ابن ميادة الرماح بن ابرد بن ثوبان الذبياني الغطفاني المضري، أبو شرحبيل، ويقال أبو حرملة: شاعر رقيق، هجاء، من مخضرمي الامولة والعباسية، قالوا: (كان متعرضا للشر طالبا لمهاجاة الناس ومسابة الشعراء) وفي العلماء من يرى انه اشعر الغطفانيين في الجاهلية والاسلام، وانه كان خيرا لقومه من النابغة. مدح من الامويين الوليد بن يزيد وعبد الواحد بن سليمان، ومن الهاشميين المنصور، وجعفر بن سليمان , كان مقامه بنجد، يفد على الخلفاء والامراء ويعود. اشتهر بنسبته إلى امه ميادة. واخباره كثيرة وقيل: اسم ابيه يزيد، وجده ثريان. وللزبير بن بكار (اخبار ابن ميادة).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 31
ابن ميادة الشاعر الرماح بن أبرد بن ثوبان من بني مرة من بني ذيبان ابن ميادة. وميادة أمه أم ولد بربرية، ويكنى أبا شراحيل. وكان عريضا للشر طالبا لمهاجاة الشعراء ومسابة الناس، وكان يضرب بيده على جنب أمه ويقول:
إعرنزمي مياد للقوافي | واستسمعيهن ولا تخافي |
أليس غلام بين كسرى وظالم | بأكرم من نيطت عليه التمائم |
لو أن جميع الناس كانوا بتلعة | وجئت بجدي ظالم وابن ظالم |
لظلت رقاب الناس خاضعة لنا | سجودا على أقدامنا بالجماجم |
عسى إن حججنا نلتقي أم جحدر | ويجمعنا من نخلتين طريق |
وتصطك أعضاد المطي وبيننا | حديث مسر دون كل رفيق |
ولما رأيت الأصبحية قنعت | مفارق شمط حيث تلوى العمائم |
تركت دفاع الباب عما وراءه | وقلت: صحيح من نجا وهو سالم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
الرماح بن أبرد بن ثوبان بن سراقة بن قيس بن سلمى بن ظالم بن جذيمة بن يربوع، أبو شرحبيل المري المعروف بابن ميادة: وهي أمه، وكانت صقلبية وكان يزعم أنها فارسية. وهو شاعر مجيد من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مات في خلافة المنصور سنة تسع وأربعين ومائة، ومن شعره يفخر بنسب أبيه في العرب ونسب أمه في العجم:
أليس غلام بين كسرى وظالم | بأكرم من نيطت عليه التمائم |
لو ان جميع الناس كانوا بتلعة | وجئت بجدي ظالم وابن ظالم |
لظلت رقاب الناس خاضعة لنا | سجودا على أقدامنا بالجماجم |
هل تعرف الدار بالعلياء غيرها | سافي الرياح ومستن له طنب |
دار لبيضاء مسود مسائحها | كأنها ظبية ترعى وتنتصب |
تحنو لأكحل ألقته بمضيعة | فقلبها شفقا من حوله يجب |
يا أطيب الناس ريقا بعد هجعتها | وأملح الناس عينا حين تنتقب |
ليست تجود بنيل حين أسألها | ولست عند خلاء اللهو أغتصب |
في مرفقيها إذا ما عونقت حجم | على الضجيع وفي أنيابها شنب |
وليلة ذات أهوال كواكبها | مثل القناديل فيها الزيت واللهب |
قد جبتها جوب ذي المقراض ممطرة | إذا استوى مغفلات البيد والحدب |
بعنتريس كأن الدبر يلسعها | إذا ترنم حاد خلفها طرب |
إلى الوليد أبي العباس قد عجلت | ودونه المعط من لبنان والكثب |
أعطيتني مائة صفرا مدامعها | كالنخل زين أعلى نبته الشرب |
يسوقها يافع جعد مفارقه | مثل الغراب غذاه الصر والحلب |
وذا سبيب صهيبيا له عرف | وهامة ذات فرق ما بها صخب |
لما أتيتك من نجد وساكنه | نفحت لي نفحة طارت بها العرب |
إني امرؤ أعتفي الحاجات أطلبها | كما اعتفى سنق يلقى له العشب |
ولا ألح على الخلان أسألهم | كما يلح بعظم الغارب القتب |
ولا أخادع ندماني لأخدعهم | عن مالهم حين يسترخي بهم لبب |
وأنت وابناك لم يوجد لكم مثل | ثلاثة كلهم بالتاج معتصب |
الطيبون إذا طابت نفوسهم | شوس الحواجب والأبصار إن غضبوا |
قسني إلى شعراء الناس كلهم | وادع الرواة إذا ما غب ما احتلبوا |
إني وإن قال أقوام مديحهم | فأحسنوه وما مالوا وما كذبوا |
أجري أمامهم جري امرئ فلج | عنانه حين يجري ليس يضطرب |
لقد سبقتك اليوم عيناك سبقة | وأبكاك من عهد الشباب ملاعبه |
وتذكار عيش قد مضى ليس راجعا | لنا أبدا أو يرجع الدر حالبه |
كأن فؤادي في يد ضبثت به | محاذرة أن يقضب الحبل قاضبه |
وأشفق من وشك الفراق وأنني | أظن لمحمول عليه فراكبه |
فو الله ما أدري أيغلبني الهوى | إذا جد جد البين أم أنا غالبه |
فإن استطع أغلب وإن يغلب الهوى | فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1309