خبيب بن عدي (ب د ع) خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن حجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، قال: حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري ويعقوب، قال: حدثنا أبي، عن الزهري، قال أبي، يعني أحمد: وهذا حديث سليمان الهاشمي، عن عمر بن أسيد بن جارية الثقفي، حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري، جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة، بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم: بنو لحيان، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، قالوا: نوى تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى قردد، فأحاط بهم القوم فقالوا: انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا، فقال عاصم بن ثابت أمير القوم: أما أنا فو الله لا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصما في سبعة، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، فيهم: خبيب الأنصاري، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء لأسوة، يريد القتلى، فجرروه وعالجوه، فأبى أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف: خبيبا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها للقتل، فأعارته إياها، فدرج بنى لها، قالت: وأنا غافلة، حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت: ففزعت فزعة عرفها خبيب، فقال: أتحسبين أني أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، فقالت: والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من تمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: دعوني أركع ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع من الموت لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا:
فلست أبالي حين أقتل مسلما | على أي جنب كان في الله مصرعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا | قبائلهم واستجمعوا كل مجمع |
وقد قربوا أبناءهم ونساءهم | وقربت من جذع طويل ممنع |
وكلهم يبدي العداوة جاهدا | علي، لأني في وثاق بمضيع |
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي | وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي |
فذا العرش صيرني على ما أصابني | فقد بضعوا لحمي وقد ضل مطمعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
وقد عرضوا بالكفر والموت دونه | وقد ذرفت عيناي من غير مدمع |
وما بي حذار الموت، إني لميت | ولكن حذاري حر نار تلفع |
فلست بمبد للعدو تخشعا | ولا جزعا، إني إلى الله مرجعي |
ولست أبالي حين أقتل مسلما | على أي جنب كان في الله مصرعي |
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 339
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 154
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 597
خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد بدرا واستشهد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيح عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فذكر الحديث، وفيه: «فانطلقوا- أي المشركون- بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة، فاشترى بنو الحارث بن عامر بن نوفل
خبيبا
وكان هو الذي قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فذكر الحديث بطوله، وفيه قصة قتله وقوله:
ولست أبالي حين أقتل مسلما | على أي جنب كان في الله مصرعي |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 225
خبيب بن عدي الأنصاري خبيب بن عدي من بني عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي. شهد بدرا، وأسر في غزوة الرجيع سنة ثلاث، فانطلق به إلى مكة فاشتراه بنو الحارث بن عامر بن نوفل. وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر كافرا. فاشتراه بنوه ليقتلوه به، فأقام عندهم أسيرا، ثم صلبوه بالتنعيم. وكان الذي صلبه عقبة بن الحارث وأبو هبيرة العبدري. وخبيب أول من صلب في الإسلام، وأول من سن صلاة ركعتين عند القتل. روى عنه الحارث بن البرصاء. وفي ترجمة مارية في حرف الميم شيء من ذكره، فليطلب هناك. وقال خبيب عندما قتل:
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا | قبائلهم واستجمعوا كل مجمع |
وقد قربوا أبناءهم ونساءهم | وقربت في جذع طويل ممنع |
وكلهم يبدي العداوة جاهدا | علي، لأني في وثاق بمضيع |
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي | وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي |
فذا العرش صبرني على ما أصابني | فقد بضعوا لحمي وقد خل مطمعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
وقد عرضوا بالكفر والموت دونه | وقد ذرفت عيناي من غير مدمع |
وما بي حذار الموت، إني لميت | ولكن حذاري حر نار تلفع |
فلست بمبد للعدو تخشعا | ولا جزعا إني إلى الله مرجعي |
ولست أبالي حين أقتل مسلما | على أي جنب كان في الله مصرعي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
خبيب بن عدي قال أبو نعيم: ومنهم خبيب بن عدي المصلوب، الثابت الصابر في ذات الله المحبوب، وقد قيل: «إن التصوف إقامة الدنف المعذب، على حفاظ الكلف المهذب»
حدثنا خبيب بن الحسن، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري، عن عمر بن أسيد بن حارثة الثقفي، حليف بني زهرة، أن أبا هريرة، قال: ’’بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، قالوا: نوى يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد، فأحاط بهم القوم وقالوا لهم: انزلوا وأعطوا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق لا نقتل منكم أحدا، فقال عاصم بن ثابت أمير القوم: أما أنا والله لا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة، يريد القتل، فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبا، وكان خبيب هو قاتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته إياها فدرج بني لها حتى أتاه، قالت: وأنا غافلة فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت: ففزعت فزعة عرفها خبيب، فقال: أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك، قالت : والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: دعوني أركع ركعتين، فتركوه ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، ثم قال:
[البحر الطويل]
فلست أبالي حين أقتل مسلما | على أي جنب كان في الله مصرعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا | قبائلهم واستجمعوا كل مجمع |
وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم | وقربت من جذع طويل ممنع |
إلى الله أشكو كربتي بعد غربتي | وما جمع الأحزاب لي حول مصرعي |
فذا العرش صبرني على ما يراد بي | فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي |
وقد خيروني الكفر والموت دونه | وقد ذرفت عيناي من غير مجزع |
وما بي حذار الموت أني ميت | ولكن حذاري جحم نار ملفع |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
فلست أبالي حين أقتل مسلما | على أي جنب كان في الله مصرعي |
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 112
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 112
خبيب بن عدي الأنصاري من بني جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري، شهد بدرا، وأسر يوم الرجيع في السرية التي خرج فيها مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخالد بن البكير في سبعة نفر فقتلوا، وذلك في سنة ثلاث، وأسر خبيب وزيد بن الدثنة، وانطلق المشركون بهما إلى مكة فباعوهما، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر، كذا قال معمر عن ابن شهاب: إن بني الحارث بن عامر بن نوفل ابتاعوا خبيبا.
وقال ابن إسحاق: وابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي حليف لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأبيه فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه.
قال ابن شهاب: فمكث خبيب عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث ليستحد بها، فأعارته. قالت: فغفلت عن صبي لي، فدرج إليه حتى أتاه. قالت: فأخذه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعا عرفه في، والموسى في يده. فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله. قال: فكانت تقول: ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ من حديقة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقا آتاه الله إياه. قال: ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين. ثم قال: لولا أن يروا أن ما بي من جزع من الموت لزدت.
قال: فكان أول من صلى ركعتين عند القتل هو، ثم قال: اللهم أحصهم عددا، وأقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، ثم قال:
فلست أبالي حين أقتل مسلما | على أي جنب كان في الله مصرعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا | قبائلهم واستجمعوا كل مجمع |
وقد قربوا أبناءهم ونساءهم | وقربت من جذع طويل ممنع |
وكلهم يبدي العداوة جاهدا | علي، لأني في وثاق بمضيع |
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي | وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي |
فذا العرش صبرني على ما أصابني | فقد بضعوا لحمى وقد ضل مطمعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
وقد عرضوا بالكفر والموت دونه | وقد ذرفت عيناي من غير مدمع |
وما بي حذار الموت، إني لميت | ولكن حذاري حر نار تلفع |
فلست بمبد للعدو تخشعا | ولا جزعا إني إلى الله مرجعي |
ولست أبالي حين أقتل مسلما | على أي حال كان في الله مصرعي |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 440
خبيب بن عدي الأنصاري قتل في وقعة الرجيع.
روى عنه: الحارث بن برصاء.
حدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، ح: وحدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن مهدي، وعبد الكريم بن الهيثم، قالوا: أخبرنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، أن أبا هريرة قال، ح: وأخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ومحمد بن يعقوب بن يوسف، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، ح: وأخبرنا خيثمة، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العنبس، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل، قال: حدثني الزهري، قال: حدثني عمرو بن أسيد، أن أبا هريرة حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عشرة رهط سرية، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، وفيهم خبيب بن عدي، ثم ذكر الحديث بطوله.
هذا حديث صحيح مشهور.
مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 488
خبيب بن عدي الأوسي الشهيد
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 20
خبيب بن عدي الأنصاري
له صحبة
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
خبيب بن عدي الأنصاري الأوسي، البدري:
قال ابن عبد البر: شهد بدرا، وأسر يوم الرجيع في السرية التي خرج فيها مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. وخالد بن بكير، في سبعة نفر، فقتلوا. وذلك في سنة ثلاث، وأسر خبيب، وزيد بن الدثنة، فانطلق المشركون بهما إلى مكة فباعوهما. انتهى.
وهذا يقتضى أن يوم الرجيع في سنة ثلاث. وقال ابن عبد البر في ترجمة خالد بن البكير: أنه قتل يوم الرجيع في صفر سنة أربع من الهجرة، والله أعلم.
وما سبق عن ابن عبد البر، يقتضى أن السرية سبعة، وجاء أنهم عشرة، وهذا في مسند ابن حنبل. وما روينا فيه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث عشرة رهط عينا. وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فانطلقوا، حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة. ذكروا لحى من هذيل، يقال لهم بنو الحيان. فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام، وفيه أنهم أدركوا عاصما وأصحابه، وقتلوه في سبعة نفر، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، فيهم خبيب الأنصاري، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر. فلما استمكنوا منهم، أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها. وفيه: وأنهم قتلوا الثالث، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة فباعوهما بمكة، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبا. وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر. فلبث خبيب عندهم أسيرا، حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى، يستحد بها للقتل، فأعارته إياها، وكانت تثنى عليه؛ لأنه تمكن أن يقتل بالموسى بنيا لها صغيرا، فلم يفعل. وقالت: والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا. فلما خرجوا به ليقتلوه في الحل. قال لهم خبيب: دعونى أركع ركعتين، ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أنما أجزع من الموت لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا. ولا تبق منهم أحدا [من الطويل]:
فلست أبالى حين أقتل مسلما | على أي شق كان في الله مصرعى |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
إلى الله أشكو غربتى بعد كريتى | وما جمع الأحزاب لي عند مصرعى |
فذا العرش صبرنى على ما أصابنى | فقد بضعوا لحمى وقد ضل مطمعى |
وما بى حذار الموت إنى لميت | ولكن حذارى حر نار تلفع |
فلست بمبد للعدو تخشعا | ولا جزعا إنى إلى الله مرجعى |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1