الربيع الحارثي الربيع بن زياد بن أنس الحارثي، من بني الديان: أمير فاتح، أدرك عصر النبوة، وولي البحرين، وقدم المدينة في أيام عمر، وولاه عبد الله بن عامر سجستان سنة 29هـ ففتحت على يديه. له مع عمر بن الخطاب أخبار. وكان شجاعا تقيا، قال عمرلاصحابه يوما: دلوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير وإذا لم يكن بأمير فكأنه أمير. فقالوا: ما نعرفه إلا الربيع بن زياد. فقال: صدقتم. توفي في إمارته.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 14
الربيع بن زياد بن أنس بن ذبيان بن فطر ابن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد أبو عبد الرحمن الحارثي البصري.
توفي سنة 51.
من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام. حكى الشريف الرضي رضي الله عنه في نهج البلاغة خبرا عن العلاء بن زياد الحارثي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 3 ص 12 – 13 أن الذي رويته عن الشيوخ ورأيته بخط عبد الله بن أحمد بن الخشاب أن صاحب هذا الخبر مع أمير المؤمنين عليه السلام هو الربيع بن زياد الحارثي وأما العلاء بن زياد الذي ذكره الرضي فلا أعرفه ولعل غيري يعرفه اه هذا مع أن خصوصيات الخبر تدل على أنه لرجل واحد ومنها أن له أخا هو عاصم بن زياد أما ما في النهج فهو قوله ومن كلام له عليه السلام بالبصرة وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي يعوده فلما رأى سعة داره قال: ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت في الآخرة كنت أحوج وبلى إن شئت بلغت الآخرة: تقري فيها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة ورغبه فيها إذا كان يبلغ الآخرة. وهذا أسلوب عجيب زهده في سعة الدار إذا لم يبلغ بها الآخرة ورغبه فيها إذا كان يبلغ بها الآخرة فقال له العلاء: يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد قال: ما له قال: لبس العباء وتخلى من الدنيا قال علي به فلما جاء قال: يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك وولدك أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها أنت أهون على الله من ذلك. قال: يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك قال: ويحك إني لست كانت إن الله تعالى فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كي لا يتبيغ (أي يهيج) بالفقير فقره اه وأما الذي رواه ابن أبي الحديد عن الشيوخ ورآه بخط ابن الخشاب فهو أن الربيع بن زياد الحارثي أصابته نشابة في جبينه فكانت تنتقض عليه في كل عام فأتاه علي عليه السلام عائدا فقال: كيف تجدك أبا عبد الرحمن قال: أجدني يا أمير المؤمنين لو كان لا يذهب ما بي إلا بذهاب بصري لتمنيت ذهابه قال: وما قيمة بصرك عندك قال: لو كانت لي الدنيا لفديته بها قال: لا جرم ليعطينك الله على قدر ذلك إن الله تعالى يعطي على قدر الألم والمصيبة وعنده تضعيفا كثير قال الربيع: يا أمير المؤمنين ألا أشكو إليك عاصم بن زياد أخي قال: ما له قال: لبس العباء وترك الملاء وغم أهله وأحزن ولده فقال عليه السلام: أدعو لي عاصما فلما أتاه عبس في وجهه وقال: ويحك أترى الله أباح لك اللذات وهو يكره ما أخذت منها لأنت أهون على الله من ذلك ثم استشهد بآيات {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}. {ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها}. {وأما بنعمة ربك فحدث}. {قل من حرم زينة الله} (الآية). {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}. {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات}. وبقوله صلى الله عليه وسلم لبعض نسائه: ’’ما لي أراك شعثاء مرهاء سلتاء’’ قال عاصم: فلم اقتصرت يا أمير المؤمنين على لبس الخشن وأكل الجشب فأجابه بنحو ما مر فما قام علي عليه السلام حتى نزع عاصم العباء ولبس الملاءة ويأتي ذلك في ترجمة عاصم ’’انش’’ قال ابن أبي الحديد والربيع هو الذي افتتح بعض خراسان وفيه قال عمر: دلوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير وإذا كان في القوم ليس بأمير فكأنه الأمير بعينه وكان خيرا متواضعا وهو صاحب الوقعة مع عمر لما أحضر العمال فتوحش له الربيع وتقشف وأكل معه الجشب من الطعام فأقره على عمله وصرف الباقين وكتب زياد بن أبيه إلى الربيع بن زياد وهو على قطعة من خراسان إن أمير المؤمنين معاوية كتب إلي يأمرك أن تحرز له الصفراء والبيضاء وتقسم الخرثي وما أشبهه على أهل الحرب فقال له الربيع: إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين ثم نادى في الناس أن اغدوا على غنائمكم فأخذ الخمس وقسم الباقي على المسلمين ثم دعا الله أن يميته فما جمع حتى مات اه. وما في الاستيعاب وأسد الغابة من أن الذي كتب إليه زياد بذلك هو الحكم بن عمرو الغفاري وكان على خراسان فأصاب مغنما. يمكن حمله علي تعدد الواقعة وأن الحكم كان على جزء من خراسان والربيع على جزء آخر وكون فتح خراسان كان على يد الأحنف لا ينافيه إن فتح بعضه كان على يد الربيع. وفي تهذيب التهذيب الربيع بن زياد بن أنس الحارثي أبو عبد الرحمن البصري كان عاملا لمعاوية على خراسان وكان الحسن البصري كاتبه فلما بلغه مقتل حجر بن عدي وأصحابه قال: اللهم إن كان للربيع خير فاقبضه وعجل فمات في مجلسه وكان قتل حجر سنة 51 روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.
الذين روى عنهم والذين رووا عنه في تهذيب التهذيب: روي عن أبي ابن كعب وكعب الأحبار وعنه أبو مجلز ومطرف بن عبد الله بن الشخير وحفصة بنت سيرين.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 457
الربيع بن زياد بن أنس بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي. قال أبو عمر: له صحبة، ولا أعرف له رواية. كذا قال.
وقال أبو أحمد العسكري: أدرك الأيام النبوية، ولم يقدم المدينة إلا في أيام عمر.
وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان في التابعين.
وقال ابن حبان: ولاه عبد الله بن عامر سجستان سنة تسع وعشرين، ففتحت على يديه.
وقال المبرد في «الكامل»: كان عاملا لأبي موسى على البحرين، وفد على عمر فسأله عن سنه، فقال: خمس وأربعون، وقص قصة في آخرها أنه كتب إلى أبي موسى أن يقره على عمله، واستخلفه أبو موسى على حرب مناذر سنة تسع عشرة فافتتحها عنوة، وقتل بها أخوه المهاجر بن زياد.
وروي من طريق سليمان بن بريدة أن وافدا قدم على عمر، قال: ما أقدمك؟ قال: قدمت وافدا لقومي، فأذن للمهاجرين والأنصار والوفود. فتقدم الرجل، فقال له عمر: هيه. قال: هيه يا أمير المؤمنين، والله ما وليت هذه الأمة إلا ببلية ابتليت بها، ولو أن شاة ضلت بشاطئ الفرات لسئلت عنها يوم القيامة، قال: فانكب عمر يبكي، ثم رفع رأسه قال: ما اسمك؟ قال: الربيع بن زياد.
وله مع عمر أخبار كثيرة، منها أن عمر قال لأصحابه: دلوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير، وإذا لم يكن بأمير فكأنه أمير. فقالوا: ما نعرفه إلا الربيع بن زياد. قال: صدقتم. ذكرها ابن الكلبي.
وذكر ابن حبيب أن زيادا كتب إلى الربيع بن زياد أن أمير المؤمنين كتب إلي أن آمرك أن تحرز البيضاء والصفراء وتقسم ما سوى ذلك، فكتب إليه: إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين: وبادر فقسم الغنائم بين أهلها، وعزل الخمس، ثم دعا الله أن يميته، فما جمع حتى مات قلت: وقد رويت هذه القصة لغيره، وكان الحسن البصري كاتبه، وولى خراسان لزياد إلى أن مات، وكان حفيده الحارث بن زياد بن الربيع في حملة أبي جعفر المنصور، ولم يكن في عصره عربي ولا عجمي أعلم بالنجوم منه، وكان يتحرج أن يقضي، وكان يبصر حكم ما دلت عليه النجوم.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 380
الربيع بن زياد بن أنس بن الديان. وهو يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث ابن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب من مذحج. روى عن عمر بن الخطاب. وكان عمر يقول: دلوني على رجل إذا كان في القوم وهو أمير فكأنه ليس بأمير. وإذا كان فيهم وهو غير أمير فكأنه أمير. فقالوا: ما نعلمه إلا الربيع بن زياد بن أنس. وكان متواضعا خيرا وقد ولي خراسان وفتح عامتها. وكان له أخ يقال له المهاجر ابن زياد. وكان صالحا وقتل مع أبي موسى الأشعري شهيدا يوم تستر. وله يقول القائل:
ويوم قام أبو موسى بخطبته | راح المهاجر في حل بإجمال |
فالبيت بيت بني الديان نعرفه | في آل مذحج مثل الجوهر الغالي |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 202
(د س) الربيع بن زياد بن أنس بن الديان أبو عبد الرحمن.
كناه خليفة، ويقال كنيته: أبو فراس، قال الحاكم أبو أحمد: ولا أبعد أن يكون تكنيته بأبي فراس خطأ انتهى.
لقائل أن يقول: إن تكنيته بأبي عبد الله هو الخطأ، وتكنيته بأبي فراس هو الصواب، وذلك أني لم أر من كناه بأبي عبد الرحمن غير ما ذكره الحاكم، وأما أبو الحسين مسلم بن الحجاج وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو بشر
الدولابي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي شيبة في كتاب «الكنى» تأليفهم، وأبو محمد بن السيد في «شرح الكتاب الكامل»، لم يذكروا غير أبي فراس، ولم يتعرضوا لذكر أبي عبد الرحمن البتة، وقد نص أبو أحمد الحاكم على أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: اسم أبي فراس ربيع بن زياد. ثم قال: إن كان حفظه، ولا أبعد أن يكون إسحاق سماه من ذات نفسه فاشتبه عليه انتهى.
لقائل أن يقول: إسحاق إمام حافظ، لا يرد قوله بظن وحسبان، لا سيما مع قول من وافقه على ذلك، وتفرد خليفة بقوله، فإني لم أر له متابعا، والله تعالى أعلم.
وقد ذكر صاحب «الكمال» - أيضا – قول أبي أحمد بأن تكنيته بأبي فراس خطأ، فما يبقى عليه إيراد.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 4- ص: 1