زيادة الله زيادة الله بن أبي العباس عبد الله بن ابراهيم الاغلبي التميمي، أبو مضر: اخر امراء الدولة الاغلبية بتونس. وهو الثاني عشر ممن ولوا امارتها منهم. ولد ونشأ بتونس وكان ميالا إلى اللهو وولاه ابوه امارة صقلية، فعكف على لذاته، فعزله عنها وسجنه فدس لأبيه ثلاثة من خصيان الصقالبة فقتلوه ونادوا بزيادة الله اميرا على افريقية فتولاها سنة 290 هـ ، وقتل الخصيان الثلاثة وفتك بمن قدر عليه من اعمامه واخوته وعاد إلى ملازمة الندماء فأهمل شؤون الملك فاستفحل امر الثائر أبي عبد الله الشيعي ’’داعية المهدي’’ فصبر له زيادة الله ودافعه طويلا إلى ان يئس من الظفر وكان مقيما برقادة فجمع اهله وماله وفر من افريقية (سنة 296 هـ) فنزل بمصر ثم قصد بغداد فمر بالرقة فاستوقفه الوزير ابن الفرات مدة سنة وأستأذن فيه المقتدر العباسي فأمر برده إلى المغرب فعاد إلى مصر فمرض فقصد بيت المقدس فمات بالرملة وانقرضت به دولة الاغالبة في افريقية وكانت مدتها 112 سنة وخمسة اشهر و14 يوما وهو ثالث من سمي ’’زيادة الله’’ من الاغالبة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 56

ابنه زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد أبو مضر
خاتمة ملوك الأغالبة عليه انقرض ملكهم وزال سلطانهم بعبيد الله المهدي أول ملوك الشيعة
ولما هزم أبو عبد الله الشيعي داعية عبيد الله عسكر زيادة الله هذا يوم السبت لست بقين من جمادي الآخرة سنة ست وتسعين ومائتين
ودخلت مدينة الأربس بالسيف وبلغ الخبر زيادة الله عند صلاة العصر يوم الأحد بعده فر على وجهه وأسلم البلاد ولحق بإطرابلس ميمماً ديار مصر وذلك في خلافة المقتدر بن جعفر بن المعتضد فكانت ولايته ست سنين إلا شهرين وأياماً أتلف جلها في اللذات والبطالة حتى انتقضت دولته وظفر به عدوه، وكان فراره من مدينه رقاده التي بناها جده إبراهيم بن أحمد وأجرى إليها المياه واغترس فيها صنوف الثمار الطيبة والرياحين وبنى على القصور التي أحدث فيها سوراً وأحد هذه القصور يسمى بغداد وآخر منها يسمى المختار فصارت أكبر من القيروان وبينهما ستة أميال
فلما ولى زيادة الله هذا انتقل إليها وحفر بها حفيراً بناه صهريجاً طوله خمسمائة ذراع وعرضه أربعمائة ذراع وأجرى إليها ساقية وسماه البحر وبنى فيه قصراً وسماه العروس على أربع طبقات أنفق فيه سوى خسر اليهود والعجم مائتي ألف دينار واثنين وثلاثين ألف دينار
وكان عبيد الله يقول رأيت ثلاثة أشياء بإفريقية لم أر مثلها بالمشرق منها هذا القصر فبهذا وأمثاله كان اشتغاله حتى حالت لأول وهلة حاله ليصدق ما قاله أبو الفتح البستي

وحكى أبو إسحاق الرقيق أنه سأل مؤنساً المغنى هل يعلم صوتا من أصواته لم يسمعه منه فقال والله يا مولاي ما علمت غير بيت وقد أنسيت أوله قال هاته فغناه
فقد صرت بعد البين أقنع بالهجر، ثم وجه في صاحب البريد عبد الله بن الصائغ وكان شاعراً مجيداً فعرفه ما جرى وقال له بحياتي إلا زدت عليه شيئا فقال ابن الصائغ
فأعجبه ذلك ووقع منه أحسن موقع وغنى به مؤنس فطرب وأمر له بخلع نفيسة وكيس فيه ألف دينار وفرس بسرج ولجام محليين وهذا قد كان يحسن منه لولا أنهماكه في ملذاته الذي كان فيه هلاكه
وقال أبو بكر محمد بن محمد الصولي في كتاب الأخبار المنثورة من تأليفه حدثني أبو الحسن على بن جعفر الكاتب حدثني أبي قال كان لزيادة الله ابن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد وهو زيادة الله الأصغر وكان أميرا بإفريقية غلام فحل صبي يدعى خطابا وهو الذي اسمه في السكك فسخط عليه وقيده بقيد من ذهب فدخل يوماً من الأيام صاحبه على البريد وهو عبد الله بن الصائغ فلما رأى الغلام مقيدا تأخر قليلا وعمل بيتين وكتب بهما إلى زيادة الله وهما
فأطلق الغلام ورضى عنه ووصل عبد الله الصائغ بالقيد الذهب
ومن شعر زيادة الله ما حكى الصولي أيضاً في كتاب الوزراء من تأليفه أن العباس بن الحسن لما استوزره المكتفي أبو محمد على بن أحمد المعتضد أراد أن يريه أنه فوق الوزير قبله القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب في التدبير فاستأذنه في مخاطبة بن الأغلب هذا ففعل فوجه ابن الأغلب إليه برسول معه هدايا عظيمة ومائتا خادم وخيل وبز كثير وطيب ومن اللبوذ المغربية ألف ومائتان وعشرة آلاف درهم في كل درهم عشرة دراهم وألف دينار في كل دينار عشرة دنانير وكتب على الدنانير والدراهم في وجه
وفي الوجه الآخر

  • دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 1- ص: 1