خالد بن الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي: سيف الله الفاتح الكبير، الصحابي: كان من أشراف قريش في الجاهلية، يلي أعنة الخيل، وشهد مع مشركيهم حروب الإسلام إلى عمرة الحديبية، واسلم قبل فتح مكة (هو وعمرو بن العاص) سنة 7هـ ، فسر به رسول الله (ص) وولاه الخيل. ولما ولي أبو بكر وجهه لقتال مسيلمة ومن ارتد من أعراب نجد. ثم سيره إلى العراق سنة 12هـ ، ففتح الحيرة وجانبا عظيما منه. وحوله إلى الشام وجعله أمير من فيها من الأمراء. ولما ولي عمر عزله عن قيادة الجيوش بالشام وولى أبا عبيدة بن الجراح، فلم يثن ذلك من عزمه، واستمر يقاتل بين يدي أبي عبيدة إلى ان تم لهما الفتح (سنة14هـ) فرحل إلى المدينة فدعاه عمر ليوليه، فأبى. ومات بحمص (في سورية) وقيل بالمدينة. كان مظفرا خطيبا فصيحا. يشبه عمر بن الخطاب في خلقه وصفته. قال أبو بكر: عجزت النساء ان يلدن مثل خالد روى له المحدثون 18 حديثا. واخباره كثيرة. ومما كتب في سيرته (خالد بن الوليد - ط) لطه الهاشمي، استعرض به حياته العسكرية، و (خالد بن الوليد - ط) لعمر رضا كحالة، ومثله لصادق عرجون، و (موجز سيرة خالد بن الوليد - ط) لمحمد سعيد العرفي، ذهب فيه إلى القول ببقاء ذرية خالد، و (سيف الله خالد بن الوليد - ط) لأبي زيد شلبي
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 300
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وفي رجال الكشي: خلف حدثنا عمرو بن المرزوق حدثنا شعبة حدثنا سلمة بن كهيل سمعت محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن زيد عن الأشتر كان بين عمار وخالد بن الوليد كلام فشكا خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعادي عمارا يعديه الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله ومن يسبه الله قال سلمة هذا ونحوه اه. وهو من طريق العامة كما صرح به الكشي قبيله.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 300
خالد بن الوليد بن المغيرة (ب د ع) خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو سليمان، وقيل: أبو الوليد، القرشي المخزومي، أمه لبابه الصغرى، وقيل: الكبرى، والأول أصح، وهي بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن خالد أولاد العباس الذين من لبابة.
وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنة الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم على خيول قريش في الحرب، قاله الزبير بن بكار.
ولما أراد الإسلام قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. وقد اختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر بعد الحديبية وقبل خيبر، وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم سنة سبع، وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة، وليس بشيء. وقيل: كان إسلامه سنة ثمان، وقال بعضهم: كان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وكانت الحديبية سنة ست، وهذا القول مردود، فإن الصحيح أن خالد بن الوليد كان على خيل المشركين يوم الحديبية.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني الزهري، عن عروة، عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة حدثناه جميعا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يريد زيارة البيت لا يريد حربا، وساق معه الهدي سبعين بدنة، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتهى إلى عسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبي، كعب خزاعة، قال: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعوا بمسيرك فخرجوا بالعوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخل عليهم مكة عنوة أبدا، وهذا هو خالد بن الوليد في خيل قريش قد قدموه إلى كراع الغميم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ويح قريش، قد أكلتها الحرب. وذكر الحديث فهذا صحيح، يقول فيه: إنه كان على خيل قريش.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي وغيره، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا يا أبا هريرة؟ فأقول: فلان، فيقول: نعم عبد الله هذا، حتى مر خالد بن الوليد، فقال: من هذا؟ قلت: خالد بن الوليد، فقال: نعم عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله. ولعل هذا القول كان بعد غزوة مؤتة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سمى خالد سيفا من سيوف الله فيها، فإنه خطب الناس وأعلمهم بقتل زيد وجعفر وابن رواحة، وقال: ثم أخد الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد، ففتح الله عليه، وقال خالد: لقد اندق يومئذ في يدي سبعة أسياف فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية، ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة فأبلى فيها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى «العزى» وكان بيتا عظيما لمضر تبجله فهدمها، وقال:
يا عز كفرانك لا سبحانك | إني رأيت الله قد أهانك |
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 332
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 140
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 586
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي سيف الله، أبو سليمان أمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب الهلالية، وهي أخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب، وهما أختا ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه أعنة الخيل في الجاهلية، وشهد مع كفار قريش الحروب إلى عمرة الحديبية. كما ثبت في الصحيح أنه كان على خيل قريش طليعة، ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر، وقيل قبلها، ووهم من زعم أنه أسلم سنة خمس.
قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس، عن حبيب، حدثني عمرو بن العاص من فيه، قال: خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبل الفتح، وهو مقبل من مكة، فقلت: «أين تريد يا أبا سليمان؟ قال: أذهب والله أسلم، فحتى متى؟ قلت: وما جئت إلا لأسلم، فقدمنا جميعا، فتقدم خالد فأسلم وبايع، ثم دنوت فبايعت ثم انصرفت، ثم شهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة، فلما استشهد الأمير الثالث أخذ الراية فانحاز بالناس، وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فأعلم الناس بذلك كما ثبت في الصحيح.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، فأبلى فيها، وجرى، له مع بني خزيمة ما جرى، ثم شهد حنينا والطائف في هدم العزى.
وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما، روى عنه ابن عباس وجابر، والمقدام بن معديكرب، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة بن قيس وآخرون.
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة، قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هذا؟ فأقول: فلان، حتى مر خالد فقال: «من هذا»؟ قلت: خالد بن الوليد. فقال: «نعم، عبد الله، هذا سيف من سيوف الله» رجاله ثقات.
وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر دومة فأسره.
ومن طريق أبي إسحاق عن عاصم، عن أنس، وعن عمرو بن أبي سلمة- أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به، فحقن له دمه، وصالحه على الجزية، وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة فأبلى في قتالهم بلاء عظيما، ثم ولاه حرب فارس والروم فأثر فيهم تأثيرا شديدا وفتح دمشق.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق أبي الأسود، عن عروة، قال: لما فرغ خالد من اليمامة أمره أبو بكر بالمسير إلى الشام، فسلك عين التمر فسبى ابنة الجودي من دومة الجندل، ومضى إلى الشام، فهزم عدو الله.
واستخلفه أبو بكر على الشام إلى أن عزله عمر، فروى البخاري في تاريخه من طريق ناشرة بن سمي، قال: خطب عمر واعتذر من عزل خالد، فقال أبو عمرو ابن حفص بن المغيرة: عزلت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت لما رفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إنك قريب القرابة حديث السن مغضب لابن عمك.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثني أبي، حدثني عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن قتادة، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى فهدمها.
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني علي بن عباس، حدثنا الوليد، حدثني وحشي
عن أبيه، عن جده- أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله سله الله على الكفار.»
وقال أحمد: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، قال: استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد، فقال خالد: بعث عليكم أمين هذه الأمة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خالد سيف من سيوف الله، نعم فتى العشيرة.»
وروى أبو يعلى من طريق الشعبي، عن ابن أبي أوفى- رفعه: «لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار.»
ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أخبرت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وقال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه- أن خالد بن الوليد فقد قلنسوته يوم اليرموك، فقال: اطلبوها فلم يجدوها، فلم يزل حتى وجدوها، فإذا هي خلفه، فسئل عن ذلك. فقال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه، فابتدر الناس شعره فسبقتهم إلى ناصية فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا تبين لي النصر.
ورواه أبو يعلى، عن شريح بن يونس، عن هشيم- مختصرا، وقال في آخره: فما وجهت في وجه إلا فتح لي.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة في قصة الصدقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن خالدا احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله.
وفي البخاري عن قيس بن أبي حازم، عن خالد بن الوليد، قال: لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية.
وقال يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر: لما قدم خالد بن الوليد الحرة أتى بسم فوضعه في راحته ثم سمى وشربه فلم يضره، رواه أبو يعلى، ورواه ابن سعد من وجهين آخرين.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناد صحيح عن خيثمة، قال: أتى خالد بن الوليد رجل معه زق خمر، فقال: اللهم اجعله عسلا فصار عسلا. وفي رواية له من هذا الوجه: مر رجل بخالد ومعه زق خمر، فقال: ما هذا؟ قال: خل قال: جعله الله خلا، فنظروا فإذا هو خل، وقد كان خمرا.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبيد الله، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى آل خالد، قال: قال خالد عند موته: ما كان في الأرض من ليلة أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو، فعليكم بالجهاد.
وروى أبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قال خالد: ما ليلة يهدي إلي فيها عروس أنا لها محب وأبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة شديدة الجليد، فذكر نحوه.
ومن هذا الوجه عن خالد: لقد شغلني الجهاد عن تعلم كثير من القرآن.
وكان سبب عزل عمر خالدا ما ذكره الزبير بن بكار. قال: كان خالد إذا صار إليه المال قسمه في أهل الغنائم، ولم يرفع إلى أبي بكر حسابا، وكان فيه تقدم على أبي بكر يفعل أشياء لا يراها أبو بكر: أقدم على قتل مالك بن نويرة، ونكح امرأته، فكره ذلك أبو بكر، وعرض الدية على متمم بن نويرة، وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك ولم ير أن يعزله.
وكان عمر ينكر هذا وشبهه على خالد.
وكان أميرا عند أبي بكر بعثه إلى طليحة، فهزم طليحة ومن معه، ثم مضى إلى مسيلمة فقتل الله مسيلمة.
قال الزبير: وحدثني محمد بن مسلم، عن مالك بن أنس، قال: قال عمر لأبي بكر: اكتب إلى خالد لا يعطي شيئا إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك، فأجابه خالدا: إما أن تدعني وعملي وإلا فشأنك بعملك فأشار عليه عمر بعزله فقال أبو بكر: فمن يجزي عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا. قال: فأنت. فتجهز عمر حتى أنيخ الظهر في الدار، فمشى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر. فقالوا: ما شأن عمر يخرج وأنت محتاج إليه، ومالك عزلت خالدا وقد كفاك؟ قال: فما أصنع؟ قالوا: تعزم على عمر فيقيم، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله ففعل.
فلما قبل عمر كتب إلى خالد ألا تعطي شاة ولا بعيرا إلا بأمري. فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر، فقال عمر: ما صدقت الله إن كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفذه فعزله.
ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخليه يفعل ما يشاء فيأبى عمر.
قال مالك: وكان عمر يشبه خالدا، فذكر القصة التي ستأتي في ترجمة علقمة بن علاثة.
قال الزبير: ولما حضرت خالدا الوفاة أوصى إلى عمر فتولى عمر وصيته، وسمع راجزا يذكر خالدا. فقال رحم الله خالدا فقال له طليحة بن عبيد الله:
لا أعرفنك بعد الموت تندبني | وفي حياتي ما زودتني زادي |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 215
سيف الله المخزومي خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة، أبو سليمان القرشي المخزومي سيف الله. أسلم في هدنة الحديبية طوعا في صفر سنة ثمان، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه. واستعمله أبو بكر الصديق على قتال مسيلمة ومن ارتد من الأعراب بنجد، ففتح الله على يديه. ثم وجهه إلى العراق ثم إلى الشام وأمره على جميع أمراء الشام إلى أن ولي عمر فعزله. وهو أحد الأمراء الذين ولوا فتح دمشق، وأحد العشرة الذين انتهى إليهم الشرف من قريش من عشرة بطون ووصله الإسلام. كان مباركا ميمون النقيبة، هاجر بعد الحديبية هو وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. ولم يزل يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل ويكون في مقدمه في مهاجرة العرب، وشهد فتح مكة، ودخل الزبير بن العوام في مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار من أعلى مكة، وخالد من أسفلها. وأمه لبابة الصغرى بنت الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب. وقد جاء أنه شهد خيبر وكانت خيبر أول سنة سبع، وقيل أسلم في صفر سنة ثمان. وقال الواقدي: الثبت عندنا أن خالدا لم يشهد خيبر. وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد: كان خالد بن أبي الوليد يشبه عمر في خلقه وصفته، فكلم علقمة بن علاثة عمر بن الخطاب في السحر وهو يظنه خالد بن الوليد لشبهه به. وكان أخوه الوليد بن الوليد دخل في الإسلام قبله، ودخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القصبة وتغيب خالد، فكتب إليه أخوه: إني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك ومثل الإسلام جهله أحد. وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به. فقال: ما مثل خالد جهل الإسلام، ولو كان جعل يكاتبه وحده مع المسلمين على المشركين لكان خيرا له، ولقدمناه على غيره. فاستدرك يا أخي ما فاتك منه فقد فاتتك يا أخي مواطن صالحة. فوقع الإسلام في قلب خالد، فاتعد هو وعثمان بن طلحة باجح وسارا منها فلقيهما عمرو بن العاص. فمضوا للإسلام وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم. وقال خالد: ما زال يتبسم إلي حتى وقفت عليه وقال: الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا ورجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير. قلت: يا رسول الله قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك ومعاندا عن الحق، فادع الله يغفرها. فقال: الإسلام يجب ما كان قبله. وكان خالد يوم حنين في مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سليم وجرح، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم -بعدما هزمت هوازن- في رحله، فنفث على جراحه فانطلق منها. وبعثه إلى الغميصاء -وكان بها قوم- فاستباحهم، فادعوا الإسلام فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم حضر مؤتة، فلما قتل الأمراء الثلاثة مال المسلمون إلى خالد، فانحاز بهم. وبعثه إلى العزى فأبادها. وبعثه إلى دومة الجندل فسبا من سبا وصالحهم. وبعثه إلى بلحارث بن كعب إلى نجران أميرا وداعيا إلى الله. وحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجة الوداع، فأعطاه ناصيته وكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحدا إلا هزمه الله تعالى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به. وفي رواية: نعم عبد الله وأخو العشيرة وسيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين. وكان عمر يكلم أبا بكر في عزل خالد لما حرق المرتدين، وقيل يوم مالك بن نويرة. وشهد قوم من السرية أنهم كانوا أذنوا وصلوا. فقال عمر: إن في سيفه رهقا. فقال أبو بكر: لا أشيم سيفا سله الله تعالى على الكفار حتى يكون الله يشيمه. وقال خالد: لقد قاتلت يوم مؤتة فاندق في يدي تسعة أسياف فصبرت في يدي صحيفة لي يمانية. وقاتل يوم اليرموك قتالا شديدا، قتل أحد عشر قتيلا منهم بطريقان. وكان يرتجز ويقول:
أضربهم بصارم مهند | ضرب صليب الدين هاد مهتد |
صنعت فلم يصنع كصنعك صانع | وما يصنع الأقوام فالله أصنع |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
خالد بن الوليد ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب: سيف الله تعالى وفارس الإسلام وليث المشاهد السيد الإمام الأمير الكبير قائد المجاهدين أبو سليمان القرشي المخزومي المكي وابن أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث.
هاجر مسلما في صفر، سنة ثمان، ثم سار غازيا، فشهد غزوة مؤتة واستشهد أمراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الثلاثة: مولاه زيد وابن عمه جعفر ذو الجناحين وابن رواحة وبقي الجيش بلا أمير فتأمر عليهم في الحال خالد وأخذ الراية وحمل على العدو فكان النصر وسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- سيف الله فقال: ’’إن خالدا سيف سله الله على المشركين’’. وشهد الفتح،
وحنينا وتأمر في أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- واحتبس أدراعه ولامته في سبيل الله وحارب أهل الردة ومسيلمة وغزا العراق واستظهر ثم اخترق البرية السماوية بحيث إنه قطع المفازة من حد العراق إلى أول الشام في خمس ليال في عسكر معه وشهد حروب الشام ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع الشهداء.
ومناقبه غزيرة، أمره الصديق على سائر أمراء الأجناد وحاصر دمشق فافتتحها هو وأبو عبيدة.
عاش ستين سنة، وقتل جماعة من الأبطال، ومات على فراشه، فلا قرت أعين الجبناء.
توفي بحمص سنة إحدى وعشرين ومشهده على باب حمص، عليه جلالة.
حدث عنه: ابن خالته عبد الله بن عباس وقيس بن أبي حازم والمقدام بن معدي كرب وجبير بن نفير وشقيق بن سلمة وآخرون: له أحاديث قليلة.
مسلم: من طريق ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل أن ابن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي كان يقال له: سيف الله أخبره أنه دخل على خالته ميمونة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجد عندها ضبا محنوذا قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد فقدمته لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فرفع يده فقال خالد: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: ’’لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه’’ فاجتررته فأكلته ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر ولم ينه.
هشام بن حسان: عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية: أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله إن كائدا من الجن يكيدني قال: ’’قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ومن شر ما يعرج في السماء وما ينزل منها ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن’’ ففعلت فأذهبه الله عني.
وعن حيان بن أبي جبلة، عن عمرو بن العاص قال: ما عدل بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبخالد أحدا في حربه منذ أسلمنا.
يونس بن أبي إسحاق: عن العيزار بن حريث أن خالد بن الوليد أتى على اللات والعزى فقال:
يا عز كفرانك لا سبحانك | إني رأيت الله قد أهانك |
يا عز شدي شدة لا سواكها | على خالد ألقي الخمار وشمري |
فإنك إن لا تقتلي المرء خالدا | تبوئي بذنب عاجل وتقصري |
أنت خير من ألف ألف من القو | م إذا ما كبت وجوه الرجال |
لا أعرفنك بعد الموت تندبني | وفي حياتي ما زودتني زادا |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 223
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أبو سليمان. وقيل أبو الوليد، أمه لبابة الصغرى. وقيل: بل هي لبابة الكبرى.
والأكثر على أن أمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولبابة أمه خالة بني العباس بن عبد المطلب، لأن لبابة الكبرى زوج العباس وأم بنيه.
وكان خالد أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت القبة والأعنة في الجاهلية.
فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش.
وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم على خيول قريش في الحروب. ذكر ذلك الزبير.
واختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر خالد بعد الحديبية.
وقيل: بل كان إسلامه بين الحديبية وخيبر. وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة. وقيل: بل كان إسلامه سنة ثمان مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة.
وقد ذكرنا في باب أخيه الوليد بن الوليد زيادة في خبر إسلام خالد، وكان خالد على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم وصفر سنة سبع، وكانت هجرته مع عمرو
ابن العاص وعثمان بن طلحة. فلما رآهم رسول الله عليه وسلم قال: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، فأبلى فيها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى وكان بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضر تبجله فهدمها، وجعل يقول:
يا عز كفرانك اليوم لا سبحانك | إني رأيت الله قد أهانك |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 427
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمير بن مخزوم. ويكنى أبا سليمان. وأمه عصماء وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب بن بجير بن الهزم ابن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وهي أخت أم الفضل بن الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب. وكان خالد من فرسان قريش وأشدائهم. وشهد مع
المشركين بدرا وأحدا والخندق. ثم قذف الله في قلبه حب الإسلام لما أراد الله به من الخير. ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام القضية مكة فتغيب خالد فسأل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخاه فقال: أين خالد؟ قال فقلت: يأتي الله به. [فقال رسول الله. ص: ما مثل خالد من جهل الإسلام ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين لكان خيرا له ولقدمناه على غيره.] فبلغ ذلك خالد بن الوليد فزاده رغبة في الإسلام ونشطه للخروج فأجمع الخروج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال خالد: فطلبت من أصاحب فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة. قال: فخرجنا جميعا. فلما كنا بالهدة إذا عمرو بن العاص قال: مرحبا بالقوم! قلنا: وبك. قال: أين مسيركم؟ فأخبرناه وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -
فاصطحبنا جميعا حتى قدمنا المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول يوم من صفر سنة ثمان. فلما طلعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق. [فقال رسول الله. ص: قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير وبايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقلت: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله. فقال: إن الإسلام يجب ما كان قبله.] قلت: يا رسول الله علي ذلك. قال: اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك. قال خالد: وتقدم خالد وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة فاسلما وبايعا رسول الله ص. فو الله ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أسلمت يعدل بي أحدا من أصحابه فيما يجزئه.
أخبرنا عبد الملك بن عمر وأبو عامر العقدي قالا: حدثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير عن عبد الله بن رباح الأنصاري قال: حدثنا أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر جيش الأمراء ونعاهم واحدا واحدا واستغفر لهم فقال: ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد سيف الله. قال: ولم يكن من الأمراء. قال: [فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إصبعيه وقال: اللهم هو سيف من سيوفك فانتصر به.] قال: فيومئذ سمي خالد سيف الله.
أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد وعبد الله بن نمير قالوا: حدثنا إسماعيل بن أبي [خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال رسول الله. ص: إنما خالد سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار].
قال يعلى ومحمد في حديثهما: [لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله].
أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت خالد بن الوليد بالحيرة يقول: لقد انقطع في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية.
قال محمد بن عمر: وأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة أن يدخل من الليط فدخل فوجد جمعا من قريش وأحابيشها فيهم صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو فمنعوه الدخول وشهروا السلاح ورموه بالنبل. فصاح خالد في أصحابه وقاتلهم. فقتل منهم أربعة وعشرين رجلا. ولما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة بعث خالد بن الوليد إلى العزى فهدمها ثم رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مقيم بمكة. فبعثه إلى بني جذيمة وهم من بني كنانة. وكانوا أسفل مكة على ليلة بموضع يقال له الغميصاء. فخرج إليهم فأوقع بهم. ولما ارتدت العرب بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبو بكر. رضي الله عنه. خالد بن الوليد يستعرضهم ويدعوهم إلى الإسلام فخرج فأوقع بأهل الردة.
أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: كانت في بني سليم ردة فبعث أبو بكر. رضي الله عنه. خالد بن الوليد فجمع منهم رجالا في حضائر ثم أحرقهم بالنار. فجاء عمر إلى أبي بكر. رضي الله عنه. فقال: انزع رجلا عذب بعذاب الله. فقال أبو بكر: لا والله لا أشيم سيفا سله الله على الكفار حتى يكون هو الذي يشيمه. ثم أمره فمضى لوجهه من وجهه ذلك إلى مسيلمة.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن جابر عن عامر عن البراء بن عازب قال: وحدثنا طلحة بن محمد بن سعيد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قالا: كتب أبو بكر الصديق. رضي الله عنه. إلى خالد بن الوليد حين فرغ من أهل اليمامة يسير إلى العراق. فخرج خالد من اليمامة فسار حتى أتى الحيرة فنزل بخفان.
والمرزبان بالحيرة ملك كان لكسرى ملكه حين مات النعمان بن المنذر. فتلقاه بنو قبيصة وبنو ثعلبة وعبد المسيح بن حيان بن بقيلة فصالحوه عن الحيرة وأعطوا الجزية مائة ألف على أن يتنحى إلى السواد. ففعل وصالحهم وكتب لهم كتابا. فكانت أول جزية في الإسلام. ثم سار خالد إلى عين التمر فدعاهم إلى الإسلام فأبوا فقاتلهم قتالا شديدا فظفره الله بهم وقتل وسبى وبعث بالسبي إلى أبي بكر الصديق. رحمه
الله. ثم نزل بأهل أليس قرية أسفل الفرات فصالحهم و. كان الذي ولي صلحه هانئ ابن جابر الطائي على مائتي ألف درهم. ثم سار فنزل ببانقيا على شاطئ الفرات.
فقاتلوه ليلة حتى الصباح ثم طلبوا الصلح. فصالحهم وكتب لهم كتابا. وصالح صلوبا ابن بصيهرا. ومنزله بشاطئ الفرات. على جزية ألف درهم. ثم كتب إليه أبو بكر الصديق. رحمه الله. يأمره بالمسير إلى الشام وكتب إليه: إني قد استعملتك على جندك وعهدت إليك عهدا تقرأه وتعمل بما فيه. فسر إلى الشام حتى يوافيك كتابي.
فقال خالد: هذا عمر بن الخطاب حسدني أن يكون فتح العراق على يدي.
فاستخلف المثنى بن حارثة الشيباني مكانه وسار بالأدلاء حتى نزل دومة الجندل.
فوافاه بها كتاب أبي بكر وعهده مع شريك بن عبدة العجلاني. فكان خالد أحد الأمراء بالشام في خلافة أبي بكر. وفتح بها فتوحا كثيرة. وهو ولي صلح أهل دمشق وكتب لهم كتابا فأنفذوا ذلك له. فلما توفي أبو بكر وولي عمر بن الخطاب عزل خالدا عما كان عليه وولى أبا عبيدة بن الجراح. فلم يزل خالد مع أبي عبيدة في جنده يغزو.
وكان له بلاء وغناء وإقدام في سبيل الله حتى توفي. رحمه الله. بحمص سنة إحدى وعشرين وأوصى إلى عمر بن الخطاب. ودفن في قرية على ميل من حمص.
قال محمد بن عمر: سألت عن تلك القرية فقالوا قد دثرت.
أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول: لما مات خالد بن الوليد قال عمر: يرحم الله أبا سليمان. لقد كنا نظن به أمورا ما كانت.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع قال: لما مات خالد بن الوليد لم يدع إلا فرسه وسلاحه وغلامه. فبلغ ذلك عمر بن الخطاب. رحمه الله. فقال: يرحم الله أبا سليمان. كان على غير ما ظننا به.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 276
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي أبو سليمان، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزم الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، سماه سيف الله، وهاجر بعد الحديبية هو وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، ومات بمحمص سنة إحدى وعشرين، ومات على عهد عمر.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن عيسى، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: وخالد بن الوليد
يكنى أبا سليمان، مات بحمص سنة إحدى وعشرين.
وأخبرنا الهيثم، عن ابن أبي خيثمة، عن هارون بن معروف، عن سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال عمر لما مات خالد بن الوليد: رحم الله أبا سليمان، لقد كنا نظن به أمورا ما كانت.
أخبرنا إسماعيل بن محمد البغدادي، قال: حدثنا جعفر بن محمد الوراق، قال: حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، عن خالد بن الوليد: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بضب وهو في بيت ميمونة فأهوى بيده إليه، فقالت ميمونة: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي عليه السلام: لا آكله ولا أحرمه.
رواه جماعة عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن ابن عباس، عن خالد بن الوليد.
مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 452
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله القرشي المخزومي كنيته أبو سليمان من المهاجرين ممن سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله مات بحمص على رئاسته سنة إحدى وعشرين، هو وإن أقام بالشام زمانا فإن عداده في أهل مكة لقدم استيطانه إياها وقت مقامه بها
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 56
خالد بن الوليد بن مغيرة، أبو سليمان، القرشي.
مات على عهد عمر.
من المهاجرين.
سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله.
قاله سليمان بن حرب، عن الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، عن عبد الله بن رباح وقال عمرو بن مرزوق، ومحمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن الأشتر؛ كان بين خالد بن الوليد وعمارٍ كلامٌ، فشكاه خالدٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يسب عماراً يسبه الله.
وقال سلمة: أو نحو هذا من الكلام.
وقال مالك بن إسماعيل: حدثنا مسعود بن سعد، عن الحسن بن عبيد الله، عن محمد بن شداد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأشتر، عن خالدٍ، قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم مات في سريةٍ، فقال: يا خالد، لا تسب عماراً’’.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 3- ص: 1
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي أبو سليمان
سيف الله أسلم قبل غزوة مؤتة بشهرين وكان النصر على يده يومئذ عنه بن خالته بن عباس وعلقمة وجبير بن نفير مات 21 خ م د س ق
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي
له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله
مات بحمص سنة إحدى وعشرين وأوصي إلى عمر بن الخطاب فدفن في قرية على ميل من حمص كنيته أبو سليمان
روى عنه ابن عباس في الذبائح
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
خالد بن الوليد سيف الله
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 20
(خ م د س ق) خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي أبو سليمان الحجازي سيف الله.
قال الزبير بن
أبي بكر: كان ميمون النقيبة، ولما هاجر هو و (عمر) وعثمان بن أبي طلحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رمتكم مكة بأفلاذ كبدها»، ولم يزل يوليه الخيل ويكون في مقدمته.
وقال محمد بن سعد: كان يشبه عمر في خلقه وصفته، فكلم علقمة بن علاقة عمر بن الخطاب في السحر، وهو يظنه خالدا لشبهه به.
وفي «تاريخ ابن عساكر»: قال عمرو بن العاص: ما عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم بي وبخالد أحدا من أصحابه في حربه منذ أسلمنا، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله، ولما جرح يوم حنين نفث النبي صلى الله عليه وسلم على جراحه فبرئت، وأرسله إلى العزى فهدمها، وإلى أكيدر دومة، وإلى نجران، وقال فيه: نعم عبد الله خالدا وأخو العشيرة وسيف من سيوف الله. وفي لفظ: نعم الفتى.
ولما قيل لعمر: لو عهدت. فقال: لو أدركت خالدا ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «لخالد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين».
وقال خالد: منعني من حفظ القرآن.
ولما نزل الحيرة قيل له: احذر السم لا يسقيكه الأعاجم. فقال: إيتوني به. فأخذه بيده وقال: باسم الله. وشربه فلم يضره شيئا.
وأتى برجل ومعه زق خمر فقال: اللهم اجعله عسلا. فصار عسلا.
وأتى بآخر ومعه زق فقال: ما هذا؟ قال: خل. قال: جعله الله خلا فصار خلا.
ولما طلق زوجته سئل عن ذلك. فقال: لم يصبها مذ كانت عندي مرض ولا بلاء فرابني ذلك منها.
وكان خالد من أمد الناس بصرا، ولما مات قالت أمه تبكيه:
أنت خير من ألف ألف من الناس | إذا ما كبت وجوه الرجال |
أشجاع فأنت أشجع من ليث | عرين حميم أبي أشبال |
أجود فأنت أجود من سيل | دياس يسيل بين الجبال |
لا ترعبونا بالسيوف المبرقة | إن السهام بالردى مفوقة |
والحرب ورها العقال مطلقة | وخالد من دينه على ثقة |
لا ذهب ينجيكم ولا رقة | ولا لدنيا حاجز ولا مقة |
جزى الله عنا طيئا في ديارها | بمعترك الأبطال خير جزاء |
هم أهل رايات السماحة والندى | إذا ما الصبا ألوت بك خباء |
هم ضربوا قيسا علي الدين بعد ما | أجابوا منادي ظله عماء |
لن يهزم الله قوما أنت قائدهم | يا ابن الوليد، ولن تشقى بك الدبر |
كفاك كفا عذاب عند سطوتها | على العدو وكف بره عقر |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 4- ص: 1
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة
بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي كنيته أبو سليمان من المهاجرين سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله مات في عهد عمر بحمص سنة إحدى وعشرين وأوصى إلى عمر وكان إسلامه سنة ثمان من الهجرة وكان في أيام بدر وأحد والخندق مع المشركين ثم هداه الله بعد حدثنا أبو يعلى ثنا سريج بن يونس ثنا أبن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن قيس قال قال خالد بن الوليد ما ليلة تهدي إلي فيها عروس أنا لها محب أو أبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو وأم خالد بن الوليد لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو سليمان، وقيل أبو الوليد، الملقب سيف الله:
أسلم في صفر سنة ثمان من الهجرة بالمدينة، وكان قد هاجر إليها مع عثمان بن طلحة العبدري، وعمرو بن العاص السهمي. ولما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها» يعنى بأشرافها. وقيل: إنه أسلم بين الحديبية وخيبر. ولذلك قيل إنه شهد خيبر، وجزم بذلك النووي؛ لأنه قال: وشهد خيبر. انتهى. ويتأيد ذلك بأن ابن البرقى قال: وقد جاء في الحديث أنه شهد خيبر. انتهى.
وقيل: إنه لم يشهدها، ومقتضى كلام ابن عبد البر ترجيح هذا القول؛ لأنه قال: لا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفتح. انتهى.
ويتأيد كون خالد لم يشهد خيبر، بأن مصعبا الزبيرى ذكر أن خالد بن الوليد خرج من مكة فارا، لئلا يرى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في وقت عمرة القضية، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سأل الوليد بن الوليد، أخا خالد عنه. وقال: «لو أتانا لأكرمناه». فكتب بذلك الوليد إلى خالد، فوقع الإسلام في قلبه، وكان ذلك سبب هجرته. هذا معنى ما ذكره مصعب، فيما نقله عنه ابن عبد البر. وإذا كان كذلك، فخالد لم يشهد خيبر؛ لأن عمرة القضية بعد خيبر بنحو تسعة أشهر، وخالد لم يشهدها، فلا يكون شهد خيبر، والله أعلم. ولا يستقيم قول ابن البرقي: أنه أسلم يوم الأحزاب، ولا القول الذي حكاه ابن عبد البر، من أنه أسلم سنة خمس بعد الفراغ من بنى قريظة، ولا منافاة بين هذا وبين ما قاله ابن البرقى؛ لأن المراد بيوم الأحزاب، عام الأحزاب، وقريظة في إثر الأحزاب. وكلاهما في سنة خمس على ما هو المشهور في الأحزاب، وهي غزوة الخندق.
وأما على القول بأن الأحزاب في سنة أربع، ورجحه النووي، فإن ما ذكره ابن البرقى ينافى ما ذكره ابن عبد البر، ولا يستقيم ما ذكره ابن عبد البر أيضا، من أن خالد
ابن الوليد، كان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية. وإنما لم يستقم هذا، وكذا ما أشرنا إليه أولا؛ لأن في سيرة ابن إسحاق، تهذيب ابن هشام، من حديث الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة: أن خالد بن الوليد، كان على خيل قريش يوم الحديبية، فلا يصح على هذا أن يكون خالدا في يوم الحديبية على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أنه أسلم قبل ذلك، والله أعلم.
وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وشهد خالد غزوة مؤتة، في سنة ثمان.
وأبلى فيها بلاء عظيما؛ لأن في يده اندق تسعة أسياف، ولم يثبت في يده يومئذ إلا صفيحة يمانية، ويومئذ سماه النبي صلى الله عليه وسلم: سيف الله. وشهد معه فتح مكة، وكان على المجنبة اليمنى مقدما على طائفة من المسلمين، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم، أن يدخل من أسفل مكة، فدخل من الليط، وقتل المشركين، وأوجس من بقى منهم خيفة. ولذلك رأي بعض العلماء الشافعية، أن ما قاتل فيه خالد من مكة فتح عنوة. والمشهور من مذاهب جماهير العلماء، أن مكة أجمع فتحت عنوة، والله أعلم. وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح لهدم العزى، ففعل ذلك خالد، وشهد غزوة حنين، مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم على طائفة من المسلمين، وكان يقدمه على خيله من حين أسلم. وكانت قريش في الجاهلية تقدمه على خيلها. وعاده النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغ وقعة هوازن، من جرح أصابه يوم حنين، ونفث في جرحه فانطلق، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغميصاء - ماء من مياه جذيمة من بنى عامر - فقتل ناسا منهم، لم يصب في قتلهم، فكره النبي صلى الله عليه وسلم فعله، وودى القتلى.
وذكر ابن الأثير: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أعطى قومهم ما ذهب لهم من مال. انتهى.
وبعثه إلى بالحرث بن كعب، من مذحج، فأتى بنفر منهم فأسلموا، ورجعوا إلى قومهم بنجران، وذلك في سنة عشر. وفي سنة تسع، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل، فأتى بصاحبها وصالحه النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية. ولما ولى الصديق رضي الله عنه الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر خالدا على قتال المرتدين من العرب، فلقى في سنة إحدى عشرة ببزاخة، طليحة الأسدي وعيينة بن حصن الفزارى، وقرة بن هبيرة القشيرى، فقاتلهم بمن معه من المسلمين، فأسر عيينة وقرة، وبعث بهما إلى الصديق رضي الله عنه أسيرين، فحقن دمهما، وهرب طليحة نحو الشام، ثم راجع الإسلام، وأتى بمالك بن نويرة ورهط من بنى حنظلة إلى خالد رضي الله عنه، فضرب أعناقهم. واختلف في مالك بن نويرة، فقيل قتل كافرا، وقيل مسلما. وإنما قتله خالد لظن ظنه به، وكلام سمعه منه. وقد أنكر
عليه قتله أبو قتادة، وعرض الصديق رضي الله عنه الدية على متمم بن نويرة، وأمر خالدا بأن يطلق زوجة مالك؛ لأنه كان قد تزوجها.
وفى ربيع الأول سنة اثنتي عشرة، فتحت اليمامة وغيرها على يد خالد، وأباد الله على يده أهل الردة، منهم مسيلمة الكذاب رأسهم، وكان فتح خالد لليمامة صلحا، وبعثه الصديق رضي الله عنه في سنة ثلاث عشرة إلى العراق، لقتال فارس، فأنالهم ذلة وهوانا، وافتتح الأبلة، وأغار على السواد كذا قال [ .......... ].
وذكر الزبير عن عمه مصعب: أن خالدا فتح بعض السواد، وصالح أهل الجزيرة، ثم أمره أبو بكر رضي الله عنه بالمسير إلى الشام، فلم يزل بها حتى عزله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وذكر الزبير: أن عمر عزل خالدا لما كان يعيبه عليه في حال ولايته للصديق رضي الله عنه، من صرفه للمال بغير مشاورة الصديق، واستبداده بفعل أمور لا يشاور فيها الصديق، كقتله لمالك بن نويرة، ونكاحه لامرأته، وفتحه لليمامة صلحا، وغير ذلك، حتى قيل إنه لم يرفع للصديق حسابا في مال.
وذكر الزبير: أن عمر رضي الله عنه لم يعزله، حتى كتب إليه أن لا يخرج شاة ولا بعيرا إلا بأمره، فكتب إليه خالد: إما أن تدعنى وعملى، وإلا فشأنك وعملك. وكان قد كتب بمثل ذلك للصديق، فما كتب إليه الصديق بمثل ما كتب إليه عمر، ورأي الصديق أن لا يعزله، ورأي عمر عزله. وكان عمر يسأله أن يعود إلى عمله، فيأبى خالد إلا أن يتركه عمر ورأيه، فيأبى عمر رضي الله عنه، وهذا معنى كلام الزبير.
وروينا من حديث علي بن رباح عن ناشرة بن سمى اليزنى، أن عمر رضي الله عنه، لما قدم الشام اعتذر في خطبته بالجابية، عن عزل خالد بن الوليد، بأنه أمره أن يحبس هذا المال على المهاجرين، فأعطاه ذا البأس والشرف واللسان، فرد على عمر أبو عمرو بن حفص بن المغيرة، ابن عم خالد بن الوليد. وهذا الحديث في سنن النسائي .
ولما عزل عمر خالدا، ولى عوضه أبا عبيدة بن الجراح، وجاء عزله وهم محاصرون لدمشق، فكتموا ذلك حتى فتحها الله تعالى. وكان بعضها وهو الذي إلى جهة خالد، فتح عنوة، والذي إلى جهة غيره فتح صلحا، ثم أمضيت كلها صلحا. وكان فتحها في رجب سنة أربع عشرة.
وذكر ابن عبد البر، وابن الأثير: أنه افتتح دمشق، ولم يذكرا له في فتحها شريكا. وأما المزي فقال في التهذيب: ثم وجهه - يعنى الصديق رضي الله عنه - إلى العراق ثم إلى الشام، وأمره على أمراء الشام، وهو أحد أمراء الأجناد الذين ولوا فتح دمشق. انتهى.
ولم يمنع خالدا عزله، من الجهاد في سبيل الله تعالى، وله في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق وأهل الردة أثر عظيم.
وجملة ما شهده من الحروب في سبيل الله، مائة زحف أو زهاءها، على ما روى عنه. وفي الخبر الذي روى عنه في ذلك أنه قال: وما في بدنى موضع شبر، إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا ذا أموت على فراشى كما تموت العير، فلا نامت أعين الجبناء، وما من عمل لى، أرجا من لا إله إلا الله، وأنا متترس بها.
وهذا الخبر ذكره ابن عبد البر وابن الأثير والنووي، إلا أن ابن عبد البر لم يذكر قوله: وما لي من عمل | إلى آخره. |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي
سيف الله يكنى أبا سليمان له صحبة روى عنه ابن عباس والمقدام بن معدي كرب والأشتر سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1