التصنيفات

عبد الله بن حنظلة (ب د ع) عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب الأنصاري الأوسي، وأبوه حنظلة هو غسيل الملائكة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن أباه قتل بأحد، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان لعبد الله سبع سنين. يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو بكر. وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، فدخل بها الليلة التي في صبيحتها قتال أحد، فبات عندها، فلما صلى الصبح عاد إليها، فأرسلت إلى أربعة من قومها فأشهدتهم عليه أنه دخل بها، فقيل لها بعد: لم فعلت هذا؟ قالت: رأيت كأن السماء انفرجت فدخل فيها ثم أطبقت، فقلت: هذه الشهادة: فأشهدت عليه، وخلقت بعبد الله تلك الليلة.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ورآه. روى عنه عبد الله بن يزيد الخطمي، وأسماء بنت زيد ابن الخطاب، وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم.
روى المسيب بن رافع ومعبد بن خالد، عن عبد الله بن يزيد الخطمي- وكان أميرا على الكوفة- قال: أتينا قيس بن سعد بن عبادة في بيته، فأذن بالصلاة فقلنا: قم فصل بنا.
فقال: لم أكن لأصلي بقوم لست عليهم أميرا. فقال عبد الله بن حنظلة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، وأن يؤم في رحله». قال: فقال قيس لمولى لهم: قم فصل بهم.
وقتل عبد الله يوم الحرة، في ذي الحجة، سنة ثلاث وستين، قتله أهل الشام، وكان سبب وقعة الحرة أنه وفد هو وغيره من أهل المدينة إلى يزيد بن معاوية، فرأوا منه مالا يصلح فلم ينتفعوا بما أخذوا منه، فرجعوا إلى المدينة وخلعوا يزيد، وبايعوا لعبد الله بن الزبير، ووافقهم أهل المدينة، فأرسل إليهم يزيد مسلم بن عقبة المري، وهو الذي سماه الناس بعد وقعة الحرة مجرما، فأوقع بأهل المدينة وقعة عظيمة، قتل كثيرا منهم في المعركة، وقتل كثيرا صبرا. وكان عبد الله بن حنظلة ممن قتل في المعركة، ولما اشتد القتال قدم بنيه واحدا واحدا، حتى قتلوا كلهم، وهم ثمانية بنين، ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل.
وكان فاضلا صالحا، عظيم الشأن كبير المحل، شريف البيت والنسب. سمع قارئا يقرأ: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} فبكى حتى ظنوا أن نفسه ستخرج، ثم قام فقيل: يا أبا عبد الرحمن، اقعد. فقال: منع مني ذكر جهنم القعود، ولا أدرى لعلى أحدهم.
وقال مولاه سعيد: لم يكن لعبد الله بن حنظلة فراش ينام عليه، إنما كان يلقي نفسه إذا أعيا من الصلاة، يتوسد رداءه وذراعه، ويهجع شيئا قال عبد الله بن أبي سفيان: رأيت عبد الله بن حنظلة في النوم بعد مقتله في أحسن صورة، فقلت: أما قتلت؟ قال بلى، ولقيت ربي فأدخلني الجنة، فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت، فقلت: أصحابك؟ ما صنع بهم؟ قال: هم معي حول لوائي، لم تحل عقده حتى الساعة.
واستيقظت.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 658

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 219

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 114

عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري.
تقدم نسبه عند ذكر أبيه، يكنى أبا عبد الرحمن، ويقال كنيته أبو بكر، وهو المعروف بغسيل الملائكة، أعني حنظلة.
قتل حنظلة يوم أحد شهيدا، وولد عبد الله بن حنظلة، وأمه جميلة بنت عبد الله، ابن أبي.
وقد حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وعن عمر، وعبد الله بن سلام، وكعب الأحبار.
وروى عنه قيس بن سعد، وهو أكبر منه، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وعبد الله بن أبي مليكة، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأسماء بنت زيد بن الخطاب، وضمضم بن جوس قال ابن سعد: قتل عبد الله يوم الحرة، وكان أمير الأنصار يومئذ، وذلك سنة ثلاث وستين في ذي الحجة، وكان مولد عبد الله سنة أربع، قال ابن سعد: بعد أحد بسبعة أشهر في ربيع الأول أو الآخر.
وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق قدامة بن محمد الحرمي، حدثني محمد بن خوط- وكان من خيار أهل المدينة، عن صفوان بن سليم، قال: يحدث أهل المدينة أن عبد الله بن حنظلة لقيه الشيطان وهو خارج من المسجد، فقال: تعرفني يا ابن حنظلة؟ قال: نعم، أنت الشيطان. قال: كيف علمت ذلك؟ قال: خرجت وأنا أذكر الله، فلما رأيتك تلهث شغلني النظر إليك عن ذكر الله.
وقال خليفة بن خياط: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا جويرية بن أسماء، سمعت أشياخنا من أهل المدينة أن ممن وفد إلى يزيد بن معاوية عبد الله بن حنظلة معه ثمانية بنين له، فأعطاه مائة ألف، وأعطى بنيه كل واحد عشرة آلاف، فلما قدم المدينة أتاه الناس فقالوا: ما وراءك؟ قال: أتيتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا نبي هؤلاء لجاهدته بهم.
قال: فخرج أهل المدينة بجموع كثيرة.
وأخرج أحمد بسند صحيح، عن يحيى بن عمارة: قيل لعبد الله بن زيد يوم الحرة: هذاك عبد الله بن حنظلة يبايع الناس. قال: علام يبايعهم؟ قالوا: على الموت، قال: لا أبايع عليه أحدا.
وقال إبراهيم بن المنذر: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع سنين.
وذكره البخاري فيمن يعد في الصحابة، مع أنه ذكر في ترجمته
حديث ابن إسحاق
عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، قال: حدثت أسماء بنت زيد بن الخطاب عبد الله بن عمر بن عبد الله بن حنظلة، قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء لكل صلاة.... الحديث.
وأخرجه من وجه آخر عن ابن إسحاق، لكن بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر. وقال فيه: عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 57

الأنصاري عبد الله بن حنظلة بن الراهب بن عبد عمرو بن صيفي. حنظلة أبوه هو غسيل الملائكة، وقد تقدم ذكره. ولد عبد الله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بسبع سنين. قال ابن عبد البر: كان خيرا، فاضلا مقدنا في الأنصار، وكان يتوضأ لكل صلاة. وروى عنه ابن أبي مليكة وضمضم بن جوس وأسماء بنت زيد بن الخطاب. وقتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين وكانت الأنصار قد بايعته يومئذ، وبايعت قريش عبد الله بن مطيع. وروى له أبو داود.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 17- ص: 0

عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب، عبد عمرو بن صيفي بن النعمان، أبو عبد الرحمن الأنصاري، الأوسي، المدني، من صغار الصحابة.
استشهد أبوه يوم أحد، فغسلته الملائكة لكونه جنبا، فلو غسل الشهيد الذي يكون جنبا استدلالا بهذا لكان حسنا.
حدث عن عبد الله: عبد الله بن يزيد الخطمي -رفيقه، وابن أبي مليكة، وضمضم بن جوس، وأسماء بنت زيد العدوية.
قد روى أيضا عن عمر، وعن كعب الأحبار.
وكان رأس الثائرين على يزيد نوبة الحرة.
وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يطوف بالبيت على ناقة. إسناده حسن.
وهو ابن جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول.
وفد في بنيه الثمانية على يزيد، فأعطاهم مائتي ألف وخلعا، فلما رجع قال له كبراء المدينة: ما وراءك؟ قال: جئت من عند رجل لو لم أجد إلا بني لجاهدته بهم، قالوا: إنه أكرمك وأعطاك، قال: وما قبلت إلا لأتقوى به عليه، وحض الناس فبايعوه، وأمر على الأنصار، وأمر على قريش عبد الله بن مطيع العدوي، وعلى باقي المهاجرين معقل بن سنان الأشجعي، ونفوا بني أمية.
فجهز يزيد لهم جيشا، عليهم مسلم بن عقبة -ويدعى مسرفا المري- في اثني عشر ألفا، فكلمه عبد الله بن جعفر في أهل المدينة، فقال: دعني أشتفي، لكني آمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة طريقه إلى مكة، فإن هم لم يحاربوه وتركوه فيمضي لحرب ابن الزبير، وإن حاربوه قاتلهم، فإن نصر قتل وأنهب المدينة ثلاثا، ثم يمضي إلى ابن الزبير.
وكتب عبد الله بن جعفر إليهم ليكفوا، فقدم مسلم فحاربوه، ونالوا من يزيد، فأوقع بهم وأنهبها ثلاثا، وسار، فمات بالشلل، وعهد إلى حصين بن نمير في أول سنة أربع وستين، وذمهم ابن عمر على شق العصا.
قال زيد بن أسلم: دخل ابن مطيع على ابن عمر ليالي الحرة، فقال ابن عمر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’من نزع يدا من طاعة لم يكن له حجة يوم القيامة’’.
قال المدائني: توجه إليهم مسلم بن عقبة في اثني عشر ألفا، وأنفق فيهم يزيد، في الرجل أربعين دينارا، فقال له النعمان بن بشير: وجهني أكفك. قال: لا. ليس لهم إلا هذا الغشمة، والله لا أقيلهم بعد إحساني إليهم، وعفوي عنهم مرة بعد مرة، فقال: أنشدك الله يا أمير المؤمنين في عشيرتك، وأنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وكلمه عبد الله بن جعفر، فقال: إن رجعوا فلا سبيل عليهم، فادعهم يا مسلم ثلاثا، وامض إلى الملحد ابن الزبير، قال: واستوص بعلي بن الحسين خيرا.
جرير، عن الحسن قال: والله ما كاد ينجو منهم أحد، لقد قتل ولدا زينب بنت أم سلمة.
قال مغيرة بن مقسم: أنهب مسرف بن عقبة المدينة ثلاثا، وافتض بها ألف عذراء.
قال السائب بن خلاد: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’من أخاف أهل المدينة أخافه الله، وعليه لعنة الله’’. رواه مسلم بن أبي مريم، وجماعة، عن عطاء بن يسار، عنه.
وروى جويرية بن أسماء، عن أشياخه قالوا: خرج أهل المدينة يوم الحرة بجموع وهيئة لم ير مثلها، فلما رآهم عسكر الشام كرهوا قتالهم، فأمر مسرف بسريره فوضع بين الصفين، ونادى مناديه: قاتلوا عني أو دعوا، فشدوا، فسمعوا التكبير خلفهم من المدينة، وأقحم عليهم بنو حارثة، فانهزم الناس، وعبد الله بن الغسيل متساند إلى ابنه نائم، فنبهه، فلما رأى ما جرى أمر أكبر بنيه فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقدمهم واحدا واحدا حتى قتلوا، وكسر جفن سيفه، وقاتل حتى قتل.
وروى الواقدي بإسناد قال: لما وثب أهل الحرة، وأخرجوا بني أمية من المدينة، بايعوا ابن الغسيل على الموت، فقال: يا قوم، والله ما خرجنا حتى خفنا أن نرجم من السماء، رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة.
قال: وكان يبيت تلك الليالي في المسجد، وما يزيد في إفطاره على شربة سويق، ويصوم الدهر ولا يرفع رأسه إلى السماء، فخطب وحرض على القتال، وقال: اللهم إنا بك واثقون، فقاتلوا أشد قتال، وكبر أهل الشام، ودخلت المدينة من النواحي كلها، وقتل الناس، وبقي لواء ابن الغسيل ما حوله خمسة، فلما رأى ذلك رمى درعه، وقاتلهم حاسرا حتى قتل، فوقف عليه مروان وهو ماد إصبعه السبابة، فقال: أما والله لئن نصبتها ميتا لطالما نصبتها حيا.
قال أبو هارون العبدي: رأيت أبا سعيد الخدري ممعط اللحية، فقال: هذا ما لقيت من ظلمة أهل الشام، أخذوا ما في البيت، ثم دخلت طائفة فلم يجدوا شيئا، فأسفوا، وأضجعوني، فجعل كل واحد منهم يأخد من لحيتي خصلة.
قال خليفة: أصيب من قريش، والأنصار يومئذ ثلاث مائة وستة رجال، ثم سماهم.
وعن أبي جعفر الباقر قال: ما خرج فيها أحد من بني عبد المطلب، لزموا بيوتهم، وسأل مسرف، عن أبي، فجاءه ومعه ابنا محمد بن الحنفية، فرحب بأبي، وأوسع له، وقال: إن أمير المؤمنين أوصاني بك.
كانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وأصيب يومئذ عبد الله بن زيد بن عاصم حاكي وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم، ومعقل بن سنان، ومحمد بن أبي بن كعب، وعدة من أولاد كبراء الصحابة، وقتل جماعة صبرا.
وعن مالك بن أنس قال: قتل يوم الحرة من حملة القرآن سبع مائة.
قلت: فلما جرت هذه الكائنة اشتد بغض الناس ليزيد مع فعله بالحسين وآله، ومع قلة دينه، فخرج عليه أبو بلال مرداس به أدية الحنظلي، وخرج نافع بن الأزرق، وخرج طواف السدوسي، فما أمهله الله، وهلك بعد نيف وسبعين يوما.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 373

عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب يقال له ابن الغسيل، لأن أباه حنظلة غسيل الملائكة، قد مضى ذكره في باب الحاء. ويقال له عبد الله ابن الراهب، ينتسب إلى جده، وهو عبد الله بن حنظلة بن الراهب، والراهب هو أبو عامر، واسمه عبد عمرو بن صيفي، قد نسبناه في باب ابنه حنظلة الغسيل، غسيل الملائكة. وذكرنا طرفا من خبره وخبر أبي عامر أبيه هناك، وأما عبد الله ابن حنظلة فولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال إبراهيم بن المنذر: عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر يكنى أبا عبد الرحمن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع، وقد رآه وروى عنه.
قال أبو عمر رحمه الله: كان خيرا فاضلا مقدما في الأنصار. ومن حديثه ما رواه إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: قلت لعبيد الله بن عبد الله بن عمر: أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة عمن أخذه؟ قال: حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء عند كل صلاة، فلما شق عليه أمر بالسواك، وكان عبد الله بن حنظلة يتوضأ لكل صلاة.
قال أبو عمر رحمه الله: روى عنه ابن أبي مليكة، وضمضم بن جوس، وأسماء بنت زيد بن الخطاب. وروى عنه من الصحابة قيس بن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الرجل أحق بالصلاة في منزله.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد ابن زهير، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبد الله بن عمر، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: درهم ربا أشد عند الله من ثلاث وثلاثين زنية. قال أبو عمر رحمه الله: أحاديثه عندي مرسلة.
وقتل عبد الله بن حنظلة يوم الحرة سنة ثلاث وستين، وكانت الأنصار قد بايعته يومئذ، وبايعت قريش عبد الله بن مطيع، وكان عثمان بن محمد
ابن أبي سفيان قد أوفده إلى يزيد بن معاوية، فلما قدم على يزيد حباه وأعطاه، وكان عبد الله فاضلا في نفسه، فرأى منه ما لا يصلح. فلم ينتفع بما وهب له، فلما انصرف خلعه في جماعة أهل المدينة، فبعث إليه مسلم بن عقبة، فكانت الحرة.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 892

عبد الله بن حنظلة الغسيل ابن أبي عامر الراهب. واسمه عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول من بلحبلى.
فولد عبد الله بن حنظلة عبد الرحمن وحنظلة وأمهما أسماء بنت أبي صيفي بن أبي عامر بن صيفي. وعاصما والحكم وأمهما فاطمة بنت الحكم من بني ساعدة. وأنسا وفاطمة وأمهما سلمى بنت أنس بن مدرك من خثعم. وسليمان وعمر وأمة الله وأمهم أم كلثوم بنت وحوح بن الأسلت بن جشم بن وائل بن زيد من الجعادرة من الأوس.
وسويدا ومعمرا وعبد الله والحر ومحمدا وأم سلمة وأم حبيب وأم القاسم وقريبة وأم عبد الله وأمهم أم سويد بنت خليفة من بني عدي بن عمرو من خزاعة. وكان حنظلة بن أبي عامر لما أراد الخروج إلى أحد وقع على امرأته جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول فعلقت بعبد الله بن حنظلة في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة.
وقتل حنظلة بن أبي عامر يومئذ شهيدا فغسلته الملائكة فيقال لولده بنو غسيل الملائكة. وولدت جميلة عبد الله بن حنظلة بعد ذلك بتسعة أشهر فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن سبع سنين. وذكر بعضهم أنه قد رأى رسول الله وأبا بكر وعمر وقد روى عن عمر.
أخبرنا معاذ بن معاذ العنبري قال: حدثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جوس عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال: صلى بنا عمر صلاة المغرب فلم يقرأ في الركعة الأولى شيئا. فلما كان في الثانية قرأ بفاتحة القرآن وسورة. ثم عاد فقرأ بفاتحة القرآن وسورة. ثم صلى حتى فرغ. ثم سجد سجدتين. ثم سلم.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه قال: وأخبرنا ابن أبي ذئب عن صالح بن أبي حسان قال: وحدثنا سعيد بن محمد عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد وعن غيرهم أيضا. كل قد حدثني. قالوا: لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال: يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له. فو الله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء. إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا. فتواثب الناس يومئذ يبايعون من كل النواحي. وما كان لعبد الله بن حنظلة تلك الليالي مبيت إلا المسجد. وما كان يزيد على شربة من سويق يفطر عليها إلى مثلها من الغد يؤتى بها في المسجد. يصوم الدهر. وما رئي رافعا رأسه إلى السماء إخباتا. فلما دنا أهل الشام من وادي القرى صلى عبد الله بن حنظلة بالناس الظهر ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس إنما خرجتم غضبا لدينكم فأبلوا لله بلاء حسنا ليوجب لكم به مغفرته ويحل به عليكم رضوانه. قد خبرني من نزل مع القوم السويداء وقد نزل القوم اليوم ذا خشب ومعهم مروان بن الحكم. والله إن شاء الله محينه بنقضه العهد والميثاق عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتصايح الناس وجعلوا ينالون من مروان ويقولون: الوزغ بن الوزغ.
وجعل ابن حنظلة يهدئهم ويقول: إن الشتم ليس بشيء ولكن اصدقوهم اللقاء. والله
ما صدق قوم قط إلا حازوا النصر بقدرة الله. ثم رفع يديه إلى السماء واستقبل القبلة وقال: اللهم إنا بك واثقون. بك آمنا وعليك توكلنا وإليك ألجأنا ظهورنا. ثم نزل.
وصبح القوم المدينة فقاتل أهل المدينة قتالا شديدا حتى كثرهم أهل الشام. ودخلت المدينة من النواحي كلها فلبس عبد الله بن حنظلة يومئذ درعين وجعل يحض أصحابه على القتال. فجعلوا يقاتلون. وقتل الناس فما ترى إلا راية عبد الله بن حنظلة ممسكا بها مع عصابة من أصحابه. وحانت الظهر فقال لمولى له: احم لي ظهري حتى أصلي. فصلى الظهر أربعا متمكنا. فلما قضى صلاته قال له مولاه: والله يا أبا عبد الرحمن ما بقي أحد فعلام نقيم؟ ولواؤه قائم ما حوله خمسة. فقال: ويحك إنما خرجنا على أن نموت. ثم انصرف من الصلاة وبه جراحات كثيرة فتقلد السيف ونزع الدرع ولبس ساعدين من ديباج ثم حث الناس على القتال. وأهل المدينة كالأنعام الشرد وأهل الشام يقتلونهم في كل وجه. فلما هزم الناس طرح الدرع وما عليه من سلاح وجعل يقاتلهم وهو حاسر حتى قتلوه. ضربه رجل من أهل الشام ضربة بالسيف فقطع منكبيه حتى بدا سحره ووقع ميتا. فجعل مسرف يطوف على فرس له في القتلى ومعه مروان بن الحكم. فمر على عبد الله بن حنظلة وهو ماد إصبعه السبابة فقال مروان: أما والله لئن نصبتها ميتا لطال ما نصبتها حيا. ولما قتل عبد الله بن حنظلة لم يكن للناس مقام فانكشفوا في كل وجه. وكان الذي ولي قتل عبد الله بن حنظلة لم يكن للناس مقام فانكشفوا في كل وجه. وكان الذي ولي قتل عبد الله بن حنظلة رجلان شرعا فيه جميعا. وحزا رأسه وانطلق به أحدهما إلى مسرف وهو يقول: رأس أمير القوم. فأومأ مسرف بالسجود وهو على دابته وقال: من أنت؟ قال: رجل من بني فزارة. قال: ما اسمك؟ قال: مالك. قال: فأنت وليت قتله وحز رأسه؟ قال: نعم.
وجاء الآخر رجل من السكون من أهل حمص يقال له سعد بن الجون فقال: أصلح الله الأمير! نحن شرعنا فيه رمحينا فأنفذناه بهما ثم ضربناه بسيفنا حتى تثلما مما يلتقيان. قال الفزاري: باطل. قال السكوني فأحلفه بالطلاق والحرية فأبى أن يحلف.
وحلف السكوني على ما قال. فقال مسرف: أمير المؤمنين يحكم في أمركما.
فأدبرهما فقدما على يزيد بقتل أهل الحرة وبقتل ابن حنظلة فأجازهما بجوائز عظيمة وجعلهما في شرف من الديوان ثم ردهما إلى الحصين بن نمير فقتلا في حصار ابن الزبير. قال وكانت الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سليمان بن كنانة عن عبد الله بن أبي سفيان
قال: سمعت أبي يقول: رأيت عبد الله بن حنظلة بعد مقتله في النوم في أحسن صورة معه لواؤه فقلت: أبا عبد الرحمن أما قتلت؟ قال: بلى ولقيت ربي فأدخلني الجنة فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت. فقلت: أصحابك ما صنع بهم؟ قال: هم معي حول لوائي هذا الذي ترى لم يحل عقده حتى الساعة. قال ففرغت من النوم فرأيت أنه خير رأيته له.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 48

عبد الله بن حنظلة بن الراهب.
وهو ابن غسيل، الأنصاري.
يعد في أهل المدينة.
قال عبيد بن يعيش: حدثنا يونس بن بكير، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، قال: قلت لعبد الله بن عبد الله بن عمر: أرأيت وضوء ابن عمر عند كل صلاةٍ؟ فقال: أخبرته أسماء بنت زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن حنظلة، قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء عند كل صلاةٍ، طاهراً، أو غير طاهرٍ.
وقال عمرو بن محمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: أخبرني محمد بن يحيى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، قلت له: أرأيت وضوء عبد الله؟ قال: حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب، أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر بن الغسيل حدثها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء، ثم ترك بعد.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1

عبد الله بن حنظلة بن الراهب، الأوسي، الأنصاري.
وحنظلة هو الغسيل، ولت الأوس أمرها عبد الله، يوم الحرة.
قال مالك: كانت الحرة سنة ثلاث وستين.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1

عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأوسي
ولد غسيل الملائكة يوم أحد له حديث عنه بن أبي مليكة وضمضم بن جوس وعباس بن سهل أصيب يوم الحرة في سبعة بنين د

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

(د) عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب من بني ضبيعة بن زيد بن أمية.
كذا ذكره المزي، وأبى ذلك أبو أحمد العسكري، فذكره في بني مرة بن مالك بن الأوس، وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي: رأى عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه.
وقال أبو عمر بن عبد البر: خيرا فاضلا مقدما في الأنصار وأحاديثه عندي مرسلة.
وقال إبراهيم الحربي: ليست له صحبة.
وفي تاريخ البخاري عنه: قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء عند كل صلاة.
وقال ابن سعد: أمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، ومن ولده حنظلة بن عبد الله وأنس وفاطمة وسلمى وسليمان وعمر وأمة الله وسويد ومعمر وعبد الله، والحر ومحمد وأم سلمة وأم حبيب وأم القاسم وقريبة وأم
عبد الله، وكان حنظلة لما أراد الخروج إلى أحد وقع على امرأته فعلقت بعبد الله في شوال على رأس اثنتين وثلاثين شهرا من الهجرة ولدته أمه بعد ذلك بتسعة أشهر، وذكر بعضهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وكان يصوم الدهر، وما رئي رافعا رأسه إلى السماء إخباتا، ولما رآه مروان بن الحكم مقتولا قد مد إصبعه السبابة قال: أما والله لئن نصبتها ميتا، لطالما نصبتها حيا.
وفي ’’ تاريخ ابن عساكر ’’ قال أبو [عيسى] الترمذي: ذكرت لأحمد بن حنبل حديث أبي حنظلة: نظرت النبي على ناقته بطرف لا ضرب ولا طرد. فقال الشيخ: يعني راويه ثقة والحديث غريب، وذكر الواقدي أن حنظلة دخل بجميلة في الليلة التي في صبيحتها أحد، واستأذن النبي أن يبيت عندها فأذن له، فكان معها فلما أصبحت أشهدت عليه أربعة أنه دخل بها، لمنام رأته فحملت تلك الليلة بعبد الله، قال ابن عساكر والمحفوظ في كنيته، أبو عبد الرحمن قال: ولم يكن له فراش ينام عليه إنما كان يلقى نفسه إذا عيا توسد برداه وذراعه ثم هجع شيئا.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 7- ص: 1

عبد الله بن حنظلة بن الراهب أبي عامر
واسم أبي عامر عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة بن زيد الأنصاري غسيل الملائكة ولته الأوس أمرها يوم الحرة وقتل في ذلك اليوم وكنيته أبو عبد الرحمن وأبو عامر كان يسمى الراهب قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن سبع سنين

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب بن صيفي بن النعمان بن مالك بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف الأنصاري
حدثنا محمد بن هارون بن حميد، نا عبد الصمد بن سليمان البلخي، نا الحسن بن سوار، نا عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس، عن عبد الله بن حنظلة قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقة، لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك»
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، نا ابن حميد، نا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أسماء بنت الخطاب، عن عبد الله بن حنظلة الراهب الغسيل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يتوضأ لكل صلاة، فشق ذلك عليه، فخفف عنه، فأمر بالسواك»
حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، نا أبو سلمة، وأحمد بن يونس قالا: نا إبراهيم بن سعد، نا ابن شهاب، عمن حدثه، عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الخيل معقودٌ في نواصيها الخير»
حدثنا عبد الله بن محمد، نا هاشم بن الحارث، نا عبيد الله بن عمرو، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «درهم رباً أشد من ثلاث وثلاثين زنيةً»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر بن الغسيل الأنصاري
ويقال بن حنظلة بن الراهب يعد في أهل المدينة روى عنه عبد الله بن يزيد الخطمي وابن أبي مليكة وأسماء بنت زيد بن الخطاب سمعت بعض ذلك من أبي وبعضه من قبلي.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1