سراقة البارقي سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي الأزدي: شاعر عراقي، يماني الأصل. كان ممن قاتل المختار الثقفي (سنة 66 هـ) بالكوفة، وله شعر في هجائه. وأسره أصحاب المختار، وحملوه إليه، فأمر باطلاقه - في خبر طويل - فذهب إلى مصعب بن الزبير، بالبصرة، ومنها إللى دمشق. ثم عاد إلى العلااق مع بشر بن مروان والى الكوفة، بعد مقتل المختار. ولما ولى الحجاج بن يوسف العراق هجاه سراقة، فطلبه، ففر إللى الشام، وتوفي بها. كان ظريفا، حسن الإنشاد، حلو الحديث، يقربه الأمراء ويحبونه. وكانت بينه وبين جرير مهاجاة. وفي تاريخ ابن عساكر أنه أدرك عصر النبوة وشهد اليرموك. له ’’ديوان شعر - ط) صغير، حققه وشرحه حسين نصار.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 80
سراقة بن مرداس الآزدي البارقي في تاريخ دمشق لابن عساكر: شاعر من شعراء العراق أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك وكان بارزا إلى الأزد يعاونها قدم دمشق في أيام عبد الملك هاربا من المختار ابن أبي عبيد الثقفي وكان قد هجاه ثم رجح إلى العراق مع بشر ابن مروان وكانت بينه وبين جرير مهاجاة وقال ابن عثمان البجلي الكوفي كان سراقة البارقي شاعرا طريفا تحبه الملوك وكان قاتل المختار فأخذه أسيرا فأمر بقتله فقال والله لا تقتلني حتى تنقض دمشق حجرا حجرا فقال المختار لأبي عمرة من يخرج أسرارنا؟ ثم قال من أسرك قال قوم على خيل بلق عليهم ثياب بيض لا أراهم في عسكرك فأقبل المختار على أصحابه فقال إن عدوكم يرى من هذا ما لا ترون ثم قال إني قاتلك قال والله يا أمين آل محمد أنت تعلم أن هذا ليس باليوم الذي تقتلني فيه قال ففي أي يوم أقتلك قال يوم تضع كرسيك على باب مدينة دمشق فتدعوني يومئذ فتضرب عنقي فقال المختار يا شرطة الله من يذيع حديثي؟ ثم خلى عنه وكان المختار يكنى أبا إسحاق فقال سراقة:
ألا أبلغ أبا إسحاق أني | رأيت البلق دهما مصمتات |
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا | علي هجاءكم حتى الممات |
أري عيني ما لم ترأياه | كلانا عالم بالترهات |
ألا أبلغ أبا إسحاق أنا | غزونا غزوة كانت علينا |
خرجنا لا نرى الضعفاء شيئا | وكان خروجنا بطرا وحينا |
نراهم في مصفهد قليلا | وهم مثل الدبى لما التقينا |
لقينا منهم ضربا طلحفا | وطعنا في ضاحكا حين التقينا |
نصرت على عدوك كل يوم | بكل كتيبة تنعى حسينا |
كنصر محمد في يوم بدر | ويوم الشعب إذ لاقى حنينا |
أبلغ تميما غثها وسمينها | والقول يقصد تارة ويجور |
إن الفرزدق بزرت حلباته | عفوا وغودر في الغبار جرير |
ما كنت أول محمر عثرت به | آباؤه إن اللئيم عثور |
حرر كليبا إن خير صنيعة | يوم الحساب العتق والتحرير |
هذا الفضاء البارقي وإنني | بالميل فى ميزانه لجدير |
يا صاحبي هل الصباح منير | أم هل للوم عواذلي تفتير |
يا بشر إنك لم تزل في نعمة | يأتيك من قبل المليك بشير |
بشر أبو مروان إن عاسرته | عسر وعند يساره ميسور |
يا بشر حق لوجهك التبشير | هلا غضبت لنا وأنت أمير |
قد كان حقك أن تقول لبارق | يا آل بارق فيم سب جرير |
إن الكريمة ينصر الكرم ابنها | وابن اللئيمة للئام نصور |
أمسى سراقة قد عوى لشقائه | خطب وأمك يا سراق يسير (كذا) |
اسراق إنك قد غشيت ببارق | أمرا مطالعه عليك وعور |
اسراق إنك لا نزارا نلتم | والحي من يمن عليك نصير |
أكسحت بأسك للفخار وبارق | شيخان أعمى مقعد وكسير |
أمسى حليك قد أجد فراقا | هاج الحزين وذكر الأشواقا |
وإذا لقيت مجيلسا من بارق | لاقيت أضيع مجلس أخلاقا |
فقد الأكف عن المكارم كلها | والجامعين مذلة ونفاقا |
ولقد هممت بأن أدمدم بارقا | فحفظت فيهم عمنا إسحاقا |
أتاكم غلام من عرانين مذ حج | جري على الأعداء غير نكول |
جزى الله خيرا شرطة الله إنهم | شفوا من عبيد الله أمس غليلي |
ثوى سيد الأزدين أزد شنوءة | وأزد عمان رهن رمس بكازر |
وضارب حتى مات أكرم ميتة | بأبيض صاف كالعقيقة باتر |
وصرح حول التل تحت لوائه | كرام المساعي من رام المعاشر |
قضى نحبه يوم اللقاء ابن مخنف | وأبر عنه كل ألوث دائر |
أمد ولم يمدد فراح مشمرا | إلى الله لم يذهب بأثواب غادر |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 192
الأزدي البارقي سراقة بن مرداس الأزدي البارقي. شاعر من شعراء العراق، هجا المختار بن أبي عبيد، وهرب إلى دمشق أيام عبد الملك، ثم عاد إلى العراق مع بشر بن مروان، وكانت بينه وبين جرير مهاجاة، وكان قد قاتل المختار، فأخذه أسيرا وأمر بقتله، فقال: لا والله! لا تقتلني حتى تنقض دمشق حجرا حجرا! فقال المختار لأبي عمرة: من يخرج أسرارنا؟ ثم قال: من أسرك؟ قال: قوم على خيل بلق عليهم ثياب بيض لا أراهم في عسكرك، فأقبل المختار على أصحابه فقال: إن عدوكم يرى من هذا ما لا ترون، قال: إني قاتلك، قال: والله يا أمين آل محمد إنك تعلم أن هذا ليس باليوم الذي تقتلني فيه! قال: ففي أي يوم أقتلك؟ قال: تضع كرسيك على باب دمشق فتدعوني يومئذ فتضرب عنقي! فقال المختار لأصحابه: يا شرطة الله! من يرفع حديثي؟ ثم خل عنه. فقال سراقة، وكان المختار يكنى أبا إسحاق:
ألا أبلغ أبا إسحاق أني | رأيت البلق دهما مصمتات |
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا | علي هجاءكم حتى الممات |
أري عيني ما لم ترأياه | كلانا عالم بالترهات |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0