دنانير دنانير، جارية الشاعر ابن كناسة، من أهل الكوفة: شاعرة أديبة فصيحة. ولدت بالكوفة ورباها ابن كناسة (المتوفى سنة 207) واستبعد ابن الجوزي أنها كانت تغني، معللا ذلك بأن ابن كناسة كان زاهدا نبيلا، وليس مثله من يعلم جارية له الغناء. ولكنه أورد بعد ذلك أخبارا لها في الغناء وأبياتا من شعرها في صديق لابن كناسة يدعى (أبا الشعثاء) عرض لها بأنه يهواها، فقالت:
لأبي الشعثاء حب ظاهر | ليس فيه مطعن للمتهم |
يا فؤادي فازدجر، عنه ويا | عبث الحب به فاقعد وقم |
راقني منه كلام فاتن | ووسيلات المحبين الكلم |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 341
دنانير ترجمتها
جارية عفيفة فاضلة, صاحبها الشاعر ابن كناسة. ولدت بالكوفة وهي غير المغنية. كانت وفاتها نحو 205 هجرية.
المناسبة
قالت تصف برية حول قصر الخورنق على شاطئ الفرات: (من السريع)
برية في البحر نابتة | يجبى إليها البر والبحر |
وسرى الفرات على مياسرها | وجرى على أيمانها النهر |
وبدا الخورنق في مطالعها | فردا يلوح كأنه الفجر |
كانت منازل للملوك ولم | يعمل بها لمملك قبر |
لأبي الشعثا حب كامن | ليس فيه نهضة للمتهم |
يا فؤادي فازدجر عنه ويا | عبث الحب به فاقعد وقم |
زادني منه كلام صائب | ووسيلات المحبين الكلم |
صائد تأمنه غزلانه | مثل ما تأمن غزلان الحرم |
صل إن أحببت أن تعطى المنى | يا أبا الشعثاء لله وصم |
ثم ميعادك يوم الحشر في | جنة الخلد إن الله رحم |
حيث ألقاك غلاما يافعا | ناشئا قد كلمت فيه النعم |
بكيت على أخ لك من قريش | فأبكانا بكاؤك يا علي |
فمات وما خبرناه ولكن | طهارة صحبه الخبر الجلي |
الورد أحسن منظر | فتمتعوا باللحظ منه |
فإذا انقضت أيامه | ورد الخدود ينوب عنه |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 229