الخرنق الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك، من بني ضبيعة، البكرية العدنانية: شاعرة من الشهيرات في الجاهلية. وهي أخت طرفة بن العبد لأمه. وفي المؤرخين من يسمسها (الخرنق بنت هفان بن مالك) بإسقاط بدر. تزوجها بشر بن عمرو بن مرثد (سيد بني أسد) وقتله بنو أسد يوم قلاب (من أيام الجاهلية) فكان أكثر شعرها في رثائه ورثاء من قتل معه، من قومها، ورثاء أخيها طرفة. لها (ديوان شعر - ط) صغير
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 303
الخرنق بنت بدر ترجمتها
هي الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك من بني ضبيعة, البكرية العدنانية.
من الشاعرات الشهيرات في الجاهلية وهي أخت الشاعر طرفة بن العبد لأمه.
تزوجها بشر بن عمرو بن مرثد من بني أسد وقتله قومه يوم قلاب فجاء أكثر شعرها في رثائه, ورثاء أخيها طرفة.
توفيت نحو عام 50 قبل الهجرة حوالي 574 ميلادية, وقيل: 570 م.
المناسبة
قالت تفخر بزوجها بشر بن عمرو وصحابته: (من الوافر)
لقد علمت جديلة أن بشرا | غداة مربح مر التقاضي |
غداة أتاهم بالخيل شعثا | يدق نسورها حد القضاض |
عليها كل أصيد تغلبي | كريم مركب الحدين ماض |
بأيديهم صوارم مرهفات | جلاها القين خالصة البياض |
وكل مثقف بالكف لدن | وسابغة من الحلق المفاض |
فغادر معقلا وآخاه حصنا | عفير الوجه ليس بذي انتهاض |
أعاذلتي على رزء أفيقي | فقد أشرقتني بالعذل ريقي |
فلا وأبيك آسى بعد بشر | على حي يموت ولا صديق |
وبعد الخير علقمة بن بشر | إذا نزت النفوس إلى الحلوق |
ومال بنو ضبيعة بعد بشر | كما مال الجذوع من الحريق |
منت لهم بوائلة المنايا | بجنب قلاب للحين المسوق |
فكم بقلاب من أوصال خرق | أخي ثقة وجمجمة فليق |
ندامي للملوك إذا لقوهم | حبوا وسقوا بكاسهم الرحيق |
هم جدعوا الأنوف وأرغموها | فما ينساغ لي من بعد ريقي |
وبيض قد قعدن وكل كحل | بأعينهن أصبح لا يليق |
أضاع قدورهن مصاب بشر | وطعنة فاتك فمتى تفيق؟ |
لا يبعدن قومي الذين هم | سم العداة وآفة الجزر |
النازلون بكل معترك | والطيبون معاقد الأزر |
الضاربون بحومة نزلت | والطاعنون وخيلهم تجري |
قوم إذا ركبوا سمعت لهم | لغطا من التأبيه الزجر |
من غير ما فحش يكون بهم | في منتج المهرات والمهر |
إن يشربوا يهبوا وإن يذروا | يتواعظوا عن منطق الهجر |
لا قوا غداة قلاب حتفهم | سوق العتير يساق للعتر |
هذا ثنائي ما بقيت لهم | وإذا هلكت وجنني قبري |
الخالطون لجينهم بنضارهم | وذوي الغنى منهم بذي الفقر |
عددنا له خمسا وعشرين حجة | فلما توفاها استوى سيدا ضخما |
فجعنا به لما انتظرنا إيابه | على خير حال لا وليدا ولا قحما |
وإن بني الحصن استحلت دماءهم | بنو أسد حار بها ثم والبه |
هم جدعوا الأنف الأشم فأوعبوا | وجبوا السنام فالتحوه وغاربه |
عميلة بواه السنان بكفه | عسى أن تلاقيه من الدهر نائبه |
ألا لا تفخرن أسد علينا | بيوم كان حينا في الكتاب |
فقد قطعت رؤوس من قعين | وقد نقعت صدور من شراب |
وأردينا ابن حسحاس فأضحى | تجول بشلوه نجس الكلاب |
سمعت بنو أسد الصياح فزادها | عند اللقاء مع النفار نفارا |
ورأت فوارس من صليبة وائل | صبروا إذا نقع السنابك ثارا |
بيضا يحززن العظام كأنما | يوقدن في حلق المغافر نارا |
ألا ذهب الحلال في القفرات | ومن يملأ الجفنات في الحجرات |
ومن يرجع الرمح الأصم كعوبه | عليه دماء القوم كالشقرات |
يا رب غيث قد قرى عازب | أجش أحوى في جمادى مطير |
سار به أجرد ذو ميعة | عبلا شواه غير كاب عثور |
فألبس الوحش بحافاته | والتقط البيض بجنب السدير |
ذاك وقدما يعجل البازل ال | كوماء بالموت كشبه الحصير |
يبغي عليهما القوم إذا أرملوا | وساء ظن الألمعي القرور |
آب وقد غنم أصحابه | يلوي على أصحابه بالبشير |
ألا من مبلغ عمرو بن هند | وقد لا تعدم الحسناء ذاما |
كما أخرجتنا من أرض صدق | ترى فيها لمغتبط مقاما |
كما قالت فتاة الحي لما | أحسن جنانها جيشا لهاما |
لوالدها وأرأته بليل | قطا ولقل ما تسري ظلاما |
ألست ترى القطا متواترات | ولو ترك القطا أغفى وناما |
أرى عبد عمرو قد أساط ابن عمه | وأنضجه في غلي قدر وما يدري |
فهلا ابن حسحاس قتلت ومعبدا | هما تركاك لا تريش ولا تبري |
هما طعنا مولاك في عطف صلبة | وأقبلت ما تلوي على محجر تجري |
ألا ثكلتك أمك عبد عمرو | أبالخزيات آخيت الملوكا؟ |
هم دحوك للوركين دحا | ولو سألوا لأعطيت البروكا |
فيومك عند مومسة هلوك | كصل الرجع مزهرها ضحوكا |
ألا هلك الملوك وعبد عمرو | وخليت العراق لمن بغاها |
فكم من والد لك يا ابن بشر | تأزر بالمكارم وارتداها |
بنى لك مرثد وأبوك بشر | على الشم البواذخ من ذراها |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 79