المولى الرشيد الرشيد بن محمد الشريف بن علي الحسني العلوي، أبو العز: من سلاطين الدولة السجلمانية بالمغرب الاقصى. ولد في تافيللت، وصحب اباه في غزواته. ومات ابوه (سنة 1069 هـ) وبويع اخوه المولى محمد بن محمد وجعل قاعدة ملكه سجلماسة، ففارقه الرشيد وجمع جيشا من المغاربة فقاتله، وقتل محمد بقرب (وجدة) فبويع الرشيد (سنة 1075 هـ) وكثرت جموعه، ودولتهم في بدء ظهروها، فأفتتح (تازا) وامتنعت عليه (سجلماسة) فأخضعها، وزحف إلى (فاس الجديدة) و (فاس القديمة) فامتلكها سنة 1076 هـ ، بعد حروب، وبويع بالقديمة، البيعة العامة. واستولى على زاوية (الدلائي) وكان لها شأن وهاجم (مراكش) فدخلها، واخضع بلاد (السوس) وارسل جيشا للجهاد في (طنجة) واستقر بمراكش. وجمع به جواد فأصابه فرع شجرة نارنج، فهشم رأسه فتوفى. ودفن بقصبة مراكش، ثم نقل إلى فاس. وكان حازما كريما، محبا للعلماء مولعا بمجالستهم، له اخبار في السخاء، اقبل الناس على علم في ايامه، وكانت ايام دعة ورخاء. وكان ينعت بأمير المؤمنين. من آثاره في مدينة فاس مدرسة (الشراطين) لطلبة العلم، فتشتمل على 232 بيتا، والخزانة العلمية. وكان نقش نقوده (الله ربنا، محمد رسولنا، الرشيد امامنا) وعلى الجانب الثاني (لا حول ولا قوة الا بالله) وفي الاطراف(ضرب بفاس عام 1081) ولشاعره أبي زيد الفاسي مدائح كثيرة فيه.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 25