السري السقطي سري بن المغلس السقطي، أبو الحسن: من كبار المتصوفة. بغدادي المولد والوفاة. وهو من تكلم في بغداد بلسان التوحيد واحوال الصوفية، وكان امام البغداديين وشيخهم في وقته. وهو خال الجنيد، واستاذه قال الجنيد: ما رأيت أعبد من السري، اتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعا الا في علة الموت. من كلامه: (من عجز عن ادب نفسه كان عن ادب غيره اعجز).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 82
سري السقطي سري بن المغلس أبو الحسن السقطي. أحد رجال الطريقة وأرباب الحقيقة. كان أوحد زمانه في الورع وعلوم التوحيد، وهو خال الجنيد وأستاذه وهو تلميذ معروف الكرخي، يقال، إنه كان في دكانه فجاءه يوما معروف ومعه صبي يتيم، فقال له: اكس هذا اليتيم! قال السري: فكسوته، ففرح به معروف وقال: بغض الله إليك الدنيا! وكل ما أنا فيه من بركات معروف. وقال: منذ ثلاثين سنة أنا في الاستغفار من قولي مرة: الحمد لله، قيل له: وكيف ذلك؟ قال: وقع ببغداد حريق فاستقبلني واحد وقال: نجا حانوتك! فقلت: الحمد لله! فأنا نادم من ذلك الوقت حيث أردت لنفسي خيرا من دون الناس. وقال الجنيد: دخلت يوما على خالي السري وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال جاءتني البارحة الصبية، فقالت: يا أبت هذه ليلة حارة وهذا الكوز أعلقه ههنا، ثم إنه حملتني عيناي فرأيت جارية من أحسن خلق الله تعالى قد نزلت من السماء. فقلت: لمن أنت؟ فقالت: لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان، وتناولت الكوز وضربت به الأرض! قال الجنيد: فرأيت الخزف المكسور لم يرفعه حتى عفا عليه التراب. وتوفي السري سنة ثلاث وخمسين ومائتين. وحدث عن الفضيل بن عياض وهشيم وأبي بكر بن عياش وجماعة. أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رئي مضطجعا إلا في علة الموت، قاله الفرخاني عن الجنيد.
وقال السري: صليت ليلة وردي ومددت رجلي في المحراب، فنوديت: يا سري! كذا تجالس الملوك؟ فضممت رجلي، ثم قلت: وعزتك وجلالتك لا مددتها! وابنه إبراهيم بن السري قريب الحال من أبيه.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
السري بن المغلس السقطي الإمام القدوة، شيخ الإسلام، أبو الحسن البغدادي.
ولد في حدود الستين ومائة.
وحدث عن: الفضيل بن عياض، وهشيم بن بشير، وأبي بكر بن عياش، وعلي بن غراب، ويزيد بن هارون، وغيرهم بأحاديث قليلة، واشتغل بالعبادة، وصحب معروفا الكرخي، وهو أجل أصحابه.
روى عنه: الجنيد بن محمد، والنوري أبو الحسين، وأبو العباس بن مسروق، وإبراهيم
ابن عبد الله المخرمي، وعبد الله بن شاكر، فروى ابن شاكر. عنه، قال: صليت وردي ليلة، ومددت رجلي في المحراب، فنوديت: يا سري كذا تجالس الملوك! فضممتها، وقلت: وعزتك لا مددتها.
قال أبو بكر الحربي: سمعت السري يقول: حمدت الله مرة، فأنا أستغفر من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة قيل: وكيف ذاك؟ قال: كان لي دكان فيه متاع، فاحترق السوق، فلقيني رجل، فقال: أبشر دكانك سلمت، فقلت: الحمد لله ثم فكرت، فرأيتها خطيئة.
ويقال: إن السري رأى جارية سقط من يدها إناء، فانكسر، فأخذ من دكانه إناء، فأعطاها، فرآه معروف الكرخي، فدعا له قال: بغض الله إليك الدنيا. قال: فهذا الذي أنا فيه من بركات معروف.
وقال الجنيد: سمعت سريا يقول: أشتهي منذ ثلاثين جزرة أغمسها في دبس وآكلها، فما يصح لي. وسمعته يقول: أحب أن آكل أكلة ليس لله علي فيها تبعة، ولا لمخلوق فيها منة، فما أجد إلى ذلك سبيلا. ودخلت على السري، وهو يجود بنفسه، فقلت: أوصني. قال: لا تصحب الأشرار، ولا تشتغلن عن الله بمجالسة الأخيار.
قال الفرخاني: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبد لله من السري أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رئي مضطجعا إلا في علة الموت.
قال الجنيد: وسمعته يقول: إني لأنظر إلى أنفي كل يوم مخافة أن يكون وجهي قد اسود، وما أحب أن أموت حيث أعرف، أخاف أن لا تقبلني الأرض، فأفتضح.
وسمعته يقول: فاتني جزء من وردي، فلا يمكنني قضاؤه، يعني: لاستغراق أوقاته.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كان السري أول من أظهر ببغداد لسان التوحيد وتكلم في علوم الحقائق، وهو إمام البغداديين في الإشارات.
قلت: وممن صحبه: العباس بن يوسف الشكلي، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي.
توفي في شهر رمضان، سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وقيل: توفي سنة إحدى وخمسين.
وقيل: سنة سبع وخمسين.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 532
السري السقطي ومنهم العلم المنشور والحكم المذكور شديد الهدى حميد السعي ذو القلب التقي والورع الخفي عن نفسه راحل ولحكم ربه نازل أبو الحسن السري بن المغلس السقطي خال أبي القاسم الجنيد وأستاذه
أخبرني جعفر بن محمد بن نصير، في كتابه وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال: سمعت الجنيد بن محمد، يقول: سمعت السري بن المغلس، يقول: ’’لو أحسست بإنسان يريد أن يدخل علي فقلت بلحيتي كذا وأمر يده على لحيته، كأنه يريد تسويتها من أجل دخول الداخل لخفت أن يعذبني الله على ذلك بالنار، قال: وسمعت السري، يقول: إني لأنظر إلى أنفي كل يوم مرارا مخافة أن يكون وجهي قد اسود، قال: وسمعت السري، يقول: ما أحب أن أموت حيث أعرف فقيل له: ولم ذلك يا أبا الحسن؟ قال: أخاف أن لا يقبلني قبري فأفتضح، قال: وسمعت السري، يقول: إن نفسي تنازعني أن اغمس جزرة في دبس منذ ثلاثين سنة فما يمكنني، قال: وسمعت السري، يقول: إني أحب أن آكل أكلة ليس لله علي فيها تبعة ولا لمخلوق فيها منة، فما أجد إلى ذلك سبيلا، قال: وسمعت السري، يقول: خرجنا يوما من مكة نريد بعض المواضع فلما أصحرنا رأيت في مجرى السيل طاقة بقل فمددت يدي فأخذتها وقلت: الحمد لله ورجوت أن تكون حلالا ليس لمخلوق فيها منة فقال لي بعض من رآني وقد أخذتها: يا أبا الحسن، فالتفت فإذا مثل تلك الطاقة فقال لي: خذ هذا من نائبك، فقلت له: الطاقة الأولى ليس لأحد فيها منة وهذا بدلا لعلك تريد لك علي فيه منة، إنما أريد ما ليس لمخلوق فيه منة، ولا لله فيه تبعة قال: وسمعت السري، يقول: كان أهل الورع في وقت من الأوقات أربعة: حذيفة المرعشي، وإبراهيم بن أدهم، ويوسف بن أسباط، وسليمان الخواص فنظروا في الورع فلما ضاقت عليهم الأمور فزعوا إلى التقلل، قال: وسمعت السري، يقول: كنت بطرسوس وكان معي في الدار فتيان متعبدون وكان في الدار تنور يخبزون فيه فانكسر التنور فعملت لهم بدله من مالي فتورعوا أن يختبزوا فيه، قال: وسمعت السري وذكر أن أبا يوسف الغسولي، كان يلزم الثغر ويغزو وكان إذا غزا ودخلوا بلاد الروم أكل أصحابه من طعام الروم وفواكههم فيقول أبو يوسف: لا آكل فيقال له: تشك أنه حلال فيقول: لا أشك هو حلال، فيقال له: فكل من الحلال، فيقول: إنما الزهد في الحلال، قال: وسمعت السري، يذم من يأكل بدينه ويقول: من النذالة أن يأكل العبد بدينه’’
حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، ثنا علي بن الحسين بن حرب قال: بعث بي أبي إلى السري بشيء من حب السعال لسعال كان به فقال لي: كم ثمنه؟ قلت له: لم يخبرني بشيء، فقال: اقرأ عليه السلام وقل له: ’’نحن نعلم الناس منذ خمسين سنة أن لا يأكلوا بأديانهم ترانا اليوم نأكل بأدياننا؟
سمعت محمد بن إبراهيم بن محمد، يقول: سمعت علي بن عبد الحميد الغضائري الحلبي، يقول: سمعت سريا السقطي، ودققت عليه الباب فقام إلى عضادتي الباب فسمعته يقول: «اللهم اشغل من شغلني عنك بك فكان من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة من حلب على رجلي ماشيا ذاهبا وجائيا»
سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني يقول: ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حمدان، ثنا إسماعيل بن عبد الله الشامي قال: قال سري السقطي: ’’خمس من كن فيه فهو شجاع بطل: استقامة على أمر الله ليس فيها روغان، واجتهاد ليس معه سهو، وتيقظ ليس معه غفلة، ومراقبة الله في السر والجهر ليس معه رياء ومراقبة الموت بالتأهب’’
سمعت أبا عبد الله، يقول: ثنا أبو حامد، ثنا إسماعيل قال: قال السري السقطي: ’’للمريد عشر مقامات: التحبب إلى الله بالنافلة والتزين عنده بنصيحة الأمة، والأنس بكلام الله والصبر على أحكامه والأثرة لأمره والحياء من نظره وبذل المجهود في محبوبه والرضا بالقلة والقناعة بالخمول’’
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمد، ثنا إسماعيل بن عبد الله الشامي قال: قال سري السقطي: ’’للخائف عشرة مقامات: الحزن اللازم، والهم الغالب، والخشية المقلقة، وكثرة البكاء، والتضرع في الليل والنهار، والهرب من مواطن الراحة، وكثرة الوله، ووجل القلب وتنغص العيش، ومراقبة الكمد’’
سمعت أبا الحسين محمد بن علي بن حبيش يقول: سمعت القاسم بن عبد الله البزاز، يقول: سمعت سريا السقطي، يقول: ’’لو أن رجلا دخل إلى بستان فيه من جميع ما خلق الله من الأشجار عليها جميع ما خلق الله من الأطيار فخاطبه كل طير منها بلغته وقال: السلام عليك يا ولي الله، فسكنت نفسه إلى ذلك كان في يديها أسيرا’’
حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا أبو العباس السراج قال: سمعت إبراهيم بن السري السقطي، يقول: سمعت أبي يقول: «عجبت لمن غدا وراح في طلب الأرباح وهو مثل نفسه لا يربح أبدا»
حدثنا إبراهيم بن محمد، ثنا أبو العباس السراج قال: سمعت ابن السري، يقول: سمعت أبي يقول: «لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها»
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم، يقول: سمعت أبا القاسم المطرز، يقول: سمعت الجنيد بن محمد، يقول: سمعت السري بن المغلس، يقول: «وددت أن حزن الخلق، كلهم ألقي علي»
سمعت أبي يقول: سمعت أحمد، يقول: سمعت أبا القاسم، يقول: سمعت الجنيد، يقول: سمعت السري، يقول: «إن في النفس لشغلا عن الناس»
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا عباس بن يوسف الشكلي، ثنا محمد بن إسحاق الأسلمي قال: سمعت السري، يقول: «المغبون من فنيت أيامه بالتسويف والمغبون من تمنى الصالحون مقامه»
حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، ثنا علي بن الحسين بن حرب القاضي إملاء قال: سمعت السري، يقول: سئل حكيم من الحكماء: متى يكون العالم مسيئا؟ قال: «إذا كثر بقاؤه وانتشرت كتبه وغضب أن يرد عليه شيء من قوله، هذا أو معناه»
أخبرنا جعفر، في كتابه، وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال: سمعت الجنيد بن محمد، يقول: بعثني السري يوما في حاجة فأبطأت عليه فلما جئت قال لي: إذا بعث بك رجل يتكلم في موارد القلوب في حاجة فلا تبطئ عليه فإنك تشغل قلبه قال: وسمعت السري، يقول: احذر أن تكون ثناء منشورا وعيبا مستورا وسمعته يقول: سمعت أبا جعفر السماك وكان شيخا شديد العزلة فرأى عندي جماعة قد اجتمعوا حولي فوقف ولم يقعد ثم نظر إلي فقال لي: أبا الحسن، صرت مناخا للبطالين فرجع ولم يقعد ثم نظر إلي اجتماعهم حولي قال: وسمعت السري، يقول: إني أعرف طريقا يؤدي إلى الجنة قصدا، فقيل له: ما هو يا أبا الحسن؟ قال: أن تشتغل بالعبادة وتقبل عليها وحدها حتى لا يكون فيك فضل قال: وسمعت السري، يقول: أعرف طريقا مختصرا يؤديكم إلى الجنة فقلت: ما هو؟ قال: لا تأخذ من أحد شيئا ولا تسل أحدا شيئا ولا يكن معك ما تعطي منه أحدا شيئا قال: وسمعت السري، يقول: رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل قال: وكان إذا أراد أن يفيدني سألني، فقال لي يوما: ما الشكر؟ فقلت: أن لا يعصى في نعمة، فقال: ما أحسن ما أجبت، ما أحسن ما تقول، قال الجنيد: وهذا هو فرض الشكر أن لا يعصى في نعمة’’
أخبرنا جعفر بن محمد، في كتابه، وحدثني عنه نصر بن أبي نصر قال: سمعت الجنيد بن محمد، يقول: قال رجل لسري السقطي: كيف أنت؟ فأنشأ يقول:
[البحر الكامل]
من لم يبت والحب حشو فؤاده | لم يدر كيف تفتت الأكباد |
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 10- ص: 116
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 10- ص: 116
السري السقطي، من عباد البغداديين.
يروي عن أبي نعيم، وأهل العراق. حدثنا عنه علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 4- ص: 1
السري السقطي
من عباد البغداديين
يروي عن أبي نعيم وأهل العراق حدثنا عنه علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 8- ص: 1