سارية بن زنيم سارية بن زنيم بن عبد الله بن جابر الكناني الدئلي: صحابي، من الشعراء، القادة، الفاتحين. كان في الجاهلية لصا، كثير الغارات، يسبق الفرس عدوا على رجليه. ولما ظهر الأسلام أسلم. وجعله عمر أميرا على جيش، وسيره إلى بلاد فارس سنة 23 هـ ، ففتح بلادا، منها أصبهان، في رواية. وهو المعني بقول عمر: ياسارية الجبل.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 69

سارية بن زنيم (س) سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدى بن الديل ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
كان من أشد الناس حضرا، وهو الذي ناداه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا سارية، الجبل.
أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي الزرزاري قال: أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور ابن محمد بن سعيد في منزله بأصبهان قال: حدثنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن مرسي بن مردويه الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جعفر الصائغ، حدثنا حسين بن محمد المروذي، أخبرنا فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، عن أبيه: أنه كان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فعرض له في خطبته أن قال: يا سارية، الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم. فالتفت الناس بعضهم إلى بعض، فقال علي: ليخرجن مما قال، فلما فرغ من صلاته قال له علي: ما شيء سنح لك في خطبتك؟ قال: وما هو؟ قال: قولك: يا سارية، الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم، قال: وهل كان ذلك مني؟ قال: نعم. قال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم، وأنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا، وقد ظفروا، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعم أنك سمعته. قال: فجاء البشير بالفتح بعد شهر، فذكر أنه سمع في ذلك اليوم، في تلك الساعة، حين جاوزوا الجبل، صوتا يشبه صوت عمر: يا سارية، الجبل الجبل، قال: فعدلنا إليه، ففتح الله علينا.
أخرجه أبو موسى.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 440

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 380

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 154

سارية بن زنيم بن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الدئلي- تقدم في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم ما يشعر بأن له صحبة.
وقال ابن عساكر: له صحبة.
وقال مصعب الزبيري فيما أنشد ابن أبي خيثمة لسارية بن زنيم معتذرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بلغه أنه هجاه فتوعده فأنشد:

يقول فيها:
وقد تقدم في ترجمة أسيد بن أبي إياس أن هذه الأبيات له، فالله أعلم. وتقدم أيضا بعض هذه الأبيات في ترجمة أنس بن زنيم، قال المرزباني: أصدق بيت قالته العرب هذا البيت:
وجزم عمر بن شبة بأنه لأنس.
قال: وسارية ولاه عمر ناحية فارس، وله يقول: يا سارية، الجبل.
وقال المرزباني: كان سارية مخضرما.
وقال العسكري: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه. وذكره ابن حبان في التابعين.
وذكر الواقدي، وسيف بن عمر- أنه كان خليعا في الجاهلية، أي لصا كثير الغارة، وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأمره عمر على جيش، وسيره إلى فارس سنة ثلاث وعشرين، فوقع في خاطر عمر وهو يخطب يوم الجمعة أن الجيش المذكور لاقى العدو وهم في بطن واد وقد هموا بالهزيمة وبالقرب منهم جبل، فقال في أثناء خطبته: يا سارية، الجبل، الجبل، ورفع صوته، فألقاه الله في سمع سارية، فانحاز بالناس إلى الجبل، وقاتلوا العدو من جانب واحد ففتح الله عليهم.
قلت: هكذا أخرج القصة الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، وأخرجها سيف مطولة عن أبي عثمان وأبي عمرو بن العلاء، عن رجل من بني مازن، فذكرها مطولة.
وأخرجها البيهقي في الدلائل واللالكائي في شرح السنة والزين عاقولي في فوائده، وابن الأعرابي في «كرامات الأولياء» من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر، قال: وجه عمر جيشا ورأس عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية، الجبل- ثلاثا، ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هزمنا، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي: يا سارية، الجبل- ثلاثا، فأسندنا ظهرنا إلى الجبل، فهزمهم الله تعالى. قال: قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك.
وهكذا ذكره حرملة في جمعه لحديث ابن وهب، وهو إسناد حسن. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة.
وروى ابن مردويه، من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عمر، عن أبيه- أنه كان يخطب يوم الجمعة، فعرض في خطبته أن قال: يا سارية، الجبل، من استرعى الذئب ظلم، فالتفت الناس بعضهم إلى بعض، فقال لهم: ليخرجن مما قال. فلما فرغ سألوه، فقال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا، وأنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه.
قال: فجاء البشير بعد شهر، فذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم، قال: فعدلنا إلى الجبل، ففتح الله علينا.
وقال خليفة: افتتح سارية أصبهان صلحا وعنوة فيما يقال.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 4