خالد بن برمك خالد بن برمك بن جاماس بن يشتاسف: أبو البرامكة، واول من تمكن منهم في دولة بني العباس. كان أبوه (برمك) من مجوس بلخ، وتقلد قسمة الغنائم بين الجند في عسكر قحطبة بن شبيب بخراسان. وكان قحطبة يستشيره ويعمل برأيه. ولما بويع السفاح ودخل خالد لمبايعته توهمه من العرب، لفصاحته، وأقره على الغنائم، وجعل إليه ديوان الخراج وديوان الجند بعد ذلك؛ وحل منه محل (الوزير) وبعد وفاة السفاح أقره المنصور نحو سنة ثم صرفه عن الديوان وقلده بلاد فارس (الري، وطبرستان، ودنباوندوما أليها) فأقام - بطبرستان - سبع سنين، وعزله ونكبه. ثم رضي عنه وأمره على المصل. ولما ولي المهدي أعاده إلى إمارة فارس، ووجهه مع ابنه هارون (الرشيد) في صائفة سنة 163هـ. ومات بعدها وقيل: بعد أوبته منها. وكان سخيا سريا عاقلا فيه نبل، قال المسعودي: لم يبلغ مبلغ خالد أحد من ولده في جوده ورأيه وبأسه وعلمه لايحيى في رأيه ووفور عقله ولا الفضل بن يحيى في جوده ونزاهته، ولا جعفر في كتابته وفصاحة لسانه، ولا محمد بن يحيى في شرفه وبعد همته، ولا موسى في شجاعته وبأسه

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 295

الوزير خالد بن برمك أبو العباس وزيرالسفاح بعد أبي سلمة حفص الخلال. وكان يختلف إلى محمد بن علي الإمام، ثم إلى إبراهيم بن محمد بعده. قال الحافظ ابن عساكر: وكان خالد يتهم بدين المجوس، وجوده وجود أهل بيته مشهور. وذكر صاحب الأغاني أنه هو الذي سمى السؤال: الزوار لبشاعة لفظ السؤال، فمدحه بشار بن برد بأبيات على ذلك. وتوفي سنة خمس وستين ومائة. ووزر خالد للمنصور نحوا من سنتين، ثم عزله واستوزر أبا أيوب المورياني وعقد لخالد بن برمك على إمرة فارس. وقيل أن الدفاتر في الدواوين كانت صحفا مدرجة، فأول من جعلها دفاتر من جلود وقراطيس خالد بن برمك. ويقال أن أحدا من ولده ما بلغ مبلغه. وأن الفضائل التي افترقت فيهم كانت فيه مجموعة. وكان فوق يحيى في رأيه وحلمه، وفوق الفضل في سخائه وكرمه، وفوق جعفر في فصاحته وكتابته، وفوق محمد في سروره وحسن آلته وأبيته، وفوق موسى في شجاعته وبأسه. وكان يحيى يقول: ما أنا إلا شرارة من نار أبي. وكان من كرمه يكرم نزل من يقدم عليه ويتعاهده بأنواع التحف، فإذا تراخت أيام الزائر بعث إليه جارية بكرا ناهدا. ولما سمى السؤال الزوار قال يزيد بن خالد الكوفي:

ولما بعث أبو مسلم الخراساني قحطبة بن شبيب الطائي لمحاربة يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري عامل مروان على العراق، كان خالد بن برمك معه. فنزلوا في طريقهم بقرية، فبينما هم على سطح بعض دورها يتغدون إذ أقبلوا على الصحراء وقد أقبلت أقاطيع الوحش من الظباء وغيرها حتى كادت تخالط العسكر. فقال خالد لقحطبة: أيها الأمير ناد في الناس ومرهم أن يسرجوا ويلجموا قبل أن تهجم الخيل عليهم. فقام قحطبة مذعورا فلم ير شيئا يروعه فقال: يا خالد، ما هذا الرأي؟ فقال: قد نهد إليك العدو، أما ترى أقاطيع الوحش قد أقبلت؟ إن وراءها جمعا كثيرا. فما ركبوا حتى رأوا الغبار، ولولا خالد لهلكوا.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0

خالد بن برمك الوزير الكبير، أبو العباس الفارسي، جد الوزير جعفر بن الوزير يحيى البرمكي العراقي.
قال الصولي: كان يتهم بدين المجوس، وكان يختلف إلى محمد بن علي الإمام، ثم إلى ابنه إبراهيم ابن الإمام.
وقال أبو القاسم بن عساكر: وزر خالد للسفاح بعد حفص الخلال. حكى عنه ابنه يحيى. ثم إنه وزر للمنصور سنة وأشهرا ثم ولاه إمرة بلاد فارس واستوزر بعده أبا أيوب المورياني.
قلت: كان هذا الإنسان من أفراد الرجال رئاسة ودهاء وحزما وخلفه في ذلك أولاده.
مات في سنة خمس وستين ومائة، عن خمس وسبعين سنة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 620