ابن أبي فروة الربيع بن يونس بن محمد بن أبي فروة كيسان، من موالي بني العباس، أبو الفضل: وزير، من العقلاء الموصوفين بالحزم. اتخذه المنصور العباسي حاجبا ثم استوزره. وكان مهيبا، محسنا إدارة الشؤون. عاش إلى خلافة المهدي (العباسي) وحظي عنده، ثم صرفة الهادي عن الوزارة وأقره على دواوين الأزمة، فلم يزل عليها إلى أن توفي. وإليه تنسب (قطيعة الربيع) ببغداد وهي محلة كبيرة أقطعه إياها المنصور.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 15
الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروه كيسان حاجب المنصور العباسي
توفي أول سنة 170 وقيل سنة 169.
قال ابن خلكان كان الربيع حاجب المنصور ثم وزر له بعد أبي أيوب المورياني وكان كثير الميل إليه حسن الاعتماد عليه وذكر له معه أخبارا تطلب من هناك وكان الربيع يتشيع. ومن أخباره مع الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ما ذكره المفيد في الإرشاد قال: من آيات الله الظاهرة على يدي الصادق عليه السلام خبره مع المنصور لما أمر الربيع بإحضار أبي عبد الله عليه السلام فأحضره وأحضر الواشي به فقال له المنصور: أتحلف قال: نعم وابتدأ بالحلف فقال الصادق: قل برئت من حول الله وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي لقد فعل كذا وكذا جعفر فامتنع ثم حلف فما برح حتى ضرب برجله فمات قال الربيع: وكنت رأيت جعفر بن محمد حين دخل على المنصور يحرك شفتيه فكلما حركهما سكن غضب المنصور حتى أدناه منه وقد رضي عنه فلما خرج أبو عبد الله من عند المنصور اتبعته فقلت له: إن هذا الرجل كان من أشد الناس غضبا عليك فلما دخلت عليه دخلت وأنت تحرك شفتيك وكلما حركتهما سكن غضبه فبأي شيء كنت تحركهما قال: بدعاء جدي الحسين بن علي فقلت: جعلت فداك وما هذا الدعاء قال: يا عدتي عند (في) شدتي ويا غوثي عند كربتي احرسني بعينيك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يرام قال الربيع: فما نزلت بي شدة قط إلا دعوت بهذا الدعاء ففرج عني وقلت لجعفر بن محمد لم منعت الساعي أن يحلف بالله قال: كرهت أن يراه الله يوحده ويمجده فيحلم عنه ويؤخر عقوبته فاستحلفته بما سمعت فأخذه الله أخذة ريبة. وروى ابن طلحة في مطالب السؤول من أخبار الصادق عليه السلام مع المنصور أن المنصور طلب من الربيع إحضار الصادق عليه السلام متعبا فتغافل الربيع عنه لينساه ثم اعاد ذكره للربيع وقال ابعث من يأتينا به متعبا فتغافل عنه حتى توعده المنصور وأغلظ له فقال له الربيع: يا أبا عبد الله اذكر الله قد أرسل إليك بما لا دافع له غير الله ’’الحديث’’ ومن أخباره مع الإمام الصادق عليه السلام ما رواه السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس في مهج الدعوات بسنده عن الربيع أنه لما حج المنصور وصار بالمدينة أرسل الربيع ليلا إلى الصادق عليه السلام يسأله المصير إليه وأن ييسر ولا يعسر ولا يعنف في قول ولا فعل فدخل عليه في دار خلوته فوجده يصلي ويتضرع قال: فأكبرت أن أقول شيئا حتى فرغ فقلت: السلام عليك يا أبا عبد الله فقال: وعليك السلام يا أخي ما جاء بك فأبلغته رسالة المنصور، فقال: ويحك يا ربيع {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} - إلى قوله – {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} قرأت على أمير المومنين السلام ورحمة الله وبركاته ثم أقبل على صلاته فقلت: هل بعد السلام من مستعتب أو إجابة قال: نعم قل له: {أفرأيت الذي تولى}. إلى قوله – {وإن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى} إنا والله قد خفناك وخافت لخوفنا النسوة اللاتي أنت أعلم بهن فإن كففت وإلا أجرينا اسمك على الله عز وجل كل يوم خمس مرات وأنت حدثتنا أن أربع دعوات لا يحجبن عن الله إحداهن دعوة المظلوم فأخبرت المنصور فبكى وقال: ارجع إليه وقل له: الأمر في لقائك إليك وأما النسوة فقد آمن الله روعهن فرجعت فأخبرته (إلى أن قال) ثم قال: يا ربيع إن هذه الدنيا وإن أمتعت ببهجتها وغرت بزبرجها فإن آخرها لا يعدو أن يكون كآخر الربيع الذي يروق بخضرته ثم يهيج عند انتهاء مدته إلى آخر كلامه في الموعظة وذم الدنيا ثم قال: نسأل الله لنا ولك عملا صالحا بطاعته ومآبا إلى رحمته ونزوعا عن معصيته وبصيرة في حقه فإنما ذلك له وبه فقلت: يا أبا عبد الله أسألك بكل حق بينك وبين الله جل وعلا ألا عرفتني ما ابتهلت به إلى ربك وجعلته حاجزا بينك وبين حذرك وخوفك فلعل الله يجبر بدوائك كسيرا ويغني به فقيرا والله ما أعني غير نفسي قال الربيع: فرفع يده وأقبل على مسجده كارها أن يتلو الدعاء صفحا ولا يحضر ذلك بنية فقال: قل اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين وذكر دعاء طويلا.
(ومنها) ما رواه ابن طاوس أيضا في المهج عن الربيع صاحب المنصور قال: حججت مع المنصور فلما صرت في بعض الطريق قال لي: إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد فوالله العظيم لا يقتله أحد غيري فأنساني الله ذكره فلما صرنا إلى مكة قال: ألم آمرك أن تذكرني بجعفر بن محمد قلت: نسيت ذلك قال: إذا رجعنا إلى المدينة فذكرني به فلما قدمنا المدينة ذكرته به فقال: اذهب فائتني به مسحوبا فنهضت وأنا في حال عظيم من ارتكاب ذلك فأتيت الإمام الصادق فقلت: جعلت فداك إن أمير المؤمنين يدعوك قال: السمع والطاعة فلما أدخلته عليه رأيته وفي يده عمود يريد أن يقتله به ونظرت إلى جعفر وهو يحرك شفتيه فلما قرب منهقال له: ادن مني يا ابن عم وتهلل وجهه وقربه حتى أجلسه معه على السرير ثم دعا بالحقة وفيها قدح الغالية فغلفه بيده وحمله على بغلة وأمر له ببدرة وخلعة وخرجت بين يديه حتى وصل إلى منزله فقلت له: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله إني لم أشك فيه أنه ساعة تدخل عليه يقتلك ورأيتك تحرك شفتيك فما قلت، قال قلت: حسبي الرب من المربوبين إلى آخر الدعاء.
(ومنها) ما رواه ابن طاوس في مهج الدعوات أيضا بسنده عن الربيع الحاجب قال: بعث المنصور إبراهيم بن حبلة إلى المدينة ليشخص جعفر بن محمد فخبره برسالة المنصور فسمعه يقول: اللهم أنت ثقتي في كل كرب إلى آخر دعاء قال الربيع: فلما وافى إلى حضرة المنصور دخلت فأخبرته بقدوم جعفر وإبراهيم فدعا المسيب بن زهير الضبي فدفع إليه سيفا فقال: إذا دخل جعفر بن محمد فخاطبته وأومأت إليه فاضرب عنقه فخرجت إليه فقلت: يا ابن رسول الله إن هذا الجبار قد أمر فيك بما أكره أن ألقاك به فإن كان في نفسك شيء تقوله وتوصيني به فقال: لا يروعك ذلك فلو قد رآني لزال ذلك كله ثم أخذ بمجامع الستر فقال: يا إله جبرائيل إلى آخر الدعاء ثم دخل فحرك شفتيه بشيء لم أفهمه فنظرت إلى المنصور فما شبهته إلا بنار صب عليها الماء فخمدت وأخذ بيده ورفعه على سريره ثم سأله عن حديث كان سمعه منه في صلة الأرحام فذكر له حديثا فقال: ليس هذا فذكر آخر فقال ليس هذا فذكر ثالثا فقال: ليس هذا فذكر رابعا فقال: نعم هذا ودعا بالغالية فغلفه بيده وأعطاه أربعة آلاف دينار ودعا بدابته فقدمت إلى جانب السرير فركبها قال الربيع: وعدوت بين يديه فقلت: يا ابن رسول الله إن هذا الجبار يعرضني على السيف كل قليل ولقد دعا المسيب بن زهير فأعطاه سيفا وأمره بقتلك وأني رأيتك تحرك شفتيك بشيء لم أفهمه فقال: ليس هذا موضعه فرحت إليه عشيا فروى له عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ألبت عليه اليهود وفزارة وغطفان جعل يدخل ويخرج وينظر إلى السماء ويقول: ضيقي تتسعي ثم خرج في بعض الليل فإذا علي بن أبي طالب فقال: يا أبا الحسن أما خشيت أن تقع عليك عين قال: إني وهبت نفسي لله ولرسوله فخرجت حارسا للمسلمين فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: قد رأيت موقف علي منذ الليلة وأهديت له من مكنون علمي كلمات لا يتعوذ بها عند كل شيطان مارد ولا سلطان جائر ولا حرق ولا غرق ولا هدم ولا ردم ولا سبع ضار ولا لص قاطع إلا أمنه الله من ذلك وهو أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام إلى آخر الدعاء قال الربيع: والله لقد دعاني المنصور مرات يريد قتلي فأتعوذ بهذه الكلمات فيحول الله بينه وبين قتلي.
(ومنها) ما رواه ابن طاوس في مهج الدعوات أيضا عن محمد بن الربيع الحاجب قال قعد المنصور في قصره في القبة الخضراء وكانت قبل قتل محمد وإبراهيم ابني عبد الله ابن الحسن تسمى الحمراء وكان له يوم يسمى يوم الذبح وكان قد أشخص جعفر بن محمد من المدينة فدعا الربيع ليلا وقال ائتني بجعفر بن محمد على الحال التي تجده فيها قال الربيع فقلت: {إنا لله وإنا إليه راجعون} هذا والله هو العطب أن أتيت به على ما أراه من غضبه قتله وذهبت الآخرة وان لم آته ذهبت الدنيا فمالت نفسي إلى الدنيا فبعث الربيع ولده محمدا قال فتسلقت عليه الدار فوجدته قائما يصلي وعليه قميص ومنديل قد ائتزر به فلما سلم قلت أجب أمير المؤمنين قال دعني أدعو وألبس ثيابي قلت ليس إلى ذلك سبيل فأخرجته حافيا حاسرا في قميصه ومنديله فلما أن وقعت عين الربيع على جعفر وهو بتلك الحال بكى وكان الربيع يتشيع فقال له جعفر يا ربيع أنا أعلم ميلك إلينا فدعني أصلي ركعتين وأدعو قال شأنك وما تشاء فصلى ركعتين خففهما ثم دعا بعدهما بدعاء لم أفهمه فأخذ الربيع بدراعته فأدخله على المنصور فلما صار في صحن الإيوان وقف ثم حرك شفتيه بشيء لم أدر ما هو ثم أدخلته فجعل المنصور يؤنبه بما لا حاجة إلى نقله وهو يعتذر فأطرق المنصور وكان على لبد وتحت لبده سيف ذو فقار فضرب يده إلى السيف فسل منه مقداد شبر وأخذ بمقبضه فقلت إنا لله ذهب والله الرجل ثم رد السيف وجعل يؤنبه أقبح تأنيب وهو يعتذر فانتضى من السيف ذراعا فقلت إنا لله ذهب الرجل وجعلت في نفسي أنه إن أمرني فيه بأمر أن أعصيه لأني ظننت أنه يأمرني أن آخذ السيف فأضرب به جعفرا فقلت إن أمرني ضربت المنصور وان أتى ذلك علي وعلى ولدي وتبت إلى الله فأقبل يعاتبه وجعفر يعتذر ثم انتضى السيف كله إلا يسيرا فقلت إنا لله مضى والله الرجل ثم أغمد السيف وأطرق ساعة ثم رفع رأسه وقال أظنك صادقا ودعا بالعيبة وكانت مملوءة غالية فقال أدخل يدك فيها وضعها في لحيته وقال لي احمله على فاره من دوابي وأعطه عشرة آلاف درهم وشيعه إلى منزله مكرما فخرجنا من عنده وأنا مسرور فرح بسلامة جعفر عليه السلام ومتعجبا مما أراده المنصور وما صار إليه من أمره وسألته عن الذي دعا به عقيب الركعتين وما حرك به شفتيه في صحن الإيوان فقال لي أما الأول فدعاء الكرب والشدائد وهو إلى آخر الدعاء وأما الثاني فدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب وكان أمير المؤمنين عليه السلام يدعو به إذا أحزنه أمر وهو اللهم احرسني بعينك التي لا تنام إلي آخر الدعاء ثم قال لولا الخوف لدفعت إليك هذا المال ولكن قد كنت طلبت مني أرضي بالمدينة وأعطيتني بها عشرة آلاف دينار فلم أبعك وقد وهبتها لك قلت يا ابن رسول الله إنما رغبتي في الدعاء الأول والثاني فإذا فعلت فهذا هو البر ولا حاجة لي الآن في الأرض فقال: إنا أهل بيت لا نرجع في معروفنا وكتب لي بعهد الأرض وأملى علي الدعائين قال الربيع فلما وجدت من المنصور خلوة وطيب نفس سألته عن سبب رضاه عنه بعد غضبه الشديد فأمره بالكتمان وهدده إن أذاع ثم قال يا ربيع كنت مصرا على قتل جعفر فلما هممت به في المرة الأولى تمثل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو حائل بيني وبينه باسط كفيه حاسر عن ذراعيه قد عبس وقطب في وجهي فصرفت وجهي عنه ثم هممت به في المرة الثانية فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب مني ودنا شديدا وهم بي أن لو فعلت لفعل ثم تجاسرت وقلت هذا بعض فعال فتمثل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم باسطا ذراعيه قد تشمر واحمر وعبس وقطب حتى كاد يضع يده علي والله لو فعلت لفعل فكان مني ما رأيت وهؤلاء من بني فاطمة لا يجهل حقهم إلا جاهل لا حظ له في الشريعة (اه).
وفيما تضمنته هذه الأخبار دلالة صريحة على تشيع الربيع وحسن عقيدته في الصادق عليه السلام.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 460
حاجب المنصور الربيع بن يونس بن محمد كيسان العباسي مولاهم الأمير الحاجب أبو الفضل.
كان من كبار الملوك. ولي حجابة المنصور ثم وزارته، وحجب المهدي، وولي ابنه الفضل حجابة الرشيد، وولي حفيده العباس حجابة الأمين. وقطيعة الربيع ببغداد محلة كبيرة تنسب إليه. وتوفي سنة سبعين ومائة.
وكان المنصور كثير الميل إليه حسن الاعتماد عليه. قال له يوما: يا ربيع، سل حاجتك! فقال: حاجتي أن تحب الفضل ابني. قال له: ويلك، إن المحبة تقع بأسباب.
فقال: قد أمكنك الله منها. فقال: وما ذاك؟ فقال: تفضل عليه فإنك إذا فعلت ذلك أحبك وإذا أحبك أحببته.
قال: قد والله أحببته قبل وقوع السبب ولكن كيف اخترت له المحبة دون كل شيء؟ قال: لأنك إذا أحببته صغر عندك كبير إحسانك إليه وصغر عندك كبير إساءته وكانت ذنوبه كذنوب الصبيان وحاجته إليك حاجة الشفيع العريان.
وقال المنصور له يوما: ويحك يا ربيع، ما أطيب الدنيا لولا الموت. فقال له: ما طابت إلا بالموت.
قال: وكيف ذاك؟ قال: لولا الموت لم تقعد هذا المقعد. فقال له صدقت.
ويقال إن الربيع لم يكن له أب يعرف به وإن بعض الهاشميين دخل على المنصور وجعل يحدثه ويقول: كان أبي رحمه الله وكان، وأكثر من الرحمة عليه فقال له الربيع: كم تترحم على أبيك بحضرة أمير المؤمنين؟ فقال له الهاشمي: أنت معذور لأنك لا تعرف مقدار الآباء.
فخجل منه وضحك المنصور إلى أن استلقى ثم قال للهاشمي: خذ بما أدبك به الربيع.
ويقال إن الهادي سمه وقيل مرض ثمانية أيام ومات.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
الربيع بن يونس الوزير، الحاجب الكبير، أبو الفضل الأموي، من موالي عثمان -رضي الله عنه- حجب للمنصور، ثم وزر له بعد أبي أيوب المورياني، وكان من نبلاء الرجال، وألبائهم، وفضلائهم. قال له المنصور: ما أطيب الدنيا لولا الموت قال: يا أمير المؤمنين! ما طابت إلا بالموت. قال: وكيف؟ قال: لولا الموت لم تقعد هذا المقعد.
يقال: إن الهادي سمه. وقيل: مرض ثمانية أيام، ومات.
قال الطبري: توفي سنة تسع وستين ومائة. وقيل: في أول سنة سبعين. وعمل حجابة الرشيد ابنه الفضل بن الربيع.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 34