رقية رقية: بنت محمد النبي العربي القرشي صلوات الله عليه، وامها خديجة ام المؤمنين. ولدت ونشأت في الجاهلية وتزوجت عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب. ولما ظهر الاسلام ونزلت آية (تبت يدا ابا لهب) غضب أبو لهب فأمر ابنه بمفارقتها. ففارقها. واسلمت حين اسلمت امها خديجة، وتزوجها في الاسلام عثمان بن عفان، وهاجرت معه إلى ارض الحبشة الهجرتين الاولى والثانية. ثم استقرت في المدينة. وتوفيت ورسول الله (ص) ببدر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 31
رقية بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم توفيت بالمدينة في شهر رمضان رأس 17 شهرا من الهجرة.
في ذيل المذيل ص 65 أمها خديجة وكان النبي صلى الله عليه وسلم زوجها قبل أن يوحى إليه عتبة بن أبي لهب فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل عليه تبت يدا أبي لهب قال له أبوه رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد ففارقها ولم يكن دخل بها وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايعه النساء فتزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه على أرض الحبشة الهجرتين جميعا وأسقطت في الهجرة الأولى من عثمان سقطا ثم ولد له بعد ذلك ابنا فسماه عبد الله وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرضت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى بدر فخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا ودخل المدينة حين سوى التراب عليها اه وروى الكليني في الكافي بسنده عن أحدهما عليهما السلام لما ماتت رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه الحديث في دعاء شهر رمضان اللهم صلي على رقية بنت نبيك الخ وعن أعلام الورى للطبرسي وربيع الشيعة لابن طاوس أما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها عتبة بن أبي لهب فطلقها قبل أن يدخل بها وتزوجها بعده بالمدينة عثمان بن عفان فولدت له عبد الله ومات صغيرا نقر دين على عينه فمرض ومات وتوفيت بالمدينة سنة بدر فتخلف عثمان على دفنها وفي قرب الإسناد يسند فيه مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة القاسم والطاهر وأم كلثوم ورقية وفاطمة وزينب والحديث وفي تكملة نقد الرجال: السند ضعيف بمسعدة اه هذا ولكن صاحب التكملة حكى عن كتاب الاستعانة للشريف أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي العلوي المتوفى سنة 352 القول بأن رقية وزينب لم يكونا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ولدي خديجة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم واحتج بذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد زوج في الجاهلية زينب من أبي العاص ابن الربع ورقية من عتبة بن أبي لهب وهما كافان ومحال أن يزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته من كافر من غير ضرورة دعت إلى ذلك اه وفي هذا نظر فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في الجاهلية قادرا على المنع لو سلم أن ذلك غير جائز مع أنه فرق بين ابنته وغيرها في عدم الجواز إن كان. قال وصح لنا فيهما أي زينب ورقية ما رواه مشايخنا من أهل العلم عن الأئمة من أهل البيت وصحت عندنا أنه كان لخديجة بنت خويلد أخت من أمها يقال لها هالة قد تزوجها رجل من تميم يقال له أبو هند فأولدها ابنا يسمى هند بن أبي هند وابنتين هما زينب ورقية وكانت هالة أخت خديجة هي الرسول بين خديجة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر تزويجه بخديجة ثم مات أبو هند وماتت هالة بعد ذلك بمدة يسيرة وقد بلغ ابنهما مبالغ الرجال والابنتان طفلتان فكانتا في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم وحجر خديجة فربيانهما فنسبا إليهما وكان من سنة العرب في الجاهلية أن من يربي يتيما ينسب ذلك اليتيم إليه وإن كانت بنتا لم يستحل مربيها أن يتزوجها لأنه بزعمهم بنت له فلما ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتين البنتين بنتي أبي هند زوج أخت خديجة نسبتا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخديجة ولم تزل العرب عند هذه الحالة إلى أن ربى بعض الصحابة يتيمة بعد الهجرة فقالوا لو سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يجوز في الإسلام تزويج اليتيمة بمن رباها ففعل ذلك فأطلق الله سبحانه في الإسلام تزويج اليتيمة لمن يربيها اه وقد مر في ترجمة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين ما له تعلق بالمقام فراجع.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 34
رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (ب د ع) رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما.
روى الزبير بن بكار، عن عمه مصعب بن عبد الله: أن خديجة ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم.
وروى أيضا عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود: أن خديجة ولدت للنبي صلى الله عليه وسلم زينب ورقية، وفاطمة، وأم كلثوم.
وروى محمد بن فضالة قال: سمعت أن خديجة ولدت للنبي صلى الله عليه وسلم زينب، وأم كلثوم، وفاطمة، ورقية. وقيل: إن فاطمة أصغرهن عليهن السلام.
وقال أبو عمر: لا أعلم خلافا أن زينب أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم. واختلف فيمن بعدها.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة «تبت» قال لهما أبوهما أبو لهب، وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: «فارقا ابنتي» محمد. ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من الله تعالى لهما وهوانا لابني أبي لهب. فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ولدا، فسماه عبد الله. وكان عثمان يكنى به، فبلغ الغلام ست سنين فنقر عينه ديك، فورم وجهه ومرض ومات، وكان موته في جمادى الأولى سنة أربع، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل أبوه عثمان في حفرته.
وقال قتادة: «إن رقية لم تلد من عثمان ولدا». وهذا ليس بصحيح، إنما أختها أم كلثوم لم تلد من عثمان، وكان تزوجها بعد رقية، وهذا يدل على أن رقية أكبر من أم كلثوم. ولما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلف عليها عثمان بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين، وكانت قد أصابتها الحصبة، فماتت بها. وقيل: ماتت قبل وصول زيد، ودفنت عند ورود زيد، فبينما هم يدفنونها سمع الناس التكبير، فقال عثمان: ما هذا التكبير؟ فنظروا فإذا زيد على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتلى بدر والغنيمة، وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بسهمه وأجره، لا خلاف بين أهل السير في ذلك.
وقال قتادة: حدثني النضر بن أنس، عن أبيه أنس قال: خرج عثمان مهاجرا إلى أرض الحبشة، ومعه زوجه رقية بنت رسول الله، فاحتبس خبرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يخرج فيسأل عن أخبارهما، فجاءته امرأة فأخبرته أنها رأتهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صحبهما الله، إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام. أخرجها الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1517
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 114
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 113
رقية بنت سيد البشر صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية، هي زوج عثمان بن عفان، وأم ابنه عبد الله.
قال أبو عمر: لا أعرف خلافا أن زينب أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم. واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهن على هذا الترتيب. ونقل أبو عمر عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن، وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان.
وقال ابن هشام: تزوج عثمان رقية، وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد الله هناك: فكان يكنى به.
وقال أبو عمر: قال قتادة: لم تلد له، قال: وهو غلط لم يقله غيره، ولعله أراد أختها أم كلثوم، فإن عثمان تزوجها بعد رقية، فماتت أيضا عنده، ولم تلد له، قاله ابن شهاب والجمهور. وسيأتي لتزويج رقية ذكر في ترجمة سعدى أم عثمان حماتها.
وقال ابن سعد: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها، وتزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان، فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد الله، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات فلم تلد له بعد ذلك.
وأخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: لما ماتت رقية قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون». فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مهما يكون من العين ومن القلب فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان». فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه.
قال الواقدي: هذا وهم، ولعلها غيرها من بناته، لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر، أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد أن جاء من بدر.
وأخرج ابن مندة بسند واه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر
قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغار، فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام، فقال لي: «ما فعل عثمان ورقية»؟ قلت. قد سارا. فالتفت إلى أبي بكر، فقال: «والذي نفسي بيده، إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط».
قلت: وفي هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان إلى الحبشة كانت حين هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا باطل، إلا إن كان المراد بالغار غير الذي كانا فيه لما هاجرا إلى المدينة، والذي عليه أهل السير أن عثمان رجع مكة من الحبشة مع إلى من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، ومرضت بالمدينة لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فتخلف عليها عثمان عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بوقعة بدر. وقيل: وصل لما دفنت.
وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما ماتت رقية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل القبر رجل قارف». فلم يدخل عثمان.
قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم.
وقد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابها الحصبة، فماتت، وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: وعثمان على قبر رقية.
ومن طريق قتادة عن النضر بن أنس، عن أبيه: خرج عثمان برقية إلى الحبشة مهاجرا، فاحتبس خبرهما، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فأخبرته أنها رأتهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قبحهما الله، إن عثمان أول من هاجر بأهله» - يعني من هذه الأمة.
وذكر السراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: تخلف عثمان، وأسامة بن زيد، عن بدر، فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة، ما هذا؟ فنظروا، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 138
رقية ابنة النبي صلى الله عليه وسلم رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، أمها خديجة بنت خويلد تقدم ذكرها.
زعم الزبير وعمه مصعب أنها أصغر بناته، وإياه صحح الجرجاني النسابة، وقال غيره: أكبر بناته زينب ثم رقية.
وولدت رقية وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثون سنة.
وقال مصعب وغيره: كانت رقية تحت عتبة ابن أبي لهب وأختها أم كلثوم تحت عتيبة بن أبي لهب. فلما نزلت {تبت يدا أبي لهب} قال لهما أبو لهب: فارقا ابنتي محمد. وقال أبو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد. ففارقاهما وتزوج عثمان رقية وهاجرت معه إلى الحبشة وولدت هناك ابنه عبد الله وبلغ ست سنين فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات.
وقيل غير ذلك. وقيل: صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل أبوه عثمان في حفرته. وقال قتادة: توفيت عند عثمان ولم تلد منه. قال ابن عبد البر: وهذا غلط منه لم يقله غيره وأظنه أراد أم كلثوم.
وهذا قول ابن شهاب. ولما آم عثمان من رقية وآمت حفصة من زوجها، مر عمر بعثمان فقال له: هل لك في حفصة؟ وكان عثمان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها فلم يجبه.
فذكر عمر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له: هل لك في خير من ذلك، أتزوج أنا حفصة وأزوج عثمان خيرا منها أم كلثوم.
ومرضت رقية فتخلف عثمان يمرضها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وتوفيت رضي الله عنها يوم وقعة بدر يوم جاء زيد بن حارثة بشيرا بما فتح الله من بدر.
ولما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’لا يدخل القبر رجل قارف أهله’’. فلم يدخل عثمان. كذا قال حماد بن سلمة: قال ابن عبد البر: وهو خطأ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحضر دفن رقية وإنما كان هذا القول في أم كلثوم رضي الله عنها.
وكانت بدر في شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة ولما عزي رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقية رضي الله عنها قال: الحمد لله دفن البنات من المكرمات.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم -صلى الله عليه وسلم- وأمها خديجة.
قال ابن سعد: تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة.
كذا قال وصوابه: قبل الهجرة.
فلما أنزلت {تبت يدا أبي لهب وتب} قال أبوه: رأسي م
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 497
رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها خديجة بنت خويلد، وقد تقدم ذكرها، زعم الزبير وعمه مصعب أنها كانت أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإياه صحح الجرجاني النسابة. وقال غيرهم: أكبر بناته زينب ثم رقية.
قال أبو عمر: لا أعلم خلافا أن زينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم.
واختلف فيمن بعدها منهن، ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي، قال: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثلاثين سنة، وولدت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثلاث وثلاثين سنة.
وقال مصعب وغيره من أهل النسب: كانت رقية تحت عتبة بن أبي لهب، وكانت أختها أم كلثوم تحت عتبة بن أبي لهب، فلما نزلت: {تبت يدا أبى لهب} - قال لهما أبو هما أبو لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد.
وقال أبو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد. ففارقاهما.
قال ابن شهاب: فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنا، فسماه عبد الله، فكان يكنى به.
وقال مصعب: كان عثمان يكنى في الجاهلية أبا عبد الله، فلما كان الإسلام وولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله، واكتنى به، فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات.
وقال غيره: توفي عبد الله بن عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وهو ابن ست سنين، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل في حفرته أبوه عثمان رضي الله عنهما.
وقال قتادة: تزوج عثمان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوفيت عنده ولم تلد منه. وهذا غلط من قتادة ولم يقله غيره. وأظنه أراد أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن عثمان تزوجها بعد رقية فتوفيت عنده، ولم تلد منه. هذا قول ابن شهاب وجمهور أهل هذا الشأن، ولم يختلفوا أن عثمان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وهذا يشهد لصحة قول من قال: إن رقية أكبر من أم كلثوم.
وفي الحديث الصحيح، عن سعيد بن المسيب، قال: تأيم عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأيمت حفصة من زوجها، فمر عمر بعثمان
فقال له: هل لك في حفصة. وكان عثمان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها، فلم يجبه، فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل لك في خير من ذلك؟ أتزوج أنا حفصة وأزوج عثمان خيرا منها أم كلثوم! هذا معنى الحديث، وقد ذكرناه بإسناده في التمهيد، وهو أوضح شيء فيهما قصدناه والحمد لله.
وأما وفاة رقية فالصحيح في ذلك أن عثمان تخلف عليها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مريضة في حين خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وتوفيت يوم وقعة بدر، ودفنت يوم جاء زيد بن حارثة بشيرا بما فتح الله عليهم ببدر وقد روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل القبر رجل قارف أهله، فلم يدخل عثمان. وهذا الحديث خطأ من حماد بن سلمة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشهد دفن رقية ابنته، ولا كان ذلك القول منه في رقية، وإنما كان ذلك القول منه في أم كلثوم. ذكر البخاري، قال: حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح بن عثمان، حدثنا هلال بن علي، عن أنس بن مالك، قال: شهدنا دفن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل منكم من أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. فقال: انزل في قبرها، فنزل في قبرها وهذا هو الصحيح من حديث أنس، لا قول من ذكر فيه رقية. ولفظ حديث حماد بن سلمة أيضا في ذلك منكر مع ما فيه من الوهم في ذكر رقية.
وروى ابن المبارك، وابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد أصابتها الحصبة فماتت. وجاء يزيد بن حارثة بشيرا بوقعة بدر وعثمان على قبر رقية.
وذكر محمد بن إسحاق السراج، حدثنا الحسن بن حماد، حدثنا عبيدة، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر، وكان تخلف عثمان على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هم يدفنونها سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة، ما هذا التكبير؟ فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتل أهل بدر من المشركين.
قال أبو عمر: لا خلاف بين أهل السير أن عثمان بن عفان إنما تخلف عن بدر على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه ضرب له بسهمه وأجره. وكانت بدر في رمضان من السنة الثانية من الهجرة.
وقد روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قدوم أهل بدر المدينة. فلم يقم موسى المعنى، وجاء فيه بالمقاربة. وليس موسى بن عقبة في ابن شهاب حجة إذا خالفه غيره. والصحيح ما رواه يونس عن ابن شهاب على ما قدمناه وبالله توفيقنا.
في نسخة ابن شافع الحافظ في الأصل عند آخر ترجمة رقية رضي الله عنها
هذه حديث دفن البنات من المكرمات وليس هذا موضعه لو صح، لكن قد كتبه فكتبته.
قال أبو علي: حدثنا أبو عمر النمري، حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن ابن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عوف الطائي، ويزيد بن عبد الصمد أبو القاسم الدمشقي، قالا: حدثنا عبد الله بن ذكوان، حدثنا عراك بن خالد بن زيد بن صفيح المزي، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما عزي رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال: الحمد لله، دفن البنات من المكرمات.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1839
رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. كان تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة. فلما بعث رسول الله وأنزل الله {تبت يدا أبي لهب} المسد: قال له أبوه أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته. ففارقها ولم يكن دخل بها. وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي وأخواتها حين بايعه النساء. وتزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا. [قال رسول الله. ص: إنهما لأول من
هاجر إلى الله تبارك وتعالى بعد لوط. وكانت] في الهجرة الأولى قد أسقطت من عثمان سقطا ثم ولدت له بعد ذلك ابنا فسماه عبد الله. وكان عثمان يكنى به في الإسلام وبلغ سنه سنتين فنقره ديك في وجهه فطمر وجهه فمات. ولم تلد له شيئا بعد ذلك. وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله. ومرضت ورسول الله يتجهز إلى بدر فخلف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان فتوفيت ورسول الله ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله. وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا فدخل المدينة حين سوي التراب على رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا حماد بن سلمة. أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: [لما ماتت رقية بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال النبي. ص: الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون. فبكت النساء على رقية فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن بسوطه. فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده ثم قال: دعهن يا عمر يبكين. ثم قال:
ابكين وإياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان. فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلت تبكي فجعل رسول الله يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه].
قال محمد بن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال: الثبت عندنا من جميع الرواية أن رقية توفيت ورسول الله ببدر ولم يشهد دفنها. ولعل هذا الحديث في غيرها من بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - اللاتي شهد دفنهن. فإن كان في رقية وكان ثبتا فلعله أتى قبرها بعد قدومه المدينة. وبكاء النساء عليها بعد ذلك.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 29
رقية بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف، القرشية المكية:
أمها خديجة بنت خويلد رضى الله عنهما، قد تقدم ذكرها.
زعم الزبير وعمه مصعب أنها كانت أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإياه صحح الجرجانى النسابة.
ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمى، قال: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثلاثين سنة، وولدت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول اللهصلى الله عليه وسلم ابن ثلاث وثلاثين سنة.
وقال مصعب وغيره من أهل النسب: كانت رقية تحت عتبة بن أبى لهب، وكانت أختها أم كلثوم تحت عتيبة بن أبى لهب، فلما نزلت {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ} قال لهما أبو لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتى محمد، وقال أبو لهب: رأسى من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتى محمد، ففارقاهما.
قال ابن شهاب: فتزوج عثمان بن عفان رقية رضى الله عنهما، بمكة، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنا، فسماه عبد الله، فكان يكنى به.
وقال قتادة: تزوج عثمان رضى الله عنه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوفيت عنده ولم تلد منه، قال: قول ابن شهاب وجمهور أهل هذان الشأن [ ..... ]
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1