صلاح الدين الصفدي خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي، صلاح الدين: أديب، مؤرخ، كثير التصانيف الممتعة. ولد في صفد (بفلسطين) وإليها نسبته. وتعلم في دمشق فعانى صناعة الرسم فمهر بها، ثم ولع بالأدب وتراجم الأعيان. وتولى ديوان الإنشاء في صفد ومصر وحلب، ثم وكالة بيت المال في دمشق، فتوفى فيها. له زهاء مئتي مصنف، منها (الوافي بالوفيات - خ) كبير جدا في التراجم، طبع منه ثلاثة أجزاء، و (الشعور بالعور - خ) في تراجم العور وأخبارهم، و (نكت الهميان - ط) ترجم به فضلاء العميان، و (ألحان السواجع - خ) رسائله لبعض معاصريه، و (التذكرة - خ) مجموع شعر وأدب وتراجم وأخبار، كبير جدا، و (الغيث المسجم في شرح لامية العجم - ط) مجلدان، و (جنان الجناس - ط) في ألدب، و (نصرةالثائر - خ) في نقد المثل السائر، و (تشنيف السمع في أنسكاب الدمع - ط) و (دمعة الباكي - ط) و (أعيان العصر - خ) في التراجم كبير، و (منشآته - خ) جزء، و (ديوان الفصحاء - خ) مجموع في الأدب، و (تمام المتون في شرح رسالة ابن زيدون - ط) وهي غير الرسالة التهكمية التي شرحها ابن نباتة، و (جلوة المذاكرة - خ) في الأدب، و (المجاراة والمجازاة - خ) و (فض الختم في التورية والأستخدام - خ) و (تحفة ذوي الألباب فيمن حكم دمشق من الخلفاء والملوك والنواب - ط) ورسائل، منها: (الروض الناسم - خ) و (الحسن الصريح في مئة مليح - خ) و (قهر الوجوه العابسة بذكر نسب الجراكسة - ط) و (الوصف والتشبيه - خ) و (وصف الهلال - ط) و (وصف الحريق - خ) وغير ذلك. وله شعر فيه رقة وصنعة
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 315
خليل بن أيبك بن عبد الله الأديب صلاح الدين الصفدي أبو الصفاء خليل بن أيبك بن عبد الله الأديب صلاح الدين الصفدي أبو الصفاء ولد سنة ست أو سبع وتسعين وستمائة تقريبا وتعانى صناعة الرسم فمهر فيها ثم حبب إليه الأدب فولع به وكتب الخط الجيد وذكر عن نفسه أن أباه لم يمكنه من الإشتغال حتى استوفى عشرين سنة فطلب بنفسه وقال الشعر الحسن ثم أكثر جدا من النظم والنثر والترسل والتواقيع وأخذ عن الشهاب محمود وابن سيد الناس وابن نباتة وأبي حيان ونحوهم وسمع بمصر من يونس الدبوسي ومن معه وبدمشق من المزي وجماعة وطاف مع الطلبة وكتب الطباق ثم أخذ في التأليف فجمع تاريخه الكبير الذي سماه الوافي بالوفيات في نحو ثلاثين مجلدة على حروف المعجم وأفرد منه أهل عصره في كتاب سماه أعوان النصر في أعيان العصر في ست مجلدات وله شرح لامية العجم كثير الفوائد والحان السواجع بين المبادي والمراجع مجلدان ومن تصانيفه اللطاف التنبيه على التشبيه وجر الذيل في وصف الخيل وتوشيح الترشيح وكشف الحال في وصف الخال وجنان الجناس وغير ذلك وأول ما ولي كتابة الدرج بصفد ثم بالقاهرة وباشر كتابة السر بحلب وقتا وبالرحبة وقتا والتوقيع بدمشق ووكالة بيت المال وكان محببا إلى الناس حسن المعاشرة جميل المودة وكان في الآخر قد ثقل سمعه وكان قد تصدى للإفادة بالجامع وقد سمع منه من أشياخه الذهبي وابن كثير والحسيني وغيرهم قال الذهبي في حقه الأديب البارع الكاتب شارك في الفنون وتقدم في الإنشاء وجمع وصنف وقال أيضا سمع مني وسمعت منه وله تواليف وكتب وبلاغة وقال في المعجم المختص الإمام العالم الأديب البليغ الكامل طلب العلم وشارك في الفضائل وساد في الرسائل وقرأ الحديث وجمع وصنف وله تواليف وكتب وبلاغة وقد ترجم له السبكي في الطبقات ومات سنة 764 وقال الحسيني كان إليه المنتهى في مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم وقال ابن كثير كتب ما يقارب مئين من المجلدات وقال ابن سعد كان من بقايا الرؤساء الأخيار ووجد بخطه كتبت بيدي ما يقارب خمسمائة مجلدة قال ولعل الذي كتبه في ديوان الإنشاء ضعف ذلك وقال ابن رافع قرأ بنفسه شيئا من الحديث وكتب بعض الطباق وقرأ الأدب على شيخنا الشهاب محمود ولازمه مدة ومن تصانيفه فض الختام عن التورية والاستخدام وجلوة المذاكرة في خلوة المحاضرة والروض الباسم وشرح لامية العجم وغير ذلك وكتب عنه الذهبي من شعره وذكره في معجمه وأنشد عنه ابن رافع عدة مقاطيع من نظمه منها
بسهم أجفانه رماني | وذبت من هجره وبينه |
إن مت ما لي سواه | لأنه قاتلي بعينه |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0
خليل بن أيبك الشيخ صلاح الدين الصفدي الإمام الأديب الناظم الناثر أديب العصر
ولد سنة ست وتسعين وستمائة
وقرأ يسيرا من الفقه والأصلين وبرع في الأدب نظما ونثرا وكتابة وجمعا وعني بالحديث
سمع بالآخرة من جماع وقرأ على الشيخ الإمام رحمه الله جميع كتاب شفاء السقام في زيارة خير الأنام عليه أفضل صلى الله عليه وسلم ولازم الحافظ فتح الدين بن سيد الناس وبه تمهر في الأدب
وصنف الكثير في التاريخ والأدب قال لي إنه كتب أزيد من ستمائة مجلد تصنيفا وكانت بيني وبينه صداقة منذ كنت صغيرا فإنه كان يتردد إلى والدي فصحبته ولم يزل مصاحبا لي إلى أن قضى نحبه وكنت قد ساعتده آخر عمره فولي كتابة الدست بدمشق
ثم ساعدته فولي كتابة السر بحلب ثم ساعدته فحضر إلى دمشق على وكالة بيت المال وكتابة الدست واستمر بهما إلى أن مات بالطاعون ليلة عاشر شوال سنة أربع وستين وسبعمائة
وكانت له همة عالية في التحصيل فما صنف كتابا إلا وسألني فيه عما يحتاج إليه من فقه وحديث وأصول ونحو لا سيما أعيان العصر فأنا أشرت عليه بعمله ثم استعان بي في أكثره ولما أخرجت مختصري في الأصلين المسمى جمع الجوامع كتبه بخطه وصار يحضر الحلقة وهو يقرأ علي ويلذ له التقرير وسمعه كله علي وربما شارك في فهم بعضه رحمه الله تعالى
نبذ مما دار بيني وبين هذا الرجل
كنت أصحبه منذ كنت دون سن البلوغ وكان يكاتبني وأكاتبه وبه رغبت في الأدب فربما وقع لي شعر ركيك من نظم الصبيان فكتبه هو عني إذ ذاك وأنا ذاكر بعض ما بيننا مما كان في صغري ثم لما كان بعد ذلك كتب إلي مرة وقد سافر إلى مصر ولم يودعني
يا سيدا سافرت عنه ولم أجد | جلدي يطاوعني على توديعه |
إن غبت عنك فإن قلبي حاضر | يصف اشتياقي للحمى وربوعه |
يا راحلا بحشا المقيم على الوفا | ما الطرف بعدك مؤذيا بهجوعه |
إن غبت عنه فما تغير منه إلا | جسمه سقما ولون دموعه |
والقلب بيت هواك راح كأنه | بيت العروضيين من تقطيعه |
عبدك هذا الجديد أضحى | يقول فاسمع له طريقه |
يا جوهرا في الزمان فردا | ما ضر أن تحضر العقيقه |
هنيت ذا الجوهر المفدى | بالعرض الكنه والحقيقه |
لو لم تكن حازما مصيبا | لم تفتد النفس بالعقيقه |
نجز التشبيه منه | وروى الراوون عنه |
إن مولانا لبحر | طافح إن لم يكنه |
فاقد الأشباه فرد | فرغ التشبيه منه |
لا تبكين ماء تسنه | ودع الرسوم المستجنه |
خل ادكارك فالعيون | كليلة آثار دمنه |
واهجر غزالا نار خديه | إذا حققت جنه |
وسنان كم نبهته | والعجب يطبق منه جفنه |
متغافل أدعوه من | وجد إذا ما الليل جنه |
في النفس حاجات إليك | من الوصال وفيك فطنه |
فرض على العين البكا | إذ لحظه للفتك سنه |
أحوى بديع الحسن ظبي | في الحقيقة أو كأنه |
وله معاطف ما دعا | هن الصبا إلا أجبنه |
هذا وذا مع أنه | لم يلتفت يوما لأنه |
ويخاف من واش له | عين مراقبه الأكنه |
وفم فضولي تقل | الرجل منه راس فتنه |
بكر العواذل في الغرام | يلمنني وألومهنه |
ويقلن شيب قد علاك | وقد كبرت فقلت إنه |
أبرزن لما لمن قلبي | المضمرات المستكنه |
فتحركت نفس على | نار الصبابة مطمئنه |
قد هجن حين عذلتها | وعواذل العاني يهجنه |
أنى يصح من العواذل | من نها صبا ونهنه |
هم جمع تكسير تصرف | في دفاعهم الأعنه |
فاهجرهم الهجر الجميل | فكل ما قالوه هجنه |
واذكر صفاء أبي الصفا | والخطب معتكر الدجنه |
السيد اليقظ الأغر | أخي الوفاء بدون منه |
والندب ذو الهمات ما | أبدأن من جود أعدنه |
والجود مثل الجود يسقي | الألف منه ألف مزنه |
والحلم كالجبل اعتلت | فيه الرياح فما أزلنه |
والجد ينهض لو تعالته | النجوم لما بلغنه |
والأيد تبطش لو تغالبه | الأسود لما غلبنه |
متدرع ثوب التقى | حصنا وتقوى الله جنه |
متفنن بحر إذا | جاريته لم تدر فنه |
أدب نضير يستحب لمن | له الآداب سنه |
وله بنات الفكر غرتها | استهلت كالأجنه |
فكر إذا عاين معنى | طائرا في الجو صدنه |
وعلوم دين لم يخل | خليلها فرضا وسنه |
وجليل قدر دق فهما | لا يضاهي التبر ذهنه |
يا أيها الحبر الذي | جعل الإله الخير ضمنه |
لو فصل الخياط قال | لكل ما وصلت حسنه |
أسدي وألحم لست أقدر | أن أزيد عليك طعنه |
ولو أن الأفوه حاضر | لعرته بين يديك لكنه |
وغدا الصريع به كديك | الجن مما قلت جنه |
دم وابق ما بقي الزمان | فإن وهي زلزلت وهنه |
ولقدرك العالي العلو | فما النجوم علا يطلنه |
من أجله جعلت نفسي أرضا | للصادر الوارد حتى يرضى |
ما غير البعد حالا كنت تعرفه | ولا تبدلت بعد الذكر نسيانا |
ولا ذكرت جليسا كنت آلفه | إلا جعلتك فوق الكل عنوانا |
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم | دجا الليل حتى نظم الجزع ثاقبه |
أقمت بأرض مصر فلا ورائي | تخب بي الركاب ولا أمامي |
ذم المنازل بعد منزلة اللوى | والعيش بعد أولئك الأيام |
ولقد عذلت حليمهم ونهيته | فأبى وقال هواي أمر محكم |
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي | متأخر عنه ولا متقدم |
فأردت أطنب قال لي متبرما | أطنب أو أوجز حبل كيدي مبرم |
أجد الملامة في هواك لذيذة | حسدا وبغيا فليلمني اللوم |
وكان لنا أبو حسن علي | أبا برا ونحن له بنين |
وما أصاحب من قوم فأذكرهم | إلا يزيدهم حبا إلا همو |
وافى قريضك لي كأنه | صبح وقد شق الدجنه |
أبصرته والليل أمسى | ذا غياطل مرجحنه |
وفضضته فأضاءت الأنوار | من هنا وهنه |
لحمائم الألفاظ منه | رنة من بعد رنه |
فاللحن منه مطرب | مع أنه ما فيه لحنه |
كم منة أوليت منه | وكم به قويت منه |
هو جنة بل جنة | في السر من ناس وجنه |
أبيات شعر ضرة | للشمس أو للبدر كنه |
أما البديع فإنه | أدغمته فيه بغنه |
فيه بدائع مادرى | أهل البلاغة ما اسمهنه |
خلفت مفتاح العلوم | معطلا وكسرت سنه |
وقهرت عبد القاهر المسكين | حتى حاز حزنه |
يا حسنه من روضة | أزهارها لم تسق مزنه |
أبرزت فضل حلاوة | في النيل كانت مستكنه |
فأرى معانيه جزافا | والخليل أحب وزنه |
كم فيه علق مضنة | لمنى النفوس غدا مظنه |
كنز من الأدب استعنت | به على فقر ومحنه |
هو كوم تبر منه آخذ | حفنة من بعد حفنه |
لو أن جرول ذاق من | جرياله لم يلق سجنه |
وكذا زهير لو رآه | روى وما أصبته دمنه |
وأرى الحزين لأجله | كم أسمع الأقوام أنه |
وكذلك الرماح كم | في شعره للناس طعنه |
وجميل قبح فعله | إذ بث عنه حديث بثنه |
وكثير قد قل حين | أرته عزة كل هنه |
وأبو نواس لو رآه | ما أقام بدير حنه |
وغدا فروق كأسه | ودنا فروق منه دنه |
وارتد مسلم منه عن | حب الغواني إذ صرعنه |
نظم يلين قاسيون | ولو أبى لنفشت عهنه |
وشفعته بترسل | أدرجت لي التسهيل ضمنه |
ونقلت فيه شواهدا | عند ابن مالك مستجنه |
لو كنت في عصر مضى | يا من أعار الشمس حسنه |
ما جاء حظ الجاحظ المعروف | في التبيان تبنه |
وبكى ابن بسام إلى | أن بل بالعبرات ردنه |
والفتح أغلق بابه | ورمى قلائده بمهنه |
أسفي على عبد الرحيم | فإنه أخملت فنه |
وأتيت فيه بمعجزات | فتنه فأصاب بتنه |
هو مالك الإنشاء إن | شاء التقدم لم ينهنه |
وإمامنا لكنه | إن قسته بك فيه لكنه |
لو عاش كان أولو النهى | ما داهنوا في الحق دهنه |
ولقال كل منهم | والحق لم يك فيه هدنه |
هذا عليك مقدم | فاضرب برأسك ألف قرنه |
لكن جعلت الشام بعدك | كالجحيم وكان جنه |
ودمشق بعدك قد تردت | ثوب حزن فيه دكنه |
لم يسق من يرد البريص | ولو أتى أولاد جفنه |
وكذلك ثورا بعد بعدك | ما تسنى بل تسنه |
والجامع المعمور كاد | تزعزع الأشواق ركنه |
والقبة الشماء ليس | بجوها للنسر قنه |
كانت به الأعطاف وهي | موائد يملأن صحنه |
والآن أفقر وحشة | وأسال منه السقف دهنه |
ودموعه فوارة | قد قرحت بالفيض جفنه |
وغدت قسي قناطر | فيه من البرحاء مزنه |
ولكم نفوس من نفوس | متن حين أكل متنه |
لم يبق إلا زورة | لتزيل لما غبت غبنه |
فالله خيب فيك ما | قال الحسود ورد ظنه |
قد كاد حتى كاد يمسي | ما تقوله عرضنه |
عملا بقول محمد بن | يسير فهو يسير سنه |
تخطي النفوس مع العيان | وقد تصيب مع المظنه |
كم من مضيق في الفضاء | ومخرج بين الأسنه |
مولاي يا قاضي القضاة | ومن عوارفه شهرنه |
ومقيل عثره كل من | قلب الزمان له مجنه |
ومبلغ الآمال ظمآنا | تشوق ما مجنه |
أنا عند غيرك في الورى | ممن عوارفه أضعنه |
فلأجل ذا أوقعت نفسي | في الجواب بغير فطنه |
خفت الحريق بنار تقصيري | وشيب الرأس قطنه |
لكن أجبت فإن أجدت | فلم أظن ولن أظنه |
إن الشجاع بلحمه | سمح إذا لم يرض جبنه |
فاسلم ودم في نعمة | ما زان زهر الروض حزنه |
وإني بتقبيلي لك الأرض والثرى | على كل من فاخرته لفخور |
ترابهم وحق أبي تراب | أعز علي من عيني اليمين |
عرفت بصدق الود فيك لأنني | رفعت بلا عجز لواء ولائي |
إذا رفعت يوما لذي العرش خيمت | لصدق ولائي فيك بين السرادق |
أثني عليك ولو تشاء لقلت لي | قصرت فالإمساك عني نائل |
بلا مثل وإن أبصرت فيه | لكل مغيب حسن مثالا |
من كل معنى يكاد الميت يفهمه | حسنا ويعبده القرطاس والقلم |
ومن حكمت كأسك فيه فاحكم | له بإقالة عند العثار |
وأطرق إطراق الشجاع ولو رأى | مساغا لناباه الشجاع لصمما |
ما زال يوقن من يؤمك بالغنى | وسواك مانع فضله المحتاج |
وما كل زند يزدهي بسواره | ولا كل فرق لاق من فوفه تاج |
تغايرت الأقطار فيك محبة | عليك فهذا القطر يحسد ذا القطرا |
تغايرت الأقطار فيك فواحد | لفقدك يبكي إذ لقربك يبسم |
وكل مكان أنت فيه مبارك | وفي كل يوم فيه عيد وموسم |
ولا شك في أن الديار كأهلها | كما قيل تشقى بالزمان وتنعم |
ولو علموا ما يعقب البغي قصروا | ولكنهم لم يفكروا في العواقب |
إن العرانين تلقاها محسدة | ولم تجد للئام الناس حسادا |
من بالسنان يصول عند فطامه | لم يخش آخر بالشنان يقعقع |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 10- ص: 5
خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي، الإمام الأوحد الأديب البارع المؤرخ المتقن، صلاح الدين أبو الصفاء. ولد سنة ست وتسعين وست مئة تقريبا، ومات ليلة الأحد عاشر شوال سنة أربع وستين وسبع مئة، ودفن بمقابر الصوفية.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 2004) , ج: 1- ص: 178
خليل بن أيبك بن عبد الله المعروف بصلاح الدين الصفدي الأديب المشهور
ولد سنة 697 سبع وتسعين وستمائة وكتب الخط الجيد وذكر عن نفسه أن أباه لم يمكنه من الاشتغال حتى استوفى عشرين سنة وطلب بنفسه فأخذ عن الشهاب محمود وابن سيد الناس وابن نباته وأبي حيان وسمع من المزي والدبوسي وطاف مع الطلبة وكتب الطباق وقال الشعر الحسن وأكثر منه جداً وترسل وألف كتباً منها التاريخ الكبير الذي سماه الوافي بالوفيات في نحو ثلاثين مجلداً على حروف المعجم وأفرد منه أهل عصره في كتاب سماه أعوان النصر وأعيان العصر في ست مجلدات وشرح لامية العجم بمجلدين وله الحان السواجع بين المبادئ والمراجع مجلدان وجر الذيل في وصف الخيل وكشف الحال في وصف الخال وأول ما ولى كتابة الدرج بصفد ثم بالقاهرة كتابة السر وغير ذلك من الأعمال وكان حسن المعاشرة جميل المروءة وكان إليه المنتهى في مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم قال ابن كثير مصنفاته بلغت المئين من المجلدات قال ولعل الذي كتبه في ديوان الإنشاء ضعف ذلك ومن تصانيفه فض الختام عن التورية والاستخدام ونظمه مشهور قد أودع منه في شرح لامية العجم وغيرها مما يعرف به مقداره ولكثرة ملاحظته للمعاني البديعية صار الغث من شعره كثيراً وينضم إلى ذلك ما يطريه به من المبالغة في حسنه فيزداد ثقلاً وقد يأتي له ما هو من الحسن بمكان كقوله
بسهم أجفانه رماني | وذبت من هجره وبينه |
إن مت مالي سواه خصم | لأنه قاتلي بعينه |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 243