سعد بن عبادة سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة، الخزرجي أبو ثابت: صحابي من أهل المدينة. كان سيد الخزرج، وأحد الأمراء الأشراف في الجاهلية والإسلام. وكان يلقب في الجاهلية بالكامل لمعرفته الكتابة والرمي والسباحة وشهد العقبة مع السبعين من الانصار. وشهد أحدا والخندق وغيرهما. وكان أحد النقباء الإثني عشر ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم طمع بالخلافة ولم يبايع أبا بكر. فلما صار الأمر إلى عمر عاتبه، فقال سعد: كان والله صاحبك أبو بكر أحب إلينا منك وقد والله أصبحت كارها لجوارك. فقال عمر: من كره جوار جاره تحول عنه. فلم يلبث سعد أن خرج إلى الشام مهاجرا، فمات بحوران وكان لسعد وآبائه في الجاهلية أطم ’’حصن’’ ينادى عليه: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 85

سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري مات شهيدا سنة 15 أو14 أو11 من الهجرة كان سيد الخزرج وكان جوادا مطعاما وكان يطعم الوفود الوافدين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان ابنه قيس على شاكلته في الجود روى ابن أبي الحديد أن قيسا سافر مع جماعة من الصحابة فنفد ما معهم فجعل قيس يستدين وينفق عليهم، فقالوا: لمن يستدين منهم إنه غلام لا يملك شيئا، فبلغ ذلك سعدا فقال لهم: أتريدون أن تبخلوا ابني إنا قوم لا نستطيع البخل، أشهدوا أن الحديقة الفلانية لقيس والمال الفلاني لقيس. وحكى الكشي عن بعض كتب يونس بن عبد الرحمن أن سعدا لم يزل سيدا في الجاهلية والإسلام وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرف وكان عد يجير فيجار ذلك لسؤدده ولم يزل هو وأبوه أصحاب إطعام في الجاهلية والإسلام وقيس ابنه على مثل ذلك ’’اه’’. وفي الاستيعاب: كان سعد عقيبا نقيبا سيدا جوادا كان سيدا في الأنصار مقدما وجيها له رئاسة وسيادة يعترف قومه له بها يقال إنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم ولا كان مثل ذلك سائر العرب إلا ما ذكرنا عن صفوان.
ومر ابن عمر على أطم سعد فقال: هذا أطم جده لقد كان مناديه ينادي يوما في كل حول من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك ثم مات عبادة فنادى منادي سعد بمثل ثم رأيت قيس بن سعد يفعل ذلك. وفي الإصابة كان نقيب بني ساعدة عند جميعهم وكان سيدا جوادا وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها وكان يحمل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل يوم جفنة مملوءة زبدا ولحما تدور معه حينما دار. وروى بسنده عن قيس بن سعد: زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلم فرد سعد ردا خفيا فقال له قيس: ألا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: دعه يكثر علينا من السلام فسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم رجع وأتبعه سعد فقال: يا رسول الله إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر له بغسل فاغتسل وناوله ملحفة فاشتمل بها ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه وهو يقول: ’’اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة’’ ’’اه’’. وفي الإصابة: كان يكتب بالعربية ويحسن العوام والرمي فكان يقال له الكامل كان مشهورا بالجود هو وأبوه وجده وولده وكان لهم أطم ينادى عليه كل يوم من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة انظر مع قول الاستيعاب السابق يوما من كل عام وكانت جفنة سعد تدور مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيوت أزواجه وقال مقسم عن ابن عباس كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المواطن كلها رايتان: مع علي راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار. وروى بسنده كان أهل الصفة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد والرجل بالاثنين والرجل بالجماعة فأما سعد فكان ينطلق بالثمانين. وكان سعد يقول: اللهم هب لي مجدا فإنه لا مجد إلا بفعال وفعال إلا بمال اللهم إنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.
ولما بويع أبو بكر يوم السقيفة لم يرض سعد أن يبايع فقالوا له: نحن قريش عشيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلافة فينا. وكان مريضا فقال عمر: اقتلوا سعدا قتل الله سعدا فحمل إلى داره. ولما بلغ عليا ذلك قال ما معناه: إن تكن الخلافة بالقرابة فنحن أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فالأنصار على دعواهم وقالوا لسعد لما أبى البيعة: لا تساكننا في بلد فنفي إلى حوران فرمي بسهم في الليل فقتل ’’وقالوا إن الجن رمته لما بال قائما’’ وأنه سمع قائل من الجن يقول:

وقيل: إن الذي رماه المغيرة بن شعبة وقيل شخصان غيره رماه كل واحد بسهم وأشيع أن الجن رمته وقالت البيتين ويحكى عن بعض الأنصار أنه قال:
وفي الاستيعاب لم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد أخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول: ولا يرون أحدا ’’نحن قلنا’’ البيتين ويقال: إن الجن قتلته ’’اه’’.
ويا ليت شعري. وما ذنبه إلى الجن حتى تقتله الجن؟!
وفي التعليقة سعد بن عبادة في المجالس ما يظهر منه جلالته وأنه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعلي ’’اه’’. ووقع سعد بن عبادة في طريق الصدوق في باب ما يجب من التعزيز والحدود. وينقل عن محمد بن جرير الطبري، وكأنه الشيعي في مؤلفة عن أبي علقمة قلت لابن عبادة وقد مال الناس إلى بيعة أبي بكر ألا تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال: إليك عني فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ’’إذا أنا مت تضل الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع علي وكتاب الله بيده، لا نبايع أحدا غيره’’، فقلت له: هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أناس في قلوبهم أحقاد وضغائن قلت: بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون الناس فحلف أنه لم يهم بها ولم يردها وأنهم لو بايعوا عليا لكان أول من بايعه.
أقول لا شك أن الأنصار كان هواهم مع علي عليه السلام وأن المهاجرين كانوا منحرفين عنه وقد روى الطبري في تاريخه أنها قالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلا عليا ’’اه’’. وأن سعدا كان هواه مع علي ولكنه لما رأى المهاجرين ورئيس الأوس مالوا مع أبي بكر طلبها لنفسه فلما رأت الخزرج الأوس مالت مع أبي بكر مالت هي معه خوفا أن تكون لهم المكانة عنده دونهم كما نراه اليوم فيمن بيدهم الحكم حذو النعل بالنعل.
ونقل عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: إن أول من جرأ الناس علينا سعد بن عبادة فتح بابا ولجه غيره وأضرم نارا كان لهبها عليه وضؤها لأعدائه.
ولكن المتأمل في مجاري الأحوال يعلم أن الأمر كان مدبرا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تدبيرا محكما وبقي هذا التدبير على إحكامه بعد وفاته وأن سعدا لم يؤثر في ذلك شيئا ومن هنا قد يشك في صحة نسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 224

سعد بن عبادة (ب د ع) سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة، وقيل: حارثة بن حزام بن حزيمة ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، يكنى أبا ثابت، وقيل: أبا قيس، والأول أصح.
وكان نقيب بني ساعدة، عند جميعهم، وشهد بدرا، عند بعضهم، ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين، وذكره فيهم الواقدي، والمدائني، وابن الكلبي.
وكان سيدا جوادا، وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، وكان وجيها في الأنصار، ذا رياسة وسيادة، يعترف قومه له بها، وكان يحمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم جفنة مملوءة ثريدا ولحما تدور معه حيث دار يقال: لم يكن في الأوس ولا في الخزرج أربعة يطعمون يتوالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، وله ولأهله في الجود أخبار حسنة.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين، بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا محمد بن المثنى، وهشام بن مروان المعنى، قال ابن المثنى: أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا الأوزاعي قال: سمعت يحيى بن أبي كثير، يقول: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن قيس بن سعد، قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال: السلام عليكم ورحمة الله، قال: فرد سعد ردا خفيا، قال قيس: فقلت: ألا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: دعه يكثر علينا من السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السلام، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتبعه سعد، فقال: يا رسول الله، إني كنت أسمع تسليمك، وأرد عليك ردا خفيا، لتكثر علينا من السلام، فانصرف معه رسول الله، فأمر له سعد بغسل فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو ورس، فاشتمل بها، ثم رفع رسول الله يديه، وهو يقول: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد ابن عبادة. وقد كان قيس بن سعد من أعظم الناس جودا وكرما، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيس بن سعد بن عبادة: إنه من بيت جود، وفي سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ جاء الخبر أن قريشا سمعوا صائحا يصيح ليلا على أبي قيس:

قال: فظنت قريش أنه يعني سعد بن زيد مناة بن نميم، وسعد هذيم، من قضاعة، فسمعوا الليلة الثانية قائلا:
فقالوا: هذا سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.
ولما كان غزوة الخندق بذل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيينة بن حصن ثلث ثمار المدينة، لينصرف ممن معه من غطفان، واستشار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة دون سائر الناس، فقالا: يا رسول الله، إن كنت أمرت بشيء فافعله، وان كان غير ذلك فو الله ما نعطيهم إلا السيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أومر بشيء، وإنما هو رأى أعرضه عليكما، فقالا: يا رسول الله، ما طمعوا بذلك منا قطع في الجاهلية، فكيف اليوم، وقد هدانا الله بك! فسر النبي صلى الله عليه وسلم بقولهما. وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد سعد بن عبادة يوم الفتح، فمر بها على أبي سفيان، وكان أبو سفيان قد أسلم، فقال له سعد: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا، فلما مر رسول الله في كتيبة، من الأنصار، ناداه أبو سفيان: يا رسول الله، أمرت بقتل قومك، زعم سعد أنه قاتلنا، وقال عثمان، وعبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، ما نأمن سعدا أن تكون منه صولة في قريش، فقال رسول الله: يا أبا سفيان، اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله قريشا، فاخذ رسول الله اللواء من سعد، وأعطاه ابنه قيسا، وقيل: أعطى اللواء الزبير بن العوام، وقيل: أمر عليا فأخذ اللواء، ودخل به مكة.
وكان غيورا شديد الغيرة، وإياه أراد رسول الله بقوله: إن سعدا لغيور، وإني لأغير من سعد، والله أغير منا، وغيرة الله أن تؤنى محارمه. وفي هذا الحديث قصة.
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم طمع في الخلافة، وجلس في سقيفة بني ساعدة ليبايع لنفسه، فجاء إليه أبو بكر، وعمر، فبايع الناس أبا بكر، وعدلوا عن سعد، فلم يبايع سعد أبا بكر ولا عمر، وسار إلى الشام، فأقام به بحوران إلى أن مات سنة خمس عشرة، وقيل: سنة أربع عشرة
وقيل: مات سنة إحدى عشرة، ولم يختلفوا أنه وجد ميتا على مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته بالمدينة حتى سمعوا قائلا يقول من بئر، ولا يرون أحدا:
فلما سمع الغلمان ذلك ذعروا، فحفظ ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد بالشام قيل: إن البئر التي سمع منها الصوت بئر منبه، وقيل: بئر سكن.
قال ابن سيرين: بينا سعد يبول قائما، إذ اتكأ فمات، قتلته الجن، وقال البيتين قيل: إن قبره بالمنيحة، قرية من غوطة دمشق، وهو مشهور يزار إلى اليوم.
روى عنه ابن عباس وغيره، من حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله وهو أجذم، وما من أمير عشرة إلا أتى يوم القيامة مغلولا حتى يطلقه العدل أخرجه الثلاثة.
حزيمة: بفتح الحاء المهملة، وكسر الزاي، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم ميم وهاء

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 468

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 441

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 204

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حرام بن حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري، سيد الخزرج. يكنى أبا ثابت، وأبا قيس. وأمه عمرة بنت مسعود لها صحبة، وماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنة خمس.
وشهد سعد العقبة، وكان أحد النقباء، واختلف في شهوده بدرا، فأثبته البخاري، وقال ابن سعد: كان يتهيأ للخروج فنهس فأقام
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد كان حريصا عليها».
قال ابن سعد: وكان يكتب بالعربية، ويحسن العوم والرمي، فكان يقال له الكامل، وكان مشهورا بالجود هو وأبوه وجده وولده، وكان لهم أطم ينادى عليه كل يوم: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة، وكانت جفنة سعد تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه.
وقال مقسم، عن ابن عباس: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان، مع علي راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار.
وروى له أحمد، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد: زارنا النبي صلى الله عليه وسلم في منزلنا، فقال: «السلام عليكم ورحمة الله....» الحديث.
وفيه: ثم رفع يده فقال: «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة».
وروى أبو يعلى، من حديث جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزى الله عنا الأنصار خيرا لا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة».
وروى ابن أبي الدنيا من طريق ابن سيرين، قال: كان أهل الصفة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد، والرجل بالاثنين، والرجل بالجماعة، فأما سعد فكان ينطلق بثمانين.
وروى الدارقطني كتاب الأسخياء، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان منادى سعد ينادي على أطمه: من كان يريد شحما ولحما فليأت سعدا. وكان سعد يقول: اللهم هب لي مجدا، لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم إنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.
وعن محمد بن سيرين: كان سعد بن عبادة يعشي كل ليلة ثمانين من أهل الصفة.
وقصته في تخلفه عن بيعة أبي بكر مشهورة، وخرج إلى الشام فمات بحوران: سنة خمس عشرة، وقيل سنة ست عشرة.
وروى عنه بنوه: قيس، وسعيد، وإسحاق، وحفيده شرحبيل بن سعيد. وروى عنه من الصحابة أيضا ابن عباس وأبو أمامة بن سهل، وأرسل عنه الحسن وعيسى بن فائد.
وروى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة».
أخرجه في أثناء حديث. وقيل: إن قبره بالمنيحة- قرية بدمشق بالغوطة.
وعن سعيد بن عبد العزيز أنه مات ببصرى، وهي أول مدينة فتحت من الشام.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 55

سعد الأنصاري مضى ذكره في سعد بن عبادة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 75

سعد الأنصاري مضى ذكره في سعد بن عمارة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 75

أبو ثابت، سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي، سيد الخزرج. تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 47

الأنصاري سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة أبو ثابت، ويقال: أبو قيس الأنصاري الخزرجي، سيد الخزرج وأحد النقباء. شهد العقبة الثانية، وكان نقيب قومه بني ساعدة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. وروى عنه بنوه قيس وسعيد وإسحاق بنو سعد وابن عباس. وسكن دمشق ومات بحوران. قيل إن قبره بالمنيحة من إقليم، بيت الآبار. وهو الذي عزمت الأنصار على مبايعته بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل إنه شهد بدرا. وقال ابن سعد في الطبقة الأولى: ممن لم يشهد بدرا، وكان يتهيأ للخروج إلى بدر فنهش فأقام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان حريصا عليها. وكان عقبيا نقيبا سيدا جوادا، وكان يكتب بالعربية في الجاهلية، وكان يحسن العوم والرمي ولذلك سمي الكامل، وكان سعد وعدة آباء له في الجاهلية ينادى على أطمهم: من أحب الشحم واللحم؛ فليأت أطم دليم بن حارثة! وكان سعد والمنذر بن عمرو وأبو دجانة لما أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة. ولما قدم النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كان يبعث إليه سعد في كل يوم جفنة: ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو بخل وزيت أو بسمن وأكثر ذلك اللحم، فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب امرأة عرض عليها ما أراد أن يسمى لها، ثم يقول: وجفنة سعد بن عبادة تأتيك كل غداة، وأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصحفة أو جفنة مملوءة محنا، فقال: يا أبا ثابت ما هذا؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا لقد نحرت أو ذبحت أربعين ذات كبد فأحببت أن أشبعك من المخ، قال: فأكل ودعا له بخير. قال محمد بن عبد الوهاب: قلت لعلي بن غنام: لم سموا نقباء؛ قال: النقيب الضمين ضمنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام قومهم. ولما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر سمعوا صوتا بمكة يقول:

فقالت قريش: لو علمنا من السعدان لفعلنا وفعلنا، فسمعوا من القابلة وهو يقول:
فسعد الأوس: ابن معاذ، وسعد الخزرجين: سعد بن عبادة. وكانت أمه عمرة بنت مسعود من المبايعات، فتوفيت بالمدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. وعن ابن عون أن سعدا بال وهو قائم، فمات فسمع قائل يقول:
وكانت وفاته سنة أربع عشرة أو خمس عشرة أو ست عشرة للهجرة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

سعد بن عبادة ابن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج.
السيد الكبير، الشريف، أبو قيس الأنصاري، الخزرجي، الساعدي المدني النقيب سيد الخزرج.
له أحاديث يسيرة، وهي عشرون بالمكرر.
مات قبل أوان الرواية. روى عنه: سعيد بن المسيب والحسن البصري مرسل له عند أبي داود والنسائي حديثان.
قال أبو الأسود: عن عروة إنه شهد بدرا وقال جماعة ما شهدها.
قال ابن سعد: كان يتهيأ للخروج إلى بدر ويأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج فنهش فأقام فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’لئن كان سعد ما شهد بدرا لقد كان حريصا عليها’’.
قال وكان عقبيا نقيبا سيدا جوادا.
ولما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة كان يبعث إليه كل يوم جفنة من ثريد اللحم أو ثريد بلبن أو غيره فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيوت أزواجه.
وقال البخاري في ’’تاريخه’’ إنه شهد بدرا وتبعه ابن مندة.
وممن روى عنه أولاده قيس وسعيد وإسحاق وابن عباس وسكن دمشق فيما نقل ابن عساكر قال: ومات بحوران وقيل قبره بالمنيحة.
روى ابن شهاب، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت وعليها نذر فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمرني أن أقضيه عنها.
والأكثر جعلوه من ’’مسند ابن عباس’’.
أحمد في مسنده: حدثنا يونس، حدثنا حماد، حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة، عن رجل رده إلى سعيد الصراف، عن إسحاق بن سعد بن عبادة، عن أبيه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’إن هذا الحي من الأنصار مجنة حبهم إيمان وبغضهم نفاق’’.
قال موسى بن عقبة، والجماعة: إنه أحد النقباء، ليلة العقبة.
وعن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، قال: جاء سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو يمتاران لأهل العقبة، وقد خرج القوم، فنذر بهما أهل مكة، فأخذ سعد وأفلت المنذر قال سعد: فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر -يحمر النصب من دم الذبائح عليه- قال: فخلا رجل كأنه رحمني فقال: ويحك! أما لك بمكة من تستجير به؟ قلت: لا إلا أن العاص بن وائل قد كان يقدم علينا بالمدينة فنكرمه فقال رجل من القوم ذكر ابن عمي والله لا يصل إليه أحد منكم فكفوا عني وإذا هو عدي بن قيس السهمي.
حجاج بن أرطاة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: كان لواء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع علي ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة.
رواه أبو غسان النهدي، عن إبراهيم بن الزبرقان، عنه.
معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم لا أعلمه إلا، عن ابن عباس إن راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت تكون مع علي وراية الأنصار مع سعد بن عبادة.
حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: لما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إقفال أبي سفيان قال: ’’أشيروا علي’’ فقام أبو بكر فقال: ’’اجلس’’ فقام سعد بن عبادة فقال: لو أمرتنا يا رسول الله أن نخيضها البحرلأخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا.
أبو حذيفة: حدثنا سفيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: ’’من جاء بأسير فله سلبه’’ فجاء أبو اليسر بأسيرين فقال سعد بن عبادة: يا رسول! الله حرسناك مخافة عليك فنزلت {يسألونك عن الأنفال}.
ورواه عبد الرزاق، عن سفيان.
علي بن بحر، حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل، حدثنا أبي، عن جدي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب المرأة ويصدقها ويشرط لها صحفة سعد تدور معي إذا درت إليك. فكان يرسل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصحفة كل ليلة.
محمد بن إسحاق بن يسار، عن أبيه مرسلا نحوه.
الأوزاعي: عن يحيى بن أبي كثير كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- من سعد كل يوم جفنة تدور معه حيث دار وكان سعد يقول: اللهم ارزقني مالا فلا تصلح الفعال إلا بالمال.
أحمد، حدثنا يزيد، حدثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت: {والذين يرمون المحصنات}، قال سعد سيد الأنصار: هكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’يا معشر الأنصار إلا تسمعون إلى ما يقول سيدكم’’؟ قالوا: لا تلمه! فإنه غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا ولا طلق امرأة قط فاجترأ أحد يتزوجها فقال سعد: يا رسول الله! والله لأعلم أنها حق وأنها من الله ولكني قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء فلا آتي بهم حتى يقضي حاجته.... الحديث.
وفي حديث الإفك: قالت عائشة: فقام سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال كلا والله لا تقتله ولا تقدر على ذلك.
يعني: يرد على سعد بن معاذ سيد الأوس. وهذا مشكل فإن بن معاذ كان قد مات.
جرير بن حازم، عن ابن سيرين: كان سعد بن عبادة يرجع كل ليلة إلى أهله بثمانين من أهل الصفة يعشيهم.
قال عروة: كان سعد بن عبادة يقول: اللهم هب لي حمدا ومجدا اللهم لا يصلحني القليل، ولا أصلح عليه.
قلت: كان ملكا شريفا، مطاعا، وقد التفت عليه الأنصار يوم وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليبايعوه وكان موعوكا، حتى أقبل أبو بكر والجماعة فردوهم، عن رأيهم فما طاب لسعد.
الواقدي: حدثنا محمد بن صالح، عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن الصديق بعث إلى سعد بن عبادة: أقبل فبايع فقد بايع الناس فقال: لا والله! لا أبايعكم حتى أقاتلكم بمن معي فقال بشير بن سعد: يا خليفة رسول الله! إنه قد أبى ولج فليس يبايعكم حتى يقتل ولن يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته فلا تحركوه ما استقام لكم الأمر وإنما هو رجل وحده ما ترك فتركه أبو بكر فلما ولي عمر لقيه فقال: إيه يا سعد! فقال: إيه يا عمر! فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه؟ قال: نعم وقد أفضى إليك هذا الأمر وكان صاحبك والله أحب إلينا منك وقد أصبحت كارها لجوارك قال: من كره ذلك تحول عنه فلم يلبث إلا قليلا حتى انتقل إلى الشام فمات بحوران.
إسنادها كما ترى.
ابن عون، عن ابن سيرين: أن سعدا بال قائما فمات فسمع قائل يقول:

وقال سعد بن عبد العزيز: أول ما فتحت بصرى، وفيها مات سعد بن عبادة.
وقال أبو عبيد: مات سنة أربع عشرة بحوران.
وروى ابن أبي عروبة، عن ابن سيرين: أن سعد به عبادة بال قائما فمات وقال إني أجد دبيبا.
الأصمعي: حدثنا سلمة بن بلال، عن أبي رجاء قال: قتل سعد بن عبادة بالشام رمته الجن بحوران.
الواقدي: حدثنا يحيى بن عبد العزيز من ولد سعد، عن أبيه قال: توفي سعد بحوران لسنتين ونصف من خلافة عمر فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان قائلا من بئر يقول:
فذعر الغلمان، فحفظ ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي مات فيه.
وإنما جلس يبول في نفق فمات من ساعته ووجدوه قد اخضر جلده.
وقال يحيى بن بكير، وابن عائشة، وغيرهما: مات بحوران سنة ست عشرة.
وروى المدائني، عن يحيى بن عبد العزيز، عن أبيه قال: مات في خلافة أبي بكر.
قال ابن سعد: كان سعد يكتب في الجاهلية ويحسن العوم والرمي، وكان من أحسن ذلك سمي الكامل وكان سعد وعدة آباء له قبله ينادى على أطمهم من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 166

سعد بن عبادة بن دليم بن أبي حليمة ويقال ابن أبي حزيمة بن ثعلبة ابن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، يكنى أبا ثابت. وقد قيل أبو قيس، والأول أصح، وكان نقيبا، شهد العقبة وبدرا في قول بعضهم. ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين، وذكره فيهم جماعة غيرهما منهم الواقدي والمدائني وابن الكلبي.
وذكره أبو أحمد الحافظ في كتابه في الكنى بعد أن نسب أباه وأمه، فقال: شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويقال: لم يشهد بدرا، وكان عقيبا نقيبا سيدا جوادا.
قال أبو عمر: كان سيدا في الأنصار مقدما وجيها، له رياسة وسيادة، يعترف قومه له بها.
يقال: إنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، ولا كان مثل ذلك في سائر العرب أيضا إلا ما ذكرنا عن صفوان بن أمية في بابه من كتابنا هذا.
أخبرنا عبد الرحمن إجازة، حدثنا ابن الأعرابي، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني محمد بن صالح القرشي، أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد الله بن نافع، عن أبيه نافع، قال: مر ابن عمر على أطم سعد، فقال لي: يا نافع، هذا أطم جده، لقد كان مناديه ينادي يوما في كل حول، من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم، فمات دليم، فنادى منادي عبادة بمثل ذلك، ثم مات عبادة، فنادى منادي سعد بمثل ذلك، ثم قد رأيت قيس بن سعد يفعل ذلك، وكان قيس جوادا من أجواد الناس.
وبه، عن محمد بن صالح، قال: حدثني عبد الله بن محمد الظفري، قال: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة أن دليما جدهم كان يهدي إلى مناة صنم كل عام عشر بدنات، ثم كان عبادة يهديها كذلك، ثم كان سعد يهديها كذلك إلى أن أسلم، ثم أهداها قيس إلى الكعبة.
وبه، عن محمد بن صالح، قال: حدثني محمد بن عمر الأسلمي، حدثني محمد ابن يحيى بن سهل، عن أبيه، عن رافع بن خديج، قال: أقبل أبو عبيدة ومعه عمر، فقالا لقيس بن سعد: عزمنا عليك ألا تنحر، فلم يلتفت إلى ذلك ونحر، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال: إنه من بيت جود. وفي سعد بن عبادة وسعد بن معاذ جاء الخبر المأثور: إن قريشا سمعوا صائحا يصيح ليلا على أبي قبيس:

قال: فظنت قريش أنهما سعد بن زيد مناة بن تميم وسعد بن هذيم، من قضاعة، فلما كان الليلة الثانية سمعوا صوتا على أبي قبيس:
قال فقالوا: هذان والله سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.
قال أبو عمر: وإليهما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق يشاورهما فيما أراد أن يعطيه يومئذ عيينة بن حصن من تمر المدينة، وذلك أنه أراد أن يعطيه يومئذ ثلث أثمار المدينة، لينصرف بمن معه من غطفان، ويخذل الأحزاب، فأبى عيينة إلا أن يأخذ نصف التمر، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة دون سائر الأنصار، لأنهما كانا
سيدي قومهما، كان سعد بن معاذ سيدا لأوس، وسعد بن عبادة سيدا لخزرج، فشاورهما في ذلك، فقالا: يا رسول الله، إن كنت أمرت بشيء فافعله وامض له، وإن كان غير ذلك فو الله لا نعطيهم إلا السيف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أومر بشيء، ولو أمرت بشيء ما شاورتكما، وإنما هو رأي أعرضه عليكما.
فقالا: والله يا رسول الله ما طمعوا بذلك منا قط في الجاهلية، فكيف اليوم؟
وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزنا. والله لا نعطيهم إلا السيف. فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهما، وقال لعيينة بن حصن ومن معه: ارجعوا، فليس بيننا وبينكم إلا السيف، ورفع بها صوته. وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد سعد بن عبادة، فلما مر بها على أبي سفيان- وكان قد أسلم أبو سفيان- قال سعد إذ نظر إليه: اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل المحرمة. اليوم أذل الله قريشا.
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة الأنصار، حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه: يا رسول الله، أمرت بقتل قومك؟ فإنه زعم سعد ومن معه حين مر بنا أنه قاتلنا. وقال: اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل المحرمة، اليوم أذل الله قريشا. وإني أنشدك الله في قومك، فأنت أبر الناس وأرحمهم وأوصلهم.
وقال عثمان، وعبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، والله ما نأمن من سعد أن تكون منه في قريش صولة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يا أبا سفيان، اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله قريشا.
وقال ضرار بن الخطاب الفهري يومئذ:
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ألى سعد بن عبادة، فنزع اللواء من يده، وجعله بيد قيس ابنه، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللواء لم يخرج عنه، إذ صار إلى ابنه، وأبى سعد أن يسلم اللواء إلا بأمارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمامته، فعرفها سعد.
فدفع اللواء إلى ابنه قيس، هكذا ذكر يحيى بن سعيد الأموي في السير، ولم يذكر ابن إسحاق هذا الشعر ولا ساق هذا الخبر.
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الراية الزبير، إذ نزعها من سعد.
وروي أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عليا فأخذ الراية، فذهب بها حتى دخل مكة، فغرزها عند الركن.
وتخلف سعد بن عبادة عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه، وخرج من المدينة، ولم ينصرف إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه، وذلك سنة خمس عشرة. وقيل سنة أربع عشرة. وقيل: بل مات سعد بن عبادة في خلافة أبي بكر سنة إحدى عشرة. ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول- ولا يرون أحدا:
ويقال: أن الجن قتلته.
وروى ابن جريج عن عطاء، قال: سمعت الجن قالت في سعد بن عبادة، فذكر البيتين. روى عنه من الصحابة عبد الله بن عباس. وروى عنه ابناه وغيرهم.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 594

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة. ويكنى أبا ثابت وأمه عمرة وهي الثالثة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن الخزرج. وهو ابن خالة سعد بن زيد الأشهلي من أهل بدر. وكان لسعد بن عبادة من الولد سعيد ومحمد وعبد الرحمن وأمهم غزية بنت سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة. وقيس وأمامة وسدوس وأمهم فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة. وكان سعد في الجاهلية يكتب بالعربية. وكانت الكتابة في العرب قليلا. وكان يحسن العوم والرمي وكان من أحسن ذلك سمي الكامل. وكان سعد بن عبادة وعدة آباء له قبله في الجاهلية ينادى على أطمهم: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة.
أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه قال: أدركت سعد بن عبادة وهو ينادي على أطمه: من أحب شحما أو لحما فليأت سعد بن عبادة. ثم أدركت ابنه مثل ذلك يدعو به. ولقد كنت أمشي في طريق المدينة وأنا شاب فمر علي عبد الله بن عمر منطلقا إلى أرضه بالعالية فقال: يا فتى تعال انظر هل ترى على أطم سعد بن عبادة أحدا ينادي؟ فنظرت فقلت: لا. فقال: صدقت.
أخبرنا أبو أسامة قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن سعد بن عبادة كان يدعو: اللهم هب لي حمدا وهب لي مجدا. لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال.
اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.
قال محمد بن عمر: وكان سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وأبو دجانة لما أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة. وشهد سعد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وكان أحد النقباء الأثني عشر فكان سيدا جوادا ولم يشهد بدرا. وكان يتهيأ للخروج إلى بدر ويأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج فنهش قبل أن يخرج فأقام. [فقال رسول الله. ص: لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصا].
وروى بعضهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب له بسهمه وأجره وليس ذلك بمجمع عليه ولا ثبت ولم يذكره أحد ممن يروي المغازي في تسمية من شهد بدرا. ولكنه قد شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان سعد لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث إليه في كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو ثريد بخل وزيت أو بسمن. وأكثر ذلك اللحم. فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيوت أزواجه. وكانت أمه عمرة بنت مسعود من المبايعات فتوفيت بالمدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - غائب في غزوة دومة الجندل. وكانت في شهر ربيع الأول سنة خمس من الهجرة. وكان سعد بن عبادة معه في تلك الغزوة. فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أتى قبرها فصلى عليها.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن أم سعد بن عباده ماتت والنبي. ع. غائب فقال له
سعد: إن أم سعد ماتت وإني أحب أن تصلي عليها. فصلى عليها وقد أتى لها شهر.
[أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا محمد بن أبي حفصة قال: أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: استفتى سعد بن عبادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نذر كان على أمه فتوفيت قبل أن تقضيه. فقال رسول الله. ص: اقضه عنها]. [أخبرنا روح بن عبادة. أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني يعلى أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول: أنبأنا ابن عباس أن سعد بن عبادة ماتت أمه وهو غائب عنها فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أفينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها].
[أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن سعدا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أم سعد ماتت ولم توص فهل ينفعها أن أصدق عنها؟ قال: نعم. قال: فأي الصدقة أحب إليك. أو قال: أعجب إليك؟
قال: اسق الماء] [أخبرنا هشام أبو الوليد قال: أخبرنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن أم سعد ماتت فسأل النبي. ع: أي الصدقة أفضل؟ قال: اسق الماء].
أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا سويد أبو حاتم صاحب الطعام قال:
سمعت الحسن. وسأله رجل أشرب من ماء هذه السقاية التي في المسجد فإنها صدقة. فقال الحسن: قد شرب أبو بكر وعمر. رضي الله عنهما. من سقاية أم سعد فمه؟
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معمر ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب أن الأنصار حين توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ومعهم سعد بن عبادة فتشاوروا في البيعة له. وبلغ الخبر أبا بكر وعمر. رضي الله عنهما. فخرجا حتى أتياهم ومعهما ناس من المهاجرين. فجرى بينهم وبين الأنصار كلام ومحاورة في بيعة سعد بن عبادة.
فقام خطيب الأنصار فقال: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب. منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. فكثر اللغط وارتفعت الأصوات فقال
عمر: فقلت لأبي بكر ابسط يدك. فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة وكان مزملا بين ظهرانيهم فقلت: ما له؟
فقالوا: وجع. قال قائل منهم: قتلتم سعدا. فقلت: قتل الله سعدا. إنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمرنا أقوى من مبايعة أبي بكر. خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا بعدنا فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فسادا.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة أن أقبل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك. فقال: لا والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي وأقاتلكم بمن تبعني من قومي وعشيرتي. فلما جاء الخبر إلى أبي بكر قال بشير بن سعد: يا خليفة رسول الله إنه قد أبى ولج وليس بمبايعكم أو يقتل ولن يقتل ولن يقتل الخزرج حتى تقتل الأوس. فلا تحركوه فقد استقام لكم الأمر فإنه ليس بضاركم إنما هو رجل وحده ما ترك. فقبل أبو بكر نصيحة بشير. فترك سعدا. فلما ولي عمر لقيه ذات يوم في طريق المدينة فقال: إيه يا سعد. فقال سعد: إيه يا عمر. فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه؟ فقال سعد: نعم أنا ذاك وقد أفضى إليك هذا الأمر. كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد والله أصبحت كارها لجوارك. فقال عمر: إنه من كره جوار جاره تحول عنه فقال سعد: أما أني غير مستنسئ بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك.
قال فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج مهاجرا إلى الشام في أول خلافة عمر بن الخطاب فمات بحوران.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه قال: توفي سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف من خلافة عمر. قال محمد بن عمر: كأنه مات سنة خمس عشرة. قال عبد العزيز: فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن وهم يقتحمون نصف النهار في حر شديد قائلا يقول من البئر:

فذعر الغلمان فحفظوا ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد فإنما جلس يبول في نفق فاقتتل فمات من ساعته. ووجدوه قد اخضر جلده.
أخبرنا يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة قال: سمعت محمد بن سيرين
يحدث أن سعد بن عبادة بال قائما فلما رجع قال لأصحابه: إني لأجد دبيبا. فمات فسمعوا الجن تقول:

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 460

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة من الأنصار. ويكنى أبا ثابت. وأمه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. وهو ابن خالة مسعود بن زيد الأشهلي من أهل بدر. وكان سعد بن عبادة في الجاهلية يكتب بالعربية ويحسن العوم والرمي. وكان من أحسن ذلك سمي الكامل. وشهد سعد العقبة مع السبعين من الأنصار. وكان أحد النقباء الاثني عشر. وكان سيدا جوادا. ولم يشهد بدرا. وكان تهيأ للخروج إلى بدر ويأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج فنهش [فقال رسول الله. ص: لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصا.] وشهد بعد ذلك أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ومعهم سعد بن عبادة فتشاوروا في البيعة له وبلغ الخبر أبا بكر وعمر فخرجا حتى أتياهم ومعهما ناس من المهاجرين فجرى بينهم كلام ومحاورة. فقال عمر لأبي بكر: ابسط يدك. فبايعه وبايعه المهاجرون والأنصار ولم يبايعه سعد بن عبادة. فتركه فلم يعرض له حتى توفي أبو بكر وولي عمر فلم يبايع له أيضا. فلقيه عمر ذات يوم في طريق من طرق المدينة فقال له عمر: إيه يا سعد إيه
يا سعد! فقال سعد: إيه يا عمر! فقال عمر: أنت صاحب ما أنت عليه؟ فقال سعد:
نعم أنا ذلك. وقد أفضى الله إليك هذا الأمر. وكان واليه صاحبك أحب إلينا منك وقد والله أصبحت كارها لجوارك. فقال عمر. رضي الله عنه: إن من كره جارا جاوره تحول عنه. فقال سعد: أما أني غير مستسر بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير من جوارك. قال: فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج مهاجرا إلى الشام في أول خلافة عمر. رحمه الله.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه قال: توفي سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف من خلافة عمر.
قال محمد بن عمر: كأنه مات سنة خمس عشرة. قال عبد العزيز: فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن وهم يمتحون نصف النهار في حر شديد قائلا يقول:

فذعر الغلمان فحفظ ذلك اليوم فوجدوه ذلك اليوم الذي مات فيه سعد. وإنما جلس يبول في نفق فاغتسل فمات من ساعته. وجدوه قد اخضر جلده.
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة قال: سمعت محمد بن سيرين يحدث أن سعد بن عبادة بال قائما. فلما رجع قال لأصحابه: إني لأجد دبيبا.
فمات. فسمعوا الجن تقول:

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 273

سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري ممن شهد العقبتين وبدرا وكان نقيبا وهو الذي يقال له سعد الخزرج كان سيدهم غير مدافع وله ثلاث كنى أبو ثابت وأبو قيس وأبو الحباب مات لسنتين ونصف مضين من خلافة عمر بن الخطاب رضه بالحوران من أرض الشام

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 28

سعد بن عبادة، أبو ثابت، الأنصاري، الخزرجي، المدني.
شهد بدرا.
قال عبد الرحمن بن عبد الله، مولى بني هاشم: حدثنا سعيد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل بن سعد، عن أبيه، عن جده سعد بن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ سيد الأيام عند الله يوم الجمعة، أعظم من يوم النحر والفطر، وفيه خمس خلالٍ: خلق فيه آدم، وفيه أهبط من الجنة إلى الأرض، وفيه توفي آدم، وفيه ساعةٌ لا يسأل العبد فيها ربه، إلا أعطاه، ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة.
وقال زهير بن محمد، عن ابن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده، عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عبيد الله بن عمرو: عن ابن عقيل، عن عمرو بن شرحبيل، من ولد سعد، عن سعد بن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1

سعد بن عبادة أبو ثابت
وأبو قيس سيد الخزرج أحد النقباء قيل شهد بدرا عنه بنوه قيس وسعد وإسحاق مات بحوران 15 وقيل 14 له مناقب مدونة 4

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

سعد بن عبادة سيد الخزرج

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 21

(ع) سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، سيد الخزرج أبو ثابت، وقيل: أبو قيس المدني، اختلف في شهوده بدرا.
كذا ذكره المزي، وكأنه لم ير ما في «كتاب أبي نعيم الحافظ»: سعد ابن عبادة بن دليم، ويقال: دلهم، عقبي بدري أحدي شهد المشاهد كلها، وقال البخاري: شهد بدرا، وكذا ذكره أبو حاتم الرازي، وأبو أحمد الحاكم.
وقال أبو عمر: يكنى أبا ثابت وهو أصح.
وذكره في البدريين المدائني، والكلبي، وكان سيدا جوادا مقدما وجيها له سيادة ورئاسة، ويقال: لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون يتوالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة ابن دليم، ولا كان مثل ذلك في سائر العرب إلا ما ذكر عن صفوان بن أمية، وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد سعد بن عبادة، فلما مر بها على أبي سفيان قال سعد لما نظر إليه:

اليوم أذل الله قريشا
فشكى أبو سفيان ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله فيه قريشا»، فقال ضرار بن الخطاب في ذلك:
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء من يده ودفعه إلى قيس ابنه، وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب «هواتف الجان»: سمع بالمدينة يوما هاتفا يقول:
وقال ابن حبان: يكنى أبا الحباب، وشهد بدرا، وهو الذي يقال له سعد الخزرج.
وممن ذكره في البدريين أبو منصور الباوردي، وأبو علي بن السكن.
وقال محمد بن جرير في كتاب «الصحابة»: كان من الكتبة، وما علم بموته حتى سمع غلمانا في بئر منبه أو بئر سكن بالمدينة وهم يقتحمون نصف النهار في حر شديد قائلا يقول: نحن قتلنا سيد الخزرج الرجز، فذعر، فحسب ذلك اليوم فكان يوم موته.
وفي «تاريخ الفلاس»: مات في أول سنة عشر.
وأما ما حكاه المزي عن سفيان في هذه الترجمة: عبادة بن الصامت عقبي بدري فلا أعلم لذكره هنا وجها، والله أعلم.
وفي «فتوح مصر» لابن عبد الحكم: كان أسود.
وفي «المجالسة» للدينوري: جاء سعد بن عبادة بصحفة أو جفنة مملوءة مخا، فقال: يا ثابت ما هذا؟ قال: والذي بعثك بالحق لقد نحرت أو ذبحت أربعين ذات كبد فأحببت أن أشبعك من المخ، قال: فأكل ودعا له بخير.
قال أرقم بن حبيب الراوي: بلغني أن الخيزران لما حدثت بهذا قسمت من مالها قسما على ولد سعد وقالت: أكافئهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي «أوائل العسكري» قال سعد: يا رسول الله لو وجدت لكعا تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه، ولا أخبركم إلا أن آتي بأربعة شهداء فقال لي: «يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم» قالوا: يا رسول الله لا تلمه فإنه غيور، والله ما تزوج قط إلا عذراء ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا أن يتزوجها.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف
بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري كنيته أبو ثابت وقد قيل أبو قيس ويقال أبو لبابة شهد بدراً والعقبة وكان نقيباً ومات لسنتين ونصف من خلافة عمر سنة خمس عشرة بالحوران من أرض الشام وهو الذي يقال له سيد الخزرج وأمه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيم بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج
حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، نا زكريا بن عدي وحدثنا أحمد بن النضر، نا حكيم بن سيف قالا: نا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن زياد الثقفي، عن الحسن البصري، أن سعد بن عبادة، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أمي كنت أبرها وإنها ميتةٌ فهل ينفعها إن تصدقت عنها أو أعتقت عنها؟ قال: «نعم»
حدثنا معاذ بن المثنى، نا محمد بن كثير، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن سعد أنه قال يا رسول الله إن أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل؟ قال: «الماء»
حدثنا عمر بن حفص السدوسي، نا عاصم بن علي، نا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ’’ كن على صدقة بني فلان وانظر لا تأتي يوم القيامة ببكر تحمله على عنقك أو كاهلك له رغاءٌ قال: يا رسول الله اصرفها عني فصرفها عنه ’’
حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب، نا ابن أبي أويس، نا أبي، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل، عن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم «قضى باليمين مع الشاهد الواحد في الحقوق»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي المديني
والد قيس بن سعد أبو ثابت له صحبة شهد بدراً روى عنه ابن عباس وابنه إسحاق بن سعد بن عبادة سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1