زيد بن ثابت زيد بن ثابت الضحاك الانصاري الخزرجي: صحابي من اكابرهم كان كاتب الوحي ولد في المدينة ونشأ بمكة وقتل ابوه وهو ابن ست سنين وهاجر مع النبي (ص) وهو ابن 11 سنة، وتعلم وتفقه في الدين، فكان رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض وكان ابن عباس - على جلالة قدره وسعة علمه - يأتيه إلى بيته للأخذ عنه ويقول العلم يؤتى ولا يأتي واخذ ابن عباس بركابزيد فنهاه زيد فقال ابن عباس: هكذا امرنا ان نفعل بعلمائنا فأخذ زيد كفه وقبلها وقال هكذا امرنا ان نفعل بآل بيت نبينا وكان احد اللذين جمعوا القرآن في عهد النبي (ص) من الانصار وعرضه عليه وهو الذي كتبه في المصحف لأبي بكر ثم لعثمان حين جهز المصاحف إلى الامصارولما توفي رثاه حسان بن ثابت وقال أبو هريرة اليوم مات حبر هذه الامة وعسى الله ان يجعل في ابن عباس منه خلفا له في كتب الحديث 92 حديثا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 57

زيد بن ثابت بن الضحاك الأشعري الأنصاري الخزرجي النجاري
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وروى في التهذيب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية وقد قال الله عز وجل ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية اه. وكأنه يشير إلى التعصيب فإن توريث الذكور دون الإناث من أحكام الجاهلية.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 93

زيد بن ثابت (ب د ع) زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري. أمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، كنيته: أبو سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو خارجة.
وكان عمره لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إحدى عشرة سنة، وكان يوم بعاث ابن ست سنين، وفيها قتل أبوه، واستصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فرده، وشهد أحدا، وقيل: لم يشهدها، وإنما شهد الخندق أول مشاهده، وكان ينقل التراب مع المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنه نعم الغلام! وكانت راية بني مالك بن النجار يوم تبوك مع عمارة بن حزم، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودفعها إلى زيد بن ثابت، فقال عمارة: يا رسول الله، بلغك عني شيء؟ قال: لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذا للقرآن منك.
وكان زيد يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وكانت ترد على رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم كتب بالسريانية فأمر زيدا فتعلمها، وكتب بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبى بكر، وعمر، وكتب لهما معه معيقيب الدوسي أيضا.
واستخلف عمر زيد بن ثابت على المدينة ثلاث مرات، مرتين في حجتين، ومرة في مسيره إلى الشام. وكان عثمان يستخلفه أيضا إذا حج، ورمي يوم اليمامة بسهم فلم يضره.
وكان أعلم الصحابة بالفرائض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضلكم زيد، فأخذ الشافعي بقوله في الفرائض عملا بهذا الحديث، وكان من أعلم الصحابة والراسخين في العلم.
وكان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأزمتهم إذا كان في القوم. وكان على بيت المال لعثمان، فدخل عثمان يوما، فسمع مولى لزيد يغني فقال عثمان: من هذا؟ فقال زيد: مولاي وهيب، ففرض له عثمان ألفا.
وكان زيد عثمانيا، ولم يشهد مع علي شيئا من حروبه، وكان يظهر فضل علي وتعظيمه.
روى عنه من الصحابة: ابن عمر، وأبو سعيد، وأبو هريرة، وأنس، وسهل بن سعد، وسهل بن حنيف، وعبد الله بن يزيد الخطمي، ومن التابعين: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وسليمان بن يسار، وأبان بن عثمان، وبسر بن سعيد، وخارجة، وسليمان ابنا زيد بن ثابت، وغيرهم.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر بن بدران الحلواني، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا هشام الدستوائي، أخبرنا قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الآذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية.
وتوفي سنة خمس وأربعين، وقيل: اثنتان، وقيل: ثلاث وأربعون، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: اثنتان، وقيل: خمس وخمسون، وصلى عليه مروان بن الحكم، ولما توفي قال أبو هريرة اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا.
وهو الذي كتب القرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 424

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 346

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 126

زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، أبو سعيد. وقيل: أبو ثابت. وقيل غير ذلك في كنيته.
استصغر يوم بدر. ويقال: إنه شهد أحدا، ويقال: أول مشاهده الخندق، وكانت معه راية بني النجار يوم تبوك. وكانت أولا مع عمارة بن حزم، فأخذها النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه فدفعها لزيد بن ثابت
فقال: يا رسول الله، بلغك عني شيء؟ قال: «لا، ولكن القرآن مقدم».
وكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي، وقتل أبوه يوم بعاث، وذلك قبل الهجرة بخمس سنين. أخرج الواقدي ذلك من رواية يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عنه.
وكان زيد من علماء الصحابة، وكان هو الذي تولى قسم غنائم اليرموك.
روى عنه جماعة من الصحابة، منهم: أبو هريرة، وأبو سعيد، وابن عمر، وأنس، وسهل بن سعد، وسهل بن حنيف، وعبد الله بن يزيد الخطمي.. ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وولداه: خارجة، وسليمان، والقاسم بن محمد، وسليمان بن يسار، وآخرون.
وهو الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر، ثبت ذلك في الصحيح.
وقال له أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك.
وروى البخاري تعليقا، والبغوي، وأبو يعلى موصولا، عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، قال: أتى بي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقدمه المدينة، فقيل هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه، فأعجبه ذلك، فقال: تعلم كتاب يهود، فإني ما آمنهم على كتابي. ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له.
ورويناه في مسند عبد بن حميد من طريق ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا علي أو ينقصوا، فتعلم السريانية». فتعلمتها في سبعة عشر يوما.
وروى الواقدي من طريق زيد بن ثابت، قال: لم أجز في بدر ولا أحد وأجزت في الخندق. قال: وكان فيمن ينقل التراب مع المسلمين، فنعس زيد، فجاء عمارة بن حزم، فأخذ سلاحه وهو لا يشعر، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا أبا رقاد. ويومئذ نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يروع المؤمن، ولا يؤخذ متاعه جادا ولا لاعبا». وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن الشعبي، قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب، فأمسك ابن عباس بالركاب. فقال: تنح يا ابن عم رسول الله. قال: لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء.
وروى يعقوب أيضا من طريق ابن سيرين حج بنا أبو الوليد، فدخل بنا على زيد بن ثابت، فقال: هذا لام، وذا لام، وذا لام، فما أخطأ.
وقال ثابت بن عبيد: ما رأيت رجلا أفكه في بيته ولا أوقر في مجلسه من زيد.
وعن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أفرضكم زيد».
ورواه أحمد بإسناد صحيح: وقيل، إنه معلول، وروى ابن سعد بإسناد صحيح، قال: كان زيد بن ثابت أحد أصحاب الفتوى، وهم ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي، وأبو موسى، وزيد بن ثابت.
وروى بسند فيه الواقدي من طريق قبيصة، قال: كان زيد رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض.
وروى البغوي بإسناد صحيح، عن خارجة بن زيد: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر، فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل.
ومن طريق ابن عباس: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم.
مات زيد سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين. وقيل سنة إحدى أو اثنتين أو خمس وخمسين، وفي خمس وأربعين قول الأكثر.
وقال أبو هريرة حين مات: اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا، ولما مات رثاه حسان بقوله:

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 490

الأنصاري زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد أبو سعيد، ويقال أبو حارثة، الأنصاري الخزرجي النجاري المدني الفرضي، أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعلم له السريانية في سبعة عشر يوما، واعتمد عليه أبو بكر وعمر وعثمان في جمع القرآن وكتبة المصاحف، وتحاكم إليه عمر وأبي بن كعب في منزله، وكان مع عمر لما خطب بالجابية، وتولى قسمة الغنائم باليرموك، وشهد الدار مع عثمان وكان يذب عنه، وكان يقول: يا للأنصار كونوا أنصارا لله مرتين انصروه، والله، إن دمه لحرام! وأخوه يزيد أكبر منه، وشهد بدرا واستشهد يوم اليمامة، قال ابن سعد في الطبقة الثالثة: من الأنصار. وقال أبو أحمد الحاكم: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي بعث إليه فكتبه، وقال: أجازني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وكساني قبطية، وقال أنس: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت ورجل من الأنصار يقال له أبو زيد، وزاد الشعبي: وأبو الدرداء وسعد بن عبيد، وكان المجمع بن جارية قد بقي عليه سورة أو سورتان، وعن عطية بن قيس الكلابي قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’من أحب أن يقرأ القرآن غضا أو غريضا فليقرأه بقراءة زيد’’.
وعن أنس عن النبي ’’أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح’’. وفي رواية ابن عمر بعد ذكر عثمان: وأقضاهم علي، وفي رواية أبي محجن: وإن أعلمها بالناسخ والمنسوخ معاذ، وقال الشعبي: غلب زيد بن ثابت الناس على اثنتين: الفرائض والقرآن، وكان زيد يكتب الكتابين جميعا: العربية والعبرانية، وأول مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، وهو ابن خمسة عشر سنة، وكان ممن ينقل التراب يومئذ مع المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه نعم الغلام! وقال سليمان بن يسار: ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد بن ثابت أحدا في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: الناس، على قراءة زيد وفرض زيد. وتوفي بالمدينة سنة إحدى أو اثنتين أو أربع أو خمس أو ست وخمسين، وقيل سنة خمسة أو ثمان وأربعين، وصلى عليه مروان، وارتجت المدينة لموته وكثر البكاء عليه، وقال حسان بن ثابت:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

زيد بن ثابت ابن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة.
الإمام الكبير، شيخ المقرئين والفرضيين، مفتي المدينة، أبو سعيد، وأبو خارجة الخزرجي، النجاري الأنصاري، كاتب الوحي -رضي الله عنه.
حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم، وعن صاحبيه، وقرأ عليه القرآن بعضه أو كله، ومناقبه جمة.
حدث عنه: أبو هريرة، وابن عباس -وقرآ عليه، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، وأبو أمامة بن سهل، وعبد الله بن يزيد الخطمي، ومروان بن الحكم، وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، وابناه: الفقيه خارجة وسليمان، وأبان بن عثمان، وعطاء بن يسار وأخوه سليمان بن يسار، وعبيد بن السباق، والقاسم بن محمد، وعروة، وحجر المدري، وطاوس، وبسر بن سعيد، وخلق كثير.
وتلا عليه ابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغير واحد.
وكان من حملة الحجة، وكان عمر بن الخطاب يستخلفه -إذا حج- على المدينة.
وهو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك، وقد قتل أبوه قبل الهجرة يوم بعاث، فربي زيد يتيما، وكان أحد الأذكياء، فلما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- أسلم زيد وهو ابن إحدى عشرة سنة، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتعلم خط اليهود ليقرأ له كتبهم، قال: ’’فإني لا آمنهم’’.
قال ابن سعد: ولد زيد بن ثابت سعيدا، وبه كان يكنى، وأمه أم جميل.
وولد لزيد: خارجة، وسليمان، ويحيى، وعمارة، وإسماعيل، وأسعد، وعبادة، وإسحاق، وحسنة، وعمرة، وأم إسحاق، وأم كلثوم، وأم هؤلاء أم سعد ابنة سعد بن الربيع أحد البدريين.
وولد له: إبراهيم، ومحمد، وعبد الرحمن، وأم حسن، من عمرة بنت معاذ بن أنس، وولد له: زيد، وعبد الرحمن، وعبيد الله، وأم كلثوم، لأم ولد. وسليط، وعمران، والحارث، وثابت، وصفية، وقريبة، وأم محمد لأم ولد.
قال البخاري ومسلم والنسائي: زيد يكنى أبا سعيد، ويقال: أبو خارجة.
وقال محمد بن أحمد المقدمي: له كنيتان.
روى خارجة عن أبيه، قال: قدم النبي -عليه الصلاة السلام- المدينة وأنا ابن إحدى عشرة سنة، وأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتعلم كتابة يهود، قال: وكنت أكتب فأقرأ إذا كتبوا إليه.
ابن أبي الزناد: عن أبيه، عن خارجة، عن أبيه قال: أتي بي النبي -صلى الله عليه وسلم- مقدمه المدينة، فقالوا: يا رسول الله، هذا غلام من بني النجار، وقد قرأ مما أنزل عليك سبع عشرة سورة، فقرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأعجبه ذلك، وقال: ’’يا زيد، تعلم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمنهم على كتابي’’.
قال: فتعلمته، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، وكنت أكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كتب إليهم.
الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال زيد: قال لي رسول الله: ’’أتحسن السريانية’’. قلت: لا، قال: ’’فتعلمها’’ فتعلمتها في سبعة عشر يوما.
الوليد بن أبي الوليد: حدثنا سليمان بن خارجة بن زيد، عن أبيه، عن جده، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته.
يرويه الليث، عنه.
أبو إسحاق، عن البراء، قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’ادع لي زيدا، وقل له يجيء بالكتف والدواة’’ قال: فقال: ’’اكتب {لا يستوي القاعدون}....، وذكر الحديث.
أخبرنا محمد بن عبد السلام، عن زينب بنت عبد الرحمن الشعرية، أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن زينب وعبد المعز الهروي قالا: أخبرنا زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، أخبرنا أبو أحمد الحاكم، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدثنا علي -هو ابن الجعد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن شرحبيل -يعني: ابن سعد- قال: كنت مع زيد بن ثابت بالأسواف، فأخذ طيرا، فدخل زيد قال: فدفعوا في يدي وفروا، فأخذ الطير فأرسله، ثم ضرب في قفاي وقال: لا أم لك، ألم تعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرم ما بين لابتيها.
شرحبيل: فيه لين ما.
وقال عبيد بن السباق: حدثني زيد أن أبا بكر قال له: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه.
فقلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم!.
قال: هو -والله- خير.
فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فكنت أتتبع القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال.
قال أنس: جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة كلهم من الأنصار: أبي، ومعاذ، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’أفرض أمتي زيد بن ثابت’’.
وجاء نحوه من حديث ابن عمر.
مندل بن علي، عن ابن جريج، عن محمد بن كعب: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أفرض أمتي زيد بن ثابت’’.
وقال الترمذي: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطار، عن معمر، عن قتادة، عن أنس: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أرحم أمتي بأمتي أبو بكر’’، الحديث وفيه: ’’وأفرضهم زيد بن ثابت’’.
هذا غريب، وحديث الحذاء صححه الترمذي.
قلت: بتقدير صحة: ’’أفرضهم زيد وأقرأهم أبي’’ لا يدل على تحتم تقليده في الفرائض، كما لا يتعين تقليد أبي في قراءته، وما انفرد به.
روى عاصم عن الشعبي قال: غلب زيد الناس على اثنتين: الفرائض، والقرآن.
ويروى عن زيد قال: أجازني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الخندق، وكساني قبطية.
وعنه قال: أجزت في الخندق، وكانت وقعة بعاث وأنا ابن ست سنين.
داود بن أبي هند: عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: لما توفي رسول الله قام خطباء الأنصار، فتكلموا، وقالوا: رجل منا ورجل منكم، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله كان من المهاجرين، ونحن أنصاره، وإنما يكون الإمام من المهاجرين، ونحن أنصاره.
فقال أبو بكر: جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار، وثبت قائلكم، لو قلتم غير هذا ما صالحناكم.
هذا إسناد صحيح. رواه الطيالسي في ’’مسنده’’. عن وهيب عنه.
روى الشعبي، عن مسروق، قال: كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم: عمر، وعلي، وابن مسعود وزيد، وأبي، وأبو موسى.
مجالد عن الشعبي، قال: القضاة أربعة: عمر، وعلي، وزيد، وابن مسعود.
وعن القاسم بن محمد: كان عمر يستخلف زيدا في كل سفر.
وعن سالم: كنا مع ابن عمر يوم مات زيد بن ثابت، فقلت: مات عالم الناس اليوم، فقال ابن عمر: يرحمه الله، فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحبرها، فرقهم عمر في البلدان، ونهاهم أن يفتوا برأيهم، وحبس زيد بن ثابت بالمدينة يفتي أهلها.
وعن سليمان بن يسار، قال: ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحدا في الفرائض والفتوى والقراءة والقضاء.
وعن يعقوب بن عتبة: أن عمر استخلف زيدا، وكتب إليه من الشام: إلى زيد بن ثابت من عمر.
قال خارجة بن زيد: كان عمر يستخلف أبي، فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل.
الواقدي: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن الزهري قال: قال ثعلبة ابن أبي مالك: سمعت عثمان يقول: من يعذرني من ابن مسعود؟ غضب إذ لم أوله نسخ المصاحف! هلا غضب على أبي بكر وعمر؛ إذ عزلاه عن ذلك ووليا زيدا، فاتبعت فعلهما.
مغيرة عن الشعبي قال: تنازع أبي وعمر في جداد نخل، فبكى أبي ثم قال: أفي سلطانك يا عمر؟ قال: اجعل بيني وبينك رجلا، قال أبي: زيد. فانطلقا حتى دخلا عليه فتحاكما إليه، فقال: بينتك يا أبي، قال: ما لي بينة، قال: فأعف أمير المؤمنين من اليمين، فقال عمر: لا تعف أمير المؤمنين من اليمين إن رأيتها عليه.
وتابعه سيار، عن الشعبي.
عبد الواحد بن زياد: حدثنا حجاج، عن نافع قال: استعمل عمر زيدا على القضاء، وفرض له رزقا.
الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، وآخر قالا: لما حصر عثمان، أتاه زيد بن ثابت، فدخل عليه الدار. فقال له عثمان: أنت خارج الدار أنفع لي منك ههنا، فذب عني، فخرج فكان يذب الناس ويقول لهم فيه، حتى رجع أناس من الأنصار، وجعل يقول: يا للأنصار، كونوا أنصار لله مرتين، انصروه، والله إن دمه لحرام.
فجاء أبو حية المازني مع ناس من الأنصار، فقال: ما يصلح معك أمر، فكان بينهما كلام وأخذ بتلبيب زيد هو وأناس معه، فمر به ناس من الأنصار، فلما رأوهم أرسلوه، وقال رجل منهم لأبي حية: أتصنع هذا برجل لو مات الليلة، ما دريت ما ميراثك من أبيك.
قال الزهري: لو هلك عثمان وزيد في بعض الزمان لهلك علم الفرائض، لقد أتى على الناس زمان وما يعلمها غيرهما.
أخرجه الدارمي.
وقال جعفر بن برقان: سمعت الزهري يقول: لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض؛ لرأيت أنها ستذهب من الناس.
وروى سعيد بن عامر، عن حميد بن الأسود، قال: قال مالك: كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد ابن عمر.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: الناس على قراءة زيد، وعلى فرض زيد.
وعن ابن عباس قال: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.
الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله، أنه كان يقول في أخوات لأب وأم، وإخوة وأخوات لأب: للأخوات للأب والأم الثلثان، فما بقي فللذكور دون الإناث.
فقدم مسروق المدينة، فسمع قول زيد فيها فأعجبه، فقال له بعض أصحابه: أتترك قول عبد الله فقال: أتيت المدينة، فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم -يعني: كان زيد يشرك بين الباقين.
محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، أن ابن عباس قام إلى زيد بن ثابت، فأخذ له بركابه فقال: تنح يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنا هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا.
قال علي بن المديني: لم يكن من الصحابة أحد له أصحاب حفظوا عنه وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة: زيد وعبد الله وابن عباس.
شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري: بلغنا أن زيد بن ثابت كان يقول إذا سئل عن الأمر: أكان هذا؟ فإن قالوا نعم، حدث فيه بالذي يعلم، وإن قالوا: لم يكن، قال: فذروه حتى يكون.
موسى بن علي بن رباح، عن أبيه قال: كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شيء قال: آلله كان هذا؟ فإن قال نعم تكلم فيه، وإلا لم يتكلم.
الثوري، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي، أن مروان دعا زيد بن ثابت وأجلس له قوما خلف ستر، فأخذ يسأله وهم يكتبون، ففطن زيد فقال: يا مروان! أغدرا؟ إنما أقول برأيي.
رواه إبراهيم بن حميد الرؤاسي، عن ابن أبي خالد نحوه، ’’وزاد’’: فمحوه.
هشام، عن ابن سيرين، قال: حج بنا أبو الوليد، ونحن ولد سيرين سبعة، فمر بنا على المدينة، فأدخلنا على زيد بن ثابت، فقال: هؤلاء بنو سيرين، فقال زيد: هؤلاء لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، قال: فما أخطأ، وكان محمد ومعبد ويحيى لأم.
وروى الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله، وأزمته عند القوم.
هشام، عن ابن سيرين قال: خرج زيد بن ثابت يريد الجمعة، فاستقبل الناس راجعين، فدخل دارا فقيل له: فقال: إنه من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله.
حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد قال: لما مات زيد بن ثابت، قال أبو هريرة: مات حبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا.
حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: لما مات زيد، جلسنا إلى ابن عباس في ظل فقال: هكذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير.
الواقدي، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: لما مات زيد بن ثابت، وصلى عليه مروان، ونزل نساء العوالي، وجاء نساء الأنصار، فجعل خارجة يذكرهن الله: لا تبكين عليه، فقلن: لا نسمع منك، ولنبكين عليه ثلاثا، وغلبنه.
قال الواقدي: وأرسل مروان بجزر فنحرت، وأطعموا الناس.
وفيه يقول حسان بن ثابت:

وقال جرير بن حازم: حدثنا قيس به سعد، عن مكحول: أن عبادة ابن الصامت دعا نبطيا يمسك دابته عند بيت المقدس فأبى، فضربه فشجه، فاستعدى عليه عمر، فقال: ما دعاك إلى ما صنعت بهذا، قال: أمرته فأبى، وأنا في حدة فضربته، فقال: اجلس للقصاص، فقال زيد بن ثابت: أتقيد لعبدك من أخيك؟ فترك عمر القود، وقضى عليه بالدية.
ومن جلالة زيد أن الصديق اعتمد عليه في كتابة القرآن العظيم في صحف، وجمعه من
أفواه الرجال، ومن الأكتاف والرقاع، واحتفظوا بتلك الصحف مدة، فكانت عند الصديق، ثم تسلمها الفاروق، ثم كانت بعد عند أم المؤمنين حفصة، إلى أن ندب عثمان زيد بن ثابت ونفرا من قريش إلى كتاب هذا المصحف العثماني الذي به الآن في الأرض أزيد من ألفي ألف نسخة، ولم يبق بأيدي الأمة قرآن سواه، ولله الحمد.
وقد اختلفوا في وفاة زيد -رضي الله عنه- على أقوال: فقال الواقدي -وهو إمام المؤرخين: مات سنة خمس وأربعين عن ست وخمسين سنة، وتبعه على وفاته يحيى بن بكير، وشباب، ومحمد بن عبد الله بن نمير.
وقال أبو عبيد: مات سنة خمس وأربعين، ثم قال: وسنة ست وخمسين أثبت.
وقال أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي: سنة إحدى وخمسين.
وقال المدائني، والهيثم، ويحيى بن معين: سنة خمس وخمسين.
وقال أبو الزناد: سنة خمس وأربعين -فالله أعلم.
حفص، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن قال: لم أخالف عليا في شيء من قراءته، وكنت أجمع حروف علي فألقى بها زيدا في المواسم بالمدينة، فما اختلفا إلا في التابوت، كان زيد يقرأ بالهاء، وعلي بالتاء.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 66

زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري وأمه النوار بنت مالك ابن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، يكنى أبا سعيد.
وقيل: يكنى أبا عبد الرحمن، قاله الهيثم بن عدي. وقيل: يكنى أبا خارجة بابنه خارجة، يقال: إنه كان في حين قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ابن إحدى عشرة سنة، وكان يوم بعاث ابن ست سنين، وفيها قتل أبوه. وقال الواقدي: استصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر جماعة فردهم، منهم زيد بن ثابت، فلم يشهد بدرا.
قال أبو عمر: ثم شهد أحدا وما بعدها من المشاهد. وقيل: إن أول مشاهده الخندق. قبل: وكان ينقل التراب يومئذ مع المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه نعم الغلام! وكانت راية بني مالك ابن النجار في تبوك مع عمارة ابن حزم، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفعها إلى زيد بن ثابت، فقال عمارة: يا رسول الله، أبلغك عني شيء؟ قال: لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذا منك للقرآن. وهذا عندي خبر لا يصح، والله أعلم.
وأما حديث أنس بن مالك إن زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني من الأنصار- فصحيح، وقد عارضه قوم بحديث ابن شهاب عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت، أن أبا بكر أمره في حين مقتل القراء باليمامة بجمع القرآن من الرقاع والعسب وصدور الرجال، حتى وجدت آخر آية من التوبة مع رجل يقال له: خزيمة أو أبو خزيمة.
قالوا: فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأملاه من صدره، وما احتاج إلى ما ذكره. قالوا: وأما خبر جمع عثمان للمصحف فإنما جمعه من الصحف التي كانت عند حفصة من جمع أبي بكر.
وكان زيد يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وكانت ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب بالسريانية، فأمر زيدا فتعلمها في بضعة عشر يوما، وكتب بعده لأبي بكر، وعمر، وكتب لهما معيقيب الدوسي معه أيضا.
واستخلف عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على المدينة ثلاث مرات في الحجتين وفي خروجه إلى الشام، وكتب إليه من الشام إلى زيد بن ثابت من عمر بن الخطاب.
وقال نافع، عن ابن عمر، قال: كان عمر يستخلف زيدا إذا حج، وكان عثمان يستخلفه أيضا على المدينة إذا حج. ورمي يوم اليمامة بسهم فلم
يضره، وكان أحد فقهاء الصحابة الجلة الفراض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرض أمتي زيد بن ثابت. وكان أبو بكر الصديق قد أمره بجمع القرآن في الصحف، فكتبه فيها، فلما اختلف الناس في القراءة زمن عثمان، واتفق رأيه ورأي الصحابة على أن يرد القرآن إلى حرف واحد، وقع اختياره على حرف زيد، فأمره أن يملي المصحف على قوم من قريش جمعهم إليه، فكتبوه على ما هو عليه اليوم بأيدي الناس، والأخبار بذلك متواترة المعنى، وإن اختلفت ألفاظها، وكانوا يقولون: غلب زيد بن ثابت الناس على اثنين: القرآن والفرائض.
وقال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.
وروى حميد بن الأسود، عن مالك بن أنس، قال: كان إمام الناس عندنا بعد عمر بن الخطاب زيد بن ثابت- يعني بالمدينة. قال: وكان إمام الناس بعده عندنا عبد الله بن عمر.
وروى أبو معاوية، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأصمتهم إذا جلس مع القوم.
وروى المعتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن يوسف بن سعد، عن وهيب عبد كان لزيد بن ثابت، وكان زيد على بيت المال في خلافة عثمان، فدخل عثمان فأبصر وهيبا يعينهم في بيت المال، فقال: من هذا؟ فقال زيد: مملوك لي
فقال عثمان: أراه يعين المسلمين وله حق. وإنا نفرض له، ففرض له ألفين فقال زيد: والله لا نفرض لعبد ألفين، ففرض له ألفا.
قال أبو عمر: كان عثمان يحب زيد بن ثابت، وكان زيد عثمانيا، ولم يكن فيمن شهد شيئا من مشاهد علي مع الأنصار، وكان مع ذلك يفضل عليا ويظهر حبه. وكان فقيها رحمه الله.
اختلف في وقت وفاة زيد بن ثابت. فقيل: مات سنة خمس وأربعين.
وقيل: سنة اثنتين وقيل: سنة ثلاث وأربعين، وهو ابن ست وخمسين. وقيل: ابن أربع وخمسين. وقيل: بل توفي سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. وقيل سنة خمسين. وقيل سنة خمس وخمسين، وصلى عليه مروان. وقال المدائني: توفي زيد بن ثابت سنة ست وخمسين.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 537

زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وله إحدى عشرة سنة ومات بالمدينة سنة خمس وأربعين. وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ’’ أفرضهم زيد ’’. وقال الشعبي: أمسك ابن عباس بركاب زيد بن ثابت فقال: تمسك ركابي ونت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنا هكذا نصنع بالعلماء. وقال سالم: كنا مع ابن عمر يوم مات زيد فقال: مات عالم الناس اليوم. وقال سليمان بن يسار: كان عمر وعثمان لا يقدمان على زيد بن ثابت أحدا في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة. وخطب عمر رضي الله عنه بالجابية فقال: من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت.
وقال مسروق: دخلت المدينة فوجدت بها من الراسخين في العلم زيد ابن ثابت.
وأخذ عن زيد عشرة من فقهاء المدينة: سعيد بن المسيب وأبو سلمة ابن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعروة بن الزبير وأبو بكر ابن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار وأبان بن عثمان وقبيصة بن ذؤيب رضي الله عنهم.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 46

زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد أبو خارجة الأنصاري الخزرجي المقرئ الفرضي كاتب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان عالما بالقرآن ومعانيه وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 6

زيد بن ثابت بن الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة من بني سلمة أحد بنى الحارث بن الخزرج من فقهاء الصحابة وجلة الأنصار وله كنيتان أبو سعيد وأبو خارجة مات في ولاية معاوية بن أبي سفيان سنة خمس وأربعين وقد قيل سنة إحدى وخمسين

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 29

زيد بن ثابت
..

  • دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 126

زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان النجاري
كاتب الوحي وقدوة الفرضيين عنه ابناه وابن المسيب وعروة توفي 45 وقيل 48 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري الأنصاري المديني
كاتب النبي صلى الله عليه وسلم كنيته أبو سعيد ويقال أبو خارجة ويقال أبو عبد الرحمن
مات سنة إحدى وخمسين في ولاية معاوية وقيل إنه مات سنة خمس وأربعين وصلى عليه مروان
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ابن عباس في حديث سل فلانة الأنصارية فسألها فرجع إلى ابن عباس يضحك فقال ما أراك إلا قد صدقت
روى عنه ابنه خارجة في الوضوء وعطاء بن يسار في الصلاة وبسر بن سعيد في الصلاة وأنس بن مالك في الصوم وطاوس في الحج وعبد الله بن يزيد في الحج وابن عمر في البيوع وأبو سعيد الخدري في عذاب القبر

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

زيد بن ثابت كاتب الوحي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 21

(ع) زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك النجار، أبو سعيد، ويقال: أبو خارجة المدني.
وقال الحافظ أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن: توفي سنة خمس وخمسين، وهو ابن أربع وخمسين سنة.
وقال علي بن المديني: سنة أربع وخمسين.
والصحيح الأول، وكان من الفقهاء الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو الدرداء، وكان أحد الأئمة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال قتادة: لما مات ترك ذهبا وفضة كسرا بالفأس.
وقال أبو نعيم الحافظ: قتل أبوه يوم بعاث، وكان زيد حبر الأمة علما وفقها وفرائض، ومن الراسخين في العلم.
قال مسروق: ساممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة عمر وعلي وعبد الله، وأبي الدرداء وأبي بن كعب وزيد بن ثابت.
وقال أبو ميسرة: قدمت المدينة فأنبئت أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.
وقال أبو هريرة؛ لما مات زيد: اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا.
وقال ابن عباس: لقد علم المحفوظون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن زيدا من الراسخين في العلم، ولما أراد أن يركب، أخذ له ابن عباس بالركاب، فقال له: تنح. فقال عبد الله: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا.
وفي كتاب ابن مسكويه: كان يكتب لعمر، وكان يخلو به، فقال له يوما: إني أستنصحك بكتب أسراري، فأخبرني عن كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت للملوك وغيرهم؟.
فقال: أعفني. فقال: ولم؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: يا زيد إني قد انتخبتك لكتبي فاحفظ سري واكتم ما استحفظتك، فضمنت له ذلك فصمت عمر.
وكان زيد ذا رأي ونفاذ رحمه الله تعالى.
وفيه يقول حسان بن ثابت:

وفي كتاب أبي عمر: يكنى أبا عبد الرحمن. قال الهيثم. وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد.
وفي خبر لا يصح: كانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إلى زيد فقال عمارة: يا رسول الله بلغك عني شيء؟ قال: لا، ولكن القرآن مقدم.
وكتب بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر.
وكان عمر يستخلفه إذا حج وكذلك عثمان، وكانوا يقولون: غلب زيد الناس على اثنتين: القرآن والفرائض.
وقال [ق 50 / ب] مالك: كان إمام الناس عندنا بعد عمر، زيد بن ثابت، وكان من أفله الناس إذا خلا مع أهله، وأزمته إذا جلس مع القوم.
وكان عثمانيا، ولم يشهد شيئا من مشاهد علي، وكان مع ذلك يفضل عليا ويظهر حبه، مات سنة ثنتين وأربعين، وقيل ثلاث، وهو ابن ست وخمسين سنة، وقيل سنة اثنتين وقيل سنة ست وخمسين، وصلى عليه مروان بن الحكم.
وقال ابن حبان: قتل لزيد يوم الحرة سبعة أولاد لصلبه، وله بالمدينة عقب.
وقال ابن عبد ربه: تعلم بالفارسية من رسول كسرى، وبالرومية من حاجب النبي وبالقبطية من خادمه صلى الله عليه وسلم.
وقال العسكري: موته سنة خمس وخمسين وهم، وكان له حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إحدى عشرة أو اثنتا عشرة سنة.
وقال البغوي: يكنى أبا محمد عن موسى بن علي بن أبيه، وكان إذا سأله رجل عن مسألة قال: الله لكان هذا؟ فإذا قال نعم تكلم فيها وإلا لم يتكلم.
وعن الشعبي: كان عمر وعبد الله وزيد يشبه علمهم بعضهم بعضا، وكان يقتبس بعضهم من بعض.
وفي كتاب الباوردي: قال عثمان بن عفان: أي الناس أكتب؟
قالوا: زيد بن ثابت.
وفي «المعجم الكبير» للطبراني: عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان العلماء بعد معاذ بن جبل: ابن مسعود وأبو الدرداء وسلمان وعبد الله ابن سلام.
وكان العلماء بعد هؤلاء: زيد بن ثابت، وبعد زيد، ابن عمر وابن عباس.
روى عنه عامر بن سعد بن أبي وقاص.
وفي «طبقات ابن سعد»: تعلم كتاب اليهود في خمس عشرة ليلة، ونام في الخندق فجاء عمارة فأخذ سلاحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا رقاد نمت حتى ذهب سلاحك.
واستعمله عمر بن الخطاب على القضاء وفرض له رزقا.
وفي كتاب ابن عساكر: كان تعليم زيد كتاب اليهود سنة أربع من الهجرة.
وفي كتاب الصريفيني: مات سنة أربعين.
وفي الصحابة آخر يقال له:

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 5- ص: 1

زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك
بن النجار بن عمرو بن الخزرج أخو يزيد بن ثابت كنيته أبو سعيد وقد قيل أبو عبد الله وقد قيل أبو عبد الرحمن وقيل أيضا أبو خارجة مات سنة إحدى وخمسين في ولاية معاوية وقد قيل إنه مات سنة خمس وأربعين وصلى عليه مروان وقتل لزيد بن ثابت يوم الحرة سبعة من أولاده لصلبه وله بالمدينة عقب وهو أخو يزيد بن ثابت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وزيد له حينئذٍ إحدى عشرة سنة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

زيد بن ثابت الأنصاري
مدني من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والناس على قراءة زيد وفرض زيد حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن مكحول عن زيد أنه قضى في السمحاق بأربع من الإبل

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم
بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج
حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، نا المعافى بن سليمان، نا زهيرٌ، نا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت عليه: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل} [النساء: 95] فقال عمرو بن مكتوم: يا رسول الله بي ضررٌ فقال: ’’ اكتب {غير أولي الضرر} [النساء: 95] ’’
حدثنا بشر بن موسى، نا عمرو بن حكام، نا شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن كثير بن الصلت، عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: «والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

زيد بن ثابت بن الضحاك (ع)
أبو سعيد، وأبو خارجة، الأنصاري، الخزرجي، النجاري، المقرئ، الفرضي، كاتب الوحي.
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وعمره إحدى عشرة سنة، فأسلم، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعلم خط اليهود، فجود الكتابة، وكتب الوحي، وحفظ القرآن، وأتقنه، وأحكم الفرائض، وشهد الخندق وما بعدها.
واستندبه الصديق لجمع القرآن فتتبعه، وتعب على جمعه، ثم عينه عثمان لكتابة المصحف، وثوقاً بحفظه، ودينه، وأمانته، وحسن كتابته.
قرأ عليه القرآن جماعة، منهم: ابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي.
وكان عمر يستخلفه على المدينة إذا حج.
وقال ابن عباس: كان من الراسخين في العلم، وكان يأخذ له بالركاب.
ولما مات، قال أبو هريرة: مات حبر الأمة، ولعل الله أن يجعل في ابن عباسٍ منه خلفاً.
توفي سنةَ خمس وأربعين، وقيل: سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة خمسٍ وخمسين. رضي اللهُ عنه.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1