زينب زينب بنت سيد البشر محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب القرشية الهاشمية: كبرى بناته. تزوج بها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع وولدت له عليا وامامة، فمات علي صغيرا وبقيت امامة فتزوجها امير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة الزهراء.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 67
زينب بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عساكر في تاريخ دمشق ج1 ص 292 -293 ولدت قبل النبوة وتوفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وصلى عليها العباس بن عبد المطلب ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن العباس وقال الطبري في ذيل المذيل ص 3 توفيت في أول سنة 8 من الهجرة وكان سبب وفاتها أنها لما أخرجت من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرجها هبار بن الأسود ورجل أخر فدفعها أحدهما فيما قيل فسقطت على صخرة فأسقطت فاهراقت الدم فلم يزل بها وجعها حتى ماتت منه ’’اه’’.
وفي أسد الغابة ج1 ص 321 روى الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن الحارث بن الحارث الغامدي قلت لأبي ما هذه الجماعة قال هؤلاء قوم اجتمعوا على صابئ لهم فأشرفا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى عبادة الله والإيمان به وهم يؤذونه حتى ارتفع النهار وانتبذ عنه الناس فأقبلت امرأة تحمل قدحا ومنديلا قد بدا نحرها تبكي فتناول القدح فشرب ثم توضأ ثم رفع رأسه إليها فقال يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك غلبة ولا ذلا فقلت من هذه فقالوا هذه ابنته زينب.
وفي ذيل المذيل ص 66 أمها خديجة وهي أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها ابن خالتها أبو العاص ابن الربيع قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم وأم أبي العاص هالة بنت خويلد بن أسد خالة زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت زينب لأبي العاص عليا وأمامة فتوفي علي صغيرا وبقيت أمامة فتزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة فاطمة (وكانت فاطمة عليها السلام أوصته بذلك في جملة ما أوصته كما مر في سيرتها) وأبو العاص اسمه مقسم بن الربيع ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي كان فيمن شهد بدرا مع المشركين فأسر فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع وبعثت معه زينب في فداء أبي العاص بمال فيه قلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فأطلقوه وردوا عليها الذي لها (ومر في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أطلق أبا العاص شرط عليه أن يبعث إليه زينب فبعث بها مع أخيه كنانة ابن الربيع حميها فأسرع هبار بن الأسود فروعها وطعن هودجها برمحه وكانت حاملا فأسقطت فنثل حموها كنانته وحلف لا يدنو منها أحد إلا رماه وبلغ الخبر أبا سفيان فجاء وقال لكنانة إنك خرجت بها جهارا على أعين الناس وأقنعه أن يردها ويخرج بها ليلا وأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دم هبار وأرسل من أحضرها من مكة إلى المدينة). وروى الحاكم في المستدرك بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة فخرجوا في أثرها فأدركها هبار ابن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها واهريقت دما (إلى أن قال) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة ألا تنطلق تجيئني بزينب قال بلى يا رسول الله قال فخذ خاتمي فأعطاه إياه فانطلق زيد وبرك بعيره فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا فقال لمن ترعى فقال لأبي العاص فقال لمن هذه الأغنام قال لزينب بنت محمد فسار معه شيئا ثم قال له هل لك أن أعطيك شيئا تعطيه إياها ولا تذكره لأحد قال نعم فأعطاه الخاتم فانطلق الراعي فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته فقالت من أعطاك هذا قال رجل قالت فأين تركته قال بمكان كذا وكذا فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه الحديث. قال الطبري فلما كان قبيل فتح مكة خرج أبو العاص بتجارة إلى الشام وبأموال لقريش أبضعوها معه فلما أقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى سنة 6 من الهجرة فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال وأسروا أناسا وأعجزهم أبو العاص هربا وأقبل من الليل في طلب ما له حتى دخل على زينب فاستجار بها فأجارته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح وكبر وكبر الناس معه صرخت زينب أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص ابن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء حتى سمعت ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم دخل على زينب فقال أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له وبعث إلى السرية وقال إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له مالا فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم قالوا بل نرده عليه فردوا عليه جميع ما أخذ منه فحمله إلى مكة وأدى إلى كل ذي حق حقه ثم قال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي شيء قالوا لا وجزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت لكل أموالكم ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فروى الطبري بسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد عليه زينب بالنكاح الأول بعد ست سنين وتقدم في السيرة النبوية أن ذلك يخالف ما ثبت عن أئمة أهل البيت عليهم السلام من انفساخ النكاح وأنه ينبغي أن يكون ردها عليه بنكاح جديد وكانت قريش قالت لأبي العاص طلق ابنة محمد ونزوجك أي امرأة شئت من قريش فأبى وحمد النبي صلى الله عليه وسلم مهره. وروى الطبري في ذيل المذيل قال خرج أبو العاص ابن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب فأنشأ يقول:
ذكرت زينب لما أدركت أرما | فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما |
بنت الأمين جزاها الله صالحة | وكل بعل سيثني بالذي علما |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 141
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (ب د ع) زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هي أكبر بناته، ولدت ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثون سنة، وماتت سنة ثمان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأمها خديجة بنت خويلد بن أسلم. وقد شذ من لا اعتبار به أنها لم تكن أكبر بناته، وليس بشيء إنما الاختلاف بين القاسم وزينب: أيهما ولد قبل الآخر؟
فقال بعض العلماء بالنسب: أول ولد ولد له القاسم، ثم زينب. وقال ابن الكلبي: زينب ثم القاسم. وهاجرت بعد بدر، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة أبي العاص بن الربيع، وفي لقيط فإن لقيطا اسم أبي العاص. وولدت منه غلاما اسمه علي، فتوفي وقد ناهز الاحتلام، وكان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وولدت له أيضا بنتا اسمها أمامة، وقد تقدم ذكرهما، وأسلم أبو العاص.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن محمد ابن إسحاق قال: حدثني يحيى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: وكان الإسلام قد فرق بين زينب وبين أبي العاص حين أسلمت، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر على أن يفرق بينها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلوبا بمكة، لا يحل ولا يحرم قيل: إن أبا العاص لما أسلم رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب، فقيل: بالنكاح الأول. وقيل: ردها بنكاح جديد.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر بن علي، أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف الفراء، أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق، أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الدولابي، أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين عن عكرمة، عن ابن عباس:أن النبي صلى الله عليه وسلم رد زينب على أبي العاص بعد سنين بالنكاح الأول، لم يحدث صداقا قال: وحدثنا الدولابي، حدثنا إبراهيم بن يعقوب، أخبرنا يزيد بن هارون، عن الحجاج ابن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد زينب على أبي العاص بمهر جديد ونكاح جديد.
وتوفيت زينب بالمدينة في السنة الثامنة، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها وهو مهموم ومحزون، فلما خرج سري عنه وقال: «كنت ذكرت زينب وضعفها، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه، ففعل وهون عليها». ثم توفي بعدها زوجها أبو العاص.
أخرجها الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1525
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 131
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 130
زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية.
هي أكبر بناته، وأول من تزوج منهن ولدت قيل البعثة بمدة. قيل إنها عشر سنين، واختلف: هل القاسم قبلها أو بعدها؟ وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي، وأمه هالة بنت خويلد.
أخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي، قال: هاجرت زينب مع أبيها، وأبي زوجها أبو العاص أن يسلم، فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما، وعن الواقدي بسند له عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة- أن أبا العاص شهد مع المشركين بدرا فأسر، فقدم أخوه عمرو في فدائه، وأرسلت معه زينب قلادة من جزع كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفها ورق لها، وذكر خديجة فترحم عليها وكلم الناس فأطلقوه ورد عليها القلادة، وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها، ففعل.
قال الواقدي: هذا أثبت عندنا، ويتأيد هذا بما ذكر ابن إسحاق عن يزيد بن رومان، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح، فنادت زينب: إني أجرت أبا العاص بن الربيع، فقال بعد أن انصرف: «هل سمعتم ما سمعت؟» قالوا: نعم. قال: «والذي نفس محمد بيده ما علمت شيئا مما كان حتى سمعت، وإنه يجير على المسلمين أدناهم».
وذكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها، وأسروا ناسا منهم أبو العاص، فدخل على زينب فأجارته، فذكر نحو هذه القصة، وزاد: وقد أجرنا من أجارت، فسألته زينب أن يرد عليه ما أخذ عنه، ففعل، وأمرها ألا يقربها.
ومضى أبو العاص إلى مكة فأدى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع، فرد عليه زينب بالنكاح الأول.
ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم- أن زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة.
وأخرج مسلم في الصحيح، من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الآخرة كافورا....» الحديث.
وهو في الصحيحين، من طريق أخرى بدون تسمية زينب، وسيأتي في أم كلثوم- أن أم عطية حضرت غسلها أيضا، وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليا، مات وقد ناهز الاحتلام، ومات في حياته، وأمامة عاشت حتى تزوجها علي بعد فاطمة.
وقد تقدم ذكرها في الهمزة، وقد مضى لها ذكر في ترجمة زوجها أبي العاص بن الربيع، وكانت وفاته بعدها بقليل.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 151
زينب زينب هذه كانت -رضي الله عنها- أكبر بنات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوفيت سنة ثمان من الهجرة وغسلتها أم عطية فأعطاهن حقوه وقال: ’’أشعرنها إياه’’.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبها ويثني عليها -رضي الله عنها- عاشت نحو ثلاثين سنة ومات أبو العاص في شهر ذي الحجة سنة اثنتي عشرة في خلافة الصديق.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 203
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكبر أخواتها من المهاجرات السيدات.
تزوجها في حياة أمها ابن خالتها أبو العاص فولدت له أمامة التي تزوج بها علي بن أبي طالب بعد فاطمة وولدت له علي بن أبي العاص الذي يقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أردفه وراءه يوم الفتح وأظنه مات صبيا.
وذكر ابن سعد: أن أبا العاص تزوج بزينب قبل النبوة وهذا بعيد.
أسلمت زينب وهاجرت قبل إسلام زوجها بست سنين.
فروي عن عائشة بإسناد واه أن أبا العاص شهد بدرا مشركا فأسره عبد الله بن جبير الأنصاري فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم جاء في فداء أبي العاص أخوه عمرو وبعثت معه زينب بقلادة لها من جزع ظفار -أدخلتها بها خديجة- في فداء زوجها فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القلادة عرفها ورق لها وقال: ’’إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فعلتم’’. قالوا: نعم فأخذ عليه العهد أن يخلي سبيلها إليه ففعل.
وقيل: هاجرت مع أبيها ولم يصح.
البزار: حدثنا سهل بن بحر، حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، أخبرنا بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرية،
وكنت فيهم فقال: ’’إن لقيتم هبار بن الأسود ونافع بن عبد عمرو فأحرقوهما’’. وكانا نخسا بزينب بنت رسول الله حين خرجت فلم تزل ضبنة حتى ماتت.
ثم قال: ’’إن لقيتموهما فاقتلوهما فإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله’’.
ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان قال: صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس الصبح فلما قام في الصلاة نادت زينب: إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’ما علمت بهذا وإنه يجير على الناس أدناهم’’.
قال الشعبي: أسلمت زينب وهاجرت ثم أسلم بعد ذلك وما فرق بينهما.
وكذا قال قتادة وقال: ثم أنزلت براءة بعد. فإذا أسلمت امرأة قبل زوجها فلا سبيل له عليها إلا بخطبة.
وروى حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رد ابنته على أبي العاص بنكاح جديد ومهر جديد.
وقال ابن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رد ابنته إلى أبي العاص بعد سنين بنكاحها الأول ولم يحدث صداقا.
وعن محمد بن إبراهيم التيمي قال: خرج أبو العاص إلى الشام في عير لقريش فانتدب لها زيد في سبعين ومائة راكب فلقوا العير في سنة ست فأخذوها وأسروا أناسا،
منهم أبو العاص فدخل على زينب سحرا فأجارته ثم سألت أباها أن يرد عليه متاعه. ففعل وأمرها إلا يقربها ما دام مشركا. فرجع إلى مكة فأدى إلى كل ذي حق حقه ثم رجع مسلما مهاجرا في المحرم سنة سبع فرد عليه زينب بذاك النكاح الأول.
الزهري، عن أنس: رأيت على زينب بنت رسول الله برد سيراء من حرير.
توفيت في أول سنة ثمان.
عاصم الأحول، عن حفصة، عن أم عطية قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا غسلتنها فأعلمنني’’. فلما غسلناها أعطانا حقوه فقال: ’’أشعرنها إياه’’.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 494
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أكبر بناته رضي الله عنهن. قال محمد بن إسحاق السراج: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي يقول: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاثين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وماتت في سنة ثمان من الهجرة.
قال أبو عمر: كانت زينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم، لا خلاف
أعلمه في ذلك إلا ما لا يصح ولا يلتفت إليه، وإنما الاختلاف بين زينب والقاسم أيهما ولد له صلى الله عليه وسلم أولا، فقالت طائفة من أهل العلم بالنسب: أول من ولد له القاسم، ثم زينب. وقال ابن الكلبي: زينب ثم القاسم.
قال أبو عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محبا فيها، أسلمت وهاجرت حين أبي زوجها أبو العاص بن الربيع أن يسلم. وقد ذكرنا خبر أبي العاص في بابه ولدت من أبي العاص غلاما يقال له علي، وجارية اسمها أمامة.
وقد تقدم ذكرها في باب الألف من هذا الكتاب.
وتوفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثمان من الهجرة، وكان سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمد لها هبار بن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فيما ذكروا، فسقطت على صخرة فأسقطت وأهراقت الدماء، فلم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت سنة ثمان من الهجرة، وكان زوجها محبا فيها.
قال محمد بن سعد: أنشدني هشام بن الكلبي، عن معروف بن خربوذ، قال قال: أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام:
ذكرت زينب لما وركت إرما | فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما |
بنت الأمين جزاها الله صالحة | وكل بعل سيثني بالذي علما |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1853
زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وكانت أكبر بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي قبل النبوة.
وكانت أول بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج. وأم أبي العاص هالة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي خالة زينب بنت رسول الله. وولدت زينب لأبي العاص عليا وأمامة امرأة. فتوفي علي وهو صغير وبقيت أمامة فتزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي أن زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تحت أبي العاص بن الربيع فأسلمت وهاجرت مع أبيها. وأبى أبو العاص أن يسلم.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني المنذر بن سعد مولى لبني أسد بن عبد العزى عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أن أبا العاص بن الربيع كان
فيمن شهد بدرا مع المشركين فأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري. فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع وبعثت معه زينب بنت رسول الله. وهي يومئذ بمكة. بقلادة لها كانت لخديجة بنت خويلد من جزع ظفار. وظفار جبل باليمن. وكانت خديجة بنت خويلد أدخلتها بتلك القلادة على أبي العاص بن الربيع حين بنى بها. فبعثت بها في فداء زوجها أبي العاص. فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القلادة عرفها ورق لها وذكر خديجة وترحم عليها وقال: [إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا إليها متاعها فعلتم]. قالوا: نعم يا رسول الله. فأطلقوا أبا العاص بن الربيع وردوا على زينب قلادتها وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي العاص أن يخلي سبيلها إليه فوعده ذلك ففعل.
قال محمد بن عمر: وهذا أثبت عندنا من رواية من روى أن زينب هاجرت مع أبيها - صلى الله عليه وسلم -
أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن معروف بن الخربوذ المكي قال: خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره الشام فذكر امرأته زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنشأ يقول:
ذكرت زينب لما وركت إرما | فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما |
بنت الأمين جزاها الله صالحة | وكل بعل سيثني بالذي علما |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 25
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تحت أبي العاص بن الربيع.
واسمه القاسم، ويقال: مقسم، وأمه هالة بنت خويلد، وأبو العاص ابن خالة زينب، أمه أخت خديجة بنت خويلد، وهو زوجها، تزوجها وهو مشرك، فأتت زينب الطائف، ثم أتت المدينة، فقدم أبو العاص المدينة فأسلم وحسن إسلامه، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه زينب بنكاح جديد، ويقال: ردها إليها بالنكاح.
وماتت زينب بالمدينة بعد الهجرة لسبع سنين وشهرين، ثم هلك بعدها أبو العاص، وأوصى إلى الزبير بن العوام.
أخبرنا خيثمة بن سليمان، وأحمد بن سليمان قالا: حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته على أبي العاص بعد أربع سنين بالنكاح الأول.
أخبرنا خيثمة، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أرطأة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ابنته زينب على أبي العاص بمهر جديد، ونكاح جديد.
أخبرنا عمر بن الربيع بن سليمان، وعبد الله بن جعفر البغدادي بمصر، قالا: حدثنا يحيى بن أيوب.
وحدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا يزيد بن الهاد، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، خرجت زينب ابنته من مكة مع كنانة أبو ابن كنانة، فخرجوا في أثرها، فأدركها هبار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه، حتى صرعها وألقت ما في بطنها وأهريقت دما، وحملت، فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقالت بنو أمية: نحن أحق بها، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص، وكانت عند هند ابنة ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: ألا تنطلق فتجيئني بزينب؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فخذ خاتمي، فأعطها إياها، فانطلق زيد، فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا، فقال: لمن ترعى؟ فقال: لأبي العاص، قال: لمن هذه الغنم؟ قال: لزينب بنت محمد، فسار معه شيئا، ثم قال له: هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياها، ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم.
فانطلق الراعي، فأدخل غنمه، فأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل، قالت: وأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا، قال: فسكنت حتى إذا كان الليل خرجت إليه، فلما جاءته، قال لها زيد، اركبي بين يدي على بعير، قالت: لا، ولكن اركب بين يدي على بعير، فركب وركبت وراءه، حتى أتت.
فكان رسول الله عليه السلام يقول: هي أفضل بناتي، أصيبت في.
فبلغ ذلك علي بن الحسين، فانطلق إلى عروة، فقال: ما حديث بلغني عنك تحدث به تنتقص فيه حق فاطمة؟ قال عروة: والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وإني أنتقص فاطمة حقا هو لها، وأما بعد ذلك أحدث به أحدا.
حدثنا خيثمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن جريج، قال: قال لي غير واحد: كانت زينب كبرى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفيت في حياة رسول الله.
وقال الزبير بن بكار: عن عمر بن أبي بكر المؤملي، قال: كانت زينب تحت أبي العاص فولدت له عليا وأمامة، وتوفي علي ناهز الحلم.
مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 926
زينب بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب:
أكبر بناته رضي الله عنهن.
قال محمد بن إسحاق السراج: سمعت عبيد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي، يقول:
ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاثين، من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وماتت في سنة ثمان من الهجرة.
قال أبو عمر: كانت زينب أكبر بناته رضي الله عنهن، بلا خلاف علمته في ذلك، إلا ما لا بصح ولا يلتفت إليه، وإنما الخلاف بين القاسم وزينب، أيهما ولد له صلى الله عليه وسلم أولا، فقالت طائفة من أهل العلم بالنسب: أول ولد ولد له صلى الله عليه وسلم القاسم ثم زينب (وقال ابن الكلبي: زينب ثم القاسم.
قال أبو عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محبا فيها.
أسلمت وهاجرت حين أبي زوجها أبو العاص بن الربيع أن يسلم.
وكان سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمد لها هبار بن الأسود ورجل آخر، فدفعها أحدهما فيما ذكروه، فسقطت وأهراقت الدماء، فلم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت سنة ثمان من الهجرة، وكان زوجها محبا فيها.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1