أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة، أبو أيوب الأنصاري، من بني النجار: صحابي، شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد. وكان شجاعا صابرا تقيا محبا للغزو والجهاد. وعاش إلى أيام بني امية ووكان يسكن المدينة، فرحل إلى الشام. ولما غزا يزيد القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية، صحبه أبو أيوب غازيا، فحضر الوقائع ومرض فأوصى أن يوغل به في أرض العدو فلما توفى دفن في أصل حصن القسطنطينية. له 155حديثا

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 295

أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد بن كليب.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 289

أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد الخزرجي النجاري وفاته ومدفنه
توفي غازيا في بلاد الروم في ملك معاوية سنة 50 أو 51 أو 52 وهو الأكثر كذا في الاستيعاب. وفي تهذيب التهذيب عن أبي زرعة الدمشقي سنة 55 وفي مروج الذهب سنة 45 ولم يقله غيره وفي الاستيعاب دفن قرب سور القسطنطينية وقبره معلوم إلى اليوم معظم يستسقون به فيسقون فيه في الكنى روي عن مجاهد أن خيل المسلمين جعلت تقبل وتدبر على قبره حتى عفي أثره (خافوا من نبشه) وقال البغوي قبر ليلا وعن مجاهد أن الروم قالت للمسلمين صبيحة دفنهم أبا أيوب لقد كان لكم الليلة شأن فقالوا هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاما وقد دفناه حيث رأيتم والله لئن نبش لأضرب لكم ناقوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة قال مجاهد كانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا وقال أبو القاسم عن مالك بلغني عن قبر أبي أيوب أن الروم يستصبحون به ويستسقون قال ابن حبان قال إذا أنا مت فقدموني في بلاد العدو ما استطعتم ثم ادفنوني فمات وكان المسلمون على حصار القسطنطينية فقدموه حتى دفن إلى جنب حائط. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 49 أو في سنة 50 وجه معاوية جيشا كثيفا إلى بلاد الروم وكان فيه أبو أيوب الأنصاري وتوفي أبو أيوب عند القسطنطينية فدفن بالقرب من سورها فأهلها يستسقون به. وروى الحاكم في المستدرك أنه مات في الغزو وكان أوصى أن يدفن في أصل سور القسطنطينية وأن يقضى دين عليه ففعل. وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم والروم فيما ذكر يتعاهدون قبره ويزورونه ويستسقون به إذا قحطوا اه. ومثله في ذيل المذيل إلا أنه قال وقبره بأصل حصنها وقال ويرمونه بدل يزورونه وروى الحاكم أيضا أنه أوصى فقال: إذا أنا مت فاسعوا بي في أرض العدو ما وجدتم مساغا فإذا لم تجدوا مساغا فادفنوني ثم ارجعوا.
انقطاع نسله
في تاريخ ابن عساكر: انقطع نسل أبي أيوب فلا نعلم له نسلا.
أمه
في الاستيعاب وغيره أمه هند بنت سعد (سعيد) بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج الأكبر.
أقوال العلماء فيه
كان أبو أيوب صحابيا من السابقين إلى الإسلام أنصاريا خزرجيا مخلصا في ولاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مختصا به شهد معه جميع حروبه بعدما شهد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم جميع حروبه وقضى عمره في الجهاد في سبيل الله وغزا بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلام حتى مات غازيا في بلاد الروم وكان شاعرأ مجيدا وامتاز بأنه صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة فلم ينزل النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينزل النبي عند أحد وقد عرضت عليه القبائل النزول كلما مر بواحدة منها حتى أخواله فلم يقبل وقال دعوا الناقة فإنها مأمورة حتى أناحت بباب أبي أيوب. وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: كان أبو أيوب سيدا معظما من سادات الأنصار وكان من شيعة الإمام علي عليه السلام وقال الكشي أنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام. وفي الخلاصة: خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري مشكور وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فقال خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري وفي أصحاب علي عليه السلام فقال خالد بن زيد عربي مدني خزرجي يكنى أبا أيوب الأنصاري من الخزرج وفي المستدرك للحاكم (ذكر مناقب أبي أيوب الأنصاري) ثم روى بسنده عن عروة أن من تسمية أصحاب العقدة الذين بايعوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم من بني غنم بن مالك بن النجار أبو أيوب وهو خالد بن زيد بن ثعلبة. وروى أيضا أنه شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يتخلف عن غزاة فلم تكن غزاة للمسلمين إلا وهو فيها إلا عاما واحدا استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول ما علي من استعمل ثم غزا فمرض فمات وكان يقول قال الله عز وجل: {انفروا خفافا وثقالا} فلا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا اه. وفي الاستيعاب: شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وعليه نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه من بني عمرو بن عوف حين قدم المدينة مهاجرا من مكة فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة وبنى مساكنه ثم انتقل إلى مسكنه وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير وكان مع علي بن أبي طالب في حروبه كلها وروى في أسد الغابة شهد أبو أيوب العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عقبة وابن إسحق وعروة وغيرهم وشهد مع علي حروبه كلها ولزم الجهاد ولم يتخلف عن الجهاد إلا عاما واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام وجعل يتلهف ويقول وما علي من استعمل علي. وروى في الإصابة أن الشاب يزيد بن معاوية وروى فيه أيضا أنه عبد الملك بن مروان وقال ابن عساكر هو عبد الملك. ويمكن أن يكون أمير الجيش الذي تخلف عنه هو عبد الملك ثم غزا مع يزيد وفيه في الكنى شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مع علي بن أبي طالب عليه السلام ومن خاصته قال ابن الكلبي وابن إسحق وغيرهما شهد أبو أيوب مع علي الجمل وصفين وكان على مقدمته يوم النهروان وقال شعبة سألت الحكم أشهد أبو أيوب صفين؟ قال لا، ولكن شهد النهروان اه. وهو مردود بما مر من شهوده الثلاثة وما كان ليتخلف عن علي وهو من خاصته وبما يأتي من أخباره يوم صفين وغيره. وفي الإصابة: من السابقين شهد العقبة وبدرا وما بعدها وشهد الفتوح ودوام الغزو واستخلفه علي على المدينة لما خرج إلى العراق ثم لحق به بعد وشهد معه قتال الخوارج قال ذلك الحكم بن عتيبة. وفي تهذيب التهذيب: شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل عنده حين قدم المدينة شهرا حتى بنى المسجد وقال الخطيب حضر العقبة وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها وكان مسكنه المدينة وحضر مع علي حرب الخوارج وورد المدائن في صحبته وذكر الوافدي وأبو القاسم البغوي أنه شهد مع علي صفين وقال ابن الأثير في تاريخه شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع علي وغيرها من حروبه. وفي ذيل المذيل: هو أحد السبعين الذين بايعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة من الأنصار في قول جميعهم وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كثيرا. وفي تاريخ بغداد: بسنده عن الأجلح بن عبد الله الكندي سمعت زيد بن علي وعبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبد الله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك من أهله وسمعته أيضا من غيرهم فذكر أسماء جماعة من الصحابة ثم قال وخالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري. وفي الدرجات الرفيعة: كان من الصحابة شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وكان سيدا معظما من سادات الأنصار وكان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وممن أنكر على الخليفة الأول تقدمه عليه. وفيما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون في محض الإسلام الولاية لأولياء أمير المؤمنين عليه السلام الذين مضوا على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يبدلوا ولم يغيروا بعد نبيهم وهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخالد بن سعيد وعبادة بن الصامت وأبو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت وأبو سعيد الخدري وأمثالهم اه. وقال في رجاله: سئل الفضل بن شاذان عن بعض قتاله فقال كان ذلك قلة فقه منه وغفلة اه.
أخباره
خبره في نزول الرسول الله صلى الله عليه وسلم عنده لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة نزل أولا في بني عمرو بن عوف بقبا وبقي هناك خمسا أو أكثر ينتظر قدوم علي بن أبي طالب عليه السلام بالفواطم فلما قدم عليه دخل المدينة. قال ابن الأثير في أسد الغابة فيما رواه بسنده عن ابن إسحق في جملة حديث: فاعترضه بنو سالم بن عوف فقالوا يا رسول الله هلم إلى العدد والعدة والقوة انزل بين أظهرنا فقالوا خلوا سبيلها (أي الناقة) فإنها مأمورة ثم مر ببني بياضة فاعترضوه وقال مثل ذلك ثم مر ببني ساعدة فقالوا مثل ذلك فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة ثم مر بأخواله بني عدي بن النجار فقالوا هلم إلينا أخوالك فقال مثل ذلك فمر ببني مالك بن النجار فبركت على باب مسجده ثم التفتت ثم انبعثت ثم كرت إلى مبركها ثم تحلحلت في مناخها ورزمت فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فأدخله بيته. وعن مناقب ابن شهراشوب مرفوعا عن سلمان الفارسي قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تعلق الناس بزمام الناقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة فعلى باب من بركت فأنا عنده فأطلقوا زمامها وهي تهف في المسير حتى دخلت المدينة فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري ولم يكن في المدينة أفقر منه فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم ’’الخبر’’. وظهر من هذه الرواية حكمة نزوله صلى الله عليه وسلم عند أبي أيوب دون غيره وهو كونه أفقر رجل في المدينة وفي ذلك حكم كثيرة (أولا) قطع طمع الأغنياء في الميل إليهم دون الفقراء (ثانيا) بيان أن المال لا قيمة له عند الله (ثالثا) جبر قلوب الفقراء (رابعا) الحث على الزهد في الدنيا (خامسا) تعليم الناس التواضع وعدم احتقار الفقير لفقره وعدم احترام الغني لغناه (سادسا) كسر النفس وحملها على التواضع إلى غير ذلك.
اهتمام أبي أيوب براحته صلى الله عليه وسلم
في الاستيعاب بسنده أن أبا أيوب قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة فأهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتبع الماء شفقة إلى أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت إلى النبي وأنا مشقف فقلت يا رسول الله إنه ليس ينبغي أن نكون فوقك انتقل إلى الغرفة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمتاعه قليل (الحديث) . وفي رواية الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي إمامة الباهلي عن أبي أيوب لما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بأبي وأمي إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل فقال إنه رفق بي أن أكون في السفلى لما ينتابنا من الناس، فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فأهريق ماؤها فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها بها الماء فرقا أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يؤذيه. هذا حديث صحيح على شرط ملم ولم يخرجاه.
زهده ومعرفته
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن مسلم بن عبد الله: أعرست في عهد أبي فدعا الناس وفيهم أبو أيوب وقد ستروا بيتي بستر أخضر فقال يا عبد الله تسترون الجدر؟ فقال أبي واستحيا غلبنا النساء فقال: من خشيت أن يغلبه النساء فلم أخشى أن يغلبني لا أدخل لكم بيتا ولا أطعم لكم طعاما. قال ودخل نوف البكالي ورجل آخر على أبي أيوب وقد اشتكى فقال نوف اللهم عافه واشفه فقال لا تقولوا هذا وقولوا اللهم إن كان أجله عاجلا فاغفر له وارحمه وإن كان آجلا فعافه وآجره.
صلاته بالناس بعد مقتل عثمان
قال ابن الأسير في اليوم الذي منع فيه عثمان جاء يعد القرظ وهو المؤذن إلى علي بن أبي طالب فقال من يصلي بالناس فقال ادع خالد بن زياد فدعاه فصلى بالناس فهو أول يوم عرف أن اسم أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد.
خبره في دخول علي عليه السلام البصرة يوم الجمل
في مروج الذهب بسنده عن المنذر بن الجارود في وصف دخول علي عليه السلام البصرة يوم الجمل قال فورد موكب نحو ألف فارس يقدمه فارس أشهب عليه قلنسوة وثياب بيض متقلد سيفا ومعه راية فقلت من هذا فقيل أبو أيوب الأنصاري وهؤلاء الأنصار وغيرهم.
خبره في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين
في رجال الكشي روى الحارث بن نصير الأزدي عن أبي صادق عن محمد بن سليمان قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له فأتيناه فأهدينا له وقعدنا عنده وقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرني بقتال القاسطين والمارقين والناكثين فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وإنا نقاتل إن شاء الله بالسعفات بالطرفات بالنهروانات وما أدري أنى هي وقد روى إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين وابن عساكر في تاريخ دمشق ما يقارب مضمون هذه الرواية التي مرت عن الكشي فرواها ابن ديزيل كما في الدرجات الرفيعة بسند يخالف سند الكشي في شيء ويوافقه في شيء ولعل الاختلاف وقع من تحريف النساخ فروى ابن ديزيل عن محمد بن سليمان عن ابن فضيل عن إبراهيم عن أبي صادق واقتصر ابن عساكر على قوله أبو صادق قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا فبعثوها معي فدخلت إليه فسلمت عليه وقلت له يا أبا أيوب قد أكرمك الله عز وجل بصحبة نبيه ونزوله عليك فمالي أراك تستقبل الناس بسيفك تقاتل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا أن نقاتل مع الناكثين فقد قاتلناهم وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم يعني معاوية وأصحابه وعهد إلينا أن نقاتل معه المارقين ولم أرهم بعد اه. وفي الدرجات أيضا: روى الخطيب في تاريخه أن علقمة والأسود أتيا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقالا له يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم وبمجيء ناقته تفضلا من الله تعالى وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب أهل لا إله غلا الله فقال: يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي عليه السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فأما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل الجمل وأما القاسطون فهذا منصرفنا عنهم يعني معاوية وعمرو بن العاص وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ولكن لابد لنا من قتالهم إن شاء الله تعالى ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار إن رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لمن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى ’’الخير’’ وهذه الروايات وغيرها تنفي قول من زعم أنه لم يشهد إلا النهروان. وفي الدرجات الرفيعة ثم شهد أبو أيوب وقعة النهروان مع أمير المؤمنين عليه السلام وهو على مقدمته يقاتل المارقين كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وفيه أيضا: روى أبو بكر محمد بن الحسن الآجري تلميذ أبي بكر بن داود السجستاني في الجزء الثاني من كتاب الشريعة بإسناده أن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا: إن الله أكرمك بمحمد صلى الله عليه وسلم إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفك فضيلة فضلك الله تعالى بها ثم خرجت تقاتل مع علي بن أبي طالب فقال مرحبا بكما وأهلا إنني أقسم لكما بالله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي جالس يمينه وأنا قائم بين يديه وأنس إذ حرك الباب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس انظر من بالباب فخرج فنظر ورجع فقال هذا عمار بن ياسر قال أبو أيوب فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أنس افتح لعمار الطيب المطيب ففتح أنس الباب فدخل عمار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ورحب به وقال يا عمار سيكون في أمتي بعدي هناة واختلاف حتى يختلف السيف بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض فإن رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني يعني عليا عليه السلام وإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي وخل الناس طرا يا عمار إن عليا لا يزل عن هدى يا عمار إن طاعة علي من طاعتي وطاعتي من طاعة الله تعالى.
أخباره مع معاوية
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن الأعمش قال كتب معاوية إلى أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا وكان سطرا واحدا: حاجيتك لا تنسى شيباء أبا عذرها ’’عذرتها’’ ولا قاتل بكرها فلم يدر أبو أيوب ما هو فأتى عليا عليه السلام وقال يا أمير المؤمنين إن معاوية ابن آكلة الأكباد وكهف المنافقين كتب إلي بكتاب لا أدري ما هو فقال له علي عليه السلام وأين الكتاب فدفعه إليه فقرأه وقال نعم هذا مثل ضربه لك يقول ما أنسى الذي لا تنسى الشيباء لا تنسى أبا عذرها (عذرتها) والشيباء المرأة البكر ليلة افتضاضها لا تنسى بعلها الذي افترعها أبدا ولا تنسى قاتل بكرها وهو أول ولدها كذلك لا أنسى أنا قتل عثمان والشيباء الشمطاء وكتب معاوية في أسفل كتاب أبي أيوب:

فلما قرأ الكتاب على علي قال لشد ما شحذكم معاوية يا معشر الأنصار أجيبوا الرجل فقال أبو أيوب يا أمير المؤمنين ما أشاء أن أقول من الشعر شيئا يعبأ به الرجال إلا قلته قال أنت إذا أنت فكتب أبو أيوب إلى معاوية أنت كما لا تنسى الشيباء ثكل ولدها ولا أبا عذرنها فضربتها مثلا بقتل عثمان إن الذي تربص بعثمان وثبط يزيد بن أسد وأهل الشام في نصرته لانت وأن الذين قتلوه لغير الأنصار وكتب في آخر كتابه:
فلما أتى معاوية كتاب أبي أيوب كسره اه. وفي تهذيب التهذيب تاريخ ابن عساكر والخطيب عن عمارة بن غزية: دخل أبو أيوب على معاوية فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكم سترون بعدي أثره فعليكم بالصبر فبلغت معاوية فقال صدق رسول الله أنا أول من صدقه فقال أبو أيوب أجرأة على الله وعلى رسوله لا أكلمه أبدا ولا يأويني وإياه سقف بيت ثم خرج من فوره ذلك إلى الصائفة فمرض فأتاه يزيد بن معاوية يعوده وهو على الجيش فقال هل لك من حاجة أتوصي بشيء فقال ما ازددت عنك وعن أبيك بعد إلا غنى (الحديث) وقول معاوية هذا استهزاء بالشرع وصاحبه ولذلك قال أبو أيوب أجرأت على الله وعلى رسوله. وروى الحاكم في المستدرك بسنده أن أبا أيوب بسنده أن أبا أيوب أتى معاوية فذكر له حاجة قال ألست صاحب عثمان قال أما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخبرنا أنه سيصيبنا بعده أثرة قال وما أمركم قال أمرنا أن نصبر حتى نرد عليه الحوض قال فاصبروا فغضب أبو أيوب وحلف أن لا يكلمه أبدا ثم أن أبا أيوب أتى عبد الله بن عباس فذكر له فخرج عن بيته كما خرج أبو أيوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيته وقال أيش تريد قال أربعة غلمة يكونون في محلي قال لك عندي عشرون غلاما. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وبسنده عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا أيوب الأنصاري قدم على ابن عباس البصرة ففرغ له بيته وقال لأصنعن بك كما صنعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقال كم عليك من الدين قال عشرون ألفا فأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا وقال لك ما في البيت. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن حبيب بن أبي ثابت مثله.
وفي تاريخ دمشق: قدم يوما على معاوية فأجلسه على السرير معه فجعل معاوية يتحدث ويقول فعلنا وفعلنا وأهل الشام حوله ثم التفت إلى أبي أيوب وقال له من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا وكذا فقال أبو أيوب أنا قتلته إذ أنت وأبوك على الجمل الأحمر معكما لواء الكفر فنكس معاوية وتنمر أهل الشام لأبي أيوب فرفع معاوية رأسه وقال مه مه وإلا فلعمري ما عن هذا سألناك ولا هذا أرنا منك.
ثم أن لقاءه معاوية لابد أن يكون بعد وفاة علي عليه السلام إما في حياته فلم يكن ليفارقه ولا ليأتي معاوية وبعد وفاته لم يكن ابن عباس أميرا على البصرة فلا بد أن يكون وفوده على ابن عباس بالبصرة في حياة علي ومروره بمعاوية بعد وفاته وحصل اشتباه من الرواة فذكروا الواقعتين في واقعة واحدة وقدموا المتأخرة وأخروا المتقدمة ولكن رواية المستدرك الأولى لا يرد عليها ذلك لأنه لم يقل فأتى ابن عباس بالبصرة فيجوز أن يكون أتاه بعد وفاة علي عليه السلام.
أخباره مع الخوارج
قال ابن الأثير عند ذكر الخوارج الذين خرجوا في عهد علي عليه السلام وخطبهم أبو أيوب الأنصاري فقال: عباد الله إنا وإياكم على الحال الأولى التي كنا عليها ليست بيننا وبينكم فرقة فعلام تقاتلوننا فقالوا إنا لو تابعناكم اليوم حكمتم غدا قال فإني أنشدكم الله أن تجعلوا فتنة العام مخالفة ما يأتي في القابل وفي مروج الذهب عند ذكر حرب الخوارج: وحمل أبو أيوب الأنصاري على زيد بن حصن فقتله وقتل عبد الله بن وهب الذي قتل هانئ بن حاطب الأزدي وزياد بن خصفة وقتل حرقوص بن زهير السعدي وفيه بسنده عن رجل من الأزد نظرت إلى أبي أيوب الأنصاري في يوم النهروان وقد علا عبد الله بن وهب الراسبي فضربه ضربة على كتفه فأبان يده وقال بؤ بها إلى النار يا مارق فقال عبد الله ستعلم أين أولى بها صليا قال وأبيك إني لا أعلم إذ أقبل صعصعة بن صوحان وشرك أبا أيوب في قتله ضربة ضربة بالسيف أبان بها رجله وأدركه أخرى في بطنه ثم احتزا رأسه وأتيا به عليا ثم قال لهما اطلبا لي ذا الثدي (الحديث) .
روايته حديث الغدير
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج في كتاب صفين بإسناد ذكره عن رباح ج 1 ص289 روى إبراهيم بن ديزيل ابن الحارث النخعي: كنت جالسا عند علي عليه السلام إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا السلام عليك يا مولانا فقال لهم أولستم قوما عربا قالوا بلى ولكنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخزل من خزله فلقد رأيت عليا عليه السلام ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال اشهدوا ثم أن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم من القوم؟ قالوا نحن رهط من الأنصار وذاك يعنون رجلا منهم أبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فصافحته.
ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال: ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا وسمعته حين ينصرف من صلاته يقول: اللهم اغفر لي أخطائي وذنوبي كلها اللهم أنعمني وأحيني وأرزقني وأهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدي لصالحها إلا أنت ولا يصرف عن سيئها إلا أنت.
سؤال ابن عباس والمسور إياه عن بعض الأحكام.
روى الحاكم في المستدرك بسنده أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا في المحرم يغسل رأسه بالماء من غير جنابة فأرسلا إلى أبي أيوب الأنصاري وهو في بعض مياه مكة يسألانه عن ذلك فذكر الحديث بطوله ثم قال هذه فضيلة لأبي أيوب أن ابن عباس و المسور بن مخرمة رجعا إليه في السؤال.
الراوي عنهم والراوون عنه
في تهذيب التهذيب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب وفي أسد الغابة روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر والبراء بن عازب وأب إمامة وزيد بن خالد الجهني والمقدام بن معد يكرب وأنس بن مالك وجابر بن سمرة وعبد الله بن يزيد الخطمي ومن التابعين سعيد بن المسيب وعروة وسالم بن عبد الله وأبو سلمة وعطاء بن يسار وعطاء بن يزيد (الليثي) وغيرهم. وزاد ابن حجر فيمن روى عنه من غير الصحابة موسى بن طلحة وعبد الله بن حنين وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعروة بن الزبير وأبو عبد الرحمن الجبلي وعمر بن ثابت وجماعة.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 283

خالد بن زيد بن كليب (ب د ع) خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، واسمه تيم الله، بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، وأمه: هند بنت سعيد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وهو مشهور بكنيته.
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عقبة وابن إسحاق وعروة وغيرهم.
ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا نزل عليه، وأقام عنده حتى بنى حجره ومسجده، وانتقل إليها، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم خمسا، يعني بني عمرو بن عوف، وبنو عمرو يزعمون أنه أقام أكثر من ذلك، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فاعترضه بنو سالم بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، هلم إلى العدد والعدة والقوة، أنزل بين أظهرنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلوا سبيلها فإنها مأمورة. ثم مر ببني بياضة فاعترضوه فقالوا مثل ذلك، ثم مر ببني ساعدة فقالوا مثل ذلك. فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، ثم مر بأخواله بني عدي بن النجار فقالوا: هلم إلينا أخوالك. فقال مثل ذلك، فمر ببني مالك بن النجار فبركت على باب مسجده، ثم التفتت. ثم انبعثت ثم كرت إلى مبركها الذي انبعثت منه، فبركت فيه، ثم تحلحلت في مناخها ورزمت فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله، فأدخله بيته، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد. وأخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا أبو كامل، أخبرنا الليث بن سعد (ح) قال أحمد: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا يونس بن محمد أخبرنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي رهم السماعي، أن أبا أيوب حدثهم إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في بيته الأسفل، وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق، فقلت: يا رسول الله، إنه ليس ينبغي أن نكون فوقك، فانتقل إلى الغرفة. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمتاعه فنقل، فقلت: يا رسول الله، كنت ترسل إلي بالطعام، فأنظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت فيه يدي، حتى كان هذا الطعام الذي أرسلت به إلي، فنظرت فلم أر أثر أصابعك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، إن فيه بصلا، فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأما أنتم فكلوا. وقد روي أن الطعام كان فيه ثوم، وهو الأكثر. والله أعلم.
روى حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس: أن أبا أيوب أتى ابن عباس، فقال له: يا أبا أيوب، إني أريد أن أخرج لك عن مسكني، كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسكنك، وأمر أهله فخرجوا، وأعطاه كل شيء أغلق عليه بابه فلما كان خلافة علي قال: ما حاجتك ؟ قال: حاجتي عطائي، وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات، فأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدا، وكان أبو أيوب ممن شهد مع علي رضي الله عنهما حروبه كلها ولزم الجهاد، وقال: قال الله تعالى: {انفروا خفافا وثقالا}، فلا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا. ولم يتخلف عن الجهاد إلا عاما واحدا، فإنه استعمل على الجيش رجل شاب، فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول: وما علي من استعمل علي.
روى عنه من الصحابة ابن عباس، وابن عمر، والبراء بن عازب، وأبو أمامة، وزيد بن خالد الجهني، والمقدام بن معديكرب، وأنس بن مالك، وجابر بن سمرة، وعبد الله بن يزيد الخطمي، ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وعروة، وسالم بن عبد الله، وأبو سلمة، وعطاء بن يسار، وعطاء بن يزيد، وغيرهم.
توفي أبو أيوب مجاهدا سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر، وكان في جيش، وأمير ذلك الجيش يزيد بن معاوية، فمرض أبو أيوب، فعاده يزيد، فدخل عليه يعوده فقال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي إذا أنا مت فاركب ثم سغ في أرض العدو ما وجدت مساغا فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع، فتوفي، ففعل الجيش ذلك، ودفنوه بالقرب من القسطنطينية، وقبره بها يستسقون به، وسنذكر طرفا من أخباره في كنيته، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 323

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 121

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 571

أبو أيوب الأنصاري (ب) أبو أيوب الأنصاري، واسمه: خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري.
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ومن خاصته.
قال ابن الكلبي، وابن إسحاق وغيرهما: شهد أبو أيوب مع علي الجمل وصفين، وكان على مقدمته يوم النهروان.
وقال شعبة: سألت الحكم: أشهد أبو أيوب صفين؟ قال: لا، ولكن شهد النهروان.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان والحسين بن يوحن بن أتويه بن النعمان الباورى قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي الحسن علي بن الحسين الحمامي النيسابوري، أخبرنا أبو سعيد مسعود ابن ناصر بن أبي زيد الركاب السجزي، أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عمران الضراب، أخبرنا حامد بن يحيى. أخبرنا يحيى بن أيوب العابد، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني سعد بن سعيد بن قيس الأنصاري، عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي، عن أبي أيوب الأنصاري، أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر». ثم إنه غزا أيام معاوية أرض الروم مع يزيد بن معاوية، سنة إحدى وخمسين: فتوفي عند مدينة القسطنطينية. وقيل: سنة خمسين، فدفن هناك. وأمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل وتدبر على قبره، حتى عفا أثر القبر. روي هذا عن مجاهد.
وقيل: إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب: لقد كان لكم الليلة شأن قالوا: هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا وأقدمهم إسلاما. وقد دفناه حيث رأيتم. وو الله لئن نبش لا ضرب لكم بناقوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.
قال مجاهد: وكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا.
وهو الذي نزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة مهاجرا إلى أن بنى مسجده ومساكنه.
أخرجه أبو عمر، وقد تقدم في خالد بن زيد.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1284

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 22

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 25

خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار، أبو أيوب الأنصاري، معروف باسمه وكنيته. وأمه هند بنت سعيد بن عمرو، من بني الحارث بن الخزرج. من السابقين.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب.
روى عنه البراء بن عازب، وزيد بن خالد، والمقدام بن معديكرب، وابن عباس، وجابر بن سمرة، وأنس، وغيرهم من الصحابة، وجماعة من التابعين.
شهد العقبة وبدرا وما بعدها، ونزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، فأقام عنده حتى بنى بيوته ومسجده، وآخى بينه وبين مصعب بن عمير.
وشهد الفتوح، وداوم الغزو، واستخلفه علي على المدينة لما خرج إلى العراق، ثم لحق به بعد، وشهد معه قتال الخوارج، قال ذلك الحكم بن عيينة.
وروى عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فقال له: «لا يصيبك السوء يا أبا أيوب»
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم، من طريق أبي الخير عن أبي رهم- أن أبا أيوب حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في بيته، وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق فسألته، فانتقل إلى الغرفة، قلت: يا رسول الله، كنت ترسل إلي بالطعام فأنظر فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام، قال: «أجل إن فيه بصلا فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأما أنتم فكلوا».
وروى أحمد من طريق جبير بن نفير، عن أبي أيوب، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اقترعت الأنصار أيهم يؤويه؟ فقرعهم أبو أيوب... الحديث.
وقال ابن سعد: أخبرنا ابن علية، عن أيوب، عن محمد: شهد أبو أيوب بدرا، ثم لم يختلف عن غزاة للمسلمين إلا وهو في أخرى إلا عاما واحدا، استعمل على الجيش شاب فقعد فتلهف بعد ذلك، فقال: ما ضرني من استعمل علي، فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية، فأتاه يعوده فقال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي إذا أنا مت فاركب بي ما وجدت مساغا في أرض العدو، فإذا لم تجد فادفني ثم ارجع. ففعل.
ورواه أبو إسحاق الفزاري، عن هاشم، عن محمد، وسمى الشاب عبد الملك بن مروان.
ولزم أبو أيوب الجهاد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن توفي في غزاة القسطنطينية سنة خمسين.
وقيل: إحدى، وقيل اثنتين وخمسين وهو أكثر.
وقال أبو زرعة الدمشقي، عن دحيم، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: أغزى معاوية ابنه يزيد سنة خمس وخمسين في جماعة من الصحابة في البر والبحر حتى أجاز القسطنطينية، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 199

أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب. مشهور بكنيته واسمه.
تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 22

الأنصاري أبو أيوب الأنصاري، اسمه خالد بن زيد بن كليب، يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الخاء في مكانه.
أبو أيوب الأنصاري: خالد بن زيد.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0

أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب أبو أيوب الأنصاري النجاري، مضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة نزل عليه في داره. وشهد العقبة الثانية وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يزل مجاهدا حتى مات في غزاة قسطنطينية سنة خمس وخمسين للهجرة وكان أمير الجيش يزيد بن معاوية من قبل أبيه. فلما مرض أبو أيوب دخل يزيد يعوده وسأله حاجة، فأوصاه إذا مات أن يتقدم به إلى أرض العدو ما استطاع من غير مشقة على أحد من المسلمين، ثم يوطأ قبره حتى لا يعرف. فأخبر يزيد الناس بذلك فاستسلم الناس وانطلقوا بجنازته إلى جانب حائط القسطنطينية، فدفن ثم صلى عليه يزيد. وكان الروم يتعاهدونه ويرمونه ويستسقون إذا قحطوا. وآخرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير، وحضر مع علي حرب الخوارج بالنهروان. وحرس النبي صلى الله عليه وسلم ليلى بنى بصفية، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: رحمك الله يا أبا أيوب مرتين. ونزع من لحية النبي صلى الله عليه وسلم أذى فقال: لا يصيبك السوء يا أبا أيوب. وكان من أحب الصحابة إليه، وهو الذي كذب ما قيل في عائشة، فنزلت: {لولا إذ سمعتموه..} الآية، أي فعلتم كما فعل أبو أيوب وروى له الجماعة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0

أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، النجاري، البدري، السيد الكبير، الذي خصه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنزول عليه في بني النجار، إلى أن بنيت له حجرة أم المؤمنين سودة، وبني المسجد الشريف.
اسمه: خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن الخزرج.
حدث عنه: جابر بن سمرة، والبراء بن عازب، والمقدام بن معد يكرب، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وجبير بن نفير، وسعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة، وعروة بن الزبير، وعطاء بن يزيد الليثي، وأفلح مولاه، وأبو رهم السماعي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وقرثع الضبي، ومحمد بن كعب، والقاسم أبو عبد الرحمن، وآخرون.
وله عدة أحاديث ففي ’’مسند بقي’’ له مائة وخمسة وخمسون حديثا؛ فمنها في ’’البخاري ومسلم’’ سبعة. وفي ’’البخاري’’ حديث، وفي ’’مسلم’’ خمسة أحاديث.
حرملة: حدثنا ابن وهب، أخبرنا حيوة، أخبرنا الوليد بن أبي الوليد، حدثنا أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه عن جده:
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: ’’اكتم الخطبة، ثم توضأ، ثم صل ما كتب الله لك، ثم احمد ربك ومجده، ثم قل: اللهم تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، فإن رأيت لي في فلانة -تسميها- خيرا في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي، وإن كان غيرها خيرا لي منها فأمض لي -أو قال: اقدرها لي’’.
وفي سيرة ابن عباس: أنه كان أميرا على البصرة لعلي، وأن أبا أيوب الأنصاري وفد عليه، فبالغ في إكرامه، وقال: لأجزينك على إنزالك النبي -صلى الله عليه وسلم- عندك، فوصله بكل ما في المنزل، فبلغ ذلك أربعين ألفا.
الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أشياخه، عن أبي أيوب أنه قال: ادفنوني تحت أقدامكم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة’’.
ابن علية، عن أيوب، عن محمد قال: شهد أبو أيوب بدرا، ثم لم يتخلف عن غزاة إلا عاما استعمل على الجيش شاب، فقعد، ثم جعل يتلهف ويقول: ما علي من استعمل
علي، فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية، فأتاه يعوده، فقال: حاجتك؟ قال: نعم، إذا أنا مت فاركب بي، ثم تبيغ بي في أرض العدو ما وجدت مساغا، فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع.
فلما مات ركب بهو ثم سار به، ثم دفنه، وكان يقول: قال الله: {انفروا خفافا وثقالا}، لا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا.
وروى همام، عن عاصم بن بهدلة، عن رجل: أن أبا أيوب قال ليزيد: أقرئ الناس مني السلام؛ ولينطلقوا بي، وليبعدوا ما استطاعوا، قال: ففعلوا.
قال الواقدي: توفي عام غزا يزيد في خلافة أبيه القسطنطينية، فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويرمونه ويستسقون به، وذكره عروة والجماعة في البدريين.
وقال ابن إسحاق: شهد العقبة الثانية.
قال محمد بن سيرين: النجار، سمي بذلك؛ لأنه اختتن بقدوم.
وعن ابن إسحاق: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- آخى بين أبي أيوب ومصعب بن عمير.
شهد أبو أيوب المشاهد كلها.
وقال أحمد بن البرقي: جاء له نحو من خمسين حديثا.
قال ابن يونس: قدم مصر في البحر سنة ست وأربعين.
وقال أبو زرعة النصري: قدم دمشق زمن معاوية.
وقال الخطيب: شهد حرب الخوارج مع علي.
جعفر بن جسر بن فرقد: أخبرنا أبي، حدثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، قال: قال أهل المدينة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: ادخل المدينة راشدا مهديا، فدخلها وخرج الناس ينظرون إليه، كلما مر على قوم قالوا: يا رسول الله، ههنا، فقال: ’’دعوها فإنها مأمورة’’ -يعني الناقة، حتى بركت على باب أبي أيوب.
يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي رهم، أن أبا أيوب حدثه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نزل في بيتنا الأسفل، وكنت في الغرفة، فأهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء، ونزلت فقلت: يا رسول الله، لا ينبغي أن نكون فوقك، انتقل إلى الغرفة، فأمر بمتاعه فنقل ومتاعه قليل، قلت: يا رسول الله، كنت ترسل بالطعام، فأنظر، فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت فيه يدي.
بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي أيوب قال: أقرعت الأنصار أيهم يؤوي رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقرعهم أبو أيوب، فكان إذا أهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- طعام أهدي لأبي أيوب، فدخل أبو أيوب يوما، فإذا قصعة فيها بصل، فلم يأكل منها، وقال: ’’إنه يغشاني ما لا يغشاكم’’.
الصنعاني، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا حشرج بن نباتة، عن إسحاق بن إبراهيم، سمع أبا قلابة يقول: حدثني أبو عبد الله الصنابحي، أن عبادة بن الصامت حدثه قال: خلوت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: أي أصحابك أحب إليك، قال: ’’اكتم علي حياتي’’ قلت: نعم، قال: ’’أبو بكر، ثم عمر، ثم علي’’، ثم سكت فقلت: ثم من، قال: ’’من عسى أن يكون بعد هؤلاء إلا الزبير وطلحة وسعد وأبو عبيدة، ومعاذ، وأبو طلحة، وأبو أيوب، وأنت، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وابن مسعود، وابن عفان، وابن عوف، ثم هؤلاء الرهط من الموالي: سلمان وصهيب وبلال وسالم مولى أبي حذيفة، هؤلاء خاصتي’’. هذا حديث منكر، رواه الهيثم الشاشي في ’’مسنده’’.
الواقدي: حدثنا كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، قال: لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصفية، بات أبو أيوب على باب النبي -صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح فرأى رسول الله كبر، ومع أبي أيوب السيف، فقال: يا رسول الله، كانت جارية حديثة عهد بعرس، وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها، فلم آمنها عليك، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له خيرا.
غريب جدا، وله شويهد من حديث عيسى بن المحتار، وابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكر قريبا منه.
وأبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عمر بن أبي بكر، عن عبد الله بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن مقسم عن جابر، بنحوه.
وابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، نحوه.
عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم قال: أعرست، فدعا أبي الناس فيهم أبو أيوب، وقد ستروا بيتي بجنادي أخضر، فجاء أبو أيوب فطأطأ رأسه، فنظر فإذا البيت مستر، فقال: يا عبد الله، تسترون الجدر، فقال أبي واستحيى: غلبنا النساء يا أبا أيوب، فقال: من خشيت أن تغلبه النساء، فلم أخش أن يغلبنك، لا أدخل لكم بيتا، ولا آكل لكم طعاما!
غريب، رواه النفيلي عن ابن علية، عنه.
ابن أبي ذئب: عن عبد العزيز بن عباس، عن محمد بن كعب قال: كان أبو أيوب يخالف مروان فقال: ما يحملك على هذا؟ قال: إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الصلوات، فإن وافقته وافقناك، وإن خالفته خالفناك.
مروان بن معاوية: عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن أبيه قال: انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر، وكان معنا رجل مزاح، فكان يقول لصاحب طعامنا: جزاك الله خيرا وبرا، فيغضب، فقلنا لأبي أيوب: هنا من إذا قلنا له: جزاك الله خيرا يغضب، فقال: اقلبوه له. فكنا نتحدث: إن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر.
فقال له المزاح: جزاك الله شرا وعرا، فضحك وقال: ما تدع مزاحك!.
ذكر خليفة أن عليا استعمل أبا أيوب على المدينة.
وقال الحاكم: لم يشهد أبو أيوب مع علي صفين.
الأعمش عن أبي ظبيان: أن أبا أيوب غزا زمن معاوية، فلما احتضر قال: إذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم.
ابن فضيل: حدثنا إبراهيم الهجري، عن أبي صادق قال: قدم أبو أيوب الأنصاري العراق، فأهدت له الأزد جزرا معي، فسلمت وقلت: يا أبا أيوب، قد أكرمك الله بصحبة نبيه، وبنزوله عليك، فمالي أراك تستقبل الناس تقاتلهم بسيفك؟ قال: إن رسول الله عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين، فقد قاتلناهم، والقاسطين، فهذا وجهنا إليهم، -يعني: معاوية والمارقين- فلم أرهم بعد. هذا خبر واه.
إسحاق بن سليمان الرازي: حدثنا أبو سنان، عن حبيب بن أبي ثابت: أن أبا أيوب قدم على ابن عباس البصرة، ففرغ له بيته، وقال: لأصنعن بك كما صنعت برسول الله -صلى الله عليه وسلم، كم عليك؟ قال: عشرون ألفا، فأعطاه أربعين ألفا، وعشرين مملوكا، ومتاع البيت.
ابن عون: حدثنا محمد، وحدثنا عمر بن كثير بن أفلح، وهذا حديثه قال: قدم أبو أيوب على معاوية فأجلسه معه على السرير، وحادثه وقال: يا أبا أيوب، من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا وكذا؟ قال: أنا؛ إذ أنت وأبوك على الجمل الأحمر، معكما لواء الكفر، فنكس معاوية، وتنمر أهل الشام وتكلموا، فقال معاوية: مه، وقال: ما نحن عن هذا سألناك.
أبو إسحاق الفزاري، عن إبراهيم بن كثير: سمعت عمارة بن غزية قال: دخل أبو أيوب على معاوية فقال: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: ’’يا معشر الأنصار، إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا’’. فبلغت معاوية فصدقه فقال: ما أجرأه، لا أكلمه أبدا، ولا يئويني وإياه سقف. وخرج من فوره إلى الغزو، فمرض فعاده يزيد بن معاوية،
وهو على الجيش، فقال: هل لك من حاجة؟ قال: ما ازددت عنك وعن أبيك إلا غنى، إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو.... الحديث. الأعمش، عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب، فمرض فقال: إذا مت فاحملوني، فإذا صاففتم العدو فارموني تحت أقدامكم، أما إني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: ’’من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة’’. إسناده قوي.
جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: أتيت مصر، فرأيت الناس قد قفلوا من غزوهم، فأخبروني أنهم لما كانوا عند انقضاء مغزاهم؛ حيث يراهم العدو، حضر أبا أيوب الموت، فدعا الصحابة والناس فقال: إذا قبضت فلتركب الخيل ثم سيروا حتى تلقوا العدو فيردوكم، فاحفروا لي وادفنوني، ثم سووه، فلتطأ الخيل والرجال عليه حتى لا يعرف، فإذا رجعتم فأخبروا الناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرني: ’’أنه لا يدخل النار أحد يقول: لا إله إلا الله’’.
قال الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز: أغزى معاوية ابنه في سنة خمس وخمسين في البر والبحر حتى أجاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل.
وعن الأصمعي عن أبيه: أن أبا أيوب قبر مع سور القسطنطينية، وبني عليه فلما أصبحوا، قالت الروم: يا معشر العرب، قد كان لكم الليلة شأن. قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا والله لئن نبش لا ضرب بناقوس في بلاد العرب. فكانوا إذا قحطوا، كشفوا عن قبره فأمطروا.
قال الواقدي: مات أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين، وصلى عليه يزيد ودفن بأصل حصن القسطنطينية. فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويستسقون به.
وقال خليفة: مات سنة خمسين. وقال يحيى بن بكير: سنة اثنتين وخمسين.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 52

خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة أبو أيوب الأنصاري النجاري، من بني غنم بن مالك بن النجار، غلبت عليه كنيته، أمه هند بنت سعد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد، وعليه نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه من بني عمرو بن عوف حين قدم المدينة مهاجرا من مكة، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة، وبنى مساكنه، ثم انتقل صلى الله عليه وسلم إلى مسكنه.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير.
حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن محمد، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي رهم السماعي أن أبا أيوب الأنصاري حدثه قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا الأسفل، وكنت في الغرفة، فأهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة نتتبع الماء شفقة أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء، ونزلت إلى رسول صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق فقلت: يا رسول الله، إنه ليس ينبغي أن نكون فوقك، انتقل إلى الغرفة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمتاعه أن ينقل، ومتاعه قليل ... وذكر تمام الحديث. وكان أبو أيوب الأنصاري مع علي بن أبي طالب في حروبه كلها، ثم مات بالقسطنطينية من بلاد الروم في زمن معاوية، وكانت غزاته تلك تحت راية يزيد، هو كان أميرهم يومئذ، وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين من التاريخ.
وقيل: بل كانت سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر في غزوة يزيد القسطنطينية.
حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن وضاح، قال: حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب أنه خرج غازيا في زمن معاوية فمرض، فلما ثقل قال لأصحابه: إذا أنا مت فاحملوني، فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم ففعلوا ... وذكر تمام الحديث.
وقبر أبي أيوب قرب سورها معلوم إلى اليوم معظم يستسقون به فيسقون، وقد ذكرنا طرفا من أخباره في باب كنيته.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 424

أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين وقيل: سنة إحدى وخمسين في خلافة معاوية تحت راية يزيد.
وقيل: إن يزيد أمر بالخيل، فجعلت تدبر وتقبل على قبره حتى عفا أثر قبره.
روي هذا عن مجاهد. وقد قيل: إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب: لقد كان لكم الليلة شأن عظيم، فقالوا: هذا رجل من أكابر أصحاب بينا صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاما، وقد دفناه حيث رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب لكم ناقوس أبدا في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.
روي هذا المعنى أيضا عن مجاهد، قال مجاهد: كانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا. قال شعبة: سألت الحكم أشهد أبو أيوب صفين مع علي؟ قال: لا، ولكنه شهد النهروان. وغيره يقول: شهد صفين مع علي.
وقد تقدم في باب اسمه من خبره ما هو أكثر من هذا. وقال ابن القاسم، عن مالك: بلغني عن قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به ويستسقون. وقال ابن الكلبي، وابن إسحاق: شهد أبو أيوب، مع علي، الجمل وصفين، وكان على مقدمته يوم النهروان. ولأبي أيوب عقب. وروى أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أبا أيوب شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا، ثم لم يتخلف عن غزوة غزاها في كل عام، إلى أن مات بأرض الروم رضي الله عنه فلما. ولى معاوية يزيد على الجيش الذي بعثه إلى القسطنطينية جعل أبو أيوب يقول: وما علي أن أمر علينا شاب، فمرض في غزوته تلك، فدخل عليه يزيد يعوده، وقال: أوصني. قال: إذا مت فكفوني، ثم مر الناس فليركبوا، ثم يسيروا في أرض العدو حتى إذا لم تجدوا مساغا فادفنوني. قال: ففعلوا ذلك. قال: وكان أبو أيوب يقول: قال الله عز وجل: انفروا خفافا وثقالا. فلا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا.
وروى قرة بن خالد، عن أبي يزيد المدني، قال: كان أبو أيوب والمقداد ابن الأسود يقولان: أمرنا أن ننفر على كل حال، ويتأولان: انفروا خفافا وثقالا.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1606

أبو أيوب. واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم
وأمه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن مالك من بلحارث بن الخزرج. وكان لأبي أيوب من الولد عبد الرحمن وأمه أم حسن بنت زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار. وقد انقرض ولده فلا نعلم له عقبا. وشهد أبو أيوب العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر. وآخى رسول الله. ع. بين أبي أيوب ومصعب بن عمير في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر. ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. على أبي أيوب حين رحل من قباء إلى المدينة. وشهد أبو أيوب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال محمد بن سعد أخبرت عن شعبة قال: قلت للحكم ما شهد أبو أيوب من حرب علي. رضي الله عنه؟ قال: شهد معه حروراء.
أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبد الله بن نمير قالا: أخبرنا الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب الأنصاري أنه خرج غازيا في زمن معاوية. رضي الله عنه.
وعن أبي أيوب قال: فمرض فلما ثقل قال لأصحابه: إن أنا مت فاحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم. [وسأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لولا ما حضرني لم أحدثكم. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة].
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن محمد قال: شهد أبو أيوب بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا هو في أخرى إلا عاما واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام. فجعل بعد ذاك العام يتلهف ويقول: ما علي من استعمل علي. وما علي من استعمل علي. وما علي من استعمل علي. قال فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية فأتاه يعوده فقال: حاجتك. قال: نعم حاجتي إذا أنا مت فاركب بي ثم سغ بي في أرض العدو ما وجدت مساغا. فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع. فلما مات ركب به ثم سار به في أرض العدو وما وجد مساغا ثم دفنه ثم رجع. قال وكان أبو أيوب. رحمة الله عليه. يقول: قال الله تعالى {انفروا خفافا وثقالا} التوبة: 41. لا أجدني إلا خفيفا وثقيلا.
أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا همام عن عاصم بن بهدلة عن رجل من أهل مكة أن أبا أيوب قال ليزيد بن معاوية حين دخل عليه: أقرئ الناس مني السلام ولينطلقوا بي فليبعدوا ما استطاعوا. قال فحدث يزيد الناس بما قال أبو أيوب فاستسلم الناس فانطلقوا بجنازته ما استطاعوا.
قال محمد بن عمر: وتوفي أبو أيوب عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين وخمسين. وصلى عليه يزيد بن معاوية وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويرمونه وييستسقون به إذا قحطوا.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 368

خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو أيوب الأنصاري الخزرجي الذي نزل عليه النبي عليه السلام لما قدم المدينة، شهد بدرا وأحدا والعقبة، مات بالقسطنطينية سنة اثنتين وخمسين زمن يزيد بن معاوية.
أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: في تسمية من شهد بدرا من بني النجار: أبو أيوب خالد بن زيد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محبوب، قال: حدثنا سعيد بن مسعود، قال: حدثنا النظر بن شميل، ح: وأخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحارثي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، ح: وحدثنا خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: حدثنا حجاج بن نصير.
قال خيثمة: وحدثنا عبد الرحمن بن مرزوق، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قالوا: حدثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما غربت الشمس فسمع صوتا، فقال: يهود تعذب في قبورها.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة، قال: حدثنا عبد الله بن عيسى، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: وأبو أيوب هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم، نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، ومات بالقسطنطينية عام غزا يزيد بن معاوية بأصل سور المدينة لما نزل به الموت، جاء يزيد فسأله ما حاجتك؟ فقال: تعمق حفرتي وتغبي قبري ما استطعت، مات سنة اثنتين وخمسين.
أخبرنا سعيد بن يزيد الحمصي، قال: حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي أيوب الأنصاري، أنه قال: إن الأنصار اقترعوا أيهم يأوي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرعهم أبو أيوب، فنزل عنده، فكان إذا أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام أهداه إلى أبي أيوب، قال فقال له: هلم، فوجد قصعة فيها بقل وبصل، فأرسل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطلع أبو أيوب إلى رسول الله، فقال: ما منعك الذي كان في القصعة التي أهديت لك؟ قال: رأيت فيها بصلا، فقال أبو أيوب: أفلا تحل البصل؟ فقال: بلى، فكلوه، ثم أرسل إليه فقال: يغشاني مالا يغشاكم.
رواه شعبة وغيره، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، عن
أبي أيوب.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة، قال: حدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: أخبرنا عبد الله بن عقبة، ح: وحدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس، قال: حدثنا إبراهيم بن عمرو بن ثور، قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثنا حيوة بن شريح، جميعا عن الوليد بن أبي الوليد، أن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري حدثه، عن أبيه، عن جده أبي أيوب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أكتم الخطبة، ثم توضأ وضوءك للصلاة، ثم أحمد ربك ومجده، ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، إن رأيت لي في فلانة، تسميها باسمها، خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي، أو قال: فاقدرها لي.
هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، وهكذا نسبه الوليد بن أبي الوليد.
وقال عبد الرحمن بن يونس: أيوب هذا هو ابن خالد بن صفوان، وجده أبو أيوب من قبل أمه.

  • مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 453

أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد بن كليب من بني الحارث بن الخزرج كان ممن نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم غد قدومه المدينة مات سنة ثنتين وخمسين

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 49

خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو أيوب الأنصاري الخزرجي
شهد القعبة وبدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم
مات بأرض الروم قال عمرو بن علي مات أبو أيوب بقسطنطينية
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب في الوضوء روى عروة عنه وعنه هشام وقال أبو سلمة عن عروة عن أبي أيوب سمع النبي صلى الله عليه وسلم
روى عنه موسى بن طلحة في الإيمان وعطاء بن يزيد في الوضوء وعروة بن الزبير وذكر محمود بن الربيع عنه إنكارا لحديث عتبان وقال ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قلت في الصلاة وعمر بن ثابت الخزرجي في الصوم وعبد الله بن حنين في الحج وعبد الله بن يزيد الخطمي وأبو عبد الرحمن الحبلي وجابر بن سمرة وأفلح مولاه وعبد الرحمن بن أبي ليلى في الدعاء وأبو صرمة والبراء بن عازب

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

أبو أيوب الأنصاري
خالد

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 28

خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار من بني عمرو بن الخزرج أبو أيوب الأنصاري
نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قدم المدينة مات في زمن معاوية بأرض الروم سنة ثنتين وخمسين فقال لهم إذا أنا مت فقدموني في بلاد العدو ما استطعتم ثم ادفنوني فمات وكان المسلمون على حصار القسطنطينية فقدموه حتى دفن في جانب حائط القسطنطينية
وأمه هند بنت سعيد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

خالد بن زيد بن كليب أبو أيوب الأنصاري الخزرجي
من بني مالك بن النجار بدري مديني له صحبة روى عنه المقدام بن معدي كرب وجابر بن سمرة سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1