خلف الحصري خلف الحصري: محتال بويع بالخلافةفي الأندلس، على أنه هشام بن الحكم (المؤيد بالله) وذلك أنه بعد مقتل هشام، كان قاضي إشبيلية محمد بن إسماعيل (ابن عباد) قد انفرد بأمارتها، وقيل له: إن هشاما المؤيد ما زال حيا، وهو منزو في مسجد بقلعة رباح (Calatrava) ذلك سنة 426هـ ، فذهب إليه، فوجده يشبه هشاما، وإسمه خلف الحصري، فأتى به إلى إشبيلية، واستحضر بعض عبيد المؤيد، وعرضه عليهم، فقام أحدهم وقال: هذا مولاي! وقبل قدمه، فألبسه ابن عباد كسوة الخلافة، وقبل يده وأمر مناديا يصيح: يأ أهل شبيلية اشكروا الله على ما أنعم به عليكم. هذا مولاكم أمير المؤمنين هشام قد صيره الله إليكم. ونقل الخلافة من قرطبة إلى بلدكم) فتسابق الناس لرؤية الخليفة، فجعل بينه وبينهم سترا، يكلمهم من وراءه وقال إنه ولاه حجابته، وأشهد عليه شهودا قال ابن عذارى: ومن أبى أن يشهد حل به البلاء. وأخرجه يوم جمعة، فخطب وصلى بالناس. وكتب ابن إلى ملوك الأندلس يرغبهم في طاعة (هشام) وقاتل في سبيله، فدانت له المدن. وأقام نيفا وعشرين سنة يخطب له على المنابر ويدعى بأمير المؤمنين. وحجابه من آل عباد يحكمون البلاد. ومات في أيام المعتضد فأخفى موته إلى أن أحكم أمره، ثم أظهر ذلك سنة 451هـ

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 310