التصنيفات

خبيب بن عدي (ب د ع) خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن حجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، قال: حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري ويعقوب، قال: حدثنا أبي، عن الزهري، قال أبي، يعني أحمد: وهذا حديث سليمان الهاشمي، عن عمر بن أسيد بن جارية الثقفي، حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري، جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة، بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم: بنو لحيان، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، قالوا: نوى تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى قردد، فأحاط بهم القوم فقالوا: انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا، فقال عاصم بن ثابت أمير القوم: أما أنا فو الله لا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصما في سبعة، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، فيهم: خبيب الأنصاري، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء لأسوة، يريد القتلى، فجرروه وعالجوه، فأبى أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف: خبيبا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها للقتل، فأعارته إياها، فدرج بنى لها، قالت: وأنا غافلة، حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت: ففزعت فزعة عرفها خبيب، فقال: أتحسبين أني أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، فقالت: والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من تمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: دعوني أركع ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع من الموت لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا:

ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله. وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة، واستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه حين أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلا عظيما منهم يوم بدر، فبعث الله إلى عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئا.
كذا في هذه الرواية أن بين الحارث بن عامر ابتاعوا خبيبا، وقال ابن إسحاق: وابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي، حليف لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأمه، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه.
وقيل: اشترك في ابتاعه أبو إهاب بن عزيز، وعكرمة بن أبي جهل، والأخنس بن شريق، وعبيدة ابن حكيم بن الأوقص، وأمية بن أبي عتبة، وبنو الحضرمي، وصفوان بن أمية، وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر، ودفعوه إلى عقبة بن الحارث، فسجنه في داره، فلما أرادوا قتله خرجوا به إلى التنعيم فصل ركعتين، وقال:
وهو أول من صلب في ذات الله.
واسم الصبي الذي درج إلى خبيب فأخذه: أبو حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، شيخ مالك.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن إبراهيم بن إسماعيل، أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري: أن أباه حدثه، عن جده، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عينا وحده، فقال: جئت إلى خشبة خبيب فرقيت فيها وأنا أتخوف العيون، فأطلقته فوقع إلى الأرض، ثم اقتحمت فالتفت فكأنما ابتلعته الأرض، فما ذكر لخبيب بعد رمة حتى الساعة.
وكان عاصم قد أعطى الله عهدا أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك أبدا، فمنعه الله بعد وفاته لما أرادوا أن يأخذوا منه شيئا، فأرسل الله الدبر فحماه.
أخرجه الثلاثة.
أسيد: بفتح الهمزة وكسر السين، وهو البراد بالباء الموحدة والراء وآخره دال مهملة.
وأسيد بن جارية: بفتح الهمزة أيضا وكسر السين، وجارية بالجيم.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 339

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 154

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 597

خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد بدرا واستشهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيح عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فذكر الحديث، وفيه: «فانطلقوا- أي المشركون- بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة، فاشترى بنو الحارث بن عامر بن نوفل
خبيبا
وكان هو الذي قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فذكر الحديث بطوله، وفيه قصة قتله وقوله:

وروى البخاري أيضا عن جابر قال: قتل خبيبا أبو سروعة.
قلت: اختلف في أبي سروعة هل هو عقبة بن الحارث أو أخوه.
قال ابن الأثير: كذا في رواية أبي هريرة أن بني الحارث بن عامر ابتاعوا خبيبا.
وذكر ابن إسحاق أن الذي ابتاعه حجير بن أبي إهاب التميمي حليف لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأمه، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه. قال: وقيل اشترك في ابتياعه أبو إهاب، وعكرمة بن أبي جهل، والأخنس بن شريق، وعبيدة بن حكيم في الأوقص، وأمية بن أبي عتبة وبنو الحضرمي، وصفوان بن أمية، وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر.
قال ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح عن ماوية بنت حجير بن أبي إهاب، وكانت قد أسلمت، قالت: حبس خبيب في بيتي، فلقد اطلعت عليه من صير الباب وإن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في الأرض من عنب يؤكل.
وأخرج البخاري قصة العنب من غير هذا الوجه.
وروى ابن أبي شيبة من طريق جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل المقداد والزبير في إنزال خبيب، بعثه وحده عينا إلى قريش، قال: فجئت إلى خشبة خبيب فحللته فوقع إلى الأرض، وانتبذت غير بعيد، ثم التفت، فلم أره، كأنما ابتلعته الأرض.
وذكر أبو يوسف في كتاب «اللطائف» عن الضحاك- أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل المقداد والزبير في إنزال خبيب عن خشبته، فوصلا إلى التنعيم، فوجدا حوله أربعين رجلا نشاوى، فأنزلاه، فحمله الزبير على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء فنذر بهم المشركون، فلما لحقوهم قذفه الزبير فابتلعته الأرض فسمي بليع الأرض.
وذكر القيرواني في حلى العلى أن خبيبا لما قتل جعلوا وجهه إلى غير القبلة، فوجدوه مستقبل القبلة، فأداروه مرارا ثم عجزوا فتركوه.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 225

خبيب بن عدي الأنصاري خبيب بن عدي من بني عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي. شهد بدرا، وأسر في غزوة الرجيع سنة ثلاث، فانطلق به إلى مكة فاشتراه بنو الحارث بن عامر بن نوفل. وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر كافرا. فاشتراه بنوه ليقتلوه به، فأقام عندهم أسيرا، ثم صلبوه بالتنعيم. وكان الذي صلبه عقبة بن الحارث وأبو هبيرة العبدري. وخبيب أول من صلب في الإسلام، وأول من سن صلاة ركعتين عند القتل. روى عنه الحارث بن البرصاء. وفي ترجمة مارية في حرف الميم شيء من ذكره، فليطلب هناك. وقال خبيب عندما قتل:

وصلب خبيب بالتنعيم رحمه الله تعالى ورضي عنه.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0

خبيب بن عدي قال أبو نعيم: ومنهم خبيب بن عدي المصلوب، الثابت الصابر في ذات الله المحبوب، وقد قيل: «إن التصوف إقامة الدنف المعذب، على حفاظ الكلف المهذب»
حدثنا خبيب بن الحسن، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري، عن عمر بن أسيد بن حارثة الثقفي، حليف بني زهرة، أن أبا هريرة، قال: ’’بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، قالوا: نوى يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد، فأحاط بهم القوم وقالوا لهم: انزلوا وأعطوا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق لا نقتل منكم أحدا، فقال عاصم بن ثابت أمير القوم: أما أنا والله لا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة، يريد القتل، فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبا، وكان خبيب هو قاتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته إياها فدرج بني لها حتى أتاه، قالت: وأنا غافلة فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت: ففزعت فزعة عرفها خبيب، فقال: أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك، قالت : والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: دعوني أركع ركعتين، فتركوه ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، ثم قال:
[البحر الطويل]

ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله، وكان خبيب أول من سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة’’
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مارية، مولاة حجير بن أبي أهاب، وكانت قد أسلمت، قالت: ’’كان خبيب قد حبس في بيتي، ولقد اطلعت إليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم أن في الأرض حبة عنب تؤكل، قال ابن إسحاق: وقال عاصم بن عمر بن قتادة: فخرجوا بخبيب إلى التنعيم ليقتلوه، فقال لهم: «إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا»، قالوا: دونك فاركع، فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم فقال: «والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة» ثم رفعوه على خشبة، فلما أوثقوه قال: «اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك، فبلغه الغداة ما يفعل بنا» قال ابن إسحاق: ومما قيل فيه من الشعر قول خبيب بن عدي حين بلغه أن القوم قد أجمعوا لصلبه، فقال:
[البحر الطويل]

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 112

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 112

خبيب بن عدي الأنصاري من بني جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري، شهد بدرا، وأسر يوم الرجيع في السرية التي خرج فيها مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخالد بن البكير في سبعة نفر فقتلوا، وذلك في سنة ثلاث، وأسر خبيب وزيد بن الدثنة، وانطلق المشركون بهما إلى مكة فباعوهما، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر، كذا قال معمر عن ابن شهاب: إن بني الحارث بن عامر بن نوفل ابتاعوا خبيبا.
وقال ابن إسحاق: وابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي حليف لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأبيه فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه.
قال ابن شهاب: فمكث خبيب عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث ليستحد بها، فأعارته. قالت: فغفلت عن صبي لي، فدرج إليه حتى أتاه. قالت: فأخذه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعا عرفه في، والموسى في يده. فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله. قال: فكانت تقول: ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ من حديقة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقا آتاه الله إياه. قال: ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين. ثم قال: لولا أن يروا أن ما بي من جزع من الموت لزدت.
قال: فكان أول من صلى ركعتين عند القتل هو، ثم قال: اللهم أحصهم عددا، وأقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، ثم قال:

قال: ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله. هذا كله فيما ذكره ابن هشام عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة.
وذكر ابن إسحاق قال: وقال خبيب حين صلبه:
وصلب بالتنعيم، وكان الذي تولى صلبه عقبة بن الحارث وأبو هبيرة العبدري، وذكر من الركعتين نحو ما ذكر ابن شهاب، قال: وقال عبد الله ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: هو أول من سن الركعتين عند القتل.
وذكر الزبير قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني إسماعيل ابن إبراهيم بن عقبة بن الحارث بن نوفل عن عمه موسى بن عقبة، عن ابن شهاب أن عقبة بن الحارث بن نوفل اشترى خبيب بن عدي من بني النجار، وكان خبيب قد قتل أباه يوم بدر، قال: واشترك في ابتياع خبيب فيما زعموا أبو إهاب ابن عزير، وعكرمة بن أبي جهل، والأخنس بن شريق، وعبيدة بن حكيم بن الأوقص، وأمية بن أبي عتبة، وبنو الحضرمي، وصفوان بن أمية بن خلف، وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر، ودفعوه إلى عقبة بن الحارث، فسجنه في داره، وكانت امرأة عقبة تقوته وتفتح عنه وتطعمه، وقال لها: إذا أرادوا قتلي فآذنيني. فلما أرادوا قتله آذنته، فقال لها: أعطيني حديدة أستحد بها، فأعطته موسى، فقال- وهو يمزح: قد أمكن الله منكم، فقالت: ما كان هذا ظني بك، فطرح الموسى، وقال: إنما كنت مازحا.
وروى عمرو بن أمية الضمري، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خبيب بن عدي لأنزله من الخشبة، فصعدت خشبته ليلا، فقطعت عنه وألقيته، فسمعت وجبة خلفي، فالتفت فلم أر شيئا. روى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر أنه سمع يقول الذي قتل خبيبا أبو سروعة عقبة بن الحارث بن نوفل.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 440

خبيب بن عدي الأنصاري قتل في وقعة الرجيع.
روى عنه: الحارث بن برصاء.
حدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، ح: وحدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن مهدي، وعبد الكريم بن الهيثم، قالوا: أخبرنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، أن أبا هريرة قال، ح: وأخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ومحمد بن يعقوب بن يوسف، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، ح: وأخبرنا خيثمة، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العنبس، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل، قال: حدثني الزهري، قال: حدثني عمرو بن أسيد، أن أبا هريرة حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عشرة رهط سرية، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، وفيهم خبيب بن عدي، ثم ذكر الحديث بطوله.
هذا حديث صحيح مشهور.

  • مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 488

خبيب بن عدي الأوسي الشهيد

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 20

خبيب بن عدي الأنصاري
له صحبة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

خبيب بن عدي الأنصاري الأوسي، البدري:
قال ابن عبد البر: شهد بدرا، وأسر يوم الرجيع في السرية التي خرج فيها مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. وخالد بن بكير، في سبعة نفر، فقتلوا. وذلك في سنة ثلاث، وأسر خبيب، وزيد بن الدثنة، فانطلق المشركون بهما إلى مكة فباعوهما. انتهى.
وهذا يقتضى أن يوم الرجيع في سنة ثلاث. وقال ابن عبد البر في ترجمة خالد بن البكير: أنه قتل يوم الرجيع في صفر سنة أربع من الهجرة، والله أعلم.
وما سبق عن ابن عبد البر، يقتضى أن السرية سبعة، وجاء أنهم عشرة، وهذا في مسند ابن حنبل. وما روينا فيه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث عشرة رهط عينا. وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فانطلقوا، حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة. ذكروا لحى من هذيل، يقال لهم بنو الحيان. فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام، وفيه أنهم أدركوا عاصما وأصحابه، وقتلوه في سبعة نفر، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، فيهم خبيب الأنصاري، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر. فلما استمكنوا منهم، أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها. وفيه: وأنهم قتلوا الثالث، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة فباعوهما بمكة، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبا. وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر. فلبث خبيب عندهم أسيرا، حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى، يستحد بها للقتل، فأعارته إياها، وكانت تثنى عليه؛ لأنه تمكن أن يقتل بالموسى بنيا لها صغيرا، فلم يفعل. وقالت: والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا. فلما خرجوا به ليقتلوه في الحل. قال لهم خبيب: دعونى أركع ركعتين، ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أنما أجزع من الموت لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا. ولا تبق منهم أحدا [من الطويل]:

ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث، فقتله. وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة. انتهى باختصار باللفظ، إلا قليلا فبالمعنى.
وذكر ابن عبد البر من خبر خبيب في أسره وقتله نحو هذا.
وذكر أن ابن إسحاق قال: وابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي. وكان أخا الحارث بن عامر، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه.
وذكر عن ابن إسحاق أبياتا قالها خبيب حين صلب، منها [من الطويل]:
ثم قال: وصلب خبيب بالتنعيم، وكان تولى صلبه عقبة بن الحارث، وأبو هبيرة العبدري. وذكر عن الزبير خبرا فيه: أن عقبة بن الحارث، اشترى خبيب بن عدي من بنى النجار. وفيه ذكر جماعة شاركوه في ابتياع خبيب. وهذا لا انتقاد فيه.
وأما الأول، وهو كون خبيب من بنى النجار، ففيه نظر؛ لأنه أوسي. والله أعلم. وفي هذا الخبر أن الذي أعطت الموسى لخبيب امرأة عقبة بن الحارث. وفي الخبر الأول، أنها بعض بنات الحارث.
وأما الصبى الذي تمكن خبيب من قتله. فهو أبو حسين بن الحارث بن عامر، أخو عقبة بن الحارث. كذا في كتاب ابن الأثير وغيره.
قال ابن عبد البر: وروى عمرو بن أمية الضمرى، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى خبيب بن عدي لأنزله من الخشبة، فصعدت خشبته ليلا، فقطعت عنه وألقيته، فسمعت وجبة خلفى، فالتفت فلم أر شيئا. انتهى.
وذكر ذلك ابن الأثير وزاد: فما ذكر لخبيب بعد رمة حتى الساعة. انتهى.
وسيأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة زيد بن الدثنة، زيادة بيان في تحقيق تاريخ يوم الرجيع.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1