التصنيفات

النعمان بن العجلان بن النعمان الأنصاري كان مع علي (عليه السلام) بصفين فقال:

وقال النعمان عجلان أيضا:
وقال الزبير بن بكار في الموفقيات: أنها اجتمعت جماعة من قريش بعد بيعة أبي بكر وفيهم ناس من الأنصار وأخلاط من المهاجرين وذلك بعد أن انصرفت الأنصار عن رأيها وسكون الفتنة وجاء إليهم عمرو بن العاص فأفاضوا في ذكر يوم السقيفة فقال عمرو والله لقد دفع الله عنا من الأنصار عظيمة ولما دفع الله عنهم أعظم كادوا والله أن يحلوا حبل الإسلام كما قاتلوا عليه ويخرجوا منه من أدخلوا فيه والله لئن كانوا سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الأئمة من قريش ثم ادعوها لقد هلكوا وأهلكوا وإن كانوا لم يسمعوها فما هم كالمهاجرين ولا سعد كأبي بكر ولا المدينة كمكة ولقد قاتلونا أمس فغلبونا على البدء ولو قاتلناهم اليوم لغلبناهم على العاقبة فلم يجبه أحد وانصرف فقال:
فلما بلغ الأنصار مقالته وشعره بعثوا إليه لسانهم وشاعرهم النعمان بن العجلان وكان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العيون وكان سيدا فخما فأتى عمرا وهو في جماعة من قريش فقال والله يا عمرو ما كرهتم من حربنا إلا ما كرهنا من حربكم وما كان الله ليخرجكم من الإسلام بمن أدخلكم فيه إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قال الأئمة من قريش فقد قال لو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار والله ما أخرجناكم من الأمر إذ قلنا منا أمير ومنكم أمير وأما ما ذكرت فأبو بكر خير من سعد لكن سعدا من الأنصار أطوع من أبي بكر في قريش فأما المهاجرون والأنصار فلا فرق بينهم ولكنك يا ابن العاص وترت بني عبد مناف بمسيرك إلى الحبشة لقتل جعفر وأصحابه ووترت بني مخزوم بإهلاك عمارة بن الوليد ثم انصرف فقال:
فلما انتهى شعر النعمان إلى قريش غضب كثير منها وألفى ذلك قدوم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن فجرى منه ما ذكر في ترجمته.
وفي أسد الغابة: كان شاعرا فصيحا سيدا في قومه أتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال كيف تجدك يا نعمان فقال أجدني أوعك فقال الله شفاء عاجلا إن كان عرض مرض أو صبرا على بلية إن أطلت أو خروجا من الدنيا إلى رحمتك إن قضيت أجله. وفي الإصابة ذكر المبرد أن علي بن أبي طالب عليه السلام استعمل النعمان هذا على البحرين فجعل يعطي كل من جاء من بني زريق فقال فيه الشاعر وهو أبو الأسود الدئلي:
وكأنه يشير إلى قول الشاعر يصف لصا اسمه زريق:
ويمكن أن يستفاد تشيعه من استعمال علي (عليه السلام) إياه على البحرين فيدل على أنه رجع إليه كما رجع إليه كثير من الصحابة ومن قوله: وأن عليا كان أخلق للأمر، وكان هوانا في علي ’’البيت’’ وإن كان في شعره ما قد يستشم منه خلاف التشيع.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 224