رابعة العدوية رابعة بنت إسماعيل العدوية، أم الخير، مولاة آل عتيك، البصرية: صالحة مشهورة، من أهل البصرة، ومولدها بها. لها أخبار في العبادة والنسك، ولها شعر: من كلامها: (اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم) توفيت بالقدس، قال ابن خلكان: (وقبرها يزار، وهو بظاهر القدس من شرقيه، على رأس جبل يسمى الطور) وقال: (وفاتها سنة 135 كما في شذور العقود لابن الجوري، وقال غيره سنة 185).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 10
رابعة العدوية رابعة بنت إسماعيل أم عمرو العدوية وقيل أم الخير ولاؤها للعتكيين. وقد أورد ابن الجوزي أخبارها في جزء وقال: وفي الشاميات رابعة العابدة وكانت عبدة بنت أبي شوال معاصرة لها وربما تداخلت أخبارهما. ونسبها بعضهم إلى الحلول لإنشادها:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي | وأبحت جسمي من أراد جلوسي |
فالجسم مني للجليس مؤانس | وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
رابعة العدوية البصرية، الزاهدة، العابدة، الخاشعة، أم عمرو رابعة بنت إسماعيل، ولاؤها للعتكيين. ولها سيرة في ’’جزء’’ لابن الجوزي.
قال خالد بن خداش: سمعت رابعة صالحا المري يذكر الدنيا في قصصه، فنادته: يا صالح، من أحب شيئا، أكثر من ذكره.
وقال محمد بن الحسين البرجلاني: حدثنا بشر بن صالح العتكي، قال: استأذن ناس على رابعة ومعهم سفيان الثوري، فتذاكروا عندها ساعة، وذكروا شيئا من الدنيا، فلما قاموا، قالت لخادمتها: إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه، فلا تأذني لهم، فإني رأيتهم يحبون الدنيا.
وعن أبي يسار مسمع، قال: أتيت رابعة، فقالت: جئتني وأنا أطبخ أرزا، فآثرت حديثك على طبيخ الأرز، فرجعت إلى القدر وقد طبخت.
ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن الحسين، حدثني عبيس بن ميمون العطار، حدثتني عبدة بن أبي شوال -وكانت تخدم رابعة العدوية- قالت: كانت رابعة تصلي الليل كله، فإذا طلع الفجر، هجعت هجعة حتى يسفر الفجر، فكنت أسمعها تقول: يا نفس كم تنامين، وإلى كم تقومين، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور.
قال جعفر بن سليمان: دخلت مع الثوري على رابعة، فقال سفيان: واحزناه! فقالت: لا تكذب، قل: واقلة حزناه!
وعن حماد، قال: دخلت أنا وسلام بن أبي مطيع على رابعة، فأخذ سلام في ذكر الدنيا، فقالت: إنما يذكر شيء هو شيء، أما شيء ليس بشيء، فلا.
شيبان بن فروخ: حدثنا رياح القيسي، قال: كنت اختلفت إلى شميط أنا ورابعة، فقالت مرة: تعال يا غلام. وأخذت بيدي، ودعت الله، فإذا جرة خضراء مملوءة عسلا أبيض، فقالت: كل، فهذا -والله- لم تحوه بطون النحل. ففرغت من ذلك، وقمنا، وتركناه.
قال أبو سعيد بن الأعرابي: أما رابعة، فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة، وحكى عنها: سفيان، وشعبة، وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها، وقد تمثلته بهذا:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي | وأبحت جسمي من أراد جلوسي |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 273
رابعة العدوية ترجمتها
هي أم الخير, رابعة بنت إسماعيل العدوية امرأة صالحة من أهل البصرة اشتهرت بالعبادة والنسك. توفيت بالقدس 185 هجرية. من شعرها قولها في الذات الإلهية:
من الكامل
إني جعلت في الفؤاد محدثي | وأبحت جسمي من أراد جلوسي |
فالجسم منى للجليس مؤانس | وحبيب قلبي في الفؤاد أنيس |
حبيب ليس يعدله حبيب | وما لسواه في قلبي نصيب |
حبيب غاب عن بصري وشخصي | ولكن عن فؤادي ما يغيب |
وزادي قليل ما أراه مبلغي | اللزاد أبكي أم لطول مسافتي؟ |
أتحرقني بالنار يا غاية المنى | فأين رجائي فيك؟ أين مخافتي؟ |
أحبك حبين, حب الهوى | وحبا لأنك أهل لذاكا |
فأما الذي هو حب الهوى | فشغلي بذكرك عمن سواكا |
وأما الذي أنت أهل له | فكشفك لي الحجب حتى أراكا |
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي | ولكن لك الحمد في ذا وذاكا |
راحتي يا إخوتي في خلوتي | وحبيبي دائما في حضرتي |
لم أجد لي عن هواه عوضا | وهواه في البرايا محنتي |
حيثما كنت أشاهد حسنه | فهو محرابي إليه قبلني |
إن أمت وجدا وما ثم رضى | وا عنائي! في الورى, وا شقوتي! |
يا طيب القلب يحيا دائما | نشأتي منك وأيضا نشوتي |
قد هجرت الخلق جمعا أرتجي | منك وصلا فهو أقصى منيتي |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 152