داود باشا داود باشا: والي يغداد. كرجي الاصل، مستعرب. جلبه بعض النخاسين إلى بغداد وعمره 11 سنة فأشتراه أحد الولاة ’’سليمان باشا’’ وعلمه، فقرأ الادب العربي والفقه والتفسير، وأجازه كبار من علماء العراق وتقدم في الخدمة السلطانية إلى ان جعله سعيد باشا (ابن سليمان باشا) قائدا لجيش العراق (كتخدا) سنة 1229 هـ. وكانت الفوضى عامة، فقمعها. وقوي شأنه، فخافه سعيد باشا (وهو يومئذ الوالي ببغداد) وعمل على التخلص منه ولو بالقتل، وشعر داود، فترك بغداد وقصد كركوك سنة 1231 وكتب إلى الاستانة، فجاءه (الفرمان) بولاية بغداد وعزل سعيد، فعاد اليها سنة 1232 ونظم امورها بعد ان قتل سعيدا واخرين. وطمح إلى الاستقلال عن الدولة العثمانية، فجلب الصناع من اوربة، وامر بعمل المدافع والبندقيات في العراق، وبلغ جيشه اكثر من مئة الف. واستولى على الاحساء ايام كان ابراهيم باشا ابن محمد على يتوغل في نجد. وطمع بالاستيلاء على بلاد فارس ولم يتهيا له، فأنه لما استفحل امره وجه اليه السلطان محمود جيشا في نحو 20 الفا وانتشر الطاعون في داخل بغداد، فكان يموت كل يوم الوف. وقيل: مات به من اولاد داود لصلبه عشرة اولاد يركبون الخيل. فأنكسرت نفسه، وصالح قائد الجيش على ان يسلمه بغداد ويرحل إلى الاستانة. ورحل (سنة 1247 هـ) فأكرمه السلطان محمود ثم ابنه السلطان عبد المجيد، ولقب بشيخ الوزراء. وارسله عبد المجيد شيخا للحرم النبوي سنة 1260 فظل في المدينة مشتغلا بالعلوم والتدريس إلى ان توفي بها. من اثاره فيها البستان المعروف بالداودية. وعلى اسمه الف عثمان بن سند البصري كتابه (مطالع السعود بطيب اخبار الوالي داود) واختصره امين بن حسن الحلواني، والمختصر مطبوع وفيه زيادات على الاصل. وعنه اخذنا الترجمة بتصرف.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 331