رميثة بن أبي نمي رميثة بن أبي نمي محمد بن الحسن بن علي الحسني، أبو عرادة، ويلقب اسد الدين وقيل اسمه منجد:شريف، من امراء مكة وليها مشتركا مع اخيه حميضة، ثم اختلفا فاقتتلا ونشبت بينهما وقائع، واستل سنة 715هـ ، وقبض عليه سنة 718 فهرب وامسك فسجن إلى سنة 720 وتجددت الحرب بينه وبين اخيه سنة 731 وكثر الضرر منهما، وقيل:انه اظهر مذهب الزيدية وانكر عليه الملك الناصر ذلك فارسل اليه عسكرا ثم امنه فرجع إلى مكة ولبس الخلعة، وانرد بالامر سنة 738 - 745هـ ، ونزل عن الامارة لاولاده وتوفي بمكة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 33
رميثة بضم الراء وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وبعدها ثاء مثلثة وهاء: الأمير أسد الدين أبو عراده بن أبي نمي، أمير مكة، نجم الدين بن الأمير بهاء الدين أبي سعد الحسن بن علي الحسيني.
كان قد وصل إلى القاهرة، وجهز السلطان معه جماعة من الجند والعرب نحو ثلاث مئة نفر، وجماعة من الحجاج إلى مكة في ثاني شعبان سنة خمس عشرة وسبع مئة.
وكان قد قبض عليه أمير الركب المصري رابع عشر الحجة سنة ثماني عشرة وسبع مئة، وتوجه به إلى مصر، ولما وصل أكرمه السلطان وأجرى عليه في كل شهر ألف درهم، فبقي كذلك مكرما أربعة أشهر، وهرب من القاهرة إلى الحجاز، فلما علم السلطان بهروبه في اليوم الثاني كتب إلى شيخ آل الحريث، وقال: هذا هرب على بلادك، وما أعرفه إلا منك. فركب الهجن وسار خلفه مجدا، فأدركه نائما تحت عقبة أيلة، فجلس عند رأسه وقال له: اجلس يا أسود الوجه. فانتبه رميثة وقال: صدقت، لو لم أكن أسود الوجه ما نمت هذه النومة المشؤومة حتى أدركتني. وقبض عليه، وأحضره إلى السلطان، فألقاه في السجن وضيق عليه. فقيل: إنه حصل له رمي دم، ثم أفرج عنه وعن حاجبه علي بن صبح في المحرم سنة عشرين وسبع مئة.
وفي سنة إحدى وعشرين حلف له بنو حسن، وأظهر بمكة مذهب الزيدية، وكتب بذلك عطيفة إلى السلطان، فتأذى لذلك ...
وفي يوم الثلاثاء حضر الأمير رميثة إلى مكة، وقرئ تقليده، ولبس خلعة السلطان الملك الناصر بعد وصول أمان السلطان إليه، وذلك في مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة.
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 373
رميثة بمثلثة مصغر أسد الدين أبو عرادة بن أبي نمى رميثة بمثلثة مصغر أسد الدين أبو عرادة بن أبي نمى بالنون مصغر محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني نجم الدين ابن بهاء الدين ولي أمرة مكة مع أخيه حميضة ثم استقل سنة 715 ثم قبض عليه في ذي الحجة سنة 18 فاجرى الناصر عليه في الشهر الفا ثم هرب بعد أربعة أشهر فأمسكه شيخ عرب آل حريث بعقبة أيلة فسجن إلى أن أفرج عنه في المحرم سنة 720 ورده إلى مكة فلما كان في سنة 31 تحارب هو وأخوه عطيفة ثم اصطلحا وكثر ضرر الناس منهما ثم بلغ الناصر انه أظهر مذهب الزيدية فأنكر عليه وارسل إليه عسكرا ففر فلم يزل أمير الحاج يستميله حتى عاد ثم امنه السلطان فرجع إلى مكة سنة 31 ولبس الخلعة ثم حج السلطان سنة 32 فتلقاه رميثة إلى ينبع فاكرمه السلطان الناصر واستقر رميثة وعطيفة إلى أن انفرد رميثة سنة 38 فلم يزل على ذلك إلى سنة 744 فترك الامرة لولديه ثقبة وعجلان ثم كتب له من القاهرة باستقراره ثم باشر الامرة عنه ولده عجلان إلى أن مات رميثة في سنة 748
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0
رميثة بمثلثة مصغراً ابن أبي نمى
قدم تقدم ذكر بعض نسبه في ترجمة أخيه حميضة ولي أمر مكة مع أخيه حميضة ثم استقل سنة 715 ثم قبض عليه في ذي الحجة سنة 718 فلما كان في سنة 731 تحارب هو وأخوه عطيفة ثم اصطلحا وكثر تضرر الناس منهما ثم بلغ الناصر أنه أظهر مذهب الزيدية فأنكر عليه فأرسل إليه عسكرا ففر فلم يزل أمير الحاج يستميله حتى عاد ثم أمنه السلطان فرجع إلى مكة سنة 731 ولبس الخلعة ثم حج السلطان سنة 732 فتلقاه رميثة إلى ينبع فأكرمه السلطان واستمر رميثة وعطيفة إلى أن تفرد رميثة سنة 738 فلم يزل على ذلك إلى سنة 744 فترك الأمر لولديه ثقبة وعجلان ثم كتب له من القاهرة باستقراره فباشر الأمر عنه ولده عجلان حتى مات رميثة في سنة 748 ثمان وأربعين وسبعمائة
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 250
رميثة بن أبي نمى محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة بن إدريس ابن مطاعن الحسني المكي:
أمير مكة، يكنى أبا عرادة، ويلقب أسد الدين، ولى إمرة مكة فيما علمت ثلاثين سنة أو أزيد في غالب الظن - كما سيأتي - في سبع مرات، مستقلا بذلك أربع عشرة سنة ونصفا وأزيد، وشريكا لأخيه حميضة في مرتين منهما، مجموعهما نحو عشر سنين، كما سبق في ترجمة حميضة، وشريكا لأخيه عطيفة خمس سنين وأزيد في غالب الظن، وسنوضح ذلك كله مع شيء من خبره. وذلك أنى وجدت بخط قاضي مكة نجم الدين الطبري، أن أباه أبا نمى، لزمه بمشورة بعض أولاده في يوم الجمعة، رابع عشر المحرم من سنة إحدى وسبعمائة، وأنه وأخاه حميضة، قاما بالأمر بعده، وكان دعا لهما على قبة زمزم، يوم الجمعة ثاني صفر سنة إحدى وسبعمائة، قبل موت أبيهما بيومين. انتهى.
وكان من أمر رميثة، أنه استمر في الإمرة شريكا لأخيه حميضة، حتى قبض عليهما في موسم هذه السنة، وهذه ولايته الأولى؛ وسبب القبض عليهما، أن أخويهما عطيفة وأبا الغيث، حضرا إلى الأمراء الذين حجوا في هذه السنة، وكان كبيرهم بيبرس الجاشنكير، الذي صار سلطانا بعد الملك الناصر محمد بن قلاوون، لما توجه إلى الكرك، في سنة ثمان وسبعمائة، وشكيا إلى الأمراء، من أخويهما حميضة ورميثة؛ لأنهما كانا اعتقلا أبا الغيث وعطيفة، ثم هربا من اعتقالهما، وحضرا عند الأمراء كما ذكرنا، فاقتضى رأي الأمراء القبض على حميضة ورميثة تأديبا لهما، وحملا إلى القاهرة، واستقر عوضهما في الإمرة بمكة أبو الغيث وعطيفة، هكذا ذكر ما ذكرناه من سبب القبض على حميضة ورميثة، وتولية أبي الغيث وعطيفة في هذا التاريخ، صاحب نهاية الأرب، وإلا فالأمير بيبرس الداوادار في تاريخه، وهو الغالب على ظني.
وذكر ذلك صاحب بهجة الزمن في تاريخ اليمن، إلا أنه خالف في بعض ذلك؛ لأنه قال في ترجمة أبي نمي: واختلف القواد والأشراف بعد موته على أولاده، فطائفة مالت إلى رميثة وحميضة على أخويهما فلزماهما، وأقاما في حبسهما مدة، ثم احتالا فخرجا وركبا إلى بعض الأشراف والقواد، فمنعوا منها.
ولما وصل الحاج المصري، تلقاهم أبو الغيث، فمالوا إليه، ولما انفصل الموسم، لزم الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، حميضة ورميثة، وسار بهما إلى مصر مقيدين، وأمر بمكة أبا الغيث، ومحمد بن إدريس، وحلفهما لصاحب مصر. انتهى.
وكان من خبر رميثة، أنه وأخاه حميضة، وليا إمرة مكة في سنة أربع وسبعمائة، وهذه ولايته الثانية، التي شارك فيها أخاه حميضة، ودامت ولايتهما لمكة إلى زمن الموسم، من سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وما ذكرناه من ولايته لإمرة مكة، مع أخيه حميضة في هذا التاريخ، ذكره صاحب بهجة الزمن، وأفاد في ذلك ما لم يفده غيره، مع شيء من خبرهما. ولذلك رأيت أن أذكره.
قال في أخبار سنة أربع وسبعمائة: وحج من مصر خلق كثير، وفي جملتهم الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، في أمراء كثيرين، ووصل معهم الشريفان رميثة وحميضة، ولدا أبي نمى المقدما الذكر في القبض عليهما، فلما انقضى الحج، أحضر الأمير ركن الدين أبا الغيث وعطيفة، وأعلمهما أن ملك مصر قد أعاد أخويهما إلى ولايتهما، فلم يقابلا بالسمع والطاعة، وحصلت منها المنافرة، ثم قال: واستمر حميضة ورميثة في الإمرة يظهران حسن السيرة وجميل السياسة، وأبطلا شيئا من المكوس في السنة المذكورة والتى قبلها. انتهى.
ووجدت في بعض التواريخ، ما يقتضى أن رميثة وحميضة، وليا مكة في سنة ثلاث وسبعمائة، وهذا يخالف ما ذكره صاحب بهجة الزمن، وما سبق قبله، والله أعلم.
وذكر صاحب البهجة في أخبار سنة ثمان وسبعمائة: أنه ظهر منهما من العسف ما لا يمكن شرحه.
وذكر أن في سنة عشر وسبعمائة، حج من الديار المصرية عسكر قوى، فيه من أمراء الطبلخانات، يريدون لزم الشريفين حميضة ورميثة، فلما علما بذلك نفرا من مكة، ولم يحصل العسكر على قبضهما. فلما توجه العسكر إلى الديار المصرية، عادا إلى مكة، شرفها الله تعالى.
وقال في أخبار سنة اثنتي عشرة وسبعمائة: وفعل فيها حميضة ورميثة ما لا ينبغي من نهب التجار؛ لأنهما خافا أن يقبض عليهما الملك الناصر، فعدلا عن مكة وعادا إليها بعد ذهاب الملك الناصر، وذلك أنه حج في هذه السنة، في مائة فارس وستة آلاف مملوك على الهجن.
وقال في أخبار سنة ثلاث عشرة وسبعمائة: وفي السنة المذكورة، وصل الشريف أبو الغيث بن أبي نمى من الديار المصرية إلى مكة المشرفة، ومعه عسكر جرار، فيهم من المماليك الأتراك ثلاثمائة وعشرون فارسا، وخمسمائة فارس من أشراف المدينة، خارجا عما يتبع هؤلاء من المتخطفة، والحرامية، ولما علم حميضة ورميثة بأمرهم، هربوا إلى صوب حلى بن يعقوب، واستولى أبو الغيث على مكة.
وقال في أخبار سنة أربع عشرة وسبعمائة: ففي المحرم سار أبو الغيث وطقصبا إلى صوب حلى بن يعقوب، لطلب حميضة ورميثة، فسارا قدر مرحلتين، ولم يجدا خبرا عن الشريفين المذكورين؛ لأنهما لحقا ببلاد السراة، ووصلا إلى حلى بن يعقوب، ولم يدخلها طقصبا، وقال: هذه أوائل بلاد السلطان الملك المؤيد، ولا ندخلها إلا بمرسوم السلطان الملك الناصر، فعاد على عقبه. انتهى.
وولى رميثة مكة في سنة خمس عشرة وسبعمائة، وهذه ولايته الثالثة، ودامت ولايته عليها إلى انقضاء الحج، من سنة سبع عشرة وسبعمائة، أو إلى أوائل سنة ثمان عشرة، واستقل بإمرة مكة فيها.
قال صاحب نهاية الأرب في أخبار سنة خمس عشرة: وفي هذه السنة في ثالث جمادى الآخرة، وصل الشريف أسد الدين أبو عرادة رميثة بن أبي نمى، من الحجاز إلى الأبواب السلطانية، وأظهر التوبة والتنصل والاعتذار بسالف ذنوبه، وأنهى أنه استأنف الطاعة، وسأل العفو عنه، وإنجاده على أخيه عز الدين حميضة، فقبل السلطان عذره وعفا عن ذنبه، وجرد طائفة من العسكر، مقدمهم الأمير سيف الدين دمرخان بن قرمان، والأمير سيف الدين طيدمر الجمدار، فتوجها هما والأمير أسد الدين إلى الحجاز الشريف، في ثاني شعبان، ورحلوا من بركة الحاج في رابعه.
فلما وصلوا إلى مكة شرفها الله تعالى، كان بها حميضة، فقصدوه وكبسوا أصحابه وهم على غرة، فقتلوا وسبوا ونهبوا، وفر هو في نفر يسير من أصحابه إلى العراق، والتحق بخربندا ملك التتار، واستنصر به، فمات خربندا قبل إعانته. انتهى.
وفى هذا ما يوهم أن رميثة والعسكر الذي كان معه، واقعوا حميضة بمكة، وليس كذلك؛ لأنهم لم يواقعوه إلا بالخلف والخليف، لهروبه منهم إليه مستجيرا بصاحبه، كما ذكر البرزالي في تاريخه، وقد تقدم ذلك في ترجمة حميضة.
وذكر صاحب نهاية الأرب ما يقتضى أن ولاية رميثة بمكة، زالت بعد انقضاء الحج من سنة سبع عشرة، أو في أول سنة ثمان عشرة؛ لأنه قال في أخبار سنة ثمان عشرة وسبعمائة: وفي صفر من هذه السنة، وردت الأخبار من مكة - شرفها الله تعالى - أن الأمير عز الدين حميضة بن أبي نمى، بعد عود الحاج من مكة، وثب على أخيه الأمير أسد الدين رميثة، بموافقة العبيد وأخرجه من مكة، فتوجه رميثة إلى نخلة، وهي التي كان حميضة بها، واستولى حميضة على مكة - شرفها الله تعالى - وقيل إنه قطع الخطبة السلطانية، وخطب لملك العراقين، وهو أبو سعيد بن خربند ابن أرغون بن أبغا بن هولاكو.
وذكر تجريد صاحب مصر في سنة ثمان عشرة، للعسكر الذي تقدم ذكره في ترجمة حميضة لإحضاره، وذكر أيضا ما يقضى أن رميثة كان أميرا على مكة في سنة ثمان عشرة، وهذه ولايته الرابعة التي استقل فيها، لأنه قال في أخبار سنة تسع عشرة:
وفى يوم الخميس السابع من المحرم، وصل الأمير شمس الدين آق سنقر الناصري، أحد الأمراء، من الحجاز الشريف، إلى قلعة الجبل، ووردت الأخبار معه، أنه قبض على الأمير أسد الدين رميثة أمير الحجاز الشريف، وعلى الأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمى أحد الأمراء، وهو الذي كان قد جرد بسبب الأمير عز الدين حميضة. والذي ظهر لنا في سبب القبض عليهما، أن رميثة نسب إلى مباطنة أخيه حميضة، وأن الذي يفعله من التشعيث باتفاق رميثة، وأن الأمير لما توجه لمحاربة حميضة والقبض عليه، ركب إليه وتقاربا من بعضهما بعضا، وباتا على ذلك، ولم يقدم الإبراهيمى على مهاجمته والقبض عليه، فاقتضى ذلك سجنه، واتصل بالسلطان أيضا، أن الإبراهيمى ارتكب فواحش عظيمة بمكة - شرفها الله تعالى - فرسم بالقبض عليهما، ووصل الأمير أسد الدين
رميثة، ورسم عليه بالأبواب السلطانية أياما، ثم حصلت الشفاعة فيه، فرفع عن الترسيم، وأقام يتردد إلى الخدمة السلطانية مع الأمراء، إلى أثناء ربيع الآخر من السنة، فحضر إلى الخدمة في يوم الاثنين رابع عشره، ثم ركب في عشية النهار على هجن أعدت له وهرب نحو الحجاز، فعلم السلطان بذلك في يوم الثلاثاء، فجرد خلفه جماعة من عربان العابد، فتوجهوا خلفه، وتقدم الأميران المبدأ بذكرهما، ومن معهما من العربان، فوصلوا إلى منزلة حقل، وهي بقرب أيلة مما يلى الحجاز، فأدركوه في المنزلة، فقبضوا عليه وأعادوه إلى الباب السلطانى، فكان وصولهم في يوم الجمعة الخامس والعشرين من الشهر، فرسم السلطان باعتقاله بالجب، فاعتقل واستمر في الاعتقال إلى يوم الخميس، الثاني من صفر سنة عشرين وسبعمائة، فرسم بالإفراج عنه. انتهى.
وذكر البرزالي ما يوافق ما ذكره النويري في نهاية الأرب، في القبض على رميثة بمكة، وذكر أن ذلك في يوم الثلاثاء رابع عشر ذي الحجة، بعد انقضاء أيام التشريق، وحمل إلى مصر تحت الاحتفاظ.
فلما وصل، أكرمه السلطان وأجرى عليه في كل شهر ألف درهم، فبقى يجرى ذلك عليه نحو أربعة أشهر، وهرب من القاهرة إلى الحجاز، وعلم السلطان بهزيمته في اليوم الثاني، فكتب إلى الشيخ آل حرب يقول له: هذا هرب على بلادك معتمدا عليك، ولا أعرفه إلا منك، فركب شيخ آل حرب بالهجن السبق، وسار خلفة مجدا، فأدركه نائما تحت عقبة أيلة، فجلس عند رأسه، وقال: اجلس يا أسود الوجه، فانتبه رميثة، فقال: صدقت، والله لو لم أكن أسود الوجه، لما نمت هذه النومة المشيءومة حتى أدركتنى، فقبض عليه وحمله إلى حضرة السلطان، فألقاه في السجن وضيق عليه، فقيل له: إنه وجع يرمى الدم. وكان قبض عليه شيخ آل حرب، في شهر جمادى الأولى سنة تسع عشرة وسبعمائة. انتهى.
وإنما ذكرنا ما ذكره البرزالي؛ لأنه يخالف ما ذكره النويري في أمرين، أحدهما: في تاريخ القبض على رميثة؛ لأنه على ما ذكر البرزالي، كان في جمادى الأولى، وعلى ما ذكر النويري، كان في ربيع الآخر، والآخر: أن ما ذكره النويري، يقتضى أن رميثة لما وصل إلى مصر أهين، وما ذكره البرزالي، أنه أكرم عند وصوله إلى مصر. وفيما ذكر البرزالي فائدة ليست تفهم من كلام النويري، وهي تاريخ القبض على رميثة وغير ذلك، وكان من أمر رميثة أنه أطلق في سنة عشرين وسبعمائة، وتوجه إلى مكة، ولكن أمر مكة إلى أخيه عطيفة، على ما ذكر البرزالي؛ لأنه قال في تاريخه:
وفى الثالث والعشرين من ذي القعدة، وصل نائب السلطنة الأمير سيف الدين أرغون، هو وبيته وأولاده ومماليكه، ومعه الأمير رميثة بن أبي نمى، وتألم لذلك أهل مكة، لكن ولى أمر مكة إلى أخيه عطيفة.
وذكر أيضا ما يقضى أن أمر مكة في بعض سنى عشر الثلاثين وسبعمائة، كان إلى أخيه عطيفة، وسيأتي ذلك في ترجمته.
وذكر أيضا، ما يقتضى أنه كان أمير مكة في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة؛ لأنه قال في أخبار هذه السنة: ورد كتاب موفق الدين عبد الله الحنبلي، إمام المدرسة الصالحية من القاهرة، وهو مؤرخ بمستهل جمادى الآخرة، يذكر فيه أنه جاء في هذا القرب، كتاب من جهة عطيفة أمير مكة، يذكر فيه أن رميثة قد حلف له بنو حسن، وقد أظهر مذهب الزيدية.
وجاء معه كتاب آخر، من جهة مملوك هنالك لنائب السلطنة، فيه مثل ما في كتاب عطيفة. وقد انجرح السلطان من هذا الأمر، واشتد غضبه على رميثة.
وذكر أنه في سنة ست وعشرين وسبعمائة، قدم إلى الديار المصرية. انتهى.
وذكر ابن الجزري في تاريخه، ما يقتضى أن رميثة كان أميرا على مكة في بعض سنى عشر الثلاثين وسبعمائة؛ لأنه ذكر أنه سأل المحدث شهاب الدين أبا عبد الله محمد بن علي بن أبي بكر الرقى المعروف والده بابن العديسة، بعد قدومه إلى دمشق من الحج، في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، عن أمور تتعلق بالحجاز وغيره. وأنه قال له: والحكام يومئذ على مكة، الأميران أسد الدين رميثة، وسيف الدين عطيفة، ولدا الشريف نجم الدين بن أبي نمى الحسني المقدم ذكره. انتهى.
وقال ابن الجزري: في أخبار سنة ثلاثين وسبعمائة: وحضر الأمير عطيفة على العادة، ولبس خلعة السلطان، ولم يحضر أخوه رميثة، ولا اجتمع بالأمراء، ولكنه حضر الموقف مع أخيه. انتهى.
ورأيت في بعض التواريخ: أنه لما قدم مكة في سنة عشرين وسبعمائة، كان أميرا على مكة، وولايته في هذا التاريخ إن صحت هذه، ولايته الخامسة، وإلا فهي ما ذكره ابن الجزري من ولايته في عشر الثلاثين كما سبق تعيينه، وولايته السادسة هي أطول ولاياته؛ لأنها دامت اثنتي عشرة سنة أو أزيد.
وفى تاريخ ابن الجزري شيء من خبر ابتدائها؛ لأنه ذكر أنه لما وصل العسكر المجرد
إلى مكة، في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، بسبب قتل ألدمر، وجدوا الأشراف والعبيد جميعهم قد هربوا، وجاء المشايخ والصلحاء إليهم، وتشفعوا إليهم واستحلفوا الأمراء للشريف رميثة، على أنه إذا جاء إلى مكة لا يؤذونه، فحضر عند ذلك إلى مكة، واجتمع بالأمراء، وبذل الطاعة، وحلفوا له، وكسوه الخلعة السلطانية، وولوه إمرة مكة، وقرئ تقليده، وأمان السلطان عز نصره، وانفصل الحال، وأخبره أن أخاه وأولاده والعبيد هربوا إلى اليمن، وأقام العسكر بمكة إحدى وثلاثين يوما، ثم توجهوا منها إلى المدينة الشريفة، بعد أن تأخر منهم خمسون نفسا بسبب الحج، ويعودون مع الركب، وحصل خير كثير، فالحمد لله لم يرق بسببهم، محجمة دم، ولا آذوا أحدا من الخلق.
وذكر أن المقدم على هذا العسكر، الأمير سيف الدين أيدغمش أمير مائة مقدم ألف، وكان فيهم أربعة أمراء، ولم يروا في طريقهم أحدا من العرب ولا غيرهم، ووجدوا الأشراف والعبيد جميعهم قد هربوا. وذكر أن وصولهم إلى مكة كان في العشر الأول من ربيع الآخر، سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، وأنه وصل إلى السلطان رسول من أمير مكة رميثة، وتوجه من القاهرة في سادس عشر جمادى الآخرة من السنة.
وذكر ابن محفوظ شيئا من خبر ولاية رميثة السادسة، وبعض حاله فيها مع أخيه عطيفة وغير ذلك؛ لأنه ذكر ما معناه، أن الشريفين عطيفة ورميثة، لما سمعا بوصول العسكر إلى مكة، الذي مقدمه أيتمش، وليا منهزمين إلى جهة اليمن، وهرب الناس من مكة إلى نخلة وغيرها، ودخل العسكر مكة، فأقام بها مدة شهر، ثم بعد ذلك سيروا للشريف رميثة أمانا، وهو خاتم ومنديل؛ لأنه لم يكن متهما في قتل الأمير - يعنى ألدمر - وقالوا: ما قتله إلا مبارك بن عطيفة، فلما أن جاءه الأمان، تقدم إليهم فخلعوا عليه، وأعطوه البلاد وحده دون أخيه عطيفة، وأعطوه خيرا كثيرا، من الدقيق والكعك والشعير والسكر، وأعطوه أربعين ألف درهم، وارتحلوا عنه إلى مصر.
وذكر أيضا ما معناه: أن في سنة أربع وثلاثين، جاء الشريف عطيفة من مصر، ونزل أم الدمن، ثم جاء إلى مكة وأخذ نصف البلاد من أخيه الشريف رميثة.
فلما كان ليلة النزول من منى، أخرجه رميثة بلا قتال، فتوجه إلى مصر صحبة الحاج، وأقام بها إلى أن جاء مع الحاج المصري، في سنة خمس وثلاثين، متوليا لنصف البلاد، وأخذ ذلك بلا قتال.
وذكر أيضا ما معناه: أن رميثة وعطيفة، كانا متوليين البلاد في سنة ست وثلاثين، وأن بعد مدة، جرت بينهما وحشة ومباعدة، فأقام الشريف عطيفة بمكة ومعه المماليك، ورميثة بالجديد إلى شهر رمضان.
فلما كان في اليوم الثامن والعشرين منه، ركب الشريف رميثة في جميع عسكره، ودخل مكة على الشريف عطيفة، بين الظهر والعصر. وكان الشريف عطيفة برباط أم الخليفة، الخيل والدروع والتجافيف في العلقمية، فلم يزالوا قاصدين إلى باب العلقمية، ولم يكن معهم رجاجيل، فوقف على باب العلقمية من حماها إلى أن أغلقت، والموضع ضيق لا مجال للخيل فيه، وحمت ذلك الغزو العبيد، فلم يحصل في ذلك اليوم للشريف رميثة ظفر، وقتل في ذلك اليوم من أصحاب رميثة، وزيره واصل بن عيسى الزباع - بزاى معجمة وباء موحدة وألف وعين مهملة - وخشيعة بن عم الزباع، ويحيى بن ملاعب، وولوا راجعين إلى الجديد، ولم يقتل من أصحاب عطيفة غير عبد واحد أو اثنين، والله أعلم.
وذكر أن في هذه السنة، لم يحج الشريفان رميثة وعطيفة؛ لأن رميثة أقام بالجديد وعطيفة بمكة.
وذكر ما معناه: أن رميثة وعطيفة اصطلحا في سنة سبع وثلاثين، وأقاما مدة، ثم توجها إلى ناحية اليمن بالواديين، وترك عطيفة ولده مباركا بمكة، وترك رميثة ولده مغامسا بالجديد، وحصل بين مبارك ومغامس وحشة وقتال ظفر فيه مبارك.
وذكر أن في هذه السنة، استدعى صاحب مصر الشريفين عطيفة ورميثة، فذهبا إلى مصر، فلزم عطيفة، وأعطى رميثة البلاد، وجاء إلى مكة.
وذكر في أخبار سنة ثمان وثلاثين: أن الشريف رميثة كان متوليا مكة وحده إلى أن مات.
وذكر أن في سنة أربع وأربعين وسبعمائة؛ اشترى عجلان وثقبة البلاد، من والدهما الشريف رميثة بستين ألف درهم؛ لأنه كان ضعف وكبر وعجز عن البلاد وعن أولاده، وبقى كل منهم له حكم.
وبعد ذلك توجه الشريف ثقبة إلى مصر، باستدعاء من صاحبها الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون، وبقى عجلان وحده في البلاد، إلى ذي القعدة، ثم وصل مرسوم من سلطان مصر، برد البلاد على الشريف رميثة، ولزم الشريف ثقبة في مصر. فلما علم الشريف عجلان بذلك، خرج إلى ناحية اليمن.
ثم قال: وبعد رواح الحاج، وصل الشريف عجلان من جهة اليمن ونزل الزاهر، وأقام به أياما، ثم بعد ذلك اصطلح هو وأبوه، وأخذ من التجار مالا جزيلا، وما ذكره
من وصول مرسوم سلطان مصر، برد البلاد على الشريف رميثة، هي ولايته السابعة.
ثم قال: في سنة خمس وأربعين وسبعمائة، كان المتولى لمكة، الشريف رميثة.
ثم قال: في سنة ست وأربعين وسبعمائة، توجه الشريف عجلان إلى ديار مصر، فأعطاه السلطان الملك الصالح البلاد، دون أبيه رميثة. انتهى.
ووجدت بخط غيره، أن في ليلة الثامن عشر من جمادى الآخرة، من سنة ست وأربعين وسبعمائة، بعد المغرب منها، دعى للشريف عجلان على زمزم، وقطع دعاء والده رميثة.
ومات يوم الجمعة الثامن من ذي القعدة، سنة ست وأربعين وسبعمائة بمكة، وطيف به وقت صلاة الجمعة، والخطيب على المنبر قبل أن يفتتح الخطبة، وسكت الخطيب حتى فرغوا من الطواف به. وكان ابنه عجلان يطوف معه، وجعله في مقام إبراهيم، وتقدم أبو القاسم بن الشقيف الزيدى للصلاة عليه، فمنعه من ذلك قاضي مكة شهاب الدين الطبري، وصلى عليه بحضرة عجلان ولم يقل شيئا، ودفن بالمعلاة عند القبر الذي يقال إنه قبر خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولما مرض لم يكن بمكة، وأتى به إليها. وقد دخل في النزع في نصف ليلة الخميس، السابع من ذي القعدة. انتهى بالمعنى.
وللأديب موفق الدين علي بن محمد الحنديدى من قصيدة يمدح بها الشريف رميثة بن أبي نمى أولها [من الكامل]:
بالله هات عن اللوى وطلوله | وعن الغضا وحلاله وحلوله |
أطل الحديث فإن تقصير الذي | يلقى من التبريح في تطويله |
علل بذكر العامرية قلبه | فشفاء غلة ذاك في تعليله |
وإذا عليل الريح أهدى نحوه | نشرا فنشر عليله بعليله |
رشأ دنا فرمى فؤاد محبه | عن قوس حاجبه بسهم كحيله |
وحوى القلوب بأسرها في أسره | وسبا النهى برسيله وأسيله |
وبياضه وسواده وقويه | وضعيفه وخفيفه وثقيله |
وتفيأ الظل الذي ضمنت له ال | أيام بين مبيته ومقيله |
حط الرحال بمكة وأقام في | حرم الخلافة بعد طول رحيله |
جلب المديح بمنجد بن محمد ب | ن نبيه بن وصيه بن بتوله |
وأغر أنجبه البطين ومجه اب | راهيمة في صلب إسماعيله |
ما بين شبره وبين شبيره | شرف يطول لهاشم وعقيله |
نسب كمشتق الشموس ومفخر | باع الكواكب قاصر عن طوله |
أما الفروع فليس مثل فروعه | وكذا الأصول فليس مثل أصوله |
يا ابن المظلل بالغمامة والذي | قد أنزل القرآن في تفضيله |
ماذا عسى مدحى وقد نزل الثنا | فيكم من الرحمن في تنزيله |
فى هل أتاك وهل أتى وحديده | حقا وغافره وفي تنزيله |
قالوا مدحت رميثة فأجبتهم | ليس المديح ينال غير منيله |
ولكيف لا أثنى على من عمنى | دون الورى من خيره بجزيله |
بنضاره ولجينه وثوابه | وثيابه وركابه وخيوله |
ما أومضت سحرا بروق الأبرق | إلا شرقت بدمعى المترقرق |
صنم شغفت به وغصن شبابه | غض وبرد شبيبتى لم يخلق |
شقت عرى كبدى شقائق خده | وبكأس فتنته سقيت وما سقى |
ما فات من عمري فللغيد الدما | لا أرش فيه وللصبابة ما بقى |
رجل إذا اشتبه الرجال عرفته | بجلال صورته وحسن المنطق |
ومظفر الحملات يرقص منه قل | ب المغرب الأقصى وقلب المشرق |
علم يدل على كمال صفاته | كرم الفروع له وطيب المعرق |
يلقى بوجه البشر طارق بابه | كرما ويرزق منه من لم يرزق |
عزت بنو حسن بدولته التي | عز الذليل بها وأمن المفرق |
هو صبح ليلتها وبدر ظلامها | ولسان حكمتها وصدر الفيلق |
لا يتقى من كل حادثة بها | وبه بمكروه الحوادث تتقى |
حفظ العهد بعدنا أم أضاعه | وعصى لإتمامه أم أطاعا |
ورعى حرمة الجوار وراعى | أم دهى بالفراق قلبي وراعا |
من يكن يحمد الوداع فإني | بعد يوم النوى أذم الوداعا |
جيرتى ما لنا حفظنا هواكم | وغدا حبنا لديكم مضاعا |
إن من قدر الفراق علينا | قادر أن يقدر الاجتماعا |
قل لذات القناع هل جئت ذنبا | فيك حتى أسبلت دونى القناعا |
إن من أشبع السوار بزي | ك لمجرى الوشاح منك أجاعا |
خالط الناس بالخداع فما أك | ثر أهل الزمان هذا خداعا |
قل لأهل الزمان لست وإن ري | ع سواى بكيدكم مرتاعا |
نحن في دولة إذا ما مدت النا | س إلينا شبرا مددنا ذراعا |
إن يكن قبلها نزاع فقد أص | بح حتى الصغير منها يراعى |
طلبت بى أبا عرادة عيس | لا تمل الإرقال والإيضاعا |
عرست من رميثة بعراص | لم يزل نبت روضها ممراعا |
نزلت سوحه عطاشا جياعا | فأقامت به رواء شباعا |
رجل لا تراه بالمال مفرا | حا ولا من ملمة مجزاعا |
وعليه بكر الخلافة ألقت | إذ رأته رداءها والقناعا |
ليس بالنازل الوهاد من الأر | ض ولكنه يحل البقاعا |
موقدا ناره على نشز الأر | ض إذا الناس لبسوها القفاعا |
نم هنيئا يا جاره ملء عيني | ك ولا تخش ثانيا أن تراعا |
جنانك أمضى من عطاش القنا عزما | وأرجح من رضوى ومن يذبل حلما |
وكل له ضد يساميه في العلا | ولست تسأمي لا ومن علم الأسما |
فما للمعالى يا رميثة غاية | تفوت الورى إلا أحطت بها علما |
تعد رسول الله جدا وحيدرا | أبا والبتول الطهر [ .... ] أما |
وتندب إبراهيم خالا وتعتزى | إلى جعفر الطيار منتسبا عما |
ومجدولة جدل العناة تباعدت | مزارا وما أشهى إلى مزارها |
تقول حمتنى أن أميط لثامها | وكان بودى أن أحل إزارها |
مهاة إذا ما أفرشتنى يمينها | وهوم طرفى أفرشتنى يسارها |
يساور قلبي باعث والوجد والشجا | إذا ركبت في ساعديها سوارها |
مليك أقام الحق بعد اعوجاجه | وسيد من سمك المعالى منارها |
متى بطرت قوم أذل عزيزها | وإن عثرت جهلا أقال عثارها |
إذا جاد يوما لم يشق غباره | وإن شهد الهيجاء شق غبارها |
أشم قيادى الأبوة برده | حوى حلم آل المصطفى ووقارها |
وأبلج مخضور الخوان يمينه | تزيل عن المسترفدين افتقارها |
جمال يحار الطرف فيه وعزمه | كسا فخرها قحطانها ونزارها |
وما برحت إن صحت فوا لمنجد | كبار أياديه تؤم صغارها |
فتن القلوب هواكم حتى لقد | كاد الهوى بهواكم أن يفتنا |
حيا الغمام ديار قوم طبعهم | أن لا يخاف الجار فيهم ما جنى |
أميمم الحرم الشريف وقاصدا | آل النبي ظفرت غايات المنى |
لا تحسبن أبي نمى غائبا | فرميثة بن أبي نمى هاهنا |
ضرب السرادق حول كعبة مكة | وغدا لها ركنا وكان الأيمنا |
وحمى الذي قد كان والده حمى | وبنى الذي قد كان والده بنى |
خيل تقاد إلى العطاء ومثلها | تغزو وأخرى في المرابط صفنا |
وطما خلال النقع مثل جداول | بسكونه غسلت قميصا أدكنا |
وفتى يسابق في الطعان قرانه | فبه تكاد قناته أن تطعنا |
يكنونه أسدا وحيدر جده | والقوم فعلهم دليل بالكنى |
ابن الذبيحين الذبيح بمكة | والمفتدى بالذبح في وادى منى |
فهو التمام لبيت آل محمد | وهو الحسام بل السنام بل السنا |
وحسامه سبق القضا وخوانه | ملأ الفضا وطعانه أفنى القنا |
ما زال يفنى المعتدين بسيفه | حتى لقد لقى القنا منه الفنا |
ويجود بالأموال حتى إنه | ليرى ذهاب المال مالا يقتنى |
فإذا وردت إلى خضم نواله | فابسط يديك فقد أصبت المعدنا |
تأبى سوائمه الربيع لما رأت | أن ليس يذبح منه إلا الأسمنا |
ويظن خازنه الحفيظ لماله | أن الضياع لماله أن يخزنا |
قيل يضم إلى عظيم مهابة | خلقا أرق من النسيم وألينا |
تقف المنية والأمانى حيث ما | يومى وليس تسير حتى يأذنا |
ماذا يقول المدح فيمن مدحه | جعل الإله به كتابا بينا |
طوقتنى وأخوك طوقى منة | أحسنت فيها حيث شيءت وأحسنا |
لما حططت الرحل في ساحاتكم | أوليتم النعم الفرادى والثنا |
قد صرت تعرفنا لديك فإن ترد | يوم المعاد لحوض جدك فاسقنا |
ليس اللسان يطيق أن يحصى لكم | شكرا فكونى يا جوارح ألسنا |
فلأشكرن وفوق شكرى أنتما | ولأثنين وأنتما فوق الثنا |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1