الحاج هاشم ابن الحاج حردان الكعبي الدورقي
توفي سنة 1221.
"الكعبي" نسبة إلى قبيلة كعب العربية التي تسكن الأهواز ونواحيها. وكتب إلينا بعض أدباء القطيف أن كعبا التي ينسب إليها الحاج هاشم هي بلدة من بلاد القطيف يقال لها الآن كعيب بضم الكاف وتشديد الياء وتنطق الكاف شينا فارسية وتكتب بصورة الجيم تحتها ثلاث نقط.
شاعر مفلق متفنن حسن الأسلوب طويل النفس يعد في طليعة الشعراء نظم في مدح أهل البيت عليهم السلام ورثائهم فأكثر وأطال وأبدع وأجاد واحتج وبرهن وأحسن واتقن وجميع شعره من الطبقة العالية اشتهر شعره في أهل البيت (عليه السلام) في عصره وبعده إلى اليوم في العراق وجبل عامل والبحرين وغيرها وحفظته الناس وتلي في مجالس العزاء ولابد أن يكون له شعر في فنون أخرى لكن لم يتصل إلينا شيء منه. وفي الطليعة كان أديبا شاعرا بارعا شديد العارضة جزل اللفظ والمعنى منسجم التركيب سهله مقتدرا في فنون الأغراض متصرفا في المطالب مشبع الشعر من الحكم والأمثال مقربا عند حكام البصرة محترم الجانب له ديوان أكثره في الأئمة عليهم السلام.
شعره
قال:
بنفسي البارع الحسن | المقيم لصبوتي الحجه |
ثوى قلبي ولكن قد | أثار به الهوى عجه |
رماه بسهم ناظره | فأشجاه كما شجه |
ضرورة حسنه أغنت | عن البرهان والحجه |
وما للمدعي دعوى | لها وجه وإن وجه |
جفون للحمى ترنو | وبين يديه لي مهجه |
فهذي حرها نار | وتلك يسيلها ثجه |
وله:
وددت بزعمي أن في الود راحة | ولم أدر أن الود غايته الهلك |
عشقت فلم أعلم فلما استرقني | علمت ولكن حيث لم يمكن الفك |
وله:
ما ذقت لذة ساعة من قربه | إلا ونغصها بروعة بينه |
عين الغزال بصده ونفاره | وابن الغزال بجيده وبعينه |
لم يلو غيري في معاملة له | أبدا ويلوى ذا الغرام بدينه |
ومن شعره المقصورة وكأنه عارض بها مقصورة ابن دريد التي تنيف على مائتين وخمسين بيتا يذكر في أولها حكما وأمثالا وفي وسطها حماسة وفي آخرها مديح أهل البيت عليهم السلام واحدا بعد واحد وأولها:
يا بارقا لاح على أعلى الحمى | أأنت أم أنفاس محروق الحشا |
وله في أمير المؤمنين (ع):
ألم يعلم الجاني على الليث أنه | أتى الليث في محرابه وهو ساجد |
ولو جاءه من حيث ما الليث مبصر | لخانته عن حمل الحسام السواعد |
لقد فل في ذاك الحسام مهندا | تفل بماضي شفرتيه الشدائد |
وقال من قصيدة بدأها بالنسيب ثم انتقل إلى مدح أمير المؤمنين ثم إلى رثاء الحسين عليهما السلام وقد آثرنا نشر مديحها مع القصائد التي نشرناها في الجزء الثالث المخصوص بحياة أمير المؤمنين (عليه السلام). قال في نسيبها:
أرأبت يوم تحملتك القودا | من كان منا المثقل المجهودا |
حملتها الغصن الرطيب وورده | وحملت فيك الهم والتسهيدا |
وجعلت حظي من وصالك أن أرى | يوما به ألقى خيالك عيدا |
لو شئت أن تعطي حشاي صبابة | فوق الذي بي ما وجدت مزيدا |
أهوى رباك وكيف لي بمنازل | حشدت علي ضغائنا وحقودا |
أمعرس الحيين مالك لم تجب | مضنى ولم تسمع له منشودا |
أأصمك الأظعان يوم تحملوا | أم صرت بعد الظاعنين بليدا |
قد كنت توضح بالأسنة والظبى | معنى وتفصح موعدا ووعيدا |
حيث الشموس على الغصون ولم تكن | عاينت إلا أوجها وقدودا |
من سام عزك فاستباح من الشرى | آساده ومن الخدور الغيدا |
أنى انتفى ذاك الجلال وأصبحت | أيامك البيض الليالي سودا |
فاسمع أبثك إنني أنا ذلك الـ | ـكمد الذي بك لا يزال عميدا |
ما بعدت منك القريب حوادث | عرضت ولا قربن منك بعيدا |
لا تحسبنه هوى يخال وإن غدا | حظي الشقي تفرقا وصدودا |
فلأنت أنت وإن عدت بك نية | عن ناظري وتركن دونك بيدا |
ولئن أبحت تجلدي فطالما | ألفيتني عند الخطوب جليدا |
وقال في رثائها:
تالله لا أنسى ابن فاطم والعدى | تهدي إليه بوارقا ورعودا |
غدروا به إذ جاءهم من بعدما | أسدوا إليه مواثقا وعهودا |
قتلوا به بدرا فأظلم ليلهم | فغدوا قياما في الضلال قعودا |
وحموه أن برد المباح وصيروا | ظلما له ظامي الرماح ورودا |
فسمت إليه أماجد عرفوا به | قصد الطريق فأدركوا المقصودا |
نفر حوت جمل الثنا وتسنمت | قلل المعالي والدا ووليدا |
من تلق منهم تلق كهلا أو فتى | علم الهدى بحر الندى المورودا |
وتبادرت طلق الأعنة لا ترى الـ | ـغمرات إلا المائسات الغيدا |
وكأنما قصد القنا بنحورهم | درر يفصلها الفناء (الطعان) عقودا |
واستنزلوا حلل العلا فأحلهم | غرفاته فغدا النزول صعودا |
فتظن عينك أنهم صرعى وهم | في خير دار فارهين رقودا |
وأقام معدوم النظير فريد بيـ | ـت المجد معدوم النصير فريدا |
يلقى القفار صواهلا ومناصلا | ويرى النهار قساطلا وبنودا |
ساموه أن يرد الهوان أو المنيـ | ـة والمسود لا يكون مسودا |
فانصاع لا يعبا بهم عن عدة | كثرت عليه ولا يخاف عديدا |
يلقى الكماة بوجه أبلج ساطع | فكأنما أموا نداه وفودا |
يسطو فتلقى البيض تغرس في الطلى | فتعود قائمة الرؤوس حصيدا |
أسد تظل له الأسود خواضعا | فترى الفتى يحكي الفتاة الرودا |
البرق صارمه ولكن لم يسق | للوبل إلا هامة ووريدا |
والصقر لهذمه ولكن لم يصد | إلا قلوبا أوغرت وكبودا |
بأس يسر محمدا ووصيه | ويغيظ نسل سمية ويزيدا |
حتى إذا حم الحمام وآن لا | تلقى عمادا للعلى وعميدا |
عمدت له كف العناد فسددت | سهما عدا التوفيق والتسديدا |
فثوى بمستن النزال مقطع الـ | ـأوصال مشكور الفعال حميدا |
لله مطروح حوت منه الثرى | نفس العلى والسؤدد المعقودا |
ومبدد الأوصال ألزم حزنه | شمل الكمال فلازم التبديدا |
ومجرح ما غيرت منه القنا | حسنا ولا أخلقن منه جديدا |
قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى | مذ ألبسته يد الدماء لبودا |
يحمي أشعته العيون فكلما | حاولن نهجا خلته مسدودا |
وتظله شجر القنا حتى أبت | إرسال هاجرة إليه بريدا |
وثواكل في النوح تسعد مثلها | أرأيت ذا ثكل يكون سعيدا |
ناحت فلم تر مثلهن نوائحا | إذ ليس مثل فقيدهن فقيدا |
لا العيس تحكيها إذا حنت ولا الـ | ـورقاء تحسن عندها الترديدا |
إن تنع أعطت كل قلب حسرة | أو تدع صدعت الجبال الميدا |
عبراتها تحيي الثرى لو لم تكن | زفراتها تدع الرياض همودا |
وغدت أسيرة خدرها ابنة فاطم | لم تلق غير أسيرها مصفودا |
تدعو بلهفة ثاكل لعب الأسى | بفؤاده حتى انطوى مفؤودا |
تخفي الشجا جلدا فإن غلب الأسى | ضعفت فأبدت شجوها المكمودا |
نادت فقطعت القلوب بشجوها | لكنما انتظم البيان فريدا |
إنسان عيني يا حسين أخي يا | أمي وعقد جماني المنضودا |
مالي دعوت فلا تجيب ولم تكن | عودتني من قبل ذاك صدودا |
المحنة شغلتك عني أم قلى | حاشاك أنك ما برحت ودودا |
أفهل سواك مؤمل يدعى به | فيجيب داعية ويورق عودا |
إن استعن قامت إلي ثواكل | لم تدر إلا النوح والتعديدا |
وكفيلها فوق المطي معالج | من ضره ومن الحديد قيودا |
أوحيد أهل الفضل يعجب جاهل | أن تمس ما بين الطغام وحيدا |
ويلام غيث ما سقاك وآنه | من بحر جودك يستمد الجودا |
قد كان يعتب عند تركك ظاميا | لو كان غيرك بحره المورودا |
يا ابن النبي ألية من مدنف | بعلاك لا كذبا ولا تفنيدا |
ما زال سهدي مثل حزني ثابتا | والغمض مثل الصبر عنك طريدا |
تأبى الجمود دموع عيني مثلما | يأبى حريق القلب فيك خمودا |
والقلب حلف الطرف فكلما | أسبلت هذا زاد ذاك وقودا |
طال الزمان على لقاك فهل قضى | للحزن والمحزون فيك خلودا |
أفلم يحن حين المسرة أن ترى | عيناي ذاك الصارم المغمودا |
وفصيحة عربية مأنوسة | لم تألف الوحشي والتعقيدا |
ما سامها الطائي الصغار ولا الذي | قد كان يدعى خالد بن يزيدا |
أنزلتها بجناب أبلج لم يخب | قصد لديه ولا يذل قصيدا |
كانت به جهد المقل وإنما | عذر الفتى أن يبلغ المجهودا |
لو شاء يمدح بالذي هو أهله | حصر الأنام فما سمعت نشيدا |
وله في رثاء الحسين:
أهلال شهر العشر مالك كاسفا | حتى كأنك قد لبست حدادا |
أفهل علمت بقتل سبط محمد | فلبست من حزن عليه سوادا |
وأنا الغريب ببلدة قد أحرزت | أيام حزن المصطفى أعيادا |
أألم شمل الصبر بعد عصابة | راحوا فرحن المكرمات بدادا |
لم تكفف العبرات من أجفانها | سحا ولو كان البحور مدادا |
سبقوا الأنام فضائلا وفواضلا | ومآثرا ومفاخرا وسدادا |
ومراتبا ومناقبا ومساعيا | ومعاليا وجلادة وجلادا |
من كل وتر أن يسل حسامه | راحت جموع عداته آحادا |
وأخي ندى أن سال فيض بنانه | غمر الزمان مغاورا ونجادا |
رجب إذا شعبان بالغ في الندى | وهو الربيع إذا الشهور جمادى |
وبمهجتي الرشد الذي للقائه | حشد الضلال وجند الأجنادا |
يلقى القنا ثلج الفؤاد وحاله | أورى القلوب وفتت الأكبادا |
وله في رثائه (ع):
باتت علي مع العوادي | لو أمة خلو الفؤاد |
وغدت تطيل ملامتي | أيامي كم هذا التمادي |
ظنت صلاحي في السلو | وكان لي عين الفساد |
ما للخواطر والسلو | وللنواظر والرقاد |
جهلا تطالب سلوة | من ظاهر الأحزان باد |
لفؤاده جمر الغضى | ولجنبه شوك القتاد |
ولجفنه ماء الدمو | ع ورائح منها وغاد |
ما بعد يوم ابن النبي | سوى المدامع والسهاد |
والثكل والويل الطويـ | ـل ولبس أثواب السواد |
قتل ابن بنت محمد | لرضى يزيد عن زياد |
قتلوه فردا وهو يا | جداه بينهم ينادي |
وسقوه من ورد الفرا | ت العذب أطراف الحداد |
حتى قضى والماء يجري | وهو ملهوف الفؤاد |
قل للنبي المصطفى | يا خير مبعوث وهاد |
هذا الحبيب معفر الـ | ـخدين في عفر المهاد |
شلوا ترض ضلوعه | بحوافر الخيل الصلاد |
قل للجياد عسى درت | لا أم للخيل الجياد |
أشلاء من قد وزعت | بالركض في تلك الوهاد |
هدت قوى المجد الأثيـ | ـل وغارب الشرف التلاد |
واستأصلت ركن المعا | لي بعد تشييد العماد |
كبد الهدى أصمت وفو | ق سهمها قلب الرشاد |
قل للمطهرة البتو | ل وأمها ذات السداد |
تأتي الحسين بكربلا | ملقى تكفنه البوادي |
أشلاؤه فوق الصعيـ | ـد ورأسه فوق الصعاد |
تأتي مشال الرأس فو | ق الرمح مقطوع الأيادي |
تأتي البدور التم كيـ | ـف عدابها للركب عاد |
تأتي البحور الفعم كيـ | ـف تزايلت ظمأى صواد |
تأتي شريعة جده الـ | ـبيضاء لابسة السواد |
من بعدكم آل النبي | لحاضر ينحو وباد |
قد صوح الوادي وأظـ | ـلم حيث غبتم كل ناد |
فمن المرجى بعدكم | في الناس للكرب الشداد |
ومن المؤمل للمنا | قب والنوائب والأيادي |
من للفضائل والفوا | ضل والنوازل والعوادي |
لكفالة الأيتام أحـ | ـوط من أب وأخ جواد |
للملة الغراء لا | تنفك في سوق الكساد |
يا آل طس ويا | سين وحم وصاد |
أصفيتكم ودي وأخـ | ـلص في الولا لكم اعتقادي |
ثقتي بكم يوم الجزا | وعلى نوالكم اعتمادي |
وإليكم وجهت آ | مالي وأعطيت انقيادي |
قلدت آل محمد | وعلى مقالهم استنادي |
قلدتهم أصلي وفر | عي وهو يوم العرض زادي |
يا رب هذا ما اعتقد | ت وأنت رحمان العباد |
صلى المليك عليهم | ما رائح سار وغادي |
وله في رثائه (ع):
كم يتبع الأظعان لحـ | ـظا جفنك المستعبر |
أنسيت مشهور الطفو | ف وما هنالك يذكر |
يوم على الطرف الأغر | علا أغر مشهر |
حامي الحقيقة معلم | طلق الذراع غضنفر |
ذو نجدة عن رأيها | ترد المنون وتصدر |
الجد أحمد حين يعـ | ـزى والمضاهي شبر |
والأم فاطمة التقى | والفحل فيه حيدر |
ومضمخ بدم الوريـ | ـد وبالتراب معفر |
الجو من صادي دما | ه ممسك ومعنبر |
والليل من أنواره | ضاحي العشية مقمر |
لبست أشعته الليا | لي فهي بيض تزهر |
لله ما منه يقـ | ـل السمهري الأسمر |
المجد أدنى ما تحمـ | ـل والجلال الأكبر |
والمكرمات الغر طرا | والندي الأزهر |
ومآتم فيها البتو | لة والنبي الأفخر |
من أجلها دمع الوجو | د على السوالف يقطر |
والعالم العلوي مفـ | ـتقد السرور مكدر |
والبيت باك والمقا | م وزمزم والمشعر |
ومنى وجمع والمعر | ف قد بكى ومحسر |
والرسل تبكي والملا | ئك بالعزاء تبكر |
أهدي يزيد لها ملا | بس بالدماء تعصفر |
وقضى لها حزنا يمر | على الدهور ويعبر |
أبدا لها الليل الطويـ | ـل فليلها لا يفجر |
وبنى على ما أسس الـ | ـمتقدم المتأخر |
لله أية محنة | لقي النبي الأطهر |
من أمة عدت الهدى | فطريقها متحير |
وحبيبه كالشاة ظلـ | ـما بالمهند ينحر |
ورجاله مثل الأضا | حي بالسيوف تجزر |
وبناته وبنوه تسـ | ـبى للطغام وتؤسر |
ورؤوس سادتها بأطـ | ـراف الرماح تشهر |
حال تكاد له الشدا | د بسبعها تتفطر |
ويروح منها البدر منـ | ـخسف السنا لا يبدر |
واليوم مفتقد الضيا | ء وشمسه تتكور |
خطب تصاغر عنده | كل الخطوب ويكبر |
لو كان أحمد حاضرا | لشجاه ذاك المحضر |
أترون لو نظر السبا | يا في السبا تتضور |
ويزيد يهتف بالنشيـ | ـد وبالشماتة يجهر |
مستدعيا أشياخ بد | ر يستطيل ويثأر |
ويزيد لا متهود | فيهم ولامتنصر |
يدعى أمير المؤمـ | ـنين يطاع فيما يأمر |
تالله يا ابن الأكرميـ | ـن قضية لا تنكر |
سيف أصابك حائد | عن قصده متحير |
وسنان رمح نال منـ | ـك لرشده لا يبصر |
قد عطل الحرب العوا | ن فيومها لا يذكر |
وقضى الفناء على الشجا | عة فهي ميت يقبر |
وطوى بأعلام الوغى | فلواؤها لا ينشر |
لا الأبيض الماضي يعد | ولا الأصم الأسمر |
ذهب المقوم درها (كذا) | فلأي شيء تذخر |
وله في رثائه (ع):
سفه وقوفك في عراص الدار | من بعد رحلة زينب ونوار |
ما أنت واللفتات في أكنافها | ظعن الفريق وخف عنك الساري |
أخلت فؤادك من عزائك نية | أخلت سماءك من سنا الأقمار |
يا دار أمك زور شوق ما لهم | غير اللقى من مقصد الزوار |
وصلوك إذ هجروا على علل السرى | لك جانب الأوطان والأوطار |
لا عيب من محن الزمان فإنما | خلق الزمان عداوة الأحرار |
أو ما كفاك من الزمان فعاله | ببني النبي وآله الأطهار |
ولعت بفارع قدرهم أخطاره | ما أولع الأخطار بالأقدار |
بيض يريك جمالهم وجلالهم | تم البدور عشية الأسرار |
يكسو ظلام الليل نور وجوههم | لون الشموس وزينة الأقمار |
شرعوا بصافية الفخار وخلفوا | للواردين تكفف الأسآر |
يلقى العفاة بغير من منهم | كالصبح مبتسما بوجه الساري |
خطباء أن شهدوا الندي ترى لهم | فيه شقاشق فحله الهدار |
فإذا هم شهدوا الكريهة أبرزوا | غلبا تجعجع بالفريق ضواري |
فإن احتبى بهم الظلام رأيت في الـ | ـمحراب سجع نوائح الأسحار |
هادون في طول القيام كأنهم | بين السواري الجامدات سواري |
ويبيت ضيفهم بأنعم ليلة | لم يحص عدتها من الأعمار |
للكون من أنفاسهم طيب الشذى | أرجا كجيب الغادة المعطار |
ما شئت من نسب وعظم جلاله | فانسب وقل تصدق بغير عثار |
وحياة نفس فضلهم لو لم تكن | تدلي مصائبهم لها ببوار |
وكفاك لو لم تدر إلا كربلا | يوم ابن حيدر والسيوف عوارى |
أيام قاد الخيل توسع شأوها | من تحت كل شمردل مغوار |
يمشون في ظلل السيوف تبخترا | مشي النزيف معاقرا لعقار |
وتناهبت أجسادهم بيض الظبى | فمسربل بدم الوتين وعاري |
وانصاع نحو الجيش شبل الضيغم الـ | ـكرار شبه الضيغم الكرار |
يوفي على الغمرات لا يلوي به | فقد الظهير وقلة الأنصار |
للبوم من أنواره وقد أنكفت | بنهاره الهبوات خير نهار |
يلقى الألوف بمثلها من نفسه | فكلاهما في فيلق جرار |
غيران يبتدر الصفوف كأنه | يجري وإياها إلى مضمار |
أمضى من الليث الهزبر وقد نبا | رمح الكمي وصارم المغوار |
متمكن في السرج غرب لسانه | في الجمع مثل حسامه البتار |
حتى أتته من العناد مراشة | شلت يد الرامي لها والباري |
وهوى فقل في الطود خر فأصبح الر | جفان عم قواعد الأقطار |
بأبي وأمي عافرون على الثرى | أكفانهم نسج الرياح الذاري |
تصدى نحورهم فينبعث الشذى | فكأنما تصدى بمسك داري |
ومطرحون يكاد من أنوارهم | يبدو لعينك باطن الأسرار |
نفست بهم أرض الطفوف فأصبحت | تدعى بهم بمشارق الأنوار |
بالبيت أقسم والركاب تحجه | قصدا لأدكن قالص الأستار |
ولولا الأولى من قبل ذاك تبرموا | نقضا لحكم الواحد القهار |
لم يلف سبط محمد في كربلا | يوما بهاجرة الظهيرة عار |
تطأ الخيول جبينه وضلوعه | بسنابك الإيراد والإصدار |
كلا ولا راحت بنات محمد | يشهرن في الفلوات والأمصار |
حسرى تقاذفها السهول إلى الربى | وتلفها الأنجاد بالأغوار |
ما بعد هتكك يا بنات محمد | في الدهر هتك مصونة من عار |
قدر أصارك للخطوب درية | هو في البرية واحد الأقدار |
يا طالبا بالثار وقيت الردى | طال المقام على طلاب الثار |
يا مدرك الأوتار قد طال المدى | طال الصدى يا مدرك الأوتار |
يا ابن النبي وخير من علقت به | كف الولي ووالد الأبرار |
أنا عبدكم ولكم ولاي وفيكم | أملي ونحو نداكم استنظاري |
وإليك أهديت القريض فرائدا | منظومة بغرائب الأشعار |
الدهر قرن لست من أكفائه | إن لم تكونوا عنده أنصاري |
وله في رثائه (ع):
وركب سرى والليل جم خطوبه | وما اليوم بالمأمون أن سائر سارا |
حدت بهم نحو العلى محض عزمة | تفيض الضيا نورا وتوري الحصى نارا |
يريد بها المجد المؤثل أبلج | قليل غرار الجفن أبيض مغوارا |
له سبق العلياء في كل مشهد | وإن أبعد السارون فيهن مضمارا |
تحف به الأعداء من كل وجهة | فما قل من عزم وإن قل أنصارا |
يلاقي المنايا كالحات وجوهها | طليق المحيا باسم الثغر مسعارا |
على مقبل لم تلفه الحرب مدبرا | فما انفك كرارا وما فك كرارا |
كأن من الحرب العوان لعينه | مخضبة الأطراف هيفاء معطارا |
تراه ولا من ناصر غير سيفه | عرمرم جبش يرهب الجيش جرارا |
تخال إذا جال المجال جواده | به البحر زخارا أو الليث هدارا |
حليف ندى سلما وحربا فيومه | لدى السلم مثل الحرب منا وإيثارا |
ترى الطير من حيث استقل ركابه | ووحش الفلا من حيث ما سار قد سارا |
واقصر شيء عنده عمر سيفه | وركنه ما زال يسقيه أعمارا |
وخر على وجه الصعيد كأنه | رعان هوى من فارع الطود فانهارا |
لقى حيث لا يلقى من الناس مشفقا | سوى مقتض دينا ومستأثر ثارا |
تحاماه صدر الجيش وهو لما به | فيدبر إصدارا ويقبل إدبارا |
فيا شقوة البيض البواتر إذ برت | به مرهفا ماضي العزيمة بتارا |
فقل لأباة الضيم خلوا عن السرى | فلا دافع جورا ولا مانع جارا |
وللخيل خلي عن مداك فلن ترى | ليومك مقداما على الهول كرارا |
ولله حسرى من بنات محمد | ترى أوجه البلوى عشيا وإبكارا |
ينازعها فرط الحيا عظم وجدها | فتغلبه طورا ويغلب أطوارا |
تدافعها أيدي السهول إلى الربى | وترمي بها الأقطار في البيد أقطارا |
تعن لها فوق الرماح كواكب | تفيد الدجى للسفر منهن أسفارا |
فيا آخذ الثار المرجى لأجله | على فترة أفديك من آخذ ثارا |
أمنتظري طال انتظاري لطلعة | ملأت لها عيني قذى والحشى نارا |
فقم سيدي فالسيل قد بلغ الزبى | وقد عمت البلوى سهولا وأوعارا |
فمن للهدى يا ابن الميامين والندى | فهذا المدى قد طال والعقل قد حارا |
لك الخير إن جئت الطفوف فبلغن | جزيل الثنا منها ديارا وديارا |
وقف حيث مبتل الثرى من نحورها | وحيث ترى دمع الفواطم قد مارا |
وحيث القبور المشرقات بأهلها | يفاوح آصالا شذاها وأسحارا |
فيا جنتي بل جنتي يوم فاقتي | ويا وزري أن خفت في الحشر أوزارا |
وله في رثائه (ع):
ما انتظار الدمع أن لا يستهلا | أو ما تنظر عاشوراء هلا |
كيف ما تلبس ثوب الحزن في | مأتم أحزن أملاكا ورسلا |
كيف ما تحزن في شهر به | أصبحت فاطمة الزهراء ثكلى |
كيف ما تحزن في شهر به | أصبحت آل رسول الله قتلى |
كيف ما تحزن في شهر به | ألبس الإسلام ذلا ليس يبلى |
كيف ما تحزن في شهر به | رأس خير الخلق في رمح معلى |
يوم لا سؤدد إلا وانقضى | وحسام للعلى إلا وفلا |
يا قتيلا أصبحت دار العلى | بعده قفرا وربع الجود محلا |
لا خطت بعدك فرسان ولا | جرد الشجعان يوم الروع نصلا |
بأبي المقتول عطشانا وفي | كفه بحر يروي الخلق جملا |
بأبي العاري ثلاثا بالعرا | ولقد كان لأهل الأرض ظلا |
بأبي الخانف أهلوه وقد | كان للخائف آمنا أين حلا |
وإذا عاينت أهليه ترى | نوبا فيهنا رزايا الخلق تسلى |
من أسير وسدته البزل حلسا | وقتيل وسدته البيد رملا |
ومصونات عفاف أصبحت | باديات للعدى حلا ورحلا |
وبنفسي من غدت نادبة | جدها والدمع في الخد استهلا |
جد لو تنظرنا إذ قربوا | نحونا للسير أنقاضا وهزلا |
لرأت عيناك خطبا فادحا | جل أن يلقى له الناظر مثلا |
يا مصابا هد أركان الهدى | وغدت فيه يد الآمال شلا |
وله في رثائه (ع):
لو كان في الربع المحيل | برء العليل من الغليل |
ربع الشباب ومنزل الـ | ـأحباب والظل الظليل |
لعب الشمال به كما | لعبت شمول بالعقول |
طلل يضيف النازلين | شجاؤه قبل النزول |
مستأنسا بالوحش بعـ | ـد أوانس الحي الحلول |
مستبدلا ريما بريم | آخذا غيلا بغيل |
لا يقتضي عذرا ولا | يرتاع من عذل العذول |
ومريعة باللوم تلـ | ـحوني وما تدري ذهولي |
خلي أميمة عن ملا | مك ما المعزي كالثكول |
ما الراقد الوسنان مثـ | ـل معذب القلب العليل |
سهران من ألم وهـ | ـذا نائم الليل الطويل |
ذوقي أميمة ما أذو | ق وبعده ما شئت قولي |
أو ما علمت الماجديـ | ـن غداة جدوا بالرحيل |
عشقوا العلى فقضوا بها | والغصن يرمى بالذبول |
آل الرسول ونعم أكـ | ـفاء العلى آل الرسول |
خير الفروع فروعهم | وأصولهم خير الأصول |
ومهابط الأملاك تتـ | ـرى سرى بالبكور وبالأصيل |
ذللا على الأبواب لا | يعدون أذنا للدخول |
أبدا بسر الوحي تهـ | ـتف بالصعود وبالنزول |
عرف الذبيح بهم وما | عرفت قريش بالفضول |
من مالك خير البطو | ن وصنوه خير القبيل |
من هاشم البطحاء لا | سلفي نمير أو سلول |
من راكبي ظهر البرا | ق وممتطي قب الخيول |
من خارقي السبع الطبا | ق ومخرسي العشر العقول |
من آل أحمد رحمه الـ | ـأدنى ومغرسه الأصيل |
ركبوا إلى العز المنو | ن وجانبوا عيش الذليل |
وردوا الوغى فقضوا وليـ | ـس تعاب شمس بالأفول |
هيهات ما الصبر الجميـ | ـل هناك بالصبر الجميل |
أو ما سمعت ابن البتو | لة لو دريت ابن البتول |
إذ قادها شعث النوا | صي عاقدات للذيول |
طلق الأعنة عاطفا | ت بالرسيم على الذميل |
يطوي بها متن الوعو | ر معارضا طي السهول |
متنكب الورد الذميم | مجانب المرعى الوبيل |
طلاب مجد بالحسا | م العضب والرمح الطويل |
متطلبا أقصى المطا | لب خاطب الخطب الجليل |
يحدو مآثر قاصرا | عن منتهاها كل طول |
شرف تورث عن وصي | أو أخي وحي رسول |
ضلت أمية ما تريـ | ـد غداة مقترع النصول |
رامت تسوق المصعب الـ | ـهدار مستاق الذلول |
ويروح طوع يمينها | قود الجنيب أبو الشبول |
رامت لعمر ابن النبي | الطهر ممتنع الحصول |
وتيممت قصد المحا | ل فما رعت غير المحول |
ورنت على السغب السرا | ب بأعين في المجد حول |
حتى إذا عبرت نفا | قا تبتغي عوج السبيل |
وغوى بها جهل بها | وألغي من خلق الجهول |
لف الرجال بمثلها | وثنى الخيول على الخيول |
وإباحها عضب الشبا | لا بالكهام ولا الكليل |
خلط البراعة بالشجا | عة فالصليل ولا الكليل |
للسانه وسنانه | صدقان من طعن وقيل |
قل الصحابة غير أن | قليلهم غير القليل |
من كل أبيض واضح الـ | ـحسبين معدوم المثيل |
من معشر ضربوا الخبا | في مفرق المجد الأثيل |
وعصابة عقدت عصا | بة عزهم كف الجليل |
كبني علي والحسيـ | ـن وجعفر وبني عقيل |
وحبيب الليث الهزبـ | ـر ومسلم الأسد المديل |
آحاد قوم يحطمو | ن الجمع في اليوم المهول |
ومعارضي أسل الرما | ح بعارض الخد الأسيل |
يمشون في ظلل القنا | ميل المعاطف غير ميل |
وردوا على الظمأ الردى | ورد الزلال السلسبيل |
وثووا على الرمضاء من | كاب ومنعفر جديل |
وسطا العفرني حين أفـ | ـرد شيمة الليث الصؤول |
ذات الفقار بكفه | وبكتفه ذات الفضول |
وأبو المنية سيفه | وكذا السحاب أبو السيول |
غرثان أورث حده | ضرب الطلى فرط النحول |
صاح نحيل المضربيـ | ـن فديت للصاحي النحيل |
غيران ينتقد الكمي | فليس يقنع بالبديل |
يا ابن الذين توارثوا الـ | ـعليا قبيلا عن قبيل |
والسابقين بمجدهم | في كل جيل كل جيل |
والطاعني ثغر العدى | والمانعي ضيم النزيل |
أن تمس منكسر اللوى | ملقى على وجه الرمول |
فلقد قتلت مهذبا | من كل عيب في القتيل |
جم المناقب لم تكن | تعطي العدى كف الذليل |
كلا ولا أقررت إقـ | ـرار العبيد على الخمول |
يهدى لك الذكر الجميـ | ـل على الزمان المستطيل |
ما كنت إلا السيف أبـ | ـلته الضرائب بالفلول |
والليث أقلع بعد ما | دق الرعيل على الرعيل |
والطود قد جاز العلو | فلم يكن غير النزول |
والطرف كفكف بعدما | غلب الجياد على الوصول |
والشمس غابت بعدما | هدت الأنام إلى السبيل |
والماجد الكشاف للكر | بات في الخطب الثقيل |
حاوي الثناء المستطا | ب وكاسب الحمد الجزيل |
بأبي وأمي أنتم | من بعدكم للمستنيل |
لا در بعدكم الغما | م ولا سقى ربع المحيل |
يا ظلة العاني المخو | ف وكعبة العافي المعيل |
من للهدى من للندى | من للمسائل والسؤول |
رجعت بها آمالها | عن لانوال ولا منيل |
فغدت وعبرتها تسح | وقلبها حلف الغليل |
ثكلى لها الويل الطويـ | ـل شجى وإفراط العويل |
يا طف طاف على مقا | مك كل هتان هطول |
وأناخ فيك من السحا | ب الغر مثقلة الحمول |
وحباك من مر النسيـ | ـم بكل خفاق عليل |
أرج يضوع كأنه | قد بل بالمسك البليل |
حتى ترى خضر المرا | بع والمراتع والفصول |
كاسي الروابي والبطا | ح مطارفا هدل الذيول |
قسما بتربة ساكنيـ | ـك وما بضمنك من قتيل |
أنا ذلك الظامي وصا | حب ذلك الدمع الهطول |
لا بعد ينسيني ولا | قرب يبرد لي غليلي |
يا خير من لاذ القريـ | ـض بظل فخرهم الظليل |
وأجل مسؤول أتا | ه فنال عاف خير سول |
لكم الماعي الغر والـ | ـعلياء لامعة الحجول |
والمكرمات وما أشا | د الدهر من ذكر جميل |
وجميع ما قال الأنا | م وما تسامى من مقول |
والمدح في أم الكتا | ب وما أتى عن جبرئيل |
وثناي أقصر قاصر | وأقل شيء من قليلي |
والعجز ذنبي لا عدو | لي عن أخ البر الوصول |
وأنا المقصر كيف كنـ | ـت فهل لعذر من قبول |
وأرى الكمال بكم فمد | ح الفاضلين من الفضول |
صلى الإله عليكم | ما جد ركب في رحيل |
وله من قصيدة:
هنا الربع لا بين الدخول فحومل | فعطفا علينا يا ابنة القوم وانزلي |
دعيني وأشجاني أكابد حملها | فإن الذي بي فوق رضوى ويذبل |
تلومين دمعي يا ابنة القوم أن جرى | على طلل عاف ورسم معطل |
سلي يا ابنة الأقوام ثم تبيني | فإن ساغ حكم العدل عندك فاعدلي |
وكيف أدخار الدمع عن خير منزل | تضمن من خبر الورى خير نزل |
بنو الوحي يتلى والمناقب تجتلى | وغر المساعي أولا بعد أول |
لهم كل مجد شامل كل رفعة | لها كل حمد شاغل كل محفل |
بنو المصطفى الهادي وحسبك نسبة | تفرع عن أسمى نبي ومرسل |
سحائب أفضال بدور فضائل | كواكب أجلال بحور تفضل |
غيوث ليوث يومي السلم والوغى | ممات حياة للمعادي وللولي |
فأكنافهم خضر الربى يوم فاقة | وأسيافهم حمر الظبى يوم معضل |
إذا سوبقوا يوم الفخار انتهت بهم | سوابق للمجد القديم المؤثل |
فسل بهم كرب البلا ساعة البلا | أناخ وألقى الخطب فيها بكلكل |
سروا يقطعون الخيل والليل والفلا | بعزم متى يستسهل الصعب يسهل |
يؤم بهم طلاب مجد مؤثل | تورثه عن أمثل بعد أمثل |
طلابا بصدر الرمح يرعف أنفه | دما لا بكف السائل المتوسل |
غداة رمته آل حرب بحربها | وقادت إليه القود في كل جحفل |
غداة التقى الجمعان في طف كربلا | وما كربلا عن يوم بدر بمعزل |
وقد سدت الآفاق بالنقع والوغى | فلم تر إلا جحفلا تحت قسطل |
وقامت رجال الله من دون آله | تشب لظى الحرب العوان وتصطلي |
بكل خفيف الحاذ من فوق سابق | تخل به الفتخاء من تحت أجدل |
تهاووا على الرمضاء بين معفر | بها الوجه أو دامي الجبين مرمل |
وظل أخو الهيجاء يحمل شكة | على سابح موج المنية هيكل |
أخوهم يأتي بكل عجيبة | تروق لعين الناظر المتأمل |
تراه كأن الطعن يهدي له المنى | فيبدو بوجه الباسم المتهلل |
كأن المنايا السود بيض خرائد | تعاطيه بعد الهجر عذب المقبل |
وأوتر رجس نحوه بمراشة | كثيرة وبل الشر عيطاء عيطل |
وثنى سنان نحوه بسنانه | فجدله لهفي له من مجدل |
وأقبل شمى حين أدبر حظه | فشمر عن ماضي الغرارين منصل |
وأدبر ينحو الفاطميات مهره | بعولة عان ناعيا للمعول |
فابصرن رب الجود خلوا جواده | وطود العلى قد حطه الحتف من عل |
يقلن ألا يا واحد نسجت له الصبا | والظبى بردي نجيع وجندل |
ويا واحدا ما للمساكين غيره | إذا ما أثارت قسطلا أم قسطل |
ويا ماجدا أن هجر الخطب واغتدت | تريد اليتامى عنده ظل موئل |
ويا منية السارين حين يلفهم | بليلان من ظلي سقيط وشمأل |
لتبك المعالي بعد يومك شجوها | بكاء العطايا والنوال المعجل |
فقل لبني الحاجات خلوا عن السرى | وقطع الفيافي مجهلا بعد مجهل |
وقل للمذاكي الجرد لا تصحبي الوغى | ولا تركضي في جحفل تحت قسطل |
وقل لمطايا السير ما أنت والفلا | فلا ظل منهال ولا ظل منهل |
وقل للوغى صبرا فلا رفع قسطل | ولا ركض فرسان ولا ركز ذبل |
وقل لليتامى والأيامي قضى الذي | عليه عيال كل عاف ومرمل |
وقل لعلوم الحق ويحك بعده | من المعتدي والجاهل المتعقل |
فلا دفع إيراد ولا رفع مبهم | ولا كشف أجمال ولا حل مشكل |
مضى الماجد الضرغام والواجد الذي | تحمل من كل العلى كل مثقل |
ربيع اليتامى المعتفين وكافل الـ | ـأيامى وأمن الخائف المتوجل |
أقول لركب كالقسي تفوقوا | ذرى مثلها سن كل وجناء عبهل |
قفوا بي إذا بان الطفوف وأعرضت | مخايل ذاك العارض المتجلجل |
وحلوا من الأكوار وابتدروا الثرى | فما بعد صدي للصدى ري منهل |
وقوموا بنا يا قوم نبكي بربعها | لأشرف مقتول بأشرف منزل |
لثاوعلى الرمضاء لم يلق مشفقا | على الترب عار بالنجيع مسربل |
مخلى بقفر البيد مستلب الردا | تريب الحححيا ميت لم يغسل |
عليك ابن خير المرسلين تأسفي | وإفراط أحزاني ووجد يلذ لي |
فليت سهاما خص نحرك وقعها | أصيب بها دون البرية مقتلي |
وإن أرج فيك الفوز يا ابن محمد | فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي |
وما قدر شعري في علاك وذو العلى | حباك بخير المدح في خير منزل |
ليهن القوافي أن حوت فيك مدحة | ويهنيك مدح المحكم المتنزل |
وله أيضا:
أما طلل يا سعد هذا فتسأل | نزال فهذي الدار إن كنت تنزل |
هي الدار لا شوقي إليها وأن خلت | يحال ولا عن ساكنيها يحول |
قفوا بي على أطلالها علنا نرى | سميعا فنشكو أو مجيبا فنسأل |
لي الله كم تلحو اللواحي وتعذل | وكم أبتدي عذرا وكم أتنصل |
يريدون بي مستبدلا عن أحبتي | أحالوا لعمري في الهوى وتمحلوا |
أبعد نوى الهادين من آل هاشم | يروقك غزلان وتصبيك غزل |
بها ليل أمثال البدور زواهر | وليل الوغى مستحلك اللون أليل |
ولا يومهم وابن النبي بكربلا | وللنقع في جو السماكين قسطل |
يكر فتنحو نحو هاشمية | فوارس أمثال الضراعم ترقل |
فوارس من عليا قريش وهاشم | لهم سالف في المجد يروي وينقل |
فوارس إذ ناد الصريخ ترى لهم | مكانا بمستن الوغى ليس يجهل |
يؤمهم للمطلب الصعب أصعب | مقبل أطراف البنان مبجل |
إلى أن ثووا تحت العجاج تلفهم | ثياب علا منها قني وأنصل |
فظل وحيدا واحد العصر في الوغى | نصيراه فيها سمهري ومنصل |
وشد على قلب الكتيبة مهره | فراحت ثبا مثل المهى تتجفل |
فديتك كم من مشكل لك في الوغى | إلا كل مغنى من معاليك مشكل |
فتلك منايا أم أمان تنالها | وذاك حريق أم رحيق معسل |
إلى أن أتاه في الحشى سهم مارق | فخر فقل في يذبل قل يذبل |
وزلزلت الأرضون وارتجت السما | وكادت له أفلاكها تتعطل |
وراحت له الأيام سودا كأنما | تجلبها قطع من الليل أليل |
وأضحى كتاب الله من أجل فقده | يحن له فرقانه والمفصل |
ولم أنس لا والله زينب إذ دعت | بواحدها والدمع كالمزن مسبل |
وراحت تنادي جدها حين لم تجد | كفيلا فيحمي أو حميا فيكفل |
أيا جدنا هذا الحبيب على الثرى | طريحا يخلى عاريا لا يغسل |
يخلى بأرض الطف شلوا ورأسه | إلى الشام فوق الرمح يهدى ويحمل |
لتبك المعالي يومها بعد يومه | إذا ما بغى باغ وأعضل معضل |
وبيض الظبى والسمر تدمى صدورها | وخيل الوغى تحفى وبالهام تنعل |
ومنقبة تقلى وذكر يرتل | ومكرمة تبنى ومجد يؤثل |
وليلة مسكين تحمل قوته | إليه سرارا والظلام مجلل |
بكاء العذارى الفاقدات كفيلها | عشية جد الخطب والخطب مهول |
متى نبصر النصر الإلهي مشرقا | بأنواره تكسى الربى وتجلل |
يروم سلوي فارغ القلب مثله | وذلك خطب دونه الصعب يسهل |
حرام على قلبي العزا بعد فقدكم | وفرط الجوى فيه المباح المحلل |
ولولا الذي أرجوه من أخذ ثاركم | فأعلق آمالي به وأعلل |
لمت على ما كان من فوت نصركم | أسى وجوى والموت في ذاك أمثل |
ولي سيئات قد عرفت مكانها | فظهري منها أحدب الظهر مثقل |
وما لي فيها من يد غير أنني | عليكم بها بعد الإله أعول |
وسمعا بني المختار نظم بديعة | يذل لها بشر ويخضع جرول |
تجاري كميتا كالكميت ولم يكن | بها أخطل إذ ليس في الشعر أخطل |
فإن تمنحوا حسن القبول فإنكم | وما عنكم أن تطردوا متحول |
عليكم سلام الله ما لاح بارق | وما ناح قمري وما هب شمأل |
وله من قصيدة في رثائه:
أو لم يرعك الأكرمون | وما قضت لهم الكرامه |
وقيامة بالطف قا | مت دون أدناها القيامه |
زلزالة أهدت قوا | رعها إلى الكون اصطلامه |
طارت فأكسبت الوجو | د غياهبا أوهت نظامه |
فياضة الكربات مثـ | ـل البحر يلتطم التطامه |
يزجي رحاها ساهر | أن عب بحر الحتف عامه |
تلقى الجبال تمر من | سطواته مر الغمامه |
من معشر ضرب الجلا | ل بهم على العليا خيامه |
وموطئي الأقدام منـ | ـها النسر كاهله وهامه |
من أحمد المختار منـ | ـصبه وحيدرة الشهامه |
بجبينه نور النبوة | بين عينيه الإمامه |
يعلوه عنوان الجلا | ل به وسيماء الفخامه |
غضبان يحتقر الوجو | د وما قلت يده حسامه |
موف على الدفعات عز | الله أشجع من أسامه |
متبسما يلقى العدى | كالليث إذ يلقى سوامه |
غيران أما أن يحو | ز المجد أو يلقى حمامه |
عشق الفناء فليس دو | ن الحتف ما يشفي غرامه |
طرب إذا اضطرب الفريـ | ـق كأنما الخطر السلامه |
حتى إذا حم الحما | م وصوبت يده سهامه |
وتصدعت سبل الهدى | صدعا أبى الدهر التئامه |
قرعت أساس المجدنا | فذة فأسرعت انهدامه |
هدت ذرى رضوى وأر | دت يذبلا ورمت شمامه |
وأشمت المجد الأشم | برغم ماجده رغامه |
يا أمة ولع الشقا | ء بها فأركبها سنامه |
ورأى الضلال محله | منها فملكها زمامه |
ما راقبت لنبيها | عهدا وما راعت ذمامه |
قتلت أحبته وما | قنعت أن اغتصبت مقامه |
وجرت كذاك فلم تزل | أبدا لها فيهم ظلامه |
جعلت حشاه غذا السها | م وما مهجته أدامه |
هاتي كرائمه تسا | ق ومثلها تركوا كرامه |
أسرى يعز عليه ما | يلقين من بعد الكرامه |
هذا ومهجته بأيـ | ـدي الخيل قد رضوا عظامه |
وكريمه البدري فو | ق قناته لاقى تمامه |
تروي الرماح أوامها | منه وما روت أوامه |
والماء نصب لحاظه | يلتاح ناظره جمامه |
يا للرجال لحادث | قد طبق الدنيا ركامه |
أرأيت مبعوثا لقو | م هكذا جعلوا ختامه |
قطعوا عنادا رحمه الـ | ـأدنى وما خافوا أثامه |
وتخلفوا عمدا مع الـ | ـحث المؤكد عن أسامه |
قنعوا من الباقي بما | نالوا من الفاني حطامه |
فليعلمن معاشر | أن تأت فاطمة القيامه |
وليندمن هناك قو | م حيث لا تغني الندامه |
قد قلت للساري المغب | المجلس الوجناء عامه |
علق بقطع البيد وصال | السرى سئم السآمه |
يزجي لها زيافة | في سيرها مثل النعامه |
لبس الدجى بردا وصير | جنح غيهبه لثامه |
بالله أن جئت الطفو | ف مبلغا عني سلامه |
من بعد أن قبلت تر | بته وأكثرت التثامه |
وشفيت داءك أن مسحـ | ـت بوجهك العالي رغامه |
ومعارج الأملاك حيـ | ـث قيامها يتلو قيامه |
فاذكر له الشوق الملح | وكيف هيمه هيامه |
يشتاق برقا كلما اسـ | ـتعلى عراقيا فشامه |
أنفاسه قيد الزفيـ | ـر وسجعه سجع الحمامه |
وله في رثاء العباس بن علي (ع):
لا والهوى ليس بعد الظاعنين كرى | فيستريح أخو شوق إلى الحلم |
وكيف يأوي بأرض الري منزلنا | من كان منزله الروحاء من أضم |
يا ساكن القلب هل من رحمة لشج | مغض على سقم مفض إلى عدم |
ما عند ناظره والقلب من أرب | بعد الحمى غير منهل ومضطرم |
أسوان ليس له عند النوى جلد | يقوى به غير قرع السن من ندم |
مناه عود المطايا لو تعود له | بما تحملن من ورد ومن عنم |
لا رأي للركب أن يخشى الضلال | دجى والصبح فوق المطايا غير منكتم |
في البيت من هاشم العلياء نسبتهم | والنعت من أحمد المبعوث للأمم |
قوم إذا ذخر الأقوام كان لهم | أنف الصفا وأعالي البيت والحرم |
شم المراعف ولا جون مزدحم الـ | ـهيجاء بالنفس فراجون للغمم |
أهل الحفيظة لا يلفى جوارهم | يشقى به الجار حفاظون للذمم |
عف المآزر لا عاب يدنسهم | ولا يخاف عليهم زلة القدم |
تلقى جفونهم تغضي حيا وترى | أسماعهم عن هجين القول في صمم |
وموقف لهم تنسي مواقعه | وقائع الحرب في أيامها القدم |
أيام قاد ابن خير الخلق معلمة | لم ترد فرسانها إلا أخا علم |
حمر الظبا سود يوم النقع خضر ربى | لرائد الجود بيض الأوجه الوسم |
من كل أبيض في كفيه مشبهة | في الجزم والحزم والإمضاء والقسم |
قريع قوم قراع البيض مطربة | لسمعه دون قرع الناس والنغم |
يوم أبو الفضل تدعو الظاميات به | والماء تحت شبا الهندية الخذم |
الضارب القمم | ابن الضارب القمم ابن الضارب |
يوم له والمنايا شاهدة | بأنه بدرها في حالك الظلم |
يسطو فقل في السبنتى خلفت بشرى | أشبالها جوعا في غاية الألم |
والجمع والنفع والظلماء مرتكم | في ظل مرتكم في ظل مرتكم |
والخيل تصطك والزغف الدلاص على | فرسانها قد غدت نارا على علم |
والضرب يخلق أفواها مفوهة | تحكي الدما فكأن الكلم للكلم |
وأقبل الليث لا يلويه خوف ردى | بادي البشاشة كالمدعو للنعم |
فياض مكرمة خواض ملحمة | فضاض معضلة عارم من الوصم |
أخر ندى ينحر الآساد ضارية | حسامه مطعما للسيد والرخم |
ثيابه نسج داود وعمته | عادية أصبحت تعزى إلى أرم |
يشد كالصقر في الأبطال فانكشفت | عن ضيغم كظباء الضال والسلم |
يبدو فيغدو صميم الجمع منصدعا | نصفين ما بين مطروح ومنهزم |
فعال منتدب لله محتسب | في الله معتصم بالله ملتزم |
حتى حوى بحرها الطامي فراتهم الـ | ـجاري ببحر من الهندي ملتطم |
فكف كفا عن الورد المباح وفي | أحشائه ضرم ناهيك من ضرم |
وحرمت أن تنال الري مهجته | كأنما الري فيها أشهر الحرم |
ولم تهم بشرب الماء همته | وسلب ذا الهم نفسا أكبر الهمم |
وهل ترى صادقا دعوى إخوته | روى حشى وأخوه في الهجير ظمي |
وما كفاه الردى دون ابن والده | حتى قضى مثله وارى الفؤاد ظمي |
حتى ملا مطمئن الجأش قربته | ثم انثنى مستهلا قاصد الحرم |
فكاثروه فألفوا غير ما نكس | ماضي الشبا غير هياب ولا أرم |
فردها وسيوف الهند تحسبها | برق الحيا ورماح الخط كالأجم |
أكمى كمي ومن كان الوصي له | أبا فذاك كمي فوق كل كمي |
يستوعب الجمع لا مستفهما بهل | عنه ولا سائلا عن عده بكم |
غير أن تأبى يسير الطعن همته | فلا يؤم زحاما غير مزدحم |
حتى ابتنى قلل العلياء من شرف | ورم ساحتها الجرباء بالرمم |
عموه بالنبل والسمر العواسل والـ | ـبيض الفواصل من فرع إلى قدم |
فخر للأرض مقطوع اليدين له | من كل مجد يمين غير منجذم |
وله من قصيدة:
إن تكن كربلا فحيوا رباها | واطمئنوا بنا نشم ثراها |
ألثموا جوها الأنيق على ما | كان في القلب من حريق جواها |
واغمروها بأحمر الدمع سقيا | فكرام الورى سقتها دماها |
وبنفسي مودعون وفي العيـ | ـن بكاها وفي القلوب لظاها |
من بحور تضمنتها قبور | وبدور قد غيبتها رباها |
ركبهم والقضا بأظعانهم يسـ | ـري وهادي الورى أمام سراها |
والمساعي من خلفهم نادبات | والمعالي مشغولة بشجاها |
ساكبات الدموع لا يتلاقى | بين أجفانها وبين كراها |
وتبدت شوارع الخيل والسمـ | ـر وفرسانها يرف لواها |
فدعا صحبه هلموا فقد أسـ | ـمع داعي المنون نفسي رداها |
فأجاب الجميع عن صدق نفس | أجمعت أمرها وحازت هداها |
لا ومعنى به تقدست ذاتا | وجلال به تعاليت جاها |
لا نخليك أو نخلي الأعادي | تتخلى رؤوسها عن طلاها |
واستبانت على الوفا وتواصتـ | ـه وأضحى كما تواصت وفاها |
تتهادى إلى الطعان اشتياقا | ليت شعري هل في فناها بقاها |
ذاك حتى ثوت موزعة الأشـ | ـلاء صرعى سافي الرمال كساها |
وامتطى الندب مهره لا يبالي | أشأته منونه أم شآها |
يتلقى القنا بباسم ثغر | متلقى العفاة حين يراها |
مقريا وافديه نسرا وذئبا | لحم أسد لحم الأسود قراها |
وانبرت نبلة فشلت يدا رجـ | ـس رماها وكف علج براها |
وهوى الأخشب الأشم فماجت | نقطة الكون أرضها وسماها |
وانثنى المهر بالظليمة عاري | السرج ناع للمكرمات فتاها |
يا لقومي لعصبة عصت اللـ | ـه وأضحى لها هواها إلاها |
أسخطت أحمدا ليرضى يزيد | ويلها ما أضلها عن هداها |
يا ابن من شرف البراق وفاق الـ | ـكل والسبعة الطباق طواها |
أن تمنى العدى لك النقص بالقتـ | ـل فقد كان فيه عكس مناها |
أين من مجدك المنيع الأعادي | وبك الله في العناية باهى |
وعليك اعتماد نفسي فيما | أملته وما جنته يداها |
وذنوبي وإن عظمن فإني | بك يا ابن الكرام لا أخشاها |
وبميسور ما استطعت ثنائي | والهدايا بقدر من أهداها |
وله من قصيدة:
أهاب به الداعي فلباه إذ دعا | وكان عصي الدمع فانصاع طيعا |
عصى دمعه حادي المطايا فمذ رأى | بعينيه ظعن الحي أسرع أسرعا |
فبادر لا يلوي به عذل عاذل | إذا قيل مهلا بعض هذا تدفعا |
ظعائن تسري والقلوب بأسرها | على أثرها يجرين حسرى وظلعا |
وبالنفس أفدي ظاعنين تجلدي | لبينهم قبل التودع ودعا |
مضوا والمعالي الغر حول قبابهم | تطوف الجهات الست مثنى ومربعا |
سروا وسواد الليل داج وشعشعت | على لونه أنوارهم فتشعشعا |
يحل الهدى أنى يحلون والندى | فإن أقلعوا لا قدر الله أقلعا |
مصاليت يوم الحرب رهبان ليلهم | بوارع في هذا وفي ذاك خشعا |
ترى الفرد منهم يجمع الكل وصفه | كمالا كأن الكل فيه تجمعا |
وتهوى الأيامى لو تحل ربوعهم | وقد تركت من حولها الروض سرعا |
رمت بهم نحو العلا المحض عزمة | لو الطود وافاها وهى وتصدعا |
عشية أمسى الدين دين أمية | وأمسى يزيد للبرية مرجعا |
وهل خبرت فيما تروم أمية | بأن العلا لم تلف للضيم مدفعا |
وقد علمت أن المعالي زعيمها | حسين إذا ما عن ضيم فأفزعا |
رأى الدين مغلوبا فمد لنصره | يمين هدى من عرصة الدين أوسعا |
فأوغل يطوي الكون ليس بشاغل | على ما به من كف علياه أصبعا |
يقود إلى الحوب العوان ضراغما | حواسرها أمضى من الغير درعا |
تجر من الرمح الطويل مزعزعا | ويمضي من السيف الصقيل مشعشعا |
مطلا على الأقدار لو شاء كفها | فجاءته تترى حسبما شاء طيعا |
فألقى ببيداء الطفوف مشمرا | إلى الموت لن يخشى ولن يتروعا |
وقامت رجال للمنايا فأرخصوا | نفوسا زكت في المجد غرسا ومنبعا |
تفرع من عليا قريش فإن سطت | رأيت أخا ابن الغاب عنها تفرعا |
بدور زهت أفعالهم كوجوههم | فسرتك مرأى إذ تراها ومسمعا |
أبو جانب الورد الذميم وأشرعوا | مناهل أضحى الموت فيهن مشرعا |
فأكسبها المجد المؤثل أبلج | غشى نوره جنح الدجى فتقشعا |
فتنثر أوصال الكمي سيوفها | وتنظم بالرمح الطويل المدرعا |
إلى أن ثووا صرعى الغداة كأنهم | ندامى سقوا كأسا من الراح مترعا |
وأقبل ليث الغاب يحمي عرينه | ببأس من العضب اليماني أقطعا |
يكر فتلقى الخيل حين يروعها | مضامين سرب خلفها الصقر زعزعا |
يصرف آحاد الكتيبة رأيه | فلا ينتقي إلا الكمي المقنعا |
بطعن يعيد الزوج بالضم واحدا | وضرب يعيد الفرد بالقطع أربعا |
ولما رمت كف المقادير رميها | وحان لشمل الدير إن يتصدعا |
بدى عن سراة السرج يهوي كأنما | جبال شرورى من علاها هوت معا |
وراح بأعلى الرمح يزهو كريمه | كبدر الدجى إذ تم عشرا وأربعا |
وعاثت خيول الظالمين فأبرزت | كرائم أعلى أن تهان وأرفعا |
ثواكل لم يبق الزمان لها حمى | يكن ولم يترك لها الدهر مفزعا |
تكاد إذا ما أسبلت عبراتها | تعيد الثرى من وابل الدمع مربعا |
وكادت إذا ما أشعلت زفراتها | بأنفاسها يغدو لها الروض بلقعا |
فما الفاقدات الألف شتت جمعها | غداة النوى أيدي العداة ووزعا |
بأوهى قوى منها وأشجى مناحة | وأضرم أحشاء وأضيع أدمعا |
نوائح من فوق الركاب كأنها | حمام نأى عنه الأليف فرجعا |
سبايا يلاحظن الكفيل مصفدا | وأطفالها في الأسر غرثى وجوعا |
وأسرتها الحامون للبيض مطمعا | وأموالها في النهب للقوم مطمعا |
إلى الله أشكو معشرا ضل سعيها | فجاؤوا بها شنعاء تحمل أشنعا |
جزى الله قوما قبلها مهدوا لهم | عن المصطفى شر الجزاء وأفظعا |
فأقسم لولا السابقون وما أتوا | به قبل هذا ما ادعاها من ادعى |
ولا راح يدعى في الأنام خليفة | يزيد فيعطي من يشاء ويمنعا |
ولا راح يوم الطف سبط محمد | لدى القوم مطلول الدماء مضيعا |
وكانت بنو حرب أذل وجمعها | أقل وما شمت به العز أجدعا |
فقامت على رغم المعالي أمية | بنقض الذي قد أبرم الدين ولعا |
خليلي قولا وانصفا واسألا الذي | تبرعها عن أي وجه تبرعا |
بأي بلاء كان منه أغصه | بمر المنايا مقدما فتجرعا |
فباتت له ترعى الغوائل لا ترى | له مضجعا إلا تمنته مصرعا |
وما ضربت في الفضل أيام شركها | بسهم ولا قامت مع القوم مجمعا |
بني المصطفى يا خيرمن وطئ الحصى | وأكرم من لبى وطاف ومن سعى |
ويا خير من أم المروعات ركنه | فآمنها منا وراعة المروعا |
ويا خير من أمته غرثى سواغبا | فأطعمها عذب النوال فأشبعا |
ويا خير من جاءته ظمئى نواهلا | فأصدرها ريا القلوب فأنقعا |
ويا خير من يرجو المسيئون عفوه | فأولى به الصفح الجميل وأوسعا |
سما رزؤكم كل الرزايا كما سما | على كل مجد مجدكم وترفعا |
فأحرزتم الغايات في كل حلبة | فقصر عن مسعاكم كل من سعى |
سوابق في الهيجا سوابق في الندى | سوابق إن صد الخصام المشيعا |
مصابكم أضنى الفؤاد من الأسى | وأزعج عيني أن تنام فتهجعا |
إذا ذكرت نفسي عظيم مصابكم | تقسمها الشجو العظيم ووزعا |
أروح بأنفاس السليم توجعا | وأغدو بتذكار السقيم تفجعا |
وله في رثائه (ع):
عدتك نجد فماذا أنت مرتقب | يدنو إليك الحمى أم تنقل الهضب |
أبعد أن بنت عنها بت ترقبها | فاذهب فليس لك العتبى ولا العتب |
لو كنت صادق دعوى الحب ما برحت | بك المطي ولا زمت بك النجب |
أعراب بادية تبنى بيوتهم | حيث العوامل والهندية القضب |
لم يعد ملكهم بأس ولا كرم | فلا عدو لهم يلفى ولا نشب |
تجري على العكس من قولي ظعونهم | ولو جرت مطلقا ما فاتك الأرب |
فكلما قلت رفقا بالحشى عنفوا | فليت لو قلت بعدا بالسرى قربوا |
يستعذب القلب من تعذيبهم أبدا | كأنما كلما قد عذبوا عذبوا |
يا منزلا بمحاني الطف لا برحت | سقيا السحائب منك البان والكثب |
كم قلت نجدا وما أعني سواك به | وعرب نجد ومن في ضمنك العرب |
إني وإن عنك عاقتني يدا قدر | ببين جسم فقلبي منك مقترب |
لا تحسبن كل دان منك ذا كلف | فالدار بالجنب لكن الهوى جنب |
أقائل أهل ودي إن هم عزبوا | عن ناظري أنهم عن خاطري عزبوا |
لا والهوى ليس بعد الدار يشغلني | عنهم ولا محنة كلا ولا وصب |
يا سائق الحرة الوجناء انحلها | طي السرى وطواها الأين والنصب |
وجناء ما ألفت يوما مباركها | ولا انثنت عند تعريس لها ركب |
علامة بضروب السير أقربها | منها إلى رأيها التقريب والخبب |
تأبى جوانبها تأتي مباركها | حب السرى فكأن ابراحة التعب |
عج بي إذا جئت غربي الحمى وبدت | منه لمقلتك الأعلام والقبب |
وحي عني الأولى أقمارهم طلعت | من طيبة ولدى كرب البلا غربوا |
فأعجب لهم كيف حلوا كربلاء وقد | كانت بهم تفرج الغماء والكرب |
فأين تلك البدور النم لا غربوا | وأين تلك البحور الفعم لا نضبوا |
قوم كأولهم في الفضل آخرهم | والفضل أن يتساوى البدء والعقب |
فمنذر مصطفى بالوحي منتجب | ومرتضى مجتبى بالهدي منتخب |
الواهبون لدى البأساء ما وجدوا | والطالبون بصدر الرمح ما طلبوا |
والمدركون إذا ما أزمة بخلت | بصرفها وتخلت عندها الصحب |
وكم لهم حيث جل الخطب من قدم | رست علا والجبال القود تضطرب |
ولا كيومهم في كربلاء وقد | جد البلا وارجحنت عندها الكرب |
وفتية وردوا ماء المنون بها | ورد المفاضة ظمآن الحشى سغب |
من كل أبيض وضاح الجبين له | نوران من جانبيه الفضل والنسب |
تجلو العفاة لهم تحت القنا غررا | تلاعب البيض فيها والقنا السلب |
أمت أمية أن تعلو لها شرفا | فيصبح الرأس مخدوما له الذنب |
ودون ما يممت هند وجارتها | هند السيوف وحرب دونها الحرب |
جاءت ليستعبد الحر اللئيم وفي | عود العلى عند غمز الضيم مضطرب |
فشمرت للوغى فرسانها طربا | وامتاز بالسبك عما دونه الذهب |
فوارس اتخذوا سمر القنا سمرا | فكلما سجعت ورق القنا طربوا |
يستنجعون الردى شوقا لغايته | كأنما الضرب في أفواهها الضرب |
واستأثروا بالردى من دون سيدهم | قصدا وما كل إيثار به الأرب |
حتى إذا سئموا دار البلا وبدت | لهم عيانا هناك الخرد العرب |
فغودروا بالعرى صرعى تلفهم | مطارف من أنابيب القنا قشب |
وأقبلت زمر الأعداء ترقل والـ | ـأضغان تسعى والأحشاء تلتهب |
جلا لها ابن جلا عضب الشبا ذكرا | لا يعرف الصفح إذ يستله الغضب |
تأتي على حلق الماذي ضربته | ولا يقيم عليها البيض واليلب |
وكلما اسود ليل من كتائبهم | أحاله من سناه الضوء لا اللهب |
وما استطال سحاب من جموعهم | إلا استطار به من لمعه الرهب |
وباسم الثغر والأبطال عابسة | كأن جد المنايا عنده لعب |
لا يسلب القرن إذ يرديه بزته | والليث همته المسلوب لا السلب |
ماض بماض إذا استقبلت أمرهما | بدا لعينيك من فعليهما العجب |
تلقى الردى في الندى طلق العنان كما | ترى حياة الورى محمولها العطب |
حتى إذا ضربت يمنى القضا وارى | إحدى العجائب دهر شأنه العجب |
هوى إلى الترب قطب الحرب وابتدرت | من مهجة الندي أيدي البيض تختضب |
وأقبلت خفرات المصطفى ولها | ندب على الندب لكن الحشى يجب |
كواكب فقدت شمس الضحى فبدت | والمرء يعجب لو لم يعرف السبب |
كم حرة مثل قرن الشمس قد نفست | على العيون بها الأستار والحجب |
أبدت أمية منها أوجها كرمت | بالصون يسأل عنها الكور والقتب |
من كل باكية أسرى وشاكية | حسرى وزاكية عبرى وتنتحب |
وكم كمي بقاني البرد مشتمل | وكم أبي بماضي الحد يعتصب |
وجسم بحر ندى في الترب منعفر | ورأس بدر هدى في الرمح ينتصب |
وحرة بعد فقد الصون يحملهما | بين المضلين مهزول المطا نقب |
فخدرها وجليل القدر مبتذل | ورحلهما وجميل الصبر منتهب |
فكلما عاينت ظلت مدامعها | تجري دموعا وظل القلب ينشعب |
يا غيث كل الورى أن عم عامهم | جدب ويا غوثهم إن نابت النوب |
والثابت العزم والأهوال مقبلة | والراسخ الحلم والأحلام تضطرب |
والماجد الحسب المقري الظبا كرما | حوباءه وكذاك الماجد الحسب |
ما غالبت صبرك الدنيا ومحنتها | ألا انثنت وله من دونها الغلب |
ولا تروع لك الأيام سرب حجى | بلى إذا ريعت الأعلام والهضب |
أن يصبح الكون داجي اللون بعدك والـ | ـأيام سودا وحسن الدهر مستلب |
فأنت كالشمس ما للعالمين غنى | عنها ولم تجزهم من دونها الشهب |
تالله ما سيف شمر نال منك ولا | يدا سنان وإن جل الذي ارتكبوا |
لولا الأولى أغضبوا رب العلى وأبوا | نص الولاء وحق المرتضى غصبوا |
أصابك النفر الماضي بما ابتدعوا | وما المسبب لو لم ينجح السبب |
ولا تزال خيول الحقد كامنة | حتى إذا أبصروها فرصة وثبوا |
فأدرك الكل ما قد كان يطلبه | والقصد يدرك لما يمكن الطلب |
يفنى الزمان وفيك الحزن متصل | باق إلى سرمد الأيام ينتسب |
كأن حزنك في الأحشاء مجدك في الـ | ـأحياء لم تبله الأعوام والحقب |
تقول نفسي ونار الوجد تضرم في | قلبي وماء البكا من مقلتي سرب |
ترضى من العين أن تجري مدامعها | ومن فؤادك أن يعتاده اللهب |
هيهات رمت محالا وادعيت به | دعوى يلوح عليها الخلف والكذب |
ما أنت والقوم ترجو نيل سعيهم | وما شربت من الكأس الذي شربوا |
هب أنه فاتك يوم البين صحبتهم | فكيف لم تركب النهج الذي ركبوا |
وله في رثائه من قصيدة:
جزى الله قوما أحسنوا الصبر والبلا | مقيم وداعي الموت يدعو ويخطب |
بحيث حسين الرماح شواجر | إليه وألحاظ المنية ترقب |
وفرسان صدق من لؤي بن غالب | يؤم بها أسنى المطالب أغلب |
ذوو الفضل لا اللاجي إلى طرد عزهم | يضام ولا الراجي لديهم يخيب |
سروا خابطي الظلماء في طلب العلى | إلى أن بدا منها الخفي المحجب |
مضى ابن علي حيث لا نفس ماجد | تهم ولا قلب من الحزم يقرب |
إذ الصارم الهندي خلى سبيله | وحاد عن القصد السنان المذرب |
وخوفه بالموت قوم متى دروا | بأن حسينا من لقا الموت يرهب |
وقامت تحامي دونه هاشمية | تحن إلى وصل المنايا وتطرب |
أتوافي العلا ما ليس بدري فأغربت | معاني الثنا في مجدهم حيث أغربوا |
فوارس من عليا قريش تسنموا | من المجد صعبا ظهره ليسى يركب |
أسود لها الأسد الضراغم مطعم | وما تسفك البيض الصوارم مشرب |
ترى الطير في آثارهم طالب القرى | متى ضمهم في حومة الحرب موكب |
عشية أضحى الشرك مرتفع الذرى | وولت بشمس الدين عنقاء مغرب |
تراع الوغى منهم بكل شمردل | نديماه فيها سمهري ومقضب |
بكل فتى للطعن في حر وجهه | مراح وللضرب المرعبل ملعب |
بكل نقي الخد لولا خطا القنا | ترى الشمس من معناه تبدو وتغرب |
ومروا على مر الطعان كأنه | لديهم جني النحل أو هو أطيب |
إلى أن ثووا تحت العجاج تلفهم | ثياب علا منهن ما حاك قعضب |
وأقبل ليث الغاب يهتف مطرقا | على الجمع يطفو بالألوف ويرسب |
إلى أن أتاه السهم من كف كافر | ألا خاب باريها وضل المصوب |
فخر على وجه التراب لوجهه | كما خر من رأس الشناخيب أخشب |
ولم أنس مهما أنس إذ ذاك زينبا | عشية جاءت والفواطم زينب |
تحن فيجري دمعها فتجيبها | ثواكل في أحشائها النار تلهب |
نوائح يعجمن الشجى غير أنها | تبين عن الشجو الخفي وتعرب |
نوائح ينسين الحمام هديلها | إذا ما حدا الحادي وثاب المثوب |
وما أم عشر أهلك البين جمعها | عدادا يقفى البعض بعضا ويعقب |
بأوهى قوى منهن ساعة فارقت | حسينا ونادى سائق الركب ركبوا |
ورحن كما شاء العدو بعولة | يذوب الصفا منها ويشجى المحصب |
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم | تسح لها العينان والخد يشرب |
أما فيكم يا أمة السوء غيرة | إذا لم يكن دين ولم يك مذهب |
بنات رسول الله تسبى حواسرا | ونسوتكم بالصون تخبى وتحجب |
إذا لم يكن ود القرابة قربة | فيا ليت شعري ما يكون التقرب |
أبادوهم قتلا وأسرا ومثلة | كأن رسول الله ليس لهم أب |
كأن رسول الله من حكم شرعه | على أهله أن يقتلوا أو يصلبوا |
يذادون أمثال الغرائب خالط الصحيحة | منها صاحب العر أجرب |
ففي كل نجد في البلاد وحاجر | لهم قمر يهوي وشمس تغيب |
بني الوحي يا كهف الطريد ومن بهم | يلوذ فينجو الخائف المترقب |
منازلكم للنازلين مرابع | يريف بها عاف ويخصب مجدب |
وأيديكم للسائلين سحائب | يهل بها عذب النوال ويسكب |
وأسيافكم حمر الظبى يوم معرك | لها الهام ملهى والترائب ملعب |
وله من قصيدة في رثائه (ع):
أهاج حشاك للشادي الطروب | قرير العين في الغصن الرطيب |
فكم للقلب من وجد وحزن | وكم للطرف من دمع سكوب |
ونفس حشو أحشاها هموم | يشيب لها الفتى قبل المشيب |
تريد من الليالي طيب عيش | وهل بعد الطفوف رجاء طيب |
سقى الله الطفوف وإن تناءت | سجال السحب مترعة الذنوب |
فكم لي عندها فرط ووجد | وحر جوى لأحشائي مذيب |
أسلوان لقلبي وابن طه | على الرمضاء ذو خد تريب |
عديم النصر إلا من قليل | من الأنصار والرحم القريب |
تفانوا دونه والرمح عاط | لناظره إلى ثمر القلوب |
يرون الموت أحلى من حبيب | أباح الوصل خلوا من رقيب |
فتلك جسومهم في الترب صرعى | عليها الطير تهتف بالنعيب |
تكفنها الرماح السمر حتى | كأن سليبها غير السليب |
تخوفه المنون جنود حرب | وهل يخشى المنون ابن الحروب |
أبي الضيم حامل كل ثقل | عن العلياء كشاف الكروب |
أبو الأشبال في يوم التعادي | أبو الأيتام في يوم السغوب |
يكر على الكتيبة وهو فرد | ككر الليث في السرب السروب |
يدافع عن مكارمه ويحمي | بصارمه عن الحسب الحسيب |
خطيب بالأسنة والمواضي | وقرت ثم شقشقة الخطيب |
فأحمد حين تلقاه خطيبا | وحيدرة تراه لدى الخطوب |
وولى مهره ينعاه حزنا | بمقلة ثاكل وحشا كئيب |
ونادت زينب منها بصوت | يصدع جانب الطود الصليب |
أخي يا ساحبا فوق الثريا | ذيول علا نقيات الجيوب |
ويا متجمعا لنعوت فضل | سليم النقص معدوم العيوب |
ويا سر المهيمن في البرايا | وشاهده على غيب الغيوب |
ويا شمسا بها تجلى الدياجي | رماها الدهر عنا بالمغيب |
ويا قمرا أحال على غروب | وعاقبة البدور إلى الغروب |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 237