سراقة بن مالك سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي الكناني، أبو سفيان، صحابي، له شعر. كان ينزل قديدا. له في كتب الحديث قائفا أخرجه أبو سفيان ليقتاف أثر رسول الله(ص) حين خرج إلى الغار مع أبي بكر. وأسلم بعد غزوة الطائف سنة 8 هـ.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 80
سراقة بن مالك بن جعشم (ب د ع) سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجي، يكنى أبا سفيان.
كان ينزل قديدا، يعد في أهل المدينة، ويقال: سكن مكة.
روى عنه الصحابة: ابن عباس، وجابر، ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وابنه محمد بن سراقة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي، أخبرنا أحمد بن علي بن بدران، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الفارسي الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبى، أخبرنا عمرو بن محمد أبو سعيد، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: اشترى أبو بكر، هو الصديق، رضي الله عنه، من عازب سرجا بثلاثة عشر درهما، فقال له أبو بكر: مر البراء فليحمله إلى منزلي، فقال: لا، حتى تحدثنا كيف صنعت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه؟ فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحيينا ليلتنا ويومنا.. وذكر الحديث إلى أن قال: فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا إلا سراقة بن مالك بن جعشم، على فرس له، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، قال: لا تحزن، إن الله معنا، حتى إذا دنا منا قدر رمح أو رمحين- أو قال: رمحين أو ثلاثة- قال: قلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، وبكيت، قال: لم تبكي؟ قال: قلت: والله ما أبكي على نفسي، ولكنى أبكي عليك، قال: فدعا عليه، فقال: اللهم، اكفناه بما شئت، فساخت فرسه إلى بطنها في أرض صلد، ووثب عنها، وقال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيى مما أنا فيه، فو الله لأعمين على من ورائي من الطلب، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلق. ورجع إلى أصحابه. الحديث.
وأخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: فحدثني محمد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن عمه سراقة بن جعشم قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجرا، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم، وذكر حديث طلبه، وما أصاب فرسه، وأنه سقط، عنه ثلاث مرات، قال: فلما رأيت ذلك علمت أنه ظاهر، فناديت: أنا سراقة بن مالك بن جعشم، أنظروني أكلمكم، فو الله لا أريبكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه، فقال رسول الله لأبي بكر: قل له: ما تبتغي منا؟ فقال لي أبو بكر، فقلت: تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك، فكتب لي كتابا في عظم، أو في رقعة أو خزفة، ثم ألقاه، فأخذته، فجعلته في كنانتي، ثم رجعت فلم أذكر شيئا مما كان، حتى إذا فتح الله على رسوله مكة، وفرغ من حنين والطائف، خرجت، ومعي الكتاب لألقاه، فلقيته بالجعرانة، فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار، فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك إليك، ماذا تريد؟ حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على ناقته، والله لكأني أنظر إلى ساقه، في غرزة كأنه جمارة، فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك لي، وأنا سراقة بن مالك بن جعشم، فقال رسول الله: هذا يوم وفاء وبر، ادنه، فدنوت منه، فأسلمت. وذكر حديث سؤاله عن ضالة الإبل.
وروى ابن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: كيف بك إذا لبست سواري كسرى ومنطقته وتاجه؟ قال: فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه، دعا سراقة بن مالك وألبسه إياهما وكان سراقة رجلا أزب كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك، وقل: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز، الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة رجلا أعرابيا، من بني مدلج، ورفع عمر صوته. وكان سراقة شاعرا، وهو القائل لأبي جهل:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا | لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه |
علمت ولم تشكك بأن محمدا | رسول ببرهان فمن ذا يقاومه |
عليك بكف القوم عنه فإنني | أرى أمره يوما ستبدو معالمه |
بأمر يود الناس فيه بأسرهم | بأن جميع الناس طرا يسالمه |
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 455
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 412
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 179
سراقة بن جعشم هو ابن مالك. يأتي.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 33
سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجي. وقد ينسب إلى جده. يكنى أبا سفيان، كان ينزل قديدا.
روى البخاري قصته في إدراكه النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ساخت رجلا فرسه، ثم إنه طلب منه الخلاص، وألا يدل عليه، ففعل، وكتب له أمانا، وأسلم يوم الفتح.
ورواها أيضا من طريق البراء بن عازب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي قصة سراقة مع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سراقة مخاطبا لأبي جهل:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا | لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه |
علمت ولم تشكك بأن محمدا | رسول ببرهان فمن ذا يقاومه؟ |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 35
أبو سفيان سراقة بن مالك - مشهور باسمه.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 154
سراقة المدلجي الصحابي سراقة بن مالك. هو الذي سأل عن متعة الحج أللأبد هي. توفي في حدود الأربعين للهجرة. نقلت من خط الشيخ فتح الدين محمد بن سيد الناس بعدما حدثني به قال: سراقة بن مالك بن جعشم الكناني يكنى أبو سفيان روى عنه من الصحابة ابن عباس وجابر، وروى عنه سعيد بن المسيب وابنه محمد بن سراقة. وروى سفيان بن عيينة عن أبي موسى عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: كيف بك إذا ألبست سواري كسرى؟! فلما أتي عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياها، وكان سراقة رجلا أزب كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يدك وقل: الله أكبر الحمد لله الذي سلبها كسرى بن هرمز الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابيا من بني مدلج! ورفع صوته. وكان سراقة شاعرا مجيدا، وهو القائل لأبي جهل:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا | لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه |
علمت ولم تشكك بأن محمدا | رسول ببرهان فمن ذا يقاومه |
عليك بكف القوم عنه فإنني | أرى أمره يوما ستبدو معالمه |
بأمر يود الناس فيه بأسرهم | بأن جميع الناس طرا يسالمه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة ابن عبد مناة بن علي بن كنانة المدلجي الكناني يكنى أبا سفيان، كان ينزل قديدا.
يعد في أهل المدينة. ويقال: إنه سكن مكة.
روى عنه من الصحابة ابن عباس، وجابر، وروى عنه سعيد بن المسيب، وابنه محمد بن سراقة.
وذكر عبد الرزاق، عن ابن عيينة عن وائل بن داود، عن الزهري، عن محمد بن سراقة، عن أبيه سراقة بن مالك أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت الضالة ترد على حوض إبلي، ألي أجر إن سقيتها؟
فقال: في الكبد الحرى أجر. ورواه محمد بن إسحاق عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن أبيه أن أخاه سراقة بن مالك قال: قلت يا رسول الله، أرأيت الضالة ... فذكر مثله سواء، وروى سفيان بن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ قال: فلما أتي عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما، وكان سراقة رجلا أزب كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك. فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى ابن هرمز الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي رجل من بني مدلج، ورفع بها عمر صوته، وكان سراقة بن مالك بن جعشم شاعرا مجودا وهو القائل لأبى جهل:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا | لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه |
علمت ولم تشكك بأن محمدا | رسول ببرهان فمن ذا يقاومه |
عليك بكف القوم عنه فإنني | أرى أمره يوما ستبدو معالمه |
بأمر يود الناس فيه بأسرهم | بأن جميع الناس طرا يسالمه |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 581
سراقة بن مالك بن جعشم الكناني المدلجي كنيته أبو سفيان ممن حسن إسلامه وهو الذي جعلت له قريش الدية في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضه إن قتل أحدهما حيث خرج صلى الله عليه وسلم والصديق من الغار مهاجرين إلى المدينة فتبعهما سراقة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 59
سراقة بن مالك بن جعشم، الكناني، المدلجي.
له صحبةٌ.
أبو سفيان، كناه محمد بن يحيى الكناني.
ويقال: سراقة بن جعشم.
قال موسى: حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أنس، أن سراقة بن مالك حدثهم؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سيف البحر.
حدثنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر: لم يلحقنا من الطلب غير سراقة بن مالك بن جعشمٍ’’.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1
سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي
نزيل قديد صحابي عنه بن المسيب ومجاهد مرسلا توفي سنة أربع وعشرين خ 4
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
(خ 4) سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو المدلحي أبو سفيان.
قال المرزباني: لما رجع سراقة من خروجه ليرد النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل:
بني مدلج إني أخاف سفيهكم | سراقة يستغوي بنصر محمد |
عليكم به ألا يفرق شملكم | فيصبح شتى بعد عز وسؤدد |
أبا حكم والله لو كنت شاهدا | لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه |
علمت ولم تشكك بأن محمدا | رسول وبرهان فمن ذا يقاومه |
عليك بكف القوم عنه فإنني | أرى أمره يوما ستبدو معالمه |
بأمر نود النصر فيه بأسرها | بأن جميع الناس طرا تسالمه |
حتى إذا قلت قد أنجدت من مدلج | فارس في منصب وار |
يردي به مشرف الأقطار معتزم | كالسيد ذي اللبد المستأسد الضار |
فقال: كروا، فقلنا إن كرتنا من دونها | لك نصر الخالق البار |
إن تخسف الأرض بالأحوى وفارسه | فانظر إلى أربع في الأرض غوار |
فهبل لما رأى أرساغ مقربه | قد سخن في الأرض لم يحفر بحفار |
فقال: هل لكم أن تطلقوا فرسي | وتأخذوا موثقي في بحح إسرار |
فقال قولا رسول الله مبتهلا | يا رب إن كان يهوي غير أخفار |
فنجه سالما من شر دعوتنا | ومهره مطلقا من كل آثار |
فأطلق الله إذ يدعو حوافره | وفاز فارسه من هول أحظار |
لقد جرت البرشاء أم سراقة | رمته بها البغضاء بين الحواجب |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1
سراقة بن مالك بن جعشم الكناني مدلجي
كنيته أبو سفيان عداده في أهل مكة وهو سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة شهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسكن قديدا
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة
حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو نعيم، نا مسعرٌ، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن سراقة بن مالك بن جعشم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً في بطن الوادي فقال: «ألا إن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة» قال مسعرٌ: قلت لعبد الملك في الحج
حدثنا إبراهيم بن إسحاق، نا محمد بن سنان العوقي، نا موسى بن علي قال: سمعت أبي يحدث، عن سراقة بن مالك بن جعشم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك المدلجى الكناني، يكنى أبا سفيان:
ذكره مسلم صاحب الصحيح في الصحابة المكيين. وقال ابن عبد البر: كان ينزل قديدا، يعد في أهل المدينة، ويقال إنه سكن مكة.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس وجابر - رضي الله عنهما. روى عنه سعيد بن المسيب، وابنه محمد بن سراقة. انتهى. روى له الجماعة إلا مسلما.
وقال النووي: روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة عشر حديثا. روى البخاري أحدها .
وقال: وجعشم، بضم الجيم والشين المعجمة، هذا قول الجمهور من الطوائف. وحكى الجوهرى، ضم الشين وفتحها. انتهى.
وكان إسلام سراقة بالجعرانة، بعد انصراف النبي صلى الله عليه وسلم من حنين والطائف، ولبس سراقة سوارى كسرى بن هرموز ملك الفرس، في زمن عمر - رضي الله عنه - وكان ذلك معجزة للنبى صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال ذلك لسراقة لما أسلم، واتفق للنبى صلى الله عليه وسلم مع سراقة معجزة أخرى عظيمة، وهي أنه لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، حين هاجر من مكة ليرده إليها، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلدة، ثم نجا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا خبر مشهور؛ لأنا روينا من حديث الصديق - رضي الله عنه - خبرا في هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وفيه: وارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم، إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، فقال: «لا تحزن إن الله معنا». حتى إذا دنا منا، وكان بيننا وبينه قيد رمح أو رمحين أو ثلاثة، قلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، وبكيت. قال له: «لا تبك» قال: قلت: أما والله ما على نفسى أبكى، ولكني أبكى عليك. قال: فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اكفناه بما شيءت، فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلدة، ووثب عنها وقال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله عزوجل أن ينجينى مما أنا فيه، فو الله لأعمين على من ورائى من الطلب، وهذه كنانتى، خذ منها سهما، فإنك ستمر بإبلى وغنمى، في موضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حاجة لي فيها» ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلق ورجع إلى أصحابه. انتهى.
وهذا الذي ذكرناه من هذا الحديث، رويناه بهذا اللفظ في مسند ابن حنبل، والحديث مخرج في الكتب المشهورة: الصحيحان، والسيرة لابن إسحاق، وفيها زيادة في خبر سراقة، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة.
قال: فحدثني محمد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن عمه سراقة ابن جعشم، قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجرا، جعلت فيه قريش مائة ناقة، لمن رده عليهم، وذكر حديث طلبه وما أصاب فرسه، وأنه سقط عنه ثلاث مرات، قال: فلما رأيت ذلك، علمت أنه ظاهر، فناديت: أنا سراقة بن مالك بن جعشم، أنظرونى أكلمكم، فو الله لا أريبكم ولا يأتيكم منى ما تكرهونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأبي بكر - رضي الله عنه: «قل له ما تبتغى منا؟ » فقال لي أبو بكر، فقلت: تكتب لي كتابا يكون آية بينى وبينك، فكتب لي كتابا، في عظم أو في رقعة أو في خرقة، فألقاه وأخذته فجعلته في كنانتى، فرجعت ولم أذكر شيئا مما كان، حتى إذا فتح الله على رسوله مكة، وفرغ من حنين والطائف، خرجت ومعى الكتاب لألقاه، فلقيته بالجعرانة، فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار، فجعلوا يقرعونني بالرماح، ويقولون: إليك، ماذا تريد؟ حتى إذا دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته، والله لكأنى أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة، فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله هذا كتابك، وأنا سراقة بن مالك بن جعشم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا يوم وفاء وبر، ادنه، فدنوت منه، فأسلمت. وذكر حديث سؤاله عن ضالة الإبل. انتهى.
وخبر لبس سراقة سوارى كسرى، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ذكره ابن عبد البر بزيادة فائدة، قال: وروى سفيان بن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لسراقة بن مالك: «كيف بك إذا لبست سوارى كسرى؟ » فلما أتى عمر - رضي الله عنه - بسوارى كسرى ومنطقته وتاجه، دعا سراقة بن مالك - رضي الله عنه - فألبسه إياهما. وكان سراقة رجلا أزب، كثير شعر الساعدين. وقال له: «ارفع يديك».
فقال: «الله أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز، الذي كان يقول: أنا رب الناس». وكان سراقة بن مالك بن جعشم، شاعرا مجيدا، وهو القائل لأبي جهل [من الطويل]:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا | لأمر جوادى إذ تسوخ قوائمه |
علمت ولم تشكك بأن محمدا | رسول ببرهان فمن ذا يقاومه |
عليك بكف القوم عنه فإنني | أرى أمره يوما ستبدو معالمه |
بأمر يود الناس فيه بأسرهم | بأن جميع الناس طرا تسالمه |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1
سراقة بن مالك بن جعشم الكناني المدلجي المري كنيته أبو سفيان
له صحبة كان يسكن قديد مات بعد عثمان روى عنه سعيد بن المسيب وأبو رشدين وعبد الرحمن بن مالك سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1