التصنيفات

هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ابن أخي سعد ابن أبي وقاص الزهري الملقب بالمرقال
قتل في صفين.
ويبدو أن هاشما كان صغيرا أيام الرسول, أو كان واقفا على عتبات البلوغ, مما جعل اسمه لا يذكر في الغزوات مع الرسول, وبخاصة أنه أسلم في عام الفتح, وحتى في حروب الردة, لم يكن له شأن يذكر, ولكن بتتبع مسيرة خالد بن الوليد في حروب الردة, ومنها السفر إلى العراق, ثم إرسال أبي بكر إليه أن يتوجه بنصف الجيش إلى الشام. ثم عودة ذلك الجيش إلى العراق مرة أخرى بأمر من عمر بن الخطاب. وأن يكون بقيادة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص, نتبين أن هاشما كان من الفرسان المقاتلين مع خالد في حروبه بالعراق, ورحلته إلى الشام.
ثم تولى رياسة فرقة من الفرسان في معركة اليرموك, التي تعد أكبر الفتوح في حروب الشام, وكان وسامه في هذه المعركة أن فقئت عينه, فصار أعور, واستمر بعد ذلك في جيش خالد حين فتح دمشق, ثم عاد هاشم قائدا على من كان خالد بن الوليد قائدا عليهم, متوجها هاشم بهم إلى معركة ’’القادسية ’’ التي كان يقودها عمه سعد بن أبي وقاص.
وأدرك بجيشه جيوش المسلمين, فكان مددا عظيما له شأنه في تقوية نفوس المجاهدين, حتى لقد قال من ترجموا له ’’أنه أبلى في القادسية بلاء حسنا, وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد وكان سبب الفتح على المسلمين’’.
ففي الحروب المشهورة التي دارت رحاها في الفتوحات الإسلامية: موقعة اليرموك، وفتح ’’دمشق’’ بالشام، ومعركة ’’القادسية’’، والاستيلاء على ’’مدائن كسرى’’ بالعراق وفارس. ثم في موقعة ’’الجمل’’، ومعركة ’’صفين’’، كل هذه اشترك فيها هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الملقب ’’بالمرقال’’، وكلمة ’’مرقال’’ لقب بها لأنه كان يرقل في الحرب، أي يسرع.
وكان اشتراكه في كل هذه الحروب رئيسا على فرقة من الخيالة، أو قائدا لجماعات كثيرة. وانفرد هو بأن كان قائدا أعلى لمعركة ’’جلولاء’’.
وأقام سعد بن أبي وقاص بالمدائن، فجاءته الأخبار بأن فلول الفرس قد توقفت عند ’’جلولاء’’ وأنهم اجتمع إليهم خلق كثير، وجم غفير، وسار ’’يزدجرد’’ إلى ’’حلوان’’.. ببلاد فارس، وهي غير حلوان التي تقرب من القاهرة. وصار ’’يزدجرد’’ يجمع من أنحاء مختلفة جيوشا كثيرة، لتقف أمام المسلمين، وتحمي بقية فارس من زحفهم. فأرسل سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب يخبره بذلك.
فكتب إليه عمر يطلب منه أن يقيم هو بالمدائن، وأن يبعث ابن أخيه هاشم بن عتبة أميرا على الجيش الذي يبعثه إلى جيوش كسرى في ’’جلولاء’’ وعين له جماعة من فرسان المسلمين يكونون معه.
فبعث سعد مع ابن أخيه جيشا يقارب اثني عشر ألفا. فيهم بعض من سادات المسلمين ووجوه المهاجرين والأنصار وأعلام العرب.
وكانت جيوش الفرس بجلولاء قد حفرت الخنادق حولها، فحاصرهم هاشم بن عتبة، وكانوا يخرجون من البلد للقتال، فيقاتلون قتالا شديدا لم يسمع مثله، وجعل كسرى يبعث إليهم الأمداد، وكذلك كان سعد بن أبي وقاص يبعث مددا إلى ابن أخيه مرة بعد أخرى. والقتال يشتد، وقام هاشم في الناس فخطبهم أكثر من مرة، فحرضهم على القتال. والتوكل على الله ثم يقول: إن هذا المنزل منزل له ما بعده، ويقول لهم: ’’أبلوا الله بلاء حسنا يتم لكم عليه الأجر والمغنم واعملوا لله’’.
أما الفرس فقد تعاقدوا وتعاهدوا، وحلفوا بالنار التي يعبدونها أنهم لن يفروا أبدا حتى يفنوا العرب، ولهذا شهدت جلولاء معارك لم يسبق لها مثيل في الهجوم والدفاع والاستبسال، وأخيرا أذن الله بالنصر، فبعد حوالي ثمانين معركة، في أيام مختلفة، انتصر المسلمون، واقتحموا الخندق، من الطريق الذي كان يخرج منه جيش الفرس ليقاتل المسلمين، وأصاب الله المشركين بالذعر، فاندفعوا متفرقين، يحاولون الهرب، فكانت خنادقهم سببا في هلاك كثير منهم، إذ تساقطوا فيها أكداسا، وكانوا أيضا قد بذروا في الأرض عند الخندق من جهتهم قطعا من حديد لها أسنان كالمسامير لتصيب خيل المسلمين إذا هم استطاعوا أن يجتازوه بمعابر في ساعة غفلة، فكانت هذه المسامير سببا في إصابة كثير من خيل الفرس، وهي تتجه هاربة بعد الهزيمة بمن عليها، فيتساقطون تحت أقدامها صرعى، حينما تكبو بهم وهي مندفعة في هربهم، وفتح الله جلولاء، وكانت هي الضربة القاضية على آل الفرس في الوقوف أمام المسلمين، ولهذا سميت وقعة ’’جلولاء فتح الفتوح’’، قيل إنه قتل فيها من الفرس حوالي مائة ألف، وظفر المسلمون بغنائم لا تحصى.
وكان بين فتح المدائن وفتح جلولاء حوالي تسعة أشهر.
وقال في ذلك هاشم بن عتبة:

وذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين أنه لما أراد علي عليه السلام المسير إلى صفين دعا إليه من كان معه من المهاجرين والأنصار فخطبهم واستشارهم فقام هاشم بن عتبة بن أبي وقاص فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد يا أمير المؤمنين فأنا بالقوم جد خبيرهم لك ولأشياعك أعداء وهم لمن يطلب حرث الدنيا أولياء وهم مقاتلوك ومجاهدوك لا يبقون جهدا مشاحة على الدنيا وضنا بما في أيديهم منها وليس لهم أربة غيرها إلا ما يخدعون به الجهال من الطلب بدم عثمان بن عفان كذبوا ليس بدمه يثأرون ولكن الدنيا يطلبون فسر بنا إليهم فإن أجابوا إلى الحق فليس بعد الحق إلا الضلال وإن أبوا إلا الشقاق فذلك الظن بهم والله ما أراهم يبايعون وفيهم أحد ممن يطاع إذا نهى ويسمع إذا أمر. وذكر نصر أيضا أن زياد بن النضر الحارثي قال لعبد الله بن ورقاء الخزاعي لما عزم أمير المؤمنين عليه السلام على المسير إلى صفين أن يومنا ويومهم ليوم عصيب ما يصبر عليه إلا كل مشيع القلب الصادق النية رابط الجأش وأيم الله ما أظن ذلك اليوم يبقي منا ومنهم إلا الرذال قال عبد الله بن بديل وإنا والله أظن ك فقال علي ليكن هذا الكلام مخزونا في صدوركما لا تظهراه ولا يسمعه منكما سامع إن الله كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكل آتيه منيته كما كتب الله له فطوبى للمجاهدين في سبيل الله والمقتولين في طاعته فلما سمع هاشم بن عتبة مقالتهم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال سربنا يا أمير المؤمنين إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وعملوا في عباد الله بغير رضا الله فأحلوا حرامه وحرموا حلاله واستولاهم الشيطان ووعدهم الأباطيل ومناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهدى وقصد بهم قصد الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة انجازنا موعود ربنا وأنت يا أمير المؤمنين أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم رحما وأفضل الناس سابقة وقدما وهم يا أمير المؤمنين يعلمون منك مثل الذي علمنا ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بهم الأهواء وكانوا ظالمين فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا بنورك جذلة على من خالفك وتولى الأمر دونك والله ما أحب أن لي ما في الأرض مما أقلت وما تحت السماء مما أظلت وأني واليت عدوا لك أو عاديت وليا لك فقال علي: اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك والمرافقة لنبيك صلى الله عليه وسلم. وقال نصر: دعا علي هاشم بن عتبة ومعه لواؤه وكان أعور فقال له يا هاشم حتى متى تأكل الخبز وتشرب الماء فقال هاشم لأجهدن أن لا أرجع إليك أبدأ قال علي إن بإزائك ذا الكلاع وعنده الموت الأحمر فتقدم هاشم فلما أقبل قال معاوية من هذا المقبل فقيل هاشم المرقال فقال أعور بني زهرة قاتله الله وقال أن حماة اللواء ربيعة فأجيلوا القداح فمن خرج سهمه عبيته لهم فخرج سهم ذي الكلاع بكر بن وائل فقال ترحك اللهم من سهم وكان جل أصحاب علي أهل اللواء من ربيعة لأنه أمر حماة منهم أن يحاموا عن اللواء فأقبل هاشم وهو يقول:
وحمل صاحب لواء ذي الكلاع وهو رجل من عذرة وهو يقول:
فاختلفا طعنتين فطعنه هاشم فقتله. وقال نصر في كتاب صفين إن معاوية لما تعاظمت عليه الأمور بصفين جمع خواص أصحابه فقال لهم إنه قد غمني رجال من أصحاب علي وعد منهم المرقال وهم خمسة وعبأ لكل واحد رجلا من أصحابه فكان عمرو بن العاص بإزاء المرقال فخرج عمرو وهو يقول:
#يكن شجا حتى الممات لازلما فطعن في أعراض الخيل مزبدا فحمل هاشم وهو يقول:
فطعن عمر حتى رجع واشتد القتال وانصرف الفريقان ولم يسر معاوية ذلك.
وفي كتاب لباب الآداب: أمد عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص في حرب القادسية بجيش عليه هاشم بن عتبة القرقال فوصلهم والعسكران متواقفان المسلمون ورستم فوقف هاشم مقابل موكب منهم ثم أخذ سهما فوضعه في قوسه ورماهم فوقع سهمه في أذن فرسه فخلها فضحك وقال واسواتاه من رمية رجل كل من ترى ينتظره أين ترون كان سهمي بالغا لو لم يصب إذن الفرس قالوا العتيق وهو نهر خلف ذلك الموكب فنزل عن فرسه ثم سار يضربهم بسيفه حتى أوصلهم العتيق ثم رجع إلى موقفه.
وأنشد الشيخ شرف الدين الدمياطي في أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب لعبد الله بن زيد الهلالي.
وقالوا: الفحل يحمي شوله معقولا: والشول تقدم في بات الشين المعجمة أنها النوق التي جف لبنها وارتعع ضرعها وأتى عليها من نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية الواحدة شائلة والشول جمع على غير قياس ومعقولا لا نصب على الحال أي أن الحر يحتمل الأمر الجليل في حفظ أهله وحريمه وإن كانت به علة وقد تمثل بذالك هاشم بن عتبة بن أبي وقاص أخي سعد بن أبي وقاص حين فقئت عينه باليرموك وهو الذي افتتح جلولاء وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح وبلغت غنائمها ثمانية عشر ألف وشهد صفين مع علي وكانت معه الراية وهو على الرجالة وقتل يومئذ وهو يقول:
فقطعت رجله يومئذ وهو يقاتل من دنا منه وهو بارك يقول:
#الفحل يحمي شوله معقولا وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه:

    هاشم بن عتبة (ب د ع) هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف ابن زهرة القرشي الزهري. وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص، يكنى أبا عمرو، ويعرف بالمرقال.
    نزل الكوفة، أسلم يوم الفتح. وكان من الشجعان الأبطال، والفضلاء الأخيار. فقئت عينه يوم اليرموك بالشام. وهو الذي فتح جلولاء من بلاد الفرس، وهزم الفرس، وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح، بلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف. وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكانت معه الراية، وهو على الرجالة، وقتل يومئذ، وفيها يقول:

    لا بد أن يفل أو يفلا
    فقطعت رجله يومئذ، وجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك، ويقول:
    الفحل يحمي شوله معقولا
    وقاتل حتى قتل، وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن واثلة:
    وكانت صفين سنة سبع وثلاثين.
    روى عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يظهر المسلمون على جزيرة العرب، ويظهر المسلمون على فارس، ويظهر المسلمون على الروم، ويظهر المسلمون على الأعور الدجال. قاله أبو عمر.
    وقال ابن منده وأبو نعيم: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري. وقيل: نافع أبو هاشم ورويا حديث عبد الملك، عن جابر، عن هاشم بن عتبة: «يظهر المسلمون»... الحديث.
    أخرجه الثلاثة.
    قلت: كلام ابن منده وأبو نعيم يدل على أن هاشم بن عتبة يقال له «نافع» أيضا، أو أن أبا هاشم كنية نافع، ولعل ابن منده رأى في موضع «أخو هاشم»، فظنها «أبو» فإنها تشتبه بها كثيرا، أو أن بعض النسخ كان فيها غلط ولم ينظر فيه، وتبعه أبو نعيم. أو لعلهما حيث رويا هذا الحديث عن هاشم، وروياه أيضا في كتابيهما عن نافع، ظناهما واحد. وليس كذلك، وإنما هما أخوان، وقد روى هذا الحديث عنهما، واختلف العلماء فيه كما اختلفوا في غيره، فإن كثيرا من أهل الحديث يروي الحديث من طريق عن زيد، ويختلفون فيه فيرويه بعضهم عن عمرو. وقد تقدم مثل هذا في الكتاب كثيرا، وقد تقدم ذكر «نافع» في ترجمته، وقد ذكرهما العلماء أنهما أخوان، والله أعلم. والحديث عن «نافع بن عتبة» هو الصحيح، وأما «هاشم» فقليل ذكره في الحديث.

    • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1213

    • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 5- ص: 353

    • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 601

    هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزهري الشجاع المشهور المعروف بالمرقال ابن أخي سعد بن أبي وقاص.
    قال الدولابي: لقب بالمرقال، لأنه كان يرقل في الحرب، أي يسرع، من الإرقال، وهو ضرب من العدو.
    وقال ابن الكلبي وابن حبان: له صحبة، قال: وسماه بعضهم هشاما، وهو وهم.
    وأخرج مطين، والبغوي، وابن السكن، والطبري، والسراج، والحاكم، من طريق بشير بن أبي إسحاق، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن هاشم بن عتبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يظهر المسلمون على جزيرة العرب، وعلى فارس والروم، وعلى الأعور الدجال»
    إلا أن البغوي لم يسمه، بل قال: عن ابن أخي سعد، وقال: الصواب عن نافع بن عتبة.
    وقال ابن السكن: الحديث لنافع بن عتبة إلا أن يكون نافع وهاشم سمعاه جميعا.
    وقال أبو نعيم: رواه أصحاب عبد الملك بن عمير، عن جابر، عن نافع بن عتبة، وعد ابن عساكر من رواه عن عبد الملك، فقال: نافع سبعة أنفس، وهو عند مسلم من هذا الوجه، وتابعه سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، أورده ابن عساكر. وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمر. وعده بعضهم في الصحابة.
    وقال الخطيب: أسلم يوم الفتح، وحضر مع عمه حرب الفرس بالقادسية، وله بها آثاره مذكورة.
    وقال الهيثم بن عدي: عقد له عمه سعد على الجيش الذي جهزه إلى قتال يزد جرد ملك الفرس، فكانت وقعة جلولاء.
    وأخرج يعقوب بن شيبة، من طريق حبيب بن أبي ثابت، قال: كانت راية علي يوم صفين مع هاشم بن عتبة.
    وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق الزهري، قال: قتل عمار بن يسار، وهاشم بن عتبة يوم صفين.
    وأخرج ابن السكن، من طريق الأعمش، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: شهدنا صفين مع علي، وقد وكلنا بفرسه رجلين، فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم فلا يرجع حتى يخضب سيفه دما، قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له يا هاشم:

    لا بد أن يفل أو يفلا قال: ثم أخذوا في واد من أودية صفين، فما رجعا حتى قتلا.
    وأخرج عبد الرزاق، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم- أن هاشما أنشده، فذكر نحوه.
    وقال المرزباني: لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة قال هاشم لأبي موسى الأشعري: تعال يا أبا موسى، بايع لخير هذه الأمة علي، فقال: لا تعجل، فوضع هاشم يده على الأخرى، فقال: هذه لعلي وهذه لي، وقد بايعت عليا، وأنشد:

      أبو عمرو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص تقدم.

      • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 240

      الزهري المرقال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص القرشي الزهري، ابن أخي سعد بن أبي وقاص أبو عمرو، قال الشيخ شمس الدين: ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تثبت له صحبة، نزل بالكوفة، أسلم يوم الفتح ويعرف بالمرقال، وكان من الفضلاء الأخيار، ومن الأبطال البهم، فقئت عينه يوم اليرموك، ثم أرسله عمر من اليرموك مع خيل العراق إلى سعد، فشهد القادسية وأبلى فيها بلاء حسنا، وقام منه في ذلك ما لم يقم في أحد، وكان سبب الفتح على المسلمين، وهو الذي افتتح جلولاء ولم يشهدها سعد، وقيل: شهدها، وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح، بلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف وكانت سنة سبع عشرة للهجرة وقيل سنة تسع عشرة وهاشم الذي امتحن مع سعيد بن العاص زمن عثمان إذ شهد في رؤية الهلال وأفطر وحده، فأقصه من سعد على يد سعيد بن العاص في خبر فيه طول، ثم شهد هاشم مع علي الجمل وشهد صفين، وأبلى بلاء حسنا مذكورا، وبيده راية علي على الرجالة يوم صفين، ويومئذ قتل، وهو القائل يومئذ:

      #لا بد أن يفل أو يفلا وقطعت رجله يومئذ، فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك ويقول: الفحل يحمي شوله معقولا.
      وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن واثلة:
      #أفلج بما فزت به من منه

      • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

      هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص الزهري. ويعرف: بالمرقال.
      من أمراء علي يوم صفين. ولد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم، وشهد يوم اليرموك؛ فذهبت عينه يومئذ، وشهد فتوح دمشق. وكان معه راية الإمام علي يوم صفين، فقتل يومئذ. وكان موصوفا بالشجاعة والإقدام -رحمه الله تعالى.
      وبعضهم عده في الصحابة باعتبار إدراك زمن النبوة.

        هاشم بن عتبة بن أبي وقاص القرشي الزهري ابن أخي سعد بن أبي وقاص يكنى أبا عمرو، وقد تقدم ذكر نسبه إلى زهرة في باب عمه سعد قال خليفة بن خياط: في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري. وقال الهيثم ابن عدي مثله. قال أبو عمر: أسلم هاشم بن عتبة يوم الفتح، يعرف بالمرقال، وكان من الفضلاء الخيار، وكان من الأبطال البهم، فقئت عينه يوم اليرموك، ثم أرسله عمر من اليرموك مع خيل العراق إلى سعد، كتب إليه بذلك، فشهد القادسية، وأبلى فيها بلاء حسنا، وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد، وكان سبب الفتح على المسلمين، وكان بهمة من البهم فاضلا خيرا، وهو الذي افتتح جلولاء فعقد له سعد لواء، ووجهه وفتح الله عليه جلولاء، ولم يشهدها سعد. وقد قيل: إن سعدا شهدها. وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح، وبلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف. وكانت جلولاء سنة سبع عشرة. وقال قتادة: سنة تسع عشرة. وهاشم بن عتبة هو الذي امتحن مع سعيد بن العاص زمن عثمان، إذ شهد في رؤية الهلال وأفطر وحده، فأقصه عثمان من سعيد على يد سعد بن أبي وقاص في خبر فيه طول، ثم شهد هاشم مع علي الجمل، وشهد صفين، وأبلى فيها بلاء حسنا مذكورا، وبيده كانت راية علي على الرجالة يوم صفين، ويومئذ قتل، وهو القائل يومئذ:

        #لا بد أن يفل أو يفلا وقطعت رجله يومئذ، فجعل يقاتل من دنا منه، وهو بارك ويقول:
        #الفحل يحمي شوله معقولا وقاتل حتى قتل، وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن وائلة:
        #أفلح بما فزت به من منه وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا أبو كريب، حدثنا قبيصة عن يونس عن ابن إسحاق، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يظهر المسلمون على جزيرة العرب، ويظهر المسلمون على فارس، ويظهر المسلمون على الروم، ويظهر المسلمون على الأعور الدجال.

          هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن أخي سعد بن أبي وقاص كان ممن يستعين به عمر بن الخطاب على أمور المسلمين ويقدمه في البعث إذا بعث واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف قتل يوم الجمل بالبصرة سنة ست وثلاثين في شهر رجب

            هاشم بن عتبة بن أبي وقاص
            ابن أخي سعد له صحبة قتل يوم صفين تقدم ذكره ومن زعم أنه هشام بن عتبة فقد وهم

            • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

            هاشم بن عتبة بن أبي وقاص مالك بن أهيب ويقال - وهيب - بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري المعروف بالمرقال:
            قال ابن عبد البر: أسلم هاشم يوم الفتح، وكان من الفضلاء الأخيار، وكان من الأبطال البهم، فقئت عينه يوم اليرموك، ثم كتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد اليرموك، بأن يسير إلى عمر بن سعد، فسار إليهم، وشهد معهم القادسية، وأبلى فيها بلاء حسنا، وقام منه في ذلك، ما لم يقم من أحد، وكان سببا لفتح المسلمين.
            ثم عقد له سعد لواء، ووجهه إلى جلولاء، ففتحها الله على يديه، ولم يشهدها سعد، وقيل إن سعدا شهدها، وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح، بلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف، وكانت جلولاء سنة سبع عشرة، وقيل سنة تسع عشرة، قاله قتادة. وشهد مع على رضي الله عنه الجمل وصفين، وأبلى فيهما بلاء حسنا مشهورا، وكان على رجالة على رضي الله عنه يوم صفين، وبيده راية على يومئذ، وفيه قتل. انتهى بالمعنى.
            وذكر الزبير بن بكار من خبره: أن عينه أصيبت يوم اليرموك، وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه به، في سبعة عشر رجلا، أمده بهم من جند الشام. قال: وقتل هاشم مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه بصفين.
            قال: وفيه يقول عامر بن واثلة، يعنى أبا الطفيل الليثى [من الرجز]:

            أفلح بما فزت به من منه
            قال: وقطعت رجله يومئذ بصفين، قبل أن يقتل، فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك، ويتمثل:
            الفحل يحمى شوله معقولا
            قال الزبير: وهو الذي يقول:
            لا بد أن يفل أو يفلا
            وذكر الزبير: أن أم هاشم هذا: بنت خالد بن عبيدة بن مرداس بن سويد، من بنى الحارث بن عبد مناف، حليف بنى زهرة. انتهى.

            • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1