المؤيد الرسولي داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول: صاحب اليمن، السلطان الملك المؤيد، هزبر الدين ابن الملك المظفر، التركماني الاصل. مولده ونشأته ووفاته باليمن. ولي الملك بعد وفاة اخيه الاشرقف (سنة 695 هـ) واتسقت له الامور. كان شجاعا جوادا. له مآثر، منها (المدرسة المؤيدية) في تعز. وكان اديبا، مشاركا في العلوم، محبا لاهلها. واختصر كتاب (الجمهرة في البزرة) وزاد على الاصل مباحث. وجمع مكتبة نفيسة اشتملت على مئة الف مجلد. وتوفي في قصر الشحرة ودفن في تعز
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 336
المؤيد صاحب اليمن داود بن يوسف بن عمر بن رسول التركماني، الملك المؤيد هزبر الدين ابن المظفر صاحب اليمن. ملك اليمن نيفا وعشرين سنة، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وسبع مائة، ودفن عند أخيه بالمدرسة. عقدت له السلطنة بعد أخيه الأشرف في المحرم سنة ست وتسعين. وكان قد تفنن وحفظ كفاية المتحفظ ومقدمة ابن بابشاذ، وبحث التنبيه، وطالع وسمع من المحب الطبري وغيره. واشتملت خزانته -على ما يقال- على مائة ألف مجلد. وكان محبا للخير مثابرا على زيارة الصالحين.
وقدم عليه عز الدين الكولمي ومعه من الحرير والمسك والصيني ما أدى عنه لصاحب اليمن ثلاث مائة ألف درهم. وأنشأ المؤيد قصرا عديم المثل، بديع الحسن. ولما مات تولى ابنه المجاهد، واضطرب أمر اليمن مدة، وتمكن الملك الظاهر ابن المنصور قبضوا على المجاهد. ثم مات المنصور، وكان دينا رحيما. ثم ثار أمراء مع المجاهد واستولى على قلعة تعز ثم قوي أمره، وجرت على الرعية من النهب وافتضاض الأبكار مجار عظيمة لا يعبر عنها، ودام الحرب بين الظاهر والمجاهد، وآل الأمر إلى أن استقل الظاهر وبقيت تعز بيد المجاهد، فحوصر مدة وخربت لذلك تعز خرابا لا يتدارك. ثم تمكن المجاهد وأباد أضداده. قال الشيخ تاج الدين عبد الباقي اليمني يمدح الملك المؤيد هزبر الدين الدين وقد ركب فيلا، ومن خطه نقلت:
الله أولاك يا داود مكرمة | ورتبة ما أتاها قبل سلطان |
ركبت فيلا وظل الفيل ذا رهج | مستبشرا وهو بالسلطان فرحان |
لك الإله أذل الوحش أجمعه | هل أنت داود فيه أم سليمان |
يا ناظم الشعر في نعم ونعمان | وذاكر العهد من لبنى ولبنان |
ومعمل الفكر في ليلى وليلتها | بالسفح من عقدات الضال والبان |
قصر فبالعلو من وادي زبيد علا | عالي المنار عظيم القدر والشان |
به التغزل أحلى ما يرى بهجا | فدع حديث لييلات بعسفان |
قصر بناه هزبر الدين مفتخرا | وشاد ذلك بان أيما بان |
هذا الخورنق بل هذا السدير أتى | في عصر داود لا في عصر نعمان |
فقف براحته تنظر لها عجبا | كم راحة هطلت فيه بإحسان |
أنسى بإيوانه كسرى فلا خبر | من بعد ذلك عن كسى لإيوان |
سامى النجوم علاء فهي راجعة | عن السمو لإيوان ابن حسان |
تود فيه الثريا لو بدت سرجا | مثل الثريا به في بعض أركان |
يحفه دوح زهر كله عجب | كم فيه من فنن زاه بأفنان |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
داود بن يوسف بن عمر رسول الملك المؤيد هزبر الدين بن الملك المظفر التركماني صاحب اليمن.
بحث التنبيه، وحفظ كفاية المتحفظ، ومقدمة ابن بابشاذ، وسمع من المحب الطبري وغيره.
كان قد تفنن في العلوم، وأخذ بكل طرف من الفضائل والفهوم.
وسمع الناس بميله إلى الأفاضل، فجاؤوه من كل قطر بعيد، واعتدوا للدهر يوم لقائه بعيد، وانثالوا عليه من كل فج، وأموا كعبة جوده بالحج. وأحسن إلى الواردين، وأجمل إلى القاصدين، وهاجر إليه أرباب الصنائع، وأودع عندهم الأيادي والصنائع، وجلب إليه نفائس الأصناف، وأنصف أربابها في العوض عنها غاية الإنصاف، جهزت إليه نسخة بالأغاني الكبير في مجلدة واحدة بخط ياقوت، فوزن فيها مبلغ خمسة آلاف درهم، واشتملت خزائنه على مئة ألف مجلد.
وكان يحب أهل الخير، ويزور الصالحين، وكانت أيامه كثيرة الخير.
قيل: إن عز الدين الكولمي ورد عليه، ومعه من الحرير والمسك والصيني ما أدى عنه ثلاث مئة ألف درهم. وأنشأ قصرا عديم المثل بديع الحسن.
ولما مات رحمه الله تعالى اضطرب أمر اليمن مدة، وتمكن الملك الظاهر بن الملك المنصور، وقبضوا على المجاهد بن المؤيد، ثم مات المنصور، وكان دينا رحيما.
ثم ثار أمراء مع المجاهد، فاستولى على قلعة تعز، ثم قوي أمره، وجرى على الرعايا من النهب وافتضاض الأبكار كل سوء، ودام الحرب بين الظاهر والمجاهد، وآل الأمر إلى أن استقل الظاهر، وبقيت تعز بيد المجاهد، فحوصر مدة، وخربت لذلك تعز خرابا لا يستدرك، ثم إن المجاهد تمكن وأباد أضداده.
ولم يزل المؤيد هزبر الدين في أرغد عيش مدة نيف وعشرين سنة، لأنه ملك بعد أخيه الأشرف سنة ست وتسعين، وبقي في ملك اليمن إلى أن خذل بالموت المؤيد، وأنزله من قصره إلى قبر تشيد.
ووفاته رحمه الله تعالى في ثاني ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وسبع مئة، ودفن عند قبر أخيه بالمدرسة.
وقال تاج الدين عبد الباقي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى يمدحه، وقد ركب فيلا، ونقلته من خطه:
الله أولاك يا داود مكرمة | ورتبة ما أتاها قبل سلطان |
ركبت فيلا وظل الفيل ذا رهج | مستبشرا وهو بالسلطان فرحان |
لك الإله أذل الوحش أجمعه | هل أنت داود فينا أم سليمان |
يا ناظم الشعر في نعم ونعمان | وذاكر العهد من لبنى ولبنان |
ومعمل الفكر في ليلى وليلتها | بالسفح من عقدات الضال والبان |
قصر فبالعلو من وادي زبيد علا | عالي المنار عظيم القدر والشان |
به التغزل أحلى ما يرى بهجا | فدع حديث لييلات بعسفان |
قصر بناه هزبر الدين مفتخرا | وشاد ذلك بان أيما بان |
هذا الخورنق بل هذا السدير أتى | في عصر داود لا في عصر نعمان |
فقف براحته تنظر لها عجبا | كم راحة هطلت منه بإحسان |
أنسى بإيوانه كسرى فلا خبر | من بعد ذلك عن كسرى لإيوان |
سامى النجوم علاء فهي راجعة | عن السمو لإيوان ابن حسان |
تود فيه الثريا لو بدت سرجا | مثل الثريا به في بعض أركان |
يحفه دوح زهر كله عجب | كم فيه من فنن زاه وأفنان |
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 351
المؤيد صاحب اليمن داود بن يوسف
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 494
داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول الملك المؤيد داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول الملك المؤيد هزبر الدين ابن المظفر التركماني الأصل صاحب اليمن كان محبا في العلوم مفننا فيها بحث التنبيه وحفظ مقدمة ابن بابشاد في النحو وكفاية المتحفظ في اللغة وسمع من المحب الطبري وغيره وكان أبوه قد آثر أخاه الأشرف بالسلطنة فتأثر المؤيد وسافر إلى جهة البحر فلما مات أبوه سنة 694 وتسلطن الأشرف أقبل المؤيد فغلب على عدن فجهز الأشرف ولده فالتقوا فهزمهم المؤيد ثم سار طائعا إلى أخيه فتلقاه وأمره فلما مات في أول سنة 696 تسلطن المؤيد وبايعه الناصر ولد أخيه الأشرف وخرج عليه أخوه المسعود فلم تقم له قائمة ودخل في طاعة المؤيد ثم فجع المؤيد في ولديه الطاهر والمظفر وهما شابان ثم مات أخوه الواثق ابراهيم وكان يحبه ويقدمه فحزن عليه فلما عرف الناس محبته في الفضائل قصدوه من الآفاق بكل تحفة وملحة وكان يبالغ في إنصافهم حتى أنه أهديت له نسخة من الأغاني بخط ياقوت فبذل فيها مائتي دينار مصرية ولشعراء عصره فيه جل المدائح واشتملت خزانة كتبه على مائة ألف مجلد وأنشأ بتعز القصور العظيمة البديعة وكان استقراره في المملكة كما تقدم في سنة 696 ودام في المملكة خمسا وعشرين سنة ومات في ذي الحجة سنة 721
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0
داود بن يوسف بن عمر بن رسول الملك المؤيد هزبر الدين ابن الملك المظفر
صاحب اليمن
سمع من الحافظ محب الدين الطبري وغيره
وحفظ التنبيه واجتمع عنده من نفائس الكتب ما قل اجتماعه عند كثير من الناس
توفي في دار ملكه من اليمن في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة
وكان ملكا حسنا محسنا لرعيته فيه فضيلة وخير
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 10- ص: 33
داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول الملك المؤيد بن المظفر التركماني الأصل صاحب اليمن
كان له شغلة بالعلم حفظ مقدمة ابن بابشاذ في النحو وكفاية المتحفظ في اللغة وسمع من المحب الطبري وغيره وكان أبوه قد آثر أخاه الأشرف بالسلطنة فلما مات أبوه وتسلطن أخوه الأشرف أقبل المؤيد وكان في جهة اليمن فغلب على عدن فجهز الأشرف ولده المنصور فهزمهم المؤيد ثم سار طائعا إلى أخيه فتلقاه وأمره فلما مات في أول سنة 696 ست وتسعين وستمائة تسلطن المؤيد وتابعه الناصر ولد أخيه الأشرف وخرج عليه أخوه المسعود فلم تقم له قائمة ودخل في طاعة المؤيد ولما عرف الناس محبته للفضائل قصدوه من الآفاق بكل تحفة وكان يبالغ في إنصافهم حتى أنها أهديت له نسخة من الأغاني بخط ياقوت الحموي فبذل فيها مائتي دينار مصرية ولشعراء عصره فيه مدايح واشتملت خزانة كتبه على مائتي ألف مجلد وأنشا بتعز القصور العظيمة البديعة ودام في الملك خمسا وعشرين سنة حتى مات في ذي الحجة سنة 721 إحدى وعشرين وسبعمائة
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 247