النعمان بن العجلان بن النعمان الأنصاري كان مع علي (عليه السلام) بصفين فقال:
وسائل بصفين عنا عند وقعتنا | وكيف كنا غداة المحك نبتدر |
وأسأل غداة لقينا الأزد قاطبة | يوم البصيرة لما استجمعت مضر |
لولا الآله وقوم قد عرفتهم | فيهم عفاف وما يأتي به القدر |
لولا الآله وعفو من أبي حسن | عنهم ما زال منه العفو ينتظر |
لما تداعت لهم بالمصر داعية | إلا الكلاب وإلا الشاء والحمر |
كم مقعص قد تركناه بمقفرة | تعوي السباع لديه وهو منعفر |
ما أن يؤوب ولا ترجوه أسرته | إلى القيامة حتى ينفخ الصور |
كيف التفرق والوصي إمامنا | لا كيف إلا حيرة وتخاذلا |
لا تعتبن (كذا) عقولكم لا خير في | من لم يكن عند البلابل عاقلا |
وذروا معاوية الغوي وتابعوا | دين الوصي لتحمدوه آجلا |
ألا قل لأوس إذا جئتها | وقل إذا جئت للخزرج |
تمنيتم الملك في يثرب | فأنزلت القدر لم تنضج |
وأخدجتم الأمر قبل التمام | وأعجب بذا المعجل المخدج |
تريدون نتج الحيال العشار | ولم تنتجوه فلم ينتج |
عجبت لسعد وأصحابه | ولو لم يهيجوه لم يهتج |
رجا الخزرجي رجاء السراب | وقد يخلف المرء ما يرتجي |
وكان كمسخ على كفه | بكف يقطعها أهوج |
فقل لقريش نحن أصحاب مكة | ويوم حنين والفوارس في بدر |
وأصحاب أحد والنضير وخيبر | ونحن رجعنا من قريظة بالذكر |
ويوم بأرض الشام إذ حل جعفر | وزيد وعبد الله في طلق نجري |
وفي كل يوم ينكر الكلب أهله | نطاعن فيه بالمثقفة السمر |
ونضرب في نقع العجاجة أرؤسا | ببيض كأمثال البروق إذا تسري |
نصرنا وآوينا النبي ولم نخف | صروف الليالي والعظيم من الأمر |
وقلنا لقوم هاجروا قبل مرحبا | وأهلا وسهلا قد أمنتم من الفقر |
نقاسمكم أموالنا وبيوتنا | كقسمة أيسار الجزور على الشطر |
ونكفيكم الأمر الذي تكرهونه | وكنا أناسا نذهب العسر باليسر |
وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم | عتيق بن عثمان حلال أبا بكر |
وأهل أبو بكر لها خير قائم | وإن عليا كان أخلق بالأمر |
وكان هوانا في علي وأنه | لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري |
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى | وينهي عن الفحشاء والبغي والنكر |
وصي النبي المصطفى وابن عمه | وقاتل فرسان الضلالة والكفر |
وهذا بحمد الله يهدي من العمى | ويفتح آذانا ثقلن من الوقر |
نجي رسول الله في الغار وحده | وصاحبه الصديق في سالف الدهر |
فلولا نبي الله لم يذهبوا بها | ولكن هذا الخير أجمع في الصبر |
ولم نرض إلا بالرضا ولربما | ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر |
أرى فتنة قد ألهت الناس عنكم | فندلا زريق المال من كل جانب |
فإن ابن عجلان الذي قد علمتم | يبدد مال الله فعل المناهب |
يمرون بالدهنا خفافا عيابهم | ويرجعن من دراين بجر الحقائب |
على حين ألهى الناس جل أمورهم | فندلا زريق المال ندل الثعالب |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 224