الخيزران الخيزران، زوجة المهدي العباسي، وأم بنيه الهادي وهارون الرشيد: ملكة حازمة متفقهة. يمانية الأصل. أخذت الفقه عن الإمام الأوزاعي. وكانت من جواري المهدي، واعتقها وتزوجها. ولما مات، وولي أبنه (الهادي) انفردت بكبار الأمور، وأخذت الواكب تغدو وتروح إلى بابها. وحاول الهادي منعها من ذلك حتى قال لها: إذا وقف ببابك أمير ضربت عنقه ! وسعى في عزل أخيه (الرشيد) من ولاية العهد، وقيل: انها علمت عزمه على قتل الرشيد. فأرسلت إليه بعض جواريها، وهو مريض، فجلسن على وجهه حتى مات خنقا. وولي بعده الرشيد (هارون) فحجت وانفقت أموالا كثيرة في الصدقات وأبواب البر. وتوفيت ببغداد، فمشى الرشيد في جنازتها وعليه طيلسان أزرق ودق شد وسطه بحزام وأخذ بقائمة التابوت، حافيا يخب في الطين، حتى تى مقابر قريش فغسل رجليه وصلى عليها ودخل قبرها وتصدق عنها بمال عظيم

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 328

الخيزران:
أم الخليفتين موسى الهادي، وهارون الرشيد، ابنى المهدى محمد بن أبي جعفر المنصور العباسي.
ولم تلد امرأة خليفتين سواها، وسوى شاه أفريد بنت فيروز، أم يزيد بن الوليد بن عبد الملك الأموي، وأخيه إبراهيم الذي ولى الخلافة بعده، وسوى الولادة بنت العباس العباسية، أم الخليفتين الوليد وسليمان بن عبد الملك بن مروان.
ومن المآثر التي صنعتها الخيزران بمكة أنها جعلت الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم مسجدا، وأخرجته من دار محمد بن يوسف الثقفي، أخى الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان قد باعها له بعض ولد عقيل بن أبي طالب، لأن عقيل بن أبي طالب كان استولى على ذلك لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1