رياض الصلح رياض بن رضا بن أحمد باشا بن محمد الصلح:زعيم شعبي، كان له اثر كبير في بناء (لبنان) السياسي والقومي الحديث. ولد في صور ن وحصل على اجازة الحقوق في الاستانة. وكان من اعضاء (المنتدى الادبي) بها وحكم عليه ديوان الحرب العرفي (التركي) في عالية، بالنفي مع والده، لمناوأتهما حزب (الاتحاد والترقي) العثماني، فامضيا مع اسرتهما سنتين (1916 - 1918م) في الاناضول واقام بعد الحرب العامة الاولى في دمشق، ودخل في جمعية (العربية الفتاة) السرية ولما احتل الفرنسيون الداخلية (سنة 1920م) رحل إلى مصر وزار اوربة مرات. واشترك في المؤتمر السوري الفلسطيني (بجنيف) ونشط في الدعاية لاستقلال سورية ولبنان وفلسطين. وعاد إلى بيروت سنة 1935 م، فاشتغل محاميا ثم كان من اعضاء مجلس لبنان النيابي والتف حوله جمهور الوطنيين. وتولى رياسة الوزارة اللبنانية (سنة 1943م) فاقترح تعديل مواد في الدستور كان الفرنسيون قد وضعوها لاغراضهم الاستعمارية، واقر مجلس النواب التعديل، فسخط الفرنسيون واعتقلوه مع رئيس الجمهورية (بشارة الخوري) واكثر الوزراء وبعض كبار النواب وارسلوهم إلى قلعة (راشيا) فثار لبنان وهاج العالم العربي واحتجت حكوماته واضطر الفرنسيون إلى الافراج عنهم. فعادوا إلى مناصبهم بعد احد عشر يوما من اعتقالهم (11 - 22 ديسمبر سنة 1943) وجلا الفرنسيون عن لبنان سنة 1946 وظل رياض بين رئاسة الوزارة والتخلي عنها والعودة اليها؛ حركة لبنان الدائمة، يختط الخطة ولا تضيق حيلته عن تنفيذها ومن ورائه مسلمو لبنان ونصاراه وكان يحرص ان لا تتخلف لبنان عن موكب العروبة وفي عهد وزارته الاخيرة اعدم انطوان سعادة (انظر ترجمته) وفي فترة اعتزاله الوزارة بعد ذلك دعاه الملك عبد الله بن الحسين إلى زيارة عمان فاجاب الدعوة وبينما هو ذاهب إلى مطار عمان للركوب عائدا منها إلى بيروت فاجأه أشخاص اطلقوا عليه الرصاص فقتل في السيارة، وقتل قاتلوه وحمل جثمانه إلى بيروت فدفن في جوار مقام الاوزاعي وهو صاحب الكلمة المشهورة: لن يكون لبنان مقرا للاستعمار ولا ممر وكان يجيد الفرنسية كلغته.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 37