داود الأنطاكي داود بن عمر الانطاكي:عالم بالطب والادب كان ضريرا، انتهت اليه رياسة الاطباء في زمانه. ولد في انطاكية، وحفظ القرآن، وقرأ المنطق والرياضيات وشيئا من الطبيعيات، ودرس اللغة اليونانية فاحكمها. وهاجر إلى القاهرة، فاقام مدة اشتهر بها ورحل إلى مكة فاقام سنة توفي في اخرها. كان قوي البديهة يسال عن الشيء فيملي على السائل الكراسة والكراستين، قال المحبي: وقد شاهدت رجلا ساله عن حقيقة النفس الانسانية فاملى عليه رسالة عظيمة. من تصانيفه (تذكرة أولي الالباب - ط) في الطب والحكمة، ثلاث مجلدات، يعرف بتذكرة داود، و (تزين الاسواق - ط) في الادب، اختصره من (أسواق الأشواف) للبقاعي. وله (النزهة المبهجة في تشحيذ الاذهان وتعديل الامزجة - ط) و (غاية الكلام في تحرير المنطق والكلام) و (نزهة الاذهان في تحرير الابدان) و (زينة الطروس في احكام العقول والنفوس) و (الالفية في الطب) و (كفاية المحتاج في علم العلاج و (شرح عينية ابن سينا) و (رسالة في علم الهيئة) وله شعر

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 333

الشيخ داود الأنطاكي يأتي بعنوان داود بن عمر.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 367

الشيخ داود بن عمر الأنطاكي الطبيب المكفوف توفي بمكة المكرمة سنة 1009 وقيل 1008 وقيل 1007 وقيل 1005 وعن هامش شذرات الذهب أنه توفي سنة 1011.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا طبيبا ماهرا مع أنه مكفوف البصر وتحكى عنه في الطب أمور عجيبة وكان شيعيا نص على تشيعه البستاني في دائرة المعارف ولا بد أن يكون أخذه من مصدر وثيق وعلى ذلك شواهد ودلائل كإيراده التترية في تزيين الأسواق وتتلمذه على بعض فضلاء الفرس المسمى محمد شريف وصلاته خلف الشهيد الثاني إذا صحت ومسيره إلى جبل عامل كما يأتي وكان معاصرا للشهيد الثاني وسمعنا مذاكرة أنه صلى خلفه فلم تعجبه قراءته لأنه كان قد تعلم التجويد بمصر فبلغ ذلك الشهيد الثاني فكان سبب هجرته إلى مصر وتعلم بها تجويد القراءة وذكره صاحب السلافة بأسجاع طويلة على عادة ذلك العصر وملخص ما فيها إنه أعمى أدرك ببصيرته ما لم يدركه أولو الأبصار وقطن بمصر فسار صيته في الأمصار وجمع فنون العلم وسرد متونه وشروحه عن ظهر القلب إلى أدب بهر بتبيانه وأظهر حكمة شعره وسحر بيانه فهو عالم في شخص عالم واعتنى بالطب وفاق أربابه حتى كان يقول: لو رآني ابن سيد لوقف ببابي أو ابن دانيال لاكتحل بتراب أعتابي وله فيه مؤلفات مطولات ومختصرات وكان قد هاجر في ابتداء حاله إلى مصر فظهر فيها علمه وفضله حتى دب داء الحسد في علمائهم فرموه بالإلحاد وفساد الاعتقاد وزعموا أنه يرى رأي القدماء من الفلاسفة والحكماء ويعتقد بقدم العالم فخرج من مصر هاربا إلى البلد الحرام وانضوى إلى سلطان الحرمين الشريفين الحسن بن أبي نمي فأكرم وفادته وأبدله من الخوف آمنا إلى أن توفي بالتاريخ السابق وفي البدر الطالع عن العصامي أنه قال في حقه: هو المتوحد بأنواع الفضائل والمتفرد بمعرفة علوم الأوائل شيخ العلوم الرياضية لاسيما الفلسفة وعلم الأبدان القسيم لعلم الأديان فإنه بلغ فيه الغاية التي لا تدرك له فضل ليس لأحد وراءه فضل وعلم لم يجز أحد في عصره مثله حكي أن الشريف حسن لما اجتمع به أمر بعض إخوانه أن يعطيه يده ليجس نبضه وقال له الشريف: حسن جس نبضي فأخذ يده فقال: هذه ليست يد الملك فأعطاه الأخ الثاني يد فقال كذلك فأعطاه قبلها وأخبر كلا بما هو متلبس به وحكي أنه استدعاه الشريف لمداواة بعض حرمه فلما دخل قادته جارية ولما خرجت به قال للشريف حسن عن ذلك فوجده كما قال وله أن الجارية لما دخلت بي كانت بكرا ولما خرجت بي كانت ثيبا ففحص الشريف عن ذلك فوجده كما قال وله عجائب من هذا الجنس اه وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 989 فيها توفي ظنا داود بن عمر الأنطاكي الطبيب الأكمه العالم العلامة قال الطالوي في السانحات داود بن عمر الأنطاكي نزيل القاهرة المعزية والمميز على من له فيها المزيد المتوحد بأنواع الفضائل والمتفرد بمعرفة علوم الأوائل لاسيما علم الأبدان المقدم على علم الأديان فإنه بلغ فيه الغاية التي لا تدرك وأما معرفته لأقسام النبض فآية له باهرة وكرامة على صدق دعواه ظاهرة ولقد سألته عن مسقط رأسه فأخبرني أنه ولد بأنطاكية بهذا العارض قال: وقد بلغت عدد سيارة النجوم (سبع سنين) وأنا لا أستطيع أن أقوم لأرض ريح نحكم في الأعصاب وكان والدي رئيس قرية حبيب النجار واتخذ قرب مزار حبيب رباطا للواردين وفيه حجرات للمجاورين ورتب لهم طعاما يحمل إليهم كل يوم وكنت أحمل إلى الرباط فأقيم فيه سحابة يومي وإذا برجل من أفاضل العجم يدعى محمد شريف نزل بالرباط فلما رآني سأل عني فأخبر فاصطنع لي دهنا مدني به في حر الشمس ولفني في لفافة من قرني إلى قدمي حتى كدت أموت وتكرر منه ذلك مرارا من غير فاضل على قدمي ثم أقراني في المنطق والرياضي والطبيعي ثم أفادني اللغة اليونانية وقال: لا أعلم الآن على وجه الأرض من يعرفها غيري فأخذتها عنه وأنا الآن بحمد الله هو إذ ذاك ثم سافرت إلى جبل عامل ثم إلى دمشق واجتمعت ببعض علمائها كأبي الفتح المغربي والبدر الغزي والعلاء العمادي ثم دخلت مصر وها أنا فيها إلى الآن قال: وكان فيه دعابة وحسن سجايا وكرم نجار وخوف من المعاد وخشية من الله كان يقوم الليل إلا قليلا ويتبتل إلى ربه تبتيلا وكان إذا سئل عن شيء من العلوم الحكمية والطبيعية والرياضية أملي ما يدهش العقل بحيث يجيب على السؤال الواحد بنحو الكراسة.
وقال المحبي في خلاصة الأثر ناقلا عن سانحات أبي المعالي درويش الطالوي وتلقاه الطالوي عن الشيخ داود نفسه: ثم ما برح (أي الشيخ داود) إن سار كالبدر يطوي المنازل لدياره وانقطعت عني سيارة أخباره ثم جرت الأقدار بما جرت وخلت الديار من أهلها وأقفرت بتنكرها علي لانتقال والدي واعتقال ما أحرزته من طريفي وتالدي. فكان ذلك داعية المهاجرة لديار مصر والقاهرة. فخرجت من الوطن في رفقة كرام نؤم بعض المدن من سواحل الشام. حتى إذا صرت في بعض ثغورها المحمية. دعتني همة علية أو علوية أن أصعد منه جبل عاملة فصعدته منصوبا على المدح. وكنت عامله. وأخذت عن مشايخها ما أخذت وبحثت مع فضلائها فيما بحثت. وهذا دليل على تشيع الطالوي كما مر في ترجمته وقال المحبي بعد كلام قلت: وله في التذكرة فصل عقدة لدعوة الكواكب وهو الذي فتح عليه باب الوقيعة حتى استهدفه كثير من الناس بسهام الذم بذكر مناجاة الكواكب والسجود لها فإن وقع في وهمك شيء من الإنكار فطالع ذلك الفصل من أوله تجده قد قال ومنهم من توسل إلى خطاب الأرواح بدعوات الكواكب ودخانها. وفيه إخلال بنواميس شرعنا. لا يملكها إلا من يخرقه. وحاشا أن مثل هذا الأستاذ يرضى لنفسه خرق الشريعة. وإنما ذكر مثل هذا في كتابه ليكون مشتملا على فنون شتى. نعم قد رأيت مدين القوصولي قد ترجمه وجزم بأنه شيعي وعبارته في حقه هكذا: وكان شيعيا مخالفا لعقيدة الأشعرية وهم الذين يثبتون لله صفات قديمة ويثبتون الإمامة بالاتفاق والنص وموافقا لعقيدة الشيعة وهم الذين بايعوا عليا وقالوا بإمامته نصا ووصية. ثم نقل له كلاما صريحا بتشيعه وهو استدلاله على خلافة علي عليه السلام بحديثين: أولهما: قول النبي صلى الله عليه وسلم له، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. وثانيهما لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، قال داود: قام الحصر دليلا على القصر، كان قصر قلب فصار كشف كرب، إلا أنه لا نبي بعدي. وقال: اخلفي فلا خلاف في الخلافة إثباتا والنبوة محوا. . إلى ذلك مما هو صريح بتشيعه.
مؤلفاته
في السلافة له في الطب:
(1) تذكرة الإخوان في طب الأبدان أو تذكرة أولي الألباب في الجامع للعجب العجاب ويقال إن جزءها الثاني لبعض تلاميذه أو أنه أكمله مطبوعة.
(2) مختصر التذكرة في مجلدة.
(3) شرح نظم القانون.
(4) مختصر القانون.
(5) بغية المحتاج.
(6) قواعد المشكلات.
(7) لطائف المنهاج.
(8) استقصاء العلل وشافي الأمراض والغلل.
(9) النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة.
(10) نزهة الأذهان في إصلاح الأبدان وفي غير الطب.
(11) شرح قصيدة ابن سينا العينية في النفس سماه الكحل النفيس لجلاء عين الرئيس وهو شرح حافل نفيس.
(12) تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق مختصر من أشواق العشاق طبع مرارا.
أشعاره
ننقل طرفا منها من السلافة وغيرها فمنها قوله وفيه الجناس:

وله أيضا:
ومن شعره قوله موجها بأشكال الرمل:
قال صاحب السلافة وأحسن منه قولي:
أخذه من قول ابن مطروح:
ومن شعره قوله:
وقوله:
وقوله:
وقوله:
وقوله:
وأن يكون الشهد من ثغرها=يجني وماء الورد من خدها

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 375

الشيخ داود بن عمر الأنطاكي الضرير رئيس الأطباء
قال العصامي هو المتوحد بأنواع الفضائل والمتفرد بمعرفة علوم الأوائل شيخ العلوم الرياضية سيما الفلسفية وعلم الأبدان القسيم لعلم الأديان فإنه بلغ فيه الغاية التي لا تدرك وانتهى إلى الغاية التي لا تكاد تملك له فضل ليس لاحد وراءه فضل وعلم لم يحز أحد في عصره مثله قال حكى أن الشريف حسن لما اجتمع به أمر بعض أخوانه أن يعطيه يده ليجس نبضه وقال له الشريف حسن جس نبضي فأخذ يده فقال هذه ليست يد الملك فأعطاه الأخ الثاني يده فقال كذلك فأعطاه الشريف حسن يده فحين جسها قبلها وأخبر كلاً بما هو ملتبس به قال وحكى أنه استدعاه يعنى الشريف لبعض نسائه فلما دخل قادته جارية ولما خرجت به قال للشريف حسن أن الجارية لما دخلت بي كانت بكراً ولما خرجت بي كانت ثيباً فسألها الشريف وأمنها فأخبرته أن فلانا استفضها قهراً فسأله فاعترف بذلك وله عجائب من هذا الجنس وقد أرخ العصامي موته سنة 1007 سبع وألف وهو مصنف التذكرة الكتاب المشهور في الطب

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 246