راشد راشد: مولى إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى، وأمينه: كان في خدمته بالمدينة ثم بمكة، وخرج معه من هذه، هاربين مستترين، بعد وقعة (فخ) التي قتل فيها الحسين بن علي بن الحسن المثلث (سنة 169 هـ فمرا بمصر وافريقية،
ودخلا المغرب الأقصى سنة 172 هـ، فأقاما بمدينة (وليلى) بقرب مراكش. ودعا إدريس إلى نفسه، فعظم أمره، وملك (وليلى) وبلادا أخرى، وراشد عون له وكالئ. وقتل إدريس بالسم. فلحق راشد بقاتله فضربه بالسيف فقطع يمناه. وعاد إلى وليلى، فعلم من جارية لإدريس اسمها (كنزة) أنها حامل، فتولى إدارة الملك باسم (الجنين) إلى أن ولدت كنزة، فسمى ولدها إدريسا (على اسم أبيه) وجدد له بيعة البربر، وقام بأمره وأمر دولته، وعلمه ورباه. وكان الأغالبة في القيروان يتتبعون أخبار الدولة الناشئة في جوارهم، ويبعثون بالأموال للقضاء على إدريس (الرضيع) وكانت لهم يد في قتل أبيه بالسم. فما زالوا على ذلك إلى أن تمكن (إبراهيم بن الأغلب) من دس بعض البربر لراشد، فقتلوه غيلة، في وليلى، بعد نشوء إدريس وتسلمه عرش أبيه بقليل.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 11
راشد مولى إدريس بن عبد الله من الحسن المثني ابن الحسن بن علي بن أبي طالب
أصل راشد من بني كلاب بن كنانة وكان الحجاج غلب عليهم لما قتل ابن الزبير وسبى أولادهم وغنم أموالهم لصلتهم بابن الزبير. وكان راشد من جملة من بيع من السبي، فاشتراه إدريس بن عبد الله واستوصى به خيرا وأعتقه وبقي معه ملازما لخدمته وفي محبته إلى أن فر معه إلى المغرب بعد موقعة فخ فظهر من نصحه ما هو مشهور معلوم.
وسبي هؤلاء القوم المسلمين هو بعض موبقات الحجاج بن يوسف. ويقول صاحب كتاب (ذكر مشاهير أعيان فارس) الذي حققه ونشره في مجلة البحث العلمي المغربية الأستاذ عبد القادر زمامة معلقا على فعلة الحجاج: ’’وما فعله الحجاج فهو من جملة ما فعل من بيعه للمسلمين الأحرار، ووقوعه في الأنبياء وقتله علماء الصحابة والتابعين’’.
ويشير صاحب الكتاب إلى أنه نشأ في فاس بيت علمي من نسل بكار بن راشد عرفوا ببني بكار ويصفهم بأنهم بيت علم متين ولي القضاء منهم بفاس في دول الأدارسة ثلاثة قضاة وانقرضوا ولا عقب لهم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 440