاء |
وأدم ذم من يصد ومن يضمر | زهدا من سائر الأشياء |
وأمط عنك ظلم كل غني | عنك فيه قلى لأهل العلاء |
شكوت إلى من شف قلبي بعده | توقد نار ليس يطفى سعيرها |
فقال بعادي عنك أكبر راحة | ولولا بعاد الشمس أحرق نورها |
ولما حمي جمر الحبيب تزايدت | شجوني ولم أملك سوابق أدمعي |
وما ذاك إلا حين حل بخاطري | تلهب منه الجسم من نار أضلعي |
أحدقت ظلمة العذار بخدي | ه فظنوا جماله ذا ممات |
قلت ماء الحياة في فمه العذ | ب فطاب الدخول في الظلمات |
وقد أنكروا سلواي نيران حبهم | وفي كبدي إضرامها واستعارها |
تنفست من حر الجوى وتبادرت | دموع حكى وهي العقيق احمرارها |
فقلت لهم هذا التنفس حرها | وهذي الدموع القانيات شرارها |
اشرب على طرب من كف ذي طرب | قد قام في طرب يسعى إلى طرب |
من خندريس كعين الديك صافية | مما تخيرها كسرى من العنب |
فالراح من ذهب والكاس من ذهب | يا من رأى ذهبا يسقى على ذهب |
ومعذر في خده | ورد وفي فمه مدام |
ما لان لي حتى تغ | شى صبح طلعته ظلام |
كالمهر يجمح تحت را | كبه ويعطفه اللجام |
وددت من الشوق المبرح أنني | أعار جناحي طائر فأطير |
فما لنعيم لست فيه لذاذة | ولا لسرور لست فيه سرور |
قل لمن عاب شامة لحبيبي | دون فيه دع الملامة فيه |
إنما الشامة التي قلت عنها | فص فيروزج بخاتم فيه |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1349
الحظيري أبو المعالي،، سعد بن علي بن قاسم، الأنصاري الوراق الشاعر عرف بدلال الكتب.
صنف كتاب ’’زينة الدهر وعصرة أهل العصر’’ ذيل به على ’’دمية القصر’’ للباخرزي، وله كتاب ’’لمح الملح’’ يدل على سعة اطلاعه.
توفي في صفر سنة ثمان وستين وخمس مائة ببغداد.
والحظيرة: محلة فوق ببغداد.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 260
سعد بن عليّ بن القاسم بن عليّ الحظيريّ، أبو المعالي الكتبيّ.
مات في خامس عشر صفر من سنة ثمان وستين وخمس مائة، ودفن في باب حرب. وكان عنده أدب، وله نظم ونثر، وله كتب، منها: كتاب الإعجاز في معرفة الألغاز، وكتاب زينة الدّهر في شعراء العصر، وكتاب ديوان شعره. صحب أبا القاسم بن أفلح الشاعر، وجالس أبا السّعادات ابن الشّجري، وأبا منصور ابن الجواليقي، وأبا محمد ابن الخشّاب، وتفقّه على مذهب أبي حنيفة.
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 375