خالد ابن لؤي خالد بن منصور بن لؤي، من العبادلة، نسبة إلى عبد الله من ذوي حمود: شريف من الأمراء الشجعان. كانت له ولأسلافه مارة الخرمة (في شرق الحجاز) وثار على الترك في خلال الحرب العامة الأولى مع الشريف (الملك) حسين بن علي (سنة 1334هـ) وهو من بني عمومته. ووجهه الشريف حسين مع ابنه عبد الله (أمير شرقي الأردن وملكها بعد ذلك) لحصار بقايا الأتراك في الطائف، ثم للمرابطة بوادي العيس (في شرقي المدينة) واعتدى أحد شيوخ عتيبة على خالد، ولم ينتصر له عبد الله، ففارقه خالد وعاد إلى الخرمة. وكتب إلى سلطان نجد ابن سعود (ملك المملكة العربية السعودية بعد ذلك) يعرض عليه طاعته وولائه. وعلم الشريف عبد الله وابوه بالأمر، فوجها إليه ثلاثة جيوش صغيرة ظفر بها خالد. ووضعت الحرب العامة أوزارها واستقر الشريف حسين (ملكا) على الحجاز، فجهز ابنه عبد الله بما استولى عليه، هو وابناؤه، من ذخائر الجيش التركي، وامره بالزحف على (الخرمة) ووراءها نجد. وتقدم عبد الله إلى ان دخل (تربة) وهي على مقربة من الخرمة، وكتب إلى شيوخ القبائل يتوعد من يقعد عن نصرته، وارسل ابن سعود قوة صغيرة على رأسها (سلطان بن بجاد) شيخ (عتيبة) لمساعدة خالد، وبوغت عبد الله قبيل الفجر بغارة (الأخوان) يتقدمهم خالد وسلطان فكانت وقعة (تربة) سنة 1337هـ ، - 1919م، ونجا عبد الله بقليل ممن أستطاعوا معه الفرار. واشتد ما بين ابن سعود والحسين بن علي، مما لامجال لتفصيله هنا، فزحف خالد في جملة ستة عشر من امراء القبائل، من رجال ابن سعود، فدخلوا الطائف. وقسا بعضهم على أهل الطائف فكفهم خالد. ومشوا إلى مكة، فدخلوها قبل وصول الملك ابن سعود إليها. وتولى خالد الإشراف على إدارة الأعمال بها إلى ان وصل ابن سعود. ولذلك عده صاحب مرآة الحرمين - ص336 - (آخر من ولي إمارة مكة من الأشراف) قال: (وليها سنة 1343هـ ، من قبل السلطان عبد العزيز بن سعود أمير نجد، بعد أن سقطت في أيدي جنده وطرد منها الحسين بحاشيته) واشترك خالد في حصار جدة، بعد قيام دولة علي بن الحسين فيها، وقدوم ابن سعود من نجد. ثم أقام في مكة مع الملك ابن سعود، إلى ان قامت ثورة الأدارسة في بلاد عسير (سنة 1351هـ) فجهزه ابن سعود بقوة قصد بها مدينة (صبيا) فمرض في (أبها) وأبى إلا دخول مرافقة الجند، فمات قبيل دخول (صبيا) عن تحو سبعين عاما. وكان شديد الشكيمة، بدويا قحا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 299