داود بن عيسى داود بن عيسى بن فليتة بن قاسم بن محمد بن أبي هاشم الحسني: أمير مكة. وليها بعد وفاة أبيه (سنة 571 هـ) بعهد منه، وعزله الناصر العباسي (سنة 571) وولى أخاه (مكثر بن عيسى) ثم أعيد داود، وظلت الإمارة تتراوح بينه وبين أخيه، تارة لهذا وتارة لذاك، إلى أن مات داود، بنخلة ’’قرب مكة’’ مصروفا عن الإمارة وكان الباطنية قد كسروا الحجر الأسود، وجمعت شظاياه بعدهم وصنع له طوق يضمها، فلما ولي داود أخذ الطوق وأخذ ما في الكعبة من أموال.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 334
صاحب مكة داود بن عيسى بن فليتة بن قاسم بن محمد بن أبي هاشم العلوي الحسني صاحب مكة. توفي سنة تسع وثمانين وخمس مائة. قال ابن الأثير: ما زالت إمرة مكة تكون له تارة ولأخيه تارة إلى أن مات
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
داود بن عيسى بن فليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر، المعروف بابن أبي هاشم، الحسني المكي:
أمير مكة، وجدت - فيما أحسب - بخط الفقيه جمال الدين بن البرهان الطبري، أن
داود هذا، ولى إمرة مكة بعد أبيه بعهد منه، في أوائل شعبان سنة سبعين وخمسمائة، فأحسن السيرة وعدل في الرعية.
فلما كانت ليلة منتصف رجب من سنة إحدى وسبعين، أخرجه منها ليلا أخوه مكثر، ولحق داود بوادى نخلة، ثم عاد إلى مكة، واصطلح مع أخيه في نصف شعبان من هذه السنة، وكان الذي أصلح بينهم، شمس الدولة أخو السلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب، لما قدم من اليمن، متوجها إلى الشام. فلما انقضى - الحج من هذه السنة، سلمت مكة إلى داود هذا، بعد أن أخرج منها أخوه مكثر، لما وقع بينه وبين طاشتكين أمير الحاج العراقي من محاربة، وأسقط داود جميع المكوس بها، ورحل الحاج بعد أن أخذوا العهود والمواثيق على داود، أن لا يغير شيئا مما شرط عليه من إسقاط المكوس وغير ذلك من الأرفاق. وكانت مكة سلمت قبله للأمير قاسم بن مهنا الحسيني أمير المدينة؛ لأنه كان قد ورد مع طاشتكين، وأقامت معه ثلاثة أيام، قبل أن تسلم لداود. وسبب تسليم مكة لداود، عجز قاسم بن مهنا عن إمرة مكة؛ لأن ابن الجوزي قال في المنتظم، في أخبار سنة إحدى وسبعين وخمسمائة: «فيها عقدت الولاية لأمير المدينة على مكة، فخرج على خوف شديد من قتال صاحب مكة مكثر بن عيسى، ثم قال بعد أن ذكر شيئا من خبر الفتنة التي كانت بمكة في هذه السنة: ثم إن أمير مكة المشرفة، الذي كان ولاه الخليفة المستضئ بأمر الله، قال لأمير الحاج وللحجاج: إنى لا أتجاسر أن أقيم بمكة بعد خروج الحاج، فأمروا غيره ورحلوا. انتهى.
ولم تطل ولاية داود بن عيسى لمكة؛ لأني وجدت ما يقتضى أن أخاه مكثرا، كان أميرا بمكة في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، كما سيأتي في ترجمة مكثر، ثم عاد داود إلى إمرة مكة، وما عرفت متى كان عوده إليها؛ إلا أنه كان واليا بها في سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وفيها عزل عنها؛ لأن الذهبي قال في تاريخ الإسلام: فيها أخذ داود أمير مكة ما في الكعبة من الأموال، وطوقا كان يمسك الحجر الأسود لتشعثه، إذ ضربه ذاك الباطنى بعد الأربعمائة بالدبوس.
فلما قدم الركب، عزل أمير الحاج داود، وولى أخاه مكثرا، وأقام داود بنخلة، إلى أن توفى في رجب سنة تسع وخمسين وثمانين، وهو وآباؤه الخمسة أمراء مكة. انتهى.
والذين ولوا مكة من آبائه أربعة: أبوه عيسى، وجده فليتة، وجد عيسى قاسم، وجد فليتة محمد بن جعفر. فلا يستقيم قول الذهبي إنهم خمسة، والله أعلم.
ولداود ابن اسمه أحمد، رأيته مترجما في حجر قبره: بالشاب الشريف الأمير السعيد، وليس في الحجر تاريخ وفاته، وما عرفت من حاله سوى هذا.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1